حوالي كذا كن أول من يقيّم
مُهِمَّة، مَهَمَّة؛ مُهِمٌّ، هامٌّ أورد الناقد اللغوي صلاح الدين الزعبلاوي رحمه الله بحثاً رَصِيْناً في كتابه (لغة العرب)،رأيت أن أقتبس منه تعميماً للفائدة. . للفعل الثلاثي (هَمَّ يَهُمُّ هَمًّا) مَعانٍ؛ منها ما يتعلق بالحزن والقلق ]المَصْدر- الهَمُّ- شائع الاستعمال بهذا المعنى[. يقال: هَمَّهُ الأمرُ: أَقْلَقَهُ وأَحْزَنَهُ، فالأمرُ هامٌّ (اسم الفاعل)، وهو مَهْمُوم (اسم المفعول). ومنها ما يتعلق بالطلب والقصد والإرادة. يقال: لا مَهَمَّةَ لي: أي لا أَهُمُّ بذلك ولا أفعله، أو لا أُريد. و( مَهَمَّة) هنا، مَصْدر ميميٌّ من الفعل هَمَّ. فإذا قيل: ذهب فلانٌ في مَهَمَّةٍ، فالمعنى: مضى في قَصْدٍ أو مَطْلب. . وقد نَصَّت المعجمات على أن الفعلين: الرباعي (أَهَمَّ) والثلاثي (هَمَّ) بمعنى واحد. ولكن زيادة الهمزة تعني التأكيد والمبالغة. ومن أجل هذا قالت العرب (المُهِمّ) للأمر الشديد، ولم يقولوا (الهامّ)! وهذا فَرْقُ ما بينهما. وقد استُعمل الفعل (أَهَمَّ يُهِمُّ إهْماماً) بمعنيين: 1- الأمر الشديد، نحو: تداعى القومُ لِمُهمٍّ أو مُهِمَّةٍ (اسم الفاعل)، أي تَنادَوْا لأمرٍ شديدٍ نزل بهم. 2- الأمر تضطلع به فيشْغلك ويَعْنيك. فإذا أردتَ التعبير عن الأمر الذي يُفوَّض إليك فتتولاّهُ وتَحْمِلُ مؤونته وتَبِعَتَهُ، فقُلْ: مُهِمَّة، لأنها أَوْلى من (مَهَمَّة) في هذا الاستعمال، وألصق بالمعنى المراد. ملاحظة: المُهِمُّ: ما يسترعي الاهتمام من الأمور؛ وما يدعو إلى اليقظة والتدبير. حَوَالَيْ كذا… جاء في (المعجم الوسيط): ?يقال: قَعَدَ حَوَالَ الشيءِ: في الجهات المحيطة به. ورأيت الناس حَوالَيْهِ: مُطيفين به من جوانبه.? ومن الشائع الآن استعمال هذه الكلمة للإشارة إلى عددٍ إشارةً لا تتوخّى الضبط. فيقولون مثلاً: حَضَرَ حَوالَيْ عشرين شخصاً. والفصيح أن يقال: حضر نَحْوُ / نَحْوٌ مِن / قُرابةُ / زُهاءُ / لِواذُ عشرين شخصاً. حدث هذا قَبل لِواذِ ثلاثين سنة. ومع ذلك … أجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة (سنة 1974) استعمال كلمة (حوالَيْ) بمعنى (زهاء) أو (نحو). أي أجاز أن يقال: بدأ الاحتفال حوالَيْ الساعة العاشرة! كما أجاز (سنة 1976) أن يقال: حَضَرَ ما يَقْرُب من عشرين مَدْعُوّاً، وتَخلَّف ما يزيد عن أربعين مَدْعُوّاً. والفصيح أن يقال: تخلّف أكثر/ أزْيَدُ من أربعين…وللكاتب أن يَتَخيَّر بين الفصيح وما هو دونه أسماء الشهور القمرية، والشهور السُّريانية الأصل اتّبع العرب منذ القديم التقويم القمري، وجعل المسلمون الأوائل السنة الهجرية سنةً قمرية. حدث هذا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، الذي أمر بالتأريخ بدءاً من سنة الهجرة، وذلك سنة 17 بعد الهجرة. واتُّفق على أن تكون بدايةُ السنة الأولَ من المحرّم. وفيما يلي أسماء الشهور العربية، وهي أعلامٌ على هذه الشهور لا يجوز تحريفها. وكلُّها مذكَّرة - كما قال الفرّاء - إلا جُمادَيَيْن فإنهما مؤنثتان: المُحَرَّم (بالألف واللام دائماً!) ،صفرٌ ربيعٌ الأول (ولا يقال: ربيع أول) ،ربيعٌ الآخر (ولا يقال: ربيع ثاني ولا الثاني) جُمادى الأُولى (ولا يقال: جُمادى الأول) ،جُمادى الآخِرة (ولا يقال: جُمادى الثاني ولا الثانية) ،رَجَبٌ، ،شَعْبانُ، رَمَضانُ،شَوّالٌ، ذو القَِعْدة (وفي حالة الجرّ: ذي القعدة) ،ذو الحِجّة (وفي حالة الجرّ: ذي الحجة) . وقد التزَمتِ العربُ لفْظَ (شهر) قبل (ربيع)، تمييزاً له من (ربيعٍ) الفصل. ويَصِحُّ تقديم كلمة شهر على كل أسماء الشهور. يقال على الصواب: حدث هذا في الخامس من المُحرَّم (ولا يصح: في الخامس من مُحرَّم). وحدث ذاك في العاشر من شهر ربيعٍ الآخِر (ولا يصح: في العاشر من ربيع الثاني). وفي التنْزيل العزيز: ]إنّ عِدّة الشهور عند الله اثنا عَشَرَ شهراً في كتاب الله يومَ خلق السموات والأرض، منها أربعة حُرُم[. والأشهر الحرم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال، هي: ذو القعدة وذو الحِجة والمُحَرَّم، ورجب: ثلاثة سَرْدٌ (متتالية)، وواحدٌ فَرْدٌ. أما السُّريانيون - أهل سورستان (أي بلاد الشام) - فاتّبعوا التقويم الشمسي، ووضعوا لشهور السنة أسماءً اقتبسوها من البابليين، وتَعَرَّبت هذه الأسماء باستعمال العرب لها فصارت: كانونُ الثاني (لا: كانون ثان، ولا ثاني)، شُباط، آذار، نَيْسان، أَيّار، حَزِيْران، تَمّوز، آب، أيلول، تِشرينُ الأول (لا: تشرين أول)، تِشرينُ الثاني (لا: تشرين ثان ولا ثاني)، كانونُ الأول (لا: كانون أول). وكانت هذه الشهور - وَفْق ترتيبها القديم - تبدأ بشهر تشرين الأول، وتنتهي بشهر أيلول: ولهذا نجد (المعجم الوسيط) يقول: آذار: الشهر السادس من الشهور السُّريانية، يقابله مارس من الشهور الرومية (الميلادية). نيسان: الشهر السابع من الشهور السُّريانية، يقابله أبريل من الشهور الرومية (الميلادية) أيار: الشهر الثامن من الشهور السُّريانية، يقابله مايو من الشهور الرومية (الميلادية) حزيران: الشهر التاسع من الشهور السُّريانية، يقابله يونية من الشهور الرومية (الميلادية) تموز: الشهر العاشر من الشهور السُّريانية، يقابله يولية من الشهور الرومية (الميلادية) آب: الشهر الحادي عشر من الشهور السُّريانية، يقابله أغسطس من الشهور الرومية (الميلادية) أيلول: الشهر الثاني عشر من الشهور السُّريانية، يقابله سبتمبر من الشهور الرومية (الميلادية) |