البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : حول كتاب مشكل القرآن    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
31 - مايو - 2007
قرأت اليوم طائفة من مشاركات الأستاذ يحيى مصري ومنها مشاركة بعنوان (تصويب وتوثيق ونزهة) نقل فيها عن كتاب (فوائد في مشكل القرآن) للعز بن عبد السلام إعرابه للآية (فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) وفيه أن الجن ليس فاعل (تبينت) وإنما هي مبتدأ ... إلخ. وهذا إعراب ركيك لا يمكن أن يصدر عن العز بن عبد السلام.
رجعت إلى الكتاب فرأيته في كثير من فصوله بحاجة إلى إعادة نظر، والعجب أن المؤلف ينقل في بعض مباحثه عن العز بن عبد السلام، ونجد المحقق يصحح للناسخ في نقل الآية، ومثال ذلك الآية (ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا) فقد وردت في المخطوطة (ونصرناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث) واعتمد المحقق  د سيد رضوان علي الندوي في نشرته للكتاب (وهي رسالة دكتوراه من جامعة كيمبردج) ثلاث مخطوطات "أقدمها كما يرجح" نسخة المتحف البريطاني، ولكنها بلا تاريخ، ولا ذكر للناسخ، وهي ملحقة بكتابه (مجاز القرآن) قال: (ويضم نسخة من هذه الفوائد، ولم يذكر منفصلا لأنه لا يحمل عنوانا ولا اسم المؤلف)..... والثانية نسخة بخط علي بن سودون الإبراهيمي المتوفى سنة (880هـ) وكان ناظرا في الزاوية الصرغتمشية بالقاهرة، والثالثة نسخة بلا تاريخ ولا اسم للناسخ وهي تختلف تمام الاختلاف عن المخطوطتين الأخريين في ترتيب مادة الكتاب، فلم تصنف محتوياته تحت عناوين الموضوعات الثلاثة المختلفة (القرآن ـ الحديث ـ الفقه) وإنما امتزجت بعضها مع بعض بشكل مختلط جدا ...
قلت أنا زهير: وانقل إليكم هنا ما يقول المحقق في اعتماده نسخة رابعة تدعو إلى الإحباط، ورمزها في نشرته (د) قال: (وتبقى في المخطوطات الثلاثة ثمانية عشر سؤالا دون جواب، ولكن الأجوبة عليها وردت في مخطوط فريد (دار الكتب المصرية/ تفسير 836) ورمزت إليها ب(د) وهذه الرسالة بعنوان (كشف الإشكالات) لا تحمل اسم المؤلف، وقد نسبتها دار الكتب المصرية ومن بعدها بروكلمن إلى مؤلفنا خطأ، وهذا أمر جد غريب، إذ أن مقدمة هذا المخطوط نفسها تظهر بوضوح أن مؤلفه كان كاتبا غير العز بن عبد السلام، فقد وردت إشارة في الورقة (8 أ) إلى المولى أبي السعود المفسر الشهير المتوفى سنة (982هـ) .... وهناك احتمال قوي جدا بأن مؤلفه أحمد بن أحمد بن يوسف الحسيني الذي وقف هذا المخطوط بتاريخ (1312هـ) والمتوفى عام (1332هـ) الموافق (1914م) وكان محاميا مصريا وفقيها شافعيا وكاتبا غزيرا..... إلخ )
وسمعت من شيخنا عبد الله الحبشي أن للمرحوم الداعية أحمد محمد جمال (ت 1413هـ 1993) كتابات في الرد على هذا الكتاب،  ورأيت المحقق يرد في مقدمة نشرته على الأستاذ محمد عبد الغني حسن ما ذهب إليه من أن الكتاب مفقود، وذلك في مقدمة نشرته (تلخيص البيان في مجازات القرآن) للشريف الرضي، الذي صدر في القاهرة 1955م وهو قوله: (ويظهر أن الله شاء أن يظل كتاب "مجازات القرآن" للشريف الرضي وحده وأن يتفرد بهذه المزية فلا يشركه كتاب عربي في مجازات القرآن، فقد ذكر صاحب كشف الظنون أن لسلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام المصري الشافعي الدمشقي المتوفى سنة 660هـ كتابا اسمه "مجاز القرآن" وأن جلال الدين السيوطي قد اختصره وسماه "مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن" فأين كتاب العز بن عبد السلام وأين مختصر السيوطي، وهل هو في مجاز القرآن بالمعنى الذي قصده أبو عبيدة أم بالمعنى البياني الاستعاري الذي انفرد الشريف الرضي بالتصنيف فيه. الحق أن مصادرنا تسكت سكوتا مطبقا عن كتاب مجاز القرآن للعز بن عبد السلام، ولعله فيما ضاع من تراث الإسلام) (مقدمة تلخيص البيان ص 30)
قال: ولو رجع المحقق إلى كتاب "طبقات الشافعية" للسبكي و(الإتقان) للسيوطي وغيرهما من كتب التراجم والفهارس لم يشك في تأليف العز لهذا الكتاب، ثم لو رجع إلى بروكلمن وفهارس المكتبات العامة لوجد أن الكتاب مطبوع في الأستانة سنة 1313هـ في (223 صفحة من القطع الكبير) باسم "الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز.
قال: ومن الأسباب التي جعلتني أختار هذا المخطوط للتحقيق هو تنويه بعض مترجمي العز بن عبد السلام بكلمة (وهو أول من ألقى التفسير دروسا في مصر) وكان من دواعي سروري أن أكتشف أن تلك الدروس هي تؤلف المخطوط الذي بين أيدينا، فقد ذكر ابن حجر في كتابه (رفع الإصر) هذه المجموعة من الدروس باسم (أمالي في تفسير القرآن) وذكرها الباباني في (هدية العارفين) بنفس الاسم، وذكرها السيوطي في (الإتقان) باسم (كنز الفوائد) والذي يحملنا على الاعتقاد أن هذا المخطوط هو نفس تلك الدروس التي يشير إليها مترجمو العز بن عبد السلام، دوّنها بعض تلاميذه ولم يكتبها الشيخ بيده.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
شكر وتقدير وطلب    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا الفاضل العلامة زهير:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
عهدتك عالماً محققاً، تمتاز بالنفس الطويل، تنعم النظر ملياً، ثم تشمر عن ساعد يدك قائلاً صدقاً، فأنت ثقة، يفيد منك المحققون، فجزاك الله عنا خير الجزاء. 
أستاذي الأكرم. لقد استرعى انتباهي قولك إن إعراب "الجن" ركيك لا يمكن أن يصدر عن العز بن عبد السلام... وكان أستاذي الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة (محقق كتاب المقتضب للمبرد) الذي كتبت أنت عنه كلاماً طيباً، هذا الشيخ الجليل الذي تلمذت له، وأشرف عليّ في رسالة الماجستير(دراسة نحوية لكتاب مشكل إعراب القرآن لمؤلفه مكي بن أبي طالب القيسي) هو الذي أشار إليّ أن أقتني كتاب مشكل القرآن وأن أفيد منه قائلاً: "إن فيه الغث والسمين، وسألني عن إعراب "الجن" فأجبته: فاعل. فأحالني على كتب تفسير: الزمخشري والطبري والقرطبي عامةً، والمحرر الوجيز لابن عطية خاصةً... أستاذي العلامة زهير هلّا تكرمت وقرأت ما في هذه التفاسير ولاسيما الأخير فضلاً عن القراءات المتواترة والنظر في قراءة سيد القرّاء أُبيّ بن كعب.
أخوكم وتلميذكم د/ يحيى بشير مصري 
*د يحيى
3 - يونيو - 2007
لغة وشاهد شعري    كن أول من يقيّم
 
وَمِقَ، يَمِقُ: أحبَّ
قال زهير بن جَناب الكلبي:
أَمِن آلِ سَلمى ذا الخيالُ المُوَرِّقُ  **  وقد يَمِقُ الطيفَ الغريبُ المُشوَّقُ
[ ينظر الأغاني 19/25 طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب 1973]
 
الواو بمعنى الباء
قال الصِّمة القُشيري: 
عَذَوْتُكِ يا عيني الصحيحةَ بالبُكا   **  فما لَكِ يا عَوراءُ والهَمَلانِ
كأنه قال: ما لَكِ بالهَمَلانِ? فيكون الجار و المجرور في موضع نصب لوقوعه موقع الحال.
[ينظر العَضُديات لأبي علي الفارسي صفحة 115 و 116، وفيه وجهان آخران].
*د يحيى
3 - يونيو - 2007
اللازم والمتعدي    كن أول من يقيّم
 
بداية أقدم شكري وامتناني للأستاذ يحيى بشير مصري، وتهنئتي له بتتلمذه للشيخ الجليل محمد عبد الخالق عضيمة، وأتمنى إذا رأى في كلام المفسرين زيادة معتبرة على كلام الزمخشري أن يذكرها لنا مشكورا، لأنني سأقتصر في تعليقي هذا على تفسير الزمخشري وهو منشور في الوراق، ويظهر فيه أن (الجن) فاعل تبينت، وليس مبتدأ حسب الإعراب المنسوب إلى العز، وخلاصة كلام الزمخشري والقراءات التفسيرية المنسوبة إلى أبي وابن مسعود (ر) أن فعل تبين في الآية لازم وليس متعديا، أي بمعنى ظهر وليس بمعنى تحقق: أي ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين. قال:
"تبينت الجن" من تبين الشيء إذا ظهر وتجلى. و"أن" مع صلتها بدل من الجن بدل الاشتمال، كقولك: تبين زيد جهله: والظهور له في المعنى، أي ظهر أن الجن "لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب" لو علم الجن لكهم علماً بيناً - بعد التباس الأمر على عامتهم وضعقتهم وتوهمهم - أن كبارهم يصدقون في ادعائهم علم الغيب أو علم المدعون علم الغيب منهم عجزهم، وأنهم لا يعلمون الغيب وإن كانوا عالمين قبل ذلك بحالهم، وإنما أريد التهكم بهم كما تتهكم بمدعي الباطل إذا دخضت حجته وظهر إبطاله بقولك: هل تبينت أنك مبطل. وأنت تعلم أنه لم يزل كذلك متبيناً. وقرئ: تبينت الجن على البناء للمفعول، على أن المتبين في المعنى هو "أن" مع ما في صلتها، لأنه بدل. وفي قراءة أبيّ: تبينت الإنس. وعن الضحاك: تباينت الأنس بمعنى تعارفت وتعالمت . والضمير في "كانوا" للجن في قوله: "ومن الجن من يعمل بين يديه" أي علمت الإنس أن لو كان الجن يصدقون فيما يوهمونها من علمهم الغيب؛ ما لبثوا. وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب.
*زهير
3 - يونيو - 2007
اللازم والمتعدي: تعليق    كن أول من يقيّم
 
قال الأستاذ زهير ظاظا: "وخلاصة كلام الزمخشري والقراءات التفسيرية المنسوبة إلى أُبي وابن مسعود (ر) أن فعل (تبيّن) في الآية لازم وليس متعدياً أي بمعنى ظهر وليس بمعنى تحقق ؛ أي ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المبين".  
وأقول أنا يحيى: إن فعل (تبيّن) في الآية متعدٍ وفي قراءة أُبي وابن مسعود أيضاً: "تبيّنت الإنسُ..." " ويكون المعنى: تبينت الإنس أمر الجن..." [معاني القرآن للفرّاء].  وقد أكد هذه القراءة وأقسم عليها الإمام جعفر الصادق، عليه السلام، في كتاب (الصافي في تفسير كلام الله الوافي للكاشاني).
هذا، وقد ذكر السمين الحلبي في الدُّر المصون هذا الوجه (أن الفعل متعدٍ) فقال: "... الثالث: أن (تبيّن) هنا متعدٍ بمعنى أدرك وعلم، وحينئذٍ يكون المراد بالجن ضَعَفَتَهم، وبالضمير في كانوا (كبارَهم ومَرَدَتَهم) و (أنْ لو كانوا) مفعول به، وذلك أن المَردة و الرؤساء من الجن كانوا يوهِمون ضُعَفَاءهم أنهم يعلمون الغيب...وفي كتاب أبي جعفر ما يقتضي أن بعضهم قرأ (الجنَّ) بالنصب، وهي واضحة؛ أي: تبيّنت الإنسُ الجنَّ... وقرأ ابن عباس ويعقوب: "تُبُيِّنت الجنُّ" على البناء للمفعول، وهي مؤيدة لما نقله النحّاس". 
وفي إعراب القرآن للنحّاس:  "...قال قتادة: وفي مصحف عبد الله بن مسعود: تبيّنت الإنسُ أنْ لو كان الجنُّ يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المُهين. ومن قرأ: تُبُيِّنت الجن: أراد تَبَيّنت الإنسُ الجِنَّ". 
إذن، فالفعل (تبيَّن) متعدٍ وليس لازماً.  (ينظر مختصر تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل، وفيه: عَلِمَتْ. و مثله في المحرر الوجيز لابن عطية.  
والآن: إننا لو نظرنا في أسلوب الاستثناء التام المنفي من حيث الرفعُ ، نحوَ: ما جاء الطلابُ إلا خالدٌ، لوجدنا النحاة يعربون كلمة (خالد) بدلاً من (الطلاب)، غير أنَّ أستاذي العلامة الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة - رحمه الله تعالى- فطن إلى إعراب صحيح، فقد أعرب "إلا" بمعنى "لكنْ" وكلمة (خالد) مبتدأ، وخبره محذوف، وتقدير الكلام: لكنْ خالدٌ لم يجئ، قائلاً: "... إن المبدل منه (الطلاب) منفي: لم يجيئوا لكنْ خالد جاء...".
وعَوْدٌ على بَدْء: عندما قرأ أستاذي الشيخ عضيمة صفحة 213 و 214 من كتاب فوائد في مشكل القرآن للعز بن عبد السلام وكيف أعرب الجن مبتدأ و(أنْ لو كانوا) خبره، و الجملة مفسرة لضمير الشأن في (تبيّنتْ)؛ ووقف ملياً أمام تفسير العز الذي يقول: " إذ لولا  ذلك لكان معنى الكلام: لمّا مات سليمان عليه السلام وخرَّ، ظهر لهم أنهم لا يعلمون الغيب. وعِلْمُهم بعدم عِلمهم الغيب لا يتوقف على هذا بل المعنى: تبيّنت القصة، ما هي? هي كما قال عزوجل "لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين". هشَّ شيخي وبشَّ لهذا الإعراب الذي فطن إليه العز، وأوصاني بألّا أكتمه. وقال: يا يحيى إن دارس النحو إذا لم يقرأ الأدب عامةً والشعر خاصةً يتحجر أسلوبه، وقال : لقد تبين لي أن قول أبي الطيب المتنبي في وصفه الحُمَّى:
وزائرتي كأنَّ بها حياءً  **  فليس تزور إلا في الظلام
قد سبقه إليه الشاعر عبد الصمد بن المُعَذَّل. وقد أوصاني أن أبوح بهذا الخبر أمام الأدباء و المحققين...
 
*د يحيى
5 - يونيو - 2007
ما هذا يا يحيى ?    كن أول من يقيّم
 
بعيدا عن المراء يا أستاذ يحيى فإنني لم أنف أن يكون الفعل متعديا، بل هو رأيي الذي أرجحه، وإنما كان كلامي على وجه الخصوص في المعنى الذي نبحث فيه،وهو كون (الجن) فاعلا وليس كما قال الشيخ عضيمة مبتدأ .
ومازلت لم أفهم وجه السر الذي هش الشيخ له وبش وأوصاك بألا تكتمه، فالآية لا تفتقر إلى تفسير، ويفهمها على حقيقتها أبعد الناس عن المفسرين وأخلاهم بضاعة من علوم الأثر.
*زهير
5 - يونيو - 2007
إضاءة حول إعراب هذه الآية من سورة سبأ    كن أول من يقيّم
 
إثارة من علم رااااائعة ياأخي الحبيب وشاعرنا الملهم اللبيب
ومما قرأته حول إعراب هذه الآية في كتاب : الدر المصون ؛ لابن السمين الحلبي :
 
(قوله: "فلمَّا خَرَّ" الظاهر أنَّ فاعلَه ضميرُ سليمان عليه السلام. وقيل: عائدٌ على الباب لأنَّ الدابَّةَ أكلَتْه فوقع. وقيل: بل أكلَتْ عَتَبَةَ البابِ، وهي الخارَّة. ونُقِل ذلك في التفسير، وينبغي أَنْ لا يَصِحَّ؛ إذ كان يكون التركيبُ خرَّتْ بتاءِ التأنيث. و:
3732 ـ ............................ * ....................... أَبْقَل إبْقالَها
ضرورةٌ أو نادرٌ. وتأويلُها بمعنى العُوْد أَنْدَرُ منه.
قوله: "تَبَيَّنَتْ" العامَّةُ على بنائِه للفاعلِ مسنداً للجنِّ. وفيه تأويلاتٌ، أحدُها: أنه على حَذْفِ مضافٍ تقديرُه: تبيَّن أَمْرُ الجنِّ أي: ظهر وبان. و"تبيَّن" يأتي بمعنى بان لازماً، كقولِه:
3733 ـ تَبَيَّنَ لي أنَّ القَماءَةَ ذِلَّةٌ * وأنَّ أَعِزَّاءَ الرجالِ طِيالُها
فلمَّا حُذِفَ المضافُ، وأقيم المضافُ إليه مُقامَه، وكان ممَّا يجوز تأنيثُ فعلِه، أُلْحِقَتْ علامةُ التأنيثِ.
وقوله: {أَن لَّوْ كَانُواْ} بتأويلِ المصدرِ مرفوعاً بدلاً من الجنِّ. والمعنى: ظهر كَوْنُهم لو عَلِموا الغيبَ لَما لَبِثوا في العذاب أي: ظَهَرَ جَهْلُهُمْ. الثاني: أنَّ "تبيَّن" بمعنى بانَ وظَهَر أيضاً. و"الجنُّ" فاعلٌ. ولا/ حاجةَ إلى حَذْفِ مضاف و{أَن لَّوْ كَانُواْ} بدلٌ كما تقدَّم تحريرُه. والمعنى: ظهر للجن جَهْلُهم للناسِ؛ لأنهم كانوا يُوْهِمُون الناسَ بذلك، كقولك: بان زيدٌ جهلُه. الثالث: أنَّ "تَبَيَّن" هنا متعدٍّ بمعنى أَدْرك وعَلِم، وحينئذٍ يكون المرادُ بالجنِّ ضَعَفَتَهم، وبالضميرِ في "كانوا" كبارَهُمْ ومَرَدَتَهم، و{أَن لَّوْ كَانُواْ} مفعولٌ به، وذلك أنَّ المَرَدَةَ والرؤساءَ من الجنِّ كانوا يُوْهِمون ضعفاءَهم أنهم يَعْلمون الغيبَ. فلمَّا خَرَّ سليمان عليه السلامَ مَيِّتاً، مكثوا بعده عاماً في العملِ، تبيَّنَتِ السَّفَلَةُ من الجنِّ أنَّ الرؤساءَ منهم لو كانوا يعلمون الغيبَ كما ادَّعَوْا ما مكثوا في العذابِ. ومِنْ مجيءِ "تَبَيَّن" متعدِّياً بمعنى أَدْرك قولُه:
3734 ـ أفاطِمُ إنِّي مَيِّتٌ فَتَبَيَّني * ولا تَجْزَعي كلُّ الأنامِ يموتُ
أي: تَبَيَّني ذلك.
وفي كتاب أبي جعفر ما يَقْتضي أنَّ بعضَهم قرأ "الجنَّ" بالنصب، وهي واضحةٌ أي: تبيَّنت الإِنسُ الجنَ. و{أَن لَّوْ كَانُواْ} بدلٌ أيضاً من "الجن". وقرأ ابن عباس ويعقوب "تُبُيِّنَتِ الجنّ" على البناءِ للمفعولِ، وهي مؤيِّدَةٌ لِما نَقَله النحاسُ. وفي الآيةِ قراءاتٌ كثيرةٌ أَضْرَبْتُ عنها لمخالفتِها السَّوادَ...)
 
وإن شاء الله هذا التوجيه لابن السمين الحلبي
يكون قد سرك
وأضاف إضاءة جديدة حول هذه الآية ، وتوجيه إعرابها
وشكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
 
 
 
*الدكتور مروان
18 - يونيو - 2007
ما حلّ بالساحات ؛ حتى جفت الأقلام    كن أول من يقيّم
 
هل انتهى الأمر بنا إلى هنا أيها الأحبة
كنا قد تمتعنا بهذه المساجلة النحوية الأدبية
بين الأخوين الحبيبين الغاليين
الشاعر اللبيب الأديب الأستاذ زهير
والباحث المدقق اللغوي الدكتور يحيى
ثم فجأة سكتت شهرزاد عن الكلام المباح
فما حلّ بالساحات ؛ حتى جفت الأقلام
وشكرا لكم
*الدكتور مروان
16 - فبراير - 2008