على هامش الشعر الجاهلى (15) "بريق الألحاظ فى غرائب الألفاظ"     ( من قبل 5 أعضاء ) قيّم
فلسفة أبى العلاء ورأيه فى رجال الدين0 ربما كان تأثير الدكتور/ محمد النويهى فى حبه للشعر والشعراء ودراساته الرائدة عن بشاربن برد والحسن بن هانىء(أبو نواس)والشعر الجاهلى ،من الأسباب التى دفعتنى إلى قراءة الشعر والتعلق به ،ولكن المعرى أقرب الشعراء إلى قلبى وعقلى ،واحساسى المتدفق حنوا عليه وتفضيله على الكثير من الشعراء، ولا زلت أراه من أعظم الشعراء العالميين الإنسانيين الذ ين تفخر بهم اللغة العربية ،كان مرآة صادقة لحياته وواقعه ،سواء فى شعره أو نثره ،فلم ينشغل عن التبحر فى اللغة واستخراج جواهرها ،وصار رصيده عظيما ومتعاظما فى تراثه الخالد والذى ننهل منه ولم نستطع الإلمام به00استوعب أبو العلاء ثقافة عصره ،وعاش حياته رهين عاهته ،فلم يكن مستطيعا إلا بغيره ،وهو الحكيم الذى يرسل الحكمة تلو الحكمة ،تؤكد فلسفته العلائية فى الكون والحياة والإنسان ،الرؤية المتعمقة ،والإمساك بالحقائق ،وسبر أغوار النفس البشرية 0يقول أبو العلاء ( فـى الأرض قامت iiضجة | | مـا بـين أحمد والمسيح | هـذا بـنـاقـوس iiيدق | | وذا بـمـأذنـة يـصيح | كـل يـحـبـذ iiديـنـه | | ياليت شعرى ما الصحيح) | ورأَىَ المتواضع : أن المعرى وقد بلغ ثقافة عالية ،ورؤية واضحة ،وفلسفة متعمقة ،قد وجد صراع رجال الأديان على أشده وكل منهم يجاهد فى إثبات خطأ الآخر ،ولم يثبت أن المعرى بمنأى عن الدين ،ومن ثم عاب على رجال الدين هذا الصراع المشتت لقوى الإنسان ،فهو أى المعرى يسخر منهم ويتمنى أن يتفقوا على رأى واحد،إن كانوا صادقين ،فالدين وكما أكد القرآن الكريم عند الله هو الإسلام ،وأن الأنبياء والرسل كانت رسالاتهم الإسلام ،وهذه الضجة المفتعلة وليدة آرائهم ومنفعتهم ،وهم حريصون عليها ،ساعون إليها سعيا حثيثا لايهدأ سعيره ،ولا تنطفىء معاركه0 (2) على هامش الشعر الجاهلى 0 لم تكن الثورة التى أحدثها كتاب (فى الشعر الجاهلى )للدكتور /طه حسين ،جديدة على العالم العربى الإسلامى أو فى شرق الأرض ومغاربها ، فحراس الفضيلة بالمرصاد لمن يخرج عن القطيع ، وتكال له الإتهامات جُزافا وتُنصب له المشانق وتُعد المحارق ، فتاريخُنا لايكاد يبتعد كثيراً أو قليلاً عما يدور فى العالم أجمع ، فلم نكن بمنجاة عن التأثر والتأثير ، فسقراط شرب السم مفضلا إياه على العدول عن آرائه ومنهج تفكيره ، وقال قولته المشهورة (اشرب السم ولايقولون أن سقراط خالف قانون روما ) ومات من سقووه السم واندثروا، وبقى سقراط على مدى العصور حياً بفكره وعقله ، اختلفنا أو اتفقنا معه ، فهو تُراث انسانى عريق 0لا أختلف عن الآخرين بل أنا منهم لحماً ودماً وثقافةً ووجوداً ، أشقى بشقوتهم ، وأسعد بسعادتهم ، وأعلو بعلوهم ، واسقط بسقوطهم ، أبحث عن نفسى ووجودى وبدايتى ونهايتى ، وحاضرى ومستقبلى 00 مشغول البال ومهموم العقل ومكدود الفكر 0 من أنا ?ومن أكون ?ولماذا الحاضر يبدو مظلما شديد الإظلام ? كيف الخروج من المتاهة ?? تشعبت بنا السبلُ ،وضاقت عقولُنا عن سماع الآخر أياً كان ، وسالت من أفواهنا زخم الكلام ،وشراسة الأقوال، وحِدة التعابير، وكيْل الإتهامات بلا رادعٍ من حق أو وازعٍ من ضمير ، كأننا نبحثُ عن أنفسنا فى غرفةٍ مظلمةٍ ، وقد فقدنا البصروالبصيرة ،كأننا فى حندس نتصادم ، كما يقول شيخُنا وإمامُنا وشاعرُنا العظيم ،الإنسانى الخالد _ المعرى _ 0لم أكن بمنأى عن اللخبطة التى نعيشها جميعاً فى عالمنا العربى الكبير ، والتنقيب عن ثغرة للخروج والتماس النورواستشراف الأمل وتجسيد النهضة 0 لم أحد عن النهوض وبقوة نحو الدفاع عن ماضىَ وإشراقة الأمل تنبعث منه ، قد أُخطىء وقد أُصيب ،لكن يكفينى شرف المحاولة ويكفينى أننى أسعى لاستجلائها 0قرأتُ تاريخى ،وعشتُ حاضرى ،وأتطلعُ لمستقبلٍ زاهرٍ ،وجدتُ الجمال والحب والعشق،وجدت الحرية الضائعة المهدورة المُطاردة تبحثُ عن ملاذ آمن ، وكنت مثلها ضائعاً ،فعشقتها وتغنيتُ بها ،ورضيت بى عاشقاً، مكسور الجناح ،فقير الفكر ، خاوى المال ،عاطل الوسامة، كثيرالأسئلة ،معطوب العقل ،مثير الضجيج0 قلتُ لنفسى :ابتعدى عن العبودية المختارة ،وتحررى من ركام السنوات الحزينة السوداء ،وتعوَدى على قبول الهجوم القاسى بلا تذمرٍ ولاضيقٍ،_ فكُلنا باحثُ عن الحقيقة _،لكنها أحيانا تنفرُ منى ،وتهربُ من بين أصابعى ،ثم تؤوب مرةً ثانيةً إلى رُشدها، لأنها لا تهوى الوعظ والنصائح 0 على هامش الشعر الجاهلى ،أُثرثر مُحدثاً ضوضاءا وشغباً ،وسوف أستكمل ما بدأتُ ،فى تقديم تقرير النيابة العامة فى حفظ التحقيق ،فى عهد مضى ، لم يضق بالرأى الآخر ،ولم يُتهم بالردة ،ولم يٌطارد ،ولم يٌرغم على الهجرة فى أقاصى البلاد 0هل كانوا أكثر استنارة ??هل كانوا أقل غيرة وحمية على الإسلام ?? هذا ما سوف نتعرض له من خلال المقارنة الفكرية والقانونية بين زمنين ،بالأدلة والقرائن والأسانيد0 إنها رحلة صعبة ،صعبة ،عساىَ أُكلّل بالتوفيق0 إنها دراسة ضخمة ،استغرقت منى الوقت والجُهد والمال ،راضياً ومتقبلاً أى نقدٍ مهما كان ،وبرحابة صدرٍ واتساع أُفق ،فالشكرُ مقدماً لمن يُدلى بدلوه مدحا ً أو ذماً، ويكفينى أن ما سطرتُه ،نال منه ،بعض الاهتمام 0 سوف أمضى قُدماً فى سبيلى ،وما توفيقى إلا بالله0 ********************************************** أخى الأعز /زهير مرتان لا ثالث لهما ،تكلمت عن أبى العلاء المعرى (سالف ذكرهما كاملين بعاليه)،شاعرى الأثير والعبقرى ،بل هو ومن وجهة نظرى المتواضعة ،شاهنشاه الشعر العربى على مر العصور وتوالى الدهور ،الشاعر الإنسانى العالمى ،لاتفارقنى إبداعاته الخالدة (سقط الزند، اللزوميات ،رسالة الغفران ،00000و000000وإلخ 0بل هناك سفر ضخم جدا جدا أصدرته الذخائر المصرية فى سنوات بعيدة (تعريف القدماء بأبى العلاء ) أكاد أُطالعه مرارا وتكرارا فى اليوم الواحد ، ربما كان من أسباب إعجابى بطه حسين ،لُغته الميسرة فهو يقول (لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها ،ولنا أن نضيف إليها ما نحتاجه من ألفاظ لم تكن موجودة من قبل) هذا القول أحفظه وكتبته من الذاكرة ،وقرأت له رسالة الدكتوراة عن المعرى ،وصوت إبى العلاء ،ومع أبى العلاء فى سجنه ) أحسست فى نضارة سنى الأولى بعبقرية هذا الشاعر ،من خلال دراسات طه حسين 0 أشعر أن التحذلق والتفيقه والتقعر فى اللغة ،هو مصدر من مصادر أزمتى وصدامى مع المتفذلكين والناشدين لغة لا تستقيم مع معطيات الواقع وظروف الحياة ،فالفكرة العظيمة تصل إلى الملايين بكلمات بسيطة رقيقة عذبة 0 قلت سيدى الشاعر الكبير والأخ الأعز ،لكل منا قناعاته الفكرية ،ويبقى الود والإحترام سائدا بيننا ،فكلنا باحث عن الحقيقة ، وبعيداً عن التشنج والغضب وتبادل الإتهامات ، قلت فى صدر هذا الملف (ربما يُثير _من جديد _نقاشاً جاداً ،وحواراً راقياً ، وفكراً ناضجاً 0 علمتنى تجربتى فى الحياة ،أننا نسعى للتصادم مع بعضنا البعض ،ونتحرش بأفكار الآخرين ،وصدق رسولنا الكريم (ليس الشديد بالصرعة ،وإنما من يملك نفسه عند الغضب )أو كما قال 0 لكن الغضب صار مفروضا علينا ،صار خبزنا ومائنا وهوائنا ،صار شعار المرحلة 000 وعندما قلتُ لشيخنا الكريم أبا الحسن ،تعليقا منى على كلمته بصدد الملف الشائك ونقله بعيدا عن المجالس ،أن كتاب فى الأدب الجاهلى مكدس دون أن يسترعى الإنتباه ، قلت وهذا الكلام من عندى أنك ياأبا الحسن تقول أن الكتاب مكدس ومرطرط فى السوق ،فالرطرطة كلمة عامية مصرية وكثير من الكلمات الغريبة والعجيبة ينطقها الناس فى كل مكان 0 وعلى فكرة00 وهدية منى لك شخصيا ً وليس مناً عليك ،عندى مجموعة كبيرة من غرائب الكلمات ، سجلتها بكراسٍ لدى منذ زمن بعيد وكعادة المتفذلكين ،كتبت على الورقة الأولى (بريق الألحاظ فى غرائب الألفاظ) سأحاول نشرها بالوراق ،إن وافقت من حيث المبدأ على نشرها 0 أخى الكبير أبا الحسن 000وأنا محاميك ووكيلك وأنت موكلى 000لقد نشرت فى الوراق كتابين ،الأول فى مجلس الفلسفة (مقال فى العبودية المختارة ) والثانى (فى الشعر الجاهلى ) ثم أخيرأً تقرير النيابة فى كتاب الشعر الجاهلى ، وهناك كتب أخرى سأنشرها تباعا بالوراق 0 وما تطرحه على السراة ،من نشر الكتب التى تعجبه والنادرة والمفقودة فهو اقتراح أؤيده وأتشبث به وأطرحه بدورى على السراة ، فلقد بدأت أنا ،فلما لايبدأ السراة ??? |