البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : السينما و المسرح و التلفزيون

 موضوع النقاش : هل الموسيقى حرام فعلا؟    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 علاء 
6 - ديسمبر - 2007
ما حكم الموسيقى في الإسلام هل هي حلال أم حرام؟

هل صحيح أن الموسيقى حرام؟وهل هذه الأحاديث صحيحة ؟
السؤال :
هل الموسيقى فعلاَ حرام قول لا شك فيه ؟
لماذا تبدو آلاتنا الموسيقية بسيطة كمنتجاتنا التراثية اليدوية التي لا ترى فيها الإبداع والجمال بقدر ما ترى أنها كانت محاولة للبقاء على قيد الحياة؟ من سرق منا الجمال؟ من قتل فينا الإحساس به؟
يرى الفقيه الفيلسوف أبو محمد بن حزم أن استماع الموسيقى مباح مثل التَّنَزُّه في البساتين ولبس الثياب الملونة.
أما الأحاديث التي وردت في النهي عنها فيقول ابن حزم : لا يصح في هذا الباب شيء أبداً وكل ما فيه فموضوع ومنقطع.
و احتج ابن بحديث عائشة أن جاريتين كانتا تغنيان فدخل أبو بكر فنهرهما وقال : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله فقال الرسول :" دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد". و من المعلوم أن العيد لا يحل الحرام.وقد رد بعضهم الاستدلال بهذا الحديث بأن هذا غناء بلا آلات. وهذا خطأ لقوله : أبمزمور الشيطان , إذن هي مزامير. ولو قبلنا أن المقصود هنا هو الدف لتوجب أن تحمل النصوص التي يحتج بها المحرمون على نفس المحمل.

واستدل ابن حزم بأثر صحيح الإسناد عن عبد الله بن عمر و عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أنهما استمعا للعود.
واحتج أيضاً بحديث أن ابن عمر سمع مزمارا فوضع إصبعه في أذنيه و نأى عن الطريق , وقال: يا نافع هل تسمع شيئاً ؟ قال: لا , فرفع إصبعيه وقال: كنت مع الرسول عليه السلام فصنع مثل هذا. قال ابن حزم: فلو كان حراماً ما أباح رسول الله لابن عمر سماعه ولا أباح ابن عمر لنافع سماعه.

غير أني هنا أختلف مع ابن حزم في تصحيح هذا الحديث والصحيح أنه موقوف على ابن عمر.
وأجاب ابن حزم عن الاحتجاج بالآية : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال ابن حزم:هذا ليس عن رسول الله ولا ثبت عن أحد من أصحابه و إنما هو من قول بعض المفسرين ممن لا تقوم بقوله حجة, ثم لو صح لما كان فيه متعلق لأن الله تعالى يقول : ( ليضل عن سبيل الله ) و كل شيء يقتنى ليضل به عن سبيل الله فهو إثم وحرام ولو كان شراء مصحف أو تحفيظ قرآن .

وضعف ابن حزم كل أحاديث التحريم , فحديث عائشة مرفوعاً : إن الله حرّم المغنية و بيعها وثمنها و تعليمها والاستماع إليها. ضعيف في سنده سعيد بن أبي رزين وهو مجهول قاله الذهبي وابن حجر. وأما حديث عليّ : إذا عملت أمتي 15 خصلة حل بها البلاء , ذكر منها :واتخذت القينات والمعازف , ففي سنده مجاهيل و فرج بن فضالة وهو ضعيف. أما حديث معاوية :أن الرسول( ص) نهى عن تسع منهن الغناء والنوح , ففيه محمد بن مهاجر وهو ضعيف. وأما حديث أبي أمامة مرفوعاً بتحريم تعليم المغنيات وشرائهن و بيعهن بأن فيه إسماعيل بن عياش وهو ضعيف يخلط. وأما حديث أنس : من جلس إلى قينة صب في أذنه الآنك , فإسناده فيه مجاهيل و روي مرسلاً. وأما حديث النهي عن صوتين ملعونين: صوت نائحة وصوت مغنية, ففيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وأما حديث ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب ففيه شيخ لم يسم ولا يعرف. والصحيح أنه موقوف و ابن مسعود رضي الله عنه كان يحرم حتى الدف الذي يتفق معنا مخالفونا على إباحته ويأمر بشقه. و الحق أن ابن مسعود أقرب للاتساق إذ لا فرق بين الدف وغيره من الآلات الموسيقية. ثم ما هي الآلات التي كانت موجودة في عصر النبوة ؟ فالعود لم يعرف فيها إلا بعد عصر الفتوحات الإسلامية.

و يستمر ابن حزم في تضعيفه لهذه الأدلة فيرد الحديث الذي رواه البخاري معلقاً غير مسند : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير والخمر والمعازف. فهذا اللفظ صريح لكنه معلق أما الروايات المسندة من غير طريق البخاري ففيها : " تغدو عليهم القيان و تروح عليهم المعازف". والذي أعتقده أن ابن حزم أخطأ في تضعيف هذا الحديث , غيرأنه ليس من قبيل السنة التشريعية , فهو وصف لحال أناس يكونون في آخر الزمان ممن يستحق الخسف به في باطن الأرض.
أصحيح ما يقال إنه لم يبح الموسيقى من العلماء إلا ابن حزم ؟
يقول الأوزاعي: ندع من قول أهل الحجاز : استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر.( السير 7-131)

من هم علماء الحجاز الذين تحدث عنهم هذا الرجل الذي مات سنة 157 للهجرة؟ إنهم فقهاء مكة عطاء بن أبي رباح وعكرمة وابن جريج وفقهاء المدينة السبعة الذين كانوا هم فقهاء السنة قبل نشوء المذاهب الأربعة.بل قال القفاّل أن مذهب الإمام مالك نفسه إباحة الغناء بالمعازف كما في كتاب "إبطال دعوى الإجماع على تحريم السماع" للشوكاني.وقال ابن طاهر في إباحة العود : هو إجماع أهل المدينة.
وقال الإمام الشافعي في الأم ( 6 – 209 ): ليس بمحرم بيّن التحريم.
وقال أبو حنيفة : من سرق مزماراً أو عوداً قطعت يده ومن كسرهما ضمنهما.
ونقل الماوردي في الحاوي ( 2 – 545) أن أبا حنيفة ومالك و الشافعي لم يحرموه.
وأباحه الأئمة الغزالي وابن دقيق العيد و سلطان العلماء العز بن عبد السلام والشوكاني.
أما ما جاء عن بعض الأوائل أن الغناء لا يفعله إلا السفهاء فليس المقصود به الكاسيت والسي دي فإنهما لم يكونا موجودين ذلك الوقت. وإنما المقصود هو مجالس الطرب وما كان يخالطها من فسق . قال البغوي في شرح السنة
( 4 –322): الغناء بذكر الفواحش والابتهار بالحرام و المجاهرة بالمنكر من القول فهو المحظور من الغناء.
هذا هو موقف الفقهاء والأئمة المعتبرين. فهل سنزايد عليهم في التدين والتقيد بالشرع ؟ و هل سيظل موقفنا من الموسيقى الجميلة موقف الرفض والتنقص والاحتقار؟
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الفهم السقيم...    كن أول من يقيّم
 
 
   العقول الفاسدة...
·        السبب في إيراد النص بطوله أن يُفهم على قصد قائله، وأن لا يُقوَّل ابن حزم بكلامٍ لم يقله.
·        وكنت أود لو أن صاحبة التعليق: " يا عقلا خشبيا " أخذت بلباب العُقول وعَقلت ما تقول، وعَقَلَت ما سطرته قبل نشره، وكنت أود لو ناقشَت الأمور نقاشا علميا بعيدا عن التهجم البين والفهم السَّقيم لكلام العلماء.
·        ولست أريد تأييد هذا القول أو ذاك، لأن الحديث الذي ساقتنا إليه صاحبة التعليق في سياق آخر...
·        وليس هناك أشد على نفسي من قولك: " فعلى جلالة عقلك يا ابن الجوزي ما أقبح تعليقك وأقبح منه من اعتقد به, فألغى في سبيل تقديس رأيك عقله وكيانه.. "
فما أقبحه من اعتراض...
فلعل الكاتبة ظنت أن ابن الجوزي مقر سكناه بضواحي باريز، أو لندن، أوفيينا، أو إحدى ولايات أمريكا...والفهم السقيم لكلام العلماء وبتره عن مجاله وتاريخه وسياقه يدل على ذلك .
   وأما الإجماع المذكور في قولك: " وأنا أذهب في شأن الحديث النبوي الشريف أبعد من هذا فإن أحاديث التحريم كلها آحاد, وقد أجمع علماء الملة الإسلامية على أن أحاديث الآحاد مبناها على الظن وليس على اليقين بخلاف المتواتر وهو قليل في كتب الحديث "
  فيحتاج إلى تأمل ودراسة بعيدا عن الأحكام المتسرعة الجاهزة...التي يتسم بها التعليق.
*سعيد
28 - ديسمبر - 2007
التمهل حسن    كن أول من يقيّم
 
                                                       الموسيقا والغناء
لقد وُضِعت كتبٌ كثيرة في هذا الموضوع، كما كثُرَت الأقوال فيه، يقول البدر بن جماعة:" تباينَت الطرق في هذه المسألة تبايُنًا لا يوجد في غيرها، وصنَّف فيها العلماء تصانيف ولم يتركوا فيها لقائل مقالاً ".
وسأكتفي بإيراد
مُقْتَطَفَات من كتاب " إحياء علوم الدين " للإمام الغزالي " ج3 ص 239
" طبعة عثمان خليفة فيقول :
الأصوات الموزونة باعتبار مخارِجِها ثلاثة
، فإنها إما أن تخْرُج من جماد، كصَوْتِ المزامير والأوتار وضرب القضيب والطبل وغيره، وإما أن تخرج من حَنْجَرَة حيوان، وذلك الحيوان إما إنسان أو غيره، كصوت العنادل والقماري ... فهي مع طِيبها موزونة متناسِبَة المطالع والمَقَاطِع، فلذلك يُسْتَلذ سماعها، والأصل في الأصوات حناجر الحيوانات، وإنما وُضِعَتْ المزامير على أصوات الحَنَاجِر، وهوَ تَشْبِيه للصَّنعَة بالْخِلْقَة إلى أن قال :
فسماع هذه الأصوات يَسْتَحِيل أن يُحَرَّم لِكَوْنِهَا طيبة أو موزونة، فلا ذاهب إلى تحريم صوت العندليب وسائر الطيور، ولا فرق بين حنجرة ولا بين جماد وحيوان فينبغي أن يُقَاسَ على صوت العندليب الأصوات الخارجة من سائر الأجسام باختيار الآدمي، كالذي يخرج من حلقة أو من القَضِيب والطبل والدُّف وغيره، لا يُستثنى من هذه إلا الملاهي والأوتار والمزامير التي ورد الشرع بالمنع منها(1)، لا للذتها، إذ لو كان للذة لقِيس عليها كل ما يَلتذُّ به الإنسان، ولكن حُرِّمَت الخمور واقتضت ضراوة الناس بها المبالغة في الفِطَام عنها، حتى انتهى الأمر في الابتداء إلى كسر الدِّنان، فحُرِّم معها ما هو شعار أهل الشرب، وهي الأوتار والمزامير فقط، وكان تَحْرِيمُهَا من قبيل الاتباع، كما حُرِّمَتْ الخلوة بالأجنبية؛ لأنها مُقَدِّمَة الجِمَاع …… وما من حرام إلا وله حريم يَطيف به، وحكم الحُرْمَة ينسحب على حريمه؛ ليكون حِمى للحرام، فهي حُرْمَة تَبَعًَا لتحريم الخمر لثلاث علل :
إحداها : أنها تدعو إلى شرب الخمر، فإن اللَّذة الحاصلة بها إنما تتِمُّ بالخمر .
الثانية : أنها في حق قريب العهد بشرب الخمر، تُذكِّر مجالس الأنْسِ بالشُّرب .
الثالث : الاجتماع عليها، لمّا أن صار من عادة أهل الفِسْقِ فيُمنع من التشبه بهم؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم، وبهذه العلة نقول بترك السُّنَّة، وبما صارت شعارًا لأهل البدعة خوْفًا من التشبُّه بهم، وبهذه العلة يَحْرُم ضرب الكوبة، وهي طبل مستطيل دقيق الوسط واسع الطرفين، وضرَبها عادة المُخنِّثين، ولولا ما فيه من التشبُّه لكان مثل طبل الحجيج والغزو .
ثم قال : وبهذه العلة لو اجتمع جماعة وزيَّنوا مجلسًا وأحضروا آلات الشرب وأقداحَه وصبوا فيه السَّكَنْجِبين ـ شراب حلو ـ ونصبوا ساقيًا يدور عليهم ويسقيهم، فيأخذون من الساقي ويشربون، ويُحَيي بعضهم بعضًا بكلماتهم المعتادة، حُرِّم ذلك عليهم، وإن كان المشروب مُبَاحًا في نفسه؛ لأن في هذا تشبُّهًا بأهل الفساد .
ثم ذكر أن العُرْفَ يُحَدِّد ما يُشْبِه الفُسَّاق وغيرهم وقال : فبهذه المعاني حُرِّم المزمار العراقي والأوتار كلها كالعود والصَّنج والرَّباب والبربط وغيرها، وما عدا ذلك فليس في معناها كشاهين الرُّعاة والحَجِيج …
وكلُّ آلةٍ يُسْتَخْرَج منها صوت مستطاب موزون سوى ما يَعتاده أهل الشُّرب؛ لأن كل ذلك لا يتعلق بالخمر ولا يُذكِّر بها، ولا يُشوِّق إليها ولا يُوجب التشبُّه بأربابها، فلم يكن في معناها، فيبقى على أصل الإباحة، قياسًا على أصوات
الطيور وغيرها، بل أقول : سماع الأوتار ممن يَضْرِبُهَا على غير وزن متناسب مستلذ حرام أيضًا . وبهذا يتبيَّن أنه ليست العلة في تحريمها مجرد اللَّذة الطيبة، بل القياس تحليل الطيبات كلِّها إلا ما في تحليله فساد، قال الله تعالى: " قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِن الرِّزْقِ " فهذه الأصوات لا تُحَرَّم من حيث إنها أصوات موزونة، وَإنَّما تُحَرَّم بعارض آخر.
ثم تحدَّث ( ص 242، 243 ) عن مناسبة النغمات
الموزونة للأرواح وتأثيرها فيها إما فرحًا وإما حُزْنًا وإما نوْمًا وإما ضَحِكًا ... وهذا في الشِّعر وفي الأوتار، حتى قيل : من لم يحركه الربيع وأزهاره، والعُود وأوتاره، فهو فاسد المِزاج، ليس له علاج . إن الصَّبي يُسكته الصوت الطَّيِّب عن بكائه، والجَمَل مَع بَلادة طَبْعِه يَتَأثر بالْحُداء ... ومهما قيل بتأثير الغناء في القلب لم يجُز أن يُحْكُم فيه مُطْلَقًا بإباحة ولا تحريم، بل يختلف ذلك بالأحوال والأشخاص واختلاف طرق النغمات، فحكمه حكم ما في القلب .
ثُمَّ تحدَّث عَنْ غِنَاء الحجيج تشويقًا للحج، وهو جائز مع الطبل والشاهين، لا مع المزامير والأوتار التي هي من شعار الأشرار، وعن غناء الحرب للشجاعة وهو مباح وقت إباحة الغزو، ومندوب وقت استحبابه، وعن الرجزيات التي يستعملها الشجعان وقت اللقاء للتشجيع، وهي كغناء الحرب السابق، يُباح ويُندب، ولكن يُحظر في قتال المسلمين وأهل الذِّمة وكلِّ قتال محظور . وعن أصوات النياحة ليهيج الحزن، فمنه مذموم كالحزن على ما فات، ومحمود كالحزن على التقصير في أمور الدين؛ لأنه يدعو إلى تدارك ما فات، ولهذا جاز للواعظ الطيب الصوت أن يُنشد على المنبر بألحانه الأشعار المُرَقِّقَة للقلب، وجاز له البكاء والتباكي ليتوصل إلى تبكية غيره.
وعن السماع في أوقات السرور تأكيدًا وتهييجًا له، وهو مباح إن كان السرور مُباحًا كأيام العيد والعُرْس. وعن سماع العُشَّاق تحريكًا للعشق وتسلية للنفس، وهو حلال إن كان المشتاق إليه ممن يُباح وصاله كزوجته تغنَّي له
، وأما من يتمثل في نفسه صورة امرأة لا يَحلُّ النظر إليها وكان يُنزل ما يسمع على ما تَمثَّل في نفسه فهو حرام، وأكثر العشاق من الشباب وقت هيجان الشهوة على ذلك، فهو ممنوع في حقهم، لا لذَاته بل لأمر يرجع إلى نفوسهم، وعن سماع مَن أحب الله، فيَسوقه إليه السماع، وهو حلال .
ثم تحدَّث عن عوارض المنع وهي خمسة : في المُسمِع ـ أي المُغني ـ والآلة، ونظم صوت، ونفس المستمع، ومواظبته، وكونه من عوام الخلق :
1 ـ فإذا كان المُسمِع ـ المُغني ـ امرأة لا يحلُّ النظر إليها وتُخشى الفتنة من سماعها، مِثْلها الصبي الأمرد الذي تُخشى الفتنة به، فهو حرام، وليس ذلك إلا لأجل الفتنة، حتى لو كان في المحاورة معها بغير ألحان وفي قراءة القرآن . ونقول : للشيخ أن يُقبِّل امرأته وهو صائم . وليس للشاب؛ ذلك لأنها تدعو إلى الوِقاع في حقه.
2 ـ إذا كانت الآلة من شعار أهل الشرب والمخنِّثين، وهي المزامير والأوتار وطبل الكوية ( حصرها الغزالي فيها، وأحل ما عدا ذلك مع اختلاف الأعراف، ولاسيما في عصرنا فيما كان من لوازم الشراب الحرام وما كان من غيره ) فهو حرام .
3 ـ نظْم الصوت إذا كان فيه خَنَا وكَذِب، فسماعه حرام بألحان وغيرها، والمُسْتَمِع شريك القائل، وكذلك ما فيه وصف امرأة بعينها فلا يجوز وصف المرأة بين يدي الرجال ... وذكر أن النسيب وهو التشبيب بوصف الخدود والأصداغ وحُسن القَدّ ـ الصحيح أنه لا يَحْرُم نَظْمُه وإنشاده بلحن وبغيره، وعلى المستمع ألا يُنزله على امرأة معينة فإن نزَّلة فليكن على من تحل له كزوجته.
4 ـ المستمع إن غلبت عليه الشهوة كالشاب حَرُم عليه الاستماع .
5 ـ العاصي الذي لم يَغلب عليه حبُّ الله ولا غلبت عليه شهوة، فيُباح كسائر أنواع الملذات المباحة، إلا إذا اتخذه دَيْدَنًا وقصَر عليه أكثر أوقاته، وذلك كلعب الشطرنج، يباح ولكن المواظبة عليه مكروهة جدًا .
ثم ذكر الغزالي أدلة تحريم الغناء وأبطلها لضعف نسبتها إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإلى صحابته، أو لضَعْفِ الاستدلال .
فمن الأول حديث " إن الله حرَّم القيْنة ـ المغنِّية ـ وبيعها وثمنها وتعليمها " وهو ضعيف ليس بمحفوظ، وحديث " كان إبليس أول من تغنَّى وناح " لا أصل له عن جابر، وأخرجه بعضهم عن عليٍّ ولم يذكر درجته، وحديث " ما رفع أحد صوته بغناء إلا بعث الله له شيطانين " وهو ضعيف . وحديث " كل شيء يلهو به الرجل باطل..." فيه اضطراب، وقول ابن مسعود " الغناء يُنْبِتُ النفاق " موقوف عليه، والمرفوع إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير صحيح . وحديث وضْع ابن عمر إصْبَعه في أذنه مُنْكَر
.
ومن الثانية قوله تعالى :
"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ "
قال ابن مسعود والحسن البصري والنخعي: إن اللهو هو الغناء. وردُّه بأن الحُرْمَة لعِلَّة الإضلال وليس كلُّ غناءٍ كذلك، بل إنه لو قرأ القرآن ليُضِلَّ عن سبيل الله حرُم عليه، كمن كان يتعمَّد في إمامة الناس في الصلاة أن يقرأ سورة " عبس " لما فيها من عتاب الله لرسوله، وهَمَّ عمر بقتله .
انتهى ما اقتطفتُه من كلام الإمام الغزالي، والخلاصة
أنه ينبغي أن ينظر في ذلك إلى جانب الفتنة وإلى اتخاذ السماع دَيْدَنًا يُلهِي عن واجب، والفتنة إما من الكلام نفسه، وإما من الأداء والأسلوب، وإما من المغنِّي والمطرب . فإن خلا من الفتنة بأي وجه فلا بأس بالقليل منه للترويح عن النفس، على ألا يصحبه مُحَرَّم من شرب أو نظر ونحوهما .

وجاء في فتاوى الشيخ محمود شلتوت " ص 379 " الحكم بعدم الحُرْمَة مُؤَيِّدًا رأيه برأي الشيخ عبد الغني النابلسي في أن الأحاديث التي رُويت في حُرْمَةِ الموسيقا ـ على فرْض صِحتها ـ مقرونة بالملاهي والخمر والفتيات والفسوق والفجور، فإذا سلِم السماع من كل ذلك كان مباحًا في الحضور والسماع والتعلم .
وذكر الشيخ شلتوت أن الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر كان مُولَعًا بالسماع عالمًا به
،
ومن كلماته في بعض مؤلفاته : من لم يتأثر برقيق الأشعار، تُتْلَى بلسان الأوتار، على شطوط الأنهار، في ظلال الأشجار، فذلك جِلْف الطبع حمار .
وبعدُ فإن الصوت الجميل من الطيور ومن الناس نعمة حلال، والحديث الشريف يقول " لله أشد أذنًا ـ سماعًا ـ للرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القَيْنة إلى قَيْنته " رواه أحمد وابن ماجة والحاكم وصحَّحه، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أبي موسى الأشعري " لقد أُعطيَ مزمارًا من مزامير آل داود " رواه البخاري ومسلم  وكما استمع إلى قراءة أبي موسى وأُعْجِبَ بها استمع إلى غناء الجارِيَتَيْن عند عائشة ولم يرتضِ إنكار أبي بكر عليه وكان في أيام مِنى، وهو حديث مُتفق عليه . وجاء قريبًا منه أنه كان في يوم عيد فِطْر أو أضحى، وسمع غناء الجواري في زواج الرُّبَيع بنت مُعوِّذ ولم ينكر عليهن إلا قولهن " وفينا نبي يعلم ما في غد " رواه البخاري  ولما زَفت عائشة امرأة إلى رجل من الأنصار قال لها " يا عائشة، ما كان معكم لَهْو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو "رواه البخاري أيضًا، وجاء في رواية ضعيفة لابن ماجة ـ كما قاله في مجمع الزوائد ـ أنه قال لها وقد زَفَّت يتيمة " إن الأنصار فيهم غزَل، هلا بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم، فحيَّانا وحيَّاكم " .
ومن أراد التوسع فليرجع إلى :

1 ـ إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، وشرحه للمرتضي الزبيدي .
2 ـ مدارج السالكين لابن القيم .
3 ـ كفُّ الرِّعاع عن محرمات اللهو والسماع . لابن حجر الهيتمي .
4 ـ الإسلام ومشكلات الحياة . لصاحب الكتاب.

الهوامش:
(1) حديث المنع من الملاهي والأوتار و المزامير رواه البخاري من حديث أبي عامر، أو أبي مالك الأشعري "ليكوننَّ في أمتي أقوام يستحلون الخزَّ والحرير والمعازف " صورته عند البخاري صورة التعليق ، ولذلك ضعفه ابن حزم ووصله أبو داود والإسماعيلي ، ولأحمد من حديث أبي أمامة " إن الله أمرني أن أمحق المزامير والكُبَّارات" يعني البرابط والمعازف ، وهو ضعيف ، وله حديثان آخران ضعيفان ، ولأبي داود أن ابن عمر سمع مزمارًا فوضع أصبعيه على أذنيه ، وقال أبو داود : وهو مُنكر " تخريج العراقي على الإحياء ج 2 ص 239، 240"
 
جزى الله خيراً من كتبها وقرأها.
*د يحيى
29 - ديسمبر - 2007
الإسناد العالي لأهل العصر...    كن أول من يقيّم
 
   والظاهر من كلام صاحبة التعليق أنها تُعاني من بعبع اسمه الحنابلة، وقد موَّهَت من خلال تعليقها حيث نسبت تحريم الغناء والمعازف مطلقا إلى السادة الحنابلة، والأمر على غير ما ذُكر، فهذه مذاهب الفقهاء الأربعة رضوان الله عليهم مدونة تناقلتها الأجيال وحُفظت في الصدور والدواوين الفقهية لسائر المذاهب.
  ولعل ما جعل الحنابلة ينالون هذا الإطراء العجيب (المعكوس طبعاً) ما تراه صاحبة التعليق من الفُتيا على وفق المذهب الحنبلي في أقطار الخليج العربي، ولا ضير في ذلك، فمازالت الفُتيا على وفق مذهب معين مما جرى به العمل من قرون عدة في مختلف الأقطار، كما هو الحال بالنسبة للمذهب المالكي في المغرب العربي، وكثير من الأقطار تتمذهب بمذهب فقهي تكون الفُتيا على وفقه.
   يقول ابن قيم الجوزية: " مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب وقوله فيه أغلظ الأقوال وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف حتى الضرب بالقضيب وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر هذا لفظهم ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه.
 قالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره.
 وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي: ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض " إغاثة اللهفان (1 / 277)
   فابن القيم رحمه الله يذكر أن المذهب الحنفي في تحريم سماع المعازف من أشد المذاهب وأغلظها قولاً، وإيرادي لهذا النص لتنظر صاحبة التعليق هل يُلحق بالحنابلة السادة الأحناف ؟ وهل يستحقون الأوصاف والنعوت التي نعتت به غيرهم ؟ ومن يدري...لننظر في ما يأتي:
  قال ابن تيمية في الفتاوى: ( فمذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ). (11/576)
وقال في منهاج السنة لنبوية: ( الأئمة الأربعة، فإنهم متفقون على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو، كالعود ونحوه ). (3/439)
  فعل الأئمة الأربعة يستحقون الوصف تاما غير منقوص!!!
  وسؤالي لأختي الكريمة ـ مادامت الأحكام من حيث الحِل أو الحِرمة تستند إلى الأدلة الشرعية ـ ما هو مستندها في الإباحة ؟
   هل هو أدلة شرعية ؟
  أم هو أدلة عقلية ؟
  أم هو مجرد زقزقة العصافير فوق الأغصان اليانعة، ونقيق الضفادع في السيول والأودية؟
  وخرير المياه وصوت الرعد والبرق وهدير الأمواج العاتية ؟
  أو هو " صهيل الخيل ورغاء الإبل وخوار البقر وثغاء الشياه وبغام الريم ونباح الكلاب ومواء القطط، ونواح العندليب وغناء الكروان وهديل الحمام وصياح الديك..." من مقدمة محقق كتاب: "فرح السماع برخص السماع " لمحمد الشاذلي التونسي، ص: (7).
  ولعل ذلك بمجموعه يرتقي إلى درجة الإسناد العالي الصحيح. ومن يدري! رُبَّما.
*سعيد
30 - ديسمبر - 2007
الحمد لله الذي أباح /// الحمد لله الذي حظر.    كن أول من يقيّم
 
  الحمد لله الذي أباح /// الحمد لله الذي حظر.
 
 والمسألة التي نحن بصددها من أكثرها بحثا عند الفقهاء من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين ولست أريد أن اذكر أدلة المبيحين أو المحرمين فإن لذلك موطنه.
   ومن أراد الوقوف على موارد النزاع ومكامن الخلاف وأدلة كل فريق فعليه بالمؤلفات في ذلك فإنها كثيرة بعدد ما اختلف العلماء في المسألة.
   وأذكر هنا نبذة مختصرة من مقدمة لكتابين اشتهرا في هذا الباب، أحدهما يبيح والآخر يحرم. 
فالأول منهما: " فرح الأسماع برخص السماع " لمحمد الشاذلي التونسي (882هـ).
والثاني: " كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع " لابن حجر الهيتمي (973هـ).
  قال الأول في مقدمة كتابه: " الحمد لله الذي أباح وفسح مجال الغناء رغما لأنف أهل الجهل الأغبياء، وأراح به بواطن أهل السلوك من الصوفية الأصفياء، وجعله لهم معراجا للأرواح وراحة من كدورات الأطغياء وأنسوا به في غربة السير في عالم الأشباح مع إخوانهم الأتقياء، كيف لا؟ وهو عرس للأرواح للسادة الأولياء، يريح الأرواح، ويخفف الأشباح، ويذهب الأتراح، ويأتي بالأفراح (ويؤنس الإشراق ولمعان الضياء) نحمده سبحانه وتعالى على ما فهمنا معاني، وأطلعنا على اسراره الخفية في مبانيه،...أما بعد فهذه فوائد تتعلق بإباحة السماع والغناء، سبب جمعها إنكار الجهال، ووقوع الأندال في الأبدال (وحسد أهل الأكدار من الأغيار الأحبار الأبرار) "
  وقال الثاني: " الحمد لله الذي حظر مواطن اللهو على عباده، وخلص من ريبه وشبهه المصطفين لقربه ووداده، لما امتن به عليهم فعرفهم دسائس النفوس المانعة من فهم حكمه ومراده، وكشف لهم عن تسويلات الشيطان لا سيما على قوم زعموا التصوف والعرفان، وغفلوا من قول أعظم الصديقين بعد الأنبياء والمرسلين: أبمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ؟! لما غلب عليهم من الشهوات ومحبة البطالات والسعي في جلب فسقة العامة إلى مجالسهم لينالوا من حطامهم وخسائسهم الجالبة لهم إلى القطيعة لعدم علمهم بما قاله أئمة الحقيقة والشريعة... أما بعد فإني اثناء شهر ربيع الأول سنة (958هـ) ، ثمان وخمسين وتسعمائة دعيت إلى نسيكة لبعض الأصدقاء فوقع السؤال عن فروع تتعلق بالسماع  فأغلظت في الجواب عنها فأغلظ في الجواب عنها وفي الرد على من نزل فهمه أو قلمه فيها، فقيل لي عن كتاب لبعض المصريين بلدا التونسيين محتدا المالكيين معتقدا..."
   وعلينا أن نتأمل قول الأول: ( الحمد لله الذي أباح ) وقول الثاني: (الحمد لله الذي حظر).
  ومن عنده علم فإننا متشوفون إلى معرفته حتى نكون على دراية بصحة الإضافة، فأي النسبتين يصح إضافتهما إلى الله عز وجل ؟ الإباحة أم الحظر ؟ أم هو التوقف ؟
*سعيد
30 - ديسمبر - 2007
سجال قديم متجدد    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
لا ينفك موضوع الغناء يثيرالمزيد من النقاش ،ويسيل الكثير من الحبرما جعل المسلمين ينقسمون إلى مدرستين مدرسة ابن قيم الجوزية التي تحرم الغناء جملة وتفصيلا ومدرسة ابن حزم التي يقف أنصارها في الطرف النقيض .غيرأن المتمعن في أدلة كل فريق  يتبين له بوضوح  تهافت حجج أنصار المدرسة الأولى القائلين بالتحريم . ولم أر فيما قرأت أنصع ولا أوضح مما كتبه العالم والفيلسوف ابن حزم فهوالذي نسف كل ما تعلق به المحرمون وفنده بمنطق علمي تهاوت أمامه  كل تلك الحشود من الأدلة التي ساقها أنصار التحريم  فكشف بروحه النقدية الثاقبة مواطن العلل والضعف في أسانيدها ومتونها ، والغريب أن أنصار التحريم لا يزالون إلى اليوم يشهرون نفس السلاح في وجه خصومهم ويجترون ذات الأدلة، وما من أحد منهم ناقش ابن حزم في حججه  بالرغم مما يعرف عنهم أنهم في عمومهم من أنصار المدرسة النصية النقلية الحرفية التي تتوجس  من النصوص التي لا تتوافرلها مواصفات الدليل القاطع. وسيظل الفريقان كل على موقفه و يكفي دليلا على إباحة الغناء اختلاف الناس حوله
 ولو أن الجهود انصرفت إلى البحث في القضاياالتي تنتظر اجتهدات المجتهدين _وما أكثرها _في حياة المسلمين المعاصرة لانتفعت الأمة . والله أعلم.
طبيب عيسى
31 - ديسمبر - 2007
رسالة ابن حزم في الغناء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية طيبة أساتذتي الأكارم: فهمت من تعليقات المشاركين في هذا الموضوع أنهم غير عارفين بما فيهم صديقنا الأستاذ سعيد الهرغي أن رسالة ابن حزم في الغناء منشورة في الوراق، في المكتبة المحققة ضمن كتاب (رسائل ابن حزم) وتبدأ في الصفحة (401) من كتاب الرسائل، وهي بعنوان (رسالة في الغناء الملهي أمباح هو أم محظوروقد قدم المحقق المرحوم إحسان عباس بمقدمة وافية وشافية حول ابن حزم ومناوئيه في هذا الموضوع، وأضيف إلى ما ذكره أن المرحوم الشيخ ناصر الدين الألباني قد وضع ردا مطولا على رسالة ابن حزم هذه  بعنوان: (تحريم آلات الطرب أو الرد بالوحيين وأقوال أئمتنا على ابن حزم ومقلديه المبيحين للمعازف والغنا) منشورات دار الصديق: 1420هـ، يقع الكتاب في (205) صفحات عدا الفهارس، وقد افتتحه بالرد على المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة في فتواه الصادرة يوم 29/ ذي القعدة سنة 1373هـ في مجلة (الإخوان المسلمون) (العدد 11) ونصها: (بالنسبة للغناء إذا لم يكن فيه ما يثير الغريزة الجنسية فإننا لا نجد موجبا لتحريمه، وإن العرب كانوا يرجزون ويغنون ويضربون بالدف، وورد في بعض الآثار الدعوة إلى الضرب بالدف في الزواج، وقيل: "فرق ما بين الحلال والحرام الدف" ومثل ذلك الموسيقى، ونجد أنه لما دخل الغناء الفارسي بالألحان في عهد التابعين كانوا فريقين: فريقا يميل إلى الاستماع ولا يجد فيه ما يمس الدين كالحسن البصري، وفريقا لا يميل إليه ويجده منافيا للزهادة والورع كالشعبي، وعلى أي حال فمن المتفق عليه أنه ما دام لا يثير الغريزة الجنسية ولا يشغل عن ذكر الله وعن الصلاة فليس فيه ما يمس الدين) وعرض الألباني في المقدمة (ص 15) إلى موضوع نشر في مجلة (الإخوان المسلمون) (العدد 5) بعنوان: الموسيقى الإسلامية جاء فيه: (والسيمفونية هي أرقى ما وصل إليه عباقرة الموسيقى أمثال بيتهوفن وشورب وموزار وتشايكوفسكي وهي تعبير عن عواطف وإحساسات تنعكس من الطبيعة أو الإنسان، ويجمع لها أكبر عدد من العازفين المهرة بأحدث الآلات على اختلافها حتى يكون التعبير أقرب إلى الحقيقة بقدر الإمكان. وقد تألفت فرق للسيمفونية المصرية تضم أكثر من ثلاثين عازفا ساعدتهم جمعية الشبان المسيحية وعزفت في الحامعة الأمريكية، فما أجدرنا بهذا وما أحوجنا إلى داعية من نوع جديد، سوف يكون فتحا في عالم الموسيقى وتقدما عالميا لها، وحينئذ يبرز لون فريد يسيطر على أفئدة العالم هو "الموسيقى الإسلامية" بدلا من الموسيقى الشرقية) قال: فهذا من أكبر الأدلة على أن استباحة الآلات الموسيقة قد فشت بين المسلمين حتى الذين ينادون منهم بإعادة مجد المسلمين وإقامة دولة الإسلام، ولولا ذلك ما استجازت مجلتهم أن تنشر هذا المقال الصريح في استحلال ما حرم الله من الموسيقى، بل والدعوة إليها، وليس هذا فقط، بل وسماها "الموسيقى الإسلامية" إلى أن قال: من أجل ذلك رأيت أنه لابد من تأليف رسالة أبين فيها حكم الشرع في الموسيقى وأرد على ابن حزم قوله بإباحتها وأبين أوهامه في تضعيف الأحاديث الصحيحة المحرمة لها...إلخ)  فرغ الألباني من كتابة الرد على ابن حزم في دمشق يوم 24 شعبان 1375 ثم أعاد نشرة الكتاب وزاد عليه بعد أربعين سنة من هذا التاريخ، وذلك في عمّان: شهر محرم عام 1415هـ 
فقد ازداد كما يقول الأمر شدة، وكثر البلاء والافتتان بالأغاني والموسيقى لتيسر وسائل الاستماع وسكوت كثير من العلماء عن الإنكار، بل تصريح بعضهم ممن يظن الكثيرون أنهم من كبار العلماء بإباحتها، وتكاثرت وتنوعت المقالات التي تنشر في بعض الجرائد والمجلات في إباحة الآلات الموسيقية وإنكار تحريمها وتضعيف الأحاديث الواردة فيها ضاربين عرض الحائط بالحفاظ المصححين لها، ومذاهب الأئمة القائلين بمدلولاتها، لا يتعرضون لذكرها، حتى إن عامة القراء يتوهمون أن لا وجود لها ...ألخإلى أن قال: (وقد مهد لهم في الإنكار والتضعيف بعض المشهورين من العلماء كالشيخ يوسف القرضاوي ... فقد صرح في كتابه (الحلال والحرم) بقوله (ص 291 طبعة 12) (ومن اللهو الذي تستريح إليه النفوس وتطرب له القلوب وتنعم به الآذان الغناء، ولا بأس بأن تصحبه الموسيقى غير المثيرة) واستروح في ذلك إلى مذهب ابن حزم وتضعيفه لأحاديث التحريم فنقل (ص 293) عنه أنه قال: (كل ما روي فيها باطل موضوع) وتجاهل الشيخ عفا الله عنا وعنه الردود المتتابعة مر السنين على ابن حزم، من قبل أهل الاختصاص في الحديث وحفاظه، وممن هو أعلم منه فيه كابن الصلاح وابن تيمية وابن حجر وغيرهم ممن يأتي ذكرهم..... ولقد سار على هذا المنوال من التجاهل لعلم ذوي الاختصاص صاحبه الكاتب الشهير محمد الغزالي المصري في كتابه الأخير (السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث) تجلى فيه ما كان يبدو منه احيانا في بعض كتبه ومقالاته التي يبثها هنا وهناك من الانحراف عن الكتاب والسنة وفقه الأئمة أيضا خلافا لما يوهم قراءه بمثل قوله في مقدمة كتابه المذكور (ص11): (وأؤكد أولا وأخيرا أنني مع القافلة الكبرى للإسلام هذه القافلة التي يحدوها الخلفاء الراشدون والأئمة المتبوعون والعلماء الموثوقون خلفا بعد سلف ولاحقا يدعو لسابق) وهذا كلام جميل، ولكن أجمل منه العمل به وجعله منهج حياة، ولكن مع الأسف الشديد هو من الكلام الذي يقال في مثله: "اقرأ تفرح، جرب تحزن" إذ أن الرجل قد انكشف مذهبه أخيرا بصورة جلية جدا، أنه ليس مع "القافلة الكبرى" بل ولا مع الصغرى، وإنما هو مع أولئك العقلانيين الشذاذ الذين لا مذهب لهم إلا اتباع ما تزينه لهم عقولهم، فيأخذون من كل مذهب ما يحلو لهم، مما شذ وند، وقد قال بعض السلف: (من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا) انظر بقية كلام الألباني في تجريحه للمرحوم الشيخ محمد الغزالي (ص 20 حتى ص 32)  وكان قد افتتح مقدمته أيضا بالحديث عنه وانه كان يصرح أنه يستمع إلى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب أمام أبنائه وبناته.
*زهير
3 - يناير - 2008
سهولة التحريم    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
من علامات تخلفنا الفكري والحضاري كثرة التحريم دون سند واضح , ودون فكر منطقي , لقد تسلح البعض بفكرة التحريم , واستسهلوا رميها في وجه كل ما جهلوه , فالموسيقا والشطرنج والرسم عندهم من المحرمات , ولأن القاعدة الشرعية تقول أن الأصل هو الإباحة , وأما التحريم فيكون بنص صحيح , أو قياس موثوق , لم أستطع استيعاب تخبط بعض المحرمين , فقد أحلوا بعض الآلات الموسيقية التي كانت على زمن النبي محمد (ص) , وحرموا غيرها من الآلات مما أتى بعد عهد النبي , وأسأل ألا يجوز القياس هنا ؟؟
فإن كان الدف مما لا يختلف على عدم تحريمه إثنان فما بال الكمان والعود ؟
*محمد هشام
4 - يناير - 2008
نصيحة الألباني    كن أول من يقيّم
 
هذه قطعة من مقدمة ناصر الدين الألباني لكتابه (تحريم آلات الطرب: في الرد على ابن حزم) الذي تحدثت عنه في تعليق سابق، ونوهت في التعليق إلى الصفحات المطولة التي وجهها في المقدمة إلى المرحوم الشيخ محمد الغزالي، وهو المراد هنا بهذه النصيحة، بعد الهدير المدوي الذي أعقب نشر الغزالي كتابه "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث":
 
(هذه نصيحة أوجهها إليك ،،والدين النصيحة،، وأنت على حافة قبرك مثلي، وإلى كل من سلك سبيلك في الخروج على المحدثين والفقهاء ، وما أكثرهم في هذا الزمان، كذلك السقاف وظله المدعو (حسان عبد المنان) الذي اشتط في تتبع الأحاديث الصحيحة وتضعيفها مخالفا لحفاظ الحديث ونقادها، متظاهرا أنه مجتهد في ذلك غير مقلد، مموها على القراء بأمور مخالفة للواقع، وقد تيسر لي الرد عليه في بعض ما ضعف، وبينت أنه متسلق على هذا العلم، يريد البروز والظهور، ويصدق عليه قول الحافظ الذهبي: "وكيف يطير ولما يريش" ومن تلك الأحاديث حديث البخاري هذا، وقد تفنن في تضعيفه وجاء بما لم يأت به الأوائل، حتى ولا ابن حزم.
فيا أيها الشيخ: لعل هذا المعتدي على الأحاديث الصحيحة وأمثاله هم ثمرة من ثمارك المرة في تهجمك على السنة الصحيحة وأئمتها، وعدم الاعتداد بأقوالهم تصحيحا وتضعيفا، حتى انتشرت الفوضى العلمية وضربت أطنابها بين صفوف الأمة وشبابها، وصار الواحد منهم يصحح ويضعف حسبما يشتهي ويهوى. فتب إلى الله تبارك وتعالى من هذه السنة السيئة وأمثالها، وإلا كان عليك وزرها ووزر من اتبعك عليها، وسله تعالى حسن الخاتمة فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم)

*زهير
6 - يناير - 2008
ابن حزم لم يسمع بالترمذي    كن أول من يقيّم
 
قال الألباني في كتابه المذكور آنفا (ص 89) معلقا على قول ابن حزم في حق قيس بن حبتر النهشلي أنه مجهول: (وهذا من ضيق عطنه وقلة معرفته، فقد وثقه جمع من المتقدمين والمتأخرين، فمثله لا يكون مجهولا. ولا غرابة في جهل ابن حزم إياه فقد جهل جماعة من الحفاظ هم في الشهرة كالشمس في رابعة النهار ثقة وحفظا، منهم الإمام الترمذي صاحب السنن، قال الحافظ (1) في ترجمته من التهذيب : (وأما أبو محمد ابن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع فقال في كتاب (الفرائض) من (الإيصال): (محمد بن عيسى بن سورة مجهول) ولا يقولن قائل لعله ما عرف الترمذي ولا اطلع على حفظه ولا على تصانيفه، فإن هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خلق من المشهورين من الثقات الحفاظ، كأبي القاسم البغوي وإسماعيل بن محمد الصفار وأبي العباس الأصم وغيرهم)
___________
(1) المراد بالحافظ هنا ابن حجر العسقلاني وكلامه في كتابه (تهذيب التهذيب) نشرة الوراق: صفحة 1471
*زهير
7 - يناير - 2008
 1  2