ورد هذا المقال في الوراق للدكتور صبري أبو حسين، ولم أستطع الدخول مع أني مسجل هناك، فرأيت أن أنشر الموضوع والرد هنا.
سبق للأخ الشاعر سامر سكيك أن نظم على هذا الوزن وأسماه بحر ( السامري )
لو افترضنا أن كل الأشطر على وزن
متْفاعلن مفاعلَتُنْ
كما في الشطر:
يا قدس أنت للعربِِ = 2 2 3 3 1 3
في الشطر :
حتى رأتك لي أمي = 2 2 3 3 2 2
تم عصب مفاعلتن 3 (2) 2 فجاءت مفاعلْتُنْ 3 2 2
فظهر اختلاف الوزن جليا بين هذا الصدر وكافة الصدور، بل أرى لبقية الأشطر قسطا من السلاسة لا أراها في هذا الشطر.
لقائل أن يقول إن اختلاف الضرب هنا بين مفاعلَتن ومفاعلـْتن سبب ذلك.
وأنا أرى الأمر مختلفا
فإن عصب مفاعلْتن بعد متَفاعلن لا يدع مجالا للشك بتجاور وتدين أصيلين
متْفاعلن مفاعلْتن = 4 3 3 4
وهذا مخالف للقواعد العامة للعروض العربي فلا يجتمع في الشعر العربي وتدان أصيلان أبدا.
وقد يسأل سائل لم اختلف الأمر بين ما يبدو ( مفاعلَتُن) وما يبدو ( مفاعلْتن)
والجواب أن الوزن
يا قدس أنت للعرب = 2 2 3 3 11 2 = مستفعلن متفعلُ مسْ
وعليه يجوز أن يأتي النص = مستفعلن مستفعلُ مسْ = 4 3 4 1 3
يا قدس دومي للعرب ِ = 4 3 4 1 3
فيتوازن إذ ذاك شطرا البيت
يا قدس دومي للعرب .....فأنت غاية الأربِ
4 3 4 1 3 ............3 3 3 1 3
مستفعلن مستفعلُ (تن) ......متفعلن متفعلُ (تن)
أما العجز = ولأنت غاية الطلب = 1 3 3 3 1 3 فإن التاصيل هنا كما يفيد به كتاب د عمر خلوف ( فن التقطيه الشعري )
يفترض الأصل التالي = 2 3 4 3 1 3 = فاعلاتن فاعلن فَعلا
والوزن هنا هو المديد لا غير لحق تفعيلته الأولى الشكل ( وهو فيه قبيح) فتحولت فاعلاتن 2 3 2 الى فعِلاتُ = 1 3 1
وعليه يكون الشطران من المديد (على قبح في العجز) في قولنا
قدسنا ما زلت للعربِ .........ولأنت غاية الأربِ
2 3 2 2 3 1 3 ..........1 3 1 – 2 3 – 1 3
فاعلاتن فاعلن فعلا ...........فاعلاتُ فاعلن فعلا
كم جنى جمال (الأعلام التفعيلية القطرية) على حقيقة وحدة ( الخصائص القومية ) للعروض العربي
وكم أفادت التفاعيل المتعلمين بتوصيلها لجزئيات التوصيف وكم أضرت بالمعلمين حين حجبت تفكيرهم عن الخصائص العامة للعروض العربي.
لقد كان فكر الخليل ضحية تفاعيله.
ما الأمس أصل غفلتنا 00 لا بل تكاثر الريَب
من قام دونك التهبت 00أشجان نهضة النجُب
مف مفعُلاتُ مستعلن ....مف مفعلاتُ مستعلن
2 2 3 3 1 3 ...........2 2 3 3 1 3
ووجه مخالفة الوزن الجديد إذا قيس على المقتضب أنه يحوي أربعة أسباب ( وللرقمي نظرة مختلفة للوتد المفروق) فالوزن الجديد أسبابه ( مف مف عو لا ) وهذا لا يجوز في غير الخبب.
الحديث يطول
وفي الرقمي ما يسلط الأضواء على شمولية التناول العروضي دون التعثر بحدود التفاعيل.
لا يمكن أن يرد في الشعر العربي
مستفعلن مفاعيلن 4 3 3 4 لالتقاء وتدين أصيلين
وهذا النفي القاطع يصاحبه نفي مجيء متفاعلن مفاعلَتن
في الرجز لدينا مستفعلن مستفعلن فعولن
قد يقول قائل إن مستفعلن فعولن = 4 3 3 2 يلتقي فيها وتدان أصيلان
هذا من التخليط الإضافي لتحريف التفاعيل بعد زحافها
فهذا الوزن هو في الحقيقة مستفعلن متفعلْ = 4 3 3 2
متفْ وتد ظاهري لا حقيقي وهي في الحقيقة سببان زوحف أولهما
يا هل ترى دروبي ... تمضي إلى محبوبي
4 3 3 2 ............4 3 4 2
وإن تيسر وقت فلي عودة لبقية الموضوع بإذن الله.