أقبلت اليوم على الكتابة بعد طول تردد ودوام خوف ، لألقي بين أيديكم محاولات كتبتها منذ أمد غير بعيد ، لم أتمكن من تسميتها أشعارا وأنا أقرأ الشعر الموزون العذب وأوقن أنها ليست منه إلا أن تتبع مذهب الشعر الحر الذي لم يفصل في قضيته بعد... وإني اليوم أدعو سيادتكم وبالأخص الأستاذ زهير لتعطوني رأيكم بشأنها ، وإن كنت لأجد نفسي ضئيلة ولا زلت أتضاءل كلما تذكرت ما التمسته من خبرات ومهارات استقرت لدى حضراتكم ، مما جعلني أبتعد عن المجالس ملايين السنين الضوئية وأنا أرى عجزي عن مجارات ابداعاتكم، ليعيدني إليها بعد حين حنين الى طيب حديثكم وممتعه ومفيده ، وتشجيع أقدره كثيرا من الأستاذة الفاضلة ضياء. فأرجو أن تستضيفوا ملفي هذا بصدر رحب - ولطالما وجدناكم الكرام الكرماء - فلا تبخلوا علي بصدق آرائكم وتقييماتكم وبرجاحة ملاحظاتكم فلازلنا نتعلم منكم - فإني سقيت العلم من مجالسكم كأسا فلا نفذ ولا أنا ارتويت - القصيدة الأولى بعنوان : أي أخي اسـمـع لـي اليوم يا iiأُخيّ | | أخـتـك بـاتت اليوم iiشقيّة | خـسـفـت أقماري iiبالعشي | | وبـخـلـت انـوارها iiعليّ | طـمست نجومي فيا iiسوادا | | لـيـل أرق لـي iiعـيـنيّ | ألا مـن لـي نـاصر iiاليوم | | وقـد طـوي كـتـابي iiطيّا | تـلته أوراق تناثرت iiعندي | | ذهـب مـعـها كل ما لديّ | فـلـيت شعري أنال iiشفاءا | | فـيعود فكري الصاب iiحيّا | لـيـته يرأف لحالة iiمسكينة | | كـوي قـلـبها بالأمس كيّا | يـنـجـلي عنه الهم iiساعة | | فـيـكـون لـلآلام iiنـسيّا | تـزوره الـعبرات كل iiيوم | | فـلا يـروي لـهـا iiشـيّا | إن تـسـألني ، فإن خلاصه | | سـعـادة فـي زمني iiسبيّة | ألـتـمـس لـه النجاة iiحينا | | ومـا أسـأل الـفرجَ iiإنسيّا | يـكـفـيني إثما اني iiأشكو | | وصـدري يـنـشـوي شيّا | يكفيني عزاء أن للصبرأجرا | | بـشـر بـه مـن جاء iiنبيّا | مـا مرادي الا انجلاء همي | | هـم انـقـض كضيغم عليّ | حـلـم يـزور كـل iiتعيس | | كـاسـف الـحال كان iiشقيّا | يـمـده بـأمـل كـل iiيأس | | أمـلا بـارقـا iiذهـبـيّـا | القصيدة الثانية بعنوان: في مهزلة التاريخ أصرنا أبطال قطع الرؤوس وصار الحكم الاسلامي مجوسي?! فصار الناس احجارا قساة وصار الذئب في ثوب العروس وكان العدل إزهاق الأرواح فكان حكمـــا تعــذيب النفــــوس ودام الضلال أسفارا طويلـة فكان للمختل تعذيب إلقاء دروس رفعت أياد بالدماء ملطخــة كتخضيب وجوه بتعبير العبوس كسفت الأمجاد فيا ظلامـــا كــــان كظــلام كسف الشمــوس فيا لعار الأمة حل فينـــــــا كـــــان كمصيبة نـــاقة البسوس فأين تشمير السواعد للأعمال أطوته الأيام فينــــا بالجـــلوس أمة الإسلام قومي واطردي حلـكة الليالي وظلم الطــــقوس واهجري لعبة السياسة نعم بالله والرسـول لا الجلـــــــوس إنمـــــا الإسلام عزه ممجد لا يأتي عليه ضـرب الفــؤوس فلا يذهب المطر بقع الفهـود ولا يمــحوها نقـــر طـاووس ولا يريبنكم أصوات الرعود ولا يرعــنكم قرع نــــــاقوس صولة الحق لا ريب فيهــــا ونــــــوره يضيء بفـــانوسـي عزنا عروبة خلدها الزمان و فخرنا لا يذهبه نخـر سوس فليشهد التاريخ أنّـــا هنــــا في الكراسي زهدنا وفي الجلوس بقلم : لمياء بن غربية |