فكرة تفرض نفسها على الإنسان العربي منذ عهد الإستقلال إلى الآن . كن أول من يقيّم
عندما احتوى الإستعمار الغربي البلاد العربية الإسلامية توخى تقليص المعاهد الأصلية المنافسة لمشروعه ، لأنه كان يعرف أن التراكم لهاته المعاهد من شأنه أن يفرزوينتقي الأفكار العظيمة النافعة في السياسة والإقتصاد . في نظري ما يجب أن تقوم به الأنظمة العربية (الركيكة) ووزارات التعليم والثقافة التابعة لها ، عندما تتمكن من حقيقة أمرها ونظامها كأداة للإجراء ، وتصل إلى الثقة بنفسها وبمشروعها . هو أن تربط وتوحد بنية نظامها التعليمي شكلاً ومضمونا ، فتربط بين الجوامع والكليات وبين المساجد والمدارس ، فتحول الجامعات إلى جوامع والجوامع إلى جامعات . لأنه لا يمكننا أن نسير في المستقبل على نهج تقسيم الشعوب العربية إلى نصفين ، ما هو أصيل وما هم وارد ، وما هو إسلامي وما هو علماني . فالعلمانية ما هي إلاّ تقليعة إنسانية سابحة في الزمن ، وأصبحت معتقداً جديداً . نقول سابحة في الزمن ، لكون حقيقة معاييرالعقلنة عند الإنسان تتجدّد بتجدّد الأزمــان . والعلمانيون الذين يجتهدون في وصف المنهج الإسلامي بغير العقلنة والنظام ، فقط لكونه يرتبط بالمعتقد المجرد ، ويضعون المفكر الإسلامي في جانب الجهالة لضعف المسلمين في هاته المرحلة الزمنية ، هو تجني وانتقاص من عقل المسلمين لا تبرير له ، وانتقاص من توثب عقل الإنسان نفسه . حقيقة غرض أصحاب العلمنة ، هو تجذير وتعميق الإنفصام في المجتمعات العربية المسلمة حتى تخلو لهم الساحة ليملؤوا الفراغ . ومع الأسف هو نفس الفراغ الذي حاول الإستعمار إثباته . ولذلك فصراع الوعي في المجتمعات العربية الإسلامية ليس بصراع وجود وإنما هو صراع احتواء ، بين الأصيل والدخيل ،بين المقاوم والعميل . ولا حول ولا قوة إلاّ بالله . |