البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 ضياء الدين 
11 - مايو - 2007
 
                                 دفاعاً
  عن أمير الشعراء الخالد المغفور له أحمد شوقي
                         ضياء الدين ظاظا
اذا كانت فئة قليلة من أعلام الأدب العربي قد أنكروا هذه البيعة وزعموا أن شوقي غير أهل للمنزلة العالية التي بوأه إياها فريق من أصدقائه المعجبين بشعره فان الأقطار العربية كانت بإجماع حملة الأقلام فيه موافقة على إقامة أحمد شوقي أميراً للشعراء، ومقراً له بالجدارة والاستحقاق لاحتلال هذا المقام الذي لم يكن بين شعراء العصر من يجرأ أن ينازعه إياه أو يزاحمه عليه.كما كان المعارضون أنفسهم يقفون واجمين عندما يقال لهم إيتونا بمن هو أجدر منه إن كنتم صادقين.
وكان لتلك المشاغبات الخفية والأصوات الضعيفة التي كانت تسمع بين حين وحين من الناقدين الناقمين،كان لها عند شوقي  ما يكون مثلها عند أصحاب النفوس الكبيرة والأخلاق النبيلة  فلم يقابلها بالجدل العقيم والنقاش الذميم  ولا تصدى لنقد شعر خصومه وتفنيد مزاعمهم بشعره ولا عمد إلى المشاحنات والمهاترات بل اتخذ من الشعر وسيلة ناجعة ليحج المكابرين ويقنع غير القانعين بأنه صاحب الحق البارز في أمارة الشعرفكان يطلع على الناس كل يوم برائعة جديدة من روائع قريضه
 ويقيم لهم حجة أصرح ودليلاً أوضح على انه أمير الشعراء غير منازع  ولا مدافع يريهم غباره ويدعوهم للحاق به إن  كانوا يريدون النضال حتى بلغ ما جادت به قريحته الفياضة في خمسة أعوام بعد البيعة أضعاف ما أنتجته في الأربعين عاماً قبلها.وأخذت أصوات الإنكار تخف وتتلاشى
                                                                             (يتبع...)
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مرثية احمد محرم    كن أول من يقيّم
 
هذه القصيدة غير موجودة في نشرة الموسوعة لديوان أحمد محرم، وقد عثرت عليها في كتاب (ذكرى الشاعرين حافظ وشوقي) تأليف المرحوم الأستاذ أحمد عبيد صاحب المكتبة العربية في دمشق، والكتاب في (690) صفحة، والقصيدة فيه (ص 467) في فصل بعنوان (أمير الشعراء أحمد شوقي: قصائد الشعراء فيه) والقصيدة بعنوان (أمير الشعر) وهي في رثاء أحمد شوقي
مـصـيـبة أمة وأنا iiالمصابُ شهدتُ  لقد مضى الأدبُ iiاللبابُ
أيـفزع  من صليل السيف iiقوم بـغـير نفوسهم فتكَ iiالضرابُ
سلوا البطل الصريع بأي iiجرح رمـى  كبدي ففي فمه iiالجواب
وبـيـن  جوانحي حرّان iiهاف تـمـور عـلى جوانبه iiالثياب
دعـوا  ذكر الفجيعة iiواستفيقوا أنا المفجوع لو وضح iiالصواب
ومن جهل الوغى اشتبهت iiعليه ذئـاب الـقفر والأسد iiالغضاب
أقـام مـع الـخوالف لا iiيبالي أطـاح  السيف أم هلك iiالقراب
تـراث العرب عاث الدهر iiفيه ومـلـك  الضاد عاجله iiالتباب
تـهـول  الـنائبات ولا iiكملك يـهـال على حضارته iiالتراب
أنـاة أيـهـا الـحـادي فـإنّا وجـدنـا  منك ما تجد iiالركاب
غـلـيل  جوانح وجوى iiقلوب تـسـيل بها المسالك iiوالشعاب
نـرجّـي  أن تعوج ولا iiمعاجٌ ونـطـمع  أن تؤوب ولا مآب
ومـا تـبقى القلوب ولا iiالمآقي إذا ذهـب الأحـبة iiوالصحاب
عـبـاب  الـعبقرية جنّ iiحتى تـداركـه مـن الموت iiالعباب
تـرشـف  مـوجه قدر iiمهول كـأن  الـيـم فـي فمه iiلعاب
تـدافـعـت الـخضارم iiتتقيه وأجـفـل  من مخافته السحاب
تـموت على جوانبه iiالضواري وتـهـلـك في غواربه iiالذئاب
ترى  الأجيال تسقط فيه iiغرقى كـأن شخوصها القصوى iiذباب
ألا  لـيـت الـمنون iiتجاوزته إمـامـا  مـا تجاوزه iiالنصاب
بـفـيه  من البيان العذب iiوردٌ تـطيب  نطافه والعيش iiصاب
وفـي  يـده من الريحان iiعودٌ كـأن  مـداده الـذهب iiالمذاب
أمير الشعر هل لي منك iiصوت يـريح  النفس أم طوي iiالكتاب
رأيـتـك والـمنية ملء iiعيني وفي  لحظات عينيك iiاضطراب
رجـعـت  وكـل غادية iiنذيرٌ يـضـج وكـل رائحة iiغراب
أرى  الـدنـيـا مقابر iiوالمنايا عـلـى أمم البيان لها iiانصباب
لـقـيـتك  شيقا وأرى iiشفائي غـداة  يـتاح لي منك iiاقتراب
إذا لـم يـعـتـرب لأخيك ود فـلـيس  بضائر منه iiاغتراب
شـبـاب الـفن كنت له iiجمالا فـزال جـماله ومضى iiالشباب
رأيـت  القول يكرَه منه iiبعض وبـعـض  يستحب iiويستطاب
وقـولـك كـلـه لا عيب iiفيه وهل في الوحي من شيء يعاب
بـرعت فكنت ملء الدهر خلدا وكـل  بـراعـة لـلخلد iiباب
ولـم  أر مـحسنا لم يأل iiجهدا فـأخـطـأه الجزاء أو iiالثواب
شـربت  العيش كاسا بعد كأس فـلم  تدم الكؤوس ولا iiالشراب
شـراب  الموت ماذا ذقت iiمنه وكـيف يكون إن رفع iiالحجاب
نـعـمت  به فصفه لنا iiوحدث اتصفو  الكأس أم يحلو iiالحباب
عـهـدتك أبلغ الشعراء iiوصفا واصـدقـهـم  إذا كره الكذاب
سـتـذكرك السواجع في رباها وتـذكـرك  الأمـاليد الرطاب
وتـهـتف  باسمك الدنيا iiفتبقى ومـثـلك  ليس يدركه iiالذهاب
لـكـلٍّ  مـن بـيانك iiمُسترادٌ ومـنـتـجـعٌ  جوانبه رحاب
فـمـعـتـركٌ  به عين iiوجيدٌ ومـعـتـركٌ بـه ظفرٌ iiوناب
وتـبـصـرة الحكيم إذا تناهى وأسـلـمـه  التلمس والطلاب
ومـا أمـر الـشعوب iiبمستقيم إذا لـم يـسـتـقم خلق iiوداب
حـللت  الكرمة الكبرى iiفحيّت ورحـبـت الـمنازل iiوالقباب
إذا غـردتَ مـاج بـها iiرفيف وصفق حولك الصحب iiالطراب
تـضوع  في مغاني الخلد iiطيبا وحـي بها الألى نعموا iiوطابوا
صفاء  العيش في الدنيا iiمشوب ومـا في الخلد من صفو iiيشاب
تـتـابع إخوتي وبقيت iiوحدي أسـائـل أيةً ذهـبوا وغابوا
هـمو نفضوا الهموم علي iiحتى تـظاهرت  الفوادح iiوالصعاب
وهم  وضعوا الأمانة فاستراحوا ورحـتُ تميل بي وبها iiالعباب
سـأحـفظها  على نعرات iiقوم هـمُ الـهـدّام لو كشف النقاب
لـنا  في قومنا الأدب iiالمصفى ولـلـقـوم  الـنفاية iiوالجباب
قـوام الـشـعـر أفـئدة حدادٌ مـثـقـفـة وألـسـنة iiعذاب
أبـى أن يـتـرك الأحياء iiرام يـصـيب العالمين ولا iiيصاب
قـذوف  بـالـمنازل ما iiيبالي تـنـاهى الوجد ام بلغ iiالعذاب
نـجـيـب النازحين إذا iiدعينا ونـدعـو الـقربين فلا iiنجاب
قـضـاء  الله فـيـك أبا عليّ ولـلـدنـيـا بـأهليها iiانقلاب
أمـا  ورفـاقـنـا النائين iiعنا لـقـد بـعثوا الديار بما iiأنابوا
لئن  وفدت غياط دمشق iiعجلى لـقـد  خـفت بلبنان الهضاب
هـمُ  الأهـلـون أحداثا iiودنيا وفـي  الأحداث والدنيا انتساب
نـسـر إذا همو فرحوا iiونبكي إذا  مـا كـان هـمٌّ واكـتئاب
عـلـيـنا الشكر مطّردا iiيؤدى أداء  الـدين ضاق به iiالحساب
*زهير
13 - مايو - 2007
سلمت يداك    كن أول من يقيّم
 
سلمت يداك أستاذي زهير على هذا الجهد الكبير , والذوق الفني الرفيع , قرأت هذه القصائد بمتعة شديدة , ومعظمها أقرأها للمرة الأولى , وكلها جميلة , وأكثر ما أعجبني قصيدة أحمد محرم التي تنبض بعاطفة صادقة .
*محمد هشام
13 - مايو - 2007
مرثية أبي الإقبال اليعقوبي    كن أول من يقيّم
 
أبو الإقبال اليعقوبي: من شعراء فلسطين، والقصيدة منشورة في كتاب أحمد عبيد المشار إليه في التعليق السابق (ص455) بعنوان (ما لشوقي من نظير)
 
روَّعَ الشرقَ القضاءُ وبني  الشرق iiالقدرْ
حـينما غابت iiذكاء عـن  بنيها iiوالقمر
وهوى  البدر iiالمنير ****
نـضب  الشعر وغاض iiالأدبُ بعد شوقي ودهى الضاد الجمودْ
وتـوارى  عـن ذويه iiالحسبُ مذ  توارت عنهمو تلك iiالجهود
ومـضـى  الـجد وجد اللعب ويـعـز  الجد ما كان iiالوجود
فـاسـتـبدت  بالنبوغ iiالنوب وبـنـوه  لـم يكن فيهم iiمرود
وهـمـو جـند أمير iiالشعراء ****
إن شوقي كان للشعر حمى في بني مصر وفي كل بلد
وقـف  الله عـليه iiالحكما كلما كانت له في الشعر iiيد
جد  في السبق فكان iiالعلما خـافقا  فيه ومن جد iiوجد
غـيـره  لم نلفه إن نظما مـثله،  ما مثله اليوم iiاحد
أوحد الناس امير iiالشعراء ****
ألبس الشعر لبوسا من نسيج iiالعبقرية
بعدما عاش يؤوسا ويـد اليأس iiقوية
عيشتي بعد الأمير ****
وإذا مـا جـد فـي iiحـلبته فـلـه في حبه أوفى iiنصيب
خـص  بـالإبداع من نشأته فيه والإبداع من شأن الأريب
فـسـمـا فـاعتز في iiمنبته وكذا  يعتز في مصر iiالأديب
هـل  أبو الطيب في iiحكمته مثله،  كلا ولا الطائي iiحبيب
رجـل  الشعر أمير iiالشعراء ****
قـسـمـا بالله لـولا iiشـعـره ما دوى في الشرق صوت الأدب
إنـه مـذ طـار فـيـه ذكـره طار  تحت الشمس ذكر iiالحسب
أتـرى لـو لـم يـغـرد طيره غـرّد ابـن الغرب بابن iiالعرب
آه  لـو يـفـدى فـدته iiمصره إن فــي ذلـك نـيـل iiالأرب
أولا  يـفـدى أمـيـر الشعراء ****
إن  شـوقي في iiالبيانِ وحـده  بـيت iiالقصيد
لم يكن دون ابن هاني يـنـظم  الدر iiالنضيد
لا  ولا دون iiجـريـر ****
وضـع الـقصة في الشعر iiولم يـضـع  القصة في الشعر لبيد
إنـهـا  ثـورة فـكـر iiوقـلم خُـلقا  في الشرق للنشء iiالعتيد
ثـورة سـارت بـذكراها iiالأمم من ربى مصر إلى أرض الجليد
تـلـك  لـم يخلق لها منذ القدم أحـد يـكـبـره الرأي iiالسديد
غـيـر  من كان أمير iiالشعراء ****
جـدد  الشـعـر وفي iiتجديده عـاد للـشاعر أسلوب iiالحكيم
عـنّ  لـلـتجديد في تقصيده روعةً  لم تك في الشعر iiالقديم
وكـفـاه الـجـد في iiتجويده ولـكـم  جوّد في الدر iiالنظيم
ذاك مـا يـدعـو إلى iiتخليده في بني المشرق من كل عظيم
خـلـد الله أمـيـر iiالشعراء ****
لم يجدد غير شوقي من  أساطين iiالبيان
أحرز  السبق iiبحق في  ميادين iiالرهان
وبـه السبق iiجدير ****
درج  الـنـاس عـلى أشعاره من مصب النيل حتى iiالدجلتين
وجـرى الـنـشء على آثاره في  ذرى لبنان حتى iiالغوطتين
ودعـاة الـضـاد من iiأنصاره في ربوع القدس حتى iiالحرمين
فـلـيـجدّ  الشرق في iiإكباره وبنو الشرق ومن في المشرقين
شـاعر  الشرق أمير iiالشعراء ****

نـفـثات السحر في iiتبيانه سـاحـرات فاتقوها iiنفثات
إنـمـا الـديوان في إتقانه خير ما تقرأ فيه iiالمعجزات
نـظـم الإعجاز في iiتبيانه خصها الله بوحي الخطرات
لـيـس بالطيب في iiإيمانه أحـد يـجحد تلك iiالطيبات
أو يماري في أمير iiالشعراء ****

ذلـك الملهم iiخيرا حسبما  أوحي iiإليه
لم يكن يضمر شرا رحـمة  الله iiعليه
إنـه عف الضمير ****

لـيـس  للبلبل في مصر iiفنن في رياض الإنس من بعد الفقيد
قـلـب  الدهر لها ظهر iiالمجن يـوم نال البين من ذاك iiالعميد
فـإذا  غـرد فـي غير iiشجن كـان  فـي تغريده غير iiمجيد
أكـذا  الـبـلبل يرديه iiالحزن ولـه  كـان بـشوقي ما iiيريد
لـيـتـه دام أمير iiالشعراء ****
رُزئ  الـشـرق به لا مصرُهُ وحـدها مذ غاله ريب iiالمنون
فـتـولـى عـن بـنيه iiأمرُهُ ولأمر الشرق في الخلق شؤون
يـا لخطب الشرق يهوي iiبدرُهُ بـيـنـمـا ترقبه كل iiالعيون
غـدر الـبـيـن وشرٌّ iiغدرُهُ بـبـنـيـه والميامين iiالبنون
مـذ  شـدا فيهم أمير الشعراء ****
ما مصاب الشرق إلا يـوم  ولى فيه iiبدرُهْ
لـيتـه  ما كان iiولى وله  في الكون iأمرُهْ
إنـما الخطب خطير ****

ذاك شوقي شاعر الحب الصميم مـنـذ أوحـى الله بالشعر إليه
إنـه  فـي شـعـره جد iiحكيم إنما  الحكمة مرمى iiأصغريه
أنـا مـا الـفيت من در iiنظيم غـيـر مـا تـنظمه كلتا iiيديه
وبـمـا  أوتـيه من ذوق سليم كـان وحي الشعر موقوفا iiعليه
مـهـبط  الوحي أمير الشعراء ****

عـرف الإلـهامُ والوحيُ iiله جـهدَه والدينُ والذكر الحكيم
والـهـدى  أكـبر فيه iiنبله ومـن النبل به الخلق الكريم
والـنـهى  لم يُطرِ إلا iiسبله سبل  شوقي كل ما فيها iiقويم
أسـبـغ الله عـلـيه iiفضله في جنان الخلد في دار النعيم
موئل  الفضل أمير iiالشعراء ****
مـصـره  والنبل نبله مـا  شـدت إلا iiبذكره
ليس تحت الشمس مثله يـخـدم الضاد iiبشعره
مـا  لشوقي من iiنظير ****
*زهير
13 - مايو - 2007
مرثية أحمد الكاشف    كن أول من يقيّم
 
القصيدة منشورة في ديوانه في الموسوعة الإصدار الثالث، وانظر ترجمة الشاعر في ذيل القصيدة:
أأنـت مـجـيـبي إن دعوتك iiباكيا وهـل  لـدمـوعي أن ترد iiالعواديا
مـرضـتَ  ولم تشغل طبيباً iiوعُوَّداً ولـم  يـركَ الـسُّمّارُ والأهل شاكيا
وشـئـت  بجهد الشيخ مقدرة iiالفتى تـعـجِّـل مـوعوداً وترجع ماضيا
وتـجـمـع  في ساعاتك العمر iiكله لـتـخـتـم تاريخاً من المجد iiعاليا
وقـد نـازعـتك العلة اليد iiوالخطى ولـو  عـشت عاماً نازعتك iiالقوافيا
مـضـى زمـن لـم أنتقل فيه iiمرة إلـيـك وبي من لاعج الشوق ما iiبيا
وكـم  جـاءك الـعـذّال iiيتهمونني وعـنـدك أنـي لا عـلـيَّ ولا iiليا
فـلـمـا انطوى ما كان دونك حائلاً وقـرَّبـت  الأقـدار تـلك iiالمراميا
مـضـيـت  فلم آنس بعتبك iiساعة ولـم  أتـزود مـن رضـاك iiثوانيا
ولـم  ينأ عني الركب بالراحل iiالذي تـقـدم  حـتـى كـان ركبك iiتاليا
فـلا أنـت فـيـه سـامع ما iiأقوله ولا أنـت دار بـالـذي فـي iiفؤاديا
أفـي  كـل يوم يأخذ البين من iiيدي عـزيـزاً  ويطوي من رفاقيَ iiغاليا
وكـيـف  الـتأسي الآن عمن فقدته وقـد نـال مني الموت ما كان iiباقيا
وقـد  يـجـد الأحياء عندي iiمكانهم ولـست عن الموتى بمن عاش iiساليا
فـيا  طائر الوادي ويا شاعر iiالحمى ذهـبـت  فأوحشت الربى iiوالمغانيا
وولـت  لـيـاليك الحسان ومن iiلنا ومـن  لـسـوانـا بـالمعيد iiاللياليا
وجزت  المدى المأمول من كل طيِّبٍ مـن العيش واستقبلت عقباك iiراضيا
وقد  زهدت في الملك نفسك iiواكتفت بـما  كنت من أوطارها أمس iiقاضيا
أتـمـتـلـئ  الـدنيا بما أنت iiقائل ويـصـبـح  في الدنيا مكانك iiخاليا
وخـلـفـك من مجد التراث iiقصائد يـزول تـراث الناس وهي كما iiهيا
بـعـثـت  بـها في العالمين iiمدائناً روائـح فـي حـسن النجوم iiغواديا
ومـا كـان هذا الشعر توحيه iiصادقاً إلـى الخلق إلا الروح تجريه iiصافيا
وقـد جـئـت بـالآيات فيها iiحدائقاً كـمـا جـئـت بالأمثال فيها iiأغانيا
رعـى الـملك المحبوب قدرك iiعنده وعـزّى رجـال الشعر فيك iiمواسيا
وصـانـت لك العهد الحكومة iiكابراً وأدى إلـيـك الـشعب أجرك iiوافيا
وهـل كـرمت تكريمك الفخم iiفاتحاً بـلادُك  أو أعـطـت مقامك iiغازيا
تـوالـت  عليها الرسل من كل iiأمة وقـد حـمـلوا فيها الأسى والتعازيا
وفـوداً مـن الـشـرق الممثل فيهم حـواضـرَه فـي حـزنها iiوالبواديا
يـطـوفـون أفـواجاً بقبرك iiخُشَّعاً وكـم  دخـلـوا قصراً عليك iiوناديا
مـطـيلين من ذكراك حتى تكاد iiمن وفـائـهـمُ  ذكـراك تـحييك iiثانيا
وكـادوا بـنـجـواهم يرونك iiبينهم وإن كـنـت عـنـهم غائباً متواريا
ويـرتـد هـذا الـمأتم اليوم iiموسماً لـمـصـر  وتـرتد المراثي iiتهانيا
ومـن  كان يرجو أن يرى بعد iiموته حـيـاة فـهـذا فوق ما كنت iiراجيا
تـعال  صف الدار التي أنت iiصائر إلـيـهـا ومـا أصبحت فيها iiملاقيا
وهب كل سمح من صحابك بعض ما تـنـاولـتـه  حـياً وأدركت iiثاويا
أرى شـعـراء الـعصر بعدك iiكلهم سـواء ولـسـت المستخار iiالمحابيا
لـكـل فـتـى وجدانه غير iiحاسب عـلـى قـلـبـه يوماً أميراً iiوواليا
فـلا يـرسـل الأشعار يطلب خلفها جـزاء  ولا فـيـهـا يساوم iiشاريا
وقـد عـاد في الشرق الشقي iiبشعره سـعـيـداً  بـه في العالمين iiمباهيا
أريـتـنيَ  الأجيال في الأرض كلها ضروباً  وما فارقت في الريف iiداريا
وأشـهـدتني مجرى الحياة ولم iiتزل تـريـني  وإن مت المدى iiوالنواحيا
وأي  مـعـيـد لـم يكن منك iiآخذاً وأي  مـجـيـد لـم يكن لك iiحاكيا
وفـنُّكَ  فنِّي واسمك اسمي ومن iiأتى بـآلـك مـصـراً أمـس جاء iiبآليا
أعـزَّتـنـيَ القربى إليك iiوضاعفت إمـارتـك  الـكبرى عليّ iiاعتزازيا
وأنـي  وإن أدركـت لـلشعر iiدولة لـغـيـر مـلاق مـغنياً عنك iiكافيا
وهذه ترجمة الشاعر حسب الإصدار الثالث من الموسوعة
أحمد الكاشف:
1295 - 1367 هـ / 1878 - 1948 م
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.
شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.
قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى.
كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفسُ بها كربه.
واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون.
وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً.
( له ديوان شعر - ط).

 
*زهير
13 - مايو - 2007
مرثية النشاشيبي    كن أول من يقيّم
 
المرحوم محمد إسعاف النشاشيبي من كبار أصدقاء شوقي، وله فيه كتاب مشهور بعنوان (البطل الخالد صلاح الدين الأيوبي والشاعر الخالد أحمد شوقي) وكانت وفاته عام 1948م وليس له ديوان في الموسوعة، مع أنه داخل في شرطها. وهذه القصيدة انقلها من كتاب المرحوم أحمد عبيد وهو صديقه أيضا.  وعنوان القصيدة (ذات القوافي والبحور) والمراد بالكرمة في القصيدة مزرعة أحمد شوقي المشهورة بعزبة ابن هانئ.
يـا فـتـاة iiالعرب شاعر العرْب قضى
فالبسى ثوب iiالحداد وانـدبي  بين الملا
وانـدبـيه  iiحاسرهْ ****

زحـزحـي هـذا iiالـنقاب لـنـرى  وجـه iiالـحزين
أعـرضي  عن خفر عُودته فعين القوم غرقى في الدموع
شـيـعـي  دمعك هذا iiقانئا بـنـحـيب ونشيج iiوعويل
وابـذلـي  الـدمع iiرخيصا إن  مـن تـبـكـين iiغالي
واحشدي كل بنات العرب واندبيه  نائحات iiسافرات
وذري الـتـرب iiيـبيسا يـرتـوي مـن iiعبرات
اذكـريـه  انـدبيه iiابنيه بمراث  مشجيات iiخالدات
بـلـبـل الـكـرمـة iiولى أيـن  غـاب iiالـبـلـبـلُ
غـادر  الـطـيـر iiثـكالى فـي حـنـين وأنين iiوشجنْ
زهـر  (الـكـرمـة) iiيبكي بدموع  ظاهرات في iiالصباح
فـنـن  (الـكـرمـة) iiآس لا اهتزاز لا ارتياح لا طرب
بـهجة زالت وجاءت iiوحشة وعـرا الكرمة حزن لا iiيريم
يــا فــتــاة iiالـعـرب *****
مــدره  الـقـوم iiقـضـى فـالـبـسـي  ثـوب iiالحداد
مـن يكف الخصمَ إمّا iiيجترئْ ومـع  الخصم ظهير iiونصير
مـن لشغب قد بدا من iiمشغب يـرتجي  شرا لأحياء iiالعرب
من يبيد البُطْل في الناس مشى ويـبين  الحق يهدي الحائرين

أيـن شـهباً حجج قد iiدرأت لـددَ الـخـصم عنيفا iiفخنع
أين صوّالٌ على الظلم ضحى قـدع الـظـلمَ شباهُ iiفانقدع

مـن  لـغـرب عاسف iiمغتصب لص حق العرب في الصبح المبين
يـا حـلـيـفـا والـعا ما إن iiله أبـد الآبـاد عـهـدٌ أو iiيـمـين
جـيـتَ  كذابا وجينا iiعربا ومشى اللؤم مع الخيم iiالكريم
خاس هذا الغرب بالعهد iiولم يتّئب  من دنس الغدر iiالذميم
داعـر،  فـسـقٌ وشر ٌّiiكله دعَـرٌ جُـسّـم مخلوقا iiيهيم
أيـهـا  الظالم أرهق سادرا سيرَى الظالمُ عقبى الظالمين
قـد هـدانـا أحمد iiمنهاجنا سـنلبي  أحمدا في كل iiحين
عـلّـم  الأقـوام قولٌ iiبيّنٌ خطة الإعتاق من رق iiمهين
يــا فـتـاة iiالـعـرب ******
عـبـقـري  الشعر iiولى فـالـبـسي  ثوب الحداد
طرفة الدهر التي ضن بها ألـف  حـول ثـم جـاد
(أحمد) عاد وعاد البحتري ورأى  الـقومُ حبيبا iiيبدعُ
لا  شكسبير ولا دانتي iiولا غـوتـه قـد iiفـضـلوه
هـذه آثـارهـم iiظـاهرة هـذه آيـاتـه iiبـيـنـة
عاشق الغرب اتئد لا iiتفتتن بـغـريب  قد طغت iiفتنته
أنصف القوم ولكن لا تضع حـق ذي حق سنت iiحجته
مـبـدع  في كل قول iiقاله فـي  نشيد وقصيد iiورواية
نـوّر الـقـرآنُ قولاً iiفعلا وسـما صاحبه في iiالقائلين
إنما  القرآن هدي iiالناطقين إنـما  القرآن نور العالمين
غثّ  قولٌ لم يهذبه iiالكتاب *****
عـبـقـريـات تجلت للورى يـا لـهـا من فاتنات iiساحات
فـاتـت الحسن ولاحت iiعجبا هل رأيت الحور في دار النعيم
هل رأيت الحور في جنة iiعدن *****
ابـنـة  الدهر ثباتا iiوخلودا ونشيد  الدهر حزنا iiوحبورا
كم من اهرام رست ثم iiعفت وكـلام عـبـقري لن iiيبيدا
رقـيـةٌ سـحرٌ نعيمٌ iiولظىً جنة العرب جحيم iiالغاصبين
إنـه الإعجاز قسمُ iiالأحمدين إنـه  الإبداع حظ iiالمبدعين
رب أحقاب تقضت ما iiرأت عـبقريا في شؤون أو iiفنون
آه مـن دهـر خـبيث iiناقد بـاخـل  بالعبقريين iiضنين
ويكأنّ الدهر يخشى iiالنابغين فقليلا في الدجى ما iiيسفرون
ويكأن الدهر يخشى الخالدين فـهو لا يبدئهم في كل iiحين
إنـما الدهر خصيم iiالعبقري ****
غـادة الـضاد رزاها رازئٌ وهـي  فـي iiسـلـطـانها
بـزهـا أوحـى بنيها iiنجدة وفــتـى iiفـتـيـانـهـا
ما رأى الرائي كشوقي فارسا جـال  فـي iiمـيـدانـهـا
خـافه الصنديد لما أن iiمشى فـي  سـنـى iiقـرآنـهـا
أبـسـل الاقوام في يوم عُلا وحـمـى  iiشـجـعـانـها

أبـو  علي قد iiثوى يـا  بـنات iiالعرب
مفخرة العرب قضى يـا  بـنات iiالعرب
فـتاة العرب iiواجمة فـتاة  العرب iiذاهلة
فـتاة  العرب iiوالهة فـتاة  العرب iiباكية
فتاها  مفخر iiالعرب *****
يـا بنات العرْب أين iiالمنجدات بـدموع في الضحى iiمنحدرات
يـا  بنات العرب أين iiالنادبات فـي الـمناحات تثير الحرقات
يا  بنات العرب أين iiالمسعدات فـي الرزايا النائحات الثاكلات
مـن  لنا قد صبحتنا iiالكارثات والدواهي  في الورى iiمختلفات
هـل لنا إلا (اللواتي) iiمسعفات من لنا في الحزن إلا (فاطمات)
آويـاتٌ لـلـهـيـف راثيات آسـيـات  لـلجراح iiالداميات
أبــو عــلـي قـد iiثـوى يــا بــنــات iiالـعـرب
يا  شموسا في الليالي iiالداجيات فـبـكـاء ونـحـيبا iiوعويلا
 

 
*زهير
13 - مايو - 2007
مراثي فيلسوف الشعراء جميل صدقي الزهاوي    كن أول من يقيّم
 
للمرحوم الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي (ت 1354هـ  1936م) مراث مشهورة عرفت بالمراثي العشر وهي غير هذه القصيدة التي شارك بها في تأبين شوقي، وقد كتب تلك القصائد بعد حفل التأبين، ووضعها إكليلا على قبر شوقي، وكل هذه القصائد لا وجود لها في نشرة الموسوعة الشعرية، لأن المنشور من شعر الزهاوي في الموسوعة هو مختارات من ديوانه وليس ديوانه.
 
فـقدت مصر فهي شَكرَى المآقى كـوكـبـا في سمائها ذا iiائتلاق
كـوكـبا كان يرسل الشعر نوراً ثـم  يـرمـي بـه على iiالآفاق
خـرَّ  مـن جوّه الرفيع iiصريعا لا  السنى يحميه ولا الشعر iiواق
أيـهـا  الـكوكب انطلقت iiبليل بـغـتـة بـعـد ذلك iiالإشراق
أيـهـا  الليل هل وراءك iiصبحٌ مـؤذنٌ بـعـد ريـثـه بانفلاق
فُـجعت مصر بابنها البر شوقي فـهـي ثـكـلى كثيرة iiالتشهاق
صب يشوي على العراق iiشواظاً رزء مصرٍ ومصرُ أخت iiالعراق
كـان  روضٌ وكان زهرٌ iiوصدا حٌ فـمـا مـنها اليوم شيء iiباق
أيـهـا  الروض إنك اليوم iiأورا قٌ تـهـاوى سُـفعا على أوراق
يـوم  صـاح النعيُّ قلت له تب بـاً  فـما هذا منك غير iiاختلاق
ثـم  لـمـا أدلّ اطـرقتُ iiحتى مـل شـمس النهار من iiإطراقي
فـلـقـد  كـنا شاعرين على iiما بـيـنـنـا  من تفاوت iiالأذواق
أيـهـا الـمـوت ما لنا منك iiبدٌّ كـلـنـا هـالـكٌ وأنت iiالباقي
أيـهـا  الـموت أنت آخر iiسهم مـن  سـهـام لها الحياة iiتلاقي
أيـهـا  الموت قد خطفت iiتباعا واحـدا بـعـد واحد من iiرفاقي
ذهـبـوا مكرهين من غير iiعَود وقـريـب  بـالـذاهبين iiلحاقي
غلتَ بالأمس حافظا وبشوقي iiال يـوم  أنـشـبت الظفر للإلحاق
احـتـججنا لما عصفت iiبشوقي أنـا  والـشـعر والهوى iiباتفاق
بـعد  شوقي يا لهف نفسي iiعليه أخـفـق  الـشـعر أيما iiإخفاق
لا تـرى الـيـوم منه إلا iiرمادا بـعـد نـار من الشعور iiحراق
سرتَ  عنا فما تركت على iiالأخ لاق عـيـنـا يا شاعر iiالأخلاق
كـان  هـذا الذي به كنت iiتشدو بـعـض دقـات قـلبك iiالخفاق
تـلـك  أنفاس منك تصعد iiحرّى وأنـيـنٌ يـأتـي مـن iiالأعماق
كـل  مـا قـلـتـه لآلـئ iiإلا أنـهـا لا تـبـاع في iiالأسواق
وسـيـبـقى على الزمان iiجديدا أدبٌ  صـنـتـه مـن iiالإخلاق
أنـت  مـا إن فـارقـتنا iiلمعاد نـتـسـلـى  بـه أوان الفراق
أنـت  مـا كـنت بالجمام خليقا فـيـوافـيـك  آخـذا iiبالخناق
أيـهـا الـراقـد الـكريم iiبقبر لـك  مـمـا في قبرك الله iiواق
إن فـي أنـفـس الـمحبيك منا زفـراتٍ قـد آذنـت iiبـانفلاق
وعـلـيك القلوب ذابت أسى iiثم م جَـَرتْ أدمـعـا مـن iiالآمـاق
كنت  ترتاب فيّ فاسمع أنيني ال يـوم  حزنا عليك واسمع شهاقي
بـأبي  ذاك الوجه قد بات iiيذوي تـحـت  ما للثرى من iiالأطباق
لـيـس لي ما أهدي إليك iiسخياً غـيـر شعري ودمعي iiالمهراق
إنـمـا  أنـت لـلخلود بما iiأب قـيـت  للناس من قريض iiراق
أنـت فـان وخـالـد في iiزمان أنـت  جـسـمٌ يبلى وذكرٌ iiباق
تسبك  المعنى البكر في خير لفظ فـيـه  يـحـلولي وخير iiسياق
لـم  تـبـلّـغ من الرسالة شيئا غـيـر إلـهـام قـلبك iiالخفاق
كـل  حـي فـإنـمـا هو يوما سـيـلاقي  من الردى ما iiيلاقي
كـل داء فـإنـه لاصـطياد ال روح مـنـا ضرب من الأهواق
قـد أبـى الجسم أن تفارقه iiالرو ح  فـقـالـت لا تخشين iiفراقي
أنـا يا جسم لا اطوف على iiغي رك فـيـمـا إذا فـككت iiوثاقي
ثـم  حُـم الـفـراق فافترقا iiبع د  وداعٍ بـرْحٍ وبـعـد iiعـناق
رب  قـبـر بـه صـدى لحياة لـيـس  يروي من وابل iiغيداق
ولـقـد كنت في قريضك iiترجو مـا  لـحـقٍّ أهـين من iiإحقاق
نـبـض الـشعر منك فيما iiإليه مـصر  كانت تحتاج من iiإشفاق
ولـعـمري  قد كنت أول من يد مـغ  فـيـهـا سياسة iiالإرهاق
فـلـقـد كـنـت ذا يراع ذليق هـو أمضى من السيوف iiالرقاق
بـك كـانت إمارة الشعر تزهو مـذ  تـقـلـدتـها iiبالاستحقاق
رب خيل ركضن في حلبة السب ق  فـخـلـيـن الدرب iiللسبّاق
لا تـعـب ألفاظي إذا هي iiرثت بـعـد أن كانت غضة iiالأوراق
رب  حـسناء سامها الدهر iiفقرا فـبـدت  فـي ثوب لها iiأخلاق
سـاورتـنـي  بك الرزية iiحتى ضـاق  عـما أقول فيك iiنطاقي
وإذا قـصـر الـقريض iiفدمعي لـك يـغـني عنه لدى الإهراق
لـم  يـكـن ما نظمته من iiرثاء لـك أصـفى من دمعي iiالرقراق
نـم بـعيد في جوف قبرك عمن يـتـصـدى  إلـيـك iiبالإقلاق
وانـسَ  أيـامك التي كنت iiفيها تـتـمـلى الحياة في كأس iiساق
انـسَ  مـا قد خلفته من iiقصور شـاهـقـات توفي ومن iiأعلاق
إنـمـا  هـذا الـقبر آخر iiبيت لـك  يـا مالك القصور iiالطباق
إن أنـاتـي مـن المشيب iiسهامٌ لـم يـكن عن قصد لها iiإطلاقي
فـهـي أثـناء سيرها قد iiتلاقي غـرضـا نـازحا وقد لا iiتلاقي
حسرة  لي على الليالي المواضي وتـخـشٍّ  مـن الليالي iiالبواقي
لا  يـذم الـحـيـاة إلا iiفـريق مـا لـهـم من لذاتها من iiخَلاق
قـد  رضـعـنا من الأفاويق iiأيا مـاً  فـكـانت لذيذة في iiالمذاق
وأخـذنـا  مـن الـرفاهة iiحظا وشـربـنـا  المنى بكأسٍ دهاق
الـشـباب  الشباب فهو iiلعمري كـل مـا فـي الحياة من iiأذواق
لا اظـن الأرواح تـقـبل iiأسراً بـعـد حـريـة لـها iiوانطلاق
غـير  أن الدنيا وإن قلّ منها ال الـوصـلُ  دنـيا كثيرة iiالعشاق
*زهير
13 - مايو - 2007
إكليل الزهاوي 1    كن أول من يقيّم
 
وهذه المراثي العشر التي ذكرتها في التعليق السابق، أنشرها هنا على حلقتين لطولها:
يـا  مصر فيك الشعر مات iiأميرُهُ وانـقـضّ يصرخ تاجُه iiوسريرُهُ
في  الصدر منه لاعج صعبٌ iiعلى غـيـر الـدموع لشاعر iiتصويرُهُ
لا  يـسـتخف بما يعالج من أسى إلا الـذي قـد مـات منه ضميرُه
قـد كـنت يا شوقي لمصرٍ iiكوكبا يـهـدي  بـنـيها للسلامة iiنورُهُ
وإذا تـبـاطـأ عن طلاب iiحقوقه شـعـب  فـإنك أنت كنت iiتثيرُهُ
مـالـي أراك قد انطفات لغير iiما سـبـب  بـلـيل مطبق iiديجورُهُ
وإذا  أراد الله أمـرا لـم iiيـكـن فـي  وسـع عـبد عاجز iiتاخيرُهُ
والـمرء  حين يروم نقض قضائه لا عـقـلـه كـاف ولا iiتـدبيره
لـلـنـاس من شعر تركت iiجمالُ تـشـدو بـه مـن بعدك iiالأجيالُ
سـيـقـام  تمثالٌ لشخصك iiرائعٌ فـيـكـون شـعـرا ذلك التمثالُ
بـالآمـس  كنت لعارفيك iiحقيقة مـلـمـوسـة  واليوم أنت iiخيالُ
ولأنـت  مـبقٍ في زوالك iiعندهم لـك  ذكـريـات مـا لهن iiزوالُ
لـو كـانت الأوقات ذات iiضمائر لـبـكـى  الغدوُّ عليك iiوالآصالُ
بـقـيـت  من الآداب أوشال iiلنا فـوددت ألا تـذهـب iiالأوشـال
لا  ويـل للميت الذي انفسحت iiله مـن  كـل قـلب روضة iiومجال
الـويـل  كـل الويل للحي iiالذي فـي نـفـسـه قـد ماتت الآمال
كـثـر الألـى قـد أبّـنوك دفينا والـبـاكـيـات  عليك iiوالباكونا
ما كنت تسمع يوم دفنك في iiالثرى إلا  نـشـيـجـا خـانـقا وأنينا
أكـبـر  بـيـومـك إنه يوم iiبه قـد فـجـر الحزن العميق iiعيونا
يـا  بـيـت آمالي انهدمت iiوإنما قـد  كـنت آمل أن تكون iiرصينا
مـا  كنت أعرف قدرشعرك iiقبلما وفـرت فـي تـجـديده iiالتحسينا
لـك  في روايات نظمت iiفصولها درجـات  فـضـل هـنّ iiعليّونا
قـد كـنت تقتحم الحساب iiمغامرا حـيـنـا  وتـجنح للسلامة iiحينا
فـي قـلب مصر وبالجزيرة باسُ كـادت بـه تـتـفـطر iiالأنفاس
أهـوى  من الشعراء راس iiشامخ والـرأس  فـيه الفكر iiوالإحساس
لا ويـل من موتٍ بعضو قد iiطحا بـل إنـه فـي أن يموت iiالراس
فـي  كـل شبر قد توارى iiفاضل يـا ويـح مـصـرٍ كلها iiأرماس
ركـب الأمـير يجدّ صهوة iiنعشه ودنـا  الـرحيل ورنت iiالأجراسُ
ومـشـى  يـشـيّع نعشه iiمتلهفا مـن  كـل حـزب أمـة iiأجناس
في  موكب ضخم قد اشتركت iiمعا فـي  الـمـلائـك خشّعاً iiوالناس
وضـعوا  أمير الشعر في iiديماسه فـحـنـا  عـليه يضمه الديماس
لـهـفـي  عليه موسدا في iiحفرة مـعـزولـة  مـا إن لها iiحراس
وعـلـى  الذكاء فقد خبت iiنيرانه أمـا  الـرمـاد فـإنـه أكـداس
الـزهـر أكـبر مصرع iiالصداح فـبـكـت عـلـيه شقائق iiوأقاح
في الروض للأحزان أصبح مشهدا مـا كـان قـبـلا مـنه iiللأفراح
كـم  أصـغت الأزهار فيه iiللحنه فـي لـيـلـة بيضاء ذات وشاح
طـافـت بـكرمته الجميلة iiبرهة شـعـراء  عـن وجد بهم iiملحاح
كـانـت عـلاقـتهم به في iiظلها كـعـلاقـة  الأجـساد iiبالأرواح
أطلعت  صبحا من قريضك مسفرا والـصـبح  أعرفه من iiالأوضاح
قـد كـنت أول شاعر بث iiالهدى لـلـنـاس  فـيما جاء من iiألواح
أمـا يـراعـك فـهـو معزوٌّ iiله مـا  تـم لـلآداب مـن iiإصلاح
يـا  كـوكـبا قد كان يمحو iiنوره صـدا الـدجى أحسنْ به من iiماح
لـقـد  انطفأت وما هنالك موجب إلا  نـفـاذ الـزيت في المصباح
*زهير
13 - مايو - 2007
إكليل الزهاوي 2    كن أول من يقيّم
 
مـن كـل زهـر قد جمعت iiقليلا وجـعـلـت  مـنـه لقبره إكليلا
أجـمـلـتـه  فـي بـاقة iiخلابة مـن  بـعـد مـا فصلته iiتفصيلا
فـتـظـن أبـيضها أشعة iiكوكب وتـخـال أحـمـرها دما iiمطلولا
كـنـا سـيـوفـا لـلقراع iiثلاثة نـحـمـي  فكنت الثالث iiالمفلولا
يـا  نـفسُ أوري من اساك iiذبالة فـأخـاف لـيلك أن يكون iiطويلا
حـمـلـوه  من قصر له فخم iiإلى مـلـحـودة  مـا أعظم iiالمحمولا
ولـقد  شجت خلف الظعائن iiنسوةٌ يـمـلأن أجـواز الفـضاء عويلا
يـا دافـن الـسيف المذرّب iiإنني لأراك عـمـا جـئـتـه iiمسؤولا
مـاذا  لـيوم الروع عنه iiاعتضته لـمـا غـمدتَ الصارم iiالمصقولا
لا والـذي أعـطى القليل iiشجاعة مـا  كـنـت خـوّارا ولا iiإجفيلا
مـا  الـروض بعد البلبل iiالمترنم لـلـنـاظـريـن إلـيه iiبالمتبسم
فـكـأنـمـا  نـسـرينه iiوشقيقه وخـزامـه  وبـهـاره فـي مأتم
إن الـحـيـاة وغىً وليس iiبظافر فـي  خـوضها غير الكميّ iiالمُعْلَم
إنـي  لـقـد طاشت سهامي iiكلها فـرميت  قوسي من يديّ iiوأسهمي
الـمـوت يـنظرني ويبسم كاشرا عـن نـابـه كـالـمارد iiالمتهكم
وإذا نـظـرت إلى القبور iiوجدتها كـفـلـول جيشٍ في العراء مخيّم
واسـأل ذويـهـا لو أجابوا iiسائلا واجـعل مدادك يا يراعي من iiدمي
سـلـهم  أهم في سلوة من iiعيشهم أم أنـهـم فـي ضـجرة iiالمتبرم
أسـعـد بأرواح نجون من iiالردى فـطلعن  في عرض السماء iiكأنجم
عُـلـمت  نواميس الحياة iiجميعها أمـا الـحـيـاة فـإنـها لم iiتعلم
قـد سـرت بـين نواظر iiودموع تـجـتـاز يـنـبوعا إلى iiينبوع
كـانـت أحـايـين الفراق iiشديدة وأشـد مـنـهـا سـاعة iiالتوديع
والشعب خلف النعش يمشي صامتا فـي  رعـشـة تـنتابه iiوخشوع
فـيـد عـلـى عـيـن له iiذرّافة ويـد  عـلـى قـلب له iiمصدوع
أمـا الـكـلام فـكـان همسا كله لا  شـيء فـيـهم كان iiبالمسموع
مـن كـان مـنهم قد تأخر iiخطوة سـبـقـتـه أدمـعه إلى iiالتشييع
سـيظل قلبي في الجوانج مزعجي حـتـى تسيل مع الركاب iiدموعي
رجـع  الأولـى قـد شيعوه iiكلهم إلا دمـوع الـثـاكـل الـمفجوع
لـم  أدر سـاعـة لـي نعاه iiنعيه مـاذا أصاب القلب تحت iiضلوعي
الـقـلـب يـامر يا عيوني بالبكا مـن  بـعـد كـل عشية فأطيعي
أبـكـي  بـلـيل حُفّ iiبالظلمات مـسـتـعبرا والليل iiللعبرات
أبكي  إذا استذكرتُ شعرَك iiمجهشا بـعـد  الـهدوء ووقفة iiالحركات
أبـكـي حـيـاتـك آسفا iiلذهابها قـبـلـي  وأبكي من بقاء iiحياتي
قـد  سـار قـبـلك حافظٌ iiفتبعته وبـقـيـتُ  وحدي اليوم iiللنكبات
يـا صـاحـبـيّ قـفا قليلا iiإنني عـمـا  قـلـيـل فانظراني iiآت
إن مـت تحزن في العراق iiاحبتي حـيـنا وتفرح في العراق iiعُداتي
وأود  إن رامـوا انـتـقادي iiميتا ألا يـكـون مـن الـعُداة iiقضاتي
لـم يـبـق من جيل تقضى iiعهده إلا بـقـايـا أعـظُـم iiنـخرات
يـا قـبـر شوقي إنني من ادمعي مـهـدٍ  إلـيـك قصائدا iiعطرات
مـن ذا يـسد على الرياض iiأنيقة عـنـد  الـصباح منافذ iiالنسمات
خـرّت  لـعـزة شعرك iiالشعراءُ فـكـأنـهـم  أرض وأنت iiسماءُ
مـا كـنـتَ إلا كـوكـبا iiمتوقدا قـد  خـرّ مـنحدرا له iiضوضاء
كـنـا نرى ما كان ضوءك iiفاعلا فـلـنـنـتـظر ما تفعل iiالظلماء
مـن  بـعـد در كنت تنظم iiعقده بـرزت  تـريـد لتلمع iiالحصباء
لـفـظ  جـمـيل فيه معنى iiرائع هـو  فـي المعاني وحده iiالعذراء
الـيـوم  بـاق للقريض iiبحوضه مـاءٌ وأخـشـى أن يـجف الماء
ولـقـد  خفيتَ على ظهورك iiمدة عـن  أعـيني ومن الظهور iiخفاء
جـلـلٌ  مـصابك إنه اهتزت iiله أعـلام  مـصـر وماجت iiالدأماء
عـجلت في الترحال يا شوقي iiوقد بـقـيـت  هـنالك لم تقل iiأشياء
قـالـوا سـيـنـبغ عبقريٌّ iiمثله قـلـنـا: بـلـى لو أنجب iiالآباء

*زهير
13 - مايو - 2007
شكر ومعذرة وإهداء    كن أول من يقيّم
 
شكرا للأستاذ داود على مشاركته وتصحيحه عنوان كتاب شكيب أرسلان، وشكرا أيضا للأستاذ هشام على كلمته الطيبة، وربما سيغير رأيه لو قرأ إكليل الزهاوي، والمعذرة من الأستاذ ضياء الدين فقد حذفت مشاركات له نشرها في مواضيع متفرقة وحسبتُ يعيد نشرها في تعليقات على موضوعه هذا، ويبدو أنه لم يقرأ تعليقنا الذي شرحنا له فيه الفرق بين إضافة تعليق وإضافة موضوع، فالمشاركات التي شاركت بها يا أستاذ ضياء هي تعليقات وليست مواضيع مستقله، ومحلها أن تكون تعليقات على هذا الموضوع.
والمعذرة أيضا من وقوعي في بعض الأخطاء المطبعية، وقد استدركت منها ما وقفت عليه الآن. وبين يدي قصائد كثيرة في موضوع هذا الملف، أرجو أن أجد الوقت لاحقا لإضافتها، وأما الإهداء فأنا أهدي عملي في هذا الملف لأستاذتي ضياء خانم، لأنها أستاذتي ولأنها رائحة لبنان الذي أحب شوقي
*زهير
13 - مايو - 2007
مرثية خليل مطران (1)    كن أول من يقيّم
 
وهذه مرثية خليل مطران وهي 108 أبيات، وانشرها على حلقتين لطولها نقلا عن الموسوعة، وقد ذكرها أحمد عبيد في كتابه: (ص 494)
عَـجَـبـاً أَتُوحِشُنِي وَأَنْتَ iiإِزَائِي وَضِـيَـاءُ وَجْـهكَ مَالِئُ iiسَوْدَائِي
لَـكِـنَّـهُ حَـقٌّ وَإِنْ أَبَـتِ iiالمُنَى أَنَّـا  تَـفَـرَّقْـنَـا لِـغَـيْرِ iiلِقَاءِ
جَـرَحُوا صَمِيمَ القَلبِ حِينَ تَحَمَّلُوا اللهَ  فِـي جُـرْحٍ بِـغَـيْـرِ شِفاءِ
أَلطَّيِّبُ  المَحْمُودُ مِنْ عُمْرِي iiمَضَى وَالْـمُـفْتَدَى بالروحِ مِنْ iiخُلَصَائِي
لاَ  بَـلْ هُـمَـا مِنِّي جَنَاحاً iiطَائِرٍ رُمِـيَـا  وَلَـمْ يَكُ نَافِعِي iiإِخْطَائِي
أَلـصَّـاحِـبَـانِ  الأَكْرَمَانِ iiتَوَلَّيَا فَـعَـلاَمَ بَـعْـدَ الصَّاحِبَيْنَ iiثَوَائِي
لَـمْ  يَـتْرُكَا بِرَدَاهُمَا غَيْرَ iiالشجَى لأَخِـيـهِـمَـا  مَا دَامَ في الأَحْيَاءِ
وَحِـيـالِـيَ الـخُـلْطَاءُ إِلاّ iiأَنَّنِي مُـتَـغَـرِبٌ بِـالعَهْدِ في iiخُلَطَائِي
أَيُـرَادُ لِـي مِنْ فَضْلِ مَا مَجُدَا iiبِهِ إِرْثٌ إِذَنْ جَـهِـلَ الـزَّمَانُ وَفَائِي
إِنْ نَـحْـيَ بِالذِّكْرَى فَلاَ تَبْدِيلَ iiفي صِـفَـةٍ  وَلاَ تَـغْيِيرَ في iiالأَسْمَاءِ
يَـا صَـاحِـبَيَّ غَدَوْتُ مُنْذُ iiنَأَيْتُمَا أَجِـدُ  الـحَـيَـاةُ ثَـقِيلَةَ iiالأَعْبَاءِ
لا  لَـيـلَ عَـافِيَةٍ هَجِعْتُ بِهِ iiوَلاَ يَـوْمٌ نَـشِـطْـتُ بِهِ مِنَ iiالإِعْيَاءِ
أَنَـا  وَاحِـدٌ في الجَازِعِينَ iiعَلَيْكُمَا وَكَـأَنَّـمَـا  ذَاكَ الـبَـلاءُ iiبَلاَئِي
فَـإِذا بَـدَا لَـكُمَا قُصُورِي iiفَاعْذِرَا أَوْ شَـفَّـعَـا لـي مُسْلَفَاتِ iiوَلاَئِي
مَـهْـلاً  أَمِـيرَ الشِّعْرِ غَيْرَ مُدَافَعٍ وَمُـعَـزِّ دَوْلَـتِـهِ بِـغَـيْرِ مِرَاءِ
كَـمْ  أُمَّـةٍ كَانَتْ عَلَى قَدْرِ iiالهَوَى تَـرْجُـوكَ مَـا شَاءَتْ لِطُولِ بَقَاءِ
مُـتَـمَـكِّـنـاً  مِنْ نَفْسِهَا iiإِيمَانُهَا إِنْ لَـمْ تَـكُـنْ مِـمَّنْ حَيُوا iiلِفَنَاءِ
فَـإِذا الـمَنَايَا لَمْ تَزَلْ حَرْبَ iiالمُنَى وَإِذَا  الـرَّزِيـئَـةُ فَوقَ كُلِّ iiعَزَاءِ
في مِصْرَ بَلْ في الشَّرْقِ مِنْهَا لَوْعَةٌ سَـدَّتْ  عَـلَى السُّلوَانِ كُلَّ iiفَضَاءِ
أَتَـرَى مَـوَيْـجَـاتِ الأَثِيرِ iiكَأَنَّهَا حَـسْـرَى بِـمَا تُزْجِي مِنَ الأَنْبَاءِ
بَـعَـثَ  الـشَّرَارُ بِهَا ثِقَالاً لَوْ بَدَا مَـا  حُـمِّـلَتْ لَبَدَتْ نَطِافَ iiدِمَاءِ
جَـزَعُ الـكِنَانَةِ كَادَ لاَ يَعْدُو وَأَسَى أُمِّ الـقُـرَى وَمـنَـاحَـةَ iiالفَيْحَاءِ
وَبِـحَضْرَمَوْتَ  عَلَى تَنَائِي iiدَارِهَا شَـكْوَى كَشَكْوَى تُونُسَ iiالخَضْرَاءِ
بِـالأَمْسِ  كَانَ هَوَاكَ يَجْمَعُ iiشَمْلَهَا فـي  فُـرقَـةِ النَّزَعَاتِ iiوَالأَهْوَاءِ
وَالـيَـوْمَ فَتَّ رَدَاكَ في iiأَعْضَادِهَا مَـا  أَجْـلَـبَ الـبَـأْسَاءَ لِلبَأْسَاءِ
أَفْـدِحْ  بِـمَـا يَـلْقَاهُ آلُكَ إِنْ يَكُن جَـزَعُ  الأَبَـاعِـدِ جَلَّ عَنْ تَأْسَاءِ
حُـرِمُـوا أَباً بَرًّا نَمَوْا iiوَتَرَعْرَعُوا مِـنْ جَـاهِـهِ فـي أَسْمَحِ iiالأَفْيَاءِ
وَكَـفَـقْـدِهِمْ  فَقْدَ الغَرانِيقُ iiالعُلَى عَـلَـمَ الـهُـدَى لِـلفِتْيَةِ iiالنُّجَبَاءِ
وَكَـرُزْئِـهِمْ  رُزِئَ الرِّجَالُ مُرَحِّباً عَـفَّ  الـلِّـسَـانِ مُهَذَبَ الإِيمَاءِ
يَـتَـنَاوَلُونَ  مِنَ الصَّحَائِفِ iiوَحْيَهُ فَـتَـكُـونُ كُـلُّ صَـحِيفَةٍ iiكَلِوَاءِ
مَـا عِـشْتَ فِيهِمْ ظَلْتَ بُلْبُلَ iiأَيْكِهِمْ فـي  الأَمْـنِ وَالرِّئْبَالَ في الَّلأْوَاءِ
لَـكَ جَـوُّكَ الرَّحْبُ الَّذِي تَخْلُو iiبِهِ مُـتَـفَـرِّداً وَالـنَّـاسُ في أَجْوَاءِ
عَـذَلُـوكَ فـي ذَاكَ التَّعَزُّلِ iiضِلَّة إنَّ الـتَّـعَـزُّلَ شِـيـمَة iiالنُّزَهَاءِ
مَـا  كَـانَ شُغْلُكَ لَوْ درَوْا إِلاَّ iiبِهِمْ لَـكِـنْ  كَـرِهْتَ مَشَاغِلَ iiالسُّفَهَاءِ
وَلَـعَـلَّ  أعْـطَفَهُمْ عَلَيْهِمْ مَنْ iiدَنَا بِـالـنَّـفْـعِ  مِنْهُمْ وَهْوَ عَنْهُمْ نَاءِ
أَحْـلَـلْتَ  نَفْسَكَ عِنْدَ نَفْسَكَ iiذُرْوَةً تَـأْبَـى  عَـلَيْهَا الخَسْفَ كُلَّ iiإِبَاءِ
فَـرَعَـيْـتَ  نَـعْمَتَكَ الَّتِي iiأَثَّلْتَهَا وَرَعَـيْـتَ فِـيـهَا جَانِبَ الفُقَرَاءِ
تَـقْـنِـي حَيَاءَكَ عَالِماً عَنْ iiخِبْرًةٍ إِنَّ  الـخَـصَـاصَـةَ آفَةُ iiالأُدَباءِ
وَتَـرَى  الـزَّكَاةَ لِذِي الثَّرَاءِ iiمَبَرَّةً مِـنْـهُ  بِـهِ وَوَسِـيـلَـةً iiلِزَكاءِ
كَـمْ مِـنْ يَـدٍ أَسْـدَيْتَهَا iiوَكَسَوْتَهَا مُـتَـأَنِّـقـاً لُـطْفَ اليَدِّ iiالبَيْضَاءِ
عَـصْرٌ  تَقَضَّى كُنْتَ مِلْءَ iiعُيُونِه فـي  أَرْبَـعِـيـنَ بِمَا أفَدْتَ مِلاءِ
يَـجْـلُـو نُـبُـوغُكَ كُلَّ يُوْمِ iiآيَة عَـذْرَاءَ  مِـنْ آيَـاتِـهِ iiالـغَرَّاءِ
كَـالـشَّـمْسِ مَا آبَتْ أَتَتْ iiبِمُجَدَّد مُـتَـنَـوَّعٍ  مِـنْ زِيـنَةٍ iiوَضِيَاءِ
هِـبَـةٌ بِـهَا ضَنَّ الزَّمَانُ فَلَمْ iiتُتَحْ إِلاَّ لأَفْــذَاذِ مِـنَ iiالـنُّـبَـغَـاءِ
يَـأْتُـونَ  في الْفَتَرَاتِ بُوعِدَ iiبَيْنَهَا لِـتَـهَـيُّـؤِ  الأَسْبَابِ في iiالأَثْنَاءِ
كَـالأَنْـبِـيَـاءِ  وَمَنْ تَأَثَّرَ iiإِثْرَهُمْ مِـنْ  عِـلْـيَـةِ العُلَمَاءِ وَالحُكَمَاءِ
رَفَـعَتْكَ بِالذِّكْرَى إلى أَعْلَى iiالذُّرَى فـي الـخُـلْدِ بَيْنَ أُولَئِكَ iiالعُظَمَاءِ
مَنْ مُسْعِدِي في وَصْفِهَا أَوْ مُصْعِدِي دَرَجَـاتِ تِـلْـكَ الـعِزَّةِ iiالقَعْسَاءِ
وَمُـطَوِّعٌ  لِي مِنْ بَيَانِيَ مَا iiعَصَى فـأَقُـولَ  فِـيكَ كَمَا تُحِبُّ iiرِثَائِي
لـي  فِيكَ مِنْ غُرَرِ المَدِيحِ iiشَوَاردٌ أَدَّتْ حُـقُـوقَ عُـلاَكَ كُـلَّ iiأَدَاءِ
وَوَفَـتْ قَـوَافِـيهَا بِمَا أَمْلَى iiعَلَى قَـلَـمِـي خُلُوصُ تَجِلَّتِي iiوَإِخَائِي
مَـاذَا  دَهَـانِي اليَوْمَ حَتَّى لاَ iiأَرَى إِلاَّ  مَـكَـانَ تَـفَـجُّـعِي iiوَبُكَائِي
شَـوقِـي لاَ تَـبْـعَدْ وَإنْ تَكُ iiنِيَّة سَـتَـطُولُ  وَحْشَتُهَا عَلَى iiالرُّقَبَاءِ
تَاللهِ شَـمْـسُـكَ لَـنْ تَغِيبَ iiوَإِنَّهَا لَـتُـنِـيرُ  في الإِصْبَاحِ وَالإِمْسَاءِ
هِيَ  في الخَوَاطِرِ وَالسَّرَائِرِ iiتَنْجَلي أَبَـداً وَتَـغْـمُـرُهُـنَّ iiبِـالَّلأْلاَءِ
وَالـذُّخْـرُ أَبْـقَى الذُّخْرِ مَا iiخَلَّفْتَهُ مِـنْ فَـاخِـرِ الآثَـارِ iiلِـلأَبْـنَاءِ
هُـوَ حَـاجَةُ الأَوْطَانِ مَا دَالَتْ iiبِهَا دُوَلٌ  مِـنَ الـسَّـرَّاءِ وَالـضَّرَّاءِ
سَـيُـعَـادُ ثُمَّ يُعَادُ مَا طَالَ iiالمَدَى وَيَـظَـلُّ خَـيْـرَ مَـآثِـرِ iiالآباءِ
 
يتبع
*زهير
14 - مايو - 2007
 1  2  3  4  5