البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : كابوس    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 حنان بيروتي 
24 - نوفمبر - 2007
كابوس
      كنت أتأرجح على حافة الإغفاء لحظة أحسست بلسعة حادة على ذراعي, ثم أصبحت اللسعات تنتقل إلى جسدي، أوشك أن أعاود الإغفاء فتنتشلني لسعة على قدمي ولحظة ارتطام كفي لاعنا أحس بأخرى على رقبتي... حتى غادرني النوم تماما!
اجلس في السرير وسط الظلام مثل عفريت قلق، تنفس زوجتي المنتظم يشعرني بالحسد، أنا مرهق تمام, تنتظرني الوظيفة عليّ أن أصحو الساعة الخامسة والنصف لأهرول في الشارع السادسة إلا ربعا لألحق بالباص ومن ثم طابور انتظار السرفيس..
أهز رأسي " الليل للراحة وليس لتقليب المواجع!"
الإرهاق يدفعني لمحاولة جديدة للنوم,.. أتمدد للحظات لكن الأمر يزداد سوءا, أحس بلسعات متكررة في مواضع عديدة من جسدي دفعة واحدة، اهو كابوس؟! لم تعد ضربات كفي المهووسة تجدي.. يخيل لي باني اسمع صوت قرض! اللعنة! ليس ناموسا إذن انه نمل؟! الحقير أراه يعمل طول النهار فلم لا يكف عن عمله في الليل؟!
أفكر لا بد أن النمل ينوي الانتقام مني ,فبعد أن تكررت شكوى زوجتي من تكاثر النمل بشكل ملحوظ في المنزل، أخذت أتتبع مساراته لاكتشاف بيوته ثم اسكب عليه الكاز أو أسد مدخلها بجبلة بيضاء أعددتها خصيصا لهذه الغاية.. لا بد أني تسببت في مقتل المئات منها.. ها! ماذا أقول؟! لو سمعني أحد لظنني اهلوس.. أشعل الضوء أتفحص ذراعي.. ساقي.. لا اثر لأي نمل أو لسعات.. لكني أحس بها.. أحس بها..أهي من الداخل؟! أسارع لالتهم بعض الحبوب المنومة فأنا اكره البقاء مع نفسي وحيدين.. خاصة في الأزمات!!
اذهب في شبه إغفاءة قلقة ,أرى أسراب نمل تتسارع إلى جسدي, أراني أشبه بصرصار ملقى على ظهره, بدأ النمل بقضم جسده متناوبا على نقله أجزاء صغيرة جدا إلى بيته.. الساق اليمنى.. الشارب.. اللعنة! لو قرضني ونقل جسدي فتاتا صغيرة من سيكتشف الأمر؟! ستصحو زوجتي المسكينة فلا تجد لي إلا آثارا صغيرة! قد لا تتنبه لوجودها أصلا ,وستظن في النهاية بأني هجرتها فجأة! ستكون هذه ولا شك الجريمة الكاملة! حتى ( كولمبو ) لن يتمكن من حلها! لكن سيستغرق الأمر طويلا ربما هذه الليلة لن تكفي....
صوت مألوف ينداح حولي.... " يا آ آ رجل! استفق! لقد تأخرت عن دوامك!!"
انه صوت زوجتي أميز نبراته المتوترة دائما بلا مبرر، تتحسس جبهتي بحنو، يطالعني وجهها تشبه نملة كبيرة! لكن القرض المتسارع لا يتوقف! جسدي أحسه خاويا.,. دبيب ينقر جمجمتي, يتسلل إلى دماغي,أكاد اجن.!. افتح فمي لأصرخ, تندفع كتل نمل ملطخة بالدم ومذعورة تماما مثل زوجتي التي ترفع كفها لاعنة اللسعات المسعورة على جسدها!
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة