تكملة طبقات المفسرين ( من قبل 4 أعضاء ) قيّم
تكملة طبقات المفسرين
( أتباع التابعين)
هذه الطبقة صنفت كتب التفسير التي تجمع أقوال الصحابة والتابعين ، كسفيان بن عيينة ( وفاته عام198 )، و وكيع بن الجرّاح (ت197) ، وشعبة بن الحجاج ( ت160 ) ، ويزيد بن هارون ( ت117)،وعبد الرزاق (ت 211) ، وآدم بن أبي إياس (ت 220) ،وإسحاق بن راهويه ( ت238)،وروح بن عبادة (ت 285) ، وعبد بن حميد(ت249)
وأبي بكر بن أبي شيبة (ت335) ، وآخرين.
ثم بعد هؤلاء طبقة أخرى، منهم ابن جرير ( وفاته عام310) ، وابن أبي حاتم (ت327) ، وابن ماجه(ت275) ، والحاكم ( ت 405) ، وابن مردويه (ت410) ، وأبوالشيخ ابن حيان (ت354) ، ...وكلها مسندة إلى الصحابة والتابعين وأتباعهم وليس فيها غير ذلك، إلا ابن جرير، فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض،
والإعراب والاستنباط ، فهو يفوقها في ذلك . ثم انتصبت طبقة بعدهم إلى تصنيف تفاسير مشحونة بالفوائد ، محذوفة الأسانيد ، من مثل أبي إسحاق الزّجّاج ( وفاته عام 310)، وأبي علي الفارسي (ت377) ، وأبي بكر النقاش، واسمه: محمد بن الحسن المَوْصِلي ( وفاته عام351) ، وأبي جعفر النحّاس (ت338) ، ومكي بن أبي طالب (ت437)، وأبي العبّاس المهدوي (ت بعد عام 403).
المتأخّرون
ثم ألّف في التفسير طائفة من المتأخرين ، فاختصروا الأسانيد ، ونقلوا الأقوال بتراً ، فدخل من هنا الدخيل ، والتبس الصحيح بالعليل . ثم صار كل من سنح له قول يورده ، ومن خطر بباله شيء يعتمده . ثم نقل ذلك خلف عن سلف ظانّاً أنّ له أصلاً غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجِع إليهم في التفسير. قال السيوطي : رأيت في تفسير قوله سبحانه وتعالى : " غير المغضوب عليهم ولا الضالّين " نحو عشَرَة أقوال مع أنّ الوارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الصحابة والتابعين ليس غير اليهود والنصارى ، حتى قال ابن أبي حاتم : لا أعلم في ذلك اختلافاً بين المفسّرين . ثم صنّف بعد ذلك قومٌ برعوا في شيء من العلوم ، فكان كل منهم يقتصر في تفسيره على الفن الذي يغلب عليه ، فالنحْوي تراه ليس له هَمٌّ إلا الإعراب ، وتكثير الأوجه المحتملة فيه ، ونقل قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافياته...
أشهر المفسرين والمؤلفين في التفسير
1- تفسير بقيّ بن مخلد القرطبي ( متوفَّى عام 276) : صاحب المسند الكبير والتفسير الجليل الذي قال فيه ابن حزم : " ما صنّف تفسير مثله أصلاً " " وكان إماماً عَلَماً قدوة مجتهداً لا يقلّد أحداً" . وقد تعصبوا على ( بقيّ)؛ لإظهاره مذهب أهل الأثر فدفعهم عنه أمير الأندلس محمد بن عبد الرحمن المرواني ، واستنسخ كتبه ، وقال لِ (بقيّ) : اُنشُرْ عِلْمَك . ( ينظر تذكرة الحفّاظ للذهبي 2/184).
2- تفسير التستري ( ت 283) : هو أحد التفاسير الإشارية . والتستري هو أبو محمد سهل بن عبد الله التستري، وتفسيره هذا لم يستوعب كل الآيات ، وإن استوعب السور. وقد سلك فيه مسلك الصوفية مع موافقته أهلَ الظاهر. وهذا الكتاب صغير الحجم ، غير أنه غزير المادة في موضوعه ، مشتمل على كثير من علاج الشبهات ودفع الإشكالات . يقع في 204 صحائف ، وهو مطبوع بمطبعة دار السعادة في سنة 1908= عام 1326.
3- تفسير ابن جرير الطبري (ت عام 310):أجمع العلماء المعتبرون على أنه لم يؤلَّف في التفسير مثله .
وقد طبع هذا التفسير الجليل في المطبعة الميمنية بمصر عام 1321 على نسخة أحضرت من خزانة أمراء نجد آل رشيد، وقوبلت على نسخة أخرى في دار الكتب السلطانية بمصر. وهو في عشرة مجلدات كبار. ومنه نسخة مخطوطة في مكتبة الأحمدية بحلب في 8 مجلدات في قطع كامل آخر جلد مخروم الآخر من عند سورة
القدْر ، تحت رقم93 ، وطبع على هامشه تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، المعروف بتفسيرالنيسابوري
4- تفسير ابن عطية القديم ( ت عام 383) : ابن عطية اثنان قديم ومتأخر . أما القديم فهو أبو محمد عبد الله بن عطية الدمشقي ، كما في كشف الظنون ، وكما في ترجمته في طبقات المفسرين للسيوطي . وكان يحفظ خمسين ألفَ بيت شعر في الاستشهاد على معاني القرآن . قال العلامة هاشم الندوي في تذكرة النوادر من المخطوطات العربية في ( صفحة 19 ) نسخة منه في خزانة أيا صوفية تحت رقم 119 و121. ونسخة أخرى في مكتبة السلطان أحمد بالآستانة ، وهي من سورة الأنفال إلى آخر القرآن . ونسخة أخرى في مكتبة عاشر أفندي بالآستانة تحت رقم35 وهي تحتوي على الجزء الأول والثاني والثالث والسادس .انتهى.
5- تفسير الإمام الثعلبي ( ت 427) : قال حاجي خليفة في كشف الظنون، صفحة322 : " الكشف والبيان في تفسير القرآن لأبي إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري ....أوله بحمد الكلام يُفتتح الكلام ، وبتوفيقه يُستنجح المطلب والمرام ...كان أوحد زمانه في علم التفسير وصنف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير.
الجزء الأول منه في مكتبة المدينة المنوّرة تحت رقم489، مكتوب في القرن السادس. وجزء منه في المكتبة الأحمدية في حلب تحت رقم 79.
6- تفسير الإمام الماوردي (ت450): هو الإمام أبو الحسن علي بن حبيب الشافعي ، ومختصره للشيخ أبي الفيض محمد بن علي بن عبد الله الحلي . قاله في الكشف وقال في حرف النون : ( النكت والعيون في التفسير) للإمام الماوردي . منه نسخة كاملة في مكتبة جامع القرويين بفاس ، ونسخة أخرى في ثلاث مجلدات محفوظة في مكتبة كوبريلي في الآستانة ، وجزء منه في مكتبة أسعد العنتابي كان من وجهاء حلب . حرر في القرن السابع. أوله قوله تعالى : " ثم بدّلنا مكان السيئة الحسنة" وآخره آخِر سورة الإسراء .
7- تفسير الأصبهاني القديم ( ت459) : هو أبو مسلم محمد بن علي الأصبهاني المعتزلي الأديب . وهذا ينقل عنه الفخر الرازي كثيراً .
|