كيفية فك رموز علم العروض كن أول من يقيّم
أخي الأستاذ محمد هشام، لا حرمني الله من قلمك الظريف! هاك ما طلبت، نص الأستاذ عبدالعليم إبراهيم منسقًا تنسيقًا جيدًا، مع اختصاره: الأستاذ عبدالعليم إبراهيم عميد تفتيش اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم المصرية سابقًا، من خيرة اللغويين المؤلفين في العصر الحديث، ترى فيه خبرة تعليمية طويلة المدى، لا تتعالم بالمصطلحات كما عند بعض أساتذة المناهج وطرق التدريس، ولكنه يكتب من الواقع الذي يعيشه مع المتعلمين صباح مساء، ولذا رُزقت مؤلفاته سيرورة بين الدارسين مثل النحو الوظيفي، والموجه الفني للغة العربية، والإملاء والترقيم في الكتابة العربية، ولذا فإن رأيه في طريقة تدريس العروض لا شك ثرية وعملية، وله في ذلك كتيب عدد صفحاته ثمان وسبعون يسمى(صفوة العروض)، يقرر في مقدمته الحقيقة المرة التي يعاني منها كل معلم، يقول:" أعلم أن كثيرين من طلاب العروض ما يكادون يمضون في درسه بضع خطوات حتى يهولهم أمره وتروعهم طلعته ويجدوا فيه مادة خشنة الملمس مرة المذاق، وسرعان ما تنطفئ حماستهم وتفتر همتهم، ويتخلون مكرهين عن آمالهم في هذه الدراسة التي طالما ارتقبوها ليعيشوا بها زمنًا في دنيا الموسيقا اللفظية، دنيا الأوزان والألحان، وليخبروا بها أسرار الجمال في الشعر العربي، بما يشعه من سحر النغم، وبديع الإيقاع". وقد حدد صعوبات العروض في الآتي: *أن العروض مزدحم بالمصطلحات، تحملها ألفاظ غليظة جافية، لا تصادف الدارس في قراءة ولا تطرق أذنه في استماع؛ لأنها حوشية ممعنة في الغرابة. * أن القائمين غلى وضع الخطط الدراسية قد ضنوا عليه بما يلائمه من الوقت!!! * أن طريقة التدريس قد يغلب عليها السير العاجل والاحتفاء المسرف بالمصطلحات الجديدة، والاقتصار غالبًا على الجوانب النظرية. *أن كتب العروض قد وجدت نفسها مضطرة إلى الحفاظ عى ما يسمونه جوهر المادة من مصطلحات وتعاريف وتقاسيم حتى تصلح مرجعًا وافيًا، فلا يتهم مؤلفوها بالقصور، وبهذا الحفاظ ظلت تلك المؤلفات تشوبها المرارة والغضاضة، فوق ما يتحمله الدارس حيالها كد الذهن وإرهاق الذاكرة، يستوي في ذلك الكتب القديمة والحديثة... أما الحل في نظر الأستاذ عبدالعليم فيتمثل في عدة نقاط ،هي: *أن يفرق بين المتعلمين للعروض، فهما نموذجان: والج شادٍ مبتدئ، ودارس له متطلع إلى المزيد من خفاياه وإشكالياته. * أن يخصص كتاب للشادين المبتدئين في دراسة العروض، وثان لمَن سبقت لهم هذه الدراسة، ولكن حصيلتهم منها ظلت ممسكة بهم في نطاق القواعد النظرية، ولم تبلغ بهم الغاية العملية للدراسة العروضية. *التركيز على الجانب التطبيقي، بأن يحس المتعلم الثمرة الأصلية للعروض من خلال تطبيقه على النصوص. *عدم التعرض للمصطلحات العروضية، وتركها تركًا ، إلا ما وجب ذكره لشيوع استخدامه في العملية التطبيقية من مثل:بحر، مجزوء، شطر، تفعيلة، فالمصطلحات هي آفة العروض! *عرض أساسيات العروض في جداول تيسر فهمها وتعين على الموازنة بينها. * عدم التركيز على استيعاب جميع الصور التي تصاغ عليها البحور، والاقتصار على ما يكثر تداوله ويشيع استعماله من هذه الصور. *صناعة مفتاح يساعد على التقطيع العروضي، وييسر تحديد الأوزان وتعيين البحور. * الإكثار من النماذج الشعرية التي تستوعب جميع البحور. *عرض أسئلة كثيرة متدرجة تتعهد خبرة الطالب وتنمي موهبته وتنضج إحساسه وتقوده رويدًا رويدًا إلى الغاية المنشودة. تلك كانت أهم آليات الحل لمعضلات العروض في نظر الأستاذ عبدالعليم إبراهيم، أما المفتاح الذي صنعه فله تعليق ثالث. د/صبري أبوحسين |