البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : نوادر النصوص    كن أول من يقيّم
 زهير 
9 - نوفمبر - 2012
من تعب من الفكر وقف حيث تعب، فمنهم من وقف في التعطيل، ومنهم من وقف في القول بالعلل، ومنهم من وقف في التشبيه، ومنهم من وقف في الحيرة فقال لا أدري، ومنهم من عثر على وجه الدليل فوقف عنده فكلَّ عنده. فكل إنسان وقف حيث تعب، ورجع إلى مصالح دنياه وراحة نفسه وموافقة طبعه. فإن استراح من ذلك التعب، واستعمل النظر في الموضع الذي وقف فيه مشى حيث ينتهي به فكره إلى أن يتعب فيقف أيضاً أو يموت.
ابن عربي (عقلة المستوفز، طبعة ليدن ص90)
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
جامع دير القمر    كن أول من يقيّم
 

قال المرحوم محمد كرد علي في كتابه (غرائب الغرب) أثناء حديثه عن خروجه من دمشق إلى لبنان:

 (ودير القمر هو مركز الجبل القديم وصلت اليه قبيل الغروب وقد بدت القصبة بابنيتها الشاهقة كالعروس في حليها وعكست شمس الاصيل على زجاج نوافذها وسطوحها فاختلطت الحمرة بالصفرة بالخضرة بالزرقة فكان من اجمل منظر تقع عليه عين انسان واهل الدير كمعظم سكان الجبل موصوفون بالرقة وحسن العشرة يتحببون الى الغريب كيف كانت حاله، وفي هذه القصبة إلى اليوم جامع قديم من القرن العاشر بناه أحد أمراء لبنان ولا يزال الديريون يحرصون على سلامته فيتعهدونه بالعمارة وإن لم يكن له من يقيم فيه الصلاة).

cosmos
11 - مارس - 2009
مصرع ابن عياد الجربي    كن أول من يقيّم
 

هذه قصة طريفة ذكرها الجبرتي في وفيات عام (1200هـ) قال: (ومات الأجل المكرم أحمد بن عياد المغربي الجربي، كان من أعيان أهل تونس وتولى بها الدواوين وأثرى، فوقع بينه وبين اسمعيل كتخدا حمودة باشة تونس أمور أوجبت جلاءه عنها، فنزل في مركب بأهله وأولاده وماله وحضر إلى إسكندرية، فلما علم به القبطان أراد القبض عليه وأخذ أمواله فشفع فيه نعمان أفندي قاضي الثغر، وكان له محبة مع القبطان، فأفرج عنه فأهدى بن عياد لنعمان أفندي ألف دينار في نظير شفاعته كما أخبرني بذلك نعمان أفندي المذكور.
 ثم حضر إلى مصر وسكن بولاق بشاطئ النيل بجوار دارنا التي كانت لنا هناك، وذلك في سنة اثنتين وتسعين، ومعه ابنه صغيراً ونحو اثنتي عشرة سرية من السراري الحسان طوال الأجسام وهن لابسات ملابس الجزائر بهيئة بديعة تفتن الناسك، وكذلك عدة من الغلمان المماليك، كأنما أفرغ الجميع في قالب الجمال، وهم الجميع بذلك الزي. وصحبته أيضاً صناديق كثيرة وتحائف وأمتعة، فأقام بذلك المكان منجمعاً عن الناس لا يخرج من البيت قط ولا يخالط أحداً من أهل البلدة ولا يعاشر إلا بعض أفراد من أبناء جنسه يأتونه في النادر.
فأقام نحو ثمان سنوات ومات أكثر جواريه ومماليكه وعبيده، وخرج بعده من تونس اسمعيل كتخدا أيضاً فاراً من حمودة باشا ابن علي باشا وحضر إلى مصر وحج ورجع إلى اسلامبول، واتصل بحسن باشا ولازمه فاستوزره وجعله كتخدا.
فلما حضر حسن باشا إلى مصر أرسل إليه ابن عياد تقدمة وهدية فقبلها وحضر أيضاً في أثره اسمعيل كتخداه المذكور فأغراه به لما في نفسه منه من سابق العداوة. والظلم كمين في النفس، القوة تظهره، والضعف يخفيه.
فأرسل حسن باشا يطلب ابن عياد للحضور إليه بأمان، فاعتذر وامتنع فسكت عنه أياماً ثم أرسل يستقرض منه مالاً فأبى أن يدفع شيئاً ورد الرسل أقبح رد، فرجعوا وأخبروا اسمعيل كتخدا، وكان بخان الشرايبي بسبب المطلوب من التجار، فحنق لذلك وتحرك كامن قلبه من العداوة السابقة وركب في الحال وذهب إلى بولاق ودخل إلى بيته وناداه فأجابه بأحسن الجواب وأبى أن ينزل إليه وامتنع في حريمه، وقال له: أما كفاك أني تركت لك تونس حتى أتيتني إلى هنا. وضرب عليه بنادق الرصاص فقتل من أتباعه شخصين، فهجم عليه اسمعيل كتخدا وطلعوا عليه وقتلوه وقطع رأسه، وأراد قتل ولده أيضاً فوقعت عليه أمه فتركوه وأخرجوا جثته خارج الزقاق فألقوها في طريق المارة، وأخرجوا نساءه وخدمه واحتاطوا بالبيت وختموا عليه.
cosmos
13 - مايو - 2009
يوم غرقت الموصل في الدماء    كن أول من يقيّم
 
قال ابن الأثير في حوادث سنة 132: (4/ ص 339)
وفي هذه السنة استعمل السفاح أخاه يحيى بن محمد على الموصل عوض محمد بن صول.
وكان سبب ذلك أن أهل الموصل امتنعوا من طاعة محمد بن صول، وقالوا: يلي علينا مولى الخثعم، وأخرجوه عنهم. فكتب إلى السفاح بذلك واستعمل عليهم أخاه يحيى بن محمد وسيره إليها في اثني عشر ألف رجل، فنزل قصر الإمارة مجانب مسجد الجامع، ولم يظهر لأهل الموصل شيئاً ينكرونه ولم يعترض فيما يفعلونه، ثم دعاهم فقتل منهم اثني عشر رجلاً، فنفر أهل البلد وحملوا السلاح، فأعطاهم الأمان، وأمر فنودي: من دخل الجامع فهو آمن؛ فأتاه الناس يهرعون إليه، فأقام يحيى الرجال على أبواب الجامع، فقتلوا الناس قتلاً
ذريعاً أسرفوا فيه، فقيل: إنه قتل فيه أحد عشر ألفاً ممن له خاتم وممن ليس له خاتم خلقاً كثيراً.
فلما كان الليل سمع يحيى صراخ النساء اللاتي قتل رجالهن، فسأل عن ذلك الصوت فأخبر به، فقال: إذا كان الغد فاقتلوا النساء والصبيان. ففعلوا ذلك، وقتل منهم ثلاثة أيام.
وكان في عسكره قائد معه أربعة آلاف زنجي، فأخذوا النساء قهراً.فلما فرغ يحيى من قتل أهل الموصل في اليوم الثالث ركب اليوم الرابع وبين يديه الحراب والسيوف المسلولة،فاعترضته امرأة وأخذت بعنان دابته، فأراد أصحابه قتلها فنهاهم عن ذلك، فقالت:
له: ألست من بني هشام؟ ألست ابن عم رسول الله، صلى الله عليه وسلم ؟ أما تأنف للعربيات المسلمات أن ينكحهن الزنج؟ فأمسك عن جوابها وسير معها من يبلغها مأمنها، وقد عمل كلامها فيه. فلما كان الغد جمع الزنج للعطاء، فاجتمعوا، فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم.
cosmos
20 - مايو - 2009
فلا تبذل نفسك إلا فيما هو أغلى منها    كن أول من يقيّم
 


قال ابن حزم في كتابه (الأخلاق والسير: ص 93)
ووجدت العامل للآخرة أن امتحن بمكروه في تلك السبيل لم يهتم، بل يسر، إذ رجاؤه في عاقبة ما ينال به عون له على ما يطلب، وزايد في الغرض الذي إياه يقصد. ووجدته إن عاقه عما هو بسبيله عائق لم يهتم، إذ ليس مؤاخذاً بذلك، فهو غير مؤثر في ما يطلب. ورأيته إن قصد بالأذى سر، وإن نكبته نكبة سر، وإن تعب فيما سلك فيه سر، فهو في سرور متصل أبداً، وغيره بخلاف ذلك أبداً. ... فلا تبذل نفسك إلا فيما هو أغلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى، وفي نصر مظلوم. وباذل نفسه في عرض دنيا، كبائع الياقوت بالحصى.
_________

قوله: اغلى، في الأصل المطبوع (اعلى) والتصرف مني انا زهير

cosmos
29 - يوليو - 2009
أصحاب القبور السبعة    كن أول من يقيّم
 

أصحاب القبور السبعة التي كانت تزار في القرافة، وكان لزيارتها قواعد متبعة، ذكرها المقريزي في (المواعظ والاعتبار) انظرهم على الوراق،

وأولهم: الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن سهل بن الصائغ الدينوريّ وتوفي ليلة الثلاثاء، لثلاث عشرة بقيت من شهر رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

والثاني: عبد الصمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم البغداديّ، صاحب الخلفاء، وتوفي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.

والثالث: أبو إبراهيم إسماعيل بن... المزنيّ، وتوفي سنة أربع وستين ومائتين.

والرابع: القاضي بكار بن قتيبة، وتوفي سنة سبعين ومائتين.

والخامس: القاضي المفضل بن فضالة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

والسادس: القاضي أبو بكر عبد الملك بن الحسن القمنيّ، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.

والسابع: أبو الفيض ذو النون ثوبان بن إبراهيم المصريّ، وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين

. ..قال المقريزي بعد ما سمى أصحاب القبور السبعة:  وقد حكى صاحب كتاب (محاسن الأبرار ومجالس الأخيار) سبعة غير من ذكرنا وسماهم المحققين وهم:

صلة بن مؤمّل.

وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن عليّ بن جعفر الخوارزميّ.

وسالم العفيف.

وأبو الفضل بن الجوهريّ.

وأبو عبد الله محمد بن عبد اللّه بن الحسين، عُرف بالبزار.

 وأبو الحسن عليّ، عُرف بطير الوحش.

وأبو الحسن عليّ بن صالح الأندلسيّ الكحال.

وذكر أيضاَ سبعة أخر وهم:

عقبة بن عامر الجهنيّ.

والإمام أبو عبد اللّه محمد بن إدريس الشافعيّ.

وأبو بكر الدقاق.

وأبو إبراهيم إسماعيل المزنيّ.

وأبو العباس أحمد الجزار.

والفقيه ابن دحية.

والفقيه ابن فارس اللخميّ.

وزيارتهم يوم الجمعة بعد صلاة الصبح، والعمل عليها في الزيارة الآن، إلاّ أنهم يجتمعون طوائف، لكلّ طائفة شيخ، ويقيمون مناور كباراً وصغاراً ويخرجون في ليالي الجمع وفي كلّ سبت بكرة النهار، وفي كلّ يوم أربعاء بعد الظهر، وهم يذكرون اللّه، فيزورون. ويجتمع معهم من الرجال والنساء خلائق لا تحصى، ومنهم من يعمل ميعاد وعظ، ويقال لشيخ كل طائفة الشيخ الزائر، فتمرّ لهم في الزيارة أمور منها ما يستحسن ومنها ما ينكر، ولكلّ عبد ما نوى.) ثم سمى المقريزي ما ألف من الكتب في زيارات القبور السبعة، منها: كتاب (هادي الراكبين في زيارة قبور الصالحين) لأبي محمد عبد الكريم بن عبد (ا بن طلحة) و كتاب (مرشد الزوّار) للموفق ابن عثمان. وكتاب (الزيارة) للشيخ محمد الأزهريّ ...

. وكان الذي يقود موكب الزيارة هذه يسمى (الزَّوّار) قال: وكانوا أوّلاً يزورون بعد صلاة الصبح وهم مشاة على أقدامهم إلى أن كانت أيام شيخ الزوّار محمد العجميّ السعودي، فزار راكباً في يوم السبت بعد طلوع الشمس لأن رجليه كانتا معوجتين لا يستطيع المشي عليهما، وذلك في أواخر سنة ثمانمائة... (باختصار عن :المواعظ والاعتبار)
cosmos
5 - يناير - 2010
عملية جراحية نادرة في حدود عام 248هـ    كن أول من يقيّم
 

يعقوب الصفار : واحد من جبابرة المتمردين، في العصر العباسي، زلزل عصره بانتصاراته الساحقة، على عمال الخليفة وجيوشه، وكانت وفاته يوم الثلاثاء 14/ شوال/ 265هـ كما حقق ابن خلكان وقد خصه بواحدة من أطول تراجمه في كتابه (وفيات الأعيان) وفيها يذكر هذه النادرة عن تفاصيل عملية جراحية أجريت له بعدما تلقى ضربة سيف سقط معها نصف وجهه قال :

وقال علي بن الحكم: سألت يعقوب بن الليث الصفار عن الضربة التي على وجهه، وهي منكرة على قصبة أنفه ووجنته، فذكر أن ذلك أصابه في بعض وقائع الشراة، وأنه طعن رجلاً منهم، فرجع عليه فضربه هذه الضربة، فسقط نصف وجهه حتى رد وخيّط، قال:

فمكثت عشرين يوماً في فمي أنبوبة قصب، وفمي مفتوح لئلا يتقرح رأسي، وكان يصب في حلقي الشيء بعد الشيء من الغذاء، قال حاجبه: وقد كان مع هذه الضربة يخرج ويعبي أصحابه للحرب ويقاتل.

cosmos
10 - يونيو - 2010
ابن تيمية يغمض عينيه طوال إلقائه دروسه    كن أول من يقيّم
 

عمر بن علي بن موسى بن خليل البغدادي الأزجي البزار سراج الدين أبو حفص (688 – 744هـ) من كبار تلاميذ ابن تيمية، وله في سيرته كتاب مفرد سماه (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية) ومما قاله فيه يصف طريقة ابن تيمة في إلقاء دروسه: (وأما ذكر دروسه فقد كنت في حال إقامتي بدمشق لا أفوتها، وكان لا يهيئ شيئا من العلم ليلقيه ويورده، بل يجلس بعد أن يصلي ركعتين فيحمد الله ويثني عليه ويصلي على رسوله - صلى الله عليه وسلم - على صفة مستحسنة مستعذبة لم أسمعها من غيره، ثم يشرع فيفتح الله عليه إيراد علوم وغوامض ولطائف ودقائق وفنون ونقول واستدلالات بآيات وأحاديث وأقوال العلماء ونقد بعضها وتبيين صحته أو تزييف بعضها وبإيضاح حجته واستشهاد بأشعار العرب وربما ذكر ناظمها، وهو مع ذلك يجري كما يجري السيل ويفيض كما يفيض البحر، ويصير منذ يتكلم إلى أن يفرغ كالغائب عن الحاضرين مغمضا عينيه من غير تعجرف ولا توقف ولا لحن بل فيض إلهي حتى يبهر كل سامع وناظر فلا يزال كذلك إلى أن يصمت، وكنت أراه حينئذٍ كأنه قد صار بحضرة من يشغله عن غيره، ويقع عليه إذ ذاك من المهابة ما يرعد القلوب ويحير الأبصار والعقول.....وكان إذا فرغ من درسه يفتح عينيه ويقبل على الناس بوجه طلق بشيش وخلق دمث كأنه لقيهم حينئذٍ، وربما اعتذر إلى بعضهم من التقصير في المقال مع ذلك الحال، ولقد كان درسه الذي يورده حينئذٍ قدر عدة كراريس (

cosmos
23 - يوليو - 2010
قصيدة دحية الكلبي في وصف قيصر الروم    كن أول من يقيّم
 

قصيدة دحية الكلبي يصف فيها دخوله على قيصر الروم لما بعثه النبي (ص) برسالته إليه والظاهر أن السهيلي انفرد برواية القصيدة في (الروض الأنف) وعنه نقل صاحب (زهر الأكم) إلا أني رأيت العبدري في كتابه (تمثال الأمثال) ينقل القصيدة عن (بلبل الروض) وهو كتاب وضعه الإمام الذهبي على (الروض الأنف) قال:

ومما قاله دحية بن خليفة في قدومه على قيصر:

ألا هل أتاها على نأيها بأني قدمت على قيصر
فقدرته(1) بصلاة المسيح وكانت  من الجوهر iiالأحمر
وتدبير ربّك أمر السما ء والأرض فاغضى ولم iiينكر
وقلت تقرّ ببشرى المسيح فقال سأنظر، قلتُ iiانظر
فكاد يقرّ بأمر الرسول فمال إلى البدل الأعور(2)
فشكّ وجاشت له نفسه وجاشت نفوس بني iiالأصفر
على وضعه بيديه iiالكتاب على الرّأس والعين والمنخر
فأصبح قيصر من أمره بمنزلة الفرس iiالأشقر

يريد بالفرس الأشقر مثلاً للعرب يقولون:

أشقر إن يتقدّم ينحر وإن يتأخّر يعقر(3) ا. هـ

1-            في زهر الأكم (فغررته) وفي مخطوطتي (تمثال الأمثال) (فقرزه) و(ففرزه)

2- البدل الأعور) من أمثال العرب أيضا: يضرب في المذموم يخلف المحمود كما في (فصل المقال) (183)

  3- مجمع الأمثال للميداني (2/114) المثل (كالأشقر إن يتقدم ينحر وإن يتأخر يُعقر) قال والعرب تتشاءم من الأفراس بالأشقر، ثم حكى قصة لقيط بن زرارة يوم شعب جبلة....)

cosmos
24 - نوفمبر - 2010
محاكمة بدر الدين ابن الصاحب    كن أول من يقيّم
 

بدر الدين ابن الصاحب من كبار رجالات عصره في القرن التاسع الهجري، من أحفاد الصاحب بهاء الدين ابن حنا وزير الظاهر بيبرس، الذي كان بيبرس يقول (هذا أبي) احتراما له.

وعمه تاج الدين ابن الصاحب الذي ذكرنا  في (نوادر النصوص) خبر متحفه في بطاقة بعنوان (متحف الآثار النبوية في القرن السابع) قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في الدرر: ( نظم القصائد النبوية واجاد في المقاطيع... وكان كثير الحج والمجاورة وله مقاطيع كثيرة في ذلك ... وكان حاد النادرة سريع البادرة يهاب جانبه ويرعاه عدوه وصاحبه ولم يزل إلى أن وقع له مع الشيخ سراج الدين البلقيني ما وقع  وما خلص إلا بعناية أكمل الدين وغيره وذلك في سنة 86 وعاش بعد ذلك إلا أن قدرت وفاته في جمادى الآخرة سنة 788 

وقال في (إنباء الغمر) : تفقه ومهر في العلم ونظم ونثر وفاق أهل عصره في ذلك وفاق أيضاً في معرفة لعب الشطرنج، وكان جماعاً للمال، لطيف الذات، كثير النوادر، ألف تواليف في الأدب وغيره، وكتب الخط
الحسن، وكان يحسن الظن بتصانيف ابن العربي ويتعصب له، ووقعت له محنة مع الشيخ سراج الدين البلقيني وكان يكثر الشطح ويتكلم بما لا يليق بأهل العلم من الفحش ويصرح بالاتحاد ....مات في تاسع عشرين جمادى الآخرة وله إحدى وسبعون سنة، رأيته واجتمعت به وسمعت من فوائده ونوادره.


وقال في حوادث سنة 786: (وفيها وقع بين الشيخ سراج الدين البلقيني والشيخ بدر الدين بن الصاحب في الخشابية بجامع مصر بحث ألزمه فيه البلقيني بالكفر، فجرى بينهما كلام كثير وتولد منه شر كبير، فقام على ابن الصاحب جماعة وادعوا عليه عند المالكي  فسعى له آخرون عند اكمل الدين، حتى نقل القضية إلى القاضي الشافعي، وأقام مدة في الترسيم حتى حكم بحقن دمه، واستمر في وظائفه وعاش بعدها مدة. فحدثني بعض من سمع الشيخ سراج الدين يجهر بصوته بين القصرين وابن الصاحب مع الرسل الموكلين به سائراً مع البلقيني وهو يقول: يا معشر المسليمن! هذا كفر، فيقول ابن الصاحب: يا معشر المسلمين هذا فشر! فلما رأى الشيخ ذلك عدل إلى قوله: يا معشر المسلمين! هذا قال: إن نبيكم ما هو مدفون بالمدينة، وكان البحث بينهما في شيء من ذلك، وتعصب له جماعة منهم الفاضل محمد النحاس المصري فقال فيه:

لبدر  الدين  بين الناس iiفضل فمذهبه الصحيح بلا اعوجاج.
فأشرق في سماء العلم بدرا

فأطفأ نوره نور السراج.

 

cosmos
24 - نوفمبر - 2010
رسالة إلى محمود شكري الآلوسي    كن أول من يقيّم
 

بيروت في 15/ تشرين الثاني/ 1908
إلى شيخ الأئمة وقائد الأمة بالفكر الصائب والعقل الثاقب سيدي صاحب الفضيلة والمناقب محمود شكري أفندي الآلوسي  أفرغ الله عليه شآبيب كرمه من علو عرشه القدسي:
 ما وقع بيدي رسالة من بغداد سيدة البلاد إلا وفاحت مطاويها رائحة عطرت ما لمستها من الأياد، فعلمت أن من طيها ألوكة قادمة من فخر الأسياد، فما خاب أملي وما كذبني ظني في ما عنّ لي.
أما من جهة عودتي فلا تكون قبل خمسة أشهر لأن الرئيس الأكبر الذي بيده الأمر والنهي قلدني قضاء مهمة تاريخية تتعلق بمنشأ طريقتنا في سابق العهد، فلبيت أمره وها أناذا قد شرعت منذ نيف وشهر.
ولسوء الطالع ما بلغتني تلك الرسالة المعطرة بعطر الكمال إلا بعد خروجي من دار السعادة، ولذا جاءتني إلى بيروت متأخرة، ومع ذلك فإن العمّ الذي رأيته في مجلس المعارف لم يذخر وسيلة إلا وسهل لي الدخول في مكتبة "كوبرلي" أما سائر المكاتب فلم أستطع الدخول فيها لأن الأيام كانت أيام رمضان، والجوامع والمكاتب كلها مغلقة وإن كانت الجوامع مفتوحة للصلاة فقط. ومع هذا كله فقد وجدت في الأستانة ما عوض عن الغربة والابتعاد عن مثل شخصكم الجليل.
إن حالة "ماسنيون" قد تحسنت بالكلية، وهو الآن ينشئ المقالات في مجلة الإسلام الفرنسوية، ويهيئ تأليف كتاب في موضوع إسلامي. وقد زالت منه أعراض الأمراض والجميع منه راض، وحينما أعود إلى الوطن أفصل لكم الأحوال والرحلة إذ القلم لا يفي بوصف ما بنا قد ألمّ من المشقة والألم.
إن التفاصيل التي أوردتموها بخصوص إعلان الدستور أفادتني ويا ليت كانت مطولة لأقف على بعض الحقائق، فقد شاع في الأستانة أن بعض رعاع المسلمين قد ذبحوا نفراً من اليهود، وكنت أحب أن أقف على هذه الحقيقة من لسانكم الناطق بالصدق وإن شاء الله تجيبوني عن هذا السؤال عند جوابكم على هذه الرقعة المرقعة.
توجهت في الأستانة مع جميل صدقي الزهاوي وفهمي منشئ "الزوراء" سابقا وفي بيروت تواجهدت مع الدكتور نظام الدين بك، وقيل لي إن ابن الشيخلي جاء إلى بيروت، ومنها إلى الأستانة، وقد جاءني إلى محلي هنا في بيروت فلم يجدني وكان مستعجلا فذهب راكبا بالباخرة إلى دار السعادة.
وإني لأفرغ كل ما في وسعي في البحث عن كتاب "الديارات" و"الكنائس"، ولعلي أقع عليهما، والله الموفق إلى كل خير.
سلامي وتحياتي إلى الودادية إلى أبناء العم كل واحد باسمه، وحرسكم الله ذخرا وفخرا.

 
                                                                         كتبه
                                                         ا لأب انستاس ماري الكرملي

(صح: من طيي هذه الرسالة مغلف مكتوب
عليه عنواني حتى لا تتكلفوا وتبعثوا بالرسالة إلى
الدير في بغداد، بل رأسا إلى إدارة البريد العثماني
بدون زيادة شيء، ولكم الفضل والمنة)

____
عن كتاب الأب أنستاس ماري الكرملي وآراؤه اللغوية للدكتور إبراهيم السامرائي (منشورات معد البحوث والدراسات العربية) بغداد:  1969م (ص120)

cosmos
1 - ديسمبر - 2010
 1  2  3  4