البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : للكتب حظوظ في الذيوع    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )

رأي الوراق :

 سليمان 
3 - ديسمبر - 2007
 
حظوظ الكتب في الذيوع
 
هل للكتب حظوظ كحظوظ بني البشر؛ فيذيع صيتها أو يعلو صوتها بين أقرانها من الكتب التي تقبع كابية الحس على أرفف المكتبات تترقب في حذر مشوب باللهفة أن تمتد يد إليها تقلب صفحاتها فتمد هي الأخرى يدا تغرف من معينها العذب وتسقيه ما يطلبه من العلم والمعرفة. نعم ، إن للكتب حظوظا بل حظوة  عند بعض الناس. ومن هذه الكتب المحظوظة كتابان في العروض ، هما : كتاب "أهدى سبيل إلى علمي الخليل" للمرحوم الأستاذ محمود مصطفى ، وكتاب "ميزان الذهب في صناعة شعر العرب" للمرحوم السيد أحمد الهاشمي فقد سار هذان الكتابان، منذ تأليفهما في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، سيرورة مظفرة بحيث بلغت طبعات كل منها عدة عشرات المرات ، إن لم يفلت من هذا العد ما طبع مغافلة من صاحب الكتاب.
ولأن الحظ لا يفرق بين أجناس الكتب كما لا يفرق بين أجناس البشر؛ فتجده يخبط خبط عشواء.. من تصبه يذع وينتشر، ومن تخطئه يُهمَل ويُنسى ، ومما أخطأته يد الحظ كتابان في العروض كذلك وهما :  كتاب "العروض والقوافي" للمرحوم الشيخ عبد الفتاح بدوي  ، وكتاب " إحياء العروض" للعالم والمجمعي المرحوم عز الدين التنوخي، وهؤلاء العلماء الأربعة نشأوا وتربوا جميعا في أكناف الأزهر الشريف، فانظر كيف تحكمت يد الحظ في مصائر كتبهم فأذاعت ذكر بعضها وأخملت ذكر البعض الآخر.
كانت المرة الأولى التي سمعت فيها باسم كتاب "العروض والقوافي" للشيخ  بدوي من مقال بمجلة الأزهر نشر عام 1960م كتبه الشيخ علي العماري ردا  على الدكتور عبد الله درويش الذي نشر بالمجلة نفسها مقالا عنوانه "المصطلحات العروضية" يتهمه فيه بسطوه على بعض الأفكار التي وردت في كتاب الشيخ بدوي ، وهي أفكار قال إنها جديدة وربما لم تصل للدكتور درويش مباشرة ، لحداثة سنه إذ ذاك ، وإنما نقلها عن أستاذه الدكتور إبراهيم أنيس الذي رجح اطلاعه عليه وأظهر استفادته من كتابه ( الأمر الذي أنكره أنيس بناء على إفادة درويش ). والظاهر أن الكتاب طبع طبعة واحدة وزع أغلبها على طلاب الشيخ بدوي بالأزهر، وقد ذكر العماري أنه يحتفظ بنسخة من الكتاب وأنه يعلم آخر لديه نسخة منه. والمهم عندي بالنسبة لهذا الكتاب ، أنه مع ندرة وجوده ، يبدو لي أكثر جدوى من ذلك الكم الهائل من النسخ الكربونية لمؤلف الخليل.
والكتاب الثاني الذي ساعدني الحظ في التعرف عليه عبر تعريف وضعه شيخنا الأستاذ زهير ظاظا على صفحات الوراق، وقد تلطف وزودني ( ومعي قراء المنتدى ) ببعض ما ورد في هذا الكتاب الذي لم يعرف له نسخة إلا نسخة وحيدة بالمجمع الثقافي، ومن هذه النتف التي أوردها الأستاذ زهير عرفت أن صاحبه يتبع مدرسة الجوهري صاحب معجم الصحاح وذلك في كتابه الذي ظل مفقودا لعدة قرون حتى اهتدى إليه وعرف به محققه الدكتور محمد العلمي، وأعني كتاب عروض الورقة. 
ولنعد الآن للكتابين المحظوظين لنعلم كيف آلت يد الحظ لتعمل على انتشارهما وإسعاد ناشريهما ومعهما فريق من الأساتذة الأكاديميين الذين أسبغوا عليهما من بريق ألقابهم اللمعان . هنا تتدخل نظرية المؤامرة لتكشف عن نوايا الناشرين الجدد ، وهم لا شك جشعون ، فقد لاحت لهم فرصة بلوغ عمر الكتاب خمسين سنة عرفوا بعدها أن الورثة لا يحق لهم المطالبة بحقوق الطبع ، ثم لما لم يكونوا ينوون الاستمرار في طبعه على النحو الذي أراده صاحبه أو ورثته، بحثوا عن اسم يسبقه حرف الدال ليحتل على الغلاف مكانة لا تقل عن مكانة مؤلفه، وكل ما زاده ( الدالي) حركة إعراب على كلمة هنا أو هناك تتيح له الزعم بأنه عمل على ضبط الكتاب بالشكل ، وغير ذلك من شكليات العمل التحقيقي وقشوره الخلابة. هكذا إذن استطاع ناشر " أهدى سبيل" أن يغري الأستاذ الدكتور حسني عبد الجليل يوسف ليثبت قبل اسمه على الغلاف قوله : " شرحه وضبطه وسهل طرائقه". والدكتور حسني هذا لم يكفه تسهيل الطريق إلى هذا الكتاب وإنما امتد ( بولدوزره ) ليسهل الطريق الذي بدا غير ممهد عبر عقود من الزمان إلى كتاب "ميزان الذهب" .. لا ، بل وذهب بعيدا ، أي عبر القرون ليسهل كتاب الكافي في العروض والقوافي ، وكان مؤلفه التبريزي قد وضعه للمبتدئين من طلاب المدرسة النظامية ببغداد والمتوسطين منهم ، فكأن صاحبنا (الميسر) أراد بعمله هذا أن يجعله في متناول أطفال الحضانة. والغريب في أمر الدكتور حسني أن له كتابا من جزئين في العروض، ولو كان عاش في زمن تأليف الشيخين كتابيهما لأفادا منه وجعلا كتابه هذا من ضمن مراجعهما أو حتى مصادرهما.
ولم يقف الأمر عند هذا الأستاذ الدكتور وحده ، فقد رأى الناشرون أن ( الموضة ) في النشر أن تجلب على الغلاف ( دالا) ليروج الكتاب ، فرأينا ناشرا آخر يجيء بالاستاذ الدكتور والمحقق المعروف لكثير من كتب التراث الدكتور محمد التونجي ليضع اسمه على "ميزان الذهب". وقد رأيت بعضا ممن وضعوا أسماءهم على هذين الكتابين بغية ترويجهما ليسوا من ذوي الدال ولكنهم معروفون للمهتمين بكتب التراث شرحا وتحقيقا نحو نعيم زرزور في شرحه لكتاب أهدى سبيل وكذلك الأمر للأستاذ أنس بديوي الذي قال الناشر عن عمله في تحقيق " ميزان الذهب" : " وبالنظر إلى أهمية الكتاب فقد اعتنى أنس بديوي بتحقيقه فاهتم بضبط الكتاب ضبطا تاما وصحح ما فيه من أخطاء إملائية ونحوية ولغوية ( !!! ) كما اعتنى بتشكيل بعض المفردات المشكِلة وكذلك تشكيل الأبيات الشعرية تشكيلا تاما ووضع علامات الترقيم وخرّج الآيات القرآنية وشرح المفردات الغريبة ووضع ترجمة كاملة لحياة المؤلف".
وربما لم يجد الناشر دكتورا يوافقه على تأجير لقبه ليقبع على غلاف كتاب لا يخصه، فاضطر أن يضع اسمه هو بدلا منه كما فعل عمر الطباع الذي بدا لي أنه ناشر لا محقق وقد كنت رأيت اسمه يتصدر أغلفة كثير من الكتب التراثية، فشاء أن يزيد عليها "أهدى سبيل". أليس غير هؤلاء من يستحق أن نقف أمامه وقفة احترام وتقدير ؛ بلى ، إنه الشيخ الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي الذي اكتفى بوضع تصدير لأهدى سبيل في طبعته الثالثة عشر ولم يشأ أن يجعل اسمه مشاركا لصاحبه في الظهور على الغلاف.
إن التحقيق عمل عظيم الجدوى ، وهو ضروري لكي يجعل الكتاب التراثي متاحا لقارئه الحالي وأن يخدمه بأن ينشره كما أراد له صاحبه أن يكون في الأصل. والملاحظ أن تراثنا العلمي باق في أقبية السراديب يتطلع إلى من ينفض عنه غبار القرون ويطلعنا عليه في ثوب علمي قشيب ، غير أن ما يبدو لي أن أهل التحقيق يبحثون عن السهولة في العمل وترى بعضهم يتناول الكتاب المحقق فيحققه مرة ثانية بزعم أنه وجد كلمة في إحدى النسخ أغفلها أحد الناسخين وأنه لا بد لذلك من أن يعيد نشر الكتاب محققا من جديد ، هذا وتراثنا الذي لم يحقق بعد يلوح كجبل الجليد، معظمه في الماء وليس إلا قمتة طافية.
لكم أتمنى أن أحصل على نسخة من كتابي بدوي والتنوخي .. لا لأنشرهما بعد تحقيقهما، بل لأفيد منهما فأنا أعلم أنهما لن يروجا في ظل سوق الكساد العظيم. وأنا ، يعلم الله ، لا أنوي التقليل من شأني الميزان وأهدى سبيل وأن كنت لا أرى فيهما مزية تفوق سائر الكتب التي وضعت منذ ابتدع الخليل عروضه ، أو كما قال أبو قيس عز الدين التنوخي في مقدمة إحيائه: " واطلعت على جل ما ألفه المتأخرون ، فألفيت وجوه الشبه قوية بين الطريقتين ، المتقدمة والمتأخرة ، ما خلا تداريب الشعر التي تزيد في الكتب الحديثة على القديمة، وبها وحدها لا تكون حديثة".   
    
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
شكر وامتنان    كن أول من يقيّم
 
كل الشكر لكما أستاذيّ الكريمين (د. سليمان أبو ستة، ود. عمر خلوف) على توضيحكما، وشكرا أيضا على هديتكم يا أستاذ سليمان وقد حملت رغبتكم إلى قسم التبادل عندنا في المجمع وهم ينتظرون وصول هديتكم على صندوق بريد المجمع (2380) وسوف يرسلون لكم نسخة مصورة من كتاب إحياء العروض حسب عنوانكم البريدي. وأما (مفاعيل) فلا أجد ما يدعو لكي أتشبث برأيي في موضوع كهذا، والمهم أن نلاحظ ما تميز به الهزج بهذه العروض التي يجوز التحريك فيها، وهي تختلف عن حركة العروض الأصم في المتقارب. دام فضلكم وإلى اللقاء
*زهير
6 - ديسمبر - 2007
قصة تجربة في عالم النشر    كن أول من يقيّم
 
 
بعثيان أسسا داري نشر ابتدأتا قوميتين لكن الزمن حملهما إلى آفاق أخرى
نستفيد من الكتاب القومي والسياسي لكنه التزامنا قبل كل شيء
 
شادي علاء الدين

 
لكل دار نشر فاعلة قصص تؤرخ لسيرة الناس والثقافة والمجتمع والسياسة . الكثير من هذه القصص لا تظهر على السطح وغالبا ما توجه العناية إلى المنتوج في اللحظة التي يخرج فيها إلى النور كائنا مكتمل النمو . هذا التناول يجعل من الكتاب كائنا معزولا ومخلوقا بلا تاريخ لذلك تبدو ضرورة التأريخ لجهد بعض دور النشر بوصفه تأريخا للكتاب منذ لحظة انبثاقه بصيغة الحلم والرغبة والأمل والمسيرة الشاقة التي تتبعها هذه الصيغة قبل أن تتبلور في حيز الإنجاز .

من هنا اخترنا دراسة دارين هما دار الطليعة والمؤسسة العربية للدراسات والنشر . كان لهما تاريخ مميز وفاعل في تكوين الثقافة العربية وفي التأثير على مدارس واتجاهات فكرية وفي عملية تربية عدد كبير من المثقفين الذين لمعوا وذاع صيتهم فيما بعد .
 
دار الطليعة: براءة النشأة

تأسست دار الطليعة في شباط 1959 كشركة توصية بسيطة وكان رأسمالها آنذاك 21 ألف ليرة لبنانية وكان بشير الداعوق هو الشريك المفوض. تحولت الدار في كانون الثاني من عام 1965 إلى شركة مساهمة لبنانية رأسمالها المدفوع مائة وخمسون ألف ليرة لبنانية وقد ازداد الرأسمال عبر السنين حتى وصل إلى مائتي ألف ليرة عام 1997 تسلم بشير الداعوق مركز رئيس مجلس الإدارة في الدار منذ تأسيسها حتى وفاته مؤخرا. مجلس الإدارة كان يضم كلا من غادة السمان وعبد الحميد ناصر الذي كان يحتل مركز عضو منتدب حتى العام .1989 صمم شعار الدار الفنان اسماعيل شموط في كانون الأول .1959

يتحدث عبد الحميد ناصر عن الظروف التي رافقت انطلاقة الدار فيقول: «كان بشير يحمل هم إنشاء دار نشر وكان يحدثني بحماسة عن هذا الموضوع وفي الحقيقة أنا لم أكن على علاقة بهذا العالم ولكن بشير نجح في اقناعي بالدخول معه في هذه التجربة. بداية اتخذنا مركزا لنا في مبنى جريدة الصحافة التي تكرم أصحابها وأعطونا غرفة كنا نمارس عملية النشر انطلاقا منها. كان عمل النشر متمركزا في شارع سوريا حيث تنتشر معظم المكتبات وكان هناك دائرة أساسية لعمل النشر في مجموعة عمارات أبرزها البناية المركزية وبناية صمدي وصالحة وبناية اللعازارية فاتخذنا لنا مكاتب في البناية المركزية وكنا دوما نتمدد ونحصل على عدد جديد من الغرف مع مرور الوقت كون البناء كان جديدا في ذلك الوقت ولم يكن مأهولا بالكامل».

ضرورة التوازن بين الهموم الفكرية ومنطق السوق هو من المسائل التي لا تنجح أي دار نشر وتتقدم إذا لم تستطع تقديم حلول لها فكيف تعاطت دار الطليعة مع مثل هذه المشكلة وكيف عملت على خلق التوازن الذي قد يبدو صعبا إذا لم يكن مستحيلا بين هذين المعطيين المتنافرين أي السوق والفكر؟ عبد الحميد ناصر يجيب بصراحة عن هذا الموضوع فيعلن: «في الواقع كان للدار توجه سياسي واضح يقوم على دعم التوجهات القومية والدعاية لها. كان المد القومي طاغيا في مرحلة نشوء الدار واستمر هذا المد إلى السبعينيات ولذلك كان احتمال رواج الكتاب القومي كبيرا وقد عملنا على الاستفادة من هذا الواقع. كنا أول دار محلية تخترق حدود لبنان بشكل فاعل حيث كانت الدار تضم حشدا من المؤلفين الذين ينتمون إلى معظم بلدان العالم العربي. فقد نشرت الدار لمؤلفين وشعراء ومفكرين من كل الدول العربية.

فكرة إصدار السلاسل هي فكرة لازمت الدار منذ نشأتها الأولى إلى هذه اللحظة وإجمالا يمكن تقسيم مراحل عمل الدار إلى أربع مراحل.

المرحلة الأولى من عام 1959 إلى عام 1967: كان المد القومي بنسخته البعثية لازال فاعلا لذلك اتخذ قادة البعث من قبيل ميشال عفلق وصلاح الدين بيطار ومنيف الرزاز من الدار منبرا لنشر الفكر القومي بصيغته البعثية النقية قبل أن يصل الحزب إلى سدة السلطة. يعلن سامي الكعكي الموظف الإداري في دار الطليعة: «حضنت الدار في تلك المرحلة السجال الذي دار داخل الفكر القومي . ترافقت تلك المرحلة مع بدء عملية نشر وترجمة كلاسيكيات الفكرة القومية ونشر كتابات المبدعين العرب من روائيين وشعراء وبدأت عملية الترجمة. أبرز الكتب الإبداعية التي ميزت تلك المرحلة كان كتاب ثائر محترف لمطاع صفدي وكتابات عبد السلام العجيلي وابرز الإبداعات المترجمة كانت رواية صمت البحر لفيركور ورواية جوستين للورنس داريل.

المرحلة الثانية من عام 1968 إلى عام 1982: يرسم الكعكي ملامح هذه المرحلة فيقول: «بدأت التجربة البعثية بالتآكل بفعل وصول العسكر إلى السلطة كما تميزت بوجود المقاومة الفلسطينية في لبنان. شهدت تلك المرحلة انفتاح الدار على الفكر الماركسي بكلاسيكياته المشهورة فنشرت قسما كبيرا منها على الرغم من تناقض الفكر الماركسي مع التوجهات القومية للقيمين على الدار. عمل جورج طرابيشي في تلك الفترة على خطين متوازيين فترجم الكتب السياسية وترجم أعمال سيغموند فرويد. حضنت الدار تجارب شيوعية نقدية كتجربة العفيف الأخضر الفوضوية كما بدأت بنشر أدبيات المقاومة الفلسطينية».

يتحدث عبد الحميد ناصر عن نهج الدار في التعاطي مع الموضوع الفلسطيني في هذه المرحلة قائلا: «لقد نشرنا كتبا لكل فصائل المقاومة الفلسطينية وكان ناجي علوش من أبرز الكتاب الذين نشر لهم في تلك الفترة.

المرحلة الثالثة 1983 ـ 1999: كان الوضع الداخلي قد تفاقم في لبنان في هذه المرحلة بحيث أصبح الحصول على الموارد الضرورية اللازمة لعملية النشر صعبا ما أثر سلبا على إنتاجية الدار.

اجتياح الكويت كان ضربة قاصمة فيما يتعلق بوضع الآمال على أي نظام عربي. تميز عمل الدار في هذه المرحلة باللجوء الى تبني التجارب النقدية والتجريبية، فتبنت تجربة ناصيف نصار وتجربة عادل فاخوري كما اهتمت بالأعمال الفكرية الرصينة في شتى المجالات كالفلسفة وعلم النفس والعمارة والثورات العلمية والتاريخ والدراسات الأدبية والنقدية والدراسات الأبيستيمولوجية والاجتماعية. انفتحت الدار أيضا على تجارب مجموعة من الأساتذة الشباب في الجامعة اللبنانية واهتمت بالإسلاميات وبتحقيق الكتب التراثية وكان رضوان السيد أبرز من عمل في هذا المجال.
 
أخذ منطق منهجية إصدار السلاسل يطبع عمل الدار بشكل حاسم في هذه الفترة فصارت كل الكتب المنشورة تنتظم في إطار هذه السلاسل التي تشكل في مجموعها مكتبة متخصصة في كل مجال بعينه.

المرحلة الرابعة 2000ـ 2007: إن شئنا البحث عما تختص به هذه المرحلة لوجدنا أنه يتمثل كما يعلن سامي الكعكي في «زيادة الإنفتاح على نشر الكتب التي تعنى بمجال الأديان المقارنة والكتب التي تعنى بالنقد الفكري للإسلام الممارس. آخر المشاريع التي نفذت هو مشروع يعنى بنشر سلسلة كتب تتعامل مع الإسلام بوصفه ثقافة أكثر منه عقيدة وقد أطلق على هذه السلسلة إسم الإسلام واحدا ومتعددا وقد نشرت تحت إشراف عبد المجيد الشرفي وبجهد مشترك مع رابطة العقلانيين العرب. وقد صدر منها حتى الآن 14 كتابا».

مجلة «دراسات عربية»:

تأسست هذه المجلة في عام 1964 وتوقفت عن الصدور في أوئل عام 2001 أي أن مسيرتها استمرت لحوالي37 سنة. نشرت المجلة في هذه الفترة عددا ضخما من المقالات في شتى الميادين الفكرية وخاصة ما كان منها مستجدا على الساحة العربية مثل علوم السيمياء والدراسات الأنتروبولوجية والدراسات النقدية التي تتعاطى مع أحدث المدارس والتوجهات التي انتجها الفكر الغربي مثل البنيوية والتفكيك. عملت المجلة على خلق ورشة عمل كان روادها المفكرون العرب من كل أنحاء الوطن العربي كما عملت على ضم أكبر قدر ممكن من أساتذة الجامعة اللبنانية بحيث كانت المجلة مختبرا تجريبيا ومصهرا تذوب فيه عناصر متنوعة ومتباينة لتخرج في النهاية بصيغة فكر مساجل ونقدي.
 
كانت مجلة دراسات عربية كما يجمع على ذلك عبد المجيد ناصر والموظف الإداري سامي الكعكي. تعتبر مجلة محكمة حيث كان النشر فيها يتطلب تحقيق شروط صارمة والتقيد بمنهجية دقيقة ورصينة. من هنا كانت عملية النشر فيها ذات فائدة كبرى للكتاب وخاصة للأكاديميين بحيث كان النشر فيها يمكن تقديمه للجامعات اللبنانية كدراسة منجزة يمكن الحصول من خلالها على ترقية أكاديمية. لم تحصر المجلة نفسها في مجال دراسي محدد بل فتحت الباب أمام كل أنواع الدراسات التي تتناول العلوم الإنسانية. هكذا يمكن القول إن المجلة تعتبر تأريخا أمينا للنشاط الفكري العربي منذ مرحلة ظهورها حتى توقفها.

مؤسسة الدراسات العربية

نشأت الدار في عام 1969 على يد عبد الوهاب الكيالي الذي كان عضوا قياديا في حزب البعث في المرحلة التي تلت النكسة مباشرة حيث كانت تسود مشاعر الإحباط واليأس. كان الكيالي يتولى مهمه التمويل ولم تعتمد الدار على أي دعم من جهة حزبية أو دولية. حيث هذه المرحلة الحرجة كانت تفرض على أي مشروع نشر جديد تعاطيا دقيقا ومبتكرا وإلا أصبح جزءا من منظومة سائدة لا مجال فيها لأي صوت مختلف.

يتحدث حسن فوعاني مدير المبيعات في المؤسسة عن طريقة العمل التي طبعت الدار في تلك المرحلة فيقول: «المنهج الذي عملت عليه الدار في فترة انطلاقتها الأولى يتمثل في إعادة نشر فكر النهضة كردة فعل على جو الإحباط الذي كان سائدا. نشرت الدار أعمال أعلام النهضة بتحقيق محمد عمارة فنشرت أعمال رفاعة الطهطاوي ونشرت أعمال جمال الدين الأفغاني وأعمال علي مبارك وأعمال الإمام محمد عبده، هذا في المرحلة الأولى ثم توسعت هذه المنهجية وتبلورت بالنزوع نحو إنشاء الموسوعات. وهذا الموضوع يحتاج إلى حديث منفرد».

عشق الموسوعات: يتحدث فوعاني عن موضوع الموسوعات بقدر كبير من الحماسة فيقول: «تميز عمل المؤسسة العربية بالسعي إلى إصدار أكبر قدر ممكن من الموسوعات فنجحت في إصدار موسوعات تعد فريدة من نوعها في اللغة العربية كالموسوعة السياسية التي كانت حلما من أحلام عبد الوهاب الكيالي التي لم يتح له تنفيذها في حياته إذ لم يصدر أثناء وجوده بيننا سوى الجزء الأول أما الأجزاء السبعة الباقية فصدرت بعد وفاته.
نشرت الدار أيضا موسوعة عسكرية في أربعة مجلدات وكان لها هيئة تحرير يرأسها المقدم هيثم الأيوبي. وقد شارك في تحريرها أكثر من سبعين كاتبا من ذوي الإختصاص او المهتمين بالشؤون العسكرية، موسوعة المستشرقين لعبد الرحمن بدوي وموسوعة الأدب الفلسطيني المعاصر بإعداد سلمى الخضراء الجيوسي وموسوعة الفلسفة لعبد الرحمن بدوي وموسوعة الحضارة الإسلامية التي صدرت في ثلاثة أجزاء يضم كل منها مجموعة محاور.

كتب الأطفال والفتيان: كان لكتب الأطفال والفتيان حصة كبيرة من جهود المؤسسة العربية فقد عملت جاهدة على إصدار مجموعات من كتب الأطفال العربية والمترجمة وأقامت من أجل ذلك مجموعة ورش عمل يعمل فيها الرسامون والكتاب والمخرجون جنبا إلى جنب من أجل إخراج أفضل كتاب ممكن للطفل والفتى.

مكتبة الأطفال والفتيان عند المؤسسة العربية هي مكتبة كبيرة تضم أكثر من 200 عنوان وقائمة المشتغلين في هذا المشروع طويلة تضم العديد من الأسماء البارزة في هذا المجال. نشرت المؤسسة أكثر من عشرين سلسلة من كتب الأطفال.

تعتبر المؤسسة من أكثر دور النشر انتاجا للكتب الروائية والقصص أذ أنها أنتجت أكثر من 400 كتاب روائي وقصصي عربي ومترجم الا أن هذا الأمر ليس هو ما يميز عمل الدار بل إن ما يميز عمل الدار هو الاهتمام بحضن التجارب الشابة والتقاط تجارب مميزة ورعايتها حتى تلمع فيما بعد وتصبح من الأعلام في مجالها. يصر حسن فوعاني على الحديث عن تجربتين مهمتين هما تجربة عبد الرحمن منيف وتجربة ابراهيم الكوني فيقول: «تجربة عبد الرحمن منيف وابراهيم الكوني هي من التجارب المميزة والمستمرة فحين حضنت الدار عمل عبد الرحمن منيف لم يكن قد أصبح بعد كاتبا مشهورا وكان قد صدر له كتاب أو كتابان فقط فعملت الدار على إصدار كتبه تباعا وتبنت تجربته وأخرجت كتبه كاملة وأعادت إخراج كتبه القديمة فوصل عدد كتبه التي أخرجتها الدار إلى أكثر من عشرين كتابا.» أما تجربة ابراهيم الكوني فتختلف عن تجربة منيف. أصدرت الدار له أكثر من ثلاثين كتابا للكوني وقد عرف انتشارا كبيرا في فترة عمله مع الدار .

التأريخ للشعر العربي المعاصر:

غالبا ما كان التأريخ لأي حركة شعرية ينتظر وفاة الشعراء حتى يتم نشر أعمالهم الكاملة فيبدو الأمر وكأنه نوع من تكريم فظ وقاس وفيه شبهة الرثاء والتخلص من الإرث وحالة تكاد تكون طمرا ودفنا وليست إحياء واحتفاء. من هنا مدى اختلاف وجدية العملية التي اطلقتها المؤسسة العربية منذ فترة والتي تعنى بجمع الأعمال الشعرية للشعراء في حياتهم وهم لا يزالون في عز عطائهم. وهكذا تكون عملية ضم الدواوين المتناثرة للشعراء في مجلدات عملية تسعى إلى خلق شبكة تفاعل واسعة مع الشعر وتسهيل المهمة أمام القراء والباحثين الذين غالبا ما يجدون صعوبة كبيرة في العثور على كامل دواوين الشاعر التي قد يكون تاريخ صدور طبعاتها قد مر عليه مجموعة من الأعوام ولم تعد متوفرة في الأسواق كما أن الكتب الشعرية لا تطبع بكميات كبيرة ونادرا ما يعاد طبعها لدرجة أن العثور عليها يتطلب البحث في الأرشيفات والمكتبات الخاصة. من هنا تظهر جدارة هذا العمل وأهميتة فأن تُضم كامل الأعمال المنجزة للشاعر حتى تاريخ جمعها هو عمل يتجاوز الأرشفة ليكون إعادة طرح للحضور الشعري من جديد أمام التناول النقدي والبحثي وخاصة أن كل مجموعة تصدر بمقدمة نقدية مكتوبة خصيصا لها، على الرغم من أن معظم الكتب قد تعرضت للتناول النقدي سابقا. لذا يبدو التقديم النقدي بمثابة دعوة إلى إعادة فتح ملف النقد من جديد ووضع التجربة الشعرية لكل شاعر في ضوئها من جديد.
كل هذا يقول إن العمل الشعري ليس كائنا متخفيا بل هو كائن حي ومتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه. لقد جمعت الدار حتى الآن أعمال أكثر من عشرين شاعرا معاصرا من مختلف البلاد العربية نذكر منهم أمجد ناصر وخزعل الماجدي وقاسم حداد ومريد البرغوثي وشوقي بزيع وكان آخر أصداراتها في هذا المجال إصدار أعمال سليم بركات وأعمال عباس بيضون.

يعرض حسن فوعاني لهذه المشكلة فيقول: «في الفترة السابقة كن هناك ما يمكن أن نطلق عليه سوقا للكتاب فكانت الدول العربية تشتري الكتاب المنتج في لبنان، وكانت كل إصداراتنا تسوق في الدول العربية وبشكل خاص في الجزائر والعراق ثم سوريا. فكانت الجزائر على سبيل المثال تشتري من كل كتاب نصدره كمية لا تقل عن 300 نسخة وكان العراق وسوريا وغيرهما يشترون بكميات أقل ولكن هذا يعني ان الكتاب كان رائجا ولم يكن الامر مقتصرا على الدول بل كان للدار قراء أوفياء يواظبون على شراء منشوراتها.

لم يعد هناك ورشة طباعة كما كان الوضع في السابق وأخذت هذه الصناعة بعلاقاتها المتشعبة التي تربطها بتجارة الورق والتجليد وعمل المطابع والتصميم والإخراج تختنق شيئا فشيئا ويفضل أصحابها تصفيتها واللجوء إلى أعمال أخرى».

بعد عرض تاريخ كل من هذين الدارين والمفاصل التي طبعت عملهما لا بد لن أن نخلص في نهاية المطاف إلى الحديث عن أثرهما في بناء الثقافة العربية. يكفي للدلالة على أثر دار الطليعة أن نعرف أن هذه الدار نشرت 1134 كتابا جديدا لمؤلفين من جميع الأقطار العربية في كل ميادين العلوم الإنسانية وأن أحد كتبها الأولى الذي طبع في العام الذي شهد انطلاقة الدار وهو كتاب «في سبيل البعث» قد تزايدت طبعاته حتى وصلت إلى 21 طبعة كان آخرها عام 1980 أي بعد 21 عاما على تاريخ صدور الطبعة الأولى. قائمة الأسماء التي تعاطت معها الدار هي الأسماء التي شكلت ولا زالت الحضور الأبرز في مجال الثقافة العربية في شتى الميادين. المؤسسة العربية تملك دورا مماثلا لدور دار الطليعة وإن كان متمايزا عنها. فقد أصدرت المؤسسة خلال تاريخها أكثر من 3000 عنوان وكان لها الريادة في إخراج الموسوعات العسكرية والسياسية، وفي تشجيع التجارب الشعرية والروائية والمعرفية الشابة على بلورة تجاربها وصقل إنتاجها.

عبد الحميد ناصر يحدد أثر دار الطليعة في أنه: «كان جزءا من منظومة فكرية كبيرة وكان دوره فيها دورا تأسيسيا وفاعلا ولكنه أبدا لم يكن وحده فكل مسيرة ثقافية تحتاج كي تنجح إلى منطق الورشة». حسن فوعاني يكتفي بالقول: «لا نستطيع نحن أصحاب البيت الحكم على دور المؤسسة. المثقفون والقراء الذين يتصلون يوميا ليقولوا أن هذه التجربة قد أغنتهم هم من يحق له الحكم على نشاطنا وخاصة أن هذا الوضع لم يكن ردة فعل على كتاب «ضارب» بل كان ردة فعل عامة واستجابة ميزت طريقة التعاطي مع ما تنتجه الدار منذ فترة طويلة».
 
يمكن ختاما القول بأن وضعية الكتاب في هذه اللحظة التي يتعرض فيها لشتى أنواع الحصارات من المرئيات والمسموعات التي تحاول جاهدة القضاء عليه تبدو وضعية مقيمة في حيز اللذة إذا جاز التعبير نظرا لإقامة الكتاب الدائمة في حيز الخطر
 
* عن السفير اللبنانية ( الصفحة الثقافية ) هذا الصباح
 
*ضياء
10 - ديسمبر - 2007
دمتم طيبين    كن أول من يقيّم
 
أخي سليمان..
 
قال الزجاج: وزحافه أن كل (مفاعيلن) فيه يجوز فيها سقوط الياء حتى تصير(مفاعلن)، إلا التي في العروض؛ فإنه يُكرَه منه اللبس بالوافروالرجز.
أقول:
[وهذا بالضبط ما نقله الأخفش عن الخليل بقوله: "وكان الخليل لا يُجيز ذهاب ياء (مفاعيلن) التي للعروض، ويقول: العروض تشبه الضرب، والضرب لا زحاف فيه، ويقول: أكره أن يَكثُر (مفاعلن) فيشبه الرجز].
إلاّ أن الزجاج زاد عليه قوله: "وإن جاء لم يُستَنكَر". فأباحه.
بينما أنكر الأخفش على الخليل أن لا يُجيزها، فقال: "وكيف هذا، وفي آخره جزءٌ لا يكون مفاعلن؟ وكيفَ يُجيزُ طرحَ الياء في موضع، ولا يُجيزها في موضع؟".
وأنا لا أحبذ (مفاعلن) البتة، لا في العروض ولا في الحشو، لأنني أشعر أن إيقاع الهزج لا يخرج عن (مفاعيلن و مفاعيلُ).
 
أما قول أبي إسحاق: وأكثرما رأيته جاء في هذه العروض (فَعِلُن). رووا شعرا يقال إنه لأخت تأبط شرا، وهو:
ليت شعري ضلة..... أي شيء قتلك
أمريض لم يُعَد ....... أم عدوٌ خَتَلك
كل شيء قاتل  ....... حين تلقى أجلك
والمنايا رَصَدٌ ........ للفتى حيث سَلَك
 
فالواضح من الشاهد أن عروضه في الأبيات الثلاث الأوَل قد جاءت على (فاعلن)، خلافاً لما قرره، إلاّ إذا كان يقصد بذلك الضرب لا العروض.
 
ودمتم طيبين
عمر خلوف
*عمر خلوف
11 - ديسمبر - 2007
النقد عند الدكتور سليمان يجب أن يكون موضوعياً    كن أول من يقيّم
 
لقد قرأت ما يكتب الدكتور سليمان بخصوص الدكتور حسني عبد الجليل في أكثر من مكان وكأن الدكتور سليمان لا يعرف عن الدكتور حسنى إلا هذا وهو ما يجعلني أسأله ليس لديك أي مواضيع أخرى غير الدكتور حسنى عبد الجليل غير التزيف والسرقة وكأنه أيضاً زور درجاته العلمية وزور حب طلابه وأساتذته ومنهم الدكتور عز الدين اسماعيل وشوقي ضيف وغيرهم ممن لديهم قناعة به وعندي أيضاً قناعاتي به وبمؤلفاته التي تجاوز الستون كتاباً ولا أظنها كلها بلا قيمة
islam
15 - ديسمبر - 2007
لا ضير على الدكتور حسني    كن أول من يقيّم
 
 
هل أكثرنا من تناول الدكتور حسني عبد الجليل  بالنقد زيادة عن غيره ممن ألصقوا أسماءهم بأغلفة بعض الكتب حتى تنفق لدى الباعة وتروج.لا أرى ذلك، فقد رأيت عددا لا بأس يه من أسماء لأكاديميين معروفين ينافسونه في جلب الترويج للكتاب نفسه.
أم أن أخي إسلام يقصد ذلك الموضوع حول سرقة المخطوطات ، وكنت قد أثبته على موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب ويبدو أنه انتشر بالنقل بين المنتديات ما جعل الأخ إسلام يعتقد أني ساهمت في ذيوعه. ولقد حاولت نقل نسخة عنه من ذلك الموقع إلى هذا المكان، تلبية لرغبة أخي عمر خلوف، فلم استطع ولم أحاول ثانية إدراجه، ولم ينتبني الأسف على ذلك. ولو  كنت أريد مجرد التشهير بالأستاذ الدكتور حسني لثبت الموضوع على موقعي الخاص أو لنشرته في مجلة ورقية. ثم إني تناولت  في بحث لي منهج التبريزي المعتمد على النقل والسطو على جهد العلماء السابقين له  ولم أشر لا من قريب ولا من بعيد لمسلك الدكتور حسني الذي لا يختلف عنه كثيرا. ومع ذلك فأظنني أنصفت التبريزي في بحثي ذاك، فهو ما يزال يعد من أئمة اللغة والأدب والنحو في القرن الخامس الهجري، وكان قد تولى التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد لنحو أربعين عاما، وأرى أنه في اقتباسه كان يضفي الأهمية على من اقتبس منه ويؤكد صدق مقولاته، فهو مقتبس عالم بنقد ما ينقله ولو وجد فيه عوجا لنبّه إليه .
وأنا أعلم أن النقد يحزن بعض الناس ولو طلبوا منك ذلك. أذكر أني عرضت لكتاب محقق في بحث لي  منشور وقد بعثت مستلة منه إلى المحقق فبدا لي استياؤه وإن لم يحدثني بذلك. ثم وجدته مرة يشير بفخر إلى من قرظ كتابه ذاك فتأكد لي صدق ظني ودفعني ذلك الأمر إلى إسقاط هذا البحث من جملة أبحاثي التي أنوه بها.
وأنا أعرف قدر الدكتور حسني عبد الجليل وجهوده العلمية التي لا تنكر، كما أعرف له كتابا في العروض من جزئين يفضل كتب العروض الثلاثة التي تناولها بالتهذيب والتيسير ، على الأقل لأنه كان فيه مبدعا ولم يعمد فيه إلى الاكتفاء بنقل علم الخليل من غير إضافة من عنده، وهذا ما جعلني آسف له فيه.
أما أن يتناول المرء أستاذا معروفا بالنقد فهذا حق مشروع للناقد، وقد تعرض عميد الأدب العربي في حياته، وما يزال يتعرض للنقد في  كل جيل دون أن ينقص النقد من قدره. وأظن أن أستاذنا الدكتور حسني هو من هذا القبيل من العلماء.
*سليمان
17 - ديسمبر - 2007
معلومة عن كتاب الأستاذ عبدالفتاح بدوي    كن أول من يقيّم
 
أستاذي سليمان: سلطان العروض:
* أعتقد أن كتاب الأستاذ عبدالفتاح بدوي موجود في مكتبة كلية اللغة العربية بالقاهرة، أو أن له نسخًا في دار الكتب المصرية، أو أنه موجود في مكتبة الدكتور محمد عبد خفاجي، وأعدك أن أبحث عنه، وأسأل عنه كل أساتذتي من هذا الجيل. 
*من الكتب التي اعتمدت على كتاب الأستاذ عبدالفتاح بدوي(العروض والقوافي) كتاب البناء الفني للقصيدة العربية للدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي، وهو من تلامذة الأستاذ عبدالفتاح بدوي أو من معاصريه؛ فقد سجل الدكتور خفاجي عددًا من آراء الأستاذ عبالفتاح العروضية التي تعد جديدة في ذلك الزمان، وأتحفك ببعضها:
*نقد نظام استخراج البحور من الدوائر وتحكيم هذه الدوائر في كل شيء. ص115.
* نقد صنيع الخليل من جعله"فعولن" أصلاً لـ"فاعلن"، وجعل الأمر على العكس، بل جعل المتدارك أصل الأوزان العربية وما تفرع منها!!!ص42.
*جعل بحر المجتث من المتقارب!!ص176.
*جعل المديد صورة من الرمل. ص113-ص115.
*قرر أن الوزن الشعري هدانا بالتعبير الموسيقي إلى تأليف التفعيلات هداية منطقية منظمة. ص30.
* قرر قائلاً:" عد العروضيون إلى الوزن على طريقة الصرف- أي الرمز بالفاء والعين واللام- ولكنهم خالفوا الوزن الطبيعي للنغم وزادوا فعدلوا حتى عن الوزن الصرفي؛ لأن الألف من "فاعلن" مثلاً زائدة في الصرف، وفي العروض غير زائدة، فلا وزن النغم اتبعوا ولا على وزن الصرف أبقوا!!! ص31. وذكر أن هذا الوزن مجرد اصطلاح اعتباطي محض، فلم يوافقوا ميزان النغم ولا ميزان الصرف!!!ص42.د/صبري أبوحسين
 
*صبري أبوحسين
23 - ديسمبر - 2007
طلب إفتاء    كن أول من يقيّم
 
أستاذي سليمان، سلطان العروض:
أفتني في:
 أي الكتابين أسبق تأليفيًّا: كتاب ميزان الذهب أو كتاب أهدى سبيل؛ فقد وجدت بهما موضوعين متشابهين تمامًا:
الأول بعنوان:استدراك على البحور الستة عشر
الثاني بعنوان: الإفلات من قيود القافية
فأيهما السارق وأيهما المسروق؟ أو أنهما سارقان من سابق عليهما؟
*صبري أبوحسين
23 - ديسمبر - 2007
لا ضير على الأستاذ سليمان    كن أول من يقيّم
 
رُزِقتُ بقراءة مقال الأستاذ سليمان عن جهد الدكتور حسني عبدالجليل في تحقيقاته العروضية، فوجدت أستاذنا سليمان منصفًا وموضوعيًّا في تعامله مع الأستاذ الدكتورحسني عبدالجليل يوسف موسى؛ فقد أقر له بجهوده المميزة وبخاصة في كتابه موسيقى الشعر، وعرَّف بمؤلفاته المختلفة، دون أن ينال منها. وأنا ممن يقدرون الأستاذ الدكتور حسني ويعرف له حقه ومكانته، بل أفدت كثيرًا من كتابه العظيم موسيقى الشعر بمجلديه الصادرين عن الهيئة العامة للكتاب. وأعرف أن مشرفه على الماجستير والدكتوراه هو الأستاذ الناقد الدكتور عز الدين إسماعيل.
 لكن لا حرج على الإطلاق في أن يظهر الحق في ميدان العلم، إذ إن حرص الدكتور حسني على النشر، وشهوته في الإكثار من التآليف، وانخداعه في هؤلاء المتاجرين بالعلم، النشالين لا الناشرين، أوقعه في ذلك المزلق العلمي الخطير. فللتحقيق مفهومه وخطواته وأدواته التي أعتقد أن الدكتور حسني يعلمها كل العلم. لقد قمت بتدريس كتاب ميزان الذهب بتحقيق الدكتور حسني فإذا بي أجد طلابي وطالباتي يأتونني كل يوم بأخطاء كثيرة ومتنوعة لدى المحقق، وقد كتبوا في ذلك مقالات وبحوثًا. وهذه الأخطاء كلها راجعة في نظري إلى تسرع الدكتور حسني في التحقيق وتركه أمر الكتاب إلى دار النشر التي عبثت به أيما عبث وأخرجته في صورة مهلهلة طباعيًّا ولغويًّا وعلميًّا. وعلم نقد التحقيقات علم مؤصل تراثيًّا وحديثًا، والأستاذ سليمان مقتد بالأفذاذ من هؤلاء النقَدة خصوصًا العلامة محمود شاكر، وعبدالسلام هارون وهلال ناجي، ومحود الطناحي وعبدالرازق حويزي وغيرهم ممن تغص بهم المجلات العلمية المحكمة. مع خالص تقديري لأستاذي الجليلين سليمان أبوستة، وحسني عبدالجليل. د/صبري أبوحسين     
*صبري أبوحسين
23 - ديسمبر - 2007
البشارة بظهور كتاب العروض والقوافي للشيخ عبد الفتاح بدوي    كن أول من يقيّم
 
 
أخي أبا عبد الرحمن
بشرك الله بالخير كما بشرتني بإمكانية العثور على كتاب العروض والقوافي للشيخ عبد الفتاح بدوي. ولقد فتحت لي باب الأمل بوجود الكتاب في مكتبة كلية اللغة العربية ( بأي جامعة ؟ ) أو في دار الكتب المصرية. فأما أن يكون الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي قد امتلك نسخة من ذلك الكتاب فهذا مما لم يخطر ببالي، ولم أكن اطلعت على كتابه "البناء الفني للقصيدة العربية"، وكذلك لم أر أثرا له في ثبت مؤلفاته وتحقيقاته التي أوردها ناشر كتاب البديع لابن المعتز، وهو من قديم تحقيقاته. عندئذ لم أجد بدا من اللجوء إلى محركات البحث التي أكدت لي صدق مقالك ، وهكذا فلم يبق لي لكي أحصل نسخة مصورة من هذا الكتاب إلا انتظار ابتداء العمل بالجامعات والمكتبات العامة وأنا واثق بأني سأجد أصل كتاب الدكتور خفاجي رحمه الله.
أشكرك جزيل الشكر على تلطفك بإخباري بأمر كتاب الشيخ بدوي واهتمامك بتحري مكان وجوده.
*سليمان
25 - ديسمبر - 2007
فك الاشتباك بين كتابين في العروض    كن أول من يقيّم
 
ذكر الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي في آخر تصديره للطبعة الثالثة عشرة من كتاب "أهدي سبيل" أن المرحوم الأستاذ محمود مصطفى قد ألف هذا الكتاب عام 1936 م .
ووجدت على موقع فرات أن الطبعة الثانية من كتاب "ميزان الذهب" كانت في عام 1935 م ( ولم أعرف كيف وصلوا لذلك مع أن السيد الهاشمي لم يكن يثب تاريخ الطبع على أي من كتبه).
ثم رأيت الدكتور محمد أحمد قاسم، رحمه الله، في نشرته لكتاب "القواعد الأساسية للغة العربية" يرجح، بناء على إشارة الهاشمي في كتابه جواهر الأدب إلى كتاب ميزان الذهب، أن الميزان أسبق تأليفا من الجواهر. وقد استنتج الدكتور قاسم من ظهور اسم الشيخ محمد عبده ( ت 1905 م ) في جملة المقرظين لكتاب جواهر الأدب أن كتاب ميزان الذهب قد ألف في بداية القرن العشرين. ولا يسعنا الأخذ بكلام الدكتور قاسم الذي لا يصدق إلا إذا كان ينقل هذه الإشارة عن كتاب ميزان الذهب من الطبعة الأولى لكتاب جواهر الأدب، وهو ما لم يؤكده لنا. لدي إحدى طبعات جواهر الأدب وفيها ( صفحة 28 من الجزء الثاني ) قوله : راجع مؤلفنا "ميزان الذهب في بحور شعر العرب" ( متى غيّر في العنوان ؟!)، وفي هذه الطبعة أيضا قوله ( صفحة 377 من الجزء الأول ) : وصف حفلة للمرحوم المويلحي المتوفى سنة 1930 م . فما هو إذن تاريخ الطبعة التي ظهرت فيها أول إشارة إلى كتاب ميزان الذهب؟.
وكذلك نحن لا نطمئن لقول الدكتور محمد التونجي : بدأ السيد أحمد نشاطه العلمي في التأليف بعد سن الثلاثين .. حيث قضى القسم الأول من حياته في تلقي العلم ، والقسم الثاني كان حافلا بالتدريس والإدارة والتأليف. إذ الأرجح من خلال النظر إلى قدم علاقاته الأدبية بوجوه الفكر والثقافة في عصره واتصاله المستمر بهم أنه بدأ الكتابة في سن هي أقرب من العشرين ودون الثلاثين بكثير.
ولنعد إلى كتاب ميزان الذهب الذي أثبت الدكتور التونجي على غلافه اسمه مع بيان جهوده فيه بما لا يتجاوز التقديم وضبط النص فأقول إنه على الرغم من وفرة المراجع التي أثبتها لا يبدو لنا وكانه قد اطلع على هذه المراجع. وأما الضبط فحدث ولا حرج عن عشرات الأخطاء التي لا نصدق أن يكون ارتكبها من حقق عددا لا بأس به من الكتب ، وأقل مثال على ذلك ضبطه لأبيات لابن عبد ربه قارنتها بصنيعه في تحقيق ديوانه وخرجت بقناعة أنه لم يطلع أبدا على كتاب ميزان الذهب وأنه اكتفى بإرسال المقدمة للناشر بالبريد ليلحقها بالكتاب مشفوعة باسمه ولقبه الأكاديمي. وفي رأيي أن الناشر لو أنه صور إحدى الطبعات القديمة التي طبعت بإشراف المؤلف أو أحد من ورثته لكان خدم العلم والمتعلمين بأحسن مما قدم لهم ذلك المسخ المطبوع على ورق ممتاز ضمن غلاف سميك تزينه كلمات التقديم الجوفاء وتفوح منه رائحة الخيانة للنص والتوريط للمؤلف .
ولا أعلم من الذي كتب  الحواشي على هذا الكتاب ، فإن كان هو الدكتور التونجي فلماذا لم يبين على الغلاف ما يثبت أنه كتب حواشيه ، وإن كان هو المؤلف فلما يعيد الكلام الذي قاله في المتن . وأما مسألة المبحثين المتنازع عليهما بين الميزان والسبيل فلا شك أن أحد الذين أزعجهم كثرة طبعات الميزان أراد أن يجعل نظرية الأدوات المستطرقة تعمل على سحب شيئ مما يجلب الحظ إلى أهدى سبيل فكان أن انتقل هذان المبحثان حرفيا إليه. ليس هذا فحسب ، بل إن العدوى انتقلت إلى تصميم جداول الزحافات والعلل ؛ فمع أن الناشر حاول في كتاب أهدى سبيل أن يجعل النقل يبدو بشيء من التصرف إلا أنه كف عن كل تصرف عند نقله جدول علل الزيادة.
والدكتور حسني عبد الجليل قد نشر هذين الكتابين معا ، فكيف لم يتنبه لهذا السطو الذي جرى تحت ناظريه ، أم أنه لم ير الكتابين معا ، أو أنه نظر في الكتابين واكتشف الجريمة وأراد أن يجعل الطابق مستورا كما يفضل الأخ إسلام أن يكون هكذا سلوكنا أمام الثقات من علمائنا الأفاضل، لهم الرحمة من بعد أن يغفر لنا ولهم.
وقبل أن أختم مداخلتي أود أن أسأل الأخوة الأفاضل ، وبالأخص الأخ زهير الذي أقلقه الاضطراب في كلام مؤلف الميزان حول بعض الأبحر ، ألم تجد في قوله إن للمنسرح عروضين أولهما مستفعلن والثاني مفتعلن شيئا من الغرابة يجبرنا على القول للشيخ دع عنك هذا العلم فليس من مجالك ، ولن نلومه على إسقاطه عروضين منهوكتين لا نعلم من أثبتهما في الحاشية ، وكان الأجدر به أن لا يثبتهما فربما كان المؤلف يقتدي بالأخفش في إسقاطه لهذين الضربين ، يدلنا على ذلك نفس تصرفه بإسقاط عروضين من أعاريض الرجز المشطور والمنهوك.
وللكلام بقية لا أراني سأواصل الخوض فيها.. وإنما يكفي ما أوردناه من القول على مضض.   
*سليمان
25 - ديسمبر - 2007
 1  2  3