الأسلوب الشخصي اللعب النفسي دائماً في تحليلنا للأفكار الإستراتيجية أو العوامل الإستراتيجية بشكل مستقل، نعتبر أن مباراة الشطرنج خطوات غير شخصية تتضمن (32) قطعة و(64) مربع، وهذا طبعاً تعريف مبسط جداً. دور الشطرنج هو معركة بين شخصين تدور ضمن ظروف ملموسة ومحددة، لكن الإنسان غير معصوم عن الخطأ، فالإنسان يخضع بشكل دائم لمزاج محدد سواء بشكل شديد أو ضعيف وهذا الشيء هو الذي يحدد الشخصية. كل هذا ينعكس على الأداء في دور الشطرنج. كل لاعب شطرنج سواء كان أستاذ معروف أو مبتدئ يجلب للدورة عوامل محددة من أسلوبه الشخصي في اللعب. أسلوب لاعب الشطرنج ليس فقط خلاصة لمعرفة في الشطرنج وتفكيره أثناء الدور، بل هي وبشكل كبير تعبيراً عن شخصيته. إذا قمنا بدراسة أدوار للاعب غير معروف شخصياً بالنسبة لنا، فبإمكاننا اكتشاف الكثير من شخصته من خلال أسلوبه في اللعب، من جهة أخرى إذا كنا نعرف أحد الأشخاص بشكل جيد يمكننا وبدقة كبيرة أن نتوقع أي أسلوب من اللعب سوف يتبع في دور الشطرنج. فالإنسان الحذر والقلق في الحياة لن يكون سريعاً في الانغماس بلعب جريء، المقامر أو الشخص الطائش سوف يدبر لعبه بأسلوب مغامر، وغالباً بدون تقييم كافٍ للاحتمالات المفتوحة عليه وعلى خصمه. المتفائل يميل لتقييم وضعه بشكل أفضل مما هو عليه، المتشائم يرى الأخطار والمصاعب في كل وضع. فأسلوب اللعب الفردي هو انعكاس لشخصية اللاعب. من المشاكل المهمة جداً في لعب الشطرنج تأثير العوامل الخارجية على شكل الدور. مثلاً على ذلك هو حالة الدور في اللحظة التي يجري فيها الدور: فإذا كان اللعب في الجولة الأخيرة يحتاج فقط لنصف نقطة للفوز بالجائزة الأولى، فسوف يؤدي الجولة بطريقة مختلفة عنها فيما إذا كان يجب عليه الفوز بأي ثمن. مشكلة الوقت هي أيضاً عامل خارجي مهم، وبنفس الأهمية المزاج الشخصي للاعب وظروفه الشخصية أثناء لعب الدور. كذلك يجب أن لا ننسى الحالة الصحية للاعب. كل شخص يعرف من خبرته الشخصية كيف يمكن أن تؤثر حتى نزلة برد عابرة على طريقة لعبه وتأثيرها على النتيجة، يمكننا هنا أن نلفت الانتباه لأهمية الإعداد النفسي والحفاظ على أعصاب هادئة. يمكننا أن نسأل الآن سؤالاً مهماً: أين يمكن الترابط بين اختبار الخطة الإستراتيجية من جهة وبين الأسلوب الشخصي للاعب والعوامل الخارجية المختلفة من جهة أخرى؟ بطل العالم الأسبق الدكتور إيمانويل لاسكر كان قد أرسى قاعدة تقول بأنه في أوضاع عديدة من المستحيل الحديث عن أفضل نقلة، حيث يكون هناك احتمالات متعددة ومن هذه الاحتمالات يمكن أن تكون نقلة واحدة هي الأفضل ضد خصم محدد وتحت ظروف محددة. بكلمات أخرى فالخطة الاستراتيجية يجب أن تحدد في حالات كثيرة اعتماداً على أسلوب الرسيل وعلى الظروف الخارجية المحيطة. ومن تجربتي المتواضعة تعلمت الكثير من الكلام السابق وطبقته في مبارياتي الشطرنجية وأذكر مرة أني ربحت مبارة بسرعة بعد أن حضرلي نقلاتي وتوقع نقلات رسيلي أستاذي محمد هشام الأرغا وهو قال لي أن رسيلك سوف يرد كذا وكذا وبلفعل كما توقع حصل لأنه كان يعلم أسلوب لعب رسيلي. وللموضوع بقية......... |