ضع نفسك موضع الشخص الاخر -4-وقد يعينك فى هذا المقام ان تعمل بقول ايمرسون - كل شخص اصادفه يفوقنى فى ناحية ما ومن ثم فانا اتعلم منه فى هذه الناحية - واذا كان وضع نفسك موضع الشخص الاخر لازما فى محيطالرؤساء والاصدقاء والزملاء فهو لاشك الزم فى محيط الاسرة او مع اشخاص بعينهم فى افراد الاسرة -الزوج والزوجة والابناء والاباء واهل الزوج واهل الزوجة - على ان اكثر الحزازيات والمشاحنات والخلافات التى تحدث بين افراد اسرتنا العائلية الواحدة من الميسور ازالتها او انقاصها اذا عمدنا الى وضع انفسنا موضعهم ونفذنا ببصيرتنا الى عقولهم واذهانهم لنقف على طريقة تفكيرهم فاذا تطرف الامر واتسعت الهوة فان الحل الامثل فى هذه الحالة هو الاستقلال بالاقامة بعيدا عن هذا الجو الملىء بالخلافات والمشاحنات ولكن هب ان الاستقلال متعذر لسبب او لاخر فماذا يكون عندئذ فافضل الحلول لمواجهة عضو مشاكس فى الاسرة لا سبيل الى الاستقلال عنه هو ان تفهمه حق الفهم ثم لا تدعه بعد ذلك يغلبك على امر ويفلت منك زمام اعصابك اذا تندر بك او سخر منك فانت خليق بان تتجاهل عباراته لانك تعلم من اى احساس تصدرولا تحسب انك اذ تضع نفسك موضع الشخص الاخر انما تخنق شخصيتك وتئدها -كلا -بل انت فى هذه الحالة توسع نطاقها وجوانبها قال ايمرسون -الشخص الذى احل نفسه محل الشخص الاخر هو شخص اثرى شخصيته ثراء عريضافهو عندئذ قد عاش فى عقل اشبه بحجرة جدرانها مغطاة بالمرايا فاينما وجه نظره طالع صورته وقد تتحول هذه المرايا الى نوافذ فهو عندئذ خليق ان ينظر عبرها الى افاق جديدة وان تضع نفسك موضع الشخص الاخر ليس شيئا هينا بل هو فى ميدان العلاقات الانسانية اشبه بمعجزة صغيرة تحتاج الى ذكاء والى مقدرة على التخيل وهى ككل مقدرة تتاتى بالمران والممارسة وللحديث بقية ....المصدر السابق ..طريق الشخصية الجذابة ص52و53و54و55و56بتصرف يسير اعداد خالد صابر