البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : آه يا عرب    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 the beloved 
13 - نوفمبر - 2007
قبل أيام خرج على الناس شيخ سلفي يسمى عبد الرحمن العريفي وقال في مسألة ضرب المرأة التي يروق لدعاة السلفية التحليق حولها كثيرا. وطار كلامه على جناح عفريت يخفق في ربوع الأرض حتى بلغني وأنا جالسة أرتشف قهوة الصباح في إحدى مقاهي فيينا.
 
كان الجو باردا والشمس تتجلى بين الحين والآخر من غمامها الحاجب, وتلفاز المقهى يذيع نشرة المساء, أصغيت السمع للأخبار المتلاحقة حتى بزغ على الشاشة رجل مشرقي الملامح يتوسط مجموعة من الشباب ويبتدرهم بالكلام وهم متحلقون حوله مهتمون لحديثه, فاعتدلت في جلستي ونظرة خلسة عن اليمين والشمال فإذا الناس منشغلون عن التلفاز بأحاديثهم, وعدت أتسمع لما يقوله المذيع ترجمة عن  هذا الداعية فما هي إلا هنيهة حتى احمر وجهي حتى لكأنه قرص الشمس عند المغيب ثم تتابع وقع الكلام على نفسي فاسود وجهي حتى كأنما أطفأت فيه أنوار الدنيا فهو كظيم.
لم يجد الداعية المصلح من هموم الشرق هما ينشره على الأسماع إلا  هما طالما حمله وتفنن فيه بل وألف فيه أبناء هذا الشرق, ذاك هو فن ضرب الزوج لزوجه.
 
فوالله ما جار خصيم على الإسلام مثلما جار أبناء الإسلام عليه, وما كاد خصيم على الإسلام مثلما كاد عليه دعاته وأحبائه.
كيف لم تحدثه نفسه عن حب الرجل زوجه في الإسلام وكيف أن الديانة حثت عليه ودعت إليه وجعلته من آيات الوحدانية والفردانية " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" والمودة كما يقول الصحابي عبد الله بن عباس هي الحب.
 
 الحب ينفي عن الإنسانية كل حيوانية في المعاملة وهمجية في المعايشة ويهذبها ويأدبها على استعمال اللسان الأنيق في منطقه بدل أذناب البقر وعصي الرعاة.
إن هذه القلوب العربية في جفافها وغلظتها لا تزال على طبيعتها الأولى منذ كان العرب, لم يتمدن منها ويتهذب إلا جماعة انقرضت , وفرد صنيع نفسه , أما الجماعة فقوم صرفوا دهرا في الأندلس وأما الفرد فرجل علم نفسه وأدبها بآداب النفس وتعهد فيها خلق الرفق في كل الشيء.
أيضرب الرجل زوجه ضرب الدابة ثم يواقعها آخر اليوم.
أيضرب الرجل زوجته ثم يبادلها اللقمة عند العشاء.
 
لقد عاش أهل الأندلس حياة إسلامية لا عهد لمسلمي هذا الزمان بها, كان زمن الأندلس زمنا ملآنا بالحب والجمال والإبداع من أي وجه ابتغيته, وكان الأندلسيون من أعجب خلق الله في التمتع بملاذ الحياة مسترشدين بالحكمة الإسلامية, وأنت لن ترى أحذق منهم في استعمال أدواة الجمال التي أتاحتها لهم الحضارة الإسلامية من لغة راقية وأشعار ندية و ديانة فسيحة المشارب وفقه ميسر متعدد المسارب والمذاهب, وألبسة جميلة مستوحاة من طبيعة البلاد الخلابة, وحب وعشق يفوح أريجه في المرابع والوديان.
وهذه البلاد العربية اليوم تفترش ذهبها الأسود لم تستطع أن تكتب من مداده كلمة مجد تعتز بها بين الأمم , وليس بينها وبين حياة الأندلسيين أدنى شبه.لماذا لماذا
العقول عقول أعراب والبزة إفرنجية, والبنيان في العلالي والعقلية رعوية, لماذا لماذا
 
يؤسفني ويؤلمني أن أرى مدنا عربية صارت في هيئتها المنمقة وصورتها المزوقة كبعض بلاد أوربا حتى إن الأجانب يحلمون بقضاء عطلهم فيها, ثم أعرف بعد أن العرب لم يبنوا منها شبرا ولم يرفعوا بنيانا بل رفعت وبنيت بأيدي الأعاجم من اليابان وأوربا وأمريكا وما للعربي في ذلك سوى دفع الثمن ثم المفاخرة بين الأقران بما صنع. ولذلك إذا تجولت في بعض المدن العربية الفاخرة رأيت عمرانها ينكر بيئته لأن العقل الذي صممها أجنبي عنها.
 
أين هم أولئك العرب الذين أبدعوا في فنون هندسة المدن الإسلامية حتى تميزت المدينة الإسلامية بخصائص تميزها عن غيرها. وهذي مدن إسبانيا التي أنشأها العرب تشهد بأن العقلية الهندسية عند العرب كانت جبارة ودقيقة, وانظر إلى حلب وبداعة عمرانها وفاس وافتنان أهلها في ترتيب دورها...
 
وأين جمال اللباس العربي وتجديده لماذا جمدنا على الألبسة نفسها التي كانت منذ قرون فلم ننهض بها تجديدا وابتكارا حتى جعلناها حبيسة المناسبات, ألم ينهض الأوربيون بالسروال الإفرنجي حتى لم يبق بيت ودر ولا وبر إلا دخله ولبسه البدوي والحضري...
أين وأين...
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الامر لله وحده..    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
العيب كل العيب اختي   في الجرح والالم  على الكثير من القنوات السخيفة  التي تطلع علينا كل حين ووقت  حتى صار عدد القنوات التي تروج للفكر السلفي تفوق تلك التي تروج لبرامج عامة او تلك التي تروج لبرامج متخصصة  ..من تجربتي وانا التي لا تجد غير التلفاز احيانا  او الكمبيوتر احيانا اخرى وسيلة للثقافة او الترفيه  لا اكاد افتح قناة الا و يطلع منها عفريت نفريت  اطلق لحية وشاربا  وقطب بعينين وعقد حاجبين  وجلس بجسم ثقيل الظل  *  والاغرب اختي ان الحديث في موضوع المراة هو شغله الشاغل، لا حديث غيره يشغل باله *وهذا الامر يعطي انطباعا لغيرنا ممن يجهلون ديننا واسلامنا  بان  الاسلام  جاء فقط لتقويم اعوجاج المراة وانحرافها *او كان المراة العربية تتجمع فيها كل موبقات الدنيا   ** ما احوجنا اختي الى قناة واحدة متخصصة في الاسلام وعارفة بمذاهبه الاربعة يقوم عليها مفتون  ومفسرون  كل في دائرة معرفته ومذهبه  **ليجد كل مسلم  ضالته في الدين    وان كنت الان مقتنعة بحقيقة    وهي أن الاختلاف في المذهب صار نقمة لا رحمة  كما  جرى العرف في القول قديما  *  - ان اختلاف المذاهب رحمة - فما احوجنا  اختي الى مذهب سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم في دماثة خلقه الكريم وفي رقي احساسه  وهو يداعب الحميراء  .ويلاعب الحسن والحسين رضي الله عنهما ويوجهنا الى ان ناخذ نصف ديننا عن هاته الحميراء  عائشة حبيبة رسول الله ص  وبنت ابي بكر الصديق *    
 
                                                                         ليلى بنت عذرة
*ليلى
15 - نوفمبر - 2007
المؤسسات التربوية هى المسؤولة     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
المؤسسات التربوية هى المسؤولة ...صدقت يا أستاذة ليلى ،وصدقت الأستاذة التى أثارت الموضوع، ولكن من المسؤول عن ذلك ..فى اعتقادى الشخصى أن المؤسسات التربوية فى العالم العربى هى المسؤولة عن ذلك ..فهى غائبة ..لم تخرج كوادر علمية للناس لتعليمهم وتربيتهم ،فنجد المدرسة والجامعة فى واد والحياة العملية فى واد اخر ...والتعليم إذا لم يؤثر فى سلوك الفرد فليس بتعليم ..،وكما قلت أن الناس فى العالم العربى لا يتكلمون إلا فى موضوع المرأة وكأن المرأة فى العالم العربى هى   المسؤولة عن جميع مشكلات العالم العربى ،وهذه مأساة حقيقية وللأسف الشديد لا نجد فى العالم العربى مؤسسات نفسية حقيقية تعالج مشكلات الناس وأنا فى اعتقادى أن علم النفس إذا طبقت مبادئه فى أي مجتمع يتقدم هذا المجتمع بصورة مذهلة وسريعة فإذا أردنا ان نغير المجتمع فلنغير أولا الفكر المسيطر عليه..فالأفكار هى التى تسير المجتمعات فاذا كانت صحيحة صلح المجتمع وإذا كانت فاسدة فسد المجتمع ،ولذا إذا أردنا أن نغير الواقع فلنغير الفكر أولا....،وللأسف صورة الطبيب النفسى والعلماء النفسيين تظهر فى المسلسلات والأفلام العربية ..صورة المجانين أو الذين يهتمون بالجنس فقط ..حتى أن بعض رجال الدين الأسلامى شوهوا صورة العالم النفسى -سيجموند فرويد -وجعلوه لا يفهم شيئا على الرغم أن جميع المؤسسات النفسية العالمية تعترف بفضله فى مجال علم النفس بل جعلوه --أبوعلم النفس الحديث ....وللأسف فإن بعض رجال الدين الإسلامى يقحمون أنفسهم فى كل شىء فى حياتنا ففى علم النفس يتكلمون بدون الرجوع إلى المختصين فيتكلمون فى الأمراض النفسية ..ويعطون العلاج ويتكلمون فى الأمراض الجسمية ويعطون العلاج ويتكلمون فى الاقتصاد والسياسة وكل شىء يخطر لك على بال وكأنهم جهابذة فى كل العلوم والفنون بدون الرجوع إلى المختصين وأهل العلم ،وللأسف فإن تأثيرهم على العامة قويا لأنهم يستخدمون الدين فى ذلك ..فهل الدين يخطىء ..لا......... وللأسف فإنهم يسيئون للدين الإسلامى ...ونسوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال -أنتم أعلم بشئون دنياكم ....هل يوجد لدينا فى العالم العربى معاهد متخصصة فى العلاقات الإنسانية ..هل يوجد مهنة --محلل نفسى --لا يوجد ولكن توجد مهنة الدجال والمشعوذ والخرافات والخزعبلات ..والأعمال وغيرها من أعمال النصب والضحك على الذقون ...وفى النهاية نقول آه ...ياعرب
*خالد صابر
17 - نوفمبر - 2007
أزيدك من الأمر سوءاً    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يا سيدتي لقد أثرت في النفس شجوناً و هموماً , و للأسف فإن العرب على درجة كبيرة من التفاوت الفكري , و أنا لا أتحدث عن الاختلافات بين بلد عربي و آخر و لكن أتحدث عن اختلافات بين الناس من سكان مدينة واحدة حيث تجدين بينهم أناس يعيشون في العصور الوسطى و منهم من يعيش في العصر الجاهلي و منهم من يتغنى بالدولة العثمانية و منهم من يترحم على أيام الأربعينات و الخمسينات و قلة منهم يعيشون في القرن العشرين .
و هناك عشرات الملايين من العرب يطربون لكلام الشيخ الموقر حول ضرب المرأة .
أما كلام الأخ عن الطب النفسي فأنا أتفق معه لأن العرب معظمهم عندهم انفصام بالشخصية بل و حتى كلمة انفصام ربما لا تصف مرضهم النفسي , فمعظمهم عنده عدة شخصيات , فأثناء النهار تجدين المواطن العربي يتحرش بفلانة و يتكلم عن علانة و يزعج جاره و يستغيب صديقه و يرمي أوساخه في الشوارع و من السيارة و يعمل مئة خطأ و خطأ , و في الليل تهبط عليه السكينة فيتذكر ربه و يستغفره و يصلي لتهدأ نفسه من جديد , و هذه الحالة من الخطأ و الاستغفار المستمرين تجعل هذا الانسان يعيش في حالة من الشعور بالإثم الدائم و تتيح لأمثال هذا الشيخ أن يتحكموا بعقله أو بما تبقى من عقله .
أما الأخت التي تتمنى وجود قناة واحدة متخصصة بمذاهب الاسلام الأربعة فأسألها و ماذا عن المذاهب غير السنية , ماذا نعمل بها ؟
*معتصم
18 - نوفمبر - 2007
شتّان    كن أول من يقيّم
 
شتان
أنا ملتزمة : أصلّي أوقاتي الخمسة ، وأصوم رمضان ، وأدفع زكاة مالي ( إنْ كان عندي مال زيادة ويمرّ عليه عام ) وإذا كنت قادرة قدرة جسمية ، وقدرة مالية فأحجّ حجة الفريضة ، وهي مرةّ واحدة في حياتي مع محرم ، أو برفقة مأمونة . هذه هي أركان الإسلام الخمسة . طبعاً : الشهادتان هما المفتاح .
أمّا أركان الإيمان فهي ستة : الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له شريك ؛ لأنّ
فرقاً بين الخالق والمخلوق . والإيمان بالملائكة ، والكتب المقد ّسة ، والرسل ( كل رسول نبي وليس العكس ) ، والإيمان باليوم الآخِر ( يوم الحساب ، يوم القيامة ...) ، والإيمان بالقضاء والقدر : خيرِهِ وشَرِّهِ .
جاء أعرابي إلى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم وقال له :  دُلَّني على عمَلٍ يُدخِلُني الجَنّة : فذكر له الرسول أركان الإسلام ( وطبعاً أركان الإيمان مهمة جداً ومفروغ منها ) . ماذا قال البدوي ؟ واللهِ ، لن أزيدَ على ذلك شيئاً . تبسّم النبي صلّى الله عليه وسلّم وقال : أفلح الأعرابي إنْ صَدَق . ما معنى : إنْ صدق ؟ الجواب : إنْ طبّق .أحياناً نرى مسلمة ولكنها لا تُصلّي و.....ثم تُفَلْسِف الأمور وتفصّل إسلامها على مزاجها . يرجوها زوجها ويقبّل يديها ويصارحها بأنني أغار من ابن عمك ، أو ابن خالتك فلا ...... ومع ذلك لا تأبه له ولا تكترث ، ثم يبدأ الخصام ، برفع الصوت أمام الأطفال الأبرياء ، ثم يندسُّ الشيطان ، ويُحرِّش بينهما ، ويتدخّل الأهل ، ويُفسِدون ؛ بسبب الغَيرَة ... ويقع الأبناء ضحية بين الأبوين ...
لماذا الصدمة الكهربائية ؟ أنا ضعيف ، وليس عندي جواب . والجواب عندكم .
إنه إذا كان أساس بنيان الأسرة قوياً ، وكلٌّ من الوالدين يعرف ماله وما عليه ، يسهل الأمر ، ولكن إذا اختلط الحابل بالنابل ، فعلى الأسرة السلام . البيئة بيئتان : داخلية ، تتمثّل في الأبوين . الطفل طائرٌ ، وجناحا الطائر هما الوالدان، إنهما القدوة في كل لفظة ، وكل عبارة ، وكلّ سلوك . ابن صديقي عمره ثماني سنوات أحرج أباه وسأله : بابا لماذا أنت وماما لا تصلّيان مثل جدّي وجدّتي .....ومرّت الأيام ، ووعََدَهُ: إنْ شاء الله ...ثم مرِض صديقي مرَضاً شديداً . أتدرون ماذا قال الابن لأبيه ؟ قال له : بابا ، أنت ذهبت إلى الطبيب ، وتناولتَ الدواء ، وما زِلْتَ على هذه الحال ، فهل من الممكن أن تتوضّأ وتُصلّي ، وإن شاء الله سوف يشفيك و يُعافيك ....
قال تعالى : " ومَن يُعرضْ عن ذِكري فإنّ له معيشةً ضَنْكاً ..." : حياة شاقة متعبة ...توتّر، ضغوط : عنده مال وأثاث ورياش ، ولكنه غير سعيد ؛ لأنه مثقف لا يستعمل ثقافته للحياتين : لأنْ تتزوجين شاباً مهذباً بسيطاً يحترمك ، ويعرف قدرك ، خير لك من زخارف المجتمع والفخامات ، ثم قلة القيمة والقدْر ....إذا كان ذا أخلاق ويفهم قدْرَكِ فغرفة وصالة أفضل من قصر :
                وفتّوشٍ بلا حمضٍ وزيتِ      أحَبُّ إليَّ من لحم الخروف
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُوصِ بأكثر من وصيّتين : الصلاة ، ورعاية المرأة : الصلاة مِن : وصَلَ ، يصِلُ صِلةً وصلاة ....نَعَمْ ، لا بد من ربط الصلة بينك وبين الله خالقك ورازقك ومدبّر أمورك ، وليس لنا ربٌّ سواه.
أمّا المرأة ، فهي أمك وأختك ، و..... قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " ما أكرم َ النساءَ إلا كريمٌ ، وما أهانهنّ إلا لئيم " . وشتّان بين الكريم والخسيس الحقير اللئيم . إنه أعلى منها درجة إذا كان المنفِقَ عليها وعلى أبنائهما ، وهذه الدرجة مسؤولية وأدب ورفق ورحمة ، وليست عبودية واستبداداً: كل مؤسسة لها مدير ونائب ، فإذا غاب المدير ، أو مرِض ، أو عَجَزَ ..... فأمرٌ طبيعي أن يكون النائب مديراً . ابني يحمل لقبي : اسمه بشار بن يحيى . وحتى لا يذهبَ يحيى بعيداً ....أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم : أمك ، أمك ، أمك ثم أبوك . أمك الأولى ؛ لأنها حملتك ، والثانية آلام ولادتها ، والثالثة إرضاعها وسهرها وتنظيفها ....المسؤولية على الاثنين . " رِضا الله في رِضا الوالدين ، وسخط الله في سخط الوالدين" . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . أمّا أننا نُخطىء ، فلماذا إذن الاستغفار ؟ ولماذا التوبة النصوح ؟
أمّا أننا مختلفون ، فإنّ الاختلاف سنة من سنن الحياة . ثم إن هذه التقسيمات يجب أن تكون ؛ لأن الرسول صلى الله عيه وسلّم قد ذكر ما سيكون بعده ، وهو لا ينطِق عن الهوى ، وإنّ تداعي الأمم على الأمة الإسلامية هذه الأيام هي صدق نبوته صلى الله عليه وسلم : الحسد على النعمة أمر طبيعي ، قابيل قتل أخاه هابيل . ما السبب ؟ إنّ حبّ الدنيا.. واللهو في التكاثر بالمال ولا نعطي الفقير والمسكين حقه منه ، والتكاثر بالأولاد ولا نربّيهم التربية السليمة : نبني جسمه ، ولا نبني عقله وروحه ، ونفخر بلغاته – وهذا رائع- ولكن نهمل لغته العربية المقدّسة ؛ لغة القرآن الكريم . قال تعالى : " وقِفوهم إنهم مسؤولون "  هل علّمناهم الأشهر القمرية ؛ لأنه عندنا رمضان .... وربيع الأول و.... وربطناهم ببيئتهم الأصيلة ؟ إنّ مقابلة الفكرة بالفكرة بأسلوب حضاري رائع جداً .... ما المطلوب ؟الجواب : محاسبة النفس... عندنا دائرة : نصفها الأول صلتي بالله خالقي : أطيعه وأتّقيه ما استطعتُ . ونصفها الآخَر علاقتي بالناس : أكون آلِفاً ومألوفاً . لا للكذب . لا للنفاق . لا للنصب . لا للاحتيال . لا للجهل . نعم لحسن الظن . نعم للمسامحة . نعم لعبادة الله . نعم للبر بالوالدين . نعم للنقد البناء ، مليار نعم لاحترام المرأة عندما تكون أهلاً للاحترام والتوقير . عندنا مَثَل حلبي يقول : (إلّلي بقول كل النسوان سوا يبعتله علّه مالا دَوا) . وكانت نانتي تقول : ( في رجّال بنباس وبنحط عَرّاس وفي رجّال بالصّرماي بنداس ) ...
              متى يبلغ البنيان يوماً تمامه         إذا كنتَ تبنيه وغيرك يهدم
                        لا يفخرنّ الهاشميُّ        على امرِىءٍ من آل بَرْبَرْ
أنا ابن تسع وخمسين سنة ، وأنا جد لسبعة حَفَدَة . من حلب الشهباء . أحببتُ المشاركة بعيداً عن التعصب والميوعة ، وخير الأمور الوسط . أعتذر إليكم إذا أسأت وسامحوني ، وأريد دعواتكم الرابحات في ظهر الغيب إن أصبت . وهذه أول مرّة وآخِر مرّة والسلام عليكم .
 
*د يحيى
20 - نوفمبر - 2007