احبائى مجلس الفلسفة وعلم النفس ضع نفسك موضع الشخص الاخر -3- وثمة عامل اخر يعينك على ان تضع نفسك موضع الشخص الاخر ذلك اننا جميعا مختلفون فى مقدار الذكاء والمقدرة على التعلم ولعلك تلاحظ ذلك في الموظفين الجدد عند بدء تسلمهم اعمالهم فقد تجد منهم من يتعلم المهمة الموكولة اليه فى سرعة ويسر حتى لتحسبه قد زاول هذا العمل طويلا من قبل ومنهم من يشرع في القاء عشرات الاسئلة في كل خطوة من خطوات العمل ...ومنهم من يبدى ثقة زائفة حتى يوشك ان يوهمك انه اعلم منك .... على انك ينبغى ان تذكر اننا مع اختلافنا نتشابه على الاقل فى امر واحد هو ان لكل منا اوجه تفوق وامتياز وقد تتبدى هذه الاوجه جلية فى بعض الناس وقد تكون مستترة مخفية حتى تتاح لها فرص الظهور وفى حين ينبغى ان تعرف قدر نفسك وقيمتها الحقيقية فانه من الخطأان تبالغ فى تقدير هذه القيمة اذ ان من تظنهم دونك مرتبة خلقاء عندئذ ان يضعوك انت دونهم مرتبة وما تفاخر انت به وتجعله مثار زهو قد ينظر اليه الاخرون نظرة شرزاء وليس فى الوسع اصدار حكم على اى النظرتين اصح اذ مرد الامر الى طبيعة الشخص نفسه وطبيعة ارائه وافكاره فاذكر هذا اذن فهو معوان لك على الحرص على تفهم وجهة نظر الشخص الاخر وتقديرها فعلينا ان تفهم اراء واذواق وعادات الناس فالناس يحبون ان تعترف لهم بأهميتهم وان تمنحهم الاحساس بالاعتبار والاحترام فاذا وعيت ذلك وسعك حقا ان تكسب قلب الشخص الاخر وتظفر بمودته حتى لو كنت ترى انك مخطىء فى ظنه بانه افضل منك ذلك ان وجه الاختلاف فى الراى مرجعه الى ظروفه وتربيته والعقائد التى استقرت فى ذهنه وعسى ان تصادف اشخاصا يضجرك نزوعهم الى التباهى والتفاخر فعليك ان تتذرع بالصبر والاحتمال فى معاملتهم .... وللحديث بقية .... من كتاب طريق الشخصية الجذابة تاليف جيمس بندر تعريب عبدالمنعم محمد الزيادى ص49 50 51 بتصرف يسير اعداد خالد صابر