البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : نوادر النصوص    كن أول من يقيّم
 زهير 
9 - نوفمبر - 2012
من تعب من الفكر وقف حيث تعب، فمنهم من وقف في التعطيل، ومنهم من وقف في القول بالعلل، ومنهم من وقف في التشبيه، ومنهم من وقف في الحيرة فقال لا أدري، ومنهم من عثر على وجه الدليل فوقف عنده فكلَّ عنده. فكل إنسان وقف حيث تعب، ورجع إلى مصالح دنياه وراحة نفسه وموافقة طبعه. فإن استراح من ذلك التعب، واستعمل النظر في الموضع الذي وقف فيه مشى حيث ينتهي به فكره إلى أن يتعب فيقف أيضاً أو يموت.
ابن عربي (عقلة المستوفز، طبعة ليدن ص90)
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من تاريخ العمائم    كن أول من يقيّم
 

قال المقري في (نفح الطيب : الوراق، صفحة 35)

وأما زيّ أهل الأندلس فالغالب عليهم ترك العمائم، لا سيما في شرق الأندلس، فإن أهل غربها لا تكاد ترى فيهم قاضياً ولا فقيهاً مشاراً إليه إلاّ وهو بعمامة، وقد تسامحوا بشرقها في ذلك، ولقد رأيت عزيز بن خطاب أكبر عالم بمرسية، حضرة السلطان في ذلك الأوان، وإليه الإشارة، وقد خطب له بالملك في تلك الجهة،وهو حاسر الرأس، وشيبه قد غلب على سواد شعره. وأما الأجناد وسائر الناس فقليل منهم تراه بعمّة في شرق منها أو في غرب، وابن هود الذي ملك الأندلس في عصرنا رأيته في جميع أحواله ببلاد الأندلس وهو دون عمامة، وكذلك ابن الأحمر الذي معظم الأندلس الآن في يده، وكثيراً ما يتزيّا سلاطينهم وأجنادهم بزيّ النصارى المجاورين لهم، فسلاحهم كسلاحهم، وأقبيتهم من الإشكرلاط وغيره كأقبيتهم، وكذلك أعلامهم وسروجهم

cosmos
22 - أغسطس - 2006
قبر جمال الدين الأفغاني    كن أول من يقيّم
 
قال المرحوم أحمد أمين في كتابه حياتي (ص245) أثناء حديثه عن مكتبة (شهيد علي) باستنبول، وذلك يوم 8/ يوليه/ 1928م : (وكان أمين المكتبة أفغانيا فتحدثنا عن السيد جمال الدين الأفغاني، واستفسرنا منه عن موقع قبره فأرشدنا إليه، فذهبنا عصرا إلى جهة يقال لها (متشكة) ... سألنا بواب المقبرة عن قبر جمال الدين فلم يعرفه، ولكنه أحضر لنا شيخ المقبرة، فسألناه فدلنا على القبر: قبر عادي ليس له ضريح ولا حوله بناء، ويظهر أنهم عند دفنه تعمدوا ألا يشيدوا بذكره، وأن يدفن كما يدفن أي رجل عادي، ولكن أخيرا وضع على القبر تركيبة من الرخام حولها سور صغير من حديد، وقرأنا على التركيبة اسم الشيخ جمال الدين وتاريخ وفاته، وفي ناحية أخرى سطران تركيان ترجمتهما: أنشأ هذا المزار الصديق الحميم للمسلمين في أنحاء العالم الرجل الخبير الأمريكاني المستر تشارلس كرين سنة 1926م) وسألنا الشيخ عن قبر عبد الله نديم فأخبرنا أنه في جهة بكطاش ولكن لا يدري بالضبط موضع دفنه. ثم ذكر أحمد أمين آخر مشهد ودع به أستاذه (علي بك فوزي) (الرجل الغريب جدا)
cosmos
3 - أكتوبر - 2006
رأي ابن تيمية في الشعر الحديث    كن أول من يقيّم
 
اقتبسنا هذا النص النادر من مشاركة لأستاذنا طه أحمد المراكشي بعنوان (رأي في الشعر الحر) وهي منشورة في دوحة الشعر في موضوع بعنوان (أين هو التجديد في الشعر الحر والحديث) قال: وهذا الأستاذ البديع الأعجوبة ابن تيمية له كلام عجاب في إنكار الإخلال بالشعر العربي وتغيير نظامه, كأنه شاهد عيان على ما حدث في أيامنا يقول في مجموع الفتاوى (م32 ص 252) : '' ..أن هذا الكلام الموزون كلام فاسد مفردا أو مركبا, لأنهم غيروا فيه كلام العرب, وبدلوه بقولهم: ماعوا وبدوا وعدوا.وأمثال ذلك مما تمجه القلوب والأسماع, وتنفر عنه العقول والطباع.
وأما مركباته فإنه ليس من أوزان العرب, ولا هو من جنس الشعر ولا من أبحره الستة عشر, ولا من جنس الأسجاع والرسائل والخطب.
ومعلوم أن تعلم العربية, وتعليم العربية, فرض على الكفاية وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن. فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي, ونصلح الألسن المائلة عنه, فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة, والاقتداء بالعرب في خطابها. فلو ترك الناس على لحنهم كان نقصا وعيبا, فكيف إذا جاء قوم إلى الألسنة العربية  المستقيمة, والأوزان القويمة, فأفسدوها بمثل هذه المفردات والأوزان المفسدة للسان,الناقلة عن العربية العرباء إلى أنواع الهذيان, الذي لا يهذي به إلا قوم من الأعاجم الطماطم الصميان.''
قال: وهؤلاء قوم تركوا المقامرة بالأيدي, وعجزوا عنها: ففتحوا القمار بالألسنة, والقمار بالألسنة أفسد للعقل والدين من القمار بالأيدي. 
ثم قال:.. بل لو فرض أن الرجل نظم هذه الأزجال العربية من غير مبالغة لنهي عن ذلك, بل لو نظمها في غير الغزل, فإنهم تارة ينظمونها بالكفر بالله وبكتابه ورسوله, كما نظمها (أبو الحسن التستري) في ( وحدة الوجود) وأن الخالق هو المخلوق, وتارة ينظمونها في الفسق: كنظم هؤلاء الغواة, والسفهاء الفساق. ولو قدر أن ناظما نظم هذه الأزجال في مكان حانوت: نهي, فإنها تفسد اللسان العربي, وتنقله إلى العجمة المنكرة.
وما زال السلف يكرهون تغيير شعائر العرب حتى في المعاملات, وهو التكلم بغير العربية إلا لحاجة, كما نص على ذلك مالك والشافعي وأحمد, بل قال مالك: من تكلم في مسجدنا بغير العربية أخرج منه, مع أن سائر الألسن يجوز النطق بها لأصحابها, ولكن سوغوها للحاجة, وكرهوها لغير الحاجة, ولحفظ شعائر الإسلام,  فإن الله أنزل كتابه باللسان العربي, وبعث به نبيه العربي, وجعل الأمة العربية خير الأمم, فصار حفظ شعارهم من تمام حفظ الإسلام. فكيف بمن تقدم على الكلام العربي مفرده ومنظومه- فيغيره ويبدله, ويخرج عن قانونه, ويكلف الانتقال عنه? إنما هذا نظير ما يفعله بعض أهل الضلال من الشيوخ الجهال حيث يصمدون إلى الرجل العاقل, فيولهونه ويخنثونه, فإنهم ضادوا الرسول إذ بعث بإصلاح العقول والأديان, وتكميل نوع الإنسان, وحرم ما يغير العقل من جميع الألوان.فإذا جاء هؤلاء إلى صحيح العقل فأفسدوا عقله وفهمه, فقد ضادوا الله وراغموا حكمه, والذين يبدلون اللسان العربي ويفسدونه, لهم من هذا الذم والعقاب بقدر ما يفتحونه,فإن صلاح العقل واللسان,مما يؤمر به الإنسان, ويعين ذلك على تمام الإيمان, وضد ذلك يوجب الشقاق والضلال والخسران, والله أعلم.'' اه
cosmos
25 - أكتوبر - 2006
أبو تمام بين الكتب    كن أول من يقيّم
 

قال ابن المعتز في ترجمته لأبي تمام في كتاب الطبقات: (وحدثني أبو الغصن محمد بن قدامة قال: دخلت على حبيب بن أوس بقزوين وحواليه من الدفاتر ما غرق فيه فما يكاد يرى، فوقفت ساعة لا يعلم بمكاني لما هو فيه، ثم رفع رأسه فنظر إلي فسلم علي، فقلت له: يا أبا تمام إنك لتنظر إلى الكتب كثيراً وتدمن الدرس فما أصبرك عليها! فقال: والله ما لي إلف غيرها ولا لذة سواها، وإني لخليق إن اتفقدها أن أحسن. وإذا بحزمتين: واحدة عن يمينه وواحدة عن شماله، وهو منهمك ينظر فيهما ويميزهما من دون سائر الكتب، فقلت: فما هذا الذي أرى من عنايتك به أؤكد من غيره? قال: أما التي عن يميني فاللات، وأما التي عن يساري فالعزى، أعبدهما من عشرين سنة. فإذا عن يمينه شعر مسلم بن الوليد صريع الغواني، وعن يساره شعر أبي نواس.
ومما يستملح من شعره- وشعره كله حسن- داليته في المأمون التي أولها: "كشف الغطاء فأوقدي أو أخمدي" وهي أشهر من الفرس الأبلق، وكذلك كل ما نذكر من قصائد ها هنا، فإنا نقتصر على ذكر أوائلها نحو قوله: "وأبي المنازل إنها لشجون" وقوله: "سرت تستجير الدمع خوف نوى غد" وقوله: "متى أنت عن ذهلية القوم ذاهل" وقوله: "أصغى إلى البين معتزاً فلا جرما" وقوله: "دمن ألم بها فقال سلام" وقوله: "بدلت عبرة من الإيماض" وقوله: "الحق أبلج والسيوف عواري" وقوله: "السيف أصدق أنباء من الكتب" وقوله: "نسج المشيب له قناعاً مغدفا" وقوله: "خشنت عليه أخت بني خشين" وقوله: "خذي عبرات عينك من زماعي" وقوله: "يوم الفراق لقد خلقت طويلاً"
و استقصينا ذكر أوائل قصائد الجياد التي هي عيون شعره لشغلنا قطعة من كتابنا هذا بذلك وإن لم نذكر منها إلا مصراعاً، لأن الرجل كثير الشعر جداً، ويقال إن له ستمائة قصيدة وثمانمائة مقطوعة، وأكثر ماله جيد، والرديء الذي له إنما هو شيء يستغلق لفظه فقط. فأما أن يكون في شعره شيء يخلو من المعاني اللطيفة والمحاسن والبدع الكثيرة فلا، وقد أنصف البحتري لما سئل عنه وعن نفسه فقال: جيده خير من جيدي، ورديي خير من رديه، وذلك أن البحتري لا يكاد يغلظ لفظه، إنما ألفاظه كالعسل حلاوة، فأما أن يشق غبار الطائي في الحذق بالمعاني والمحاسن فهيهات، بل يغرق في بحره. على أن للبحتري المعاني الغزيرة، ولكن أكثرها مأخوذ من أبي تمام، ومسروق من شعره

cosmos
21 - مارس - 2008
رد سريع على الوهابية    كن أول من يقيّم
 

الفجر الصادق في الرد على منكري التوسل والكرامات والخوارق
كتاب من نوادر ما ألف في الرد على الوهابية، وتاتي ندرته أنه من تأليف جميل صدقي الزهاوي.

طبع بمطبعة الواعظ بمصر سنة 1323هـ 1905م وملتزم الطبع أحمد علي المليجي، في (76) صفحة. وقدم الناشر للكتاب بقوله:
(إنه تأليف نابغة هذا الزمان، من تفرد فيه على معاصريه بحسن البيان.... الأستاذ الذي هو لأحسن الكمالات حاوي سيدي الشيخ جميل أفندي صدقي الزهاوي) وفي خاتمته يقول الزهاوي:  (لقد تم ما أردت تنميقه في هذه العجالة منعا لاتساع المذهب الوهابي وانتشاره في بغداد وما جاورها من البلاد كي يتضح الحق لعيني القارئ وينجلي الصواب، فلا يغير بما نشرته هذه الفرقة المارقة وموهت به على البسطاء والجاهلين. وقد ساعدني في تاليفها وتنميقها حضرة أخي وصاحبي العلامة معروف أفندي الرصافي دام في حفظ الباري والحمد لله أولا وأخيرا. بغداد في غرة رمضان سنة 1322هـ الفقير إليه تعالى زهاوي زاده جميل صدقي.
وقرظ الرصافي الكتاب ببيتين هما:
هذا كتاب فيه يتضح الهدى = علما فتسطع للعقول حقائق...

يا ظلمة الشبهات والكذب انجلي = فلقد بدا للحق فجر صادق...
وكان الزهاوي في الثانية والأربعين من عمره لما ألفالكتاب، ومولده يوم 18/ 5/ 1863م
يقول الأستاذ عبد الرزاق الهلالي (الزهاوي: ص 37): (إنه بحث عن السبب الحقيقي الذي كان وارء تأليف الكتاب فتوصل إلى أن الزهاوي والرصافي أرادا بذلك التقرب  إلى والي بغداد الجديد عبد الوهاب باشا الألباني الذي كان في طريقه إلى بغداد، وقد صدر مرسوم تعيينه واليا على بغداد يوم 17/ شعبان/ 1322 ودخل بغداد يوم الجمعة 10/ شوال/ 1322.
وانظر وصفا مطولا للكتاب في (الزهاوي وديوانه المفقود: ص54) للأستاذ هلال ناجي.

 

cosmos
25 - مارس - 2008
قصة احتيال الحافظ ابن حجر على زوجته    كن أول من يقيّم
 
كتاب الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، لتلميذه السخاوي يعتبر من أكبر الكتب المؤلفة في ترجمة شيخ واحد، وتقع مطبوعته في (1279) صفحة، عدا الفهارس، في ثلاثة مجلدات، وفي الفصل التاسع منه ترجم لزوجات ابن حجر وبناته وولده (الوحيد) بدر الدين الذي كان ثمرة هذه القصة قصة زواج ابن حجر من (خاص ترك) جارية زوجته أنس خاتون ابنة القاضي ناظر الجيش كريم الدين اللخمي النستراوي، وذلك سنة 814 وكان ابن حجر وقتها في الواحدة والأربعين من العمر، ومولده يوم 23/ شعبان/ 773هـ.
 قال السخاوي: (إن صاحب الترجمة =أي الحافظ ابن حجر= لما رأى كثرة ما تلده أم أولاده من الإناث، وأحب أن يكون له ولد ذكر، ولم يمكنه التزويج مراعاة لخاطرها = أي مراعاة لخاطر زوجته =  اختار التسري، وكانت لزوجته جارية جميلة يقال إنها ططرية، اسمها (خاص تُرك) فوقع في خاطره الميل إليها، فاقتضى رأيه الشريف أن أظهر تغيظا منها بسبب تقصيرها في بعض الخدمة، وحلف أنها لا تقيم بمنزله، فبادرت زوجته لبيعها بعد أن أمرها أن تأمر القاصد بعدم التوقف في بيعها بأي ثمن كان. قال: وكل ما رمتيه من الزيادة على ذلك أقوم لك به، ففعلتْ.
وأرسل هو الشيخ شمس الدين ابن الضياء الحنبلي فاشتراها له بطريق الوكالة، وأقامت ببعض الأماكن حتى استبرأها، ثم وطأها فحملت بولده القاضي بدر الدين أبي المعالي محمد، وكان مولده في ثامن عشر صفر سنة (815) واستدعى صاحب الترجمة بالطلبة ونحوهم يوم السابع إلى منزل أم أولاده وعمل لهم شواء، فكانت العقيقة عندها وهي لا تشعر. وأقام عند أمه وشيخنا يتردد إليها حتى بلغ الخبر أم أولاده قبل انفصال الولد عن الرضاع، فركبت هي وأمها من فورها إلى المكان الذي كانا به وأحضرتهما معها إلى منزلها، فتركتهما ببعض المعازل إلى أن حضر شيخنا من الركوب وليس عنده شعور بما وقع، فاستخبرته عن ذلك فما اعترف وأنكر، بل ورّى بما يفهم منه الإنكار. فقامت وأخرجت الولد وأمه فسُقط في يده، وبادر فاختطف الولد وذهب به إلى بعض من يثق به من النسوة بمصر، ثم توجهت إليه أمه بعد ذلك، ولم تزل به (1) إلى أن زوجها بالزين عبد الصمد ابن صاحبه الشيخ شمس الدين الزركشي، أحد من سمعنا عليه الحديث، واستمرت معه حتى ماتت)
(1) أي لم تزل زوجته تنكد عيشه وتطلب منه تطليق (خاص ترك)
cosmos
13 - أبريل - 2008
يحيى بن أرميا: من فرسان اليهود    كن أول من يقيّم
 

عثرت على هذه القصة النادرة في تاريخ الذهبي (نشرة الوراق: ص1684)
في ترجمة إبراهيم بن المهدي
، وتحكي ما جرى له مع فارس يهودي من أهل البلقاء يسمى (يحيى بن أرميا) قال الذهبي:
قال عليّ بن المغيرة الأثرم: حدّثني إبراهيم بن المهديّ أنّه ولي إمره دمشق سنتين، ثمّ أربع سنين لم يقطع على أحد في عمله طريق. وأخبرت أنّ الآفة كانت في قطع الطّريق من دعامة والنعمان موليان لبني أميّة، ويحيى بن أرميا من يهود البلقاء. وانّهم لم يضعوا يدهم في يد عامل. فلمّا ولّيت كاتبتهم.
قال: فكتب إليه النّعمان بالأيمان المحرجة أنّه لا يفسد في عمله ما دام والياً.
قال: ودخل إليّ دعامة سامعاً مطيعاً، وأعلمني أنّ النعمان قد صدق وأنه يفي. واعلمني أن اليهودي كتب إليه إنّي خارج إلى مناظرتك فاكتب لي أماناً تحلف لي فيه أنّك لا تحدث فيّ حدثاً حنّى تردّني إلى مأمني. فأجبته.
قال: فقدم عليّ شابّ أشعر أمعر، عليه أقبية ديباج ومنطقة وسيف محلّى. فدخل إلى دار معاوية، وكنت في صحنها. فسلّم من دون البساط. فقلت: ارتفع.
فقال: أيّها الأمير إنّ للبساط ذماماً، أخاف أن يلزمني جلوسي عليه، ولست أدري ماذا تسومني
. فقلت له: أسلم واسمع وأطع .
فقال: أمّا الطاعة فأرجو. وأما الإسلام فلا سبيل إليه. فأعلمني بما لي عندك إذا لم أدخل في دينك.
قال: فقلت لا بدّ من أداء الجزية.
فقال: يعفيني الأمير.
قال: فقلت: لا سبيل إلى ذلك.
قال: فأنا منصرف على أماني.
فأذنت له، وأمرتهم بان يسقوا فرسه عند خروجه إليه. فلمّا رأى ذلك دعا بدابّةٍ شاكريّة، فركبها وترك دابّته، وقال: ما كنت لآخذ معي شيئاً قد ارتفق منكم بمرفق فأحاربكم عليه.
قال: فاستحسنت منه ذلك وطلبته، فلمّا دخل قلت: الحمد لله الذي أظفرني بك بلا عقد ولا عهد.
قال: وكيف ذاك? قلت: لأنك قد انصرفت من عندي ثم عدت إليّ.
قال شرطك أن تصيرني إلى مأمني. فإن كان دارك مأمني فلست بخائف، وإن كان مأمني داري فردّني إلى البلقاء.
فجهدت به إلى أداء الجزية، على أن أهبه في السنة ألفي دينار، فلم يفعل. فأذنت له في الرجوع إلى مأمنه. فرجع ثم أسعر الدّنيا شرّاً.

ثم حمل إلى عبيد الله بن المهديّ مالٌ من مصر فخرج اليهوديّ متعرّضاً له، فكتب إلى النعمان بذلك، فكتبت إليه آمره بمحاربة اليهوديّ إن عرض للمال. فخرج النعمان ملتقياً للمال، ووافاه اليهوديّ، ومع كلّ واحد منهما جماعته. فسأل النعمان اليهوديّ الانصراف، فأبى وقال: إن شئت خرجت إليك وحدي وأنت في جماعتك، وإن شئت تبارزنا، فإن ظفرت بك انصرف أصحابك إليّ وكانوا شركائي في الغنيمة، وإن ظفرت بي صار أصحابي إليك.
فقال له النعمان: يا يحيى، ويحك أنت حدثٌ، وقد بليت بالعجب. ولو كنت من قريش لما أمكنك معارّة السلطان. وهذا الأمير هو أخو الخليفة. وإنّا وإن فرّقنا الدّين أحبّ أن لا يجري على يديّ قتل فارسٍ من الفرسان، فإن كنت تحب ما أحب من السلامة فأخرج إليّ، ولا يبتلى بك وبي من يسوءنا قتله.
قال: فخرجا جميعاً وقت العصر، فلم يزالا في مبارزة إلى الظّلام، فوقف كل منهما على فرسه، واتكأ على رمحه، إلى أن غلبت النعمان عيناه، فطعنه اليهوديّ، فوقع سنان رمحه في منطقة النعمان، فدارت المنقطة وصار السنان يدور بدوران المنطقة إلى الظهر، فاعتنقه النعمان وقال له: أغدراً يا ابن اليهوديّة? فقال له: أو محاربٌ ينام يا ابن الأمة واتّكى عليه النعمان عند معانقته إيّاه، فسقط فوقه، وكان النعمان ضخماً، فصار فوق اليهودي، فذبحه وبعث إليّ برأسه. فلم يختلف عليّ بعدها أحد.
ثمّ ولي بعدي دمشق سليمان بن المنصور، فانتهبه أهل دمشق وسبوا حرمه، ثم ولي بعده أخوه منصور، فكانت على رأسه الفتنة العظمى. ثم لم يعط القوم طاعة بعد ذلك، إلى أن افتتح دمشق عبد الله بن طاهر سنة عشر ومائتين.
 (تاريخ الذهبي: نشرة الوراق: ص1684)

cosmos
14 - أبريل - 2008
يوم كسر الحجر الأسود    كن أول من يقيّم
 

قال ابن كثير في (البداية والنهاية) في مفتتح كلامه عن حوادث سنة (413)

فيها: جرت كائنة غريبة عظيمة، ومصيبة عامة، وهي أن رجلاً من المصريين من أصحاب الحاكم اتفق مع جماعة من الحجاج المصريين على أمر سوء، وذلك أنه لما كان يوم النفر الأول طاف هذا الرجل بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر الأسود جاء ليقبله فضربه بدبوس كان معه ثلاث ضربات متواليات، وقال: إلى متى نعبد هذا الحجر؟ ولا محمد ولا علي مما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت. وجعل يرتعد فاتقاه أكثر الحاضرين وتأخروا عنه، وذلك لأنه كان رجلاً طوالاً جسيماً

أحمر اللون أشقر الشعر، وعلى باب الجامع جماعة من الفرسان، وقوف ليمنعوه ممن يريد منعه من هذا الفعل، وأراده بسوء، فتقدم إليه رجل من أهل اليمن معه خنجر فوجأه بها، وتكاثر الناس عليه فقتلوه وقطعوه قطعاً، وحرقوه بالنار، وتتبعوا أصحابه فقتلوا منهم

جماعة.

ونهبت أهل مكة الركب المصري، وتعدى النهب إلى غيرهم، وجرت خبطة عظيمة، وفتنة كبيرة جداً، ثم سكن الحال بعد أن تتبع أولئك النفر الذين تمالؤوا على الإلحاد في أشرف البلاد غير أنه قد سقط من الحجر ثلاث فلق مثل الأظفار، وبدا ما تحتها أسمر يضرب إلى صفرة، محبباً مثل الخشخاش، فأخذ بنو شيبة تلك الفلق فعجنوها بالمسك والك وحشوا بها تلك الشقوق التي بدت، فاستمسك الحجر واستمر على ما هو عليه الآن، وهو ظاهر

لمن تأمله.

cosmos
24 - يوليو - 2008
الحجاج والقرآن    كن أول من يقيّم
 

ذكر البغدادي هذه الطرفة النادرة في شرح الشاهد (437) من شواهد سيبويه في الكتاب وهو البيت:
ربما تكره النفوس من الأم         ر له فرجةٌ كحل العقال
قال:
والبيت الشاهد قد وجد في أشعار جماعةٍ، والمشهور أنه لأمية بن أبي الصلت، من قصيدة طويلة عدتها تسعةٌ وسبعةٌ وسبعون بيتاً ذكر فيها شيئاً من قصص الأنبياء: داود، وسليمان، ونوح، وموسى. وذكر قصة إبراهيم وإسحاق عليهما السلام، وزعم أنه هو الذبيح، وهو قولٌ مشهورٌ للعلماء.
أما الطرفة النادرة فقد رواها البغدادي ولم تسعفه ذاكرته في تذكر المصدر الذي ذكر هذا الرواية في سبب هروب أبي عمرو بن العلاء، وقد عثرتُ على هذا المصدر وهو كتاب (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيتون) لابن نباتة،  أثناء ترجمته للحجاج، قال: ( وقال أبو عمرو بن العلاء كنت أقرأ "إلا من اغترف غرفة" بالفتح وبلغ الحجاج وكان يقرأ بالضم فطلبني فهربت إلى واد صنعاء فأقمت زماناً فسمعت أعرابياً يقول لآخر
قد مات الحجاج فقال الأعرابي:
ربما تجزع النفوس من الأمر         له فرجة كحل العقال
فلم أدر بأي شيء كنت أشد فرحاً أبموت الحجاج أم بسماع البيت أستشهد به على
القراءة.
وهناك رواية اكثر تفصيلا للقصة سأذكرها في ختام هذه البطاقة، وأنقل هنا ما رواه البغدادي من مختلف الروايات في سبب هروب أبي عمرو، قال:
أخرج ابن عساكر من طريق الأصمعي، قال: قال أبو عمرو بن العلاء:
هربت من الحجاج فسمعت أعرابياً ينشد:
يا قليل العزاء في الأهوال         وكثير الهموم والأوجال
إلى آخر الأبيات. فقلت: ما وراءك يا أعرابي؟فقال: مات الحجاج! فلم أدر بأيهما أفرح: أبموت الحجاج أم بقوله فرجة؟ لأني كنت أطلب شاهداً لاختياري القراءة في سورة البقرة: إلا من اغترف غرفة بالفتح. انتهى.
وقد رويت قصة أبي عمرو بن العلاء هذه على وجوهٍ مختلفة منها رواية الصاغاني في العباب، قال: قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء وكان قد هرب من الحجاج إلى اليمن، يقول: كنت مختفياً لا أخرج بالنهار فطال علي ذلك، فبينا أنا قاعدٌ وقت السحر مفكراً سمعت رجلاً ينشد وهو مارٌّ:
ربما تكره النفوس من الأم         ر له فرجةٌ كحل العقال
ومر خلفه رجلٌ يقول: مات الحجاج! قال أبو عمرو: فما أدري بأيهما كنت أفرح، أبموت الحجاج، أم بقوله: فرجة بفتح الفاء، وكنا نقوله بضمها. اهـ.

ومنها ما رواه الدماميني في الحاشية الهندية، قال: يحكى عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان له غلام ماهر في الشعر، فوشي به إلى الحجاج، فطلبه ليشتريه منه. قال: فلما دخلت عليه، وكلمني فيه، قلت: إنه مدبّر. فلما خرجت قال الواشي: كذب. فهربت إلى اليمن خوفاً من شره، فمكثت هناك وأنا إمامٌ يرجع إلي في المسائل، عشر سنين، فخرجت ذات يوم إلى ظاهر الصحراء فرأيت أعرابياً يقول لآخر: ألا أبشرك؟ قال: بلا. قال: مات الحجاج! فأنشده:
ربما تكره النفوس من الأم         ر فرجة كحل العقال
وأنشده بفتح الفاء من فرجة. قال أبو عمرو: لا أدري بأي الشيئين أفرح، أبموت الحجاج أم بقوله فرجة بفتح الفاء، ونحن نقول فرجة بضمها، وهو خطأ. وتطلبت ذلك زماناً في استعمالاتهم. قال أبو عمرو: وكنت بقوله: فرجة أشد مني فرحاً بقوله: مات الحجاج. اهـ.
كذا ساق الحكاية. وفي قوله في آخرها: وهو خطأ نظرٌ لا يخفى. والمشهور أن سبب
هروب أبي عمرو إلى اليمن طلب الحجاج منه شاهداً من كلام العرب لقراءته: غرفة بالفتح، فلما تعذر عليه، هرب إلى اليمن. ولم تحضرني الآن هذه الرواية.

قلت انا زهير: ومما فات البغدادي أن يذكره في سبب هروب أبي عمرو ما رواه القاضي التنوخي في كتابه (الفرج بعد الشدة) بسنده إلى أبي عمرو أنه قال:
كنت مستخفياً من الحجاج، وذلك أن عمي كان عاملاً له، فهرب، فهم بأخذي.
فبينا أنا على حال خوفي منه، إذ سمعت منشداً ينشد:
ربّما تجزع النفوس من الأم         ر لها فرجة كحل العقال
ومنها قوله: ووجدت بخط أبي عبد الله بن مقلة، في كتاب الأبيات السائرة: قال أمية بن أبي الصلت:
ربّما تكره النفوس من الش         يء لها فرجة كحلّ العقال
 ومن الفوائد ما ذكره الرافعي في (التدوين في تاريخ قزوين) في ترجمة أحمد بن صالح الحداد، والد علي بن صالح المقرىء، قال: وسمع أحمد بن صالح أبا الطوسي في القراآت لأبي حاتم السجستاني "إلا من اغترف غرفة" وغرفة واخترنا الضم لان الغرفة ملء الكف والمغرفة والغرفة بالفتح يكون للقليل والكثير وقد تغرف السفينة مائة قربة وأكثر.
وفي (كنز العمال)
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف.
عن عثمان أنه قرأ:" إلا من اغترف غرفة" بضم الغين.
وفي (المغني) لابن هشام : (اغترفَ غرفةً بيدهِ) إن فتحت الغين فمفعول مطلق، أو ضممتها فمفعول به، ومثلهما حسوتُ حَسوةً، وحُسوةً.
وأختم هذه البطاقة بما حكاه الشيخ عبد الرحمن  ابن درهم وهو من أهل هذا العصر، توفي عام 1943م قال في كتابه (نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار):
ويروى أن أبا عمرو بن العلاء، كان يقرأ قوله تعالى: (إلا من أغترف غرفة بيده) بالفتح فأحضره الحجاج، وقال: ما حجتك في قراءتها بالفتح؟ قال: أمهلني أيها الأمير. قال: أمهلتك شهراً، فإن لم تأتني بحجة ضربت عنقك، فوكل من به يسير معه في أحياء العرب فلم يجد
حجة إلا أن كمل الشهر، فرده الموكلون به على الحجاج، فلما كان في أثناء الطريق إذ إعرابي يسوق إبلاً له وينشد:
صبر النفس عند كل ملم         إن في الصبر حيلة المحتال
لا تضيقن بالأمور فقد تكشف         غماؤها بغير احتيال
ربما تجزع النفوس من الأمر         له فرجة كحل العقال
فقال له أبو عمرو: ما وجه الفتح في فرجة؟ فقال: كلما أتى على وزن فعلة فلنا فيه ثلاث لغات، ففرح أبو عمرو بوجود الحجة لقراءته ثم قال للإعرابي: ما سبب إنشادك هذه الأبيات؟ قال: أنه قد بلغنا نعي الحجاج، وكنا متخوفين منه، فقال أبو عمرو: والله ما أدري بأيتهما أفرح، بموت الحجاج، أم بوجود الحجة على قراءتي ومذهبي؟!
قال السيوطي في المزهر:
أبو عمرو بن العلاء: اختلف في اسمه على واحد وعشرين قولاً: أصحّها زَبّان بزاي
معجمة والبقية: جَبْر، جُنَيْد جَزْء، حُمَيْد، رَبّان براء مهملة عُتَيْبَة، عُثْمان، عُرْيان، عقبة، عمَّار، عَيَّار، عُيَيْنَة، فائد، قَبِيصة، مَحْبوب، محمد، يحيى، وقيل: اسمه كنيته، وسبب الاختلاف فيه أنه كان لجلالته لا يُسأل عن اسمه، قال أبو الطيب: أبو عمرو بن العلاء وأخوه أبو سُفْيان زعم النيسابوري أن اسميهما كنيتاهما

cosmos
23 - ديسمبر - 2008
صنم ملك التيبت المعلق داخل الكعبة    كن أول من يقيّم
 

صنم ملك التيبت المعلق عام (201هـ) داخل الكعبة مع قصة إسلامه، التي كتبها وزير المامون الحسن بن سهل (1)

نقلت هذا النص النادر من كتاب (أخبار مكة) للأزرقي في فصل بعنوان (في معاليق الكعبة) أي فيما هو معلق في الكعبة في عصره، وكانت وفاة الأزرقي سنة 250هـ فهو معاصر للخليفة المأمون الذي بعث بهذا السرير والكتاب إلى الكعبة. قال الأزرقي:

حدثني سعيد بن يحيى البلخي، قال: أسلم ملك من ملوك التبت، وكان له صنم من

ذهب يعبده في صورة انسان، وكان على رأس الصنم تاج من الذهب مكلل بخرز الجوهر والياقوت الأحمر والأخضر والزبرجد، وكان على سرير مربع مرتفع من الأرض على قوائم، والسرير من فضة، وكان على السرير فرشة الديباج، وعلى أطراف الفرش أزرار من ذهب وفضة مرخاة، والأزرار على قدر الكرين في وجه السرير، فلما أسلم ذلك الملك، أهدى السرير والصنم إلى الكعبة، فبعث به إلى أمير المؤمنين عبد الله المأمون هدية للكعبة، والمأمون يومئذ بمرو من خراسان، فبعث به المأمون إلى الحسن بن سهل بواسط، وأمره أن يبعث به إلى الكعبة، فبعث به مع نصير بن إبراهيم الأعجمي، رجل من أهل بلخ من القواد، فقدم به مكة في سنة احدى ومائتين، وحج بالناس تلك السنة إسحاق ابن موسى بن عيسى بن موسى، فلما صدر الناس من منى، نصب نصير ابن إبراهيم السرير وما عليه من الفرشة والصنم، في وسط رحبة عمر بن الخطاب، بين الصفا والمروة، فمكث ثلاثة أيام منصوباً ومعهم لوح من فضة مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا سرير فلان بن فلان ملك التبت، أسلم وبعث بهذا السرير هدية إلى الكعبة، فاحمدوا الله الذي هداه للاسلام، وكان يقف على السرير محمد بن سعيد ابن أخت نصير الأعجمي، فيقرأه

على الناس بكرة وعشية، ويحمد الله الذي هدى ملك التبت إلى الاسلام، ثم دفعه إلى الحجبة، وأشهد عليهم بقبضه، فجعلوه في خزانة الكعبة، في دار شبة بن عثمان، حتى استخلف حمدون ابن علي بن عيسى بن ماهان، يزيد بن محمد بن حنظلة المخزومي على مكة، وخرج إلى اليمن فخالفه إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي إلى مكة مقبلاً من اليمن، فسمع به يزيد بن محمد فخندق على مكة وسكها بالبنيان من أنقابها، وأرسل إلى الحجبة فأخذ السرير وما عليه منهم، فاستعان به على حربه، وقال: أمير المؤمنين يخلفه لها، وضربه دنانير ودراهم، وذلك في سنة اثنتين ومائتين، فبقي التاج واللوح في الكعبة إلى اليوم.

نسخة ما في اللوح الذي في جوف الكعبة الذي كان مع السرير

بسم الله الرحمن الرحيم، أمر عبد الله الامام المأمون أمير المؤمنين أكرمه الله ذا الرياستين، الفضل بن سهل بالبعثة بهذا السرير من خراسان إلى بيت الله الحرام، في سنة مائتين وهو سرير الاصبهبد كابل شاه بعد مهراب بني دومي كابل شاه، المحمول تاجه إلى مكة المخزون سريره في بيت مال المسلمين، بالمشرق في سنة سبع وتسعين ومائة، ومن نبأ أمر الاصبهبد، أنه أضعف عليه الخراج والفدية عن بلاد كابل والقندهار، ونصبت المنابر وبنيت المساجد فيها، وخرج الأصبهبد كابل شاه، نازلاً عن سريره هذا خاضعاً لله مستسلماً، حتى حاول حدود كابل وأرض الطخارستان، ووضع يده في يد صاحب جبل خراسان ذي الرياستين على ما سامه ذو الرياستين، من خطة الذل للدين ولامام المسلمين، ثم أقام البريد من القندهار إلى الباميان، وأضاف بلاد كابل والقندهار إلى بلاد خراسان، وأذعن للوالي مع الجنود مقيماً حدود الله والاسلام، عاملاً بأحكامه فيه وفي من اختار الاسلام معه، وأقام

على العهد في مملكته، وسير الامام أكرمه الله الرايات الخضر على يدي ذي الرياستين إلى القشمير، وفي ناحية التبت ما سيرها، فأظهره الله سبحانه على بوخان وراور بلاد بلور صاحب جبل خاقان وجبل التبت، وبعث به إلى العراق مع فرسان التبت، ومن ناحية السرير ما طلب على باراب وشاوغر وزاول، وبلاد اطراز، وقتل قائد الثغر وسبا أولاد جبغويه الخرلخي مع خاتوناتة، بعد أحجاره اياه ببلاد كيماك وبعد غلبه ما غلب على مدينة كاسان وبعث بمفاتيح قلاع فرغانة إلى العرب، فمن قرأ هذه السطور فليعن على تعزيز الاسلام وتذليل الشرك بقول أو فعل؛ فإن ذلك واجب على الناس تعزيز الدين إذا قامت به الأئمة، ومن أراد الزهد والجهاد وأبواب البر والمعاونة على ما يكسب الاسلام كهذا العز وهذه المفاخر، وقد نسخنا ما كان حفر على صفيحة تاج مهرب بني دومي كابل شاه، في سنة سبع وتسعين ومائة على هذا اللوح ومن نصر دين الله نصره الله، لقوله تبارك وتعالى ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز.

وكتب الحسن بن سهل صنو ذي الرياستين في سنة مايتين.

___________

1- الحسن بن سهل هو وزير المامون بعد اخيه الفضل، ووالد بوران (زوجة المأمون)  توفي سنة 236هـ سجينا في مشفى المجانين. واما الفضل فقد قتل بامر المأمون مغافصة في الحمام يوم 2/ شعبان/ 202هـ

 

cosmos
1 - مارس - 2009
 1  2  3  4