عش فى حدود يومك - resource for arabic books

عش فى حدود يومك... يقول كارنيجى فى كتابه -دع القلق وابدأ الحياة -عش فى حدود يومك -فيقول ..قال توماس كارليل - ليس علينا أن نتطلع إلى هدف يلوح لنا باهتا على البعد وإنما علينا أن ننجز ما بين أيدينا من عمل واضح بين -وهذا حق ..نعم يتحتم عليك ان تفكر فى الغد وتعد العدة له ولكن لا يجب أن تهتم له و-الهم- مرادف القلق وإنك لتجد -سواء فى الحرب او السلم أن الاختلاف الرئيسى بين التفكير المتزن والتفكير الأحمق هو أن التفكير المتزن يعالج الأسباب والنتائج ويفضى إلى خطة منطقية إنشائية وأما التفكير الأحمق فيفضى إلى التوتر والانهيار العصبى ..ومن الحقائق المروعة أن نصف عدد الاسرة التى فى مستشفياتنا يشغلهم أناس يثقلهم الارهاق العصبى والعقلى أناس ناؤا بعبئهم الثقيل من الماضى المتراكم والمستقبل المخيف لقد كان فى وسع هؤلاء أن يذرعوا الان شوارع المدينة سعداء مرحين ناجحين فى حياتهم لو أنهم وعوا كلمات السيد اوسلر -عش فى حدود يومك أنت وأنا نقف اللحظة فى ملتقى طريقين أبديين -الماضى الفسيح الذى ولى بغير رجعة والمستقبل المجهول الذى يطارد الزمن ويتربص بكل لحظة حاضرة ولسنا بمستطيعين العيش ولو بمقدار جزء من الثانية فى أحد هذين الطريقين الأبديين فإذا حاولنا ذلك لم تجدينا المحاولة إلا تحطيم أجسامنا وعقولنا فإذن فدعنا نعيش فى الحاضر الذى لا يمكن إلا أن نعيش فيه ..دعنا نعيش اليوم إلى أن يحين وقت النوم لقد كتب الروائى الكبير -روبرت لويس ستيفنسون -- كل امرىء يستطع أن يحمل عبئه مهما ثقل إلى أن يرخى الليل سدوله وكل امرىء يستطيع أن ينجز عمل يوم واحد مهم صعب وكل امرىء يستطيع أن يعيش قرير العين راضيا صبورا محبا نقيا إلى أن تغرب الشمس وهذا هو كل ما تبغيه منا الحياة فى الحقيقة -يقول الشاعر الرومانى -هوارس - ما أسعد الرجل ما أسعده ..ذلك الذى يسمى اليوم يومه ..والذى يقول وقد أحس الثقة فى نفسه يأيها الغد كن ما شئت فقد عشت اليوم لليوم لا غده ولا أمسه .............ومن أفجع الحقائق التى أعرفها عن الطبيعة الانسانية أننا جميعا ميالون إلى نبذ الحياة اننا يلذ لنا جميعا ان نحلم بروضة مزهرة عبر الأفق بدلا من أن ننعم بالأزاهير المتفتحة خارج نوافذها فى يومنا هذا فلماذا كنا من الحمق بهذه الدرجة كتب ستيفن لوك -ما أعجب الحياة يقول الطفل عندما أشب فأصبح غلاما ويقول الغلام عندما أترعرع فأصبح شابا ويقول الشاب عندما أتزوج فاذا تزوج قال -عندما أصبح شيخا متفرغا فاذا واتته الشيخوخة تطلع الى المرحلة التى قطعها من حياته فإذا هى تلوح كأن ريحا اكتسحتها اكتساحا إننا لا نتعلم إلا بعد فوات الأوان أن قيمة الحياة فى أن نحياها فى أن نحيا كل يوم منها وكل ساعة .....منذ خمسة الاف عام قبل الميلاد قال الفيلسوف الاغريقى --هرقليط -كل شىء يتغير إلا قانون التغير انكم لا تهبطون نهرا بعينه مرتين فالنهر يتغير كل ثانية وكذلك الرجل الذى يهبطه فالحياة فى تغير لاينقطع والشىء الأكيد فى هذه الحياة هو اللحظة التى نعيش فيها فلماذا نشوه جمال لحظتنا هذه ويومنا هذا بحمل هموم المستقبل الذى يخضع لقانون التغير ................تحية الى الفجر... أنظر إلى هذا اليوم ...إنه الحياة جوهر الحياة ...فى ساعاته القليلة ..تكمن حقيقة وجودك ..معجزة النمو ..ومجد العمل وروعة الانتاج ..فالأمس ليس إلا حلما ..والغد ليس إلا خيالا ...أما اليوم إذا عشناه كما ينبغى فإنه يجعل من الأمس حلما سعيدا ويجعل من الغد خيالا حافلا بالأمل ..هكذا يجب أن نحيى الفجر ...............إذن فأول ما ينبغى أن تعرفه عن القلق هو هذا اذا أردت أن تطرد القلق من حياتك فافعل كما فعل السير وليم اوسلر .لماذا لا تسأل نفسك هذه الاسئلة وتدون اجاباتك عنها 1- هل أميل الى نبذ الحاضر لا أفكر فى المستقبل ..2-هل أجعل حياة اليوم مريرة بتحسرى على ما حدث فى الماضى ...3-هل أستيقظ كل صباح مغرما بأن استمسك باليوم لكى أستخلص منه أقصى ما استطيع .....4- اترانى احصل من الحياة على أكثر مما احصل عليه الان لو أننى عشت فى حدود يومى .....5- متى ابدأ بتطبيق هذا المبدأ الأسبوع القادم ...غدا ...اليوم .........ما يقوله كارنجى يتفق تمام الاتفاق ما قاله سيدنا مخمد صلى الله عليه وسلم ..من كان امنا فى سربه عنده قوت يومه معاف فى بدنه كأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ..صدقت يا رسول الله وعلى هذا يتفق علم النفس والدين على أن الإنسان يجب عليه أن يرضى بما قسمه الله له ............المصدر دع القلق وابدأ الحياة تأليف ديل كارنيجى ..تعريب عبدالمنعم محمد الزيادى من ص 24الى ص37