البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : المستشرقات الغربيات يخترقن عالم الحريم    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 زين الدين 
24 - مارس - 2007
فتحت دراسة إدوارد سعيد حول الاستشراق آافق واسعة في مجال الدراسات الإنسانية والاجتماعية ، ولم تكن أهمية الدراسة نابعة من جدّة الموضوع في حدّ ذاته ، فقد أشبع بحثا وتنقيبا ، ولكن جاء منهج الدراسة متفرّدا بالاعتماد على آليات معرفية لم تكن البيئة العربية قد استأنست بها بعد ...
 
ومن حسنات هذه الدراسة أنّها مكّنت مجالات جديدة من البحث في العلوم الإنسانية من أن تأخذ لها مكانة على ساحة البحث الاكاديمي ، فطوّرت مفاهيمها وارست قواعد منهجها ، واصبح لها صرحا علميا ذا شاو في الجامعات الغربية على الخصوص ...
 
وهذا هو المطلوب ، إذ أنّ أهمية اي دراسة لا تكمن في حجم الإجابات التي تحاول أن تأتي بها ، بقدر ما ترتبط بشساعة مساحة الأسئلة التي تستثيرها ، مقلّصة بذلك فضاء " غير المفكّر فيه " داخل اي ثقافة ...
 
*****
 
وبالعودة إلى موضوعنا ، فقد قرات منذ مدّة دراسة في غاية الجدّة والطرافة ، ترتبط بنقد الرؤية الغربية الاستشراقية للآخر " الشرقي " على منهاج دراسة إدوارد سعيد ، ضمن ما يعرف حاليا بالدراسات ما بعد الكولونيالية Post Colonial Studies
 
الدراسة بعنوان : Supplementing the Orientalist Lack: European Ladies in the Harem
ويمكن ترجمتها بـ : محاولة تقليص هوّة الرؤية الاستشراقية من خلال اختراق السيدات الأوربيات لعالم الحريم
 
وهي دراسة للباحثة التركية مايدة ييغونوغلو ، يمكن الاطلاع عليها عل الرابط التالي :
 
********
تنطلق هذه الدراسة من بحث موضوع " وحدة " التصوّر الاستشراقي الغربي في مسلّماته واستنتاجاته حول عالم الشرق ...
إنّ هذه النقطة بالذات قد اثارت سجالا ، لا يزال صداه يتردّد في الأوساط الأكاديمية ، نقدا " لاتهام " إدوارد سعيد الاستشراق الغربي (الفرنسي والبريطاني على الخصوص) بإعادة إنتاج نفس المفاهيم والمناهج في دراساتهم للشرق ...
 
وتحاول باحثتنا أن تؤكّد أنّ التعميم لا يصدق فقط على المستشرقين المنتمين إلى فضاءات جغرافية وثقافية متنوعة ، بل كذلك على المستشرقات الاوربيات أيضا ...وهنا تكمن جدّة هذا الموضوع ..
 
فقد شكّل عالم الحريم فضاءً عصيا على الاختراق بالنسبة للمستشرق الغربي ، الذي عبّر في أحيان كثيرة عن حيرته وجهله أمام هذا الأفق الحصين "الممنوع من المعرفة " ... "forbidden zone"
إنّ الجهل بهذا الوسط قد استثار خيال المستشرقين ، واستثمر في وعيهم الباطن ، بشكل شهواني في احيان كثيرة ، يدلّ على ذلك كتاباتهم الادبية وابداعاتهم الفنية ...
 
هذا ما دفع لين Lane في دراسته الشهيرة حول " وصف مصر " إلى الاستعانة بأخته للنفاذ إلى هذا العالم ...
 
*****
وبعيدا عن تفاصيل الدراسة (التي يمكن الاطلاع عليها عبر الانترنت) فإنّ أهمّ ما تصل إليه يكمن في إعادة المستشرقات الأوربيات لنفس مسلّمات نظرائهن المستشرقين في رؤيتهم للمرأة وللحجاب وللحرية ولعلاقة الرجل الشرقي بالمرأة ، وهو تطابق عجيب على الرغم ممّا أتيح لهـــنّ من ولوج هذا العالم واستقراء دواخله ...
 
فهل يعدّ هذا مسمارا آخر يدقّ على نعش الاستشراق ، الراحل غير مأسوف عليه ?????
 
مع تحياتي
زين الدين
 
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الاستشراق واثره    كن أول من يقيّم
 
تقييم  جيد   ولكن
 
يجب ان لا ننسى  بما قام به الاستشراق من خدمات جليله  للتراث - رغم الملاحضات الوارده -
فكارل بروكلمان  في كتابه  تاريخ الادب العربي  وايضا
تاريخ الشعوب الاسلاميه   استطاع ان يقدم  دراسه حديثه  للادب والتاريخ 
وهناك  الكثير من المستشرقين  الاخرون ايضا لهم  باع طويل في هذا المجال مع اعترافنا بان بعضهم كان يوجهه  الهدف الاستعماري الصليبي
لتشويه الاسلام
 
فعلا  ما احوجنا  لامثال ادورد سعيد  في كل بقاع الوطن العربي  ولكن  باسلوب  احدث وخاصه  في المجالات الانسانيه
علي السقاف
26 - مارس - 2007
تعقيب حول موضوع الاستشراق ...    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
الأخ علي:
لا شكّ من وجاهة الملاحظة التي أبديتها حول الدور الإيجابي لبعض المستشرقين ولكتابتهم وانتاجاتهم المتنوّعة ، يكفي دليلا على ذلك أنّنا لم نستطع حتّى مسايرة إيقاع اجتهاد بعضهم ولو بالترجمة ، كما حصل مع كتاب بروكلمان حول تاريخ الأدب العربي ....
 
وقد يرى البعض في نقد الاستشراق ، صرخة المنهزم الذي يعلّق أذيال الخيبة على مشجب الاستشراق والاستعمار وما شابه ذلك ، ولعمري إنّ لهذا الرأي نصيبا من الصحّة ، فلطالما سمعنا من الصراخ والنعيب والاسف والحسرة على موروثنا الأدبي والفكري والفني ، فيما لم تتحرّك همتنا للسير على منوال (لا على نموذج) هؤلاء المستشرقين في النقد والتحقيق والجمع والتصحيح ...
 
وأذكر أننّي زرت يوما الدكتور زيمرمان ، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد ، فوجدته عاكفا على التنقيب فيما يعجز عنه أبناء الأمّة واخيارها . وحين ذكرت له راي العامة والخاصة منّا في الاستشراق قال : " كنّا في ما مضى من الزمن نسير في شوراع دمشق والقاهرة وبيروت رافعين هاماتنا ، محلّقين رؤوسنا ، نقول بفخر : نحن مستشرقون .... فلمّا جاء كتاب إدوارد سعيد أضحينا نمشي بين الأزقة الضيقة ونقول : يا ليتهم لا ينتبهون إلينا !!!!
 
ومع طرافة هذا القول وخطورته ، فإنّــه مبالغ فيه بعض الشيء ، إذ أنّ نقد الاستشراق لم يبتدأ مع سعيد (ولم ينته معه) فقه سبقه أنور عبد الملك مثلا في مجلّة ديوجين وغيره ... غير أنّ الشاهد من كلّ هذا مدى تاثير دراسة سعيد حول الاستشراق .
 
لم تكن هذه الدراسة وحدها بهادمة بالموروث الاستشراقي ككل ، غير أنّ كلمة " الاستشراق " بذاتها أصيبت بمقتل ، حين تمّ الاستعاضة عنها بكلمة الدراسات المتخصصة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، ثمّ الدراسات المناطقية Areas Studies من بعد ذلك ....
 
أمّا عن النقد الموجه إلى دراسة سعيد حول الاستشراق ، بالقول بأنّه لا يمكن وضع المستشرقين في سلّة واحدة ، فهذا في رأيي سوء فهم للدراسة ، ذلك أنّ هدفها لم يكن اتهام جميع المستشرقين بالانحياز والتعصب (كما فهم منها الكثير ) ، وإلاّ فكيف نبرّر إيراد سعيد ذاته لأمثلة منصفة من المستشرقين .
 
إنّما الغاية في رأيي من الدراسة ، هي معالجة التفكير الاستشراقي ككل ، أو كبنية متجانسة ، من الصعب الفكاك من اسرها والتخلّص من مسلّماتها ، بطريقة واعية ، أو غير واعية ... بحيث تصبح جلّ الكتابات حول الشرق ترديد صدًى ، وإعادة انتاج (بالمعنى الماركسي) للمعرفة ...
 
لا شكّ أنّ طريقة التحليل البنيوي هذه عليها من المآخذ ما عليها ، غير أنّ النقد الذي وجّهه البعض إلى سعيد بعدم الاهتمام بالاستشراقين الروسي والألماني ، كنموذجين منصفين من نماذج الاستشراق ، يبدو لي نقداً سطحيا وساذجا بعض الشيء ...
 
مع تحياتي
زين الدين
 
 
 
*زين الدين
28 - مارس - 2007
مرحبا    كن أول من يقيّم
 
استاذ زين الدين... استاذ علي...
تبدو مشاركتي متأخرة نوعا ما... لكن أن تصل متأخرا ... خيرا من أن لا تصل أبداً...
......
بداية شكرا استاذ زين الدين على هذه القراءة الجيدة .. والاستشراف الكامل لجوانب الموضوع.. وادون مشاركتي المتواضعة فاقول:
 
" لم تكن هناك نظرة غربية واحدة للشرق ولا نظرة غربية متجمدة .. بل كانت المعرفة الغربية للإسلام ترتقي وتتطور كلما أزداد بعداً عن العقدة الصليبة والقرون الوسطى واساطير الكنيسة وأحقادها وحماقاتها... ومع هذا التنوير زادت الرغبة في عبور أسوار الشرق  وسبر اسوار غموضه .. غير ان هذا العبور كان متنوعا بتنوع الرغائب والنوايا .. فكان هناك اصحاب النوايا الردئية.. كما وجد مستشرقين رحالة ذهبوا بنوايا سيئة ثم وقعوا تحت نداء الإسلام وسحر الصحراء فأسلموا واستعربوا وأقاموا حتى الموت.. وكان هناك من ....ألخ
ورغم أختلاف النوايا والرغبات..
غير أن النتيجة كانت واحدة فيض غزير من الكتب والوثائق والحكايات واليوميات التي كتبها المستشرقون .. نعم لم تكن كلها تحاكي الدقة .. ونعم لم تكن كلها صحيحة المنطق.. وكلها كانت بالتاكيد من رؤيا غربية للأمور... إلا أننا يجب ان نعترف أنه وفي ظل غيابنا .. وسباتنا العميق..
اصبحت هذه التصورات لوحة محكمة الالوان .. وتنتمي لجميع مدارس الفن.. حتى أنه أصبح من الصعب على المؤرخ والباحث أو حتى القارئ المهتم أن يفهم ويدرك طبيعة الحياة الإجتماعية والسياسية والمعيشية في المنطقة مالم يقرأ تلك الأوصاف الدقيقة للبيئة البشرية والطبيعية والعلمية التي كانت قائمة بين ظهرانينا في ذلك الوقت على ذمة التصورات التي نقلها لنا المستشرقين...
 
ودمتم
 
 
هيا
17 - مايو - 2007