سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه وبركات يا أبا البركات:
في تعليق لي على موضوع (الجمال ما هو) في مجلس علم الاجتماع ذكرت عملي الآن في تدقيق كتاب (نجوم الليل الطالعة على غرر الخيل) للحَيْمي الكوكباني (1073هـ -1151هـ) صاحب (طيب السمر في أوقات السحر) ألفه للأمير ضياء الدين إسماعيل ابن الناصر المهدي صاحب المواهب محمد بن الإمام المهدي أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم صاحب اليمن. وكان مقتل ضياء الدين عام (1104هـ) في معركة (العيون) بصعدة. (1)
وقد استخدم لفظة الشاخور غير مرة في كتابه، وفهمت من مجموع المرات التي وردت فيها حتى الآن أن الشاخور حلية من حلى الفرس توضع كالقلادة في عنقه، وهي على وزن الساجور (قلادة الكلب) فمن ذلك قوله (ص 60) يزهو زهو الغادة الرداح، لما قلق شاخوره قلق الوشاح... وقوله (ص 61): (نعم هو ببياضه غمامٌ رعدُه من وقع حافوره، وبرقُهُ اللامعُ من النضار البراق في راسه وشاخوره) وقوله
(ص81) في وصف حصان أشقر:
(كأنه يسبح في لج من الورْس، وكأنما شاخوره يتكلم فيأمره بالسبق وذلك التكلم هو الجرْس)
وقوله من قصيدة:
يـصـطك في عنق له iiشاخوره |
|
كالجرس من حلي المليحة إذ شجا |
علق شيخنا الحبشي على الشاخور (ص60) بقوله: الشاخور لغة في الشخير، وهو صهيل الفرس، وقيل هو منه بعد الصهيل.
وظاهرٌ أن البيت لا يمنع تفسير الشيخ للشاخور بالشخير وتشبيه صوت شخيره بصوت الحلي.
وقد نقل ابن منظور عن الأصمعي قوله:
(من أَصوات الخيل الشَّخِيرُ والنَّخِيرُ والكَرِيرُ، فالشخير من الفم، والنخير من المنخرين، والكرير من الصدر)
ولكني لم أقف على من ذكر الشاخور في كتب اللغة المنشورة في الوراق، وأرجح أن تكون الكلمة من عامية صنعاء المندرسة، والمؤلف يستخدم في كتابه كلمات عامية لإقامة السجع، ومن ذلك استخدامه (الحافور) ويريد حافر الخيل، وهي من فائت المعاجم، انفرد بذكرها الصاحب بن عباد في المحيط فقال: (وشر حافور وعافور أي كثير).. ولفت انتباهي وجود بلدة في البحرين اسمها (الشاخورة) وتشتهر بانتشار اسطبلات الخيول فيها، فما قولكم دام فضلكم.
___________
(1) العيون: بلدة بالقرب من صعدة في اليمن، وفيها كان مقتل الضياء إسماعيل، في حربه مع قبائل صعدة، وقد أجاد القاضي علي بن محمد العنسي إذ قال موريا بالعيون:
راح قـتـيلا بالعيون iiالضيا |
|
وذاق فيها الموت ريب المنون |
لـهـفي له من مغرم iiبالعلا |
|
يـا مغرما راح قتيل iiالعيون | |