البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : من بدائع العروض..رزين العروضي أنموذجا    كن أول من يقيّم
 عمر خلوف 
18 - ديسمبر - 2007
نزولاً عند رغبة أخيينا د. صبري، فأنا أستميح أستاذنا العروضي المفتنّ، سليمان أبي ستة، في نقل موضوعه هذا إلى موقع الوراق الحبيب، وأنا على يقين من كرمه بالإذن لنا في ذلك، فله جزيل الشكر سلفاً.
من بدائع العروض
- سليمان أبو ستة -
منذ القدم ، وربما من قبل أن يجف الحبر الذي كتب به الخليل كتاب العروض، والشعراء العروضيون يواصلون تذمرهم مللا من الأوزان التي كتب عليها العرب أشعارهم في الجاهلية، فتراهم بين الحين والحين ينتفضون لقتل هذا الملل بقصائد على أوزان يريدون لها أن تكون غريبة عن عروض الخليل. وأول هؤلاء عرفناه من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، قال: "وهو عبدالله بن هارون بن السميدع، مولى قريش، من أهل البصرة. وأخذ العروض من الخليل ابن أحمد، فكان مقدماً فيه. وانقطع إلى آل سليمان بن علي وأدب أولادهم، وكان يمدحهم كثيراً، فأكثر شعره فيهم. وهو مقل جداً. وكان يقول أوزاناً من العروض غريبة في شعره، ثم أخذ ذلك عنه ونحا نحوه فيه رزين العروضي فأتى فيه ببدائع جمة، وجعل أكثر شعره من هذا الجنس. فأما عبدالله بن هارون فما عرفت له خبراً ولا وقع إلي من أمره شيء غير ما ذكرته".
ولم نعرف من بدائع رزين الجمة إلا قصيدة يتيمة قيل إنها بلغت ستين بيتا مدح بها الأمير الحسن بن سهل ومات قبل أن ينشده إياها، وأولها:
قـربوا  جمالهمُ iiللرحيلِ غـدوةً أحبّتكَ iiالأقربوكْ
خلَّفوكَ ثم مضوا مُدلجينَ مُفرَداً  بهمّكَ ما iiودعوكْ
وفيها حسب ما نقلته من معجم الأدباء لياقوت قوله:
من  مبلغ الأمير أخي iiالمكرمات مـدحـة  مـحـبرة في iiألوك؟
تـزدهـي  كواسطة في iiالنظام فـوق  نـحـر جارية iiتستبيك
يـابـن سـادة زهـر iiكالنجوم مـحـيـيـاً سـيادة ما iiأولوك
ذو الـريـاستين أخوك iiالنجيب فـيـه  كـل مـكـرمة iiوفيك
ذو الـريـاسـتين وانت iiاللذان يـحـيـيان  سُنّة غازي iiتبوك
لـم تـزالا حـيـاً لـلـبـلاد والـعـبـاد  ما لكما من شريك
أنـتـمـا  إن أقـحط العالمون منتهى  الغياث ومأوى iiالضريك
يـابـن سهلٍ الحسنَ iiالمستغاث وفي الوغى إذا اضطرب الفكيك
يـا لـمـن ألـح عليه iiالزمان مـفـزع لـغيرك يا بن الملوك
لا ولا وراءك iiلـلـراغـبـين مـطـلـب  سواك حاشا iiأخيك
ووزنها على النحو التالي:
فاعلن مفاعَلَتن فاعلاتُ ** فاعلن مفاعلتن فاعلاتْ
إلا في نحو خمسة أشطر يبدو أنه وقع في نسخها تحريف.
ولقد توارت هذه القصيدة (البديعة) في زوايا النسيان؛ ومع ذلك فلم نعدم وجود مثلها في كل عصر من عصور الشعر يخرج علينا فيها صاحبها متذمرا من طول استهلاك أوزان الخليل، لتحتل قصيدته مكانها في تلك الزوايا. وآخر تلك المحاولات ما تصدى له أخونا الأستاذ خشان خشان بالرد عليه وعلى غيره ممن يطلعون بين الفينة والفينة باكتشاف وزني جديد.
نصيحتي، إذن، لكل سدنة هيكل الخليل أن افسحوا المجال لهؤلاء الشعراء العروضيين فلعلهم يتحفوننا، كما أتحفنا رزين، ببعض من بدائعهم الجمة!
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة