البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 ضياء الدين 
11 - مايو - 2007
 
                                 دفاعاً
  عن أمير الشعراء الخالد المغفور له أحمد شوقي
                         ضياء الدين ظاظا
اذا كانت فئة قليلة من أعلام الأدب العربي قد أنكروا هذه البيعة وزعموا أن شوقي غير أهل للمنزلة العالية التي بوأه إياها فريق من أصدقائه المعجبين بشعره فان الأقطار العربية كانت بإجماع حملة الأقلام فيه موافقة على إقامة أحمد شوقي أميراً للشعراء، ومقراً له بالجدارة والاستحقاق لاحتلال هذا المقام الذي لم يكن بين شعراء العصر من يجرأ أن ينازعه إياه أو يزاحمه عليه.كما كان المعارضون أنفسهم يقفون واجمين عندما يقال لهم إيتونا بمن هو أجدر منه إن كنتم صادقين.
وكان لتلك المشاغبات الخفية والأصوات الضعيفة التي كانت تسمع بين حين وحين من الناقدين الناقمين،كان لها عند شوقي  ما يكون مثلها عند أصحاب النفوس الكبيرة والأخلاق النبيلة  فلم يقابلها بالجدل العقيم والنقاش الذميم  ولا تصدى لنقد شعر خصومه وتفنيد مزاعمهم بشعره ولا عمد إلى المشاحنات والمهاترات بل اتخذ من الشعر وسيلة ناجعة ليحج المكابرين ويقنع غير القانعين بأنه صاحب الحق البارز في أمارة الشعرفكان يطلع على الناس كل يوم برائعة جديدة من روائع قريضه
 ويقيم لهم حجة أصرح ودليلاً أوضح على انه أمير الشعراء غير منازع  ولا مدافع يريهم غباره ويدعوهم للحاق به إن  كانوا يريدون النضال حتى بلغ ما جادت به قريحته الفياضة في خمسة أعوام بعد البيعة أضعاف ما أنتجته في الأربعين عاماً قبلها.وأخذت أصوات الإنكار تخف وتتلاشى
                                                                             (يتبع...)
 5  6  7 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الحلْقة الأخيرة    كن أول من يقيّم
 
الاصْلاحُ الذي نَحْتَاجُ إليْهِ في شِعْرِنَا للسيد مُحب الدين الخَطيب
                        
 
أما الأسلوبُ والديباجةُ فيَجِبُ أن يبقيا عَربيين كما كان ينظمُ بشار والبحتري والشريف الرضي, وكما كان ينثرُ عبد الحميد وابنُ المقفع والجاحظ. وكما لا يجوز أن تمتد اليدُ الآثمة بالتشويه إلى الفََن الذي أُبدِعتْ به جبهةُ الحمراءِ وأقواسُها ونُقُوشها, ومعالمُ مسجدِ السلطان حسن ودقائقه وبدائعه, كذلك أسلوبُ العربية الصحيحة الخالدَة بالقرآن يجبُ أن يبْقى ما بقي القرآن. وأما فيما عَدا ذلك فكما يجوزُ لنا أن ننشيء وراء مثل جبهة الحمراء غُرفاً مهندَسة بأنفع أساليب الهندسة الاقتصادية التي وصلت إلى معرفتها مداركُ البشر, كذلك يجوز لنا أن نُعدل بعضَ نظرياتنا في الشعر, ما قضت بذلك حياتُه وحياةُ الأُمة به.
 
يَحسُنُ بنا بعد الآن أن نعتبرَ القطعةَ الشعرية بمجموعها, كُلاً مؤلفاً من عناصرَ لا يتم إلا بها. أي أننا يجب أن نعدل عن نظريتنا القديمة التي تعتبر البيت كلا مستقلاً, ويصبح الكل في نظرنا هو القطعة بمجموعها. وهذا لا يمنع أن تتخلل القطعةَ أبياتٌ استطرادية يكون الواحد منها مضربَ المثل يتحدثُ الناسُ به في مقام الاستشهاد لحقائق الحياة, وآيةً في الحكمة ترتلها الألسنة في مواقف العظة والاعتبار.
 
وما دمنا قد اعتبرنا القطعة الشعرية كُلا مؤلفاً من عناصر لا يتم إلا بها فمن مقتضى ذلك أن يجتنب الشاعرُ هذه الاستطرادات في القصيدة الواحدة, وألا يتنقل فيها من موضوع إلى موضوع آخر ليس من جنسه, وأن يعرض إلى الأبد عن تقديم النسيب بين يدي الأغراض الأخرى التي هي مقصودة بالقصيدة دونه, ومن مقتضى اعتبار القطعة بمجموعها كلاً أن يُعنى الشاعر بمَغْربها عنايته بمطلعها, فيفرغ في البيت الأخير من القوة ما يبقى رنينه في النفس طويلاً, كما يكون لتلك الضربة الشديدة التي ينتهي بها الدور في موسيقى الجيش.
 
ومما يحسنُ ملاحظته أن يكون حجمُ القطعة الشعرية متناسباً مع ما يحتمله موضوعها, فقد تكفي السبعة الأبيات ليؤدي بها الشاعر كل غرضه, ويحيط فيها بما أراده, وتكون لها عند قرائها من الحرمة والمكانة ما للقصيدة الكبرى.
 
وقد كان شوقي أولَ من جرب الشعر التمثيلي في رواية (علي بك) قبل خمسة وثلاثين عاماً, ونظم القصيدة الكبرى غير مرة. لكن هذا النوع من النظم المطول يجب أن تتداوله الأقلام الكثيرة وتتعاون عليه, ويجب أن يسعفه المسرح ويوالي التجربة فيه, ويحتاج إلى أن تكون في الشباب روحٌ أدبية تتلقى ثمراته بإقبال, ليوالي كُفاتُها عملهم بنشاط. وفي القصيدة الكبرى, وفي الملحمة, يحسن تنويع الموضوعات والتنقل فيها. ويحسن تنويع الوزن والقافية على ما تقتضيه المعاني, وعلى ما تقتضيه موسيقى تلك المعاني: من أوزان تلائم الروح الهادئة, إلى أوزان تسعف النفس الهائجة, إلى نغمة لائقة بمقام الحزن, إلى رنة تكمل معنى الابتهاج, وكذلك الأمر في القوافي.
 
وبعدُ, فقد كان أشرفَ ينابيع الشعر التي شرب منها شوقي وغير شوقي من شعرائنا ينبوعان: الطبيعة والتاريخ.
وأبدع مظاهر شعره وشعرهم الوصف, وما دمنا نتكلم في الاصلاح والتجديد فيجدُر بنا أن نلتمس من شعرائنا- وفي أيديهم مفاتيح القلوب- أن ينتقلوا بنا إلى أدب آخر غير أدبنا الحاضر, إلى أدب التوحيد الذي تشترك فيه الشعوب القارئة لهذا الشعر, وإلى أدب الحياة الذي تعرف به هذه الجماعات طريق القوة, وإلى أدب التقوى الذي نخرج به من رذيلة الضعف ونبرأ به إلى الانسانية من جريمة الخنوع.
 
نريد أن نحيا وتمنعنا أدواء: في الشعر علاجها, ونريد أن نسير وفي الصدور رهبة لا تزيلها غير صرخات الشعراء تهيب بنا إلى ميادين الشرف.
إن الغربَ لما أراد أن يملكَ رقاب الشعوب التي تقرأ شعركم يا شعراء العربية استهواها بملاهيه وزخارفه وأهوائه وموبقاته. ولا خلاص لهذا الشرق العربي من شِراك الغرب إلا إذا عدل أهله عن تلك الزخارف والموبقات إلى ما في الغرب من صناعة ونظام ومعرفة, وهل من قوة تستطيع تحويلَنا عن ذاك إلى هذا أشدُ تأثيراً من المدرسة للبنين والبنات,  ومن قوة الشعر للفتان والفتيات?
إن الشاعر ترجمان الالهام, ولا يكون الشاعر صادقاً فيما يترجمُ عنه من مُلهمات الطبيعة والفضيلة والحياة إلا إذا كان متصفاً بما يدعو إليه من صفاتٍ ومحامدَ وأخلاق.
هو قائد الأمة وحامل رايتها إلى المطمح الأقصى في الأغراض القومية, وإلى المثَل الأعلى في الفضائل الانسانية, ولا يستطيع الشاعرُ خوض غمار المعركة في هذه القيادة إلا إذا كان مؤمناً بما ينطق به من إرشاد, وعاملاً بما يتغنى بذكره من مبادئ, وصادقاً فيما يأمر به من معروف وينهى عنه من منكر.
أما الكلام الجميل الذي يصدر عن اللسان فإنه يمر بالآذان ضيفاً ثم يذهب طنينه مع موجات الريح, وأما الكلام الصادر من القلب فهو الذي يملأ القلب ويسكن في قرارة النفس, وذلك هو الشعر, وصاحبه هو الشاعر.
*طه أحمد
19 - مايو - 2007
بين شوقي والجواهري    كن أول من يقيّم
 
توفي شوقي والجواهري يحث الخطى الى بناء مجده الشعري والصعود نحو قمة الهرم الذي بلغه شوقي بعد رحلة طويلة تنقل فيها بين فنون الادب وضروب البيان ومنها تجربته الرائدة في الشعر المسرحي. وما قيل في مسرح شوقي تباين باختلاف المزاج النقدي وتصور وظيفة العمل المسرحي وشروط الكتابة فيه. وما يسجّل لشوقي في حياته وبعد موته أنه كان شجرة باسقة مثمرة، لم تستنزفها شدة المتهالكين على محبتها والافراط من التعلّق بأغصانها، كما لم تهلكها معاول الضاربين في جذعها الممتد عميقا في واحة الشعر والادب.
 
فضّل الكثيرون الجواهري على الزهاوي والرصافي وشعراء عرب آخرين كبار، ولعلهم محقون في ما ذهبوا إليه. وقد أقرّ الرصافي بذلك وهو يخاطب الجواهري في إحدى قصائده: وقد كنتُ قبل اليوم مثلك شاعرا. وقدمه آخرون على شوقي، وزعموا له الامارة من بعده. وهذا ما أختلف عليه الكثيرون أيضا وخاضوا كالعادة في جدال ودخلوا في خصومة من أجل ذلك.
 
بعد عقدين وزيادة بسنتين يتقدم الجواهري وقد أعد عدته واستكمل أدواته، وكان قد قطع بشعره دربا طويلا من التجربة والدربة وتخطي تجاربه السابقة في كتابة الشعر متجاوزا الى حدّ كبير الاطار التقليدي الذي ظل فيه مقلدا تجارب من سبقوه من شعراء العراق المعروفين مثل الرصافي والزهاوي وغيرهم من شعراء العرب في القرن الماضي وما سبقه بعدة عقدود، كان في مقدمة هؤلاء محمود سامي البارودي والذي رأينا كيف أن العقاد يحتفي به على عكس عمله وموقفه من أحمد شوقي. هؤلاء كانوا قد بدأوا يخطون بالقصيدة العمودية التقليدية الى مديات رحيبة من التصرف بفنون الشعر وموضوعاته، وصوره وأخيلته. فكان كل ذلك فعلا بداية لهذا الشوط الذي قطعه من جاء بعدهم من الشعراء ومنهم الجواهري. ولقد سمعتُ مرة من أحد النقاد المهمين أن الجواهري قفل القصيدة العمودية بقفل ذهبي. ولا تعليق على مثل هذا القول. ولقائله كل الاحترام. لأن المطالبة بنقد موضوعي صرف هو ضرب من المحال، حتى عند كبار التقاد. لذا نجد هذا الاختلاف الكبير في وجهات نظرهم، وموقفهم المتباين من العمل الادبي الواحد. ولاعيب في هذا الضرب من النقد الذي تتعدد فيه الرؤى لأنه إثراء للعمل الادبي مهما كان جنسه. المهم أن لايخرج الناقد عن المقرر في القواعد العامة والاصول الثابتة في الفن الذي يعمل فيه متجنبا الفوضى النقدية.
 
نعم لم نعد نرى تلك الصور التقليدية في هذه المرحلة من شعر الجواهري والذي كان يتكيء في الكثير من معانيه وصوره على عكاز المتنبي والبحتري وابي تمام والمعري وغيرهم من الشعراء الذين حفظ شعرهم من أيام صباه وراجع دواوينهم كما قرأ قصائد من عاصره من الشعراء أومن سبقه مثل أستاذه في الشعر معروف الرصافي الذي تفوق عليه وأقرّ له الاستاذ بذلك، كما قرأ الزهاوي. وفي مقدم من قرأهم وتأثر بهم بلا شك، كان شوقي رحمه الله.
 
قلتُ بعد قدين من قصيدة الرثاء في شوقي، يظهر الجواهري شاعرا كبيرا، متألقا في مهرجان الشعر بدمشق في الذكرى الألفية لأبي العلاء المعري، الشاعر الذي عشقه الجواهري بصدق، كما كانت فرصة يبث فيه الشاعر بعض ما كان يعتلج في صدره من هموم سياسية واجتماعية كان يشهدها الواقع العراقي وقتها. والجواهري يتألق عادة في مثل هذه المناسبات، فيأتي شعره حافلا بالصور الشعرية المبتكرة، والايقاء الموسيقي العذب كقوله:
 
 
قـف بـالمعرة وامسح خدها iiالتربا واسـتوح  من طوق الدنيا بما وهبا
واسـتـوح من طبب الدنيا iiبحكمته ومـن على جرحها من روحه iiسكبا
وسـائـل  الحفرة المرموق iiجانبها هـل تبتغي مطمعا أو ترتجي iiطلبا
يـا بـرج مفخرة الأجداث لا iiتهني ان لـم تـكوني لأبراج السما iiقطبا
أبـا  الـعلاء وحتى اليوم مابرحت صناجة الشعر تهدي المترف الطربا
نـوّر  لـنـا انـنـا في أي iiمدّلج مـمـا  تشككتَ ان صدقا وان iiكذبا
 
كان الجواهري رحمه الله وغفر له، يرى أنه ولد سنة  1903 كأنّه لم يكفه ما عاشه من عمر مديد، ربما أراد المغالطة في الحساب، ولكن على أي حساب. فكان على النقيض من أبي العلاء في ذلك.
صادق السعدي
20 - مايو - 2007
أمير بلا إمارة    كن أول من يقيّم
 
 
عطفا على مجمل الحديث الذي دار ويدور حول أمير الشعراء أحمد شوقي ، فإن عالمنا العربي يشهد اليوم ظاهرة تثير الدهشة ، هي التهافت على استجداء الألقاب ، أو منحها دون حساب ، فهذه مسابقة (شاعر المليون) وتلك مسابقة (شاعر العرب) وأخيرا وليس آخرا مسابقة (أمير الشعراء) وهي مسابقات تعقد لها الندوات وتختار لها اللجان .. وإخال أنها ستتمخض عما تمخض عنه الجبل .. فيمنح من لا يملك لمن لا يستحق ، ولو لقباً.. ولا أدري ماذا سيقول الذين استكثروا على شوقي هذا اللقب ، بعد أن يشاهدوا مئات وآلاف المتهافتين على مثله ، وما منهم من أحد له بأهل ، وإن كان أهلا للقب شاعر.
وعلى سبيل المثال فإن أحد كبار أعضاء لجنة مسابقة (شاعر العرب) لا يستطيع أن يقيم بيتا واحدا من دون أن يقع فيه بخطأ لغوي أو نحوي أو عروضي ، وآخر ما قال: (قوم إذا استنبح الأكلاب ضيفهم) (كذا) وكثيرا ما كان صاحب القناة يصحح له ، فأنى يكون تحكيم دقيق أو أمين ولو كثرت شروطه وقواعده وقوانينه ?!.
أما مسابقة (أمير الشعراء) فأعضاء لجنة التحكيم فيها ليسوا بدعا ؛ فهم غير معروفين خارج بلدانهم غالبا ، وداخلها أحيانا.. وإذا كان الدكتور عبد الملك مرتاض ، صاحب (القراءة السيميائية) للأدب ، والدكتورصلاح  فضل أهلا لذلك ، فإن الفنان القدير غسان مسعود ، مع وافر الاحترام ، أهل للتحكيم في قرطاج أو الأوسكار ، لا في مسابقة (أمير الشعراء) ..
وليس من العجب اختيار الدكتور مرتاض ، الذي عرف بنقده للجان التحكيم في الجوائز الخليجية ، واتهمها بالأدلجة ، ولكن العجب هو قبول الدكتور وموافقته على المشاركة في لجان صب عليها جام نقده. فلعله يهدئ من نقده ، أو ينتقد نفسه معهم ..
ولا أدري أين ذهبت أسماء كانت مطروحة في لجنة التحكيم مثل : د. محمد رضوان الدية ، د. إبراهيم السعافين ، د. فاطمة البريكي ، د. سعيد السريحي ، د. فوزي الزمرلي ، والشاعر محمد كابر هاشم .. حيث لم تعد هذه الأسماء داخلة في بعض طبعات أسماء أعضاء لجنة التحكيم ..
ولم تلق هذه المسابقة قبولا حسنا لدى بعض الشعراء والنقاد ، حيث قال الشاعر (فاروق شوشة) : (إن لقب أمير الشعراء لم يعد قابلا للتكرار) وقال الشاعر عبد المنعم عواد يوسف (أفهم أن يجمع شعراء الأمة على اختيار واحد منهم تحققت فيه شروط التفوق والتفرد في إبداعه الشعري وغزارته ليكون أميرا عليهم، كما حدث مع شاعر مصر والعرب الكبير أمير الشعراء، بلا منازع، أحمد شوقي).
وإضافة لما ذكرت من دعوة طه حسين الشعراء لمبايعة العقاد ، التي ذهبت أدراج الرياح ، يذكر الشاعر عبدالمنعم عواد (محاولة الدكتور لويس عوض تنصيب الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور لإمارة الشعر بعد شوقي، ولكن محاولته ذهبت أدراج الرياح.)
إن هذه الأعداد الهائلة التي تعد بالآلاف ، من المتقدمين لهذه الجائزة أو تلك ، لا تعبر عن ظاهرة الغنى الثقافي والتقدم الفكري ، بمقدار ما تعبر عن ظاهرة الفقر المادي والخواء المعيشي.. ويبدو أن شعراء التكسب بالأمس كانوا أعز مكانة من شعراء الجوائز اليوم .. وحقا قالت الاقتصادية الإليكترونية : (شعراء الفصحى يبدؤون ركض المليون دولار في أبو ظبي) فقلبي معهم ألا تتقطع قلوبهم ونياطهم..
إن هذه الجوائز لا تحتاج إلى مسابقات ، يستجدي فيها المتسابقون الرحمات، ولكنها بحاجة إلى لجان دائمة ، تتابع نتاج المطابع والقرائح والعقول ، وتختار في كل عام مبدعا من كل فن وعلم ، وفق شروط واعتبارات محددة ، فتقدم الجوائز ثم تقيم المظاهر الإعلامية، وقد تحجبها إذا لم تجد من يستحقها .. وبذلك نصون وجوه المبدعين.. ولكن الفساد قد يؤدلج هذه الجوائز ، ويدخلها باب الإقليمية أو العصبية أو حتى الرشوة ..
وفي الختام : فكأن أمتنا التي تتزاحم فيها ملايين النجوم ، لم يعد ينقصها إلا أمراء الكلام و(فرسان الهواء).. ولا أدري .. أيوافق الشعراء على من تم اختياره ليكون أميرا عليهم ويعترفون له بإمارته?. أم يعدونه مفروضا عليهم بعيدا عن قواعد الديمقراطية فيطالبون بإعادة الانتخابات?. 
*داوود
28 - مايو - 2007
حذف موضوع    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية طيبة وبعد ..
أنا لست حزينا ولا آسفا على حذف موضوع (مسابقة المتسابقين) فقد نشر آخرون أعنف منه في غير وعاء من أوعية الثقافة الورقية والإليكترونية ، ولم يجدوا فيها أي مانع .. ولكنني حزين جد حزين ، وأبدي الأسف أعظم الأسف على أن يؤخذ قوم بجريرة لم تقترفها أيديهم ، فيفصلون من أعمالهم ؛ لأنهم سمحوا بنشر مقال هو كلام من الكلام لا يقدم ولا يؤخر .. وهو يعبر عن رأي صاحبه أولا وأخيرا ، كذا تقول وسائل النشر كلها .. ولقد كنت أظن أنه لا يخاف من الكلمة سوى متسلقي السياسة ومتسلطي السياسيين ، فإذا بالخائفين من الكلمة أكثر من الهم على القلب..
لقد سامحنا دكتاتورية النظم السياسية ، فلم تسامحنا ، وقررنا ألا ننافس سياسيا على كرسيه ، فلم يصدقنا ، واكتفينا بقول ما نراه الصواب في الأدب واللغة ، آملين أن يتسع لنا ساح الأدب بعد أن ضاق بنا صدر السياسة ، فوجدنا ساح الأدب بنا أضيق ، وعن كلمتنا أرغب ، وكأن داء السياسة قد انتقل بالعدوى إلى كل ساح .
ولقد حذرَنا عقلاؤنا من قبل ، بأن السكوت عن أي حق في أي ميدان ، يغري بالاعتداء على كل حق في كل ميدان ، فلم نصدق ، وقلنا لهم هذه مبالغات لا داعي لها ، ومخاوف في غير محلها..
ولكننا نرى اليوم من لا يطيق الرأي الآخر حتى في ميادين الأدب واللغة والنقد والبلاغة ، فيمنع نشر قصة أو رواية أو قصيدة أو مقالة ، في صحيفة أو مجلة أو موقع إليكتروني ، إلا لمن يعرفه شخصيا ، أو يمت إليه بأية صلة ..
أسامح كل من أسهم في حذف الموضوع المشار إليه ، فأنا لا صلة لي ولا معرفة لي بأي أخ كريم من أسرة الوراق ؛ ليدلني على أن هذا الموضوع يوافق سياسة الوراق فأكتبه ، أو لا يروق لبعضهم فأحجبه ..
مع تحياتي لكل من قمع فكرة تظهر .... ورأيا يفضح ..... وصوابا يبين ..... وليربح من وراء ذلك ما يشاء .. أما الحق فظاهر لا محالة ؛ لأن الله هو الحق فلا يقمع ولا يخفى ..   وكل من عليها فان.. مع كل اعتذاري ومحبتي ..
*داوود
11 - يوليو - 2007
أقنعة في مرآة الحداثة    كن أول من يقيّم
 

 

أقنعة في مرآة الحداثة

 

جمال القصاص   :  الحياة     - 17/12/2007

 
بعد خمسة وسبعين عاماً على رحيل شوقي، كيف يمكن النظر اليه. هل ننظر اليه في مرآة نفسه وعصره أم في ما هضمه وتمثله في ظلال هذه المرآة من تراثات ومعارف أسلافه من الشعراء.
 
وهل نعتبره حلقة وصل قوية ومهمة بين مدرسة الإحياء الشعري التي قادها سلفه محمود سامي البارودي، وبين مدرسة شعراء جماعة «أبوللو» التي انبثق منها تيار الرومانسية في الشعر المصري الحديث. أم ننظر اليه في مرآة منتقديه ومعارضيه، وكان ألدهم خصومة له جماعة «مدرسة الديوان»، عباس محمود العقاد والمازني وابراهيم شكري؟
 
شوقي الذي كان يخاف من ركوب الطائرة، ويكره ربطة العنق لأنها تذكره بالمشنقة. شوقي صاحب المزاج الخاص، نديم بارات القاهرة الليلية، المتردد ألف مرة في عبور الشارع مخافة أن تصدمه عربة طائشة. شوقي الذي كان يحرص دائماً على أن يرتدي ملابس ثقيلة صيفاً وشتاءً خوفاً من أن تداهم جسده النحيل سحابة مرض شاردة. شوقي الطفل الخجول من شعره لا يستطيع إلقاءه أمام الناس. شوقي الذي ولد ونما وترعرع في كنف السلطة العلوية الحاكمة (اسماعيل – توفيق – عباس الثاني) واحتفظ دائماً بشعرة معاوية في علاقته بها، وقدم لها كل ما يمكن من فروض الولاء والطاعة، محتفظاً أيضاً بتدفقه ووهجه الشعريين. بعد كل هذه السنوات كيف يمكن أن نحتفل بشوقي ونعيد قراءته وتمثله في سياق يجاوز عصره ويشتبك مع لحظتنا الشعرية الراهنة؟
 
مبدئياً وفي السياق: بأي مقاييس يمكن النظر الى حداثة أحمد شوقي؟ هل هو شاعر مجدد بروح كلاسيكية أحيا القديم وتفوق عليه أحياناً، وأعاد في عباءة هذه الروح للقصيدة العربية جزالتها اللغوية والايقاعية، ورصانتها البلاغية، وغيرها من المقومات الفنية التي افتقدتها في ما سمي عصور الانقطاع أو التردي الشعري؟ أم هو شوقي الذي عرف باريس وتعلم في واحدة من أعرق جامعاتها، وجال في مسارحها ومنتدياتها الأدبية والفنية، في عصر صعود نجم الرومانسية الأوروبية، وكان من أعلامها حينذاك بودلير ومالارميه، وفرلين ورامبو... وغيرهم. وعلى رغم ذلك وقف من كل هذا موقف الحذر والممانعة، متشبثاً بتراثه الاحيائي السلفي، لا يبالي كثيراً بمظاهر الحداثة التي بدأت تطرق أبواب العالم آنذاك – ولا تزال – من المدخل الأوروبي، في السينما والمسرح والفن والشعر والموسيقى والرواية؟ أم هو شوقي الشاعر المداح، الراثي، الهجاء، الوصّاف، المتغزّل، الشاكي، الباكي، الواقف على الأثر والطلل... شاعر الأمثولة والمسامرة، شاعر الأغنية والطقطوقة، والذي مهد الأرض وغرس اللبنات الأولى لمسرحنا الشعري؟ أم هو شوقي السياسي بالفطرة، عضو مجلس الشيوخ (1927). صديق الزعماء الوطنيين: مصطفى كامل، محمد فريد، سعد زغ لول، وفي الوقت نفسه أحد الأعداء الألداء للزعيم الوطني أحمد عرابي؟ كل هذه الأقنعة، بتدرجاتها وظلالها هي شوقي ومن الصعب أن ننظر الى أحدها في معزل عن الآخر.

 

*ضياء
18 - ديسمبر - 2007
معجز أحمد    كن أول من يقيّم
 
لا أريد أن أغالي كثيرا في إطراء هذه الأبيات الأربعة، ولكنني كلما قرأتها ارتسمت في مخيلتي صور من قرؤوها لأول مرة وهم يقولون: عظمة على عظمة:
إذا  مـا جـمعتم امركم iiوهممتمُ بـتـقـديـم شيء للوكيل ثمين
خذوا  حبل مشنوق بغير iiجريرة وسـروال  مـجلود وقيد iiسجين
ولا تعرضوا شعري عليه فحسبه مـن  الـشعر حكم خطه iiبيمين
ولا تـقرؤوه في شَبَرْدَ بل iiاقرؤا عـلـى  ملأ في دنشواي حزين
وهذه قصة الأبيات كما رواها المرحوم كامل الشناوي في كتابه (لقاء معهم) (ص 82)
(عقب صدور الحكم في مأساة دنشواي عام 1906 صدر أمر بترقية أحمد فتحي زغلول إلى منصب وكيل وزارة العدل، وكان أحد قضاة المحكمة الظالمة، وأقيمت له حفلة تكريم في (فندق شبرد) ودعي شوقي إلى الحفلة فأرسل إلى المشرفين عليها هذه الأبيات)
*زهير
15 - يوليو - 2008
 5  6  7