البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : الأدب والدين    كن أول من يقيّم
 يوسف الزيات 
9 - يوليو - 2007
ترددت كثيرا فى طرح هذا الموضوع  فهو موضوع شائك وهو كذلك لأنه يمس المعتقدات التى طالما يناضل المرء عنها ، وما يجول فى خاطرى حول هذا الموضوع هل للأدب علاقة بالدين??? بمعنى أدق هل الأدب بفرعيه النثر والشعر يدخل تحت لواء الشريعة الإسلامية ? وان كان كذلك فهل المفترض علينا أن نتخلص من الاعمال الادبية التى تخالف الدين وهل نحن نأثم اذا تغتيتا بأشعار النسيب والتشبيب والخمريات والمدائح . كنت قد قرأت فى كتاب الكامل رسالة أوردها المبرد يخاطب فيها معاوية بن أبى سفيان على بن أبى طالب رضى الله عنهما  أيام الفتنة وكان من ضمن الرسالة شعر أستشهد به معاوية ولكن المبرد لم يذكرها وقال ونحن نحجم عن ذلك ( أى باقى القصيدة ) لأنها فيها ما يسئ لعلى رضى الله عنه ، اذا الشاهد هنا أن الرواة أو علماء الشعر يحجمون على ما يخالف الدين ولذلك أحجم الرواة عن رواية أشعار المشركين وهم يذكرون محمدا عليه الصلاة والسلام وأصحابة
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مذهب خاص    كن أول من يقيّم
 
الإحجام عن رواية شعر الكفرة مذهب جماعة من السلف، وليس مذهب المسلمين عامة، بل لم يكن مذهب ابن إسحق (أشهر رواة السيرة) .. وهذه كتب السيرة والتاريخ تعج بأشعار الكفرة والمشركين والمنافقين والملحدين، وهي مشهورة لا داعي لذكرها، ويستحسن أن نستحضر إلى هذا الملف كلمة السهيلي في الروض الأنف (نشرة الوراق ص 261 ) تحت عنوان (رواية شعر الكفرة) قال:
لكني لا أعرض لشيء من أشعار الكفرة التي نالوا فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شعر من أسلم وتاب كضرار وابن الزبعرى، وقد كره كثير من أهل العلم فعل ابن إسحق في إدخاله الشعر الذي نيل فيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الناس من اعتذر عنه: قال حكاية الكفر ليس بكفر والشعر كلام، ولا فرق أن يروى كلام الكفرة ومحاجتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وردهم عليه منثوراً وبين أن يروى منظوماً، وقد حكى ربنا سبحانه في كتابه العزيز مقالات الأمم لأنبيائها، وما طعنوا به عليهم، فما ذكر من هذا على جهة الحكاية نظماً أو نثراً فإنما يقصد به الاعتبار بما مضى، وتذكر نعمة الله تعالى على الهدى، والإنقاذ من العمى. وقد قال عليه السلام: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً وتأولته عائشة رضي الله عنها في الأشعار التي هجي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكرت قول من حمله على العموم في جميع الشعر، وإذا قلنا بما روي عن عائشة في ذلك، فليس في الحديث إلا عيب امتلاء الجوف منه. وأما رواية اليسير منه على جهة الحكاية، أو الاستشهاد على اللغة، فلم يدخل في النهي، وقد رد أبو عبيد على من تأول الحديث في الشعر الذي هجي به الإسلام، وقال: رواية نصف بيت من ذلك الشعر حرام، فكيف يخص امتلاء الجوف منه بالذم، وعائشة أعلم، فإن البيت والبيتين والأبيات من تلك الأشعار على جهة الحكاية بمنزلة الكلام المنثور الذي ذموا به رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فرق وقول عائشة الذي، قدمناه ذكره ابن وهب في جامعه، وعلى القول بالإباحة، فإن للنفس تقذر تلك الأشعار وتبغضها وقائليها في الله، فالإعراض عنها خير من الخوض فيها والتتبع لمعانيها) اهـ
 
*زهير
12 - يوليو - 2007