نتساوى بالعام ولا نتساوى بالخاص ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
بسم الله الرحمن الرحيم أعزائي السادة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..........وبعد لقد وهبنا الله تعالى أموراً كثيرة وفي نفس الوقت و بناءً على تلك الأمور الوهبية فتح لنا الحق عز وجل المجال لكسب أمور أخرى يمكننا التحلي بها من جراء اجتهادنا وطلبنا الحثيث لنستطيع التحقق بما نصبوا اليه فيغدو ذلك الأمر : أمراً كسبياً وقد بني على آخر وهبي . و بالأمثلة يتوضح لنا مكنون هذا الكلام ......... : فمن الأشياء الوهبية التي حبانا الباري بها الفكر والذاكرة والحواس الخمسة من سمع وبصر و...و .....الخ كما أن القوة التي أودعها تعالى في أجسادنا لهي من الأشياء الوهبية وكذلك الصحة والنشاط . هذا فيما يتعلق بنا بشكل خاص ومباشر وكثيرا ما يتفاوت الناس مع بعضهم البعض في تلك المواهب لحكمة خفيت علينا من حيث أرادها الله جل في علاه ( وهنا قد لانكون سواسية ) أما تلك الأمور العامة التي وهبنا إياها خالقنا العظيم بشكلها الغير مباشر كالهواء والضياء والمناخ والفصول الأربعة وما الى هنالك من هبات كثيرة فنحن ( فيها سواء ونحن سواسية ) . فأنت ترى معي أخي الكريم كيف أن شمساً واحدةً تسطع علينا جميعاً وقمرا واحداً ندعوه قمرنا نحن الجميع بدون تنازع وكذلك تتالي الأيام واختلاف الليل والنهار وتقليب الشتاء والصيف ............وهكذا فتلك نشترك بها عطاءً وقد نختلف في استثمارها !!!! فهناك مواهب عامة ومواهب خاصة ، ونحن سواسية بالعامة ولا نتساوى بالخاصة ومن هنا يزداد تباين الناس مع بعضهم وتتفاوت درجاتهم في استثمار تلك المواهب التي تخصهم المباشر منها وغير المباشر ، تماماً كالذي راح يفلح أرضه ويتعب عليها وعلى بذارها و بذل كل ما من شأنه السمو بها وبمردودها ، وعلى العكس من حال قرينه الذي سهى ولهى وترك أرضه يباباً فأحلها دار البوار . إن الذي رعى حق تلك الأرض التي وهبت له وجنى منها أطيب الثمار وأحسن الغلال لهو امرء (حصل على كسب بني على وهب ) فنقول عنه أنه اكتسب أمرا من جراء صدق حققه في جهد بذله فأنتج ما عاد عليه بالخير مستثمرا تلك المواهب . وهذا هو حال الانسان من بيننا ، فإما أن نستغل تلك المواهب التي تفضل بها المنعم علينا ومن ثم يكون عودها لنا بكسب طيب في شكر ، وإما أن تبقى تلك المواهب كفرس من غير فارس لا تصل لدار ولا تحل بقرار . |