تمهيد.. ــ بيان المقصود بالأسرار والتراكيب..وموقع كل منهما في البحث ــ بيان معنى الحج لغة واصطلاحا ,وحكمه.. ــ حصر جميع آيات الحج, وإيضاح منهج القران في عرضها..(وتصنيفها بحسب ترتيب السور في القران الكريم) بيان المقصود بالأسرار والتراكيب..وموقع كل منهما في البحث. إن المقصود بالأسرار هي تلك, الصور البلاغية التي تتمثل في نظم القران الكريم,وآياته المحكمات,والأسرار هي الغايات البلاغية التى نبحث عنها في بحثنا هذا.والتي تهتم بها البحوث البلاغيــة. والتراكيب يقصد بها ..طريقة جمع الكلمات وضمها بعضاً على بعض,ونحن ندرس في بحثنا هذا طريقة ضمها والسر الذي يكمن ورائها.. وكما قالت الدكتورة نهاد الموسى "وممّا لا ريب فيه أن تركيب أي نظام لغوي وتأليفه وُجد للإفادة، أي لتبليغ أغراض المتكلّم للمستمع، أو الكاتب للقاريء، "فهو آلة للتبليغ، جوهره تابع لما وُلي من أمر الإفادة".(1) وفي التراكيب تجد المعاني البلاغية والأسرار التي رُكبت من اجلها الكلمات وتشكلت غاياته.. ..................... ــ بيان معنى الحج لغة واصطلاحا ,وحكمه.. الحَجُّ في اللغة: القصدُ. حَجَّ إِلينا فلانٌ أَي: قَدِمَ؛ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً: قصده. وحَجَجْتُ فلاناً واعتَمَدْتُه أَي: قصدته. ورجلٌ محجوجٌ أَي: مقصود. وقد حَجَّ بنو فلان فلاناً إِذا أَطالوا الاختلاف إليه؛ قال المُخَبَّلُ السعدي:(1) وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كثِيرةً **** يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا أَي: يَقْصِدُونه ويزورونه. قال ابن السكيت:(2) يقول: يُكْثِرُونَ الاختلاف إِليه، هذا الأَصل، ثم تُعُورِفَ استعماله في القصد إِلى مكة للنُّسُكِ والحجِّ إِلى البيت خاصة؛ تقول: حَجَّ يَحُجُّ حَجّاً. والحجُّ قَصْدُ التَّوَجُّه إِلى البيت بالأَعمال المشروعة فرضاً وسنَّة؛ تقول: حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجّاً إِذا قصدته، وأَصله من ذلك.وحَجَّه يَحُجُّه، وهو الحجُّ(2) الحجّ في اصطلاح الشّرع هو "قصد البيت الحرام والمشاعر العظام وإتيانها، في وقت مخصوص، على وجه مخصوص، وهو الصفة المعلومة في الشرع من: الإحرام، والتلبية، والوقوف بعرفة، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بالمشاعر ورمي الجمرات وما يتبع ذلك من الأفعال المشروعة فيه، فإن ذلك كله من تمام قصد البيت. ".(1) وعرفه الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله) :(2) انه (التعبد لله عز وجل بأداء المناسك على ما جاء في سنة الرسول?.صلى الله عليه وسلم). حكم الحج: فريضة الحج من أفضل العبادات وأجل القربات ، شرعها سبحانه إتمامًا لدينه ، وقد دل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم على وجوب الحج على المستطيع في العمر مرة واحدة والدليل من الكتاب قوله سبحانه وتعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً }(1). وأما من السنة فقد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما : ( بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً )(1) متفق عليه. آيات الحج في القرآن الكريم: إن آيات الحج نزلت متفرقة في أربع سور وتتابعت بالترتيب خلف بعض في السورة الواحدة والسور هي( البقرة , وال عمران ,والتوبة, والحج).والآيات متوسطة الطول,وقليلة العدد لان فيهن إجمالاً يوجز أحكام الحج وما يشمله من واجبات ومن محرمات. وإنها مجملة "لاحتمال الحج لكل قصد وآيات الحج من الآيات التي فيها الأسماء الشرعية: التي لا تدل اللغة على المراد بها وإنما تفتقر إلى البيان من السنة النبوية التي تبين أفعال الحج وتفاصيله.. ".(1)
|