دع الشكوى -4- كن أول من يقيّم
دع الشكوى -4- ولعل أكثر ألوان الشكوى شيوعا على ألسنة الشاكين الباكين ..الشكوى من الفشل فكل ما أصابهم من إخفاق على تفاهته هو مثار شكوى وموضع نقمة على --الحظ والأقدار --ولم يخطر ببال هؤلاء أنهم يفشلون فى الواقع لانهم لا يرغبون فى النجاح ...وليس مرد هذا إلى قلة حظهم من الطاقة والجهد والنشاط بل أن لهم من هذه الطاقة قدرا موفورا ولكنهم يبددونها ....ولماذا تراهم يتصرفون على هذا النحو ؟..ولماذا لا يوًجهون نشاطهم الوجهة الوجهة الإنشائية ؟ولماذا لا يرغبون رغبة حقة فى النجاح ؟الجواب :أن هؤلاء على عكس (الماسوشيين )يرغبون فى اجتناب الألم إلى حد أنهم يفضلون الفشل على معاناة الصعاب والعقبات التى تكتنف النجاح .إنهم لا يريدون خوض السباق لأنهم يخشون المنافسة وأفضل لديهم أن يكفوا عن الكفاح ، ويلقوا التبعة على سوء الحظ ومعاكسة القدر والفشل لديهم شىء مستعذب لأنه ينجيهم من بذل الجهد الشاق الايجابى وطبيعى أنهم يمضون حياتهم دون أن يتذوقوا لذة الانشاء والانتاج ولكن هذا لا يهمهم ما داموا قد تجنبوا مشقة دفع الثمن على أنك إن نظرت إلى هؤلاء الذين يستعذبون الفشل نظرة نافذة لألفيتهم لا يقلون عن غيرهم كفاءة ومقدرة وكل ما يفرق بينهم وبين أولئك الذين يركبون الصعاب من أجل النجاح أن الآخرين يستعذبون النجاح مع الكفاح وأن الأولين يستعذبون الراحة مع الفشل ........................ولا ينكر أحد أننا جميعا نلاقى ما يبعث على خيبة الأمل أو على الألم والحزن ..فلا يسع أحدنا أن يهز كتفيه استخفافا إزاء فقد العمل ،أو ضياع المدخر او الفجيعة فى حب .فهذه أشياء لا نملك ازاءها إلا الإحساس بالألم أما المبالغة فى هذا الألم حتى يخرج عن الحد الطبيعى فهو دليل نقص النضج -- ومن شأن النضج أن يتضمن المقدرة على مواجهة المتاعب فإذا كنت تشكو نقص المقدرة على مواجهة المتاعب والصعاب ففى استطاعتك أن تنمى فى نفسك هذه المقدرة حتى لتصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيتك وتستطيع ان تبدأ مقسما المتاعب الى 3 أقسام-- محتم --ومحتمل -- وممكن --- أما المحتم فهو أسهل ما نواجهه لأنه لا سبيل إلى الحيلولة دونه فنحن جميعا إذا امتد بنا العمر نواجه متاعب الشيخوخة كما نواجه وفاة عدد من الأعزاء علينا ومهما يكن ثراؤنا أو تكن وجاهتنا فإننا لا نستطيع أن ندرأ الشيخوخة من أن تعدو علينا فلم يبق إذن إلا أن نواجه ما ليس منه بد ولست أقصد بالمواجهة هنا تبديد الخواطر جزافا وإنما أقصد الصمود فى وجه الأمور التى لا سيطرة لنا عليها ....وأما المحتمل فمن أمثلته المرض والفشل فى فترات محدودة وقل من الناس من نجا من هذين أحدهما او كليهما برغم ما قد يبذل من جهد فى العناية بصحته او من أجل النجاح فاذا وقع لك أحد هذين فلا تتجاهل الحقائق وإنما انظر اليها مواجهة ..وابدأ فى إعادة البناء من جديد ...وفعل هذا ..صمويل موريس --الشهير فقد أراد أن يكون فنانا وحقق فى ميدان الرسم نجاحا كبيرا ثم هاجمه الفشل حين رغب فى رسم ردهات الكابيتول بمدينة واشنطن فعرقله أحد الحاقدين عليه وأضاع عليه الفرصة فهل قوض الفشل حياته ..كلا ...فقد تحول من الفن الذى بلغ فيه الذروة حتى كان استاذا له فى جامعة نيويورك إلى الكهرباء التى كان يهواها وعمد إلى إجراء تجاربه وأبحاثه أما النجاح الذى حققه فى هذا المضمار فيرويه التاريخ فقد استطاع أن يبتكر التلغراف المعروفة إشاراته باسمه --اشارات مورس -- واكتسب من وراء ذلك شهرة واسعة ........وأما الممكن فتندرج تحته ألوان من المتاعب والصعاب لا يحصيها العد فأى شىء من الممكن أن يقع لأى إنسان فنحن نسكن عالما كل شىء فيه ممكن فمن الممكن أن تحدث المجاعة ومن الممكن أن يحدث الطوفان ومن الممكن أن تحدث الزلازل إلى اخر هذه الكوارث الممكنة أما الخوف أن تصيبك أنت هذه بالذات هذه الكوارث الممكنة فقد تخففه عنك هذه الإحصائية التالية التى قام بها عدد من رجال الإحصاء وحسبوا فيه فرض إصابة الفرد بإحدى هذه الكوارث ففرصة إصابتك بالصاعقة كنسبة 1إلى000 ،330 وفرصة الزج بك فى السجن للذكور كنسبة 1إلى 1800وللإناث 1إلى 15000وفرصة ملاقاة الموت فى حادث قطار كنسبة 1إلى 1،000000وفرصة ملاقاة الموت نتيجة لسقوط طائرة كنسبة 1إلى2،700،000.........فاذا أدركت أن كل شىء ممكن ولكن نسبة وقوعه لك أنت بالذات نسبة ضئيلة تافهة وسعك أن تقصى عن خاطرك ما يساورك من توجس أو خوف أو قلق ....وللحديث بقية.... المصدر السابق طريق الشخصية الجذابة من ص64الى68 |