موضوع النقاش : ضع نفسك موضع الشخص الاخر-الجزء الثانى - كن أول من يقيّم
خالد صابر
23 - يونيو - 2007
احبائى مجلس الفلسفة وعلم النفس -ضع نفسك موضع الشخص الاخر وما يمنعك ان تنظر الى هذه المسالة على انها لعبة مسلية طريفة -ضع نفسك موضع الشخص الاخر -فعوضا عن شكواك من انك قل ان تصادف شخصا مسليا ممتعا لماذا لا تحاول ان تنفذ ببصيرتك الى اذهان افراد اسرتك وعقولهم لتستشف ما يدور فيها فبرغم وجوههم المالوفة وعاداتهم المعروفة فان كلا منهم ما زال سرا مغلقا وانت اذا عنيت بالمحاولة ادهشك وامتعك ما تخرج به منها اذ سوف تستكشف اراء ووجهات نظر وربما انحرافات لم تخطر لك قط من قبل ببال --- فاذا امعنت فى المحاولة فى نطاق اسرتك استحال الامر عادة راسخة محببة تعود عليك بامتع النتائج فانك في كل مرة تضع نفسك موضع الشخص الاخر لتستشف طريقة تفكيره وتستشف اتجاهاته الذهنية تزداد عرى الرابطة بينكما توثقا ويكتسب الاساس الذى تقوم عليه صداقتكما متانة وصلابة------ ونقطة البدء فى هذا السبيل ان تذكر انه ليس ثمة شخصان متشابهان ابدا ولا حتى التوائم فالناس تختلف بعضها عن بعض من قمة الراس الى اخمص القدم ذلك ان الجينات والكروموزمات وهى الخلايا الضئيلة التى تحمل عوامل الوراثة من الاباء الى الابناء يسعها ان تكون تشكيلات لا حصر لها -- فحتى الابناء الذين نشاوا فى بيئة واحدة وذهبوا الى مدرسة واحدة وتاثروا بعقائد وعادات ومثل عليا واحدة لن تجدهم قط يشبهون احدهم الاخر تمام الشبه انه اختلاف واضح ذلك الذى يسود البشر ولعل الفضل فيه فيما تنطوى عليه الحياه من متعة وبهجة هب مثلا انك تتفقد ورشة نجارة ووقفت تتامل سبعة نجارين يعملون عملا واحدا وقد انتظمتهم مائدة طويلة واحدة ثم فجاة وهم يدقون الخشب بمطارقهم هوت المطارق على سباباتهم فكيف تراهم يستجيبون للالم ايستجيبون استجابة واحدة لا تختلف -كلا-فقد ترى الاول يكتم شهقة الالم بين اسنانه وترى الثانى يسب ويلعن فى قلة مبالاة والثالث ينفخ سبابته بحدة والرابع ينط على الارض متوجعا والخامس يطوح اصبعه بقوة فى الهواء والسادس يطلق بفمه صفيرا فى استخفاف والسابع قد تغرورق عيناه بالدموع اذ يرى سبابته تحمر وتتورم -- ولكنك لن تجد ابدا اثنين يستجيبان استجابة واحدة وليس فى طريقة استجابة كل منهم ما يجعله مفضلا عن الاخر وانما يجعله مختلفا وحسب ثم يتضح هذا الاختلاف على نطاق اوسع واعم بين الشعوب ففى سيبريا ينظرون الى وفاة عزيز على انه يوم عيد تتجلى فيه مظاهر الغبطة والفرح لان العزيز المتوفى قد سبقهم الى العالم الاخر ومن ثم يزفونه اليه وعند بعض قبائل الهملايا يتحتم على الزوجة ان تعاشر لا زوجها فحسب بل اخوته كذلك معاشرة الازواج ---وفى الصين واليابان يعتبر تانيب الئيس لمرؤسه شيئا يدعو الى الابتسام وتاكيد الاحترام ---- وللحديث بقية ------ من كتاب طريق الشخصية الجذابة - تاليف جيمس بندر -- تعريب عبدالمنعم محمد الزيادى ص سبعة وثمانية وتسعة واربعون اعداد خالد صابر