من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (5) ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
ثالثاً: حيرة السندباد وراء ظهره سيخلّف من أحبّ لأجل عدوّ ما من صداقته بدّ سيقدح رأسه الصغير شررا الكلام ينساب جداول ويحلّق عقبانا سيدبّج رسالتين بكلتا يديه في آن وإن لجّ في جدل لن يرض الخروج منه إلاّ مظفّرا بإكليل غار حديث عرّافة العرافة تستطلع الغيب ،وترسم معالم حياة ،وترتكن على حرف السين فى كل فعل مضارع تستهل به حياة المتنبى ،منذ (ستلوحه الأسفار وانتهاءا سيتملق ويداهن )والسين بدخولهاعلى الفعل المضارع تفيد التأخير إلى أجل يتحقق فيه المقصود 0 عشرة أسطر هى خلاصة الصراع الذى خاضه المتنبى ،وكأنه قدر لامفر منه ولامندوحة عنه ،هو صراع لابد من احتماله والصبر عليه ونهاية محتومة لامحيص عنها0 وراء ظهره سيخلف من أحب 000 لأجل عدوّ ما من صداقته بدّ بداية لاتبشر بخير وإنما بداية معاناة مريرة قاسية على الروح والنفس وغربة واغتراب وشجون وعذاب 0 سندباد هارب إلى الجحيم 000 خلّف الأحباب والقلب يعتصره الألم والحزن والضيق 00 يهيم فى البرارى والقفار ويسيح فى دنيا ماله فيها صديق ولاحبيب ولارفيق000 فالأعداء كُثر ،وينتشرون فى فى كل مكان يقصده ،ويأتون من كل صوب وحدب، شاهرو الأنياب ،واجمو الوجوه ،سود القلوب ،غلاظ الروح،عديمو الفهم ،سيئوالمقال ،فاحشو الفعل0 سيقدح رأسه الصغير شررا الكلام ينساب جداول ويحلّق عقبانا سيدبّج رسالتين بكلتا يديه في آن وإن لجّ في جدل لن يرض الخروج منه إلاّ مظفّرا بإكليل غار توقفتُ كثيراً وكثيراً جداً عند السطر الأول(سيقدح رأسه الصغير شرارا) وأزعم ان العرافة لو لم تأت بهذا السطر بكلماته الأربع ،ماكان زعمها يُساندها دليل أو يعاضده برهان 0 القداحة :الحجر الذى يقدح به النار أويضرب ببعضه فيخرج منه النار ، فيخرج منه شرراً، لكن السويد وبسرعة وخشية من سوء الفهم وما أكثره فى حياتنا بعد أمراض الغباء المتفشية ،يستدرك (الكلام ينساب جداول ) هل رأيت المياه الزاخرة وهى تفيض فى القنوات والترع والبحار ??? أنا شاهدتها صغيرا والماء يُطفىء ظمأ الأرض الشرقانة ، وحتى اللحظة أستمتع بمياه النيل وهى تنساب غامرة أحواض الأرض الزراعية بخيرها العميم الوفير ،والكلام هو الشعر ،والشعر هو كلام موزون ،لقد صدقت العرّافة ولم تفتئت على الحق ،والشعر الذى يهطل ويملأ الجداول لا يستقر فى الأرض بل يُحلق فى السماوات وينتشر ويسافر عبر البلاد وتتناقله العباد000000 أنام ملء حفونى عن شواردها | | ويسهر الناس جراها iiويختصم |
سيدبج رسالتين بكلتا يديه 000 هل هما رسالتان الحياة والموت ?? هل هما رسالتان النصر والهزيمة ?? هل هما رسالتان العبقرية والفشل?? ولماذا بكلتا يديه ??وتأكيد العرّافة عليهما معا00 ربما تكونان فعلاً رسالتين حقيقتين ،لكن لمن ??? وإن لج فى جدل 0000هكذا يكون المتنبى _الذى ينساب منه الكلام جداول _من أكبر وأعظم شعراء عصره بل أوحدهم بل يسمى شيخ شعراء العربية ،لن يسكت إلا والنصر حليفه والبيان شماله ويمينه ،ويهزم أعدائه شر هزيمة وينال منهم ويهاجمهم ويصفهم بأقذع النعوت ويصب عليهم جم غضبه وانتقامه من دنيا خيبت ظنونه وناس صغار وعقول هشة وقلوب صلدة 000 ودهـر ناسه ناس iiصغار | | وإن كانت لهم جثث ضخام | ومـا أنا منهم بالعيش iiفيهم | | ولكن معدن الذهب iiالرغام | أرانـب غـير أنهم iiملوك | | مـفـتـحـة عيونهم iiنيام |
|