البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 ضياء الدين 
11 - مايو - 2007
 
                                 دفاعاً
  عن أمير الشعراء الخالد المغفور له أحمد شوقي
                         ضياء الدين ظاظا
اذا كانت فئة قليلة من أعلام الأدب العربي قد أنكروا هذه البيعة وزعموا أن شوقي غير أهل للمنزلة العالية التي بوأه إياها فريق من أصدقائه المعجبين بشعره فان الأقطار العربية كانت بإجماع حملة الأقلام فيه موافقة على إقامة أحمد شوقي أميراً للشعراء، ومقراً له بالجدارة والاستحقاق لاحتلال هذا المقام الذي لم يكن بين شعراء العصر من يجرأ أن ينازعه إياه أو يزاحمه عليه.كما كان المعارضون أنفسهم يقفون واجمين عندما يقال لهم إيتونا بمن هو أجدر منه إن كنتم صادقين.
وكان لتلك المشاغبات الخفية والأصوات الضعيفة التي كانت تسمع بين حين وحين من الناقدين الناقمين،كان لها عند شوقي  ما يكون مثلها عند أصحاب النفوس الكبيرة والأخلاق النبيلة  فلم يقابلها بالجدل العقيم والنقاش الذميم  ولا تصدى لنقد شعر خصومه وتفنيد مزاعمهم بشعره ولا عمد إلى المشاحنات والمهاترات بل اتخذ من الشعر وسيلة ناجعة ليحج المكابرين ويقنع غير القانعين بأنه صاحب الحق البارز في أمارة الشعرفكان يطلع على الناس كل يوم برائعة جديدة من روائع قريضه
 ويقيم لهم حجة أصرح ودليلاً أوضح على انه أمير الشعراء غير منازع  ولا مدافع يريهم غباره ويدعوهم للحاق به إن  كانوا يريدون النضال حتى بلغ ما جادت به قريحته الفياضة في خمسة أعوام بعد البيعة أضعاف ما أنتجته في الأربعين عاماً قبلها.وأخذت أصوات الإنكار تخف وتتلاشى
                                                                             (يتبع...)
 3  4  5  6  7 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
غادة بكفيا    كن أول من يقيّم
 
وهذه أيضا يا أستاذتي قصيدة من نوادر غزليات شوقي، قالها لدى زيارته لبنان عام 1925م ، ويبدو أنه كان يصيف في (بكفيا) قلعة الموارنة، وفيها جرت وقائع هذه القصيدة، مع فتاة مسيحية، ويمكن الرجوع إلى موقع (بكفيا) للتعرف على البلدة. قال الأبياري في نشرته للشوقيات (ج3 ص 44) بكفيا: بلدة اصطياف في لبنان تعلو ما يقرب من الكيلومتر، وبها مياه معدنيه، وبها كذلك (معبد سيدة النجاة) واستوقفني تعريفه للبنان في حاشية القصيدة أنقله لك لطرافته قال: (لبنان جبل مطل على حمص، يجيء من (العرَج) الذي بين مكة والمدينة حتى يتصل بالشام، فما كان بفلسطين فهو جبل (الحمَل) وما كان بالأردن فهو جبل الجليل، وما كان بدمشق فهو سَنير، وما كان بحلب وحمص وحماة فهو لبنان، ويتصل بانطاكية والمصيصة فيسمى هناك (اللُكام) ثم يمتد إلى ملطية وسميساط وقالقيليا إلى بحر الخزر فيسمى هناك القبق) ثم ختم ذلك بموجز عن دولة لبنان. والمراد بموسى في البيت (40) المرحوم موسى بك نمور رئيس مجلس النواب أنذاك، وكان قد كرم شوقي في مجلس النواب، وإلى ذلك يشير في البيت (38) وأما البيتان الأخيران فهما لغز يطول شرحه.
الـسِـحرُ  مِن سودِ العُيونِ iiلَقيتُهُ وَالـبـابِـلِـيُّ بِـلَحظِهِنَّ iiسُقيتُهُ
الـفـاتِـراتِ وَمـا فَتَرنَ iiرِمايَةً بِـمُـسَـدَّدٍ بَـينَ الضُلوعِ iiمَبيتُهُ
الـناعِساتِ الموقِظات بيِ iالهَوى الـمُـغـرِيـاتِ بِهِ وَكُنتُ سَليتُهُ
الـقـاتِـلاتِ  بِـعابِثٍ في جَفنِهِ ثَـمِـلُ  الـغِرارِ مُعَربدٌ iiإِصليتُهُ
الـشـارِعاتِ  الهُدبَ أَمثالَ iiالقَنا يُـحـيِ الـطَعينَ بِنَظرَةٍ iiوَيُميتُهُ
الـنـاسِجاتِ عَلى سَواءِ iiسُطورِهِ سَـقَـمـاً عَـلى مُنوالِهِنَّ iiكُسيتُهُ
وَأَغَـنَّ  أَكـحَـلَ مِن مَها iiبكفيّة عَـلِـقَـت مَحاجِرُهُ دَمي iiوَعَلِقتُهُ
لُـبـنـانُ دارَتُـهُ وَفـيهِ iiكِناسُهُ بَـيـنَ الـقنا الخَطّارِ خُطَّ نَحَيتُهُ
الـسَـلـسَبيلُ مِنَ الجَداوِلِ وَردُهُ وَالآسُ مِـن خُضرِ الخَمائِلِ iiقوتُهُ
إِن قُـلـتُ تِمثالُ الجَمالِ iiمُنَصَّباً قـالَ الـجَـمـالُ بِراحَتَيَّ iiمَثَلتُهُ
دَخَـلَ الكَنيسَةَ فَاِرتَقَبتُ فَلَم iiيُطِل فَـأَتَـيـتُ  دونَ طَريقِهِ فَزَحَمتُهُ
فَـاِزوَرَّ  غَضباناً وَأَعرَضَ iiنافِراً حـالٌ  مِـنَ الغيدِ المِلاحِ iiعَرَفتُهُ
فَـصَـرَفـتُ تِلعابي إِلى iiأَترابهِ وَزَعَـمـتُـهُـنَّ  لُبانَتي iiفَأَغَرتُهُ
فَـمَـشـى إِلَـيَّ وَلَـيسَ أول iiجُؤذَرٍ وَقَـعَـت عَـلَيهِ حَبائِلي iiفَقَنَصتُهُ
قَد جاءَ مِن سِحرِ الجُفونِ فَصادَني وَأَتَـيـتُ مِن سِحرِ البَيانِ iiفصُدتهُ
لَـمّا  ظَفَرتُ بِهِ عَلى حَرَمِ الهُدى لِاِبـنِ الـبَـتولِ وَلِلصَلاةِ iiوَهبتُهُ
قـالَت  تَرى نَجمَ البَيانِ فَقُلتُ بَل أُفـُقَ الـبَـيـانِ بِأَرضِكُم iiيَمَّمتُهُ
بَـلَـغ  الـسُها بِشُموسِهِ iiوَبُدورِهِ لُـبـنانُ  وَاِنتَظَمَ المَشارِقَ صيتُهُ
مِـن  كُلِّ عالي القَدرِ مِن iiأَعلامِهِ تَـتَـهَـلَّـلُ الفُصحى إِذا iiسمّيتُهُ
حـامـي الحَقيقَةِ لا القَديمَ iiيَؤودُهُ حِـفـظاً  وَلا طَلَبُ الجَديدِ iiيَفوتُهُ
وَعَـلـى  المَشيدِ الفَخمِ مِن آثارِهِ خُـلـقٌ  يُـبـينُ جَلالُهُ iiوَثبوتُهُ
فـي كُـلِّ رابِـيَـةٍ وَكُلِّ iiقَرارَةٍ تِـبـرُ القَرائِحِ في الترابِ لَمَحتُهُ
أَقـبَلتُ أَبكي العِلمَ حَولَ iiرُسومِهِم ثـمَّ  اِنـثَـنَيتُ إِلى العلا iiفبكَيتهُ
لُـبـنـانُ وَالخُلدُ اِختِراعُ اللَهِ iiلَم يـوسَـمْ بِـأَزيَـنَ مِنهُما iiمَلَكوتُهُ
هُوَ  ذِروَةٌ في الحُسنِ غَيرُ مَرومَةٍ وَذرا  الـبَراعَةِ وَالحِجى iiبَيروتهُ
مَلِكُ  الهِضابِ الشُمِّ سُلطانُ الرُبى هـامُ الـسَحابِ عُروشُهُ iiوَتُخوتُهُ
سـيناءُ  شاطَرَهُ الجَلالَ فَلا iiيُرى إِلّا  لَـهُ سُـبُـحـاتُـهُ iiوَسُموتُهُ
وَالأَبـلَـقُ  الفَردُ اِنتَهَت أَوصافُهُ فـي  الـسُؤدُدِ العالي لَهُ iiوَنُعوتُهُ
جَـبَـلٌ عَـن آذارَ يُزري صَيفُهُ وَشِـتـاؤُهُ  يَئِدِ القرى iiجَبَروتُهُ
أَبـهى مِنَ الوَشِيِ الكَريمِ iiمِروجُهُ وَأَلَـذُّ مِـن عَطَلِ النُحورِ iiمُروتُهُ
يَـغـشـى رَوابيهِ عَلى iiكافورِها مِـسـكُ  الـوِهـادِ فَتيقُهُ وَفَتيتُهُ
وَكَـأَنَّ أَيّـامَ الـشَـبابِ iiرُبوعُهُ وَكَـأَنَّ أَحـلامَ الـكِـعابِ iiبُيوتُهُ
وَكَـأَنَّ  رَيـعـانَ الصِبا رَيحانُهُ سِـرَّ  الـسُـرورِ يَجودُهُ iiوَيَقوتُهُ
وَكَـأَنَّ أَثـداءَ الـنَـواهِـدِ iiتينُهُ وَكَـأَنَّ  أَقـراطَ الـوَلائِـدِ iiتوتُهُ
وَكَأَنَّ  هَمسَ القاعِ في أُذُنِ iiالصَفا صَـوتُ  العِتابِ ظُهورُهُ iiوَخُفوتُهُ
وَكَـأَنَّ مـاءَهُـما وَجَرسَ iiلُجَينِهِ وَضـحُ الـعَروسِ تَبينُهُ وَتُصيتُهُ
زُعَـمـاءُ  لُـبـنان وَأَهلَ iiنَدِيِّهِ لُـبـنـانُ فـي ناديكُمو iiعَظَمتُهُ
قَـد  زادَنـي إِقـبـالُكُم iiوَقُبولُكُم شَـرَفاً  عَلى الشَرَفِ الَّذي iiأَولَيتُهُ
تـاجُ الـنِيابَةِ في رَفيعِ iiرُؤوسِكُم لَـم  يُـشـرَ لُـؤلُؤُهُ وَلا iiياقوتُهُ
مـوسى  عَدُوُّ الرِقِّ حَولَ iiلِوائِكُم لا الـظُـلـمُ يُرهِبُهُ وَلا طاغوتُهُ
أَنـتُـم  وَصاحِبُكُم إِذا iiأَصبَحتُمو كَـالـشَـهـرِ أَكمَلَ عُدَّةً iiمَوقوتُهُ
هُـوَ  غُـرَّةُ الأَيّـامِ فـيهِ وَكُلُّكُم آحـادُهُ  فـي فَـضـلِها وَسُبوتُهُ
*زهير
15 - مايو - 2007
خطأ في قصيدة : يا جارة الوادي    كن أول من يقيّم
 
رجعت إلى قصيدة (يا جارة الوادي) التي نقلت الأستاذة قطعة منها فرأيت في مطلع القصيدة خطأ  مطبعيا مطردا في كل نشرات الشوقيات التي رجعت إليها (1)، ومنها نشرة الموسوعة، ومطلع القصيدة
شَـيَّـعـتُ  أَحلامي بِقَلبٍ iiباكِ وَلَمَحتُ مِن طُرُقِ المِلاحِ شِباكي
والخطأ في (ولمحتُ) ولا شك عندي أنها (ولممتُ) وقد كتب شوقي هذه القصيدة في أخريات حياته. ويبدو أن الأستاذة لمحت هذا الخطأ بحسها فأعفت نفسها من ذكر البيت. وفي القصيدة التي نشرتها بعنوان (غادة بكفيا) خطأ مطبعي أيضا تصرفتُ من عندي بتصويبه وأحسب أن الأستاذة أيضا ستعرفه بمجرد وقوع عينها على البيت.
_____________
(1) تبين لي لاحقا أن د. الحوفي قد استدرك هذا الخطأ في نشرته للشوقيات (ج1 ص 121) وفيها (ولممت) 
*زهير
15 - مايو - 2007
الجواهري أميراً للشعراء !!    كن أول من يقيّم
 
أقف عاجزاً مسحوراً أمام جمال هذه القصائد , وكلما قرأتُ واحدة أقول هذه الأجمل , إلى أن قرأتُ قصيدة الجواهري الذي طالما أعجبتني أشعاره , وكان الجواهري من أكثر الشعراء العرب الذين استمروا في كتابة الشعر , فلم يغادره شيطان الشعر كل حياته الطويلة , بل لعله كتب أجمل أشعاره في آخر سنواته
اللغة القوية , والصور الجميلة , والفكر النير ....هذه ببساطة ميزات شعر الجواهري , وإني أراه أميراً للشعراء في الربع الأخير من القرن الماضي , ,  ( ما رأيك أستاذ زهير ? )
ومن قصيدته المنشورة لفت انتباهي :
 
سـيـوقـفـها للردى iiزائر ثقيل  الورود بغيض iiالصدر
تحيرتُ في عيشة iiالشاعرين أتـحلو  خلاصتها أم تمر ii?
فـقد  جار شوقي على نفسه وقد يقتل المرء جور الفكر !
*محمد هشام
15 - مايو - 2007
هذا امتحان صعب للذاكرة    كن أول من يقيّم
 
 
مساء الخير أستاذي وتحيتي لكم جميعاً :
 
كنت أقرأ بالأمس على مواقع الأنترنيت قصائد أحمد شوقي التي عرفتها ( والتي لم أعرفها أيضاً ) بغية استعادة الذاكرة ، وكلام شوقي الذي نردده أحياناً ودون أن نعرف مصدره ، كما نردد المتنبي تماماً . ولأنني كنت أبحث أيضاً عن القصيدة التي كتبت قطعة منها ، وغنت فيروز قطعة منها ، وهي الأبيات التي غناها عبد الوهاب ونور الهدى أيضاً ( كما أذكر ) ....... ولأن الذاكرة أوهى من السراب ، ولأن مكتبتي فقيرة وليس فيها ديوان واحد لشوقي ولا حتى قصيدة ، لجأت إلى الأنترنت ورحت أقرأ : ومن جملة ما قرأته بالأمس ، القصيدة العذبة التي نشرها الأستاذ زهير اليوم بمطلعها الذي يغني ، والذي يرمي إلى خيالك بصورة ، ويستولي عليك من أول جملة : السحر من سود العيون لقيته .....
 
وبما أنني تلميذة نجيبة ، بذاكرة ضعيفة ( ولا علاقة للسن بهذا يا أستاذ زهير بدليل أن مولانا لحسن يعرف ذلك جيداً وسيشهد في صفي ) ، فلقد عدت إلى هذه القصيدة ، وفهمت بالمقارنة بأن الأستاذ زهير قد أصلح من حال البيت الذي يرد دائماً في كل الطبعات ( أو النسخ ) التي صادفتها على الشكل التالي :
 
أقبلت أبكي العلم حول رسومهم
 
ثـم  انـثنيت إلى البيان بكيته
 
فأصبح البيت كما ورد في نسخة الأستاذ زهير على الشكل التالي :
 
أقبلت أبكي العلم حول رسومهم ثـم  انـثنيت إلى العلا iiفبكيته
 
فكيف توصلت إليه  ?
 
ولي عودة للمعلومات الجغرافية التي وردت في نشرة الأبياري للتعليق عليها في وقت آخر ودمتم بخير .
 
*ضياء
15 - مايو - 2007
مرثية الأخطل الصغير    كن أول من يقيّم
 
شكرا أستاذتي القديرة ضياء خانم، وقد أصبت والله، دخلت لأنشر مرثية الأخطل الصغير فتفاجأت بجوابك، ولا أرى شوقي مضطرا لأن يذكر البيان أربع مرات في قصيدته، في البيت 15 و17 و 23، إضافة إلى ركاكة سقوط الفاء من (بكيته).
وهذه قطعة من مرثية الأخطل الصغير، كبير شعراء لبنان في التاريخ، وهي من أجمل المراثي وأرقها، وقد ذكرها المرحوم أحمد عبيد في (ص 477) من كتابه، وعدد أبياتها (57) بيتا: والمختار منها:
قف في ربى الخلد واهتف باسم شاعرهِ فـسـدرة الـمـنـتـهى أدنى منابرهِ
وامـسح  جبينك بالركن الذي iiانبلجت أشـعـة  الـوحـي شعرا من iiمنائره
إلـهـة الـشـعـر قامت عن iiميامنه وربـة  الـنـثـر قامت عن iiمياسره
والـحـور قصت شذورا من iiغدائرها وأرسـلـتـهـا  بـديـلا من ستائره
قـال الـمـلائـك مـن هذا ? فقيل لهم هـذا هـوى الشرق هذا ضوء iiناظره
هـذا الـذي رفـع الأهـرام من أدب وكـان  فـي تـاجـها أغلى iiجواهره
هـذا الـذي لـمـس الآلام iiفابتسمت جـراحـهـا ثـم ذابـت في محاجره
كـم فـي ثـغور العذارى من iiبوارقه وفـي  جـفـون اليتامى من iiمواطره
شوقي:  سلوا الأفق هل ثارت عجاجته لـمـا  ثـوى الـمـتنبي في iiحفائره
شوقي: سلوا البحر هل جنت iiعواصفه لـمـا  كـبـا بـابن سينا جد iiعاثره
شـوقي:  سلوا الليل هل كانت iiكواكبه لـمـا قـضى غير شوك في iiنواظره
مـا  لـلـمـلاعـب في لبنان iiمقفرة ولـلـمـنـاهـل  عطلا من iiحرائره
ولـلـمـآذن  فـي الـفـيحاء iiكاسفة كـخـاشـع  الـسر في داجي iiمقابره
تـغـرب  الـحسن والإحسان iiفالتمسا وجـهـا  مـن الأرض هشاشا لزائره
فـأطـعـم  الـجود من كفي iiقساوره وأشـرب الـحـسنَ من عيني iiجآذره
لـبـنـان يـا مصر مصر في iiمآتمه كـمـا  عـلـمتِ ومصر في iiبشائره
هـل كـان قـلـبـك إلا في جوانحه أو كـان دمـعـك إلا فـي مـحاجره
أو كـان مـنـبـت مصر غير iiمنبته أو كـان شـاعـر مصر غير iiشاعره
شـوقـي أتـذكـر إذ (عاليه) موعدنا نـمـنـا ومـا نـام دهر عن iiمقادره
وإذ  طـلـعـت عـلينا أصفرا iiوجلا كـالـنـجـم  خلف رقيق من iiستائره
ونـحـن حـولـك عكاف على iiصنم فـي الـجـاهلية ماضي بطش iiقاهره
وأنـت تـحـت يـد الآسـي iiورأفته وبـيـن كـل ضـعيف القلب iiخائره
سـألـتـنـيـه رثاء: خذه من iiكبدي لا  يـؤخـذ الـشيء إلا من iiمصادره
قـيـثـارة  الـنـيل كم غنيت iiقافية فـي  مـسمع الدهر مسراها iiوخاطره
لـو  عـاد فرعون كانت من iiذخائرها أو  خُـتّـم الـخلد كانت في iiخناصره
*زهير
16 - مايو - 2007
بمناسبة أسبوع شوقي(1)    كن أول من يقيّم
 
 
 
خَص شاعرُنا الأستاذ زهير أدام اللهُ أيامَه هذا الأسبوعَ لأمير الشعراءِ أحمدَ شوقي سقا اللهُ ثراهُ, ونشَرَ في هذا الملف كما رأينا بدائع البيعات لكبار الشعراء والأدباء,  حتى صار رسالة ماتعة في بيعات فحول الشعراء لأميرهم, فجزاه الله عن الأدب خيرا.
 
  وشوقي عبقري الأمة العربية بحق, ونقريس الشعر بلا مدافع, ولا أحسبه خُلق إلا ليكونَ الكلمةََ الشاعرةََ الدائرةَ على ألسنةِ الأفرادِ, فقد جُمعت له القلوبُ من أقطارها, وسيقتْ إليه الحظوظُ بأزمتها, وجُبلت على تصويبِ إرادته الأهواءُ على اختلافها, فبايعه فحولُ الشعراءِ, وجهابذةُ الكتابِ والأدباءِ, والتَحَم بالملوكِ والسَوَقة نظمُه, واتصلتْ بالأذهان معانيه, وخفت على الألسن قوافيه, وهشت إليه الأسماع, وارتاحت له القلوب, فعظُم في العرَب والعَجَم خطرُه, وشاعَ في الآفاق ذكرُه, فلا يكاد يرمي شدقُه بصدر بيته حتى يقعدَ عجزه على أرائك العقول, ويجتال المجالس والصدور, ويصير مادةً للمدارس, ورياضة للمتعلم والمُتمَرس.
 
هذا مقالٌ للأستاذِ الأديبِ الضليع محبِ الدين الخطيبِ عن شوقي وشوقياته, ونفَثات نبوغه في أبياته, نشرها في الجزء الخامس من مجموعته الأدبية الزاخرة (الحَديقة) بمناسبة أسبوع شوقي أيضاً لسنة 1349 للهجرة الشريفة. وهو كلام طويل الذيل في شعرنا وشاعرنا, سأوالي نشره حَلْقة بعد حَلْقة خلال أيام هذا الأسبوع. 
 
وهي حلقاتٌ تَضُم ثمانيةَ فصولٍ:
 
الأدبُ الناعس- الشعرُ والشاعرُ في المثل الأعلى- أولُ عهدي بالشوقيات- شوقي وشوقياتُه-ترجمةُ الشعر-هل الفَن للفن, أم للفضيلةِ والخير?-الاصلاح الذي نحتاج إليه.
 
 
 
شعرنا وشاعرنا
بمناسبة أسبوع شوقي
الأدب الناعس
 
ما برحَ الأدبُ العربي يسير في طريقه ناعساً, والشعر في نظر قرائنا بمنزلة الكماليات, حتى اصطدم بجَيئة (تاغور) إلى مصر, فكان الأدبُ والشعرُ حديثَ الناس, وكانت الموازنة بين آثار هذا الشاعر البنغالي, وبين شعرنا العصري باعثة على التفكير فيما بلغ إليه شعرنا وما يحتاج إليه من اصلاح ثم جاء أسبوع شوقي بعد زيارة تاغور, فاتسع الوقت للكلام على الشعر والشاعر بما لم يسبق له مثيل منذ عهد طويل.
 
نعم, إن الفرصة أتيحت لأدبائنا وكبار كتابنا أن يقفوا من حياتنا الأدبية موقف الجِد, فيطيلوا النظر فيها بتُؤَدةٍ وتدبر وإنصاف, ويفكروا في المرحلة التي قطعها الأدب العربي في هذا العصر, والوقت الذي صرفناه للوصول إليها والاتجاه الذي يتقدم شعرُنا نحوه, وما هي مواطن الضعف فيه وما هي بواعث هذا الضعف وما هو المخرج منه.
وكان من حق شوقي-وقد أقمنا له أسبوعاً- أن يكون فرسانُ هذا الميدان كلهم في الحلْبة فلا يبقى واحدٌ منهم غريباً عنها. ثم يتولى كل رجل منهم ناحيةً من نواحي شوقي, وشعر شوقي, وبيئة شوقي, فيوفيها حقها من النظر, ويفضي إلى شباب هذه الأمة وأهل الذوق الأدبي فيها بنتيجة درسه المستفيض: إما في حفلات (الأسبوع) وقد اتسعت للكلام على المأمون والمستشرقين والجمعية الأثرية المصرية, وإما في الصحف وقد فتحت صدرها للتحامل على شوقي بظلم, وللثناء عليه بأقلامٍ لا يطمع بعضُ أصحابها بأكثر من أن يفرحوا برؤية أسمائهم مطبوعة في الصحف السيارة. كل هذا كان يجب أن يكون, بل بعض ما كان يجب أن يكون, لولا أننا أمة ما زالت تلعب, وما زال أبناؤها يقيسون المصلحة العامة بمقياس الهوى, ويزِنون الحقائق بميزان الأوهام. لذلك كان أدبُنا بين حالتين: أن يسير ناعساً قبل الصدمتين الأخيرتين, ثم أن يضيع بعدهما صوابُ القول فيه: فيطغى عليه إغراق في الذم لا حد له, وإغراقٌ في الثناء لا حد له...
الشعر والشاعر
والمثل الأعلى الذي نطمع أن يصلا إليه
 
إن الأدب العربي يطمع بشاعر لم يخلق بعد, ولعله خلق ولكن عبء الشهرة ووباءها لم ينيخا بأثقالهما على صدره فيمنعانه من المُضي في طريق المهمة المحفوظة له في تاريخ اللغة العربية, لغة الخلود.
إن الأدب العربي يطمع بشاعر قامت أعلامُ الفضيلة ومعالم الايمان حول الحرم الذي يسكنه فؤاده, فلا سبيلَ تسلُكه الأغراضُ الصغيرة إلى هذا الحرم, ولا منفذَ يَدخل منه الهوى إلى ذلك الفؤاد.
إن الأدب العربي يطمع بشاعر له من قُوى النفس مايَقوى به على النفس فيحول بينها وبين أن تنحط إلى غمار أهل هذه الدنيا الدنيئة ويمنعها من أن تستأسر للشهوات الأدبية والمادية, ويرتفع بها غير بعيد حتى تشرف على آلام الفرد وآماله, وعلى أمراض الجماعة وينابيع قوتها, ويكون له من دقة الحس ما يسمع به نابضَ الحياة في مجالي الطبيعة, ويلمح بدائع ألوانها وأسرار أشكالها.
إن الأدب العربي يطمع بشاعر يخترق ببصيرته حُجُبَ الماضي, حتى يتراءى له ما خفي على التاريخ من أدوار هذه اللغة العجيبة التي عرف الناس شبابَها ولم يعرفوا طفولتها, ثم يرتفع بهذه المعرفة حتى يشهد أمجادَ الناطقين بالضاد في تلك الأدوار, أيامَ كانت ألسنتهم تدور باختراع صيَغها, وتقسيم أوضاعها, وتتفنن بتنظيم لآلئها واشتقاق بدائعها, وتتحرى المناسبات العجيبة للتوفيق بين المعاني والألفاظ الدالة عليها.
فإذا انتقشت صورة ذلك الماضي النبيل على صفحة قلب الشاعر وفي تلافيف دماغه وامتزجت بجملة نفسه, تحول عنه إلى المستقبل, فتجلى له الأفق الأقصى الذي يتوقع أن تبلغه – بل الذي يجب أن تبلغه- هذه اللغة القدسية والشعوب الأمينة على بدائعها.
ومتى كشفت له ملائكة الشعر حجُب الغيبَ عن ماضي هذه القومية ومستقبلها: فَنِيَ فيها, وصار لسانَها الناطق بأمجادها, والقائد الداعي إلى وصل ما بين ذلك الماضي وهذا الآتي بما يرشد إليه من الأسباب التي تهيئ الناطقين بالضاد لأن يكونوا لذلك أهلا.
إن صحافتنا تقوم اليومَ بمهمة الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون, وتؤدي عملهم على أتم وجه, وتتقلب مع مقتضيات الدنيا وشهواتها وأهوائها بين كل صبح ومساء, حتى اكتفينا بهذا الضرب من الشعر, وبتنا في حاجة إلى الشاعر المفقود, وإلى الشاعر الذي يؤمن بما يقول, ويفيض الايمانَ على قلبه إلهامٌ تقتبسه مداركه من ظلمات الحاجة الانسانية, وتنزعه عزائمه من أنياب الفاقة القومية, ثم تُرسلانه نوراً باهراً تبصر به الأمةُ سبيلها إلى الخير, وغذاءً شهياً تقوى به على بلوغ مَطمحها المتواري وراء الآفاق.
ترى هل ولد الشاعر الذي يحمل لواء الناطقين بالضاد إلى ميدان الكفاح, وإذا كان قد ولد فهل هو يُعِد نفسَه لهذه القيادة المقدسة, ويجهز شاعريته بالأخلاق التي تؤهله ليكون (شاعر المستقبل).
إن العربية وأهلها ينتظران...
إنهما ينتظران, ولكن يجب أن يكون انتظارُهما انتظارَ حركة وحياة, لا انتظارَ سكينة وانتحار, فالنبوغ لا يكون إلا في البيئة الصالحة له.
ألم يقل الأستاذ النشاشيبي يومَ خطبَ في ( العربية وشاعرها الأكبر) : إن '' من سنن الله ومن دساتير الطبيعة ألا يفاجيء نابغةٌ أو عظيمٌ – فيما قدر له أن ينبغ أو يعظم فيه- قومَه مُفاجأة دون أن يستعدوا له, إذ النابغة في شيء إنما هو جوهر أمته ولا يخلُص خيرٌ إلا من خير, وما حدث كونٌ عن عدم''.
فلولا وجود شوقي اليوم ما طعمنا في قرب ظهور الشاعر الذي ننشده, ولولا تقدم البارودي وصبري لما تأهلت الأمة العربية الآن لقراءة الشوقيات.
 
*طه أحمد
16 - مايو - 2007
الست هدى    كن أول من يقيّم
 
لابد أولا من شكر بديع الزمان على هذه المشاركة التي زين بها هذا الملف، وأما الجواهري يا أستاذ هشام فقامة طويلة من قامات الشعر العربي ولكن مسألة إمارة الشعر شيء آخر. أرني ما رثي به الجواهري حتى نرى رأي الشعراء فيه، فهم الذين بايعوا أحمد شوقي وليس جمهور الناس فقط.
الست هدى آخر مسرحية شعرية كتبها شوقي، وفي كتاب (شوقي شاعر العصر الحديث) تأليف المرحوم شوقي ضيف (صدر عام 1953م )  وصف مطول لهذه المسرحية، قال (ص266):
(ألف شوقي في أواخر أيامه ملهاة سماها (الست هدى) وقد مثلتها الفرقة القومية بعد وفاته... والست هدى هي من سيدات القرن الماضي، فالزمن الذي تقع فيه حوادث الملهاة هو سنة 1890م والمكان حي الحنفي بالقاهرة حيث كان شوقي يسكن، وحيث كان يشاهد عن قرب علاقات الرجال بالنساء، وما كانوا يضطربون فيه من سنن وتقاليد، وتتألف الملهاة من ثلاثة فصول، ويبدأ الفصل الأول بحوار بين الست هدى وجارة لها تسمى زينب، ويدور الحوار فيما يقوله الناس عن كثرة الأزواج الذين اقترنت بهم الست هدى، فقد تزوجت تسعة من الرجال، وتدافع عن نفسها وتقول: إنها إنما تزوجت بمالها، وتفخر بفدادينها الثلاثين، فهي التي تجذب إليها الزوج تلو الزوج، وتقول عن الناس:
يقولون في أمري الكثير وشغلهم حديث زواجي أو حديث iiطلاقي
يـقولون  إني قد تزوجت تسعة وإنـيَ واريـت التراب iiرفاقي
وما أنا عزريل وليس بمالهم تزوجت لكن كان ذاك iiبمالي
وتلك  فداديني الثلاثون iiكلما تـولى رجال جئنني برجال
فـمـا أكثر iiعشاقي ومـا أكـثر iiخطابي
ولولا المال ما جاءوا أذلاء إلـى iiبـابـي
وتأخذ في سرد أسماء من تزوجتهم، وتصف كل زوج منهم وصفا دقيقا، فأول البخت كان مصطفى الذي لا تنساه ولا تسلوه، كان كالسارية، بلحية سوداء مدورة، وكان لا يطمع في فدادينها، ومات فكادت تموت حزنا عليه، وتسجل هنا أن عمرها حين مات كان عشرين عاما، ثم تقول إنها تزوجت بعد خمس سنوات فهل من حرج عليها، فترد صاحبتها زينب:
أجـل  تـعيشين iiوتدفنينا حتى تصيبي منهمو البنينا
وأما الثاني فكان مفلسا وقعت في حباله، وكان ذا صخب وعادات سيئة، وجن جنونه بالنسل، ومات ولم يخلفلها ديونا، وكان عمرها عشرين عاما، فتزوجت من سواه فهل من بأس عليها ?
فترد زينب:
أجـل  تـعيشين iiوتدفنينا حتى تصيبي منهمو البنينا
وأما الثالث فكان عمدة البلدة التي بها فدادينها، وتصف قذارة عاداته وأنه مات ولم يترك تراثا، فقد خلف عشرين ذكورا وإناثا، ثم تزوجت بعد عام، فهل من جناية في ذلك ? ودائما ترد زينب:
أجل تعيشين وتدفنينا ...إلخ
وتعرض لزوجها الرابع وأنه لم يكن نافعا ولا شافعا:
قـالـوا  أديب لم يرو مثله ولـقـبـوه الكاتب iiالبارعا
قـد  زيـنـوه ليَ فاخترته ما اخترتُ إلا عاطلا ضائعا
رائـح  أكـثـر iiالزما ن على الصحف مغتدي
يـكتب  اليوم في ii(للوا) وغـدا فـي ii(الـمـؤيد)
لـيـلـه أو iiنـهـاره فـارغ  الـجيب iiواليد
ويـعـجبني عند المباهاة iiقوله بـنـيتُ  فلانا أو هدمتُ iiفلانا
وقد يصبح المبنيّ أوضع منزلا وقـد يصبح المهدوم أرفع شانا
رحـمـة  الله iiعليه كـان  لا يدخر iiمالا
كان إن أفلس لا يس ألـنـي إلا iiريـالا
وتتحدث عن زوجها الخامس وكان يوزباشي في الجيش وودت لو أنه زوج العمر، إلا انه لم يكن يهواها، وإنما يهوى حليها ..عاش معها ثلاث سنين ثم طلقها فتزوجت من بعده ولكن عمرها لا يزال عشرين عاما، مع انها ظلت عامين بعده بلا زواج فتزوجت السادس وكان جيبه كقفاه نظيفا، ومع ذلك كان جخاخا كبيرا، فكل يوم يدعو إلى البيت رئيسا أو وزيرا، وعينه إلى خواتمها، يحدث نفسه كيف ينشلها. وتزوجت بعده بالسابع وكان فقيها يسمى الشيخ عبد الصمد، وتقول إنه أدبها بيده وبرجله وبالعصا، وتعرض لغيرته عليها وتقص هذه القصة:
رأى غـبـارا عـالقا جبهتي ولـم أكـن أعلم من أين iiأتى
فـقـال هـا الترب من iiنافذة من كنت منها تنظرين يا ترى
وهـاج حتى خفت أن iiيقتلني وشـمّـر  الذيل وجر iiالعصا
وجـاء  بـالنجار من iiساعته سـد الـشبابيك وسمّر iiالكوى
رحـمة  الله عليه لم يكن فـمـه  يـذكر iiأبعاديتي
وإذا مـا جاءني أو iiجئته لم يقلّب عينه في صيغتي
وتقول إنها عاشت معه نصف عام، ولا تنسى أن تذكر أن عمرها لا يزال عشرين عاما، ثم تتحدث عن زوجها الثامن (مهدي المقاول) وكان سريا وعاشت معه عامين ومات وعمرها عشرون عاما فتزوجت التاسع، وهو محام عاطل سكير، يحتسي الخمر في الضحى ويدعى عبد المنعم، وفي هذه الأثناء يرن في سمعها صوته وهو يصعد السلم:
هدى: ضلالُ أين انت يا هدى أيـن العجوز أين جدتي iiهدى
ويقترب مترنحا وفي يمينه العصا وفي الشمال المكنسة، فتهرب من صاحبتها إلى غرفة نومها، ويهذي هو بذكر أطيانها وزبرجدها وزمردها، ويستلقي في القاعة ويغط في النوم، وتخرج زينب، وفي اليوم التالي في الصباح تسمع ضجة على السلم، وتدخل أربع فتيات من بنات الجيران، هن خديجة وأسماء وبهية وإقبال، جئن يحيين الست هدى تحية الصباح، ونراها تذكر لكل واحدة منهن ما أوصت لها به من ميراثها، ويستطردن معها في حديث عن زواجهن . وينتهي الفصل الأول من المسرحية
*زهير
16 - مايو - 2007
موسيقى شوقي    كن أول من يقيّم
 
استوقفتي هذه الكلمة في كتاب المرحوم شوقي ضيف المذكور آنفا (ص  278) قال: ( أوتي شوقي من حلاوة موسيقاه وعذوبتها مع روعتها وفخامتها ما جعلنا نشبه آياته الكبرى بالسمفونيات الخالدة، وموسيقى شوقي في شعره لب إبداعه، وبها كان يظفر دائما بخصومه، فقد كانوا يحاولون أن يردوا الناس عنه، فكانوا يعرضون عنهم وينصرفون عن نقدهم، ويتهافتون على شعره كما يتهافت الفراش على النار، ولا تزال أشعار شوقي ترن في آذان العرب، ولا يزالون ينجذبون إليها وكأنها مغناطيس العصر الشعري، فهي مفزع قلوبهم ومهوى أفئدتهم، وبجانب هذه الموسيقى نجد الخيال المتألق الذي يعرف كيف يلتقط الصور البعيدة، وكيف يملأ علينا الدنيا بأشباحه وأوهامه ... وفي بداية حياته حمل عليه المويلحي واليازجي حملات منكرة، ووقفا كأنهما شلالان كبيران يريدان أن يعترضا النهر ويحتجزا فيضانه، وخلف هؤلاء النقاد في القرن العشرين جيل جديد، تزود بالنقد الأوربي، وفتح نوافذه على الأدب الغربي، وثار ثورة محققة في عالم الشعر والفن، ولم يكن يعجبه تردد شوقي بين القديم والجديد، ولا ما انزلق إليه من المدائح، وقاد هذه الثورة عبد الرحمن شكري والمازني والعقاد، وشغف الأخير بالتصدي لشوقي منذ أخرج مع المازني الرسالة المسماة باسم (الديوان) وشاركه طه حسين في حملته بعد رجوعه من البعثة سنة 1919 إلا أنه لم يعنف فيه عنفه)
*زهير
16 - مايو - 2007
مبايعة شوقي    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة وبعد ..
أحيي الأخ زهيرا على هذه المختارات البديعة ، وأشاطره نقله عن شوقي ضيف ، فكتابه (شوقي شاعر العصر الحديث) من خير ما كتب عن شوقي ، وقد اتبع فيه أسلوبه المعهود في تأريخه للأدب العربي ، تبويبا وترتيبا ودراسة وتحليلا واستشهادا .. 
ولكن هذه النقول ، معظمها ، هي في رثاء شوقي وليس في مبايعته ، فلو تكرم علينا الأستاذ زهير بجمع الأبيات التي فيها المبايعة فقط ، مع ذكر شاعر كل بيت ..
وفي بقايا ذاكرتي أن شوقيا حين أعاد طبع ديوانه (الشوقيات) أقام له الأدباء حفلا تكريميا في (عاليه) بلبنان ، تلك البلدة التي أحبها شوقي وخلدها ، وفي هذا الحفل تمت البيعة ، فإن صح ما أتذكره فلا علاقة للقصر ولا للخديوي بهذه المبايعة ..
أما قامة الجواهري الشعرية والبدنية أيضا ، فليست محل جدل ، ولكن ثمة جدلا كبيرا يدور حوله ، في كثير من الجوانب ، التي لامجال للحديث عنها الآن ..
*داوود
16 - مايو - 2007
قطعة من مرثية الشبيبي    كن أول من يقيّم
 
المرحوم محمد باقر الشبيبي (1889 ــ 1960م) من مشاهير رجالات العراق، وكان يوم إنشاده القصيدة رئيس تحرير جريد الفرات التي أسسها هو عام (1920) وهو ابن الشيخ العلامة محمد جواد الشبيبي (ت 1943م) صاحب الديوان المنشور في الموسوعة الشعرية، وشقيق الشاعر الكبير المؤرخ الوزير محمد رضا الشبيبي، وقد ذكر الشيخ أحمد عبيد مرثيته هذه في كتابه (ص 474) بعنوان (القمر يغيب) وهي في الأصل (51) بيتا والمختار منها:
عـجـيـب  أن يغيبك iiالتراب ودونـك أيـهـا القمر السحاب
فـلـيـت الحامليك دروا iiيقينا بـمن  ذهبوا هناك وكيف iiآبوا
سـروا  يـتخبطون وأنت iiنور وقـد  تـاهوا وانت لهم iiشهاب
تـدافعت  الصدور على iiسرير تـقـبـلـه  المناكب iiوالرقاب
وحـلـق  في السماء فما iiدرينا أنـعـش حـين حلق أم iiعُقاب
مـصـائـبنا  إذا عددتَ iiشتى وأعـظم  ما دهى هذا iiالمصاب
بـشـعرك وهو معجزة iiووحي ومـعجزة  الرسول هي iiالكتاب
لـمـن  خلفت تاجك وهو iiنور يـضـيء، وكـلُّ إكليلٍ تراب
أنـعـصـبـه على أحد جُزافا ونـأمـن  أن يثور iiالإعتصاب
سـنـحفظه  لجيل سوف iiيأتي ونـظـفـره متى ظفر iiالشباب
أبـو الـشـعراء أنت أبا iiعلي وأنـت الـسـيف خبأه القراب
وأنـت  تـراث أجـيال تولت وأنـت أجـلّ مـيراث يصاب
سـألت  الشعر: مات فقيل iiكلا وقـلـت  لهم يعيش فما iiأجابوا
نـظـمنا  الشعر فيك فمن iiثناء يـسـر  ومـن رثاء لا iiيشاب
أقـمـنـاهـا  مآتم iiصارخات يـطـول بـها عليك iiالانتحاب
إذا نـظموا فروحك في iiالقوافي وإن  خـطبوا فمعناك iiالخطاب
إذا اشـتـركت بمأتمك الغواني فـإن  شـريكة الرجل iiالكعاب
طـلـعن  على نعيّك iiحاسرات وما اختلف الشعور ولا الحجاب
فـواحـدة  هـنـاك بلا iiنقاب وأخـرى  صان طلعتها iiالنقاب
لـطـمن الورد وهو هنا iiخدود مـضـرجة  يموج بها iiالشباب
مـضـى لا يـستقر على مهاد فـقـل كيف استقل به iiالركاب
فـصـبـرا أمة الشعراء iiحتى يـكـون إلـى زعامتك iiالمآب
*زهير
16 - مايو - 2007
 3  4  5  6  7