ان كلام العرب لا يؤخذ بالمنطوق فقط ولكن هناك مفهوم الكلام وهو الى يريده المتكلم ولا ينطق به ، وهناك مفاهيم متعددة عدم المعرفة بها يجعل عندنا نوع من القصور فى فهم الكلام العربى .... فمن هذه المفاهيم مفهوم القتضاء وهو ما يقتضيه اللفظ ويتوقف صدق اللفظ على هذا المفهوم ومثاله قول الله عز وجل فى كتابه العزيز " واسأل القرية " فمنطوق الكلام " اسال المبانى والبيوت التى تتكون منها القرية " أما المفهوم الذى يصدره العقل " اسأل أهل القرية " ومنه أيضا مفهوم الموافقة وهو أن يوافق المفهوم المنطوق ومثاله "من أهل الكتاب من ان تأمنه بقنطار لا يؤده اليك " نفهم من ذلك أنك ان منهم امناء على القنطار وأيضا أمناء على ما هو أدنى من القنطار فاذا ائتمنتهم على دينار مثلا يؤدونه اليك ، ومنه أيضا " ومنهم من ان تأمنه بدينار لا يؤده اليك " نفهم من ذلك أنهم اذا ائتمنوا على قنطار فانه من باب أولى لن يؤدوه اليك .. وهكذا . ومنه ايضا مفهوم المخالفة وهو ان يخالف المفهوم المنطوق ومثاله " من شابه اباه فما ظلم " نفهم من هذا الكلام " من لم يشابه اباه فقد ظلم " .. وهكذا ولكن فى زماننا هذا وقد ضاعت فيه أصول اللغة العربية لا نجد للمفهوم أى اعتبار بيننا ولذلك قال الخليفة جعفر الصادق عندما تولى الخلافة " أيها الناس لا يدخل علينا من يكرهنا فننا نعرفه من خفايا كلامه " وقال المام على كرم الله وجهه " اذا تكلم المرء عرفته لتوه " أى عرفت شخصيته من أول كلمة فأتمنى من الله أن يحاول كل منكم اخوانى الأعزاء أن يبحث فى موضوع المفهوم فى اصول اللغة وأنا متأكد من أنكم سوف تشعرون بلذة اللغة بارك الله فيكم ... |