البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 ضياء الدين 
11 - مايو - 2007
 
                                 دفاعاً
  عن أمير الشعراء الخالد المغفور له أحمد شوقي
                         ضياء الدين ظاظا
اذا كانت فئة قليلة من أعلام الأدب العربي قد أنكروا هذه البيعة وزعموا أن شوقي غير أهل للمنزلة العالية التي بوأه إياها فريق من أصدقائه المعجبين بشعره فان الأقطار العربية كانت بإجماع حملة الأقلام فيه موافقة على إقامة أحمد شوقي أميراً للشعراء، ومقراً له بالجدارة والاستحقاق لاحتلال هذا المقام الذي لم يكن بين شعراء العصر من يجرأ أن ينازعه إياه أو يزاحمه عليه.كما كان المعارضون أنفسهم يقفون واجمين عندما يقال لهم إيتونا بمن هو أجدر منه إن كنتم صادقين.
وكان لتلك المشاغبات الخفية والأصوات الضعيفة التي كانت تسمع بين حين وحين من الناقدين الناقمين،كان لها عند شوقي  ما يكون مثلها عند أصحاب النفوس الكبيرة والأخلاق النبيلة  فلم يقابلها بالجدل العقيم والنقاش الذميم  ولا تصدى لنقد شعر خصومه وتفنيد مزاعمهم بشعره ولا عمد إلى المشاحنات والمهاترات بل اتخذ من الشعر وسيلة ناجعة ليحج المكابرين ويقنع غير القانعين بأنه صاحب الحق البارز في أمارة الشعرفكان يطلع على الناس كل يوم برائعة جديدة من روائع قريضه
 ويقيم لهم حجة أصرح ودليلاً أوضح على انه أمير الشعراء غير منازع  ولا مدافع يريهم غباره ويدعوهم للحاق به إن  كانوا يريدون النضال حتى بلغ ما جادت به قريحته الفياضة في خمسة أعوام بعد البيعة أضعاف ما أنتجته في الأربعين عاماً قبلها.وأخذت أصوات الإنكار تخف وتتلاشى
                                                                             (يتبع...)
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مرثية أمير البيان شكيب أرسلان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
سهرت هذا اليوم كرمى لشوقي فجمعت هذه الباقة من بيعة الشعراء له بإمارة الشعر وما يتصل بذلك من القصائد، وأفتتح هذه المختارات بأشرف ما رثي به شوقي وهو ما كتبه صديق عمره أمير البيان شكيب أرسلان، وقد خصه بكتاب مشهور (شوقي وإخاء أربعين عاما) وفي القصيدة إشارة إلى الكتاب أيضا: والقصيدة في ديوان شكيب أرسلان (76) بيتا: وسوف أعود لتصويب ما وقع في هذه المختارات من أخطاء مطبعية في الأصل، والظاهر أنها كثيرة جدا، سيما في هذه القصيدة فهي أكثر من خمسين خطأ:
 
قَـد أَعـجَـزَ الشُعَراءَ طولَ iiحَياتِهِ وَالـيَـومَ يُـعـجزُهُم بِنَدبِ iiمَماتِهِ
هَـيـهـاتَ  يوجَدُ في البَرِيَّةِ iiمِنهُمُ كُـفـؤٌ لِـيرثـيـهِ بِـمِثلِ iiلُغاتِهِ
كـانَ الأَمـيـرَ لِـجَـيشِهِم iiمُستَنَّةً فُـرسـانَـهُم  في الظِلِّ مِن iiراياتِهِ
مـا  عـابَ أَهـلَ الـعَبقَرِيَّةِ iiأَنَّهُم قَـد قَـصَّروا في الخَبِّ عَن iiغاياتِهِ
هَـذا  أَمـيـرُ الـشِعرِ غَيرَ iiمُدافعٌ فـي  الـشَرقِ أَجمَع مُنذُ فَتقِ iiلَهاتِهِ
لَـو  كـانَ وَحـيٌ بَعدَ وَحيِ iiمُحَمَّدٍ لانَـشَـقَّ ذاكَ الـوَحيُ عَن آياتِهِ
الـسِـحـرُ  في نَفثاتِهِ وَالزَهرُ iiفي نَـفـحـاتِـهِ وَالدَهرُ بَعضَ iiرُواتِهِ
جَـلّـى الإِلَـهُ لَـهُ الأُمـورَ iiكَأَنَّما يُـلـقي  عَلَيها الشَمسَ من iiنَظَراتِهِ
فَـتَـرى  الـطَبيعَة قَبلَ نَظَرَتِهِ لَها غَـيـرَ  الـطَبيعَةِ وَهيَ في iiمِرآتِهِ
وَلَـقَـد  رَوَيـتُ الشِعرَ عَن iiآحادِهِ وَأَلِـفـتُ  لِـلـسـبّاق في iiحَلَباتِهِ
وَقَـضَـيتُ  فيهِ صَبوَتي وَصَبابَتي وَقَـطَـفـتُ  مِـنـهُ خَيرَ نُوّاراتِهِ
وَأَثَـرتُ  فـي المَيدانِ بُزلَ iiفُحولِهِ وَأَطـرَتُ  فـي الآفاقِ شُهبَ iiبُزاتِهِ
فَـرَأَيـتُ شَوقي لَم يَدَع في عَصرِهِ قِـرنـاً  يَـهُـزُّ قَـنـاتهُ iiلِقَناتِهِ
الـفـردُ  فـي أَمـداحِـهِ iiوَنُواحِهِ وَالـفـذ فـي أَمـثـالِـهِ iiوَعِظاتِهِ
وَإِذا تَـعَـرَّضَ لِـلغَرامِ فما iiدَرَت لُـغَـة  الـغَـرامِ نَـظيرَ iiشَوقِيّاتِهِ
أَو خاضَ في ذِكرى العَذيبِ تَشابَهَت أَعـطـافُ  مُـسـتَمَعيهِ مَعْ iiباناتِهِ
وَإِذا تَـحَـدَّثَ بِـالـرَبيعِ وَرَوضِهِ أَنـسـاكَ  بِـالـتَحبيرِ وَشيَ iiنَباتِهِ
أَو سَـلَّ في وَصفِ الوَقائِعِ iiصارِماً خِـلـتَ  العِدى سالَت عَلى شَفَراتِهِ
نَـحَـتَ  الـقوافي السائِرتِ iiأَوابِداً مـاذا يُـفـيـدُ الـنَحتُ مِن أَثلاتِهِ
قَـد بَـذ آلِـهَـةَ القَريضِ iiبِأَسرِهِم وَمَـحـا عِـبـادَة لاتِـهِ iiوَمَـناتِهِ
وَلَـكُـم  مَـرَرتُ بِحاسِدينَ iiلِفضلِهِ رَغـمَ الـقَـلـى يَروونَ مِن أَبياتِهِ
لا  نِـدَّ يَـعـدِلُـهُ وَكَم مِن iiمَجلِسٍ أَشـعـارُ  شَـوقي النَدُّ في iiسَمَراتِهِ
يَـتَـمَـثَّلُ  العَصرُ الحَديثُ iiبِشِعرِهِ حَـقَّ  الـتمثلِ مِن جَميعِ iiجِهاتِهِ
وَلَـرُبَّ  بَـيـتٍ يَـسـتَقِلّ iiبجُملَةٍ تُغـنـي عَنِ التاريخِ في صَفَحاتِهِ
لَـم  يَـفـتـتِن مِن عَثرِهِ iiبِمَساوِئٍ كَـلّا وَلَـم يُـغـمِـطهُ مِن حَسَناتِهِ
وَإِذا  سَـأَلـتَ عَـنِ الـجِهادِ iiفَإِنَّهُ مُـنـذُ الـحَـداثَةِ كاَن في iiسَرَواتِهِ
كَـالـسَـيفِ  في أَوضائِهِ وَمَضائِهِ وَالـلَـيـثِ  فـي وَثـباتِهِ iiوَثَباتِهِ
مـا حَـلَّ بِـالإِسلامِ حيفُ iiمُصيبَةٍ إِلّا  وَكـانَ بِـهـا لِـسـانَ iiشَكاتِهِ
يَـحـمـي حَـقائِقَهُ وَيوضِحُ iiسُبلَهُ وَيُـقـيلُ  طولَ الوَقتِ مِن iiعَثَراتِهِ
كـانَـت قَصائِدُهُ هِيَ الصَوتَ iiالَّذي سَـرَّى  عَـنِ الإِسـلامِ ثَقلَ iiسُباتِهِ
بَـعَـثـتْ  بِـهِ روحَ الحَياةِ iiكَأَنَّها هِـيَ  صُـوَرُ إِسرافيلَ في iiزَعَقاتِهِ
وَفّـى عَـنِ الـشَرقِ القَديمِ iiنِضالَهُ مِـن  يَـومِ نَـشـأَتِـهِ لِيومِ iiوَفاتِهِ
مـاضٍ يَـحـذرهُ اِسـتِلابَ iiتُراثِهِ مِـنـهُ  وَيَـحـفِـزُهُ لِأَخـذِ iiتِراتِهِ
أَمَـلـي  مُـكـافَحَة الذِئابِ عَوادِياً بِـالـوادِ  قَـد حَـلّوا مَكانَ iiرُعاتِهِ
الـجـائِـسـيـنَ  بِـبَحرِهِ iiوَبِبَرِّهِ وَالـجـائِـشـيـنَ  بِنَجدِهِ وَوَطاتِهِ
وَالـغـاصِـبينَ  لِزَرعِهِ iiوَلِضَرعِهِ وَالآكِـلـيـنَ لِـتَـمـرِهِ iiبِـنَواتِهِ
يـا راحِـلاً مَـلَأَ الـزَمـانَ iiبَدائِعاً مِـن قَـبـلُ أَن نَزَلَ القَضا بِسُكاتِهِ
أَتَـرَكتَ  بَعدَكَ شاعِراً تَرضى iiبِأَن تَـرعـى جِـيـادَ الفِكرِ في iiتَلَعاتِهِ
يَـبـكـي  بِكَ الإِسلامُ خَيرَ iiجُنودِهِ أَبَـداً وَيَـرثـي الشَرقُ خَيرَ حُماتِهِ
اِنـظُـر إِلى الإِخوانِ كَيفَ iiتَرَكتَهُم مِـن  كُـلِّ مُضطَجِعٍ عَلى iiجَمَراتِهِ
مَضَتِ  السُنونُ الأَربَعونَ وَنَحنُ iiفي هَـذا  الإِخـاء نَـمُـزُّ مِن iiقَهَواتِهِ
أَرعـاكَ مِـن بُـعدٍ وَتَرعاني iiعَلى عَـهـدِ نَـهُـزُّ الرَطبَ مِن عَذَباتِهِ
عَـهـدٌ رَعَـيـنـاهُ مَـديدَ iiحَياتِنا وَالـيَـومَ زادَ الـمَوتُ مِن iiحُرماتِهِ
قَـد كُـنتَ في الدُنيا هِزاراً iiصادِحاً يَـشـجي  وَيُسلي الناسَ في نَغَماتِهِ
فَـالآنَ  كُـن بِـجَلالِ رَبِّكَ iiساجِعاً وَالـطـائِـرُ  الـمَحكيّ في iiجَنّاتِهِ
*زهير
11 - مايو - 2007
بيعة الأمير شكيب أرسلان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

وهذه بيعة الأمير شكيب أرسلان وهي منشورة في ديوانه (ص 42) نشرة المنار، وقدم لها بقوله: (القصيدة التي بعثت بها من أمريكا إلى المهرجان الذي أقيم لأحمد شوقي أمير الشعراء سنة 1927 مسيحية، وتلاها في المحفل شاعر القطرين خليل مطران، وكان نظمي هذه القصيدة في البحر قبل وصولي إلى نيويورك)

 

نـادِ الـقَريحَةَ ما اِستَطَعتُ iiنِداءَها إِنَّ الـحُـقـوقَ لِـتَقتَضيكَ iiأَداءَها
مـهـمـا ينل منها الجمود فإن من إعـجـاز أحـمـد ما يفجر iiماءها
مَـهـمـا  تَـراكَمَتِ الغيومُ iiبِأُفقِها فَـالـيَـومُ  عِندَكَ ما يُعيدُ iiجَلاءَها
لا تَـعـتَـذِر عَـنـها بَكرَ نَوائِبٍ سَـدَّت  عَـلَـيها نَهجَها iiوَسَواءَها
فَـأَهَـمُّ ما هَمَتِ السَحابُ إِذا مَرَّت هـوجُ الـعَواصِفِ دَرَّها وَسَخاءَها
وَالـحَـكُّ  يَـستَوري الزِنادَ iiوَإِنَّما تُـربي الصَوارِمَ بِالصِقالِ iiمَضاءَها
وَالـرُمـحُ  يَـكسَبُ بِالثِقافِ iiمَتانَةً وَالـخَـيلُ  يُظهِرُ عَدوُها iiخَيلاءَها
حـاشـا الـقَرائِحَ أَن تَضَنَّ بِوَدقِها مـا  دامَ شَـوقـي كـافِلاً iiأَنواءَها
الـشـاعِـرُ  الـفَـذُّ الَّذي iiكَلِماتَهُ ضَـمَنَ  النُبوغُ عَلى الزَمانِ بَقاءَها
أَنـسَـت فَـصـاحَتَهُ أَوائِلَ iiوائِلٍ وَغَـدَت هَـوازِنٌ مَعَ ثَقيفٍ iiفِداءَها
فـي  كُـلِّ كـائِـنَةٍ يَزِفُّ iiقَصيدَةً تـوتـي  جَـميعَ الكائِناتِ iiبَهاءَها
غَـدَتِ الـمَـعـاني كُلَّها مِلكَها iiلَهُ فَـأَصـابَ  مِـنها كُلَّ بَكرٍ iiشاءَها
وَكَـسـا الـلِسانَ اليَعرُبِيَّ iiمَطارِفاً هَـيـهـاتَ  يَنتَظِرُ الزَمانَ iiفَناءَها
سَـتُـخَـلِّـدُ الأَوطانُ مِن iiتَكريمِهِ ذِكـرى  تُـطَبِّقُ أَرضَها iiوَسَماءَها
لَـو  أَنـصَفَت لُغَةُ الأَعارِبِ iiقَدرَهُ صَـلَّـت  عَلَيهِ صَباحَها iiوَمَساءَها
مِـن كَـلِّ مَوضوعٍ أَصابَ شَواكِلاً بَـلَـغَـت بِمَقتَلِها الصُدورُ iiشِفاءَها
يَـبـكـي  شِـكِسبيرَ عَلى iiأَمثالِها وَيَـبـيـتُ  غَوَتهُ حاسِداً iiعَلياءَها
وَلَـوَ  أَنَّ آلِـهَـةَ الفَصاحَةِ عِندَهُم أَدرَكـنَ شَـوقـي خَفَفَّتُ iiغُلَواءَها
صَـنّـاجَـةَ الـشَرقِ الَّذي iiنَبَراتُهُ تَـجـلـو المَشارِقَ عِندَها iiغَمّاءَها
فـي  كُلِّ حَرفٍ مِن حُروفِ يَراعِهِ وَتَـرٌ يُـثـيـرُ سُرورَها iiوَبُكاءَها
مـا  حَـلَّ بِـالإِسـلامِ بَأسُ iiمُلِمَّةٍ إِلّا وَرَجَّـعَ شِـعـرُهُ iiأَصـداءَهـا
يُـبـدي  فَـظاعَتَها وَيوسِعُ iiهَولَها وَصـفـاً  وَيُـذكِرُ داءَها iiوَدَواءَها
كـانَـت قَـصـائِـدُهُ لِبَعثِ iiبِلادِهِ صُـوَراً اَرادَ مِـنَ الـبَلى إِحياءَها
وَأَرى  الـلَـيـالـي لا تَعزِز iiأُمَّةً إِن  لَـم يَـكُـن سَوّاسُها iiشُعَراءَها
كَـم اَثـبَـتَ التاريخُ في iiصَفَحاتِهِ أُمَـمـاً غَـدا اِنـشـادُها iiإِنشاءَها
ضَـلَّـت لِـعَمري في الحَياةِ iiقَبيلَةٌ لَـم  تَـصـطَحِب أَفعالُها iiأَسماءَها
وَالـعَـربُ  لا تَبدَأ بِجَمعِ iiجُموعِها إِلّا سَـمِـعـتَ نَـشيدَها iiوَحَداءَها
أَكـرَمَ بِـأَحـمَـدَ شاعِراً وافى iiلَنا فـي  روحِ حـامِـلاً iiسـيـماءَها
أَتـلـو قَـصـائِـدَهُ فَتَملَأُ iiمُهجَتي فَـرَحـاً  يُـزيلُ هُمومَها iiوَعَناءَها
وَأَظَـلُّ  مُـفـتَـخِراً بِها فَكَأَنَّ iiلي دونَ  الأَنـامِ ثَـنـاءَهـا iiوَسَناءَها
نَـخَـلـت  لَـهُ نَفسي مَوَدَّةَ وامِقٍ وَفّـى  عِـهـادُ عُـهودِها iiإِنماءَها
نَـعـزو  إِلـى لَـخمٍ مِتانَةً أَصلَها وَتَـمُـزُّ مِـن ماءِ السماءِ iiصفاءَها
لا تـرتـجـي مـنـهاالنمائم ثلمة كـلا  ولا تـوهـي الهنات iiبناءها
نـاشَـدتَ  شِعري أَن يَفي iiبِمَوَدَّتي وَأَراهُ يَـعـجَـزُ أَن يَجيءَ iiكِفاءَها
قَـد  صـارَ عَهدي بِالقَريضِ iiكَأَنَّهُ دِمَـنٌ  تَـقـاضَتها الرِياحُ iiعَفاءَها
أَدعـو  فَـلا يَأتي الَّذي أَرضى iiبِهِ وَالـشِعرُ أَن تَجِدَ النُفوسَ iiرِضاءَها
وَالـشِـعرُ  ما رَسَمَ الضَمائِرَ iiناثِلاً مِـنـهـا  الـكَنائِنَ نافِجاً iiأَحناءَها
وَالـشِـعـرُ  ما تَرَكَ المَعاني مُثَّلاً فَـتَـكـادُ  تَـلمِسُ بِالَكُفِّ iiهَباءَها
وَالـشِـعرُ  حَيثُ يُقالُ مَن ذا iiقالَها مـا  الشِعرُ حَيثُ يُقالُ مَن ذا قاءَها
وَهُـنـاكَ نَـفـسٌ مَـرَّةً ما iiتَأَتَلي تُـمـلـي  عَلَيَّ مِنَ العُلا iiأَهواءَها
إِن  لَـم تَـجِدين في العَجاجَةِ iiأَوَّلاً نَـكَـرتَ  عَـلَـيَّ ثَلاثَها iiوَثَناءَها
وَفَّرتَ يا شَوقي السِباقَ عَلى الوَرى بِـرِيـاسَـةٍ بـاتَ السِباقُ وَراءَها
تَـتَـقَـطَّـعُ الأَعناقُ عَن iiغاياتِها حَـتّـى الأَمـاني لا تَحومُ iiحِذاءَها
تَـالـلَـهِ  أَعـطَيتَ الرِياسَةَ حَقَّها وَعَـقَـدتَ حَـبوَتَها وَنِلتَ iiحباءَها
وَبَـذَذتَ  أَهـلَ الـعَـبقَرِيَّةِ iiكُلَّهُم وَبَـزَزتَ جَـنَّـةَ عَـبقَرَ iiأَشياءَها
لَـمّـا  رَأَيـتُـكَ قَد نَزَحتَ iiقَليبَها أَلـقَـيـتَ عَـنّي دَلوَها iiوَرَشاءَها
فَـاِسـعَد بِعَرشِ إِمارَةِ الشِعرِ iiالَّتي أَلـقَـت  إِلَـيـكَ لِواءَها iiوَوَلاءَها
وَتَـهَـنَّ وَاِبـقَ لِأُمَّـةٍ iiعَـرَبِـيَّةٍ لا  زِلـتَ قُـرَّةَ عَـينِها iiوَضِياءَها

 
 
وهذه أيضا قطعة أخرى لشكيب أرسلان، وعبد العزيز المذكور فيها هو المرحوم عبد العزيز جاويش، وقد كتبها شكيب أرسلان على عروض رائعة شوقي في رثاء الجاويش، والتي يقول في مطلعها:
أَصابَ  المُجاهِدُ عُقبى الشَهيدِ وَأَلقى عَصاهُ المُضافُ الشَريد
_______________ 
 
تَـفَـوَّقَ شَـوقي iiبِأَشعارِهِ جَـمـيـعاً فَكُلُّ يَتيمٍ iiفَريدِ
وَمـا دُمتَ تَجتازُ iiأَرجاءَها تَـعـودُ بِكُلِّ طَريفٍ iiجَديدِ
تَوالي الهِتافَ لَدى كُلِّ iiبَيتٍ أَلا إنَّ ذَلـكَ بَيتُ iiالقَصيدِ
إِذا  هُـوَ أَبكى فَزادُ iiالمَعادِ وَإِن هُوَ غَنّى فَأُنسُ الوُجودِ
فِـداءً لِـمَـرثِـيَّـةٍ iiقالَها بِعَبدِ  العَزيزِ العَزيزِ الشَهيدِ
أَعـارَ  الرِثاءَ جَلالَ iiالفَقيدِ فَـأَصـبَـحَ هَذا لِهَذا iiنَديدِ
تَـكادُ لِإِحِرازِ أَقوالِ iiشَوقي تَـكونُ  المَنايا أَماني الفقيدِ
 
*زهير
11 - مايو - 2007
بيعة خليل مطران    كن أول من يقيّم
 
للمرحوم خليل مطران قصائد كثيرة في تمجيد شوقي، كالقصيدة التي يقول فيها:
أَهـلاً  بِنَابِغَةِ البِلاَدِ iiوَمَرْحَباً بِـالـعَبْقَرِيِّ  الفَاقِدِ iiالنُّظَرَاءِ
شَوقِي أَمِيرِ بِيانِهَا شَوقِي فَتَى فِـتـيانِهَا فِي الوَقْفَةِ iiالنَّكْرَاءِ
والقصيدة التي يقول فيها:
جَاءَ شَوْقِي بِبَعْضِ مَا رَامَ مِنْهُ وَهْوَ  فِي الحَقِّ للْقَرِيضِ أَمِيرُ
ولكن أجود قصائده في مدح شوقي هي هذه، وهي في موضوعها من نفائس الشعر، وتقع في (119) بيتا والمختار منها:
قَـبَـسٌ  بَدَا مِنْ جَانِبِ iiالصَّحْرَاءِ هَـلْ عَـادَ عَهْدُ الْوَحْيِ فِي iiسِيناءِ
أَرْنُـو  إِلـى الطُّورِ الأَشَمِّ فَأَجْتَلِي إيـمـاضَ  بَـرْقٍ وَاضِحَ iiالإِيمَاءِ
أَلـشَّـاعِـرِيَّـةُ  لاَ تَزَالُ iiكَعَهْدِها بَـعْـدَ  الـنُّـبُـوَّةِ مَهْبِطَ الإِيحَاءِ
وَالصَّوْتُ  إِنْ تَدْعُ الْحَقِيقَةُ iiصَوْتُهَا وَالـنُّـورُ نُـورُ خَـيَالِهَا الْوَضَّاء
أَبْـنَـاءُ يَعْرُبَ فِي أَسىً مِنْ iiحِقْبَةٍ شَـقِـيـَت بِـهَا الآدابُ جِدَّ iiشَقَاءِ
وَتَـخَـيَّـلَ  السَّادَاتُ فِي iiأَقْوَامِهِمْ شُـعَـرَاءَهَـا ضَرْباً مِنَ iiالأُجرَاءِ
يَـا بَـاعِـثَ المَجْدِ الْقَدِيمِ iiبِشِعْرِه وَمُـجَـدِّدَ الْـعَـرَبِـيَّـةِ iiالْعَربَاء
أَنْـتَ الأَمِـيرُ وَمَنْ يَكُنْهُ iiبِالْحِجَى فَـلَـهُ  بِـهِ تِـيـهٌ عَلَى iiالأُمَرَاءِ
أَلْـيَـوْمَ  عِـيدُكَ وَهْوَ عِيدٌ iiشَامِلٌ لِـلـضَّـادِ  فِـي مُتَبَايَنِ iiالأَرْجَاءِ
فِـي مِـصْرَ يُنْشِدُ مِنْ بَنِيها iiمُنْشِدٌ وَصَـدَاهُ  فِـي الْبَحْرَيْنِ وَالزَّوْرَاءِ
عِـيـدٌ بِـهِ اتَّحَدَتْ قُلُوبُ شُعُوبِهَا وَلَـقَـدْ  تَـكُـونُ كَثِيرَةُ iiالأَهْواءِ
مَـا  الـسِّحْرُ إِلاَّ شِعْرُ أَحْمَدَ iiمَالِكاً مِـنْـهَـا  الْقِيَادَ بِلُطْفِ iiالاسْتِهْوَاءِ
قَـدْ هَـيَّـأَتْ آيَـاتُـهُ iiلِـوُفُودِهَا فِـي مِـصْـرَ عَنْ أُمَمٍ أَحَبَّ iiلِقَاءِ
يـا مِصْرُ بَاهِي كُلَّ مِصْرٍ iiبِالأولَى أَنْـجَـبْـتِ مِـنْ أَبْنَائِكِ iiالْعُظَمَاءِ
حَـفَـلُـوا  لأَحْـمَدَ حَفْلَةً iiمَيْمُونَةً لَـمْ  تَـأْتِ فـي نَـبَإٍ مِنَ iiالأَنْبَاءِ
مَــا أَحْـمَـدٌ إلاَّ لِـوَاءُ iiبِـلاَدِهِ فِـي الـشَّرْقِ يَخْفُقُ فَوْقَ كُلِّ لِوَاءِ
أَعْـظِـمْ بِـشَوْقِي ذَائِداً عَنْ iiقَوْمِهِ وَبِـلاَدِهِ  فِـي الأَزْمَـةِ iiالـنَّكْرَاءِ
لَـتَـكَادُ  تَسْمَعُ مِنْ صَريرِ iiيَرَاعِهِ زأْراً كَـزَأْرِ الأُسْـدِ فِـي iiالْهَيْجَاءِ
وَتَـرَى كَـأّزْنِـدَةٍ يَطِيرُ iiشَرَارُهَا مُـتَـدَارِكـاً فِي الأَحْرُفِ السَّوْدَاءِ
وَتُـحِـسُّ نَـزْفَ حُشَاشَةٍ iiمَكْلُومَةٍ بِـمَـقَـاطِـرِ الْـياقُوتَةِ iiالحُمْرَاءِ
أَمَّـا جَـزَالَـتُـهُ فَغَايَةُ مَا iiانْتَهَتْ شَـرَفـاً إِلـيْـهِ جَزَالَةُ iiالفُصَحَاءِ
وَتَـكَـادُ  رِقَّـتُـهُ تَـسِيلُ iiبِلَفْظِهِ فِـي الـمُهْجَةِ الظَّمْأَى مَسِيلَ المَاءِ
وَتُرَى الدَّرَارِي فِي بُحُورِ عَرُوضَهِ وَكَـأّنَّـهُـنَّ دَنَـتْ بِـهِنَّ iiمَرَائِي
رَسَـمَ  الـنُّـبُـوغُ لَهُ iiبِمُخْتَلِفَاتِهَا صُـوَراً  جَلاَئِلَ فِي عُيُون iiالرَّائِي
أَلـمَـمْـتُ مِنْ شَوْقِي بِنَحُوٍ iiوَاحِدٍ وَجَـلاَلُـهُ  مُـتَـعَـدِّدُ iiالأَنْـحَاءِ
لِـلـهِ شَـوْقِـي فِي طَرَائِقِ iiأَخْذِهِ بِـطَـرَائِـفِ الأَحْـوَالِ وَالأَشْيَاءِ
فِـي  لَـهْـوِهِ وَسُرُورِهِ فِي iiزُهْوِهِ وَغُـرُورِهِ  فِـي الْـبَثِّ iiوَالإِشْكَاءِ
فِـي  حُـبِّـهِ لـلِنِّيلِ وَهْوَ iiعِبَادَةٌ لــلِـرَازِقِ  الْـعُـوَّادِ iiبِـالآلاَءِ
فِـي  بِـرِّهِ بِـبِـلاَدِهِ iiوَهِـيَـامِهِ بِـجَـمَـالِ تَـلْـكَ الْجَنَّةِ الْفَيْحَاءِ
فِـي وَصْفَهِ النْعَمَ التِي خصت iiبِهَا مِـن  حُـسْنِ مُرْتَبُعٍ وَطِيبِ iiهَوَاءِ
 
بَلَغتْ خِلاَلُ الْعَبْقَرِيَّةِ تِمَّهَا فِيهِ وَجَازَتْ شَأْوَ كُلِّ iiثَنَاءِ
*زهير
11 - مايو - 2007
خليل مطران: وتمثال شوقي    كن أول من يقيّم
 
وهذه ايضا قصيدة من روائع ما كتبه خليل مطران عن صديقه شوقي بمناسبة إقامة تمثال أحمد شوقي، وله أيضا أرجوزة في ملاعبة أولاد شوقي سألحق قطعة منها بهذا الملف:
 
أُقِـيـمَ تِـمْـثَـالُهُ وَلَكِنْ بِـهِ  لِـتِـمْـثَالِهِ iiالخُلُودُ
شَـوْقِـي نَزِيلٌ بِكُلِّ iiقَلْبٍ فِـي صُورَةٍ مَا بِهَا iiجُمُودُ
مَـا  بَقِيَ الشِّعْرُ فَهْوَ iiبَاقٍ كَـأَنَّ  فِـقْـدَانَـهُ iiوُجُودُ
شَـوْقِي وَيَكْفِي اسْمُهُ iiبَيَاناً يَـعْنِي  بِهِ المَجْدُ مَا iiيُرِيدُ
نَـمَاهُ  عَصْرٌ وَكلُّ iiعَصْرٍ يَـوَد  لَـوْ أَنَّـهُ iiالـعَتِيدُ
فِـي  كُلِّ قُطْرٍ ناءٍ iiوَقُطْرٍ دَانٍ  تَـغَـنَّـى لهُ iiقصِيدُ
مَا يَبْلُغُ الوَصْفَ مِنْ iiنُبُوغٍ مـحِـيـطُه  مَا لَهُ iiحُدودُ
أُمِّـرَ  بِـالـحَـقِّ أَلْمَعِيٌّ هَـيْـهَـاتَ يُلْفى لَهُ iiنَدِيدُ
غوَّاصُ  فِكْرٍ فِي كُلِّ iiبَحْرٍ يَـصِـيدُ لِلشِّعْرِ مَا iiيَصِيدُ
أَغْرَاضُهُ الجَوْهَرُ المصَفَّى وَلـفْـظُـهُ اللُّؤْلُؤُ iiالفرِيدُ
وَمَـا يـدَانى وَمَا iiيُسَامَى دَانِـي مـعَـانِيهِ iiوَالبَعَيدُ
إِنْ يَـدْعُهُ الوَحْيُ لَمَّ iiتَعُقْهُ ثَـنِـيَّـةٌ  صَـعْبَةٌ iiكَؤُودُ
يـصْعَدُ  حَتَّى تَبْدُو iiذُرَاهَا وَقَـدْ عَـلـتْـهَا لهُ iiبُنود
أَلـقَصَصُ  المَسْرَحِيُّ iiفنٌّ مِـرَاسُـهُ مُـرْهِقٌ iiشَدِيدُ
وَدُونَ نَـظْمِ القَرِيضِ iiفِيهِ مِـنْ ثِقَلِ العِبْءِ مَا iiيَؤُودُ
أَجَـادَهُ  مَـا يَشَاءُ iiشَوْقِي وَعَـزَّ  مِـنْ قَبْلِهِ iiالمُجِيدُ
*زهير
11 - مايو - 2007
بيعة حافظ إبراهيم    كن أول من يقيّم
 
لم أتمكن من نشر هذه القصيدة على طولها في تعليق واحد، وعدد أبياتها 98 بيتا، وتمتاز بان حافظ إبراهيم وقف فيها على أجمل قصائد شوقي:
 
بَـلابِلَ وادي النيلِ بِالمَشرِقِ iiاِسجَعي بِـشِـعـرِ  أَمـيرِ الدَولَتَينِ iiوَرَجِّعي
أَعـيدي  عَلى الأَسماعِ ما غَرَّدَت iiبِهِ يَـراعَـةُ شَـوقي في اِبتِداءٍ iiوَمَقطَعِ
بَـراهـا  لَـهُ الباري فَلَم يَنبُ iiسِنُّها إِذا مـا نَـبـا العَسّالُ في كَفِّ iiأَروَعِ
مَـواقِعُها  في الشَرقِ وَالشَرقُ iiمُجدِبٌ مَـواقِـعُ  صَيبِ الغَيثِ في كُلِّ iiبَلقَعِ
لَـدَيـهـا وُفـودُ اللَفظِ تَنساقُ iiخَلفَها وُفـودُ الـمَـعـاني خُشَّعاً عِندَ خُشَّعِ
إِذا رَضِـيَـت جاءَت بِأَنفاسِ iiرَوضَةٍ وَإِن  غَـضِبَت جاءَت بِنَكباءَ iiزَعزَعِ
أَحَـنُّ  عَـلى المَكدودِ مِن ظِلِّ iiدَوحَةٍ وَأَحنى  عَلى المَولودِ مِن ثَديِ iiمُرضِعِ
عَـلـى سِـنِّـها رِفقٌ يَسيلُ iiوَرَحمَةٌ وَرَوحٌ  لِـمَن يَأسى وَذِكرى لِمَن iiيَعي
تَـسـابَـقُ فَوقَ الطِرسِ أَفكارُ iiرَبِّها سِـبـاقَ  جِـيـادٍ فـي مَجالٍ مُرَبَّعِ
تَـطـيـرُ بُروقُ الفِكرِ خَلفَ iiبُروقِها تُـنـاشِـدُهـا بِـالـلَهِ لا iiتَتَسَرَّعي
تُـحـاوِلُ فَـوتَ الـفِكرِ لَو لَم iiتَكُفَّها أَنـامِـلُـهُ كَـفَّ الـجَموحِ iiالمُرَوَّعِ
أَلَـم تَـعـلَـمـوا أَنّا بُذُخرَي iiنَباغَةٍ نُـفـاخِرُ  أَهلَ الشَرقِ في أَيِّ iiمَجمَعِ
نُـفـاخِـرُ مِـن شَـوقِـيِّنا iiبِيَراعَةٍ وَنَـزدادُ فَـخـراً مِـن عَلِيٍّ بِمِبضَعِ
فَـذاكَ  شِـفـاءُ الجِسمِ تَدمى جِراحُهُ وَتِـلـكَ  شِـفـاءُ الـوالِهِ iiالمُتَوَجِّعِ
نَـمَـتـكَ  ظِـلالٌ وارِفـاتٌ iiوَأَنعُمٌ وَلَـيِّـنُ  عَـيشٍ في مَصيفٍ iiوَمَربَعِ
وَمَـن كـانَ فـي بَيتِ المُلوكِ iiثَواؤُهُ يُـنَـشَّأُ  عَلى النُعمى وَيَمرَح iiوَيَرتَعِ
لَـئِن عَجِبوا أَن شابَ شَوقي وَلَم يَزَل فَـتِـيَّ الـهَـوى وَالقَلبِ جَمَّ iiالتَمَتُّعِ
لَـقَـد شابَ مِن هَولِ القَوافي iiوَوَقعِها وَإِتـيـانِـهِ بِـالـمُـعـجِزِ iiالمُتَمَنِّعِ
كَـمـا  شَـيَّـبَـت هودٌ ذُؤابَةَ أَحمَدٍ وَشَـيَّـبَـتِ الـهَيجاءُ رَأسَ iiالمُدَرَّعِ
يَـعـيبونَ شَوقي أَن يُرى غَيرَ iiمُنشِدٍ وَمـا ذاكَ عَـن عِـيٍّ بِـهِ أَو iiتَرفعِ
وَمـا كـانَ عـابـاً أَن يَجيءَ بِمُنشِدٍ لِآيـاتِـهِ  أَو أَن يَـجـيءَ iiبِـمُسمِعِ
فَـهَـذا كَـلـيـمُ الـلَهِ قَد جاءَ iiقَبلَهُ بِـهـارونَ  ما يَأمُرهُ بِالوَحيِ iiيَصدَعِ
بَلَغتَ بِوَصفِ النيلِ مِن وَصفِكَ المَدى وَأَيّـامَ  فِـرعَـونٍ وَمَـعـبودِهِ iiرَعِ
وَمـا سُـقـتَ مِن عادِ البِلادِ iiوَأَهلِها وَمـا قُـلتَ في أَهرامِ خوفو iiوَخَفرَعِ
فَـأَطـلَـعـتَـها  شَوقِيَّةً لَو iiتَنَسَّقَت مَـعَ الـنَيِّراتِ الزُهرِ خُصَّت iiبِمَطلَعِ
 
 
*زهير
11 - مايو - 2007
بيعة حافظ 2    كن أول من يقيّم
 
أَمِن أَيِّ عَهدٍ في القُرى قَد iiتَفَجَّرَت يَـنابيعُ  هَذا الفِكرِ أَم أُختُ iiيوشَعِ
وَفـي تـوتَ ما أَعيا اِبتِكارَ مُوَفَّقٍ وَفـي  ناشِئٌ في الوَردِ إِلهامُ iiمُبدِعِ
أَسـالَـت سَلا قَلبي شُؤوني iiتَذَكُّرا كَـما نَثَرَت ريمٌ عَلى القاعِ iiأَدمُعي
وَسَـل يَـلـدِزاً إِنّي رَأَيتُ جَمالَها عَلى  الدَهرِ قَد أَنسى جَمالَ iiالمُقَنَّعِ
أَطَـلَّـت عَـلَينا أُختُ أَندَلُسٍ iiبِما أَطَـلَّت  فَكانَت لِلنُهى خَيرَ iiمَشرَعِ
وَفـي  نَـسـجِ صَدّاحٍ أَتَيتَ iiبِآيَةٍ مِـنَ  الـسَهلِ لا تَنقادُ لِاِبنِ المُقَفَّعِ
وَرائِع وَصفٍ في أَبي الهَولِ iiسُقتَهُ كَـبُستانِ نورٍ قَبلَ رَعيِكَ ما iiرُعي
خَـرَجتَ بِهِ عَن طَوقِ كُلِّ مُصَوِّرٍ يُـجيدُ دَقيقَ الفَنِّ في جَوفِ مَصنَعِ
وَفي  اُنظُر إِلى الأَقمارِ زَفرَةُ iiواجِدٍ وَأَنَّـةُ  مَـقـروحِ الـفُؤادِ iiمُوَزَّعِ
بَـكَيتَ  عَلى سِرِّ السَماءِ iiوَطُهرِها وَمـا اِبـتَذَلوا مِن خِدرِها iiالمُتَرَفِّعِ
شَياطينُ  إِنسٍ تَسرِقُ السَمعَ iiخِلسَةً وَلا  تَـحـذَرَ الـمَخبوءَ iiلِلمُتَسَمِّعِ
وَسـيـنِـيَّـةٍ لِـلبُحتُرِيِّ iiنَسَختَها بِـسـينِيَّةٍ  قَد أَخرَسَت كُلَّ iiمُدَّعي
أَتـى لَكَ فيها طائِعاً كُلُّ ما iiعَصى عَـلـى  كُلِّ جَبّارِ القَريحَةِ iiالمَعي
شَجا البُحتُري إيوانُ كِسرى وَهاجَهُ وَهاجَت بِكَ الحَمراءُ أَشجانَ iiموجَعِ
وَقَـفتَ بِها تَبكي الرُبوعَ كَما iiبَكى فَـيـا  لَـكُـما مِن واقِفَينِ iiبِأَربُعِ
فَـنَـسـجُكَ  كَالديباجِ حَلّاهُ iiوَشيُهُ وَفـي  النَسجِ ما يَأتي بِثَوبٍ iiمُرَقَّعِ
وَشِـعرُكَ  ماءُ النَهرِ يَجري مُجَدَّداً وَشِـعـرُ  سَوادِ الناسِ ماءٌ iiبِمَنقَعِ
أَأَفـضـى إِلى خَتمِ الزَمانِ iiفَفَضَّهُ مِنَ الوَحيِ وَالإِلهامِ أَم قَولُ iiلَوذَعي
وَقَـلـبي اِدَّكَرتَ اليَومَ غَيرَ iiمُوَفَّقٍ رُقى  السِحرِ أَم أَنّاتُ أَسوانَ iiمولَعِ
تَـمَلَّكتَ  مِن مُلكِ القَريضِ iiفَسيحَهُ فَـلَـم تُبقِ يا شَوقي لَنا قَيدَ iiإِصبَعِ
فَـبِـالـلَـهِ دَع لِـلناثِرينَ iiوَسيلَةً تُـفـيءُ عَـلَيهِم وَاِتَّقِ اللَهَ iiوَاِقنَعِ
عَـمِـلـتَ عَلى نَيلِ الخُلودِ iiفَنِلتَهُ فَـقُل في مَقامِ الشُكرِ يا رَبِّ iiأَوزِعِ
جَـلا شِـعرُهُ لِلناسِ مِرآةَ iiعَصرِهِ وَمِـرآةَ عَـهدِ الشِعرِ مِن عَهدِ تُبَّعِ
يَـجـيءُ لَـنـا آنـاً بِأَحمَدَ ماثِلاً وَآوِنَـةً  بِـالـبُـحتُرِيِّ iiالمُرَصَّعِ
وَيَـشأو  رُقى هوجو وَيَأتي iiنَسيبُهُ لَـنـا  مِـن لَـيالي أَلفَريدَ iiبِأَربَعِ
وَإِن خَطَرَت ذِكرى الفُحولِ بِفارِسٍ وَما  خَلَّفوا في القَولِ مِن كُلِّ مُشبِعِ
أَتـانا بِرَوضٍ مُزهِرٍ مِن iiرِياضِهِم وَحـافِـظُـهُم  فيهِ يُغَنّي iiوَيَرتَعي
*زهير
11 - مايو - 2007
بيعة حافظ 3    كن أول من يقيّم
 
فَـقُـل لِـلَّـذي يَـبغي مَداهُ iiمُنافِساً طَـمِـعتَ لَعَمرُ اللَهِ في غَيرِ iiمَطمَعِ
فَـذَلِـكَ  سَـيـفٌ سَـلَّهُ اللَهُ iiقاطِعٌ فَـأَيّـانَ يَـضرِب يَفرِ دِرعاً وَيَقطَعِ
وَهَـل  تَـدفَعُ الدِرعُ المَنيعَةُ صارِماً بِـهِ يَـضرِبُ المِقدارُ في كَفِّ iiسَلفَعِ
نُـفـيتَ  فَلَم تَجزَع وَلَم تَكُ iiضارِعاً وَمَـن  تَـرمِهِ الأَيّامُ يَجزَع وَيَضرَعِ
وَأَخصَبتَ في المَنفى وَما كُنتَ iiمُجدِباً وَفي  النَفيِّ خِصبُ العَبقَرِيِّ iiالسَمَيذَعِ
لَـقَـد زادَ هوجو فيهِ خِصبَ iiقَريحَةٍ وَآبَ إِلـى أَوطـانِـهِ جِـدَّ مُـمرِعِ
وَأَدرَكَ سـامـي بِـالـجَزيرَةِ iiغايَةً إِلَـيـهـا مُـلـوكُ القَولِ لَم iiتَتَطَلَّعِ
تَـذَكَّـرتَ عَذبَ النيلِ وَالنَفسُ iiصَبَّةٌ إِلـى نَـهـلَةٍ مِن كوبِ ماءٍ iiمُشَعشَعِ
وَأَرسَـلتَ تَستَسقي بَني مِصرَ iiشَربَةً فَـقَطَّعتَ أَحشائي وَأَضرَمتَ iiأَضلُعي
أَنَـروى  وَلا تَـروى وَأَنـتَ iiأَحَقُّنا بِـرِيٍّ فَـيـا قَـلـبَ النُبوغِ iiتَقَطَّعِ
وَإِن  شِـئـتِ عَـنّا يا سَماءُ iiفَأَقلِعي وَيـا ماءَها فَاِكفُف وَيا أَرضُ iiفَاِبلَعي
حَـرامٌ  عَـلَـيـنـا أَن نَـلَذَّ iiبِنَهلَةٍ وَأَنـتَ تُـنـاديـنـا وَنَحنُ iiبِمَسمَعِ
أَبـى الـلَـهُ إِلّا أَن يَـرُدَّكَ iiسـالِماً وَمَـن يَـرعَـهُ يَسلَم وَيَغنَم iiوَيَرجِعِ
وَعُدتَ  فَقَرَّت عَينُ مِصرٍ iiوَأَصبَحَت رِيـاضُ الـقَـوافي في رَبيعٍ مُوَشَّعِ
وَأَدرَكـتَ  مـا تَـبغي وَشَيَّدتَ iiآيَةً عَلى  الشاطِئِ الغَربِيِّ في خَيرِ iiمَوقِعِ
يَـحُـفُّ بِـها رَوضٌ يُحَيّي iiبُدورَها بُـكـوراً  بِـرَيّـا عَرفِهِ iiالمُتَضَوِّعِ
حِـمـىً يَـتَهادى النيلُ تَحتَ iiظِلالِهِ تَـهـادِيَ  خَـودٍ فـي رِداءٍ iiمُجَزَّعِ
لَـقَـد كُنتَ تَرجو مِنهُ بِالأَمسِ قَطرَةً فَـدونَـكَـهُ  فَـاِبـرُد غَليلَكَ iiوَاِنقَعِ
أَمـيـرَ  الـقَـوافي قَد أَتَيتُ iiمُبايِعاً وَهَـذي وُفودُ الشَرقِ قَد بايَعَت iiمَعي
فَـغَـنِّ رُبوعَ النيلِ وَاِعطِف iiبِنَظرَةٍ عَلى  ساكِني النَهرَينِ وَاِصدَح iiوَأَبدِعِ
وَلا  تَـنـسَ نَجداً إِنَّها مَنبِتُ iiالهَوى وَمَـرعـى المَها مِن سارِحاتٍ وَرُتَّعِ
وَحَـيِّ ذُرا لُـبـنانَ وَاِجعَل iiلِتونُسٍ نَـصـيـباً مِنَ السَلوى وَقَسِّم وَوَزِّعِ
فَفي  الشِعرِ حَثُّ الطامِحينَ إِلى iiالعُلا وَفـي الـشِعرِ زُهدُ الناسِكِ iiالمُتَوَرِّعِ
وَفي الشِعرِ ما يُغني عَنِ السَيفِ وَقعُهُ كَـمـا  رَوَّعَ الأَعـداءَ بَيتٌ iiلِأَشجَعِ
وَفـي  الـشِعرِ إِحياءُ النُفوسِ وَرِيُّها وَأَنـتَ  لِـرِيِّ الـنَفسِ أَعذَبُ iiمَنبَعِ
فَـنَـبِّـه  عُـقولاً طالَ عَهدُ رُقادِها وَأَفـئِـدَةً  شُـدَّت إِلَـيـهـا iiبِأَنسُعِ
وَأَنـتَ  بِـحَـمدِ اللَهِ ما زِلتَ iiقادِراً عَـلـى النَفعِ فَاِستَنهِض بَيانَكَ وَاِنقَعِ
وَخُـذ  بِـزِمـامِ القَومِ وَاِنزِع iiبِأَهلِهِ إِلـى  الـمَـجدِ وَالعَلياءِ أَكرَمَ iiمَنزِعِ
وَقِـفـنـا  عَـلى النَهجِ القَويمِ iiفَإِنَّنا سَـلَـكـنا  طَريقاً لِلهُدى غَيرَ iiمَهيَعِ
مَـلَأنـا  طِباقَ الأَرضِ وَجداً وَلَوعَةً بِـهِـنـدٍ  وَدَعـدٍ وَالرَبابِ iiوَبَوزَعِ
وَمَـلَّـت بَـنـاتُ الشِعرِ مِنّا iiمَواقِفاً بِـسِـقـطِ الـلِوى وَالرَقمَتَينِ وَلَعلَعِ
وَأَقـوامُنا  في الشَرقِ قَد طالَ iiنَومُهُم وَمـا  كـانَ نَـومُ الـشِعرِ بِالمُتَوَقَّعِ
تَـغَـيَّـرَتِ  الـدُنيا وَقَد كانَ iiأَهلُها يَـرَونَ  مُـتونَ العيسِ أَليَنَ iiمَضجَعِ
وَكـانَ  بَـريـدُ الـعِلمِ عيراً iiوَأَينُقاً مَـتى  يُعيِها الإيجافُ في البيدِ iiتَظلَعِ
فَـأَصـبَـحَ لا يَرضى البُخارَ iiمَطِيَّةً وَلا  الـسِـلـكَ فـي تَيّارِهِ iiالمُتَدَفِّعِ
وَقَـد  كـانَ كُلَّ الأَمرِ تَصويبُ iiنَبلَةٍ فَـأَصبَحَ بَعضُ الأَمرِ تَصويبُ iiمِدفَعِ
وَنَـحـنُ كَـما غَنّى الأَوائِلُ لَم نَزَل نُـغَـنّـي  بِـأَرماحٍ وَبيضٍ iiوَأَدرُعِ
عَـرَفنا مَدى الشَيءِ القَديمِ فَهَل iiمَدىً لِـشَـيءٍ جَـديدٍ حاضِرِ النَفعِ iiمُمتِعِ
لَـدى  كُـلِّ شَعبٍ في الحَوادِثِ iiعُدَّةٌ وَعُـدَّتُـنـا نَـدبُ التُراثِ iiالمُضَيَّعِ
فَـيـا ضَـيعَةَ الأَقلامِ إِن لَم نَقُم iiبِها دِعـامَـةَ رُكـنِ المَشرِقِ iiالمُتَزَعزِعِ
أَتَـمـشـي  بِـهِ شُمَّ الأُنوفِ iiعُداتُهُ وَرَبُّ  الـحِـمى يَمشي بِأَنفٍ iiمُجَدَّعِ
عَـزيزٌ عَلَيهِ يا بَني الشَرقِ أَن iiتُرى كَـواكِـبُـهُ  فـي أُفـقِهِ غَيرَ iiطُلَّعِ
وَأَعـلامُـهُ  مِـن فَـوقِهِ غَيرَ iiخُفَّقٍ وَأَقـلامُـهُ مِـن تَـحتِها غَيرَ iiشُرَّعِ
وَكَـيـفَ  يُوَقّى الشَرَّ أَو يَبلُغُ iiالمُنى عَـلـى ما نَرى مِن شَملِهِ iiالمُتَصَدِّعِ
فَـإِن كُـنـتَ قَـوّالاً كَـريماً iiمَقالُهُ فَـقُل في سَبيلِ النيلِ وَالشَرقِ أَو iiدَعِ
 
*زهير
11 - مايو - 2007
بيعة أحمد محرم    كن أول من يقيّم
 
لا  تُـريدوا بعد شوقي iiغيرَه إنّ خيرَ الشّعرِ شعرُ الأحمديْنْ
آن لـلآبـاءِ أن iiيـسترجعوا ما على الأبناءِ من حقٍّ iiودَيْنْ
*زهير
11 - مايو - 2007
بيعة الشيخ الزين (1)    كن أول من يقيّم
 
الشيخ أحمد الزين. 1316 - 1367 هـ / 1898 - 1947 م
أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنة
قرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً   .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددة
عهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..) وقصيدته هذه من نوادر الشعر في العصر الحديث، ذكر فيها أعلام الشعر العربي في عصر شوقي وهي في
الديوان (89) بيتا، نختار منها قوله:
أَلا  أَبلغا شَوقي عَلى نَأيِ iiدارِهِ مَـقالا كَنَفحِ المِسكِ رَيّاه iiتُنشَرُ
بِـأَنَّ مَـعـانيهِ تَطُول وَتَعتَلي وَيا رُبَّ لَفظٍ في البَلاغَةِ يَقصُر
وَفـيـما  أَراهُ أَنَّهُ خَيرُ iiشاعِرٍ وَإِن خَـفَّ أَلـفاظاً فَذَلِكَ iiيُغفَرُ
وَلِلكاشف  المَعنى الَّذي خَطَراتُهُ صِـعابٌ عَلى من رامَها iiتَتَعذَّرُ
يَـمـيِّـزُهُ  عَمَّن سِواهُ اِعتِمادُهُ عَلى  نَفسِهِ كَالبَحر بِالماءِ يَزخَرُ
يَفيضُ عَلى قِرطاسِهِ وَحيُ فِكرِهِ سِـوى  أَنـهُ يَكبُو قَليلاً iiوَيَعثرُ
فَـتِـلـكَ  مَـعانيهِ وَأَمّا iiبَيانُهُ فَـلا  عَيب فيهِ غَير يُبسٍ iiيُنَفِّر
وَمَـعناهُ  لا عال وَلا هُوَ iiساقِطٌ وَبـكـرُ  مَـعانيهِ قَليلٌ iiمُبَعثَرُ
وَأَمّا نَسيمٌ فَهُوَ في الهَجوِ iiأَخطَلٌ تَرى قارِعاتِ الدَهرِ فيما يُسطِّرُ
وَإِن  لَـهُ لَـفظاً يَروقُكَ iiنَسجُهُ وَإِن مـسـاوِيـهِ تُعَدُّ iiوَتُحصر

وَصَـبـري أَميرُ الشعر في iiصُغرياتِهِ لَـهُ  نَـفَـثـاتٌ تَـسـتَبيكَ iiوَتَسحَرُ
لَـهُ قِـطَـعٌ تُـلهى الفَتى عَن iiشَباب وَتُخجِل زَهرَ الرَوضِ وَالرَوضُ مُزهِرُ
أَعـادَ لَـنـا عَـهـدَ الـوَليد iiبِشِعرِهِ فَـمَـعـناهُ بَينَ الشَرق وَالغَرب iiيُؤثَرُ
وَحـافـظُ  فـي مَـصرٍ بَقيَّةُ iiأُمَّةٍ بِها كانَ رَوضُ الشعرِ يَذكُو وَينضرُ
مَـتـينُ القَوافي يُدرك الفهمُ iiلَفظَها وَلَـو  لَم تَكُن في آخِرِ البَيتِ iiتُذكَرُ
وَيـحـكِـمُ نَسجَ القَولِ حَتّى iiكَأَنَّما قَـصـائِـدُهُ  في ذَلِكَ النَسج iiتُفطَر
يُـصـوِّرُ مَـعـنـاهُ فَتَحسَبُ iiأَنَّهُ لِـتـلـكَ  المَعاني شاعِرٌ iiوَمُصوِّر
سِـوى  أَنَّـهُ يَحشُو وَيَستُر iiحشوَه بِـلَـفظٍ  كَصَفو الخَمرِ رَيّاه iiتُسكرُ

وَمـيَّـزَ  حـفـنـى بِـسـطَـةٌ فـي iiبَـيـانِـهِ فَـلَـسـتَ  تَـرى مَـعـنـىً لَـهُ iiيَـتَـعَـسَّـرُ
تَــراهُ وَلُــوعــاً بِــالــبَـديـع iiوَإِنَّـمـا يُــحـسِّـنُـه مـن بَـعـد مـا كـادَ iiيُـنـكَـرُ
قَــلـيـلُ اِبـتِـكـارٍ لِـلـمَـعـانـي وَإِنَّـمـا كَــســاهــا  بَــهــاءً رقـةٌ ثـم iiتـنـدُرُ
وَإِنَّ لَهُ ظَرفاً وَحسنَ فُكاهَةٍ يَكادُ لَها ذاوي الأَقاحِ iiيُنوِّرُ
وَيـا حَـسَناً أَبدَعتَ لَولا iiتُكلُّفٌ بِـلَـفظِكَ يُخفِي ما تُريد iiوَيَستُرُ
وَلَـكِـنَـهُ يَـسبيكَ مِنهُ iiنسيبُهُ لـعـفَّتِهِ  وَالشعرُ ما عَفَّ iiيَكبرُ
وَإِنّ  لَـهُ شـعـراً يَـكادُ iiلرقَّةٍ يَـذُوب  وَمَـعـناهُ أَغَرُّ iiمُشَهَّرُ
وَإِنَّ  شَـفـيـقاً يَستَبيكَ مُجونُه وَقَد  كادَ مِن بَعد النُواسيِّ iiيُهجَرُ
وَأَلـفـاظُهُ لَيسَت تُواتي iiمُجونَه وَلَـو رَقّ أَلـفـاظاً فَذَلِكَ iiأَجدَرُ
وَإِنّ  لَـهُ شِـعراً يَفيضُ iiجَلالُه عَـلـى حـالتيهِ إِذ يَجِدُّ iiوَيهذرُ
وَإِن  لَـهُ شَكوى مِن الدَهر iiمُرّةً تَـكـادُ لَـهـا أَكـبادُنا iiتَتَفظَّرُ
أَلا  أَبـلـغـا مُطران أَنّ iiبَيانَه خَـفـيٌّ  وَمَعناهُ عَن اللَفظِ أَكبَرُ
وَيُـوجِزُ في الأَلفاظِ حَتّى iiتَظنَّه عَـلى غَيرِ عَيٍّ بِالمَقالة iiيَحصَرُ
وَيُـشـبـهـه عَبدُ الحَليم iiتَكلُّفاً إِلـى  أَن تَرى فيهِ النُهى تَتَحيَّرُ
وَيا رُبَّ مَعنىً لاحَ في لَيلِ لَفظِهِ يُـضيءُ كَنجم في الدجنَّة iiيُزهِر
وَمُـطَّـلب  في شعرِهِ ذُو iiبَداوَةٍ وَلَـكـنـهُ  في بَعضِهِ iiيَتَحَضَّرُ
وَيُـغـرِب  فـي أَلفاظِهِ iiوَلَعَلَّهُ يُـريـد  بِها إِحياء ما كادَ iiيُقبَرُ
فَلَو كانَ لِلأَشعارِ في مصر iiكَعبةٌ لَـكانَ عَلى أَستارِها مِنهُ iiأَسطُر
وَيُـشبهه  في لَفظِهِ الفَخِم iiكاظِمٌ سِوى  أَنهُ مِن رَقَّةِ المُدنِ iiيَصفرُ
تَـراهُ  بِصَحراءِ العُذَيبِ iiوَبارِق مُـقـيماً  فَلا يَمضى وَلا iiيَتَأَخَّرُ
فَـأَشعارُهُ  ثَوبٌ مِن القَزِّ iiنَسجُه وَلَـيـسَ لِهَذا الثَوبِ مَن iiيَتدَثَّر
وَلا تَـنـسيا عُثمان إِنَّ iiقَريضَه يُـعـيـدُ لَنا عَهد البداء iiوَيُذكِرُ
يُـؤَرِّقـهُ  بَرقُ الغَضا iiوَيَشُوقه نَسيمٌ عَلى أَزهار تُوضَحَ iiيَخطِرُ
فَـذاكَ  امـرؤٌ أَهدته أَيامُ iiوائِلٍ لِأَيـامِنا  فَالعَصر لِلعَصرِ iiيَشكُرُ
وَإِن عَـلـيّـاً يَـستبيك iiنَسيبُهُ وَيُـروى بِهِ نبتُ العُقولِ فَيُزهِرُ
جَرى في مَعانيهِ مَع العَصرِ جِدَّةً وَأَطلع  صُبحاً في البَلاغَةِ iiيُسفِر
 
*زهير
11 - مايو - 2007
تتمة بيعة الشيخ الزين    كن أول من يقيّم
 
أَلا  أَبـلـغـا الـعَـقّادَ تَعقيدَ لَفظِهِ وَمَـعـنـاهُ  مثلُ النَبتِ ذاوٍ iiوَمُثمِرُ
يُـحـاوِلُ شـعرَ الغَربِ لَكن iiيَفوتُه وَيَـبغي  قَريضَ العُرب لَكن iiيُقصِّر
وَلا  تَشكرا شُكرى عَلى حُسنِ شعرِهِ فَـذَلِـكَ  شـعـرٌ بِـالبَلاغَةِ iiيَكفُر
فَـلَـستُ أَرى في شعِرِهِ ما يَروقُني وَلَـكـن  عَـنـاوينُ القَصيدِ تَغرِّرُ
وَيُـفـضـل شـعرُ المازِنيِّ iiبِلَفظِهِ فَـذَلِـكَ  مِـن أَلـفيهِ أَجلى وَأَشهَرُ
وَرُبَّ خَـيـالٍ مِـنـهُ عَـقَّد iiلَفظَه فَـمَـعـنـاهُ  فـي أَلـفاظِهِ iiيَتَعَثَّر
تَـضـيـعُ مَـعاني الرافعيِّ iiبِلَفظِهِ فَـلا  نُبصر المَعنى وَهَيهاتَ نُبصِرُ
مَـعـانـيـهِ  كَالحَسناءِ تَأبى iiتَبذُّلاً لِـذاكَ  تَـراهـا بِـالحِجابِ iiتُخَدَّر
وَإِنَّ  أَخـي كَـالـرافِـعـيِّ iiوَإِنَّما مَـعـانـيـهِ مِـنها ما يَجلُّ iiوَيَكبُرُ
فَـمَـعـناهُ مثلُ البَدرِ خَلفَ iiسَحابَةٍ سِـوى لَـمـعَةٍ كَالبَرقِ تَبدو iiفَتبهرَ
وَإِنَّ لـهـرّاوِي سُـهـولَـة iiشِعرِهِ فَـتَـحـسـبُـه لَـولا قَوافيه iiيَنثُر
مَعانيه لا تَرضى الحِجاب عَن النُهى يَـرنـحـهـا فـيهِ الجَمال iiفَتَظهَرُ
وَلا عَـيـب فـيـهِ غَير أَن iiخَيالَه يَـقـلّ  إِذا أَهـلُ الـتخيلِ iiأَكثَروا
وَلا  تَـنـسـيـا بِاللَهِ أَن تَذكُرا iiلَهُ بِـأَنـي  صَـديقٌ لا كَما قالَ iiعَنبَرُ
وَشـعـرُ نـيـازِي كَالبَهاءِ iiعُذُوبَةً وَيَـغـلُـبُ ذِكرُ الشَوقِ فيهِ iiوَيَكثُرُ
وَيـا رُبَّ لَفظ خَفَّ في جَزل iiشِعرِهِ وَيـا رَبَّ مَـعـنىً مِن مَعانيهِ iiيَفتُر
وَأَكـبـرَ مَـهـدِيّـاً تَـخيَّرُ iiلَفظِهِ فَـلَـسـتَ تَرى لَفظاً يَخفُّ iiوَيَحقُر
وَإِنَّ لَـهُ شِـعـراً كَـبُـردٍ iiمَفَوَّفٍ وَبَـعـض مَـعـانـيهِ قَديمٌ iiمُكَرَّرُ
وَشـعـرُ نَـظـيمٍ مِثلُ شَدوٍ iiمُرتَّلٍ تَـكـادُ بِـهِ الأَطيارُ تَشدو iiوَتَصفرُ
وَلَـو  كانَ لِلتَوشيح في مَصرَ iiإِمرةٌ عَـلى أَهلِ هَذا العَصرِ فَهوَ iiالمؤمَّرُ
وَشـعـرُ  عِـمـادٍ في قَوافيهِ iiخِفَةٌ عَـلـى أَنَّ بَـعضَ اللَفظِ لا iiيُتَخَيَّرُ
وَجُـلُّ  مَـعـانـيـهِ تَخيُّلُ iiشاعِرٍ وَلَـكـنَّـهُ فـيـهـا مُـجيدٌ iiمُفَكِّرُ
*زهير
11 - مايو - 2007
 1  2  3