البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : الضــــاد و " لغة الضــــاد "    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 faruq 
23 - سبتمبر - 2007
في رحاب العربيــــــة
 
الضاد و  " لغة الضـــاد "
د . فاروق مواسي
 
 
لقد ظنوا قديمًا وكثيرًا أن حرف الضاد حرف خاص بالعربية ( 1) ، لا تشاركها فيه لغة أخرى . يقول  صاحب " القاموس المحيــط " إن " الضاد حرف هجاء للعرب خاصة ، ولا توجد في كلام العجم إلا في القليل " .
ونحن  اليوم نلفظ الضاد دالاً مفخمة ، وتشاركنا في هذا الصوت لغات أخرى ، فمن شك في ذلك فلينطق مثلاً : don't ) )
هناك طريقتان للفظ الضاد : قديمة ومعاصرة  .
وقد وصف سيبويهِ ( ت . 796 م )  اللفظ القديم فقال :
" أول حافــَة  اللسان وما يليه من الأضراس مخرج الضاد " – ( الكتاب ، ج2 ، ص 489 ) .
 وهذا الحرف كما نفهم أو نتخيل كان احتكاكيـــًا رخوًا ، بينما هو اليوم في لفظنا انفجاري شديد ومخرجه اللسان واللثة – إنه اليوم دال مفخمة .
ويعلل تمام حسان في كتابه " اللغة العربية -  معناها ومبناها  ذلك ، فيقول :
"الضاد الفصيحة كانت تُنطق بواسطة احتكاك هواء الزفير المجهور بجانب اللسان والأضراس المقابلة لهذا الجانب ، ومن ثم يكون صوت الضاد الفصيحة من بين أصوات الرخاوة مثله في ذلك مثل الثاء "(  ص 55 ).
 
وقد وصلت إلينا بعض المعلومات التي تشير إلى الطريقة في ذلك اللفظ ، فكان ثمة خلط بين الضاد والظاء ( شأن كثير من العراقيين والمغاربة في لهجاتهم اليوم ) ، ومن ذلك ما أورده الجاحظ ( 868ت .  م ) في ( البيان والتبيين ) – ج 2 ، ص 211 ، وأسوق ذلك على سبيل الطرفة :
 
" كان رجل بالبصرة له جارية تسمى ظمــياء ، فكان إذا دعاها قال : يا ضميـــاء ! ، فقال له ابن المقفع : " قل يا ظمياء ! " ، فناداها : " يا ضميـــاء ! " فلما غيّرعليه ابن المقفع مرتين أو ثلاثًا قال له :
" هي جاريتي أو جاريتك ?!!! " .
 
أعود إلى القول إن الضاد القديمة هي التي ميّزت أو تميزت في لغتنا ، وكان د . إبراهيم أنيس قد ذكر ذلك على سبيل التقدير : " ويظهر أن الضاد القديمة مقصورة على اللغة العربية " – الأصوات اللغوية ، ص 49 .
فأنيس إذن يُقدّر  أنه قد طرأ على لفظ الضاد أو صوتها  تطور  ، ولكن البحث المستفيض الذي أجراه د . رمضان  عبد التواب ( المدخل إلى علم اللغة ، ص 62 ) يؤكد هذا التباين بما لا يدعو إلى الشك ( 2 ) .
كما يعلل محمد المبارك أسباب التبدلات الصوتية عامة . ( فقه اللغة وخصائص العربية ، ص 54 ) .
ويبدو أن الضاد قد وردت في حديث شريف  - في إحدى رواياته : "أنا أفْصَحُ من نَطق بالضَّاد بَيْدَ أني من قُريش" ( انظر تاج العروس للزبيدي ، مادة الضاد ) .
 
أما تعريف العربية بأنها لغة " الضاد " فقد سبق أن وردت بعد عصر الاحتجاج والرواية ، ولعل المتنبي  - ت . 965 . م -  ( إن لم يكن أول ) من استعملها في المعنى  في شعرنا القديم :
 
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي             وبنفسي فخرت لا بجـــــدودي
وبهم فخر كل من نطق الضــا             دَ وعوذ الجاني وغوث الطريد
 
 
ثم ذكر البوصيري  ( ت . 1296 م ) بعده :
فارضَه أفصح امرئ نطق الضا     د، فقامت تغار منها الظـــاء
 
ومع ذلك فلم يذكر الثعالبي ( ت . 1038 م ) هذا التركيب " لغة الضاد "  في كتابه
" ثمار القلوب في المضاف والمنسوب " – مع أنه أدرك المتنبي صغيرًا . بمعنى آخر : لم يكن التعبير شائعًا وذائعًا في اللغة .
ثم ورد بعد  ذلك على لسان الفيروز أبادي ( ت . 1415 ) في صورة النسبة ، وذلك في قوله :
يا باعث النبي الهادي                    مُفــحمــًا باللسان الضادي
 
وفي شعرنا المعاصر يقول شوقي ( ن . 1932 )  مفاخرًا :
 
إن الذي ملأ اللغات محاسنًا
                                 جعل الجمال وسره في الضاد
وخليل مطران ( ت . 1949 ) يسمي العرب " بني الضاد " :
وفود بني الضاد جاءت إليك
                                وأثنت عليك بما وجبْ
ويقول إسماعيل صبري ( ت . 1923 ) :
أيها الناطقون بالضاد هذا
                           منهل صفــا لأهل الضاد
 
ويقول حليم دموس ( شاعر لبناني  ت . 1957   ) :
 
لغة إذا وقعت على أكبـادنا            كانت لنا بردًا على الأكباد
وتظل رابطـــة تؤلف بيننا            فهي الرجاء لناطق بالضاد
 
أما التعبير الحرفي  أو الكناية " لغة الضاد "  فقد وجدته أولاً  لدى علي الجارم
( 1949 ) :
 
وارث الأصمعي في لغة الضاد
                                     وفي الشعر وارث البحتري
 
 
 
1 – نلاحظ أيضًا أن الأمر ليس مقصورًا على الضاد فقد ورد  " قالوا مما اختصت به لغة العرب من الحروف وليس هو في غيرها، حرف الظاء، وقال آخرون حرف الظاء والضاد. ولذلك قال أبو الطيب المتنبي: وبهم فخر كل من نطق الضاد - يريد وبهم فخر جميع العرب. وقد ذهب قوم إلى أن الحاء من جملة ما تفردت به لغة العرب، وليس الأمر كذلك، لأني وجدتها في اللغة السريانية كثيراً.( ابن سنان الخفاجي : سر الفصاحة ، ص 20 ) .
2 – أشار الفقيه التونسي ابن عزوز ( 1854 – 1916 ) في مقطوعة له يصف لفظ الضاد :
      الضاد مخرجه بحافـــة مِقول                 يُمنى أو اليسرى بغير عناء
      الضاد مضبوط متين ما رأت                فيه التفشّي دقــــة البصراء
   ثم امتياز الضاد سهل عند مــن                عاناه بالتلقـــن والإلـــــــقاء
ومن الخطا في الضاد يُلفظ حرفه                دالاً مفخـــــمةً مع استعلاء
                                                              ( الأبيات في موسوعة الشعر العربي – أبو ظبي )
      
 
 
 
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من صفحة الشرق الأوسط    كن أول من يقيّم
 
د.يحيى مير علم، ?الكويت?، 25/11/2006
هذه القضية قديمة جداً، تندرج فيما يسمى بدلالة الأصوات، ليس أديب العربية العقادُ أول مَنْ قال بها، فقد سبق إليها ابنُ جني في كتابه ( الخصائص ) و(سر صناعة الإعراب) ومثّل لها بدلالة حرف الغين على الغمر والعمق والستر والخفاء مثل: غرق وغمر وغرف وغبن وغفر وغاص. وبحرف النون الذي يدل على الظهور والبروز مثل : نبع ونبغ ونبز ونبر ونبت ونبه. وفي المعاجم القديمة إشارات مبثوثة حول هذا المعنى، ولكنها ليست مطردة، وإن صحّت في بعض الحروف فلا تصحّ في غيرها، بل لا تصحّ في أمثلة الحرف الواحد، كما ورد في نقض صاحب مجلة المنهل الأديب عبد القدوس الأنصاري. أرى أن إعجاب الشاعر الراحل أحمد إبراهيم العزاوي في كتابه ( شذرات الذهب ) بما قاله أديب العربية العقاد أمرٌ حسن، غير أن الأولى بأن ينصرف الإعجاب إلى المتقدمين الذين سبقوا القول بنظرية دلالة الحروف مثل ابن جني وغيره. وأما اقتراح الأديب العقاد أن تسمى العربية لغةَ الحاء لنُدْرتها في اللغات الأجنبية واعتياصها في النطق على غير العرب فلا يعتد به، إذ لا يسلم باطراد دلالة الحاء على المعاني الحسنة ولا بدلالة الضاد على المعاني غير المستحسنة، كما تقدم، على أن بعض المتقدمين من أصحاب المعاجم كابن دُريد في كتابه ( جمهرة اللغة ) وغيره، خالف المشهور، فسمّى العربية لغة الظاء وليس الضاد، وذلك لأن الظاء ثقيلة الإصدار على جهاز النطق، ولذلك قلّ دورانها في الاستعمال، وهي أقل حروف العربية اسعمالاً في إحصاء النصوص المكتوبة وكذلك في إحصاء حروف القرآن الكريم الأفعال، ، وهو رأي جيد .
*د يحيى
24 - سبتمبر - 2007
لغة الضاد للأخ الدكتور عثمان    كن أول من يقيّم
 
 
لغة الضاد
 
                                                                         د: عثمان قدري مكانسي
 
 
   قل لي بربك : هل صادفتَ بستانـا *** يحوي من الأُكُل الفيّـاض ألوانـا
 
 فيه الفواكه مما طـاب مغـرِسُهـا *** أو الثمـارُ تـدلّى فيـه أفنـانـا
أو الينـابيـعُ ، جـلّ الله باجسُهـا *** كدفقـة الروح تُزجي الخير ريّانا
يهوى النسيـم ظلالَ الأنس مائسةً *** فيه، يراقص غصنَ الحَور هيمانا
أو العصافيـرُ سكرى تنثني طربـاً *** بعطـر أنسامهـا ينساح نشوانـا
تبـارك الله ، هـذا الفضل ألهمني *** آيـاتِ درٍّ، بهـا قـد جدت فنانا
أسبّـح الله ، يحـدوني لحضرتـه *** قلبٌ تفجّـر حبّـا، فاض تحنانـا
قد شاره من لسـان الضّـاد مقخرةً *** لمّـا تشـرّف بالتنزيـل قرآنـا
لسانُنـا قد سرى سحـراً ، يؤلقـه *** معنى بديـعُ، ولفظ دقّ عِرفانـا
أما المعـاني فبحـرٌ زاخـرٌ عببٌ *** واللفظ فيه استوى قيعاً وشطآنـا
نسعى إليه نِهـالاً من مراشفـه *** ونصطفي من جميل الدر حصبانا
إن رمتَ معنىً جليلاً نلتَ أوفـره *** أو شِمتَ لحناً لطيفاً حزتَ ألحانـا
إن كانت الحَلْيُ قد صيغَتْ بعسجدها *** فهيّجتْ بوميـض المـال دنيانـا
فإن أنوار آي الضـاد من شـرفٍ *** قد تيّمَتْ قبل أهـل العين عميانـا
فهْي العرائس لا تبـلى على قِـدَمٍ *** في كل آن ترى من حسنها شانـا
تهديـك كلَّ جديد من ولائـدهـا *** كفلقة البـدر ، بل فاقتْـه إحسانـا
وصوغُها لصحيح الفكـر يكسبـه *** فوق الوضوح بيانـاً جـلّ تبيانـا
والشعر أغرودة اللهفـان يرسلهـا *** نفثـاً يحرك في الأعماق أشجانـا
يلقيـه نبضاً يهيـم السامعـون به *** ويلهـب القـوم إحساساً ووجدانـا
يثيـر فيهـم غراس الخيـر يانعة *** ويدفـع القـوم للميـدان شجعانـا
والنثر نسجٌ حوى من سندسٍ ألَقـاً *** فيه السنـاء، ومن إسـتبرق زانـا
يعلو به مَن سمت في قلبـه فِكَـرُ *** جُلّى تساوق في الأثمـان عِقيانـا
لله درُّ لسـان الضـاد منـزلـة *** فيهـا الهـدى والندى والعلم ماكانا

 
*د يحيى
24 - سبتمبر - 2007
إلى الدكتور يحيى وإلى الشاعر عثمان :    كن أول من يقيّم
 
تحيتي ومحبتي :
 
يذهب الدكتور يحيى مير علم إلى أن حديثي يدخل في باب " دلالة الألفاظ " ، وأنا لا أرى ذلك ، وإلا فليتكرم علينا ليشرح دلالة الضاد لدى ابن جني وسواه .
ثم ليتك – يا باحثنا الكريم -  توثّق كل ما تقوله ، حتى نفيد من كلماتك مستقبلاً في أبحاثنا ، فما فعله العقاد في زمنه لا نستطيع نحن الباحثين أن نجري مجراه اليوم  في بحوثنا العلميـــة .
كتابتي كانت عن التعبير : " لغة الضاد " ، وكيف نُسبنا نحن العرب  إليها .
 
أكون شاكرًا جدًا إذا عدت إلى العقاد لتذكر لي اقتراحه بتسمية لغتنا " لغة الحاء " ! وذلك حتى أضيف المعلومة  إلى مقالتي قبيل نشرها في كتاب .
 
*
شكرًا للباحث في اللغات السامية الدكتور عبد الرحمن السليمان الذي أخبرني  فائدة أثبتها هنا :
" حرف الضاد كان موجوداً في كل اللغات السامية ،  إلا أنها كلها أهملته بل دمجته بالدال تارة والظاء تارة أخرى، إلا العربية الشمالية والعربية الجنوبية (الحميرية والحضرمية والقتبانية والسبئية) والعربية الوسطى (اللحيانية والثمودية)،  بالإضافة إلى الأوغاريتية والحبشية.
وأما في العبرية فاندمج هو والظاء مع حرف الصاد (قارن: צבי<ظبي وצחק<ضحك). وأصوات العربية هي الأصل في الدراسات السامية وهنالك إجماع تام بشأن ذلك بين المشتغلين باللغات السامية كما تعلم.
 
أما مسألة الإجماع فأتحفظ  عليها ، لأن العلم لا يعرف الإجماع  ، فروعته في أنه يظل مفتوحًا للتنقيب والدراسة والمعاودة والإفادة .
 
أما قصيدة الشاعر د .عثمان فهي جميلة ، وقد استخدم فيها التعبير  ، وبالطبع فهو يعرف أنه اليوم  شائع ذائع  ، والحسنة في القصيدة هذه الغيرة المستحبة على لغتنا – عنوان عزتنا .
 
http://faruqmawasi.com
 
 
 
faruq
24 - سبتمبر - 2007
تحية خاصة لـ د . فاروق مواسي والدكتور عبد الرحمـن السليمان ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
*http://www.wataonline.net/
     الدكتور عبد الرحمن السليمان
                  
       
د . فاروق مواسي
                                        
*abdelhafid
25 - سبتمبر - 2007
هذا مما يخالف طبائع التطور    كن أول من يقيّم
 
السادة الكرام: ماهو إذن تأثير الثقافة القرآنية في الحفاظ على نطق الضاد أو تغييره? أوليست تلاوة القرآن وترتيله من أهم وأثبت وأكمل العلوم العربية اطلاقاُ، وهو علم شفاهي تماماً? وقد كرست الأمم الأسلامية بمختلف ألسنتها ومناطقها وحناجرها جهداً عظيماً وطاقة جبارة للقراءة الشفهية للقرآن وبالتالي لحرف الضاد المتضمَّن في القرآن.
 
ونحن نرى كيف أن قارئاً للقرآن من العرق الفارسي، والفارسية لغة هندو-أوروبية بعيدة عن أصول اللغة العربية، ينطق الضاد في أي سورة قرآنية تماماً كما ينطقها قارئ من نيجيريا لسانه الأصلي هو الهاوسا أو الفلاني!!
فإذا كان حرف الضاد قد تغير نطقه مع مرور الزمن، أفليس عجيباً جداً أن يتغير بنفس القدر وفي نفس الاتجاه في كل أنحاء العالم الاسلامي حتى أنه يعود نطقاً واحداً بين كل قراء القرآن من الصين حتى موريتانيا!!!
 
إن طبائع الأمور تخالف ذلك وتقتضي أنه مادام حصل في حرف ما تغيير معين فإنه سيفقد وحدته وصيغته المتفق عليها بين مختلف أصقاع الأرض.
 
هذا رأيي، والحكمة ضالتنا.
 
حياكم الله
 
 
 
 
 
 
 
موسى
25 - سبتمبر - 2007
أخي موسي ، ولك تحيات طيبات    كن أول من يقيّم
 
أخي الكريم موسى علي ، ولك تحيــــات طيبات !
 
وبعد ،
فلك الحق في هذا  التساؤل الفطن  ، ومن هنا فعلماء التجويد أولى بالإجابة عن صورة الضاد لديهم ، وهل هي واحدة في جميع مناحي الأرض  ?
 
أما أنا فأسمع الأئمة المختلفين في فلسطين وهم يجعلونها دالاً مفخمة ، وبالتالي فهي ليست  الضاد القديمة ، وابن زعنون في نهاية المقال يصف حركة النطق القديم بدقة متناهية .
إن علماء اللغة ( Linguistics ) في مختبراتهم يستطيعون أن يخدموا الموضوع ويخدمونا .
ولكن ، ماذا يزعجك إذا تغير أي صوت في القراءة القرآنية ، فبين مخارج الحرف مئات الجزئيات  المتباينة .
إن تغير درجات الحرف وأدائه لا يعني أننا خرجنا عن أحكام التجويد . فلا تتعجل- أخي الكريم- وأنت ترى أن الحرف الواحد في التجويد هو واحد لدى الفارسي والتركي واليمني والعراقي والمغربي !
 
وتحيـــــة فاروقيــــــــــــــــــة
 
faruq
25 - سبتمبر - 2007
نحتاج إذن لغارف بعلم القراءات!!    كن أول من يقيّم
 
شكراً لك أخي الأستاذ فاروق على ردكَ الطيّب.
وأنا في الحقيقةِ لستُ منزعجاً من تغير يلحقُ نطقَ حرفٍ في لغتنا مادام هذا التغيرُ نتجَ عن تطور تاريخيٍّ "طبيعي".
ولكن سؤالي يتعلق بطبائع الأمور وبعلم قراءة القرآن. فأرجو أن يفيدنا من أهل الوراق، من له علم بهذا العلم الشفاهي العجيب، عن طبيعة نطق الضاد عند أصحاب التلاوات تبعاً للبلدان والقراءات المتعددة.
 
وياله من موضوع شيِّق حقاً..
وتحية موسوية طيبة يا أستاذ فاروق!
 
 
 
 
موسى
25 - سبتمبر - 2007
أخي موسى - يا رعاك اللـــه !    كن أول من يقيّم
 
 
 
أخي الحبيب موسى ، ولك تحية بهيـــة !
 
أضم صوتي إلى صوتك ، وأؤكد لك أنهم في جامعات الغرب يقيمون المختبرات لدراسة علم الأصوات ، فليتنا نفيد أيضًا ممن ثقفوا هذا العلم  ( الذي غالبًا ننفر منه ، لسبب أو لآخر ) ، فقد كان أستاذي  البروفيسور مايسلس يشجعنا في جامعة حيفا أن نتعمق هذا العلم ، ولكننا كنا نبحث عن علامة النجاح ( ويا الله خلصني ! ) .
 
ما دمنا نتعلم من بعضنا البعض في مجالس الدارسين والسراة فأرجو تصويب
( شيق ) إلى شائق ؛ ذلك لأن شيق معناها مشتاق .
يقول المتنبي :
ما لاح برق أو ترنم طائر
                         إلا انثنيــت ولي فؤاد شيــّق  
 
والموضوع هو شائق  يا أخي  ، وأنا شائق للقائكم أحبتي !
 وتحيـــــة فاروقيــــــــــة     
faruq
25 - سبتمبر - 2007
اللسان العربي    كن أول من يقيّم
 
اللسان العربي
حاضرتُ أمام أحدَ عشرَ مُستشرقاً في مكتبة الكونغرس في سنة 1992عن ضبط الفعل ولفظ الضاد . ذكرتُ لهم أنّ البيئة بيئتان :بيئة داخلية  تتمثل في الأبوين ، وأخرى خارجية تتمثل في المجتمع ، وأنني مسلم  قد حرَص أبي وأمي عليّ في تعليمي القرآن الكريم : ترتيلاً وتجويداً...وكيف كان شيخي ( الكُتّاب) يعلّمنا ونحن براعم لم ندخل المدرسة الابتدائية بعدُ ، يعلمنا لفظ حروف العربية عامة،
 و حرف الضاد خاصة، والتشديد على الأحرف اللّثويةِ : هل تعلمون كيف علّمَنا لفظ الضاد ? قال : لِيُحاولْ كلّ منكم أن يعَضَّ على طرف لسانه... والويل لمَنْ يسهو ويلفِظُ الضاد من غير العَض...
يا ليتني سجلت لكم أصوات المستشرقين ، والتقطت منظر أفواههم وهم يحاولون . قال أحدهم :
 الآن عرَفتُ معنى قولهم :" العربية لغة الضاد"! . قلت : مهلاً ، أتدرون معنى الضاد ? قالوا : لا . قلت لهم : إنّ شركات البترول عندما نقّبت عن بئر نفطية احتضنتْ معها (الهُدهُد) ،ذلك الطائر الذي يطير عالياً ، ثم يقبض هاوياً في النقطة الغنية بالبترول بعد أن يسبرغورها من عل..  إنّ معنى( الضاد) هو صوت الهدهد صاحب الأخبارالدقيقة المُهمة التي كان سليمان-عليه السلام- يتلقفها...
و قلت لهم :إنّ المثال أفصح من المقال . سَلوا شركاتِ النفط أولاً ،ثم افتحوا كتاب( منثور الفوائد للأنباري) تحظَوْا بمعاني حروف العربية من ألفها الذي يعني الفرد من كل شيء إلى يائها التي تعني حكاية الموتى ...
 ما زلت أذكر أستاذنا الدكتور نور الدين عتر ونحن طلاب في بداية السنة الثالثة في كلية اللغات من جامعة حلب،قائلاً : تحفظون جزء تبارك غيباً ( عن ظهر قلب ) ، قالت الطالبة : هدى ورد . طبعاً  هذا للمسلمين . تبسّم قائلاً : للطلاب والطالبات ، ومادة الإسلاميات للجميع.
نعم ، القرآن كلام الله ، تتعلم منه ، من هذه الآية :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" : أنّ (مِن) لابتداء الغاية ، وأنّ( إلى) لانتهاء الغاية . فلا تسمح لقلمك أن يكتب :[ من ...حتى ]!!??، يرشدك إلى لفظ الكلمة ، سواءٌ أكانت فعلاً أم اسماً ... يَمِيزُ لك الخبيث من الطيّب في الأسلوب : نحن كثير، ولكنّ القليل الذي تَلْمَذَ لأسلوب القرآن ، ولكتب أجدادنا الأقدمين ، ولْيسأل الإخصائي منّا نفسَه : هل قرأ للجاحظ ، وابن العميد ، وابن المقفع ....? مارون عبود كان يكنى أبا محمد ، وأنستاس الكرملي ، ومكرم عبيد كانا قد حفظا القرآن ، وجورج قرداحي أفاد من أسلوب القرآن الكريم، و بابا شنودة نهل من أساليب القرآن حتى إنه قال للشيخ الشعراوي يوماً: فيه اللسان العربي المبين ، ليس اللغة العربية ....و كيف ستنقرض ? إنّ التشهد هو جوهر الإسلام ، فلا يقال إلا باللغة العربية ، والقرآن لا يتلى ولا يجوّد إلا باللغة العربية، والصلاة التي هي عماد الدين وأم العبادات لا تقام إلا باللغة العربية ، والأذان الذي هو هتاف الإسلام لا يُرفَع إلا باللغة العربية ، وأمّات كتب الحديث والفقه والسيرة ...لا تُستوعَب إلا باللغة العربية....قال أبو منصور الثعالبي، رحمه الله في فاتحة كتابه : (فقه اللغة وسر العربية) : "  مَنْ أحبّ الله تعالى، أحبّرسوله(محمداً) صلى الله عليه وسلم ، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب ، ومن أحب العرب، أحب العربية ، ومن أحبّ العربية عُنِيَ بها ، وثابر عليها، وصرف هِمّته إليها ، ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان ن وآتاه حُسْن سريرة فيه ، اعتقد أنّ (محمداً) صلى الله عليه  وسلم خير الرسل ، والعرب خير الأمم،والعربية خير اللغات والألسنة ، والإقبال على تفهمها من الديانة ؛ إذْ هي أداة العلم ، ومِفتاح التّفقّه في الدين ، وسبب إصلاح المعاش والمعاد . ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها، والوقوف على مجاريها ومصارفها ، والتّبحّرفي جلائلها ودقائقها ، إلا قوةُ اليقين في معرفة إعجاز القرآن وزيادة البصيرة في إثبات النبوّة التي هي عمدة الإيمان، لكفى بها فضلاً يَحْسُسن أثره ، ويطيب في الدارين ثمره".
لن ننسى المعجمات و كتب اللغة وكتب الأدب والشعر العربي الأصيل... إنّ علماء الغرب قد أفادوا كثيراً من كتاب ( الخصائص) لابن جني ...
 
*د يحيى
26 - سبتمبر - 2007
لسان الضاد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية طيبة وبعد ..
إن نطق الضاد أو غيره لم يتغير طعمه في العربية ، ولم يتسنّه .. ولكن أصوات الناس مختلفة في الطبقة والطابع والشدة ..وإذا كانت بعض اللهجات العربية الفصيحة أو العامية ، في هذا العصر أو ذاك ، قد أدخلت الضاد في الظاء ولفظت الاثنين ظاء فهذا لا يغير من الأمر من شيء ، فلم يسجل أي باحث قديم أو محدث أن حرف الضاد يعد مكونا من مكونات حروف أية لغة غير العربية ..
أما معاني الحروف ، فهي - مع احترامي لعلم العلماء - مجرد تخيلات وتهيؤات ؛ لأن العلماء يكادون يجمعون ، مع اعتذاري ممن لا يرون في علوم اللغة إجماعا ، على أن الحرف ليس له معنى في ذاته ، وإذا كانوا يرون ذلك في حروف المعاني ، فهو في حروف المباني أولى ..
إنك تجد الحاء والخاء والعين في العبرية مثلا ، وتجد القاف في الفارسية والكردية مثلا ، وذلك من ضمن الحروف المكونة لأبجدية أو هجائية أو ألفبائية تلك اللغات ، ولكنك غير واجد لغة تقع الضاد ضمن مكونات حروفها غير العربية ..
أما أن تجد ألفاظا هائمة كلفظة (don,t) فهذا ممكن ، وأقرب منها إلى الضاد العربية لفظ حرف (d) في كلمة (dent) الفرنسية وهي بمعنى (السن أو الضرس) وأقرب منهما لفظ حرف (d) في كلمة (dans) الفرنسية وهي حرف جر بمعنى (في) وهنا يلفظ هذا الحرف كالضاد العربية تماما ، والعجيب أن الفرنسيين وغيرهم ممن يلفظون الدال كالضاد ، إذا حملوا على لفظ الضاد العربية لم يحسنوا لفظها بغير الدال .. لأن حرف الضاد عندهم ليس من مكونات لغتهم ، وليس مطردا فيها . ولن تجد حرف الضاد باطراد في غير غير العربية ..
ولو أخذت عددا من علماء التجويد ، أو قراء القرآن الكريم ، واستمعت إلى قراءاتهم ، لوجدت بينهم شيئا من الاختلاف في نطق هذا الحرف أو ذاك ، ولكنه يظل في حيز مخرج الحرف وصفته المتفق عليهما ، فتغير الطابع والشدة لا يؤثر في مخرج الصوت أو صفته ، واسمع إذا شئت صوت الشيخ محمد هاشم المجذوب وهو يقرأ (ولا الضالين) لترى أي ضاد ينطق ، ولكنك لن تقول إنها ليست الضاد العربية .. هذا والله تعالى أعلم..
*داوود
3 - نوفمبر - 2007
 1  2