البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : بحث من اعدادي وهو بعنوان (من أسرار التراكيب في آيات الحج)    كن أول من يقيّم
 خالد 
25 - أغسطس - 2007
                          
 
 
                                   تمهيد..
 
ــ بيان المقصود بالأسرار والتراكيب..وموقع كل منهما في البحث
ــ بيان معنى الحج لغة واصطلاحا ,وحكمه..
ــ حصر جميع آيات الحج, وإيضاح منهج القران في عرضها..(وتصنيفها بحسب ترتيب السور في القران الكريم)
 
  
 بيان المقصود بالأسرار والتراكيب..وموقع كل منهما في البحث.
 
 
إن المقصود بالأسرار هي تلك, الصور البلاغية التي تتمثل في نظم القران الكريم,وآياته المحكمات,والأسرار هي الغايات البلاغية التى نبحث عنها في بحثنا هذا.والتي تهتم بها البحوث البلاغيــة.
 
والتراكيب يقصد بها ..طريقة جمع الكلمات وضمها بعضاً على بعض,ونحن ندرس في بحثنا هذا طريقة ضمها والسر الذي يكمن ورائها..
وكما قالت الدكتورة نهاد الموسى "وممّا لا ريب فيه أن تركيب أي نظام لغوي وتأليفه وُجد للإفادة، أي لتبليغ أغراض المتكلّم للمستمع، أو الكاتب للقاريء، "فهو آلة للتبليغ، جوهره تابع لما وُلي من أمر الإفادة".(1)
 
وفي التراكيب تجد المعاني البلاغية والأسرار التي رُكبت من اجلها الكلمات وتشكلت غاياته..
 
..................... 
 
       
            ــ بيان معنى الحج لغة واصطلاحا ,وحكمه..
 
الحَجُّ في اللغة: القصدُ. حَجَّ إِلينا فلانٌ أَي: قَدِمَ؛ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً: قصده. وحَجَجْتُ فلاناً واعتَمَدْتُه أَي: قصدته. ورجلٌ محجوجٌ أَي: مقصود. وقد حَجَّ بنو فلان فلاناً إِذا أَطالوا الاختلاف إليه؛ قال المُخَبَّلُ السعدي:(1)
وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كثِيرةً **** يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا
أَي: يَقْصِدُونه ويزورونه. قال ابن السكيت:(2) يقول: يُكْثِرُونَ الاختلاف إِليه، هذا الأَصل، ثم تُعُورِفَ استعماله في القصد إِلى مكة للنُّسُكِ والحجِّ إِلى البيت خاصة؛ تقول: حَجَّ يَحُجُّ حَجّاً.
والحجُّ قَصْدُ التَّوَجُّه إِلى البيت بالأَعمال المشروعة فرضاً وسنَّة؛ تقول: حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجّاً إِذا قصدته، وأَصله من ذلك.وحَجَّه يَحُجُّه، وهو الحجُّ(2)
 
                         الحجّ في اصطلاح الشّرع
 
 هو "قصد البيت الحرام والمشاعر العظام وإتيانها، في وقت مخصوص، على وجه مخصوص، وهو الصفة المعلومة في الشرع من: الإحرام، والتلبية، والوقوف بعرفة، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بالمشاعر ورمي الجمرات وما يتبع ذلك من الأفعال المشروعة فيه، فإن ذلك كله من تمام قصد البيت. ".(1)
وعرفه الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله) :(2)
انه (التعبد لله عز وجل بأداء المناسك على ما جاء في سنة الرسول?.صلى الله عليه وسلم).
 
                          حكم الحج:
 
فريضة الحج من أفضل العبادات وأجل القربات ، شرعها سبحانه إتمامًا لدينه ، وقد دل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم على وجوب الحج على المستطيع في العمر مرة واحدة والدليل من الكتاب قوله سبحانه وتعالى:
{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً }(1).
وأما من السنة فقد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما :
 ( بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً )(1) متفق عليه.
  
 
 
                         آيات الحج في القرآن الكريم:
 
إن آيات الحج نزلت متفرقة في أربع سور وتتابعت بالترتيب خلف بعض في السورة الواحدة والسور هي( البقرة , وال عمران ,والتوبة, والحج).والآيات متوسطة الطول,وقليلة العدد لان فيهن إجمالاً يوجز أحكام الحج وما يشمله من واجبات ومن محرمات.
وإنها مجملة "لاحتمال الحج لكل قصد وآيات الحج من الآيات التي فيها الأسماء الشرعية: التي لا تدل اللغة على المراد بها وإنما تفتقر إلى البيان من السنة النبوية التي تبين أفعال الحج وتفاصيله.. ".(1)
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
آيات الحج    كن أول من يقيّم
 
وسوف اعرض الآيات مرتبتاً بحسب ترتيب مواقع الصور في القران الكريم.
الآيات في سورة البقرة:

قال الله تعالى إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ).[[COLOR=window****] البقرة[/color]ـ158].
وقال تعالى " وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [ البقرة الآية 196].
وقال جل ثناؤه "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ" [ البقرة الآية 197].
وقال تعالى"لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ **ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ **فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ[البقرة من الآية198الى 200].
الآيات في سورة آل عمران:قال تعالى: "وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً" (آل عمران: 97).
الآيات في سورة الحج:
قال سبحانه: " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ" (الحج: 27-28).
خالد
31 - أغسطس - 2007
الفصل الأول    كن أول من يقيّم
 
الفصل الأول

(من أسرار التعبير بالمفردة القرآنية)


المبحث الأول: دراسة بعض أحوال المسند إليه:ـ
المطلب الأول: دراسة المسند إليه من حيث التعريف والتنكير.
المطلب الثاني : دراسة المسند إليه من حيث الحذف والذكر.
المبحث الثاني:بعض صور خروج الكلام على خلاف مقتضي الظاهر:
(الإظهار مكان الإضمار والعكس, الالتفات.)



المبحث الأول:

دراسة بعض أحوال المسند إليه:ـ

ـ المسند إليه من حيث التعريف والتنكير.

إن في تعريف المسند وتنكيره أسرار بلاغية,ولاسيما في آيات القران الكريم التي تقتض بالأسرار البلاغية,ومن تلك الأسرار شاهداً في قوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك }
حيث عرف الحج والعمرة بالام الجنسية" واللام في الحج والعمرة لتعريف الجنس، وهما عبادتان مشهورتان عند المخاطبين متميزتان عن بقية الأجناس." (1)
لتاكيد على ان المسلمين سوف يحجون بعدما يفتحون مكة
"والمقصود من هذه الآية إتمام العمرة التي خرجوا لقضائها وذكر الحج معها إدماج، لأن الحج لم يكن قد وجب يومئذ، إذ كان الحج بيد المشركين ففي ذكره بشارة بأنه يوشك أن يصير في قبضة المسلمين."(2) وان الحج لله ولعبادته كي لا يتوهم احد أن الحج لغير الله تعالى. "وقوله (لله) أي لأجل الله وعبادته ."(3)

.................................................. .................................................. ..................
1ـ التحرير والتنوير(محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور)المتوفي1393 هـ
الجز ء الثالث . من النسخة الكترونية.
2ـنفس المرجع السابق 3ـنفس المرجع السابق


ـ المسند إليه من حيث الحذف والذكر.

ومن حيث حذف المسند إليه يظهر لنا مدى الاهتمام بدقة تركيب آيات القران الكريم,وبلاغته التي تبهر العقول.حيث يحذف لغرض الاكتفاء بالمذكور , ويذكر للاهتمام به.فمثال الاول قوله تعالى:
( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ )(1)
"قوله: {وَالْحَجِّ} عطفٌ على "الناس"، قالوا: تقديرُه: ومواقيتُ الحَجِّ، فحذف الثاني اكتفاءً بالأول، ولمَّا كانَ الحجُّ مِنْ أعظمِ ما تُطْلَبُ مواقيتهُ وأشهرُه بالأهِلَّة أُفْرِد بالذِّكر، وكأنه تخصَّص بعد تعميم، إذ قولُه "مواقيتُ للناسِ" ليس المعنى لذواتِ الناس، بل لا بُدَّ من مضافٍ أي: مواقيتُ لمقاصدِ الناسِ المحتاجِ فيها للتأقيتِ، ففي الحقيقة ليس معطوفاً على الناسِ، بل على المضافِ المحذوفِ الذي ناب" الناس" منابَه في الإِعراب."(2)


.................................................. ...............................
1ـالبقرة آية رقم(189)
2ـالدر المصون في علم الكتاب المكنون ص (2/283)مكتبة المشكاة الكترونية



المبحث الثاني:

بعض صور خروج الكلام على خلاف مقتضي الظاهر.

ـ(الإظهار مكان الإضمار والعكس).
ومن الأسرار البلاغية التي تكمن في الإظهار مكان الإضمار قوله سبحانه وتعالى(آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)(1)
"{ ولله } أي الملك الذي له الأمر كله { على الناس } أي عامة، فأظهر في موضع الإضمار دلالة على الإحاطة والشمول.
وذلك لئلا يدعي خصوصة بالعرب أو غيرهم "(2)

وفي قوله تعالى(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ)(3) إظهار في مقام الإضمار ويقول أبي السعود في تفسيره للآية: " في الحج أي في أيامه والإظهار في مقام الإضمار لإظهار كمال الاعتناء بشأنه والإشعار بعلة الحكم فإن زيارة البيت المعظم والتقرب بها إلى الله عز وجل من موجبات ترك الأمور المذكورة وإيثار النفي للمبالغة في النهى والدلالة على أن ذلك حقيق بأن لا يكون فإن ما كان منكرا مستقبحا في نفسه ففي تضاعيف الحج أقبح كلبس الحرير في الصلاة والتطريب بقراءة القرآن لأنه خروج عن مقتضى الطبع والعادة إلى محض العبادة"(4)

.................................................. .........
1ـ سورة آل عمران آية رقم (97)
2ـ منقول بتصرف من كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور(للإمام البقاعي)مكتبة المشكاة الاكترونية الجزء2 صفحة 65
3ـ البقرة آية 197
إرشاد العقل السليمإلى مزايا الكتاب الكريم(تفسير ابي السعود)ج2 ص128



ــ الالتفات:ـ

تعريف الالتفات بأنه هو "نوع من التعبير وهو ذالك الكلام الذي يظن المخاطب أن محدثه قد فرغ منه وانتهى من معناه وسيترك هذا المعنى ويتجاوزه إلى معنى آخر ,فإذا به يلتفت إلى المعنى الذي فرغ منه فيذكره بغير ما تقدم ذكره به"(1)
ومن الالتفات في آيات الحج قوله تعالى:
(فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ.. )(2)
وفي قوله: {رَجَعْتُمْ} :التفاتٌ، الالتفاتُ: فإنَّ قبلَه "فَمَنْ تَمَتَّعَ فَمَنْ لَم يَجِدُ" فجاء بضمير الغَيْبَةِ عائداً على "مَنْ"، فلو سيق هذا على نظم الأولِ لقيل: "إذا رجع" بضميرِ الغَيْبَةِ." (3)
وفي قوله تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ..)البقرة(197)
وفي قوله: {وَمَا تَفْعَلُواْ} التفاتٌ؛ إذ هو خروجٌ مِنْ غَيْبَةٍ في قولِه: "فَمَنْ فَرَض". وحُمِلَ على معنى "مَنْ" إذ جَمَعَ الضميرَ ولم يُفْرِدْه.(4)
.................................................. ...............................
1ـ علم المعاني لدكتور. بسيوني عبد الفتاح فيود. ص205
2ـالبقرة آية رقم (196)
3ـ الدر المصون في علم الكتاب المكنون (السمين الحلبي) (ج2/ص308).
4ـ نفس المصدر السابق(الدر المصون)
خالد
31 - أغسطس - 2007
الفصل الثاني    كن أول من يقيّم
 
الفصل الثاني

( من أسرار التعبير بالجملة في آيات الحج)

المبـحـث الأول : من أسرار التقديم والتأخير.
الـمبحـث الثاني : من بلاعة التوكيد.
المبحـث الثالث : : من أسرار الإيجاز والإطناب.
ــ المطلب الأول : من صور الإيجاز (قصر,وحذف)
ــ المطلب الثاني : من صور الإطناب ومنها:
(عطف العام على الخاص وعكسه,الإيضاح بعد الإبهام,التكرار,التذييل.)


المبـحـث الأول :

ــ من أسرار التقديم والتأخير.

الأسرار البلاغية في التقديم والتأخير يدل على حسن النظم وإعجاز اللفظ في كتاب الله الكريم,وتركيب آياته سبحانه وتعالى.وفي قوله تعالى(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)

حيث قدم الفاضل على المفضول ويقول ابن القيم في بدائع الفوائد:
"ومن المقدم بالرتبة {يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر}[ الحج : 27 ] لأن الذي يأتي راجلاً يأتي من المكان القريب ، والذي يأتي على الضامر يأتي من المكان البعيد على أنه قد روى عن ابن عباس أنه قال : وددت أني حججت راجلاً لأن الله قدم الرجالة على الركبان ، في القرآن فجعله ابن عباس من باب تقدم الفاضل على المفضول ، والمعنيان موجودان،"

وعن الفائدة من التقديم في الآية يقول ابن القيم :
"وأما تقديم الرجال على الركبان ففيه فائدة جليلة وهي أن الله شرط في الحج الاستطاعة ، ولا بد من السفر إليه لغالب الناس ، فذكر نوعي الحجاج لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على راكب . وقدم الرجال اهتماماً بهذا المعنى وتأكيداً . ومن الناس من يقول : قدمهم جبراً لهم ، لأن نفوس الركبان تزدريهم وتوبخهم . وتقول : إن الله لم يكتبه عليكم ولم يرده منكم ، وربما توهموا أنه غير نافع لهم ، فبدأ بهم جبراً لهم ورحمة.

الـمبحـث الثاني :

ــ من بلاعة التوكيد.
من بلاغة التاكيد بأداة إن الدالة على التوكيد في قوله تعالى:
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)

حيث أكد للمسلمين ان الصفا والمروة من شعائر الا سلام لحيث أنهم كانوا يضنون أنها للمشركين ومن أحوال الجاهلية ويقول بن عاشور:
"فتأكيد الجملة بإن لأن المخاطبين مترددون في كونهما من شعائر الله وهم أميل إلى اعتقاد أن السعي بينهما من أحوال الجاهلية،"

فلذالك أكد الله سبحانه وتعالى في موضع الشك.



المبحـث الثالث :

(من أسرار الإيجاز والإطناب)

ـ من صور الإيجاز (القصر,والحذف)
ومن صور الإيجاز, الحذف,(هو ما قصد فيه إلى إكثار المعنى مع حذف شيء من التركيب مع عدم الإخلال بتلك المعاني
ومنه قوله تعالى:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ)فقد حذف في الآية ليبين سبحانه وتعالى إن المراد الابتداء وليس المراد الإخبار أن الحج أشهر وفي هذا قال أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي في كتابه المحرر الوجيز:
" وقوله تعالى " الحج أشهر معلومات " في الكلام حذف تقديره أشهر الحج أشهر أو وقت الحج أشهر أو وقت عمل الحج أشهر والغرض إنما هو أن يكون الخبر عن الابتداء هو الابتداء نفسه والحج ليس بالأشهر فاحتيج إلى هذه التقديرات."


ـ من صور الإطناب ومنها:

(عطف العام على الخاص وعكسه.)
ومن الأسرار البلاغية لعطف الخاص على العام العناية والاهتمام به ومنه قوله تعالى:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ)

"وعطف الحج على الناس مع اعتبار المحذوف من عطف الخاص على العام للاهتمام به. واحتياج الحج للتوقيت ضروري؛ إذ لو لم يوقت لجاء الناس للحج متخالفين فلم يحصل المقصود من اجتماعهم ولم يجدوا ما يحتاجون إليه في أسفارهم وحلولهم بمكة وأسواقها."

ــ الإيضاح بعد الإبهام.

ومن صور الإطناب, الإيضاح بعد الإبهام ,والتي من فوائد البيان والتوكيد وتظهر هذه الفائدة في قوله تعالى:
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)
والغرض من ذالك ليرى المعنى بصورتين مختلفتين، تختلف إحداهما عن الأخرى قال الزمخشري:"أن الإيضاح بعدالإبهام والتفصيل بعدالإجمال إيراد له في صورتينمختلفتين?.? ومنها قوله?:? ?"? ومن كفر ?"? مكان ومن لم يحج تغليظاًعلى تارك الحج "




ـ التكرار:
هو من صور الإطناب يفيد التأكيد للمعنى وتقريره في النفس ومنه قوله تعالى:
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)آل عمران
ويقول الزمخشري في ذالك " وفيه تأكيد?:? أن الإبدال تثنيةللمراد وتكرير له"

ــ التذييل:
وهو من صور الإطناب ويعني تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها لإفادة التوكيد(2) ومن ذالك قوله تعالى :
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)البقرة (158)
حيث قوله تعالى (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)تذييل يفيد تاكيد الحث على السعي يقول ابن عاشور:
" وقوله (ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم) تذييل لما أفادته الآية من الحث على السعي بين الصفا والمروة بمفاد قولهمن شعائر الله)، والمقصد من هذا التذييل الإتيان بحكم كلى في أفعال الخيرات كلها من فرائض ونوافل أو نوافل فقط"
خالد
3 - سبتمبر - 2007
مصادر البحث ومراجعه    كن أول من يقيّم
 
المراجع والمصادر:-
 
1ـ القران الكريم
2ـ تفسير أبي السعود ( إرشاد العقل السليم)
3ـالإتقان في علوم القرآن(جلال الدين السيوطي)
4ـالبرهان في علوم القرآن للإمام بدر الدين محمد الزركشي
5ـ التحرير والتنوير لابن عاشور
6ـ التفسير القيم لابن القيم
7ـ الدر المصون في علم الكتاب المكنون (السمين الحلبي)
8ـالكشاف للزمخشري
9ـ المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز(أبو محمد عبد الحق الأندلسي)
10ـ بدائع الفوائد لأبن القيم رحمه الله
11ـالبحر المحيط(ابو عبدا لله محمد الأندلسي الجياني)
12ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن (للإمام الطبري )
13ـ تفسير القرطبي ( الجامع لأحكام القرآن )
14ـ روح المعاني للالوسي
15ـ مفاتيح الغيب للرازي
16ـ نظم الدرر للبقاعي
17ـ دراسة بلاغية جمالية نقدية.( د.حسين جمعة)
18ـعلم المعاني الدكتور بسيوني فيود
19ـمختصر صحيح مسلم للحافظ زكي الدين المنذري تحقيق الالباني
20ـ المواقع الالكترونية(الانتر نت)وهي كثيرة ومنها:الشبكة الاسلامية(http://www.islamweb.net)
ـ مكتبة المشكاة الاسلامية(http://www.almeshkat.net)
خالد
9 - أكتوبر - 2007