ظننت أن بك علة
قرعت الباب ,ففتحت لي فريال; ألقيت عليها التحية ودخلت; لحقت بي إلى الغرفة وسألتني:" ما خطبك?" فأجبتها:" لا شيء" فقالت: بالله عليك أخبريني ما الأمر فوجهك شاحب والابتسامة المعهودة لا أراها
ترتسم على شفتيك و بريقُ عينيك...أين ذهب ? ما الذي يقلقك.? أثمّة عضو يؤلمك.?. تبدين حزينة جدا..".فقلت: "لها:
لا تكترثي ..". فأصرت أن تعلم ما ألمّ بي. فقلت لها:"أنا حزينة لما يجري في العراق
وفلسطين: سفك دماء وتقتيل وتفجير ...إنها العراق ..أتعلمين عقر الحضارة.. بلاد الرافدين...بغداد دار السلام ...الكوفة ...البصرة...الموصل أم الربيعين ... ال..ع..راااق.ارض الخليل والعلماء الميامين
...اهههههه... فلسطين ارض داود و سليمان و المسيح -عليهم السلام- ما كانوا مجرمين ف.لس .طين.... ا
أتعلمين إنها مسرى محمد الأمين وأولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين... رباط صلاح الدين والقسام وأحمد ياسين وجحافل من الغر المحجلين.
حزينة لما يجري لأخوتي اللبنانيين و السودانيين و السرلنكيين ...تهميش وفوضى و تحقير.
حزينة لأجل الثكالى واليتامى و المرضى والمشردين.
حزينة لأجل السبايا اللاتي وقعن في أيادي النخاسين.
حزينة لأجل شباب العرب الضائعين ومهاجرينا المضطهدين.
حزينة لأجل الحيتان المنتحرين و الطيور المسلولين والبقر اللاتي زج بها في مستشفي المجانين.
حزينة لأجل الغابات التي اقتلعت وأشجار الزياتين و الثلج الذي يذوب في القطبين.
حزينةلأجل طحال ابن آدم الذي استبدل بطحال خنزير.
حزينة لمحاولات استنساخ هتلر آخر و لينين.
حزينةلاستفحال المرتزقة و المكيافليين.
و أخشى ما أخشى أن تتكرر مأساة هيروشيما وتشرنوبيل".
فضحكت فريال وقهقهت وقالت"أهذا هو الأمر? لقد أفزعتني! ظننت أن بك علة أو بداية سرطان". وتركتها تكركر و هرولت نحو الحديقة وجلست في ركن ظليل وصككت وجهي وأجهشت بالبكاء
فإذا بشيء يتسرب من بين أصابعي، لست أدري أكان دمعا أم دما أم حميما. |