البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : رلـــى - في صحبـــة اسمــها ....    كن أول من يقيّم
 faruq 
17 - أكتوبر - 2007
 
             دعونـــا نصحب اسم  ( رلى )  !
د . فاروق مواسي
ذهب مؤلفو معجم أسماء العرب (موسوعة السلطان قابوس ج 1) إلى أن الاسم هو تحريف إما للاسم ماري؛ حيث أن هذا اللفظ  هو  " أحد الصيغ اليونانية لماري "، أو أنه تحريف للاسم اللاتيني  ( ريجبولا ) - وهو يعني (حاكم) (انظر ص 696) ،  وليس ذلك بصحيح _ في  رأيي .                                                                                          
 إذ أنني أكدت في نقاش مع  المرحوم إميل حبيبي حول الاسم  نشرته في  الاتحاد (عدد 11/8/1983  أن (رلى) هي قبيلة عربيه من قبائل عَنَزَة، واللفظ محرّف عن  ( الرّواله) ، والبدو - كما سأذكر  -يلفظونها الرْوَلَة ( دون لفظ اللام الأولى) . وقد جاء الشاعر قيصر المعلوف ( ت.1960 ) ، وجعلها (رلى) لضرورة الشعر، وذلك في مطلع قصيدته : 
  رلى عرب قصورهم الخيام              ومنزلهم حماة فالشآم
وهو ليس وحيدًا في التحوير ، فثمة تغييرات تطرأ على الأسماء لدى الشعراء، فأرسطو طاليس يصبح في شعر المتنبي رسطاليس :                                                                             من من مبلغ الأعراب أني بعده       قابلت رسطاليس
 والإسكندرا 
 وشوقي يستخدم ( الخراســِــني ) بدل ( الخراساني ) ......وقس على ذلك الكثير مما تلزمه الضرائر الشعرية.
وقد ورد الاسم ( رولة )  في كتاب جواد علي -  المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام  ج 1 ، ص 25 ، لكنه لم يشكل اللفظة . وقد تهجّأ لي - وعلى مسمعي-  أحد شيوخ البدو ، ولفظها :  رْوَلـَـــه " ، ولا غرابة أن البدو يحرفون اللفظ مع ميل للبدء بالتسكين ، وذلك في كثير من لفظهم .                                                                                            
وأيًا كان الأمر فإن قيصر المعلوف استعمل ( رُلَـــى ) ، وحافظ على موسيقية البحر الوافر  ، ومن ثم خلق رمزًا ؛ إذ تعتبر  القصيدة ( رلى ) رمزًا لعرب أمجاد أقحاح – أصحاب وفاء وشهامة ونبل .
 ونحن لا نسأل - علميًا - إن كانت القبيلة حقًا بهذه الأوصاف التي خلعها الشاعر ، وإنما يهمنا الرمز فيها - هذا الرمز الذي اكتسب دلالة الأسطورة ، فأعجب الناس  بهؤلاء العرب ، وسموا بناتهم باسم القبيلة التي أكسبها الشاعر دلالات رمزية وأسطورية .                    
ولما كان الوزن لا يستقبل الاسم - كما أشرت -  فقد أجاز الشاعر هذا التحريف لنفسه وخلق اسمًا جديدًا .                                                                                         
  أما (الأرولة)- هكذا يوردها أحمد وصفي في كتابه عشائر الشام فقد وصلوا إلى بلاد الشام في أوائل القرن الثالث عشر الهـجري. وذكر في كتابه أن  الرحالة السويسري بركهارت (1224هـ) ، قال عنها: إنها حاربت جيشًا حبشيًا مؤلفًا من ستة آلاف جندي أرسله باشا بغداد وغلبته. وقال إنها كانت تنزل البادية من جبل شمر إلى جنوبي حوران، وأن خيلها كانت أكثر من خيول سائر العشائر .
ومما يذكر في تاريخ (الرولة) أن خديوي مصر عباس باشا الأول بن طوسون أرسل أحد أولاده إليهم ليتمرّن عندهم على الخشونة والفروسية- وذلك اقتداء بالخلفاء الأمويين (انظر كتاب عشائر الشام ص 370-ص372) .
وضربت العرب بهم المثل في الكثرة والجلبة والتماسك والتناصر، فقالوا مثل العرب أروَلي (انظر كتاب : حسين لوباني- معجم الامثال الفلسطينية ص 752).
ومن الاجتهاد في معنى الاسم أن (الروال) هو اللعاب، وخاصة لعاب الخيل. و(الـمِـرْوَل) الرجل كثير اللعاب. ولعل كلمة ( الروالة) تشير إلى هذا المعنى لكونهم لا تجف حلوقهم فزعًا أو خشية. وقد يكون الاسم مستقى من ( مِـرْوَل ) بمعنى  كثير  التحصن  ( انظر: تاج العروس  مادة رول ) ـ، ولن أتعسف تفسيرًا آخر ،  فربما يكون هذا بسبب أحلّها في موضع ذم ( راجع معاني الكلمة )  ، وربما لم يكن اللفظ عربيًا  أصلاً .
ومع ذلك ، فمن المتفق أننا  قبلنا الاسم رمزًا للأصالة والعروبة ، فلماذا لا نقبل – تبعًا لذلك -  أن يكون المعنى الأصلي لاسم القبيلة  هو كثير التحصن ، وبالمعنى الإيجابي ?!                                                        
 أما إملاء الاسم فغالبًــا ما يكتب  ( رُلى ) ،  وبعضهم يكتبه ( رلا )  أو ( رولا ) – وأنا أرجح الأول . وأيًا كتبنا فإن الاسم ظهر فقط في أسماء أعلامنا الإناث  بعد اشتهار القصيدة  التي نظمها قيصر المعلوف ، وقد سميت به كثير من الإناث  تمجدًا بالقبيلة الموصوفة بالبطولة والإباء.
لمطالعة تحليلي لقصيدة " رلى عرب " أو " عليا وعصام " يُنظر في الرابط :
http://www.arabmail.de/faruq_mawasi23.08.04html
 
 
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
رولى، رولة، روالة.. أيها الأصح?!    كن أول من يقيّم
 
الأخ الدكتور فاروق المحترم:
حسناً تفعل بإثارتك التساؤلات حول الأسماء المحدثة في لغتنا العربية الدارجة. وهذا اليوم اسم "رولة" الشائع بخاصة في ديارنا الشامية.
لي هنا بضعة تعليقات أرجو أن يكون فيها فائدة. أقول: إن مبتداً استخدام "رولة" كاسم علم مؤنث في بلاد الشام كان في مطلع الستينيات من القرن العشرين، ولم نسمع بهذا الاسم من قبل. وتأكيداً على كلامك أقول: نعم، الغالب أن قصيدة الشاعر قيصر المعلوف (عصام ورولة) هي التي أطلقت التسمية.. وإن كان ذلك بشكل محوّر ومقولب، بما يناسب المنطوق السهل للاسم، فهو ليس في الفصيح ولا لهجات العرب كذلك: Rula بل Rwalah (رْوَلَه)، بتسكين الراء الأولى وتفخيمها تفخيماً بالغاً، مع تفخيم اللام كذلك.
أصل التسمية:
لا ريب عندي أنه قولبة من اسم العشيرة العنزية المشهورة من عشائر ضنا مسلم، والذين يعرفون بالجلاس (بتسكين الجيم).. التي لها في بلاد الشام تاريخ حافل ووقعات مشهورة، ومرويات رائعة من الشعر خلدت أخبارها وحوادث شيوخها وعقدائها، مثل: الدريعي بن مشهور، وسطام الشعلان، وخلف الأذن، والنوري بن هزاع الشعلان. وبشهادة الرحالين الأجانب الذين أقاموا في مرابع العشيرة (من الجوف وآبار شقيق وبادية النفود والقريّات إلى وادي السرحان والحماد وبادية تدمر والقريتين بديرة حمص)، نقرأ أن الرّولة كنت من العشائر القحة، التي لا ترتضي لها منازل إلا البادية، وحياتها كانت تقوم أساساً على تربية الإبل بالدرجة الأولى، وتتناوب النجعة غرباً والتشريق شتاءً، فهذه كانت علائم البداوة وفارقها الكبير عن الحضر.
وفي تاريخ الرّولة ووقائعها المهولة ما يدل على أنها كانت الأبعد نجعة والأكبر امتداداً والأشد مراساً بالطعان بين عشائر الشمال في بادية الشام، لا يضارعها في ذلك ويوازيها إلا شمّر الفرات بقيادة آل الجربا (يعرفون بآل محمد). ومن أشد الدلائل على قوة الرّولة أنهم ما فقدوا (عطفتهم) في حرب قط.. والعطفة لمن لا يعرفها مركب كالهودج المنصوب، مزيّن بريش النعام، يعدّ بمثابة شعار العشيرة وعنوان كرامتها.. يستبسل في الدفاع عنه أبطال العشيرة ويموتون دونه بغير تردد. وكان من عادات العرب أنهم متى وقعت (عطفتهم) بيد عدو غاز، فقدوا الحق في اتخاذ عطفة سواها، وانثلم شرف عشيرتهم انثلاماً لا برء له. وكانو عند اشتداد المعارك و(المناخات) يصعدون أجمل بنات العشيرة أو بنت الشيخ إلى العطفة، فتحث فرسان القبيلة للطعان والضراب (تنخيهم، باللفظ الدارج). ومن العشائر القليلة جداً في تاريخ البداوة التي ما فقدت عطفتها قطّ عشيرة الرّولة. وكنتُ أسهبت في البحث بتاريخ هذه العشيرة، نقلاً عن أفواه مشايخها (آل الشعلان)، وأخصّهم الشيخ نواف بن فواز بن نواف بن النوري بن هزّاع.
نأتي الآن إلى التسمية:
فأما قياس الاسم على قول لغويينا القدامى أنه من (الروال) أي اللعاب، أو (المرول) أي الرجل الكثير اللعاب، فهذا افتئات على علم الاشتقاق.. وأحب أن أؤكد على أن "تاج العروس" للمرتضى الزبيدي و"لسان العرب" لابن منظور الأفريقي يمثلان مرحلة متأخرة من عمر لغتنا العربيّة، ولا يمكن الاعتداد بما ذكراه عند اشتقاق الأسماء القديمة، التي تنتمي: إما إلى لغات أخرى (كاليونانية والآرامية والكنعانية) في أسماء البلدان. أو إلى لهجات عربية (شمالية أو جنوبية) لا تنطبق دوماً على منطوق العربية الفصحى وقواعدها الصرفية والبيانية!
فمثلاً: اسم (الرّوَلة) لا يمكن أبداً استنباط اشتقاقه من قواميس العربيّة المعتادة.. فأولاً: نلاحظ أن مبناه يتبع لهجة بدوية مغايرة: فالأسماء المبنية على وزن (فعلة) بفتح الفاء وتسكين العين وفتح اللام، ترد في لهجة بدو الشمال بتسكين الفاء وفتح الفاء وفتح اللام. مثال ذلك: سَخلة = سْخَلة، نَملة = نْمَلة. ومن أسماء العشائر العراقية التي تتبع المبنى ذاته: الدّوَلة (بتسكين الدال وفتح الواو). هذه لهجة محلية ولا تنطبق على الفصيح، وما أشبهها ببعض مباني الكلمات المضارعة في اللغات الساميّة الغربية، مثال: النملة في العبريّة: נמלה نمالاه (بتسكين النون).
استفتينا أبناء العشيرة أنفسهم (الرّولة)، فقالوا لنا إن الاسم أتى من عبارة: تراوَل القوم، أي أسرعوا في المسير. ولكن ما زال التفسير غير مقنع. ومن تعابير بعض مجتمعات الخليج اليوم: الرّولة (بضم الراء وتسكين الواو)، التي تدل على الحلبة، إنما نظنها محدثة نحتوها من عبارة roller.
فليت شعري، ما الصحيح إذاً? دوماً أميل إلى ضرورة البحث في المصادر القديمة جداً ما قبل عصر الإسلام.. وأرجّح أن نرى للاسم أثراً في لهجات العربية الدواثر (وعددها 43 لهجة)، من اليمن جنوباً إلى وادي الشام والصّفا شمالاً بأكناف بادية الشام. آتي بمثال: قصر (خربة البيضا) الواقع بين الحماد والصفا، بأحواز وادي الشام، شمالي النمارة وبير الرصيعي، حار العلماء في أصله وقالوا إنه من قصور آل جفنة أمراء غسّان، وذهب البعض إلى أنه من آثار الرومان (وبناؤه محكم وجميل بحجارة بيضاء مقصوبة)، وادّعى آخرون أنه من آثار الوليد بن عبد الملك بن مروان. ففوجئت بأني أكتشف له ذكراً في بعض نقوش اللغة الصفأية القديمة بخربة الصفا باسم واضح وجديد ومغاير للغاية: (قصر نقعة).. ومن الرائع أن نعلم أن من المواقع الأثرية القريبة منه: منقع الرحبة، الذي يضارعه في التسمية. هذا مثال، والاسم لا أثر له في أي نص تاريخي مكتوب.
فهكذا اسم عشيرة الرّولة، أظنه مشتقاً من اسم أجداد العشيرة، أو إحدى صفاتها، ثم دال أصله مع الأيام واختفى مصدر اشتقاقه.. ولا أتوقع أبداً أن نعثر له على أصل جازم في مصادرنا التاريخية.. إلا باستفتاء لهجات العربية القديمة، ونقوشها الكثيرة التي ما برحت إلى اليوم نهباً للضياع والتخريب، أو جهلنا بها - نحن أصحابها- في أحسن الأحوال. 
أخيراً.. حول اسم (عليا) الوارد في قصيدة المعلوف، ننبّه إلى أنه دلالة على صيحة (نخوة) الرّولة، وهو: (راعي العليا رويلي).
وقصارى القول: إن دلالة اسم (رولة - رولى) الحالي على اسم هذه العشيرة الكبيرة والعريقة، لهو كاف بحدّ ذاته على طيب معناه، وإن كان أصل اشتقاقه ما يزال غامضاً.
عذراً على الإطالة، ولكم أطيب تحية.
د. أحمد إيبش
*أحمد
18 - أكتوبر - 2007
عزيزي الدكتور أحمد    كن أول من يقيّم
 
شكرًا على جهدك في المتابعة ، وفي الإفادة في الزيادة حول القبيلة .
وبعد ،
فقد رأيتك  ترفض ذهابي إلى المعاجم لتفحص معنى  اللفظة ، رغم أنك  ألفيتني لا أؤكد ، فأخذت تناقشني ، وكأنني أجزم وأقول إنهم عمدوا في المعاجم إلى دراسة الاشتقاق والدلالات أو أنهم قالوا وهم على حق . فذهبتَ كما ذهبتَ في مسألة ( قريش ) إلى  أن المعاجم لا يعتمد عليها في معنى التسمية .
 
ويقينًا أن المعاجم لم تتطرق أصلاً إلى قبيلة ( الروالة ) ، ومعناها  - كما كان الأمر في معنى  ( قريش ) .
من هنا فقد كان حوارك  مع اجتهاد وفرضية ليس إلا  ، وقابلتَها أنت بفرضية تلجأ فيها إلى ما لم تلجأ حتى الآن ،
 
ونحن لك ولاستقصائك منتظرون !
 
ويبقى ما أستغربه بعد أن ورد  الأمر مرتين ( في مسألة قريش وفي هذه المسألة )  إذ ذكرت أن الاسم - أي اسم الجد الأول - قد لا يكون له معنى .
 وأنا لا أعرف ما هو دليلنا على ذلك - حتى في حياتنا المعاصرة .
 
بقي أن أذكر لك أن قصيدة المعلوف أنشدت في الأربعينيات من القرن الماضي ، وأن هناك أكثر من رلى 
 في فلسطين  من مواليد الخمسينيات . 
 
وتحيـــــــــــــــــة فاروقيــــــــــــــــــة
faruq
19 - أكتوبر - 2007
معاجمنا العربية وعلم اشتقاق الأسماء    كن أول من يقيّم
 
حضرة الأخ الدكتور فاروق المحترم:
تحية طيبة، واحتراماً، وبعد:
أرجو ألا تأخذ كلامي على محمل المجادلة، أبداً، ولو لم أر كتاباتكم متميزة لما هممت بالتعليق عليها أصلاً. الواقع أنني لما رحت أحاول إنكار اشتقاق اسم (الرّولة) من المعجم، فإنما أردّ بذلك على قول المرحوم أحمد وصفي زكريا (رغم أنه كان صديق أبي)، ولست أنقض كلامكم أخي الكريم. هذه المسألة جرى نقاشها بكثير من الإسهاب في مضافة الشيخ نوّاف الشعلان، والرولة يردّون كلام زكريا. هذا علماً أن الرجل كان باحثاً فاضلاً، وكتابه عن عشائر الشام هو الأول من نوعه، وإن كنت سمعت حول صحة ما يرد في كتابه نقداً مستفيضاً من أعيان أكثر من عشيرة في ديارنا الشامية.
قولكم إن في فلسطين نساء سُمّين "رُلى" في الخمسينيات جديد علي، ولدينا بدمشق لم نسمع بالاسم أبداً إلا في مطلع الستينيات (ومثله اسم رشا). فهذه معلومة مفيدة.
 
إنما نأتي إلى لبّ الموضوع، والذي هو كما أكرّر ليس شخصياً، ولست أناقض أحداً:
يتردّد دوماً لدينا في الأوساط العلمية والثقافية اللجوء التلقائي إلى معاجم العربية حصرياً عند التصدّي لقضيّة اشتقاق الأسماء: سواء كانت أسماء بلدان أو مواضع أو أعلام قديمة. هذا لا يجوز، ولا يفي بالمطلوب، صحيح أن العربيّة كانت وما تزال اللغة الأصل الأم والوحيدة في (جزيرة العرب)، ومنها تفرّعت كما قلنا 43 لهجة قديمة. ولكنها وإن توسّدت سدّة الصدارة بين اللغات المصطلح على تسميتها (ساميّة) بحسب تصنيف شلوتسر Schloetzer، فهذا لا يعني بالضرورة أنها كانت اللغة الوحيدة في الشرق، وأن الكل كان ناقلاً عنها..
فأين تذهب إذاً بقية اللغات الساميّة القديمة: الأمورية، الكنعانية (وفرعها الفينيقي)، والآرامية، ووليدتها السريانية (بلهجتيها الشرقية والغربية) والنبطيّة? لا مشاحّة أن البحث في علاقة هذه اللغات بعربيّتنا (الفصحى والمحكيّة) يقدم أبعاداً وغنى ومادة ثرّة للمقارنة والتحليل والشرح، تتضاءل كثيراً فيما لو اقتصرنا على العربية عند التصدّي لمبحث اشتقاق الأسماء. هذا ناهيك عن بعض اللغات الأخرى (الأوروبية) التي عاشت على أديم مشرقنا قرابة الألف عام (333 ق.م - 635 م)، وتركت به كتابات وتأثيرات لغوية (حتى في القرآن الكريم).. أعني بها: اللاتينية واليونانية.
ومن نافل القول أن أسماء البلدان في بلاد الشام أكثرها كنعاني (مثل: فلسطين، لبنان، صور، صيدا، بيروت، دمشق)، أو آرامي (مثل: كفر سوسية، كفر بطنا، داريّا، رشميّا، قزحيّا)، أو يوناني (مثل: سورية، لاذقيّة، إسكندريّة، طرطوس، بانياس)، أو لاتيني روماني (مثل: قيصريّة، حمص، بترا، طبريّة).
كان أستاذي الكبير علامة اللغات الساميّة المرحوم أنيس فريحة وضع كتاباً مهماً وشيقاً حول اشتقاق أسماء (المدن والقرى اللبنانية)، جال فيه على هذه اللغات كلها وأبدع.. ففوجئنا بعد عقود من نشر الكتاب ببحث لكاتب هو: فرج الله صالح ديب، عقده بعنوان: (اليمن هي الأصل: الجذور العربية للأسماء).. أنكر فيه على فريحة كل ما أتى به، ونسف بضربة قلم واحدة كل أثر لغوي إلا للعربية وحدها، فراح يشتق أسماء مدن لبنان وقراه من العربية فقط!!! ما هكذا يا "فرج الله" تورد الإبل.. حبّ العربيّة شيء، والبحث عن الحقيقة المجرّدة مطلب آخر.
على ذلك، أجدد اعتذاري حضرة الأخ الكريم، لست في موضع الهجوم، بل إنني باحث في الفيلولوجيا والإتيمولوجيا والطوبونوميا، أحببت أن أنبّه إلى نقاط قد تكون مفيدة، لا أكثر ولا أقل.
أما حول اشتقاق الاسمين (قريش، وروَلة) فبعد لم أرجع إلى الشام، ومكتبتي هناك.. وكل ما أكتبه الآن من الذاكرة في مقهى إنترنت. ولي عودة إليهما إن أحببتَ ورغبتَ، وإلا فإني أقنع من الغنيمة بالإياب.. وأعود للاعتذار.
وأخيراً: أنا طبعاً لم أقل إن ثمة اسماً لا معنى له (أسماء الجدود).. مثل هذا الكلام لا يقوله "فيلولوجيست" مثلي.. بل عنيت: إن تسمية القبائل لا تأتي لاحقاً.. بل دوماً تكون الأسماء تلقائية وقديمة قدم مسمّياتها.. وبالطبع لها معنى.. لكن السؤال: أمن العربية الفصحى بهجة تميم? أم من النبطيّة? أم الآراميّة، أو الصفأية، الثموديّة، اللحيانيّة، القتبانيّة، الحميريّة، السينائيّة، اليمنيّة الجنوبيّة، السبئيّة?? كل هذه الاحتمالات واردة في الأسماء القديمة.. ومنها كما قلت اسم "حائل". 
لك مني أطيب تحيّة أيها الأخ الحبيب، وأنتظر جوابك الكريم.
أحمد
*أحمد
19 - أكتوبر - 2007
ألفاظ يونانية ولاتينية في القرآن الكريم?    كن أول من يقيّم
 
نعم، بالضبط.. وهذا يدخل في مبحث: غريب لغة القرآن الكريم.
وأما الخوض في هذه المسألة فيتطلب مني أن أفتح موضوعاً جديداً في مجالس الورّاق بعنوان:
غريب لغة القرآن.. الألفاظ غير العربيّة في متن الكتاب العزيز.. دلالات وأبعاد جديدة.
هذا الموضوع كنت ألقيت حوله محاضرة في ندوة علمية دولية أقيمت بدمشق في شهر آب (أغسطس) الماضي، حول: "القراءة الغربيّة للقرآن الكريم - الاستشراق".
وفيه مكتشفات جديدة ونظرية جريئة حول الترميزات الفيلولوجية والسيمولوجية لهذه الألفاظ.
أرجو أن يتاح لي الوقت لذلك قريباً.
أحمد
*أحمد
19 - أكتوبر - 2007
عن أسماء القرى والمدن الفلسطينية     كن أول من يقيّم
 
أخي الكريم الدكتور أحمد  ، ولك محض الود ، وكثير من التقدير ، وبعد
 
فأنت لا تدري مبلغ سعادتي بخبرتك ومتابعاتك  ،
 وحديثك عن أثر كتاب الدكتور زكريا  وعلاقاتك تدل على أنك تقول  عن دراية وكفاية .
 
أوافقك الرأي على أن معرفة اللغات السامية  ضرورة  في تقصي موضوع الأسماء  ، كما أن معرفة اللغات التي دخلت أرض العرب في الفترات الأولى هي ضرورة كذلك  . وأصدقك _ من جهة أخرى _ أننا لو وقفنا على كل لفظة وأردنا إجراء التحولات عليها في مستويات الدلالة والصرف  لأربكنا الموضوع ، وقد لا نصل إلى قرار واحد .
 
وهذا بالطبع لا يحول دون الرحلة في رحاب اللغات وموازناتها واستقراضها من بعضها البعض ، واستخلاصنا لنتيجة قد يوافق عليها البعض وينكرها الآخر .
 
وكم أحب أن أقرأ لك أبحاثًا صدرت في هذا الميدان ، وأنتظر عودتك الميمونة إلى مصادرك ومراجعك لتثري القراء بما يتفتق عنه ذهنك ، فنحن بانتظار مادة  "دمشق "، ومادة " غريب لغة القرآن " ، وكل موضوع قد يفيد العلم  ومنهج البحث .
 
وأصدقك أنني لمست فيك العلمية من خلال موقفك الذائد عن كتاب أستاذنا أنيس فريحة ، ورفضك لكل تعصب غير مبرر .
 
وأحب هنا أن أضيف مقالة كنت قد تناولتها ونشرتها في كتابي ( أدبيات _  مواقف نقدية ) -   القدس - 1991  ، وهو مثبت في موقعي :
 
 
وهي بعنوان _ أسماء القرى والمدن  الفلسطينية ، وأنا على يقين أن لك أكثر من تعليق عليها ، وسأضعها بين يديك أيها الأخ الكريم :

 

معنى أسماء القرى والمدن الفلسطينية

 

من الدراسات الجادة التي يجب أن تجدّ على المواضيع الفلسطينية – دراسة – في تصوري ستكون أطروحة يتفرغ لها صاحبها بضع سنين . ومجال الدراسة عماده استقصاء معاني الأسماء الفلسطينية في القرى والمدن ، ذلك لأن الأسماء بغالبيتها ليست عربية الأصل ، والباحث حري به أن يدرس اللغات السامية وخاصة الآرامية والكنعانية والفينيقية والعبرانية ، كما عليه أن يدرس اليونانية واللاتينية . وأهمية هذا البحث تنطوي في دراسة الشعوب التي تداولت البلاد والأسماء التي خلفوها وعلاقة الاسم بالمسمى ، وبالتالي فهي دراسة " تاريجغرافية " ، فمن منا لا يحب أن يعرف معنى اسم مسقط رأسه .... وحتى ولو كان اللفظ في أي لغة ؟ أليست هذه بالتالي تصب في عروق الجسد الفلسطيني وكينونته ؟

ومن ملامح هذه الدراسة كما أفترض :

أ) أسماء قد تكون من مصدر واحد – فالرام ورامة ورامين ورمون... وربما رام الله قد تكون من أصل واحد وذات دلالة متقاربة ، وهكذا عارة وعرعرة وعارورا ، والتساؤل مطروح حول عيبال وعيلبون وعبلين . وتصوري أن جلجولية وقلقيلية كانتا في الأصل اسمًا يجمع بين الحرفين يبدأ بحرف القاف الخفيفة على طريقة الجيم المصرية .

ومن الأسماء المتشابهة كذلك عنين – عناتا .... جنين ( ووردت أيضًا جينين ) – جينيه ، برقة – برقين – بروقين ، بعنة – بعينة ، فرعون – فرعتة ، عابود – عبدة – عبيدية ، بيتونيا – بيتين .
 
ب_ أسماء تتكرر في مناطق مختلفة من البلاد ، فبرقة في منطقة نابلس وبرقة في منطقة الخليل ، وخرسة في منطقة نابلس وأخرى في منطقة الخليل ، وجت في المثلث وجت ( جث ) في الجليل بالاضافة الى جيت في منطقة نابلس ، وبيرة في منطقة رام الله وأخرى في منطقة الخليل ، وعرابة في الجليل وأخرى في منطقة طولكرم ، وجلجولية في المثلث وجلجولية في منطقة رام الله ، وطمرا في منطقة عكا وأخرى في مرج بن عامر ، وجبع في منطقة جنين كما كانت جبع في منطقة حيفا بالاضافة الى جبعة في منطقة الخليل .
 
ج) أسماء مركبة ومنها : نصفها الأول عربي اللفظ والنصف الثاني أعجمي ،  أو لنقل غير واضح المعنى ،  كالأسماء التي تبدأ بِـ :بيت : بيت ليد ، بيت الروش ، بيت ريما ، بيت فوريك وغيرها .
كفر : كفر دان ، كفر كنّا ، كفر كما ، كفر ياسيف ( وازن اسمًا آخر لقرية أخرى هي يا سوف ) ويرى البعض أن كلمة " كفر " ليس عربية بدليل استعمالها لكل قرية من القرى الرومانية الأثرية .
خربة : خربة خزعة ، خربة عينون ، خربة جدور .
بير : بير نبلا ، بير أجزا ، بير ( السكة ؟ ) .
أبو : أبو سريحان ، أبو غوش ، أبو ديس ،  أبو ( سنان ؟ ) .
أم : أم علس ، أم القطف ، أم الزينات ....
   وقد يكون النصف الأول غير واضح الدلالة والنصف الثاني عربي اللفظ :
باقة الغربية ( أو باقا ...)  – باقة الشرقية – باقة الحطب ، عصيرة الشمالية – عصيرة القبلية ، بيت عورا الفوقا – بيت عورا التحتا ، بيت الروش الفوقا – بيت الروش التحتا .
ويجدر ذكرة أن اسمي باقة الغربية وباقة الشرقية وردا ضمن أسماء قرى أخرى في كتاب المقريزي " السلوك لمعرفة دول الملوك " ، الجزء الأول القسم الثاني في حديثه عن حوادث سنة 663 هـ ، كما وردت هذه الأسماء في كتاب " كنز الدرر وجامع الغرر " للداواداري المتوفى سنة ( 713 هـ ) ، وكلا المؤلفين يتطرقان إلى تقسيم الظاهر بيبرس البلاد بين أعوانه بعد أن انتصر على الصليبيين . ويثير استغرابنا ورود أسماء كثيرة في هذين الكتابين منها طور كرم ( المقصود طولكرم ) وطيبة الاسم ( بدلا من الطيبة في المثلث ) وحتى القرية الصغيرة يَمّا واردة في هذا التاريخ .
 
د) أسماء لها علاقة بموضوع واحد :
العنب : طور كرم ( طولكرم ) – عنبتا – باقا ( إذا كان الاجتهاد القاضي بأن أصلها باخوس إله الخمرة صحيحًا )
الوقود : أم الفحم ، فحمة ، باقة الحطب ، كوسية .
الزيت : بير زيت ، زيتا ، زيتا جماعين ...
 
هـ) صيغ وتراكيب معينة كالألف في نهاية حيفا ، يافا ، عكا ، يركا ، يتما ، عناتا ، كتابا ، معليا ، زيتا ، حزما وغيرها .
وكالياء والنون في بيتين ، بلعين ، جينين ، برقين ، قفّين ، جماعين ... وثمة صيغ وتراكيب أخرى .
وفي ظني أن أسماء الأماكن في جبال وأنهار ووديان وبقاع وقطع أراض لها أهميتها في هذا البحث .
ومن المصادر العربية التي يجب النظر فيها " كتاب معجم البلدان " لياقوت الحموي ، ففيه ذكر لدبورية مثلا - التي كانت تشتهر بتمورها ، ومن الكتب الهامة " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " و " الأنس والجليل ...." للمقدسي . كما أرى ضرورة الاهتمام بما كتب في اللغة العبرية في هذا المجال فهو كثير غزير ، حتى ولو أن بعضه كتب بغير موضوعية في محاولة لجعل هذه البلاد عبرية صرفًا ، فالحصيف ينخّل .
ويحسن أن يقوم الباحث بزيارة القرى والبقاع ويتقصى الرواية الشفهية كما يرويها الشيوخ ، وجدير بتسجيلها دون التقيد بها .
ولا بد من الإشارة إلى محاولة السلطات الإسرائيلية تبني الأسماء القديمة وتقريبها إلى العبرية ، فبالقرب من عنبتا أقاموا عيناب ، وبالقرب من الناصرة بنيت نتصرات ، وكيبوتس ميتسر يزاحم قرية ميسر ، ومعلوت تجابه معليا .........
ومن الملاحظ بالذات أن الكلمات العبرية هي التي  تحمل دلالة واضحة ، ويبدو أن هذا أسلوب آخر للاغتصاب .
فهل من طالب يسعى منذ اليوم - ولن يعدم من يأخذ بيده – أن يخطو وهو يعلم أن الطريق التي تبدأ بألف ميل . تبدأ بخطوة حازمة . 
 
 وتحيـــــة فاروقيــــة
 
 
faruq
22 - أكتوبر - 2007
موضوع شيق نرجو المتابعة    كن أول من يقيّم
 
الدكتور أحمد المحترم:
نشكر مشاركتك هنا في هذا الباب كونك خبير لغات وباحث مطّـلع.
ونرجو منك أن تتكـرّم مشكوراً أن تعرض لنا بحثك القيّـم الذي ذكرتَـه عن الألفاظ غير العربيّـة في متن القرآن الكريم.
حيث لم ينل حقّـه أثناء المحاضرة إذ كان جُـلّ همّ المشرفين على النّـدوة هو  جعل المحاضريلتزم بالوقت القصير المتاح له، وبذلك أضاعوا الفائدة المُرجاة من المحاضرة، حيث كان المقـدّم للمادة العلميّـة يحاول جهده ما أمكن أن يسابق الزمن كي يقدم ما يتيسّـر له في فترة زمنيّـة قصيرة جداً.
وهذا ما حصل بالنّـسبة لمحاضرتك شخصيّـاً، حيث انتهى الوقت ولمّـا ينتهي ما أردتَ تقديمه، فكان ذلك داعياً لأن تختصرَ وتحذف الكثير ممّـا كنت تريد عرضـه، فضاعت الفائدة.
فالآن أعتقد أن هذا الموقع مناسب لعرض محتوى المحاضرة كاملاً مع النّـقاش حولها، فعلى ما يبدو من يطالع الموضوع هنا مهتمّـين بالأمر ومثقّـفين ومتابعين.
ولك جزيل الشّـكر أولاً وآخراً.
ودمت بخير
وفاء
wafa
22 - أكتوبر - 2007
أسماء الأماكن في فلسطين    كن أول من يقيّم
 
حضرة الأخ الدكتور فاروق المحترم:
لا تتخيل أخي الكريم وأستاذي الجليل مدى سعادتي اليوم إذ قرأت كلماتكم الطيبة هذه، فإنني والحق خشيت كثيراً أن أكون أسأت العبارة أو ألححت في النقد، ولكن ردكم الكريم كان فيه الراحة لصدري، وبه زال حمل كبير عن كاهلي.. فأنا أؤكد أنني ما قصدت إلا تقديم بعض الفائدة، ليس إلا.. وفي شغفكم بالحوار وغرامكم بالمادة العلمية ما يشجع على التداول في آرائكم ومواضيعكم الشيقة والهامة.
وكم قد شاقتني قراءة مادتكم المرفقة عن أسماء الأماكن في فلسطين الحبيبة.. الأمر الذي لم أخض فيه أبداً في الواقع، رغم أنني مهتم بكل ما له صلة بأبحاث الطبوغرافيا التاريخية في بلاد الشام عموماً.. والسؤال الذي يبتدرني هنا: ألم تصدر دراسات وافية يا ترى حول اشتقاق أسماء البلدان الفلسطينية؟ ليس عندي أدنى فكرة، ولكنني أرجح وجود مثل ذلك. وسبب عدم اقترابي من هذا المبحث أمران: أولهما أن في فلسطين عمالقة من الباحثين والمثقفين، لا يجدر ولا يستقيم أبداً مزاحمتهم في شؤون تاريخ ديارهم.. وهنا أذكر بكل الإجلال أستاذي الكبير الدكتور إحسان عباس (رحمه الله) ، الذي أحمل لذكراه كل تقدير، ولا يمكن أن أنسى ما له علي من كبير تجلة وفضل.
الأمر الثاني، هو استحالة معاينة أرض فلسطين على أرض الواقع لغير القاطنين بها. ومن نعم الله علي أنني قد رأيت القدس الشريف بأمّ العين، ولكن ذلك كان في ربيع عام 1967 ولم يكن لي من العمر سوى أربع سنوات. على ذلك فلا سبيل - مع الأسف - إلى المحاولة بالإسهام في أبحاث من هذا النوع.. غير أنني أتمنى أن يكون هناك حقاً من وفى الموضوع حقه من أبناء فلسطين، وأكاد أجزم بوجود مثل ذلك.
أخيراً، أعد أنني في أقرب وقت سوف أقدّم على صفحات الورّاق بحثي حول اشتقاق اسم دمشق، وأرجو أن ينال استحسان السادة سراة الورّاق، ويتم إثراؤه بآرائهم وإضافاتهم الثمينة.
ومزيد التحية والامتنان لكم يا دكتور فاروق.
*أحمد
22 - أكتوبر - 2007
أخي الدكتور الباحث أحمد ، ولك تقدير كبير !    كن أول من يقيّم
 
تحيتي ، وبعدها ،
 
 
فقد رأيتك تسأل :
 
" ألم تصدر دراسات وافية يا ترى حول اشتقاق أسماء البلدان الفلسطينية؟ ليس عندي أدنى فكرة، ولكنني أرجح وجود مثل ذلك. وسبب عدم اقترابي من هذا المبحث أمران: أولهما أن في فلسطين عمالقة من الباحثين والمثقفين، لا يجدر ولا يستقيم أبداً مزاحمتهم في شؤون تاريخ ديارهم..
 
وأجيبك :
 
نعم ، لم تصدر دراسات وافية ، وإنما هناك إشارات أوردها الأستاذ فوزي ناصر في كتابه " ما وراء الأسماء "- دار المشرق ، شفاعمرو _ 2004 ، وكتاباته ليست علمية في نظري ، مع أنها ضرورية للاطلاع  ، وفيها نظرات بارعة .
 
وكنت قد كتبت مقالتي سنة 1991 ودعوت إلى انتهاج أسلوب علمي واضعًا مسالك للبحث الذي أبغيه  ، وهو ما لم يعمد إليه أحد حتى اليوم ، وليتنا نحظى بأؤلئك العمالقة الذين تتوسمهم  في ظهرانَينا .
 
أما عن قولك بأنه لا يجدر مزاحمتهم ، فلا أوافقك البتة  ، فباب العلم مشرع للدارسين ، وهو ليس حكرًا على شعب دون آخر . وأذكّرك مثلاً أن خير ما كتب في الرواية عن المأساة الفلسطينية -_ في نظر النقاد _  هو (باب الشمس ) لإلياس  خوري  اللبناني .
 
أما من ذكرت من نقاد أحبة وخاصة قريبي د . إحسان عباس فهذا الباب لم يكن في وارده ، وقد تفرغ للأدب .
وأما  د .  إسحق موسى الحسيني و أ . مصطفى الدباغ ، فلهما أيضًا صولات وجولات ، لكنها ليست موثقة ، ولا تتابع التطور اللغوي في لغات مختلفة نتفق أنها  لازمة حتمًا في التناول .
 
تحيـــــــة فاروقيــــــة
faruq
22 - أكتوبر - 2007
أسماء البلدان الفلسطينية    كن أول من يقيّم
 
حضرة الأخ الدكتور فاروق المحترم:
ولكم أيضاً مزيد التقدير والاحترام..
وثمّة متعة ونكهة خاصة كل يوم في انتظار موادكم وتعليقاتكم.
بصراحة، هي مفاجأة لي.. أنا كنت قرأت كتاب الأستاذ الدبّاغ عن بلدانيات فلسطين المحتلة، وطبعاً ليس به ما يروي الظمأ حول مبحث اشتقاق الأسماء. أما د. إحسان عبّاس فلم يكن ذلك بالطبع من مجال اهتمامه، إنما أتيت بذكره للدلالة على مدى قيمة علماء فلسطين في الساحة الثقافية العربية، وهذا أمر لا ينكره أحد.
على ذلك أرى أن هنا ثمّة فراغاً لا بدّ من سدّه، وهو بصراحة مغر للغاية.. ودوماً ألمح في أسماء مدن وقرى فلسطين صيغاً شديدة التجذر باللغتين الكنعانية والآرامية (والسريانية الشرقية)، فلا ريب أن البحث في هذا المطلب بحث شيق جداً وليس بالعسير أبداً. بصراحة أقول أيها الأستاذ الأديب: هذا موضوع بالغ الأهمية والتشويق.
سوف أقوم خلال بضعة أيام بنشر بحثي عن اسم مدينة دمشق، ويكون نموذجاً لما يمكن تقديمه حول بحث اشتقاق أسماء البلدان الفلسطينية على النحو ذاته والأسلوب العلمي المتبع عادة في هذه المباحث. فإن آنستُ اهتماماً من سراة الوراق ببحثي المرقوم، فإنني أشرع بعد ذلك بالبحث في طائفة منتقاة من أسماء البلدان في فلسطين، نتداول به الرأي معكم ومع من لديهم مثل هذا الاهتمام من أدبائنا في فلسطين.. ومن يدري؟ لعل ذلك يكون نواة لكتاب واسع؟
ما رأيكم بهذه الفكرة؟
هاكم محاولة بسيطة:
الدّاروم: بالكنعانية معناها: الجنوب.
يافا: الجميل. ودوماً الألف علامة التذكير في الآرامية.
زيتا: الزيتون. آرامية محضة.
جينين: بإهمال الياء الأولى وكسر الجيم: جِنين: الرياض والبساتين بالآرامية.
رام، رامة، رامين: من جذر آرامي - كنعاني مشترك: الذروة، القمة المشرفة.
رمّون: اسم إله وثني آرامي.
العارور: آرامية: مجرى السيل الصخري.
جت: آرامية: معصرة.
معليا: آرامية: المرتفع والمشرف.
أنا والله استهوتني المسألة.. وأنتظر تعليقكم عليها.
ولكم مزيد الشكر والتقدير.
أحمد
 
 
*أحمد
23 - أكتوبر - 2007
أسماء القرى والمدن الفلسطينية    كن أول من يقيّم
 
أحييكم
أشد على أياديكم !
_ كما يقول شاعرنا توفيق زياد .
وأنتظر منك الكثير ، لأني على يقين بأنك متخصص وجاد  ، وهما صفتان لا بد منهما للباحث في أي ميدان .
 ولعل لي تحفظًا واحدًا هو وجوب متابعة العبرية ، فقد كتبوا ونقبوا وأفادوا ( بالطبع ليدلّوا بالتالي على أن الأرض بتتكلم عبري ).
أرجو أن يؤخذ بنظر الاعتبار ما كنت قد وجهت إليه من إضاءات ، مع  أنني لا أحسن الخوض في هذه اللجج التاريخية ، لأن هذا ليس من مجالاتي ، لكني متابع ومستقص ، وأحب دراسة هذه المادة علميًا ، ولي ما أقوله فيها  .
أنتظر منك مقالة " دمشق " لأرى منهجك _ رغم أني عرفت معالمه من خلال ملاحظاتك الذكية والمبدعة .
تحيــــــــة فاروقيــــــة         
 
 
 
faruq
23 - أكتوبر - 2007
 1  2