لنكن واقعيين أكثر كن أول من يقيّم
شكرا على هذا الجهد في مقالكم ولكن : ثمة عبارة خطيرة وردت بين طيات هذا المقال وهي ( اما طبيبها فيقول -- - لو وسعنى ان ارد لهذه السيدة عقلها لما فعلت لقد حصلت الان على السعادة التى كانت تنشدها وارضت احساسها بالاهمية الذى لم ترضه دنيا الحقيقة نعم ان المجانين اكثر سعادة منى ومنك وكيف لا يكونون وقد حلوامشكلاتهم ووجدوا فى دنيا الاحلام الاهميةالتى طالما تمنوها في اعماق نفوسهم ) إن هذا الكلام لهو دعوة مفتوحة لكل من فشل في تحقيق أحلامه لكي يسلك طريق الجنون وأن يفعل ذلك ليجد ما يصبو اليه وهذا محض الخطأ . إن المريض فكرياً محجوب عن الواقع وعن التمييز وعن الحس وعن الفكر السليم : فأنى له أن يكون سعيداً ? وأنى له يشعر أو يتحسس لأهميته ? وأنى له أن يكون أسعد مني ومنك ? وكيف له أن يكون قد وجد حلاً لمشكلته وهو لا يعرف الطول من العرض ولا السماء من الأرض أو الشرق من الغرب ? أم كيف له أن يحلم أو أن يدري ما في أعماق نفسه ? أما التفسير لتلك الحالة وما شابهها من الحالات لمثل هؤلاء المرضى هو أن أمانيهم تلك و تطلعاتهم التي أودت بهم لما صاروا إليه من الجنون وذلك لاستحالة بلوغهم أربهم وأحلامهم ، أنها قد بقيت في حيز النفس لاصقةً بها !!!!!??? وعندما انفصل الفكر عن النفس في حالة الجنون انتهت وظيفة التفكير والمحاكمات الفكرية فغدى ذلك المريض يهذي بمعقولاته النفسية التي طالما غاصت بها نفسه حلماً وأملاً وطموحاً إلى أن غادرت تلك النفس تطابقها للفكر السليم وذلك عندما حدث الجنون في لحظة ودع كلاهما الآخر (أي الفكر والنفس) فغدى صاحبهما مريضاً لا يعرف طعماً للواقع أو تطابقاً للحقيقة . أرجو أن يكون تذكيري هذا بناءً ولا يمس صاحب الموضوع بأدنى مضايقة فنحن هنا لنتعاون ومن البر ما كان عوناً...... |