البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : كناشة الفوائد و النكت    قيّم
التقييم :
( من قبل 6 أعضاء )

رأي الوراق :

 جمال 
21 - مارس - 2007
انا جديد عندكم وأعجبني الوراق فأردت أن أتحفكم بكُناشي ،
ولكن ما الكناشة?
قال صاحب التاج :(الكناشة:الأوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط. يستعمله المغاربة.)
فسأذكرُ من غير ترتيبٍ فوائدَ ونكتاً من أنواع شتى من المعارف و الطرائف .
 
1)_ قال بهاء الدين ابن النحاس الحلبي :كما في ترجمته في "بغية الوعاة" للسيوطي:
 
الـيـوم  شئٌ وغداً iiمثله من نُخب العلم التي تُلتقط
يـحصلُ المرءُ بها iiحكمةً وإنما السيل اجتماع النقط.
 30  31  32  33  34 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من اللسان    كن أول من يقيّم
 
                                           الوَرْدُ
 كلّ شجرة: نَوْرُها، وقد غلبت على نوع الحَوْجَم. قال أَبو حنيفة: الوَرْدُ نَوْرُ كل شجرة وزَهْرُ كل نَبْتَة، واحدته وَرْدة؛ قال:والوَرْدُ ببلاد العرب كثير، رِيفِيَّةً وبَرِّيةً وجَبَليّةً. ووَرَّدَ الشجرُ: نوّر. وَوَرَّدت الشجرة إذا خرج نَوْرُها. الجوهري: الوَرد، بالفتح، الذي يُشمّ، الواحدة وردة، وبلونه قيل للأَسد وَرْدٌ، وللفرس ورْد، وهو بين الكُمَيْت والأَشْقَر. ابن سِيدَه: الوَرْد لون أَحمر يَضْرِبُ الى صُفرة حَسَنة في كل شيء؛ فَرَس وَرْدٌ، والجمع وُرْد ووِرادٌ والأُنثى ورْدة. وقد وَرُد الفرسُ يَوْرُدُ وُرُودةً أَي صار وَرْداً. وفي المحكم: وقد وَرُدَ وُرْدةً واوْرادّ؛ قال الأَزهري: ويقال إِيرادَّ يَوْرادُّ على قياس ادْهامَّ واكْماتَّ، وأَصله إِوْرادَّ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها. وقال الزجاج في قوله تعالى:" فكانت وَرْدةً كالدِّهان"؛ أَي صارت كلون الوَرْد؛ وقيل: فكانت وَرْدة كلونِ فرسٍ وَرْدةٍ؛ والورد يتلون فيكون في الشتاء خلاف لونه في الصيف، وأَراد أَنها تتلون من الفزع الأَكبر كما تتلون الدهان المختلفة. واللون وُرْدةٌ، مثل غُبْسة وشُقْرة؛ وقوله:
تَنازَعَها لَوْنانِ: وَرْدٌ وجُـؤوةٌ،
 
تَرَى لأَياءِ الشَّمْسِ فيها تَحَدُّرا
إِنما أَراد وُرْدةً وجُؤوةً أَو وَرْداً وجَأىً. قال ابن سيده: وإِنما قلنا ذلك لأَن ورداً صفة وجؤوة مصدر، والحكم أَن تقابل الصفة بالصفة والمصدر بالمصدر. ووَرَّدَ الثوبَ: جعله وَرْداً. ويقال: وَرَّدَتِ المرأَةُ خدَّها إذا عالجته بصبغ القطنة المصبوغة. وعَشِيّةٌ وَرْدةٌ إذا احمَرَّ أُفُقها عند غُروب الشمس، وكذلك عند طُلوع الشمس، وذلك علامة الجَدْب. وقميص مُوَرَّد: صُبِغَ على لون الورد، وهو دون المضَرَّجِ. والوِرْدُ: من أَسماءِ الحُمَّى، وقيل: هو يَوْمُها. الأَصمعي: الوِرْدُ يوم الحُمَّى إذا أَخذت صاحبها لوقت، وقد وَرَدَتْه الحُمَّى، فهو مَوْرُودٌ؛ قال أَعرابي لآخر: ما أَمارُ إِفْراقِ المَوْرُودِ فقال: الرُّحضاءُ. وقد وُرِدَ على صيغة ما لم يُسَمّ فاعله. ويقال: أَكْلُ الرُّطَبه مَوْرِدةٌ أَي مَحَمَّةٌ؛ عن ثعلب.
والوِرْدُ وُوردُ القوم: الماء. والوِرْدُ: الماء الذي يُورَدُ. والوِرْدُ: الابل الوارِدة.
                                          الرَّعْيُ
مصدر رَعَى الكَلأَ ونحوَه يَرْعى رَعْياً. والراعِي يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها. والماشيةُ تَرْعى أَي ترتفع وتأْكل. وراعي الماشيةِ: حافظُها، صفةٌ غالبة غلَبةَ الاسم، والجمع رُعاةٌ مثل قاضٍ وقُضاةٍ، ورِعاءٌ مثل جائعٍ وجِياعٍ، ورُعْيانٌ مثل شابٍّ وشُبَّانٍ، كسَّروه تكسير الأَسماء كَحاجِرٍ وحُجْرانٍ لأَنها صفة غالبة، وليس في الكلام اسم على فاعل يَعْتَوِرُ عليه فُعَلَة وفِعالٌ إلا هذا، وقولهم آسٍ وأُساةٌ وإساءٌ. وفي حديث الإيمان: حتى تَرى رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُون في البُنْيان. وفي حديث عمر: كأَنه راعِي غَنَمٍ أَي في الجَفَاء والبَذاذةِ. وفي حديث دُرَيْدٍ قال يوم حُنَيْنٍ لمالك بن عوف: إنما هو راعِي ضأْنٍ ما لَه وللحربِ، كأَنه يَسْتَجْهله ويُقَصِّر به عن رُتْبةِ من يَقُودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها؛ وأَما قول ثعلبة بن عُبَيْدٍ العَدَوِيِّ في صفة نخل:
تَبِيتُ رُعاها لا تَخافُ نِزاعَها،
 
وإن لم تُقَيَّدْ بالقُيودِ وبالأُبض
فإن أَبا حنيفة ذهب إلى أَنَّ رُعىً جمعُ رُعاةٍ، لأَن رُعاةً وإن كان جمعاً فإن لفظه الواحد، فصار كمَهُاةٍ ومُهىً، إلا أَن مُهاةً واحد وهو ماءُ الفحل في رَحِم الناقة، ورُعاة جمع؛ وأَما قول أُحَيْحَة:
وتُصْبِحُ حيثُ يَبِيتُ الرِّعاء،
 
وإنْ ضَيَّعوها وإنْ أَهْمَلُوا
إنما عنى بالرِّعاء هنا حَفَظَة النَّخْل لأَنه إنما هو في صفة النَّخِيل؛ يقول: تُصْبح النخلُ في أَماكنها لا تَنْتَشِر كما تنتشر الإبل المُهْمَلة. والرَّعِيَّة: الماشيةُ الراعيةُ أَو المَرْعِيَّة؛ قال:
ثُمَّ مُطِرْنَا مَطْرَةً رَوِيَّهْ،
 
فنَبَتَ البَقْلُ ولا رَعِيَّهْ
وفي التنزيل:" حتى يُصْدِرَ الرِّعاءُ"؛ جمع الراعي. قال الأَزهري:وأَكثر ما يقال رُعاةٌ للوُلاةِ، والرُّعْيانُ لراعِي الغَنَمِ. ويقال للنَّعَم: هي تَرْعَى وتَرْتَعِي. وقرأَ بعض القُرَّاء: "أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً نَرْتَعي ونَلْعَبْ"؛ وهو نَفْتَعِلُ من الرَّعْيِ، وقيل: معنى نَرْتَعي أَي يَرْعَى بعضُنا بعضاً. وفلان يَرْعَى عَلَى أَبِيه أَي يَرْعَى غَنَمَه. الفراء: يقال إنَّه لَتِرْعِيَّةُ مالٍ إذا كان يَصْلُح المالُ على يَدِهِ ويُجِيدُ رِعْيةَ الإبِل.
قال ابن سيده: رجلٌ تَرعيَّةٌ وتِرْعِيٌّ، بغير هاء،
 
                                          الضَّيْم
الضَّيْمُ الظُّلْمُ. وضامه حَقَّه ضَيْماً: نَقَصه إياه. قال الليث: يقال ضَامَه في الأَمر وضامَهُ في حقه يَضِيمُه ضَيْماً، وهو الانتقاصُ، واسْتَضامَه فهو مَضِيمٌ مُسْتَضامٌ أَي مَظْلُوم، وقد جُمعَ المصدرُ من هذا فقيل فيه ضُيُومٌ؛ قال المُثَقِّبُ العبدي:
ونَحْمي على الثَّغْرِ المَخُوفِ، ونَتَّقِي
 
بغارَتِنا كَيْدَ العِدى وضُـيُومَـهـا
ويقال: ما ضِمْتُ أَحداً وما ضُمْتُ أَي ما ضامَني أَحدٌ. والمَضِيمٌ: المَظْلُوم. الجوهري: وقد ضِمْتُ أَي ظُلِمْتُ، على ما لم يسم فاعله، وفيه ثلاث لغات: ضِيمَ الرجلُ وضُيِمَ وضُومَ كما قيل في بِيعَ؛ قال الشاعر:
        وإني على المَوْلى، وإن قَلَّ نَفْعُه              دَفُوعٌ، إذا ما ضُمتُ، غَيْرُ صَبور
 
وفي حديث الرؤية، وقد قيل له، عليه السلام: أَنَرى رَبَّنا يا رسولَ الله? فقال: أَتُضامُونَ الشمس في غير سَحابٍ? قالوا: لا، قال: فإنكم لا تضامُونَ في رؤيته، وروي تُضارُونَ وتُضارُّونَ، وقد تقدم. التهذيب: تضامُون وتُضامُّون، بالتشديد والتخفيف، التشديدُ من الضَّمِّ ومعناه تُزاحَمُون، والتخفيف من الضَّيْم لا يَظْلِمُ بعضُكم بعضاًفي رؤية.
 
 
 
 
 
 
 
*د يحيى
28 - ديسمبر - 2007
" فيهما عينان نضاختان"    كن أول من يقيّم
 
                                                الزَّلَقُ
هو الزَّللُ، زَلِقَ زَلَقاً وأَزْلَقَه هو. والزَّلَقُ:المكان المَزْلَقة. وأَرض مَزْلقة ومُزْلقة وزَلَقٌ وزَلِقٌ ومَزْلَق: لا يثبت عليها قدم، وكذلك الزَّلاَّقة؛ ومنه قوله تعالى:" فتُصْبِحَ صَعيداً زَلَقاً" أَي أَرْضاً مَلْساء لا نبات فيها، أَو ملساء ليس بها شيء؛ قال الأَخفش: لا يثبت عليها القدمان. والزَّلَقُ: صَلا الدابة؛ قال رؤبة:
كأَنَّها حَقْباءُ بَلْقاءُ الـزَّلَـقْ،
 
أَو حادِرُ الليِّتَينِ مَطويّ الحق   
والزَّلَقُ: العَجُز من كل دابة. وفي الحديث: هَدَرَ الحَمامُ فزَلِقَت الحمامة؛ الزَّلَقُ العَجُز، أَي لمَّا هدر الذكر ودار حول الأُنثى أَدارت إِليه مؤخرَها. ومكان زَلَقٌ، بالتحريك، أَي دَحْضٌ، وهو في الأَصل مصدر قولك زَلِقَت رجلُه تَزْلَقُ زَلَقاً وأَزْلَقها غيرُه.
وفي الحديث: كان اسْمُ تُرْسِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الزَّلوقَ أَي يَزْلَق عنه السلاح فلا يَخْرقه. وزَلَّقَ المكانَ: مَلَّسه. وزَلَق رأْسَه يَزْلِقُه زَلْقاً: حلَقه وهو من ذلك، وكذلك أَزْلَقَه وزَلَّقَه تزليقاً ثلاث لغات. قال ابن بري: وقال علي بن حمزة إِنما هو زَبَقَه، بالباء، والزَّبْقُ النَّتْفُ لا الحَلْق. والتَّزْلِيقُ: تمْلِيسُك الموضِعَ حتى يصير كالمَزْلَقةِ، وإِن لم يكن فيه ماء. الفراء: يقول للذي يحلِقُ الرأْس قد زَلَّقَه وأَزْلَقه. أَبو تراب: تَزَلَّقَ فلان وتَزَيَّقَ إذا تزَيَّن. وفي الحديث: أَن عليّاً رأَى رجُلين خرجا من الحمّام مُتزلِّقَين فقال: مَنْ أَنتما? قالا: من المهاجرين، قال: كذبتما ولكنكما من المُفاخِرين، تَزَلَّق الرجل إذا تنعم حتى يكون للونه بَرِيقٌ وبَصِيص
.
والتزلُّق: صِبْغةُ البدن بالأَدهان ونحوها.
وأَزْلَقت الفرسُ والناقةُ: أَسْقَطت، وهي مُزْلِق، أَلْقَتْ لغير تمام، فإِن كان ذلك عادة لها فهي مِزلاق، والولد السقط زَلِيق؛ وفرس مِزْلاقٌ:كثير الإِزْلاق. الليث: أَزْلَقَت الفرسُ إذا أَلقَتْ ولدَها تامّاً.الأَصمعي: إذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن يَسْتَبين خَلْقُه وقبل الوقت قيل أَزْلَقَت وأَجهَضَت، وهي مُزْلِق ومُجْهِض، قال أَبو منصور: والصواب في الإِزْلاق ما قاله الأَصمعي لا ماقاله الليث.وناقة زَلوق وزَلوجٌ: سريعة. وريحٌ زَيْلَقٌ: سريعة المرّ؛ عن كراع.
والمِزْلاقُ: مِزْلاجُ الباب أَو لغة فيه، وهو الذي يُغْلق به الباب ويفتح بلا مفتاح. وأَزْلَقَه ببصره: أَحدَّ النظر إِليه، وكذلك زَلَقه زَلَقاً وزَلَّقه؛ عن الزجاجي. ويقال: زَلَقَه وأَزْلَقَه إذا نحّاه عن مكانه.
وقوله تعالى:" وإِن يكادُ الذين كفروا لَيُزْلِقُونك بأَبصارهم"؛ أَي ليُصِيبُونك بأَعينهم فيزِيلونك عن مقامك الذي جعله الله لك، قرأَ أَهل المدينة" ليَزْلِقونك"، بفتح الياء، من زَلَقْت وسائرُ القراء قرؤوها بضم الياء؛ الفراء: لَيُزْلِقونك أَي لَيَرْمون بك ويُزيلونك عن موضعك بأَبصارهم، كما تقول كاد يَصْرَعُني شدَّةُ نظرهه وهو بيِّن من كلام العرب كثير؛ قال أَبو إِسحق: مذهب أَهل اللغة في مثل هذا أَن الكفار من شدةِ إِبْغاضِهم لك وعداوتهم يكادون بنظرهم إِليك نظر البُغَضاء أَن يصرعوك؛ يقال: نظر فلان إِليَّ نظراً كاد يأْكلني وكاد يَصْرَعُني، وقال القتيبي: أَراد أَنهم ينظرون إِليك إذا قرأْت القرآن نظراً شديداً بالبغضاء يكاد يُسْقِطك...
 
                                                         النَّضْخ
 عليه الماءَ يَنْضَخ نَضْخاً، وهو دون النضح؛ وقيل: النضخ ما كان على غير اعتماد، والنضح ما كان على اعتماد؛ قال الأَصمعي: ما كان من فَعَلَ الرجلُ، فهو بالحاء غيرَ معجمة؛ وأَصابه نَضْخٌ من كذا، بالخاء معجمة، وهو أَكثر من النَّضْح؛ قال أَبو عبيد: وهو أَعجب إِليّ من القول الأَول ولا يقال منه فَعِل ولا يَفْعِل. والنَّضْخ: شدّة فور الماء في جَيَشانه وانفجاره من يَنْبوعه؛ قال أَبو علي: ما كان من سُفْل إِلى علْو، فهو نَضْخ.
وعين نضَّاخة: تَجيش بالماء. وفي التنزيل:" فيهما عينان نضَّاختان"؛ أَي فوُارتان. التهذيب: والنَّضْخ من فور الماء من العين والجيشان، ينضَخان بكل خير
وانضَجَّ الماءُ وانضاخ: انْصَبَّ؛ وقال ابن الزبير: إن الموت تغشَّاكم سحابه، فهو مُنضاخ عليكم بوابل البلايا؛ قال: حكاه الهروي في الغريبين.
والنَّضْخ: الرَّدْع واللَّطْخ يبقى في الجسد أَو الثوب من الطيب ونحوه.
والنَّضْخُ: كاللَّطْخ مما يبقى له أَثر؛ ونضخ ثوبه بالطيب. أَبو عمرو: النَّضْخ ما كان من الدم والزعفران والطين وما أَشبهه، والنضخ بالماء وبكل ما رقَّ مثل الخل وما أَشبهه..
 
                                                           المَوْر
مار الشيءُ يَمورُ مَوْراً: تَرَهْيَأَ أَي تحرّك وجاء وذهب كما تتكفأُ النخلة العَيْدانَةُ، وفي المحكم: تَردّدَ في عَرْض؛ والتَّمَوُّرُ مثله.
والمَوْرُ: الطريق؛ ومنه قول طرفة:
تُبارِي عِتاقاً ناجِياتٍ، وأَتْبَعَتْ
 
وَظِيفاً وظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ
تُبارِي: تُعارِض. والعِتاقُ: النُّوقُ الكِرامُ. والناجِياتُ: السريعاتُ. والوظيفُ: عظم الساق. والمُعَبَّدُ: المُذَلَّلُ. وفي المحكم: المَوْرُ الطريق المَوطوء المستوي. والمور: المَوْجُ. والمَوْرُ: السرْعة؛ وأَنشد:
ومَشْيُهُنَّ بالحَبِيبِ مَوْر
ومارَتِ الناقةُ في سيرها مَوْراً: ماجَتْ وتَردّدتْ؛ وناقة مَوَّارَةُ اليد، وفي المحكم: مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السيْرِ سَرِيعة؛ قال عنترة:
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارَةٌ
 
تَطِسُ الإِكامَ بِذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ
وكذلك الفرس. التهذيب: المُورُ جمع ناقة مائِرٍ ومائِرَةٍ إذا كانت نَشِيطة في سيرها قَتْلاءَ في عَضُدها. والبعير يَمُورُ عضداه إذا تَردّدا في عَرْضِ جنبه؛ قال الشاعر:
على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ
ومارَ: جَرى. ومارَ يَمورُ مَوْراً إذا جعل يَذْهَبُ ويجيء ويَتَردّد.
قال
أَبو منصور: ومنه قوله تعالى:" يوم تَمُورُ السماءُ مَوْراً وتسير الجبال سيراً"؛ قال في الصحاح: تَمُوجُ مَوْجاً، وقال أَبو عبيدة: تَكَفَّأُ، والأَخفش مثله؛ وأَنشد الأَعشى:
كأَنّ مِشْيَتَها منْ بَيْتِ جارَتِـهـا
 
مَوْرُ السَّحابةِ، لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ
الأَصمعي: سايَرْتُه مسايَرةً ومايَرْتُه مُمايَرةً، وهو أَن تفْعل مثل ما يَفْعل؛ وأَنشد:
يُمايِرُها في جَرْيِه وتُمايِرُهْ
أَي تُبارِيه. والمُماراةُ: المُعارَضةُ. ومار الشيءُ مَوْراً: اضْطَرَب وتحرّك؛ حكاه ابن سيده عن ابن الأَعرابي. وقولهم: لا أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ أَي أَتى غَوْراً أَم دارَ فرجع إِلى نَجْد. وسَهْم مائِرٌ: خَفِيفٌ نافِذٌ داخِلٌ في الأَجسام؛
*د يحيى
29 - ديسمبر - 2007
تأريخ الموسيقا    كن أول من يقيّم
 
                                              الموسيقى العربية في العصور القديمة

تقع شبه الجزيرة العربية ما بين مصر والعراق. وكانت مركزاً تجارياً في العالم القديم وأساساً للحضارة منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. وقد كشفت الآثار عن وجود ممالك عربية قديمة في جنوب شبه الجزيرة ذات مدنيات خاصة وحضارات عريقة.

يقول الدكتور فريتس هومل: " لقد عثرنا في بلاد العرب الجنوبية على آثار مزدهرة في زمن قديم جداً". وأضاف: " لا بد أنّ مدينة بلاد العرب الجنوبية بآلهتها ومحارق بخورها ونقوشها وقلاعها وحصونها كانت مزدهرة في بداية الألف السنة الأولى قبل الميلاد. إلا أنّ أصل العرب ومدى علاقتهم بالشعوب السامية الأخرى لم يزل حتى الآن موضعَ جدل بين علماء الأجناس".

ولا تشهد الآثار وحدَها على عظَمة هذه المدنيات، بل النقوش البابلية والأشورية والسماوية، والمؤلفون القدامى أيضاً، إذ يعترفون بالدور الذي قامت به بلاد العرب في توجيه الثقافات الآشورية والبابلية.

ومع ذلك، لم يصل إلينا شيء عن موسيقا الأقدمين، ولكن تم الاهتداء إلى أول أثر للموسيقا العربية في القرن السابع قبل الميلاد على أحد نقوش بانيبال، إذ يذكر أنّ الأسرى العرب كانوا يقضون وقتهم في الغناء والموسيقا، وهم يشتغلون لسادتهم الآشوريين، مِمّا أطرب الآشوريين لدرجة جعلتهم يسألونهم المزيد.

ويعترف العالِم الموسيقي بيتر كروسلي هولاند أنه قامت حضارة عربية كبيرة خلال الألف السنة قبل الميلاد. وقد استطاعت هذه الحضارة النامية أن تؤثر تأثيراً مباشراً على الشعوب المجاورة، وأهمها سكان بلاد ما بين النهرين والإغريق والعبريين. ومما يدل على هذا التأثير في رأي كروسلي، "هو أنّ بعض أنواع الآلات الموسيقية العربية يستخدم في هذه البلاد بصورة تثبت سابق صلتها بالاسم العربي. ومن ذلك كلمة "طبلة" بالعربية وهو اسم الآلة الإيقاعية المعروفة لدينا والتي تستخدم على نطاق شعبي شاسع في بلادنا. ومما يدل على عراقة أصلها أن اسم هذه الآلة باللغة العبرية تيبيلا، وبلغة أهل بابل وآشور تابولا. وكذلك كلمة تف في الآرامية العبرية تعود إلى كلمة دف في العربية. ومن الواضح أن المزمار العبري المسمى زمر هو الزمر العربي. وهكذا حدث الاشتقاق لكل هذه المسميات من الاسم العربي الأصيل. ولا عجب في ذلك، فإن للعرب أثرَهم الواضح في جميع الميادين".

تدل جميع الظواهر على أن الموسيقا العربية القديمة استخدمت في الأغراض ذاتها التي كانت تستخدم فيها موسيقا الطقوس الدينية. ومن هذه الأغراض التغنّي بالشعر والاشتغال بالسِّحر. ولا شك في أنّ الدراساتِ الدقيقةَ للآثار القديمة في بلاد ما بين النهرين قد تمخضت عنها نتائجُ باهرةٌ تعكِس الصورةَ التي كانت عليها الموسيقا العربيةُ في عصر ما قبلَ التاريخ. لكن تلك الحضارة العربية القديمة اندثرت مع التدهور السياسي والاقتصادي الذي أصاب الممالك العربية وصارت الهجرات أمراً مألوفاً يومياً، فهجرت المدن العظمى وتركت للخراب
.
 
الموسيقى في العصر الجاهلي

عرف هذا العصر بالعصر الجاهلي؛ لأن عرب الجاهلية كانوا يجهلون تعاليم الإسلام. وفي الحقيقة لم تكن أيام جهل تام، بل بداية لحضارة ساعدت على الحفاظ على التراث العربي القديم.
يتفق علماء التاريخ على أن الرعيل الأول من العرب المهاجرين من بلاد العرب الجنوبية بدأ يتحرك حوالي القرن الثاني الميلادي. لذا بدأت الموسيقا العربية تزدهر وتنمو في مناطقَ ثلاث: سورية والعراق وغرب الجزيرة العربية. وكانت سورية في ذلك الوقت تحتفظ بالكثير من طابع الثقافة السامية، كما كانت غسان مركزاً له أهمية في الموسيقا العربية. وكان العراق غارقاً في خِضَم الثقافة السامة. وفي غرب الجزيرة العربية برز النشاط الموسيقي في مركزين مهمين هما الحجاز ومكة المكرمة. وكانت سوق عكاظ ميداناً رحباً يتبارى فيه الموسيقيون والمغنون والشعراء، ويقدمون أروع ما تجود به قرائحهم. أما مكة فقد كانت مركزا عقائديّاً تقام فيها الشعائر الدينية، وكان الحجاج يفِدون إليها وهم يقدّمون حداءً فطرياً سمي بالتلبية والتهليل.
لم يستخدم العرب الموسيقا في عباداتهم كما فعل الغرب، ذلك بأنهم لم يكن لديهم قبل الإسلام دينٌ واحد يجمعهم. لذا فإن الموسيقا الدينية قبل الإسلام تكاد تكون مهملة. أما الموسيقا الدنيوية خلال تلك الفترة فقد كانت أكثرَ أهميةً.
لعبت المرأة دوراً أساسياً في انتشار الموسيقا العربية قبل الإسلام، إذ كانت نساء القبائل يشتركن في موسيقا الأعياد العائلية أو القبلية بآلاتهن. وقد استمرت تلك العادات حتى عصرِ النبي محمد، صلى الله عليه وآله وسلّّمَ الذي احتفل بزواجه من خديجة.
كانت هند بنت عتبة على رأس بعض النسوة اللواتي كن يخففن متاعب السفر عن قريش في أُحد سنة 625 ميلادية بالأغاني ورثاء قتلى بدر بضرب الدفوف.
نجد إلى جانب هؤلاء السيدات طبقةً معروفة بالقينات أو القيان تواجَدن في كل البقاع التي عاش فيها العربي، كشبه الجزيرة العربية وسورية والعراق. وقد ظهرت القيان في قصور الملوك وفي بيوت الأثرياء ورؤساء القبائل. كما ظهرن في الحانات وفي مضارب الخيام القبلية. كان اقتناؤهن مدعاة لفخر الأعرابي حيثما وجد، وكانت أهم صناعتهن العزف والغناء. وقبيل فجر الإسلام كان عبد الله بن جدعان أحد أشراف قريش يملك قينتين تسميان جرادتي عاد.
أما بشأن الموسيقا قبل الإسلام، فيقول "برون" إن الموسيقا قبل الإسلام لم تكن أكثرَ من ترنُّم ساذَجٍ بنوعه يحمله المغنّي أو المغنّية تَبَعَاً لذوقه أو انفعاله أو ما يريده من تأثير. ومِيزة المغنّي في جمال صوته وخِفّته وذبذبته والشعور الذي يجعل الصوت مستمراً أو متموّجاً. وكان كل مُغَنٍّ يغنّي في نغمة واحدة أو مَقام، إذ لم يعرفوا تأليف اللحون المتفرقة كما نعرفها نحن. والنوع الوحيد في التأليف الذي وُجد عندهم هو تلك الأنغام التي تبعثها آلات القَرْع المختلفة، كالطبل والدف والقضيب
أما الآلات الموسيقية التي انتشرت في العصر الجاهلي، فأهمها آلات ضبط الوزن، وأكثرها انتشاراً الصنوج والجلاجل. وهناك أيضا آلات الزمر.
أما الآلات الوترية فيحدثنا الفارابي عن وجود الطنبور. فالفارابي المتوفى سنة 950 ميلادية يذكر أن الطنبور البغدادي أو الطنبور الميزاني المشهور في عصره كان ذا دساتين توافق دساتين الجاهلية. ويبدو أن العود كان شائعاً جداً وكان يعرف بأسماء مختلفة، مثل المزهر والكران والبربط والموتر.
من أشهر الموسيقيين الجاهليين عرف عدي بن ربيعة شاعر بني تغلب المشهور ، الذي لقب بالمهلهل بسبب صوته. وكان علقمة بن عبَدة من الشعراء الذين غنوا المعلقات. وكان الأعشى ميمون بن قيس يطوف بجميع أرجاء الجزيرة العربية وبيده الصنج يغنّي الأشعار الرائعة التي وهبته مكانةً بين شعراء المعلقات. وكان يسمّى صنّاجةَ العرب. ومن المؤكد أن النصر بن الحارث، سليل قُصَي المشهور، كان من شعراء الجاهلية الموسيقيين.
أشهر المغنيات في عصر الأساطير: جرادتا بني عاد المشهورتان وكانتا تسميان تعاد وتماد. وكانت هزيلة وعفيرة مغنيتي بني جديس، القبيلة التي أفنت بني طسم. ومن المحتمل أن أم حاتم الطائي الشاعر المشهور كانت موسيقية. وكانت الخنساء شاعرة الرثاء المشهورة تغني مراثيها بمصاحبة الموسيقا. وكانت بنت عتبة التي تمثل السيدة العربية الجاهلية شاعرة وموسيقية.
 جزى الله خيراً كاتبها وقارئها وموصلها.
*د يحيى
30 - ديسمبر - 2007
من معجم اللسان    كن أول من يقيّم
 
                                                                   لاترِبتْ يداك....
التُّرْبُ والتُّرابُ والتَّرْباءُ والتُّرَباءُ والتَّوْرَبُ والتَّيْرَبُ والتَّوْرابُ والتَّيْرابُ والتِّرْيَبُ والتَّرِيبُ، الأَخيرة عن كراع، كله واحد، وجَمْعُ التُّرابِ أَتْرِبةٌ وتِرْبانٌ، عن اللحياني.
ولم يُسمع لسائر هذه اللغات بجمع، والطائفة من كل ذلك تُّرْبةٌ وتُرابةٌ. وبفيهِ التَّيْرَبُ والتِّرْيَبُ. الليث: التُّرْبُ والتُّرابُ واحد، إلا أَنهم إذا أَنَّثُوا قالوا التُّرْبة. يقال: أَرضٌ طَيِّبةُ التُّرْبةِ أَي خِلْقةُ تُرابها، فإذا عَنَيْتَ طاقةً واحدةً من التُّراب قلت: تُرابة، وتلك لا تُدْرَكُ بالنَّظَر دِقّةً، إلا بالتَّوَهُّم. وفي الحديث: خَلَقَ اللّهُ التُّرْبةَ يوم السبت. يعني الأَرضَ. وخَلَق فيها الجِبالَ يوم الأَحَد وخلق الشجَر يوم الاثْنَيْنِ. الليث: التَّرْباءُ نَفْسُ التُّراب. يقال: لأَضْرِبَنَّه حتى يَعَضَّ بالتَّرْباءِ. والتَّرْباءُ: الأَرضُ نَفْسُها.
وفي الحديث: احْثُوا في وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّرابَ
. قيل أَراد به الرَّدَّ والخَيْبةَ، كما يقال للطالِبِ المَرْدُودِ الخائِبِ: لم يَحْصُل في كَفّه غيرُ التُّراب. وقَريبٌ منه قولُه، صلى اللّه عليه وسلم: وللعاهر الحَجَرُ. وقيل أَراد به التُّرابَ خاصّةً، واستعمله المِقدادُ على ظاهره، وذلك أَنه كان عندَ عثمانَ، رضي اللّه عنهما، فجعل رجل يُثْني عليه، وجعل المِقْدادُ يَحْثُو في وجْهِه التُّرابَ، فقال له عثمانُ: ما تَفْعَلُ؟ فقال: سمعت رسول اللّه وتُرْبةُ الإنسان: رَمْسُه. وتُربةُ الأَرض: ظاهِرُها.
وأَتْرَبَ الشيءُ: وَضَعَ عليه الترابَ، فَتَتَرَّبَ أَي تَلَطَّخَ بالتراب.
وتَرَّبْتُه تَتْريباً، وتَرَّبْتُ الكتابَ تَتْريباً، وتَرَّبْتُ القِرْطاسَ فأَنا أُّتَرِّبهُ. وفي الحديث: أَتْرِبوا الكتابَ فإنه أَنْجَحُ للحاجةِ. وتَتَرَّبَ: لَزِقَ به التراب. قال أَبو ذُؤَيْبٍ:
فَصَرَعْنَه تحْتَ التُّرابِ، فَجَنْبُه
 
مُتَتَرِّبٌ، ولكلِّ جَنْبٍ مَضْجَعُ
وتَتَرَّبَ فلان تَتْريباً إذا تَلَوَّثَ بالتراب. وتَرَبَتْ فلانةُ الإهابَ لِتُصْلِحَه، وكذلك تَرَبْت السِّقاءَ. وقال ابن بُزُرْجَ: كلُّ ما يُصْلَحُ، فهو مَتْرُوبٌ، وكلُّ ما يُفْسَدُ، فهو مُتَرَّبٌ، مُشَدَّد.
وأَرضٌ تَرْباءُ: ذاتُ تُرابٍ، وتَرْبَى. ومكانٌ تَرِبٌ: كثير التُّراب، وقد تَرِبَ تَرَباً. ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ، على النَّسَب: تَسُوقُ التُّرابَ. ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ: حَمَلت تُراباً. وقيل: تَرِبٌ: كثير التُّراب. وتَرِبَ الشيءُ. وريحٌ تَرِبةٌ: جاءَت بالتُّراب.
وتَرِبَ الشيءُ، بالكسر: أَصابه التُّراب. وتَرِبَ الرَّجل: صارَ في يده التُّراب. وتَرِبَ تَرَباً: لَزِقَ بالتُّراب، وقيل: لَصِقَ بالتُّراب من الفقْر. وفي حديث فاطمة بنتِ قَيْس، رضي اللّه عنها: وأَما معاوِيةُ فَرجُلٌ تَرِبٌ لا مالَ له، أَي فقيرٌ. وتَرِبَ تَرَباً ومَتْرَبةً: خَسِرَ وافْتَقَرَ فلَزِقَ بالتُّراب.
وأَتْرَبَ: استَغْنَى وكَثُر مالُه، فصار كالتُّراب، هذا الأَعْرَفُ.
وقيل: أَتْرَبَ قَلَّ مالُه. قال اللحياني قال بعضهم: التَّرِبُ المُحتاجُ، وكلُّه من التُّراب. والمُتْرِبُ: الغَنِيُّ إما على السَّلْبِ، وإما على أَن مالَه مِثْلُ التُّرابِ.
والتَّتْرِيبُ: كَثْرةُ المالِ. والتَّتْرِيبُ: قِلةُ المالِ أَيضاً.
ويقال: تَرِبَتْ يَداهُ، وهو على الدُعاءِ، أَي لا أَصابَ خيراً.
وفي الدعاءِ: تُرْباً له وجَنْدَلاً، وهو من الجواهِر التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى المَصادِرِ المنصوبة على إضمار الفِعْل غير المسْتَعْمَلِ إظهارُه في الدُعاءِ، كأَنه بدل من قولهم تَرِبَتْ يَداه وجَنْدَلَتْ. ومِن العرب مَن يرفعه، وفيه مع ذلك معنى النصب، كما أَنَّ في قولهم: رَحْمَةُ اللّهِ عليه، معنى رَحِمه اللّهُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: تُنْكَحُ المرأَةُ لمِيسَمِها ولمالِها ولِحَسَبِها فعليكَ بِذاتِ الدِّين تَرِبَتْ يَداكَ. قال أَبو عبيد: قوله تَرِبَتْ يداكَ، يقال للرجل، إذا قلَّ مالُه: قد تَرِبَ أَي افْتَقَرَ، حتى لَصِقَ بالتُّرابِ.
والتَرائبُ: مَوْضِعُ القِلادةِ من الصَّدْر، وقيل هو ما بين التَّرْقُوة إلى الثَّنْدُوةِ؛ وقيل: التَّرائبُ عِظامُ الصدر؛ وقيل: ما وَلِيَ الّتَرْقُوَتَيْن منه؛ وقيل: ما بين الثديين والترقوتين.
*د يحيى
30 - ديسمبر - 2007
الموسيقا في عصر صدر الإسلام وبني أمية    كن أول من يقيّم
 
الموسيقا في عصر صدر الإسلام وبني أمية
أول موسيقي ظهر في الإسلام هو طويس (الطاووس الصغير) واسمه الكامل أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله الذائب، وكان مولى لبني مخزوم وينسب إلى المدينة، إذ نشأ في دار أروى أم الخليفة عثمان. وبينما هو في حداثته استرعت انتباهه ألحان الرقيق الفرس الذين كانوا يعملون في المدينة فقلد أسلوبهم. ويقول ابن بدرون إن طويساً اشتهر في الأعوام الأخيرة من عهد الخليفة عثمان.أما بالنسبةإلى الآلات الموسيقية والمصطلحات المختلفة في ذلك العصر، فإننا نجد بين الآلات الوترية المعزفة والمزهر. وكانت المعزفة شائعة في اليمن خاصة، وربما شاعت في الحجاز أيضاً. وكان المزهر عوداً جلدي الصدر، وقد نال إعجاب العرب وإن احتل بعض مكانته العود ذو الصدر الخشبي الذي أتى من الحِيرة حوالي نهاية القرن السابق. ويظهر أن الطنبور كان محبوباً كثيراً في العراق حيث نال الجنك الإعجاب أيضاً.ومن الآلات الهوائية كان الناي العمودي معروفاً باسم القصّابة أو القصبة، والناي الطويل معروفاً باسم المزمار وهو الاسم الذي كان يطلق على الآلات الهوائية الخشبية عامة. وكان النفير يسمى البوق، ولكنه لم يستخدم في الحرب حتى ذلك والآلة الأولى بين آلات القرع هي القضيب الذي كان محبوباً وشائعاً عند أصحاب الغناء المرتجل. وكذلك كان الدف المربع آلة محبوبة لملاحظة الإيقاع أو الوزن. وكانت الصنوج الصغيرة من آلات يطلق على جميع عائلةالطبول.
عندما تسلّم بنو أمية مقاليد الأمور من الراشدين امتدت الإمبراطورية العربية شرقاً حتى نهر جيحون وجبال الهندوس، وغرباً حتى المحيط الأطلسي وجبال البرينس. فبدأ بذلك ركب الحضارة الإسلامية يشق طريقه إلى المجد، فازدهرت الفنون والعلوم، وانتقلت الموسيقا العربية إلى مرحلة جديدة فعندما أقام الأمويون خلافتهم في دمشق، أنشأوا لأنفسهم القصور بفاخر الرياش، وألحقوا المغنين بهذه القصور بعد أن عشقوا هذا الفن الجميل. وعلى الرغم من تشدد وتعصب خلفاء بني أمية أمثال عمر الثاني، فإن الموسيقا ازدهرت في عهد هذه الأسرة ووجد الموسيقيون مكاناً رحباً في البلاط الملكي وعناية خاصة من الخلفاء الأمويين. فشجع عبد الملك الموسيقا وكان ملحّناً مجيداً، كما كافأ الشعراء بالهبات العظيمة. وتولى الوليد الأول الحكم في مزدحم الحوادث، إذ رفع لواء الإسلام داخل حدود الصين في الشرق وعلى شواطئ المحيط الأطلسي في الغرب، وعبر البحر الأبيض المتوسط، وأقيمت أسس خلافة عربية في إسبانيا. يقول موير: إن الثقافة العربية أخذت بالازدهار في عصره فتقدمت الموسيقا تقدماً سريعاً جداً. وعلى الرغم من مشاغله الكثيرة، فقد استدعى رأسي الموسيقا في مكة المكرمة والمدينة المنورة: ابن سريج، ومعبداً إلى البلاط في دمشق واستقبلهما استقبالاً يفوق استقبال الشعراء احتراماً.
هكذا حذا حذوه بقية خلفاء بني أمية. فكان بلاط الخليفة مليئاً بالموسيقا. ونال هذا الفن أكبر تشجيع، اللهم إلا في عهود معاوية الأول وعبد الملك وعمر الثاني. ونال المغنون والعازفون من الاحترام والمنح الجزيلة ما لا يعادله شيء إلا في العصر الذهبي في العهد العباسي. فاسترجعت بذلك الموسيقا والموسيقيون الى حد ما بعض ما كان لها ولهم من إعجاب وتقدير في حياة العرب الاجتماعية. فلم تعد الموسيقا من عمل الرقيق بل نرى موالي ذوي مراكز اجتماعية عالية يمتهنونها.
ومن أبرز المغنين العرب في أول الحكم الأموي سائب خائر الذي أسبغ الروح العربية على الغناء الفارسي، واستخدم العود بدل القضيب في الغناء. وسار على المنهج نفسه آخرون ممن تَلمذوا له أمثال ابن سريج ومعبد. ومن النساء عزة الميلاء وجميلة. ومن السمات الموسيقية لهذا العهد ظهور الأغنية الفردية التي كانت تؤدى بمصاحبة العود. وفي عهد يزيد الأول المتوفى سنة 683م ،الذي لقب براعي الموسيقا العربية، نسمع لأول مرة عن وجود منشد البلاط أو منشد القصر. فقد كان شاعرا مجيداً. يقول المسعودي: إنه كان صاحب طرب. كما نقرأ في كتاب الأغاني أنه كان أول من سمى الملاهي في الإسلام من الخلفاء وآوى المغنين. يؤكد الخبراء أن أهمية الأغنية العربية فاقت أهمية الموسيقا الآلية لفترة طويلة دامت حتى القرن العاشر الميلادي. وقد كان العود العربي بادئ الأمر ذا وجه من الجلد، واستمر كذلك حتى ظهر العود الفارسي المسمى بالبربط في مكة حوالي سنة 685م، وكان وجهه خشبياً، فأصبح العود العربي ذا وجه خشبي منذ ذلك التاريخ. بدأ في ذلك العصر ابن مسجح، الذي لقب بأبي الموسيقا العربية القديمة، في وضع قواعد للعزف والأداء والتلحين. لذا سمي الغناء العربي في ذلك الوقت بالغناء المتقن. ومن خلال رحلاته في بلاد فارس وسورية استطاع أن يتعلم كثيراً من النظريات والقواعد الموسيقية. فاستعان بفنه وعبقريته وموهبته وأبعد الروح الأجنبية عن طابع موسيقانا، وأدخل من التجديدات اللحنية ما استطاعت الأذن العربية أن تستوعبه وتتذوقه، ووضع أسساً وقواعدَ ونظرياتٍ للغناء وللعزف على العود والتلحين أيضاً. لذا يؤكد كثير من المستشرقين والمؤرخين أن المدرسة الموسيقية العربية الكلاسيكية التي أوجدها ابن مسجح هي مدرسة قومية الطابع، وإن كانت تأثرت بمؤثرات فارسية وبيزنطية وإغريقية وغيرها من المؤثرات التي تحتمها نظرية سيولة الثقافة وامتزاج الحضارات، وببعض الزخارف اللحنية التي تستخدم في موسيقانا العربية حتى يومنا هذا، وانتقلت إلينا منذ ذلك العهد البعيد. ومن الإيقاعات التي كانت تستخدم بكثرة في الموسيقا العربية إبان العهد الأموي إيقاع "خفيف الرمف" وهو يشبه الوزن الغربي 10/8 وكذلك "خفيف الثقل" ووزنه 6/8. وقد ظهرت في ذلك العهد أهمية اللحن والإيقاع والزخارف اللحنية في موسيقانا العربية. وظلت هذه الخواص حتى الآن أهم ما يميز الموسيقا الشرقية عامةً  والعربية خاصةً.أما بالنسبة إلى الآلات الموسيقية فلم يطرأ عليها غير تغييرات قليلة وبقي العود سيد الآلات. وقد استعمله في العزف المنفرد أكبر الموسيقيين العرب في ذلك العصر. ويبدو أن العراقيين الذين كانوا يحبون الطنبور كانوا يستعملون العود ويضربون عليه.وأخذ الفنانون يكثرون من استعمال الآلات الهوائية الخشبية، إذ نقرأ مراراً عن المزمار الذي يعزف لحن الأغنية يرافقه العود، وكذلك اصطحبوا الطبل والدف لتمييز الإيقاع، فظهرت بوادر الفرقة الموسيقة.
وهكذا استمرت الموسيقا العربية تسير في طريق الانتعاش والازدهار حتى بلغت ذروة مجدها خلال حكم العباسيين.
[ مقتبس من موقع الحكواتي بتصرف].
 
*د يحيى
30 - ديسمبر - 2007
الموسيقا في العصر العباسي    كن أول من يقيّم
 
الموسيقا في العصر العباسي
حين قام بنو عباس على أنقاض بني أمية، بدأ عصر جديد للعرب ووضعت أسس الحياة الفكرية العظيمة في القرون التالية، وانتقل مركز النشاط الموسيقي من دمشق إلى بغداد. ودخلت الموسيقا مع سائر الفنون والآداب في عصرها الذهبي ولاسيما في عهد هارون الرشيد الذي أصبح اسمه يقترن، في الفكر العربي والعالمي دون استثناء، بالأمجاد العربية في الفنون والآداب ،التي صورت أحياناً كالأساطير. وقد ورد ذكر هارون الرشيد مئات المرات في قصص ألف ليلة وليلة التي كانت كلها حافلة بأعظم ما يصوره الإنسان من عظمة الرقص والغناء.
ولا ريب في أن مجموعة المواهب الموسيقية التي اجتمعت في بلاط الرشيد لقيت الملايين من الأموال المنفقة عليها. ومن أهم الذين استفادوا: إبراهيم المَوْصِلي، وابن جامع،و زلزل، وإسحاق الموصلي وغيرهم. وكان ابن هارون الرشيد المفضل يسمى أبا عيسى، موسيقياً مجيداً ونجده يشترك في الحفلات الموسيقية في البلاط مع أخيه أحمد. كذلك كان شغف معظم الخلفاء العباسيين عميقاً بالفن والموسيقا. فقد كان الواثق أول خليفة يُعدّ موسيقيّاً حقيقياً. ويشهد حماد بن إسحاق المَوصِلي بأنه أعلم الخلفاء بهذا الفن، وأنه كان مغنياً بارعاً وعازفاً ماهراً على العود. وقد لقي الفن من التشجيع والكرم في بلاطه ما يجعل المرء يظن أنه تحول إلى معهد للموسيقا على رأسه إسحاق الموصلي، بدلاً من كونه مجلساً لأمير المؤمنين. وكان هارون ابن الخليفة موسيقياً موهوباً وعازفاً لامعاً. وقدرغب العباسيون في التفوق على مجد الساسانيين القدماء فبزخوا في سبيل العلم والفن. فتأسست في عهدهم المكتبات وبنيت المعاهد والمستشفيات والمعامل. ومن الطبيعي أن يتقدم فن الموسيقا في هذه الظروف الملائمة. فظهر في العهد أشهر المغنين في الإسلام. ولعل كتابات الكندي في الموسيقا هي أول بحوث جادة في هذا الفن في تاريخنا العربي. وجديرٌ بالذكر أن الكندي في "رسالة في خبر تأليف الألحان" استعمل الرموز والأحرف الأبجدية للتدوين. فكان أول تدوين موسيقي عرفه العرب.
يتضح أن الموسيقا العربية في العصر العباسي بلغت ذروة مجدها من ناحيتي الأداء الغنائي وانتشار العلوم والبحوث والدراسات الموسيقية. واستمرت بغداد حتى منتصف القرن التاسع الميلادي مركزاً حيوياً تنبعث منه إشعاعات النهضة الموسيقية العربية. وكان الغناء هو مظهر النشاط الوحيد في الموسيقا العربية. وفي أوائل القرن العاشر الميلادي بدأت الموسيقا العربية تتأثر بأذواق دخيلة، بعضها من الفرس وبعضها الآخر من المغول والأتراك وغيرهم من الشعوب التي اتصلت من طريق الحرب أو التجارة بالشعوب العربية.. وكانت نتيجة هذا الاتصال ظهور سِمة غريبة في الموسيقا العربية لم تكن مألوفة من قبل، وهي الاهتمام البالغ بالموسيقا الآلية وتفضيلها غالباً على الغناء العربي التقليدي. وكان القالب الموسيقي المعروف في ذلك الوقت هو نوع من المتتبعات الغنائية تسمى النوبة، وهي عبارة عن متتاليات تتكون من عدة أجزاء يسبق كل جزء منها افتتاحية موسيقية خاصة. وقد أتاحت هذه الطريقة لعازفي الآلات فرصة الأداء الآلي المتتابع. وتمت بعد ذلك مرحلة مهمة هي بَدء تقديم هذه المتتبعات بأداء موسيقي مرتجل تمخضت عنه التقاسيم الموسيقية التي ترتجل على الآلات العربية ،التي لا تزال حتى اليوم مصاحبة الموال. ورغم انتشار العود في ذلك الوقت، إلا أن بعض الآلات الموسيقية الأخرى أخذت تستخدم بكثرة، وأهمها القانون الذي استخدم في سورية كثيراً منذ القرن العاشر الميلادي. وخلال هذا القرن استخدمت أول آلة موسيقية ذات القوس وهي الربابة. وكان القوس حينئذ يشبه القوس المستخدم في الحروب. وقداستطاع العرب منذ القرن التاسع الميلادي أن يترجموا معظم البحوث التي كتبت عن الموسيقى الإغريقية إلى اللغة العربية. وكان أهم هذه البحوث ما تعلق بالسلّم الموسيقي اليوناني والنظريات الموسيقية عامةً. وقد اقتبس العرب كثيراً من النظريات الموسيقية اليونانية، حتى إن طريقة العزف على العود تغيرت بناءً على ما أحدثه هذا الاقتباس من تغيير جذري في الأداء. كما استطاع العرب في سنوات قلائل أن يتفوقوا على الإغريق أنفسهم بعد أن أضافوا من عبقريتهم قواعد وأساليب جديدة في العزف والتلحين والأداء. وقد اعترف الإغريق بذلك اعترافاً صحيحاً لا لبس فيه. وبعد ذلك أدخلت الموسيقا العربية كمادة تعليمية في المدارس والجامعات. وتعترف الدوائر الموسيقية الغربية أن العرب استطاعوا بين القرن التاسعَ عشرَ والثالثَ عشرَ الميلادي أن يضعوا حوالي مِئتَيْ مصنّف متفرع في سائر الفنون والعلوم الموسيقية، كما اعترفوا أن أربعة من هذه المصنفات ذات أهمية بالغة، حتى إنها أثرت في الموسيقا الغربية وهي:
1- رسالة في خبر تأليف الألحان للكندي ويوجد هذا المخطوط الآن في المتحف البريطاني. وهو يشتمل على أول بحث في نظرية الموسيقا العربية، وفيه طرق خاصة للتدوين الموسيقي.
2- كتاب الموسيقى الكبير للفارابي وهو أعظم الكتب الموسيقية التي كتبت على الإطلاق.
3- الجزء الخاص في كتاب الشفاء للرئيس ابن سينا، وفيه جزء مهم جداً عن النظرية الموسيقية العربية
4- كتاب الأدوار لصفي الدين. ويعترف كروسلي هولاند أن كل من كتب في النظريات الموسيقية بعد صفي الدين اعتمد اعتماداً كبيراً على كتاب الأدوار وجعله أساسا لبحوثه ودراساته.
يتضح من كل ما تقدم، أن النهضة الموسيقية الغربية التي ظهرت منذ القرن السادسَ عشرَ في أوروبا، بدأت خطواتها الأولى باعتمادها تماماً على ما وصل إليه العرب من تقدم في المجالين النظري والعملي في موسيقاهم.
*د يحيى
30 - ديسمبر - 2007
الموسيقا في العصر الأندلسي    كن أول من يقيّم
 
                                             الموسيقى في العصر الأندلسي
حدثت النهضة الموسيقية في الأندلس ما بين القرنين الثامن والخامس عشر الميلادي، تلك النهضة التي ما كادت تنطفئ في الأرض العربية منذ القرن الخامس عشر حتى تلقفها الغرب لتشتعل من جديد في أوروبا منذ أوائل القرن السادس عشر. وقد دخل الإسلام إسبانيا سنة 713م ونشأت خلافة أموية منفصلة أقامت عاصمتها في قرطبة سنة 755م حيث مارست هذه الخلافة سياسة مستقلة تماماً عن الخلافة الشرقية في بغداد. وقدأنشأ المغاربة مدارس مختلفة في الأندلس في القرن التاسع الميلادي قصدوا بها أن تتفوق على المدارس التي نشأت قبل ذلك في بغداد. وأصبحت قرطبة بعد ذلك مركزاً موسيقياً وثقافياً ممتازاً. ومن أبرز الموسيقيين العرب الذين ظهروا في ذلك الوقت زرياب العظيم كما أسمته معظم دوائر الغرب. ولا شك في أن زرياب يُعد إمام الغناء العربي وأبرز من ظهر خلال الحضارتين العباسية في بغداد والأموية في قرطبة. وقد تَلمذ زرياب لإسحاق الموصلي ودرس الموسيقا الفارسية والعربية الشرقية وأصبح ذا ثقافة عريقة مكّنت عبقريته وتفرده اللحني أن يصل مكانة لم يصل إليها موسيقي عربي من قبل. وقد غنّى زرياب في بلاط عبد الرحمن بن الحكم الذي استدعاه وأكرم وفادته بعد أن فرّ من بغداد. وقد كانت فرصة سانحة لتزدهر الموسيقا العربية التقليدية وتنتقل إلى آفاق جمالية جديدة وأعظم شخصية موسيقية ظهرت في تاريخ الموسيقى العربية في إسبانيا هي شخصية الفارابي الذي استخدم العود ذا الأوتار الخمسة بدل الأربعة، وكذلك استخدم الطنبور والشهرود والقيثارة والزهر والكنّارة والقانون والرباب والكمنجة والمزمار والسرناي (آلة تركية الأصل) والناي والشبابة والصفارة، فضلاً عن الآلات الإيقاعية وآلات النفخ النحاسية. وأهم الفنون الموسيقية التي ابتكرت في أثناء الحضارة العربية في الأندلس كان فن الموشح. وقد استحدث الموشح عندما شعر عرب الأندلس بحاجتهم في هذه البيئة الجديدة إلى التحرر من قيود أوزان الشعر التي التزموها طوال حياتهم في غنائهم. لذا نظمت الموشحات لتلائم الغناء والموسيقا دون أي التزام بعلوم العروض والقافية التي خضع لها الشعر العربي عامة والغنائي خاصة منذ نشأته. وقامت في العصر الأندلسي حركة ترجمة واسعة النطاق، فقد نقل من العربية إلى اليونانية ما كتبه فحول المفكرين العرب أمثال الفارابي وابن سينا وابن رشد. كما نقل إلى العربية الكثير من الكتب اليونانية، ولاسيما في النظريات وباقي العلوم الموسيقية. كما ترجمت كتب عربية كثيرة إلى لغات أجنبية، ومن هذه الكتب مؤلفات ثابت بن قرة وزكريا الرازي وإخوان الصفا وابن باجة. وبعد سقوط الأندلس، انتقلت الآلات الموسيقية العربية كالعود والقيثارة والطنبور.. إلى أوروبا، كما انتقلت أيضا ألحان هذه الآلات. وبعد ذلك بدأت أوروبا بفضل هذا التأثير العربي الواضح أن تعد نفسها لتقيم أكبر نهضة موسيقية عرفها التاريخ. وعند سقوط حضارة العرب في الأندلس، انتقل عدد كبير من سكان هذه البلاد إلى شمال إفريقيَّة. لذا، فإن الموسيقا الأندلسية تركت أثراً كبيراً في طابع موسيقا هذه البلاد، يمكن أن نلحظ أثره حتى وقتنا هذا. وفي الميدان الموسيقي كانت أوروبا لا تعرف سوى شذرات ضئيلة من النظريات الموسيقية الإغريقية، على حين توصل العرب منذ القرن الثامن الميلادي إلى عمل بحوث ودراسات فاقت النظريات والدراسات الموسيقية الإغريقية ذاتها. وقد ترجمت بحوث الفارابي إلى اللغة اللاتينية وأصبحت مراجع قيّمة للباحثين والدارسين الأوروبيين فيما بعد.
ومن الدلائل الواضحة على تأثر أوروبا بالحضارة العربية أن طائفة التروبادور في فرنسا اتصلت اتصالاً وثيقاً بالثقافات الشرقية، ولاسيما في أثناء الحروب الصليبية. لذا يظهر في الفن التروبادوري الطابع العربي والشرقي بصورة واضحة، وفي طابع الغناء الأندلسي خاصةً. وكذلك أتيحت فرصة للمنشدين المتجولين التابعين للبلاد العربية أن يتجولوا في أوروبا عارضين غناءهم التقليدي الذي صادف هوى في نفوس كثير من الشعوب الأوروبية. ومن المعتقد أن الغناء الأوروبي خلال القرن الثالث عشر كان ذا نكهة شرقية واضحة. وبعض الإيقاعات التي كانت تستخدم في أوروبا في ذلك الوقت انحدرت من أصل مغربي وثبتت نسبتها إلى أصول عربية.
تلت هذه المرحلة، أي بعد سقوط حضارة العرب في الأندلس استيلاء الأتراك على القسطنطينية. وكانوا يحبون الموسيقا حباً شديداً حتى إنهم شجعوا ممارستها والاستماع إليها. وقد كان الخلفاء العثمانيون يحتفظون في قصورهم بعدد من الموسيقيين والمغنين الممتازين. لذا ازدهرت موسيقاهم إلى درجة أنها أثرت في موسيقا الشرق الأدنى وشبه جزيرة البلقان. وقد تُرجم كثير من الأعمال والنظريات الموسيقية العربية إلى اللغة التركية التي اتخذها هؤلاء المغنون لغة لهم.
*د يحيى
30 - ديسمبر - 2007
المعجم والمعجمات.    كن أول من يقيّم
 
تعطي الكلمة من المعاني والدلالات بقدْر مايتاح لها من استعمالات.
                                                                       العقص
العَقَصُ في زِحاف الوافر: إِسكان الخامس من مفاعلتن فيصير مفاعلين بنقله ثم تحذف النون منه مع الخرم فيصير الجزء مفعول كقوله:
لَوْلا مَلِكٌ رؤوفٌ رَحِـيم
 
تَدارَكَني برَحْمتِه، هَلَكْتُ
سُمِّي أَعْقَصَ لأَنه بمنزلة التَّيْسِ الذي ذهبَ أَحدُ قَرْنَيْه مائلاً كأَنه عُقِصَ أَي عُطِفَ على التشبيه بالأَوَّل. والعَقَصُ: دخولُ الثنايا في الفم والتِواؤُها، والفِعْل كالفعل. والعَقِصُ من الرمل: كالعَقِد. والعَقَصَةُ من الرمل: مثل السِّلْسِلة، وعبر عنها أَبو علي فقال: العَقِصَة والعَقَصة رملٌ يَلْتَوي بَعضُه على بعض ويَنقادُ كالعَقِدة والعَقَدة، والعَقِصُ: رمْلٌ مُتَعَقِّد لا طريق فيه؛ قال الراجز:
كيف اهْتَدَتْ، ودُونها الجَزائِرُ،
 
وعَقِصٌ من عالج تَـياهِـرُ
 
والعَقْصُ: أَن تَلْوِيَ الخُصْلة من الشعر ثم تَعْقِدها ثم تُرْسِلَها.وفي صفته، صلّى اللّه عليه
 
  وسلّم: إِن انْفَرَقَتْ عَقِيصتُه فَرَقَ وإِلا تَرَكها.
( لسان العرب) .
 
*د يحيى
31 - ديسمبر - 2007
العالِم د/ محمد مندور    كن أول من يقيّم
 
قال الدكتور عبد الكريم الأشتر :
" صلتي بالدكتور محمد مندور تفوق كل صلة أخرى بالأساتذة الكبار الذين عرفتهم وتلمذت لهم. اقتربت منه إلى الحد الذي أصبح معه لا يتردد حين يزورني في بيتي في القاهرة، أن يستريح في فراشي وقد كان بيته في الروضة يصبح بيتاً آخر لنا. وكانت زوجه السيدة الشاعرة ملك عبد العزيز تزورنا كثيراً. الصفة التي تجلّت لعينيّ فيه سطوع نزعته الإنسانية في حياته ونقده معاً في حياته يكره كل ما يشوه الفطرة النفسية وفي نقده يكره كل ما يشوه الفطرة الفنّية. هو إنسان قريب من الناس، يريد أن يعينهم على الارتفاع بواقعهم إلى المستوى الذي يليق بالإنسان ولو امتد الحديث عنه لتشمل جلستنا كلها في كتابي "مسامرات نقدية" فصّلت الكلام عليه إنساناً وناقداً على المنهج الذي سرت عليه في الكتاب: جمع الخاص إلى العام وخلط ما هو من مادة الكتابة بما هو من مادة كنت أحس وأنا أكتب ما كتبته عنه أني أمتّن كذلك يفعل الإنسان الحق بالنفس.‏
أما زوجه السيدة ملك رحمها الله، فقد كانت من أرق من عرفت من النساء غنية النفس، حارة الوجدان لم تستطع في ظني أن ترقى بشعرها إلى مستوى غناها النفسي على أن صلتي بالرجل أثمرت في وقت مبكر دراسة للكتابة "في الميزان الجديد" مع كتاب العقاد والمازني "الديوان" وكتاب نعيمة "الغربال" وكانت الطبعة الأولى من كتابي في أوائل السبعينيات من القرن الماضي بعنوان "معالم في النقد العربي الحديث، وصدرت بعد وفاته للأسف ولكن الأستاذة ملك كانت شديدة السرور به.‏
 
*د يحيى
1 - يناير - 2008
اليتيم    كن أول من يقيّم
 
                                                  اليتيم
                                                                     
يقال: يَتُمَ يَيْتُم يُتْماً؛ مثل عَظُم يَعْظُم. وَيتِم يَيْتَم يُتْماً ويَتماً؛ مثل سَمِع يَسْمع؛ ذكر الوجهين الفرّاء. وقد أيتمه الله. ويدلّ هذا على الرأفة باليتيم والحضّ على كفالته وحفظ ماله؛ على ما يأتي بيانه في «النساء». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كافِل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة " وأشار مالك بالسبابة والوسطى؛ رواه أبو هريرة أخرجه مسلم. وخرّج الإمام الحافظ أبو محمد عبد الغني بن سعيد من حديث الحسن بن دينار أبي سعيد البصريّ وهو الحسن بن واصل قال حدّثنا الأسود بن عبد الرحمن عن هِصّان عن أبي موسى الأشعري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " ما قَعدَ يتيم مع قوم على قَصْعتهم فَيَقْرَب قَصْعتهم الشيطان " وخرّج أيضاً من حديث حسين بن قيس وهو أبو علي الرَّحبي عن عكرمة عن ٱبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن ضَمّ يتيماً من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يُغْنِيَه الله عز وجل غُفرت له ذنوبه ألْبتَّةَ إلاّ أن يعمل عملاً لا يُغفر ومن أذهب الله كريمتيه فصبَر وٱحتسب غُفرت له ذنوبه ـ قالوا: وما كريمتاه؟ قال: ـ عيناه ومن كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فأنفق عليهن وأحسن إليهن حتى يَبِنّ أو يمتن غُفرت له ذنوبه ألْبَتَّةَ إلا أن يعمل عملا لا يُغفر» فناداه رجل من الأعراب ممن هاجر فقال: يا رسول الله أو اثنتين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو ٱثنتين " فكان ٱبن عباس إذا حدّث بهذا الحديث قال: هذا والله من غرائب الحديث وغُرَرِه.
               تفسير الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
 
                                                  السّبّابة
السبّابة من الأصابع هي التي تلي الإبهام، وكانت في الجاهلية تدعى بالسبابة؛ لأنهم كانوا يَسُّبون بها؛ فلما جاء الله بالإسلام كرهوا هذا الاسم فسمّوْها المشيرة؛ لأنهم كانوا يشيرون بها إلى الله في التوحيد. وتُسمَّى أيضاً بالسبّاحة، جاء تسميتها بذلك في حديث وائل بن حُجْر وغيره؛ ولكن اللغة سارت بما كانت تعرفه في الجاهلية فغلبت. وروي عن أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشيرة منها كانت أطول من الوسطى، ثم الوسطى أقصر منها، ثم البنصر أقصر من الوسطى. روى يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد اللَّه بن مِقْسم الطائفيّ قال حدّثتني عمتي سارة بنت مِقْسَم أنها سمعت ميمونة بنت كَرْدَم قالت: خرجتُ في حجّة حجّها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وسأله أبي عن أشياء؛ فلقد رأيتني أتعجّب وأنا جارية من طول أصبعه التي تلي الإبهام على سائر أصابعه. فقوله عليه السلام: " أنا وهو كهاتين في الجنة ".
                                                                                 ( المصدر نفسه) .
                                   
*د يحيى
1 - يناير - 2008
 30  31  32  33  34