البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : كناشة الفوائد و النكت    قيّم
التقييم :
( من قبل 6 أعضاء )

رأي الوراق :

 جمال 
21 - مارس - 2007
انا جديد عندكم وأعجبني الوراق فأردت أن أتحفكم بكُناشي ،
ولكن ما الكناشة?
قال صاحب التاج :(الكناشة:الأوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط. يستعمله المغاربة.)
فسأذكرُ من غير ترتيبٍ فوائدَ ونكتاً من أنواع شتى من المعارف و الطرائف .
 
1)_ قال بهاء الدين ابن النحاس الحلبي :كما في ترجمته في "بغية الوعاة" للسيوطي:
 
الـيـوم  شئٌ وغداً iiمثله من نُخب العلم التي تُلتقط
يـحصلُ المرءُ بها iiحكمةً وإنما السيل اجتماع النقط.
 29  30  31  32  33 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
معانٍ غائبة .    كن أول من يقيّم
 
مِن معاني (استفعَلَ) الغائبة
يجيء كثيراً للاعتقاد في الشيء أنه على صفةِ أصلِه، نحو اسْتَكْرَمْتُهُ؛ أيْ : اعتقدت فيه الكرم.
                                                                     (فَعُلَ) : الفعل على زِنَتِه لازمٌ غيرُ متعدٍّ
 (فََعُلَ( في الأغلب للغرائز؛ أي: الأوصاف المخلوقة كالحُسن وَالقُبْحِ وَالوَسَامَةِ وَالْقَسَامَة وَالكِبَرِ والصِّغَر وَالطُّول وَالقِصَرِ وَالغِلَظِ وَالسُّهُولَةِ وَالصُّعُوبَةِ وَالسُّرْعَةِ والبُطء والثِّقَلِ والحِلم والرِّفق، ونحو ذلك. وقد يُجْرَى غير الغريزة مُجْرَاها، إذ كان له لُبْث وَمُكْث، نحو: حَلُمَ وَبَرُع وَكَرُمَ وفَحُشَ.أمّا قولهم :"رَحُبَتْكَ الدَّارُ"؛ للتدليل على أنه متعدًّ، فهو من كلام نصر بنِ سَيَّار، وليس بِحُجّة. والأولى أن يقال: إنما عَدَّاه؛ لتضمُّنِه معنى( وَسِعَ)؛ أيْ: وَسِعَتْكُم الدارُ.
                                                                    لافرق بين ( فاعَلَ) ، و( تَفَاعَلَ) من جهة المعنى
إنه لا فرق من حيثُ المعنى بين( فَاعَلَ)، و(َتَفَاعَلَ) في إفادة كون الشيء بين اثنين فصاعداً، وليس كما يُتَوهَّم مِن أن المرفوع في باب فَاعَلَ هو السابق بالشروع في أصل الفعل على المنصوب بخلاف باب تَفَاعَلَ، ألا ترى إلى قول الحسن بن علي ،عليهما السلام، لبعض مَن خاصمه: "سَفِيهٌ لم يجد مُسَافِها"ً، فإنه،عليه السلام، سمّى المقابل له في السَّفاهة مُسَافِهاً وإنْ كانت سفاهته لو وجدت بَعْدَ سفاهة الأول، وتقول: إنْ شتمتَني فما أشاتِمُكَ، ونحو ذلك؛ فلا فرقَ من حيث المغزى والمقصِدُ الحقيقيُّ بين البابين، بل الفرقُ بينهما من حيث التعبيرُ عن ذلك المقصود، وذلك أنه قد يُعبّر عن معنى واحدٍ بعبارتين تخالف مفرداتُ إحداهما مفرداتِ الأخرى معنى من حيث الوضعُ، وكذا إعراباتها، كما تقول: جاءني القومُ إلا زيداً، وجاءني القومُ ولم يجيءْ من بينهم زيدٌ، أو جاؤوني وتخلّفَ زيدٌ، أوْ لم يوافقْهم زيدٌ، ونحو ذلك، والمقصود من الكل واحدٌ، فكذا "ضارب زيد عمراً": أي شاركه في الضرب، و"تضارب زيد وعمرو" أي: تشاركا فيه، ولامقصود من شاركه وتشاركا شيء واحد مع تعدي الأول ولزوم الثاني.
*د يحيى
24 - نوفمبر - 2007
مناسك الحج    كن أول من يقيّم
 
مناسك الحج
المتأمل في أفعال الحج يلحظ فيها كلِّها أنها تظاهرة كبرى اختار القدر زمانها ومكانها لدعم التوحيد وغرسه في القلوب ،وجمع الناس في المشارق والمغارب على معانيه .
وقد بدأ بذلك سيدنا إبراهيم من قرون سحيقة : " وإذ بوّأنا لإبراهيمَ مَكانَ البيت ألّا تُشركْ بي شيئاً..." (الحج/26).
وقد سمِعت بعضهم يقول في المناسك : إنّ الله اختبرنا بما نعقل فآمَنّا ! فشاء أن يختبرَنا بما لا نعقل . وهذا خطأ كبير ، فليس في أفعال الحج ما يناقض العقل !! هل في مطالبة العباد بتقدير البيتالأول على ظهر الأرض ما يناقض العقل؟ .
قد تقول : فما معنى الطواف به ؟ وأجيب بأن الطواف صلاة تجب له الطهارة ، ويمتلئ بالتسبيح والتحميد والابتهال!
إنّ هناك فارقاً بين ما يتواضع الناس على فعله إبرازاً لمعنى معين ، أو التزاماً بمبدأ معين ، وبين ما ينافي العقل ويحكم برفضه !.
فنحن نكتب من اليمين إلى اليسار ، والأوربيون يكتبون من اليسار إلى اليمين ، والصينيون يكتبون من فوق إلى تحت ، فما صلة العقل بهذا الخلاف ؟ .
ونحن وكثير من الناس نلتزم اليمين في السّير ، والإنجليز يلتزمون اليسار في السّير ، ولا صلة للعقل بهذا الخلاف.
إنّ ما نتواضع عليه ونجعله مقروناً بدلالة خاصة لا يحكم العقل فيه بوفاق أو خلاف ، وأفعال الحج من هذا القبيل ، فنحن نزور أول بيت بنى حصناً للتوحيد . فلماذا تنكر قيمة الأوّلية هنا ؟ ولماذا لا ترتبط المساجد في القارات الخمس به ؟ "وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعِموا البائس الفقير" ( الحج/27و28).
ومن الممكن بالوسائل الحديثة إطعام الملايين المحتاجين إلى اللحوم من أهل مكة أو من سائر المدن والقرى "والبُدْن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صوافّ فإذا وجبتْ جُنوبها فكلوا منها وأطعِموا القانع والمعتر..." ( الحج/36).
إنّ المناسك التي شرحتْها سورة الحج توكيدٌ إنسانيٌّ قويٌّ لمعنى التوحيد ، وحشدٌ للجماهير تحت رايته " ...فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزُّور * حنفاء لله غيرمشركين به ومن يُشركْ بالله فكأنما خرّ من السماء فتَخطَفُه الطير أو تهوي به الرّيح في مَكان سحيق ..." (الحج/30و31).
وفي بناء الأمم صاحبة الرسالة لا بد من اختلاط تاريخها بعبادتها ، وذكرياتها بسيرتها ، وعواطفها بفكرها " ذلك ومَن يُعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " ( الحج/32).
البلاء المقرون بالحياة البشرية منذ نشأتها بلاء معقد صعب : فإنه ما قام داعٍ للحق والخير إلا انتصب أمامه دعاة للباطل والشّر يريدون إبطالَ سعيِه ، وتعويق خطوه ، وتظل الحرب بينهما أمداً يستفرغ الجهد . وقد يأذن القدر فيهذه الحرب بهزيمة الحق ؛ لحكمةٍ عُلْيا.....والمستقبل غيب ، ولكن على المسلمين أن يُثابروا ويُصابروا ، فإنّ الكلمة الأخيرة لهم ، وليسمعوا مواساة الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم " وإنْ يكذّبوك فقد كَذّبت قبلهم قوم نوح عاد وثمود * وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مدين وكُذّب به موسى فأمليتُ للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير" ( الحج/42-44).
ثم تمتد المواساة لتكشف أن للزمن حساباً آخَر عند الله ، فقد يشهد جيلٌ الهزيمة ، ثم بعد عصور يشهد جيل آخَر النصر" ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدّون" ( الحج/47).
*د يحيى
24 - نوفمبر - 2007
أديب نحْوي حِمصي يرثي نفسه.    كن أول من يقيّم
 
                                  عبد المعين الملوحي يرثي نفسه
 
الإهداء:
إلى مالك بن الريب الذي رثى نفسه ، وهو يموت في خراسان بعيداً عن أهله وأرضه بقصيدته المشهورة :
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلة   **بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
                                                                          (عبد المعين)

تمنيتَ يا بن الرَّيبِ لو بتَّ ليلـــــةً** ( بجنب الغَضا تُزْجي القلاصَ النواجِيــا )
وأمنيتي لو بتُّ في حِمْص ليلــــــةً** فأسبح في العاصي وألقى لداتيــــــا
كلانا تهاوى حلمه ، لم ترَ الغضــــا** ولا أنا في الميماس ألقي رحاليـــــا
أمانٍ أضلتنا طويلاً و أقلـعــــــت** وكانت أضاليل الرجال الأمانيــــــا
سَرابٌ يغرُّ الركب حران صاديـــــاً** ويغمر بالماءِ الغرور الصَّحَارِيــــــا


لماذا أرثي نفسي ؟

إذا كان شِعري ، كل شِعري مراثيـــاً** فما لي بنفسي لا أعد رِثائِيــــــــا
ونفسي أولى أن تكون قصيــــــدةً** تسيل قوافيها نشاوى دَوامِيــــــــا
وأقسى المآسي أنني بت راثيــــــاً** حياتي ، وما زالت تمورُ دمائيــــــا
أقول لأصحابي : كفاكم ملامــــــة** ( على نفسه فليبك من كان باكيـــــا )
عكفت على شعري أرودُ فِجاجـــــه** فلم أرَ في الدِّيوان إلاّ المراثيـــــــا
وأشباحَ أفراح إذا رنَّ عودهــــــا ** تقطعت الأوتار فارتد ناعيــــــــا


حياتي
آ – الشباب
رشفتُ شبابي قطرةً بعد قطــــــرةٍ** وشبت فلم يعتبْ عليّ شبابيــــــــا
وَردْتُ الثغور الظامئات مناهـــــلاً** وطفت الصّدور الناهدات مجانيــــــا
تهيم بهن الروح روحاً فإن طغــــتْ** وأَذكتْ دمي أطفأت في الجسم ناريــــا
إذا الحبُّ أرضى الرُّوح والقلـــبَ أوَّلاً** تسامى فأرضى الجسم والدَّم ثانيـــــا
وقد تذبل الأرواح يحرمن قبلــــــةً** كما تذبل الأزهار يحرمن ساقيــــــا
ولم يَرَني الإمساءُ أَرْقُدُ خاليــــــا** ولم يرني الإصباحُ أنهضُ صاحيـــــا
ولم ينسني لهوُ الحياةِ مشاغلــــــي** ولم يُنسني جِدُّ الحياة الملاهيـــــــا
ويعجَبُ منّي الليل تصحو نجومــــه** وتَغفو تراني دارساً ثم لاهيـــــــا
وخيرُ السَّجايا أن توزع منصفـــــاً** حياتك : شطريها حليماً و غاويــــــا
عَشِقت شبابي صُغت فيه مدائحــــي** فلما تولى صُغتُ فيه أهاجيــــــــا
تروقُ العناقيدُ الثعالبَ حلـــــــوةً** ويشتمنها إِن كنَّ عَنْها نوائِيــــــــا


ب – الكهولة
تولى شبابي مُشرقَ الوَجْه زاهيـــــاً** وأقبل شَيبي كالح الوجهِ كابيـــــــا
ركبتُ المعاصي موجةً ثم موجـــــةً** وأقعدني دائي فعِفتُ المعاصيـــــــا
سقيتُ الصّبايا ماء حبي وصبوتــــي** وجفَّ ، فهل يقبلن ماءَ حنانيـــــــا ؟
وطوَّفتُ في الآفاق أقبس نورهـــــا** فضاقت بي الآفاق كالنحل ساعيـــــا
ويَمَّمتُ أرض الصّين أشدو تُراثهـــا** ومن لغتي أهدي لها وتُراثيــــــــا
فلم تسع الأرضُ الرَّحيبةُ هِمَّتـــــي** فكانت أفانينُ السقام جزائيــــــــا
وقد زودتني في رحيلي هـــــراوة** كأن لست ألقي في دمشق هراويــــــا
وعُدتُ إلى داري أجرُّ على الـــعصى** تواليَ أشلائي وأحمل دائِيــــــــا
كذلك حظي ، إن طلبتُ سعـــــادةً** بأرضٍ سعى قبلي إليها شقائيـــــــا
إذا لم يقِ الله الفتى بحنانــــــــهِ** ورحمته لم يلقَ في الناس واقيــــــا


جـ - الشيخوخة
وقالوا : " سئمت العيش " قلت : أحبــه** ولو كنت في كوخ من القش ثاويـــــا
أصوغ أحاسيسي وأشدو قصائــــدي** وأقرأ في ضوء النجوم كتابيـــــــا
وأرسل صوتي في الفلاة مدوّيـــــاً** وأضحك وحدي في دجى الليل هاذيــــا
أحب حياتي ، وهي كالصاب مــــرة** وأكره موتي ، وهو كالشهد حاليــــا
جنوني أصيل لا أريد فراقـــــــه** وعقلي أصيل لا يريد فراقيـــــــا
صحبتها دهراً معاً فتعايشــــــــا** وكنت بهذين النقيضين راضيـــــــا
جنوني أراني المبكيات مهــــــازلاً** وعقلي أراني المضحكات مآسيــــــا
وما زلت في السبعين طفلاً تشابكـــت** رؤاي ، تساوى واقعي و خياليــــــا
أسرُّ بأحفادي أزاهير غضـــــــةً** ويرثي لي الأحفاد أعجف باليــــــا
غصونٌ تسامت فوق جذع محطــــم** إذا زاد يبساً زدن هن تساميــــــا
أداعبهم حيناً فأقصر لاهثـــــــاً** وتشغلهم ألعابهم عن عنائيــــــــا
إذا ركبوا ظهري حصاناً تململــــوا** يريدون مهراً ثابت الظهر عاديـــــا
ويفرح أحفادي إذا كنت لاهيــــــا** ويسخر أحفادي إذا كنت واهيــــــا
إذا رحت أحكي عن شبابي تغامـــزوا** ولاح لهم وجهي فألغوا شبابيـــــــا
تراءى زمانٌ سوف يدعى زمانهــــم** وولىّ زمانٌ كان يُدعى زمانيـــــــا
وأسرع في سيري وأنسى مواجعــــي** فيوقظني من عنف سيري لهاثيــــــا
فأقعد إعياء كأني صخــــــــرة** يكر عليها السيل غضبان طاميــــــا
وأبحث عن ركن قصي لعلنــــــي** ألملم جسماً ذابل العود ذاويـــــــا
*د يحيى
24 - نوفمبر - 2007
تتمة ( 1 ) الملوحي    كن أول من يقيّم
 
                   تتمة ( 1) : عبد المعين الملوحي يرثي نفسه
 ماذا بعدي ؟
سلوتُ عن الدُّنيا اضطراراً وعنــــوة** وأصعبُ شيءٍ أن ترى الجمر خابيــــا
يحور رماداً قاتم اللون كامــــــداً** وكان لهيباً يدفئ الناس واريــــــــا
وما اخترت في ماضي الزمان ولادتي** ولا اخترت في باقي الزمان وفاتيــــا
ومن أنا ؟ شيءٌ كالهشيم ممـــــزقٌ** تُخطِّط لي هوجُ الرياح مساريـــــــا
تلاعبُ بي خفضاً ورفعاً وتنتهـــــي** من العبث المحموم يوم انتهائيــــــا
رويدكِ يا هوجَ الرِّياح غــــــداً إذا** تبلج نورُ الفجر أرحل غاديــــــــا
رويدكِ يا هوجَ الرِّياح تريثــــــي** سأرحل ، والدُّنيا ستبقى كما هيــــــا
ستطلع بعدي الشمس حمراء تزدهـــي** ويبزغ بعدي البدر أصفر وانيــــــا
وبعدي تدور الأرض لم تدر من أنـــا** وتشدو السواقي في المروج الأغانيــــا
ويكسو الجبال الثلجُ أبيض ناصعــــاً** ويكسو الحقولَ القمحُ أخضر زاهيــــا
وتهدر بالموج البحارَ غواضبــــــاً** وتمرح في الروض الطيورُ رواضيـــا
ويسعى إلى الصف الصغارُ عنــــادلاً** ويزحف في السوق الكبارُ أفاعيـــــا
وتخطر في الدرب الصبايا أقاحيــــاً** وترقص في المرج الأقاحي غوانيــــا
وأبقى أنا وحدي أصارع في الدُّجـــى** كتائب دودٍ رائحات غواديــــــــا
تمزق أشلائي وتفقأ أعينــــــــي** وتنثر في جوف التراب رفاتيــــــا
غداً سوف ينسى الأهل والصَّحبُ حُفرتي** كما أنا في الماضي نسيتُ رِفاقيـــــا
إذا مرَّت الثكلى بقبري توجَّعـــــتْ** فأهدت له غُصناً من الآس ضاويـــــا
ويعبرُ مفجوعٌ فيلقي بزهـــــــرةٍ** عَطِّرُ أحجار الضريح لياليـــــــا
على قبري المهجور تبكي غريبــــةٌ** إذا لم تجدْ مِ الأهل والصحب باكيــــا
لقد رضيَ الأحياء كدح حياتهـــــم** فكنْ بسكونٍ الموتٍ يا ميت راضيـــــا


أنا والشعوب
رويدك يا ديدان لن تلعقي دمــــــاً** تفجر في شعري ونثري سواقيـــــــا
ولن تطمسي فكراً جريئاً رعيتـــــهُ** وعلمته حتى عصتني لهاتيــــــــا
وكنت من الأحرار إن قيل : من فتــى ؟** برزت ودوَّى كالرعود جوابيـــــــا
وعشت اشتراكياً إذا جاع جائـــــع** أحسُّ لهيبَ الجوع يفري فؤاديــــــا
وإن ثار في الأرض العبيدُ وجدتنـــي** نصيراً لزحف الثائرين مُواليـــــــا
وإن أرهق الشعبَ الطغاةُ رأيتنــــي** على كل طاغ فيه أنقضّ بازيـــــــا
وهبت عيوني للشعوب بصيـــــرةً** ويُعمي عيونَ الغاصبين رماديــــــا
وعلقت في جيد العروبة شعرهـــــا** وآدابها عقداً تلألأ غاليــــــــــا
وأُترعُ سِفرَ الثائرين مآثــــــــراً** وأملأ أسفارَ الغزاة مخازيــــــــا
إذا كللتْ بالنصر ثورةُ أمـــــــةٍ** رأيتُ بها – رغم الضَّحايا – عزائيـــا
لقد كتبتْ نصرَ الحياة دماؤُنــــــا** فبالك نصراً طيب العطر زاكيــــــا
أمانيَّ للدنيا وللناس كلِّهــــــــم** إذا ما تمنى المترفون الأمانيـــــــا
غداً يطلع الإنسان في الأرض كوكبـــاً** تباهي به الأرضُ النجومَ الدراريـــــا
ولست أبالي أن أكون فـــــــداءه** أما كانت الأحرار قبلي فدائيـــــــا ؟
إذا لم أجدْ في عالم اليوم مطمعــــي** ففي العالم الآتي السعيد رجائيــــــا
يقولون لي : لن تشهد الفجر ساطعـــاً** بلى ، كنت قبل الفجر للفجر هاديـــــا
وكنت شعاعاً من أشعة نــــــوره** يشق ستار الليل أسود داجيــــــــا
إذا ما طواني الموت قبل انبلاجــــه** فحسبي أني كنت للركب حاديـــــــا
رفعتُ لواءَ الفكر ستين حِجَّــــــةً** فما ضمَّ إلاّ الكادحين لوائيــــــــا
همُ عُدَّتي في النائبات وأسرتــــــي** أقود بهم جيشاً على البغي ضاريـــــا
يَسُرُّ المعالي أن نخوضَ غِمارهــــا** ونُبدعَ إنسانَ الحضارة راقيـــــــا
مضى عهدُ وحشٍ أفسد الأرض جـاهلاً** وأقبل عهدٌ يُصلحُ الأرضَ واعيــــــا
صبونا إلى الآتي تَبَلَّجَ حانيـــــــاً** وثرنا على الماضي تصرم داميــــــا


وصيتي
وداعاً بني الدنيا وداعَ مســـــافـر** إذا ما شجا الأحرارَ يوماً فراقيــــــا
أمامي غدٌ كالليل أسود كالـــــــحٌ** وخلفي أمسٌ كان أحمر قانيــــــــا
تشابهتِ الألوانُ حياً وميتــــــــاً** فما لي أشكو فرقة الرّوح ما ليــــــا ؟
ألا فاجعلوا الأكفانَ أوراقَ دفتــــري** ونعشي يراعي ، والحنوطَ مِداديــــــا
ضعوا تحت رأسي ما كتبت وســـادةً** ولا تجعلوا الصخر الأصمَّ وساديـــــا
لعليَ في قبري أطالعُ صفحــــــةً** فألمحُ في تلك الصحائف ذاتيـــــــا
( تذكرت من يبكي عليَّ فلم أجــــد ) ** سوى قلمي والطرس والحبر باكيــــا
ومكتبةٍ أودعت روحي رفوفهــــــا** تكاد إذا ما مت تسعى أماميـــــــا
ومنضدةٍ سوداءَ كاد حديدهـــــــا** يذوبُ إذا الإلهام أعرض نائيــــــا
وأفكارِ صدقً قد تلألأن ثــــــورةً** أنرنَ لعميان الحياة المعاليـــــــا
وعاطفةٍ لو هبَّ معشارُ خِصبهـــــا** على القفر أمسى القفر بالزهر كاسيــــا
وخلَّفتُ عمري ، رغم أنفي ، ستَّــــة**
وستين عاماً
راعفاتٍ دواميــــــــا
ولو غمروني بالمناصب والغنـــــى** لقلت لهم : خلوا حياتي كما هيــــــا
تصعلكت أعواماً وكافحت دائمـــــاً** وأرخيتُ في دربِ الحياة عنانيــــــا
كفرتُ بربي أربعين فمذ بـــــــدا** لي الشيبَ خلَّفتُ الشكوكَ ورائيـــــا
وقال رفاق الأمس : ضلّ طريقــــه** معاذ إلهي ، بل تركت ضلاليــــــا
قصرت على ربي وشعبي مودتــــي** فيا ليتهم يبدو لهم ما بدا ليــــــــا
وما خنت عهدي للشعوب و إنمـــــا** دعاني ، فلبيت الهدى إذ دعانيــــــا
و آمنت بالإنسان يبني حضـــــارة** ويهدم في الإنسان ما كان باليــــــا
*د يحيى
24 - نوفمبر - 2007
تكملة ( 2) الملوحي يرثي نفسه .    كن أول من يقيّم
 
                   تكملة ( 2) الملوحي يرثي نفسه
العطاء والحياة
وأعرضُ ألحاني على الناس حلــــوةً** ويغمرهم بالدفء فيض وفائيـــــــا
ويلمس فيها الناس قلبي نابضــــــاً** ويبصر فيها الناس دمعي جاريــــــا
تعوَّدتُ أن أعطي وأسقيهم دمـــــي** وحسبك جوداً أن ترى الدم ساقيـــــا
ولم أترقب حين - أعطي – عطاءهــم** كفاني أني ما حجبت عطائيــــــــا
إذا كنت أبغي من عطائي عــــلاوة** فلست إذن في الخير إلا مرابيــــــا
أصالة نفس لا تضن بنفسهـــــــا** تَدَفَّقَ مثل النبع أزرق صافيـــــــا
وليس يطيب الجود إلا إذا سمـــــا** عن المن ، بل أُمسي من الشكر خاليـــا
ولست بإنسان تسامى ضميــــــره** إذا أنا لم أعط الحياة حياتيــــــــا
دفنت سروري في مصائب أُمَّتــــي** فكانت حياتي الروض لم يلق راويــــا
بقايا من الأطلال تندب أهلهـــــــا** وصار حديثاً يوجع القلب شاكيــــــا
وأزرع آمالي فأحصد خيـبــــــة** وأغرس أحلامي فأجني عواديــــــا
إذا ما وردت النبع كالشهد مـــــاؤه** صدرت طريداً ظامئ النفس صاديـــــا
وأعجب أني ما فقدت تفاؤلــــــي** وأني أبني في الرمال المبانيـــــــا
وعشت عفيفاً راضي النفس قانعــــاً** يراني صحابي ناعم العيش ضافيـــــا
خرجت من الدنيا شذى فاح فتــــرةً** وطيراً على سكِّيِنه ظلَّ شاديـــــــا


تمنيات متواضعة
يقولون لي : كانت حياتُك خصبــــةً** وأعطيتَ ما أعيا السحابَ الهواميـــــا
فقلت لهم : خلوا الثناء فإننـــــــي** أحبُّ صديقي صادقاً لا محابيـــــــا
أضعت حياتي ، لم أصغها كما اشتهــى** ضميري فطارت في الرياح سوافيــــا
دراريَّ أعطتها الحياة كريمــــــةً** فبعثرت في الصحراء تلك الدَّراريــــا
أضيئي حياتي يا شموس سويعـــــةً** فلم ألق قبل اليوم إلا المآسيــــــــا
( فإن لم تكن شمسٌ توقدَ نـــــورُها** فهل شمعةٌ عجفاءُ تؤنس ساريـــــــا
تبدد شيئاً من ظلام يلفُّنــــــــي** وتدفئ في شح عظاماً بواليــــــــا
وإن لم تكن أنهار شهدٍ وخمـــــرةٍ** فهل فضلة في الكأس تروي عظاميـــا ؟
وتنعش إنساناً تمزَّق واهيــــــــاً** وقد كان صلداً كالحجارة قاسيـــــــا
عَرضتُ على كل الوجود عواطفـــي** فلم أر في سوق النخاسة شاريـــــــا
وأجنح أحياناً إلى الشَّـــــرِ والأذى** فإن كدتُ أغشاه ذكرتُ حيائيـــــــا
وأصبر أحياناً وأغضي على القـــذى** فيعصف بي عصفَ الرّياح إبائيــــــا
وما أنا من يبكي على الناس حاقـــداً** ولكنني أبكي على الناس حانيــــــا
صبرت على حلو الزمان ومـــــرِّه** فلأياً تساوى جورُه اصطباريـا
ولم ترني النعماءُ أشمخُ جاسيـــــاً** ولم ترني البأساءُ أخشع جاثيـــــــا


خاتمة المطاف
همومٌ شخصية
سلامٌ على الدنيا سلامَ مـــــــودِّع** فقد حان عن هذي الدِّيار ارتحاليـــــا
وفي الشعر لي مأوى ألوذ بظلِّـــــه** وفيه إذا عزّ الدواءُ دوائيـــــــــا
هو الشعر مثلُ الجمر في القلب وقُــده** يطوّف في الأضلاع حرّان كاويـــــا
إذا صُغته أُشعِرتُ روحاً وراحــــة** وإن لم أصغه ظلَّ يلهث واريـــــــا
تجفُّ ينابيعُ المناصب والغنــــــى** ويبقى عطاءُ الشعر كالنهر جاريـــــا
ومن يهوَ موجَ البحرِ يهوَ هديـــــرَه** ومن يهوَ موج الشعر يهوَ القوافيـــــا
غرست غراساً وانتظرت ثمارهــــا** فلم تعط إلا الشوك صلداً غراسيــــــا
إلى الله أشكو من رعيت عُهودهــــم** فلم أرَ منهم في الملمَّات راعيـــــــا
تلاميذُ عقُّوني مريضاً فليت لـــــي** بأفضلهم كلباً يبصبص وافيــــــــا
غداً سوف يبكون ( المعلمّ ) جُثّـــــةً** وقد صار عظماً في المقابر عافيـــــا
تناسوا حقوقي في الحياة فإن أمــــتْ** تباكوا على القبر الوفيِّ تباكيـــــــا
وما ألأم الأشجار إما تكلمـــــــت** تسب وتهجو غارساً ثم ساقيـــــــا



هموم قومية
أموتُ وفي قلبي على ( مصر ) حسـرةٌ** تباعدُ إخواناً وتدني ضواريــــــــا
وأخرى على (الجولان) يعـول ( شيخُه )** وأقتل شيءٍ أن ترى ( الشيخ ) باكيــــا
وثالثة في ( القدس ) ترثي لمؤمــــنٍ** إذا ما تلا القرآن يُذْعَرُ تاليــــــــا
وأخرى على ( بيروت ) سالت دماؤهـا** إلى البحر حتى أصبح البحر قانيـــــا
وخامسة هبت بـ (بغداد ) نسمــــةً** على ( دجلةٍ ) تبغي إلى الحق هاديـــا
تشن على الأصحاب حرباً ذميمــــة** وتترك في ( يافا ) و ( حيفا ) الأفاعيـــا
وعددت خمساً من كوارث أمتــــي** وأمسكت أخشى أن تزيد تماديــــــا
وأنذر قومي إن تمادوا تمزُّقــــــاً** هزائم لا تبقي من العرب باقيـــــــا
ولو أننا عشنا كراماً بأرضنــــــا** ظفرنا ، ولكننا نعيش جواريـــــــا
إذا هان شعب واستكان لحاكــــــم ** فهيهات يوماً أن يصد الأعاديـــــــا
وهيهات يوماً أن يحرر غيــــــره** إذا كان في الأصفاد يرسف عانيـــــا
يدمِّر جيش المستبدين شعبـــــــه** زماناً ، ولكن لا يدمّر غازيــــــــا
وأومأت إيماءً لمحنة أمَّتـــــــي** عسى يتقصَّى الأذكياءُ المغازيــــــا
( أقول- وقد شدوا لساني بنسعـــة )** أ معشر قومي أطلقوا من لسانيـــــا )

خاتمة المطاف
ذرفتُ رثائي دمعةً بعد دمعــــــةٍ** إذا رحل الأحبابُ طال وداعيـــــــا
وداع امرئٍ ميتٍ أحبّ رفاقــــــه** وأيقن بعد اليوم أن لا تلاقيــــــــا
دعوني أطرح بعد موتي متاعبـــــي** كفانيَ ما لاقيت حياً كفانيـــــــــا
لقد عشت بّحاراً قضى العمر تائهــــاً** ولاح له شطٌ فألقى المراسيــــــــا
ويا واديَ العاصي وقد كنتَ دوحـــةً**أناغي بها الأحبابَ حُيِّيت واديــــــا
لئن مزّقَتْ أيدي السياسة شملَنـــــا** فمازال قلبي صادق الودِّ صافيــــــا
سأودع في أحجارك السود أعظمـــي** فلا يك ـ مثل الناس ـ صخرُك َ قاسيــا
( فإن أستطِعْ في الحشرِ آتــكَ زائراً ) ** ولوْ خَطَرَتْ حُورُ الجنانِ أماميــــــا
ولو خيَّروني لثم ثغر حبيبتــــــي** ولثم ثَرى حمصي لثمتُ تُرابيـــــــا
( 1978)
*د يحيى
24 - نوفمبر - 2007
علماء يطالبون السعودية بالتراجع عن خطأ رؤية الهلال !!    كن أول من يقيّم
 
 
عيد مبارك سعيد لكم جميعا ،وكل عام وأنتم بخير.
وأغتنم فرصة إدراج هذه المشاركة
للاستفسارعن سبب غياب د.يحيى
الذي افتقدناه ،وأرجو أن يكون
المانع من ظهوره خير....
Image hosted by allyoucanupload.com
عن جريدة الصباح المغربية .
*abdelhafid
20 - ديسمبر - 2007
عذراً    كن أول من يقيّم
 
سيداتي ، سادتي، أهلي سراة الوراق حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم . كلَّ عام وأنتم بألف خير. لا أراكم الله ما تكرهون .الحمد لله رب العالمين على هذا الحال و على كل حال. أصبحت أمي ممتّعة بحبيبتها.
نَعَم ! لقد قلع الطبيب عينها ، فاحتسبتْها عند الله . ثمانون عاماً في طاعة ربها ، لا يفتر لسانها من ذِكر الله ، ترى سيدنا رسول الله في المنام ، أقبّل أقدامها وأتشرف بالبِر بها والإحسان لها...لا تشكو من أي نوع من أنواع المرض ...لم يعطها الطبيب مضاداً حيوياً !! ولمّا أقرّ بخطئه ، استحلفتني أمي بالله القدير الصبور أنْ لا أفعل شيئاً .
هذا - واللهِ- سبب بعدي عنكم . نحن عائلة طيبة أصيلة ، نتفق ونختلف ، ولكن قلوبنا طاهرة ، ونفوسنا نقية : لنا أخت غالية ، اسمها في الأرض وفي السماء: ضياء، نَعَم، الست ضياء خانم. ولنا أخ عزيز، زاهرٌ في السماء ، وزهير في الأرض ، نَعَمْ ،الأديب الأريب ...أشكرك يا أستاذي زهير على ضمّ صوتك إلى صوت الأخ الطيّب الباحث الأديب السيد عبد الحفيظ ، وتحياتي له و لك ولكل مَن أحبني من سراة الوراق ، ومن لم......
لا أراكم الله مكروهاً ، وجعل ظروفكم طيبة . آمين.
لي رجاءان أقولهما على استحياء : الأول أن نعيد للوراق ألقه ودسمه وعمق موضوعاته كما تعرّفت إليه في أواخر آذار ( مارس الفائت)، والآخَر أن تلغوا ( قيِّم). ما على الرسول إلا البلاغ ؛ هذان المطلبان أتيا همساً من أصدقاء معروفين في الوسط الثقافي ، ومنهم مِن ذوي الاختصاص الدقيق. والسلام عليكم في الأولى والآخرة، ورحمة الله وبركاته .
                                                                                                                                                        
*د يحيى
24 - ديسمبر - 2007
كيف نعيد للمشهد حيويته ؟    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا الكريم الدكتور يحي مصري :
 
بكل الحزن والأسف قرأت تعليقكم السابق عن مصاب والدتكم الكريمة . حزنت وشعرت في الوقت عينه مدى نبل موقفها وإنسانيته العميقة لأننا لا نعرف جوهر الإنسان إلا عند الشدة : عفت عنه وسامحته بعد أن أقر بخطئه وكان بمقدورها إدانته ، هذا هو معنى القول " العفو عند المقدرة " .
 
نحن عائلة يا أستاذ يحي ، وأنت فينا أخ ومعلم ، نتفق ونختلف لكن قلوبنا طاهرة ، ونفوسنا نقية بإذن الله ، كما قلت ، ونحن نعتز بك وبهذه الأخوة وهذه الصداقة حتى يوم الدين .
 
لا أعرف كيف نعيد للوراق ألقه ودسمه وعمق موضوعاته كما أشرت : رجعت إلى تلك الفترة فوجدتها فترة ذهبية تميزت بمشاركات سراة من الحجم الكبير : أولهم مولانا لحسن بنلفقيه الذي يغيب مضطراً ونتمنى عودة متى توفرت له الظروف المناسبة ، ومن ثم مجموعة من السراة الشباب منهم الأستاذ سعيد الهرغي والأستاذ طه المراكشي والأستاذ محمود الدمنهوري وهي طاقات واعدة وكبيرة لا يمكن أن يقف طموحها على مشاركتها هنا معنا . ثم كان هناك ملف الفلسفة الذي كان متألقاً بفضل مقالات الأستاذ يحي الرفاعي المميزة وتعليقات الأستاذ النويهي الصاخبة والمثيرة للجدل . وكان الأستاذ زهير لا يزال يساهم بموضوعات مهمة كملفه " في الدفاع عن أحمد شوقي " وبالكثير من التعليقات وخصوصاً القصائد البديعة التي شكلت ، في تلك الفترة ، خلفية المشهد والنسيج العاطفي الضروري لأية لحمة إجتماعية حقيقية .
 
فكيف نعيد إلى المشهد حيويته وتألقه ؟ لا أدري ! فهل لديكم جواب أو اقتراح ؟
 
فيما يخص مسألة التقييم ( بالنجوم الحمراء ) : أتفق معك بأنها لا تعبر عن مستوى التعليق ولا عن مدى " شعبيته " لكنها فرصة منحتها الإدارة للقراء بغاية التفاعل مع المقالات المقرؤة وإبداء رأيهم بها لكنها ( برأيي ) لا تستخدم بطريقة سليمة أولاً : لعزوف البعض نهائياً عن التقييم ، وثانياً لإستخدام البعض الآخر المفرط ( وبدون حساب احياناً ) لهذه الميزة . أما التقييم بالنجوم الخضراء فهو مفيد لأنه يضع الموضوع المراد التنويه به موضع الانتباه .
 
وكل عام وأنت بخير أستاذنا الجليل وكل التحية والسلام منا للوالدة الكريمة رعاها الله وحفظها من كل مكروه ، آمين .
 
*ضياء
25 - ديسمبر - 2007
من لسان العرب    كن أول من يقيّم
 
                                                                           الآفةُ
جذرها : أوَفَ
 ومعناها : العاهةُ، وفي المُحكَم(لابن سِيدَهْ) : عَرَضٌ مُفْسِدٌ لما أَصاب من شيء.
ويقال: آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ، وآفةُ العِلْمِ النِّسيانُ.
وطعامٌ مَؤُوفٌ: أَصابته آفةٌ، وفي غير المُحكم: طعام مَأْوُوفٌ. وإيفَ الطعامُ، فهو مَئِيفٌ: مثلُ مَعِيفٍ، قال: وعِيهَ فهو مَعُوهٌ ومَعِيهٌ.
الجوهري: وقد إيف الزرعُ، على ما لم يُسَمَّ فاعله؛ أَي أَصابته آفة فهو مؤوف، مثل مَعُوفٍ. وآفَ القومُ وأُوفوا وإِيفوا: دخلت عليهم آفة. وقال الليث: إِفُوا، الأَلف مُمالةٌ بينها وبين الفاء ساكن يُبَيِّنُه اللفظ لا الخط. وآفَتِ البلادُ تَؤُوفُ أَوْفاً وآفةً وأُوُوفاً كقولك عُوُوفاً: صارت فيها آفةٌ، واللّه أَعلم.
الران
 
الرَّيْنُ: الطَّبَعُ والدَّنَسُ. والرَّيْن: الصَّدأُ الذي يعلو السيفَ والمِرآة. ورَانَ الثوبُ رَيْناً: تَطَبَّعَ. والرَّيْنُ: كالصَّدَإ يَغْشى القلب. ورَانَ الذَّنْبُ على قلبه يَرِينُ رَيْناً ورُيُوناً: غلب عليه وغطاه. وفي التنزيل العزيز: كلا بل رَانَ على قلوبهم ما كانوا يكسبون؛ أَي غَلَبَ وطَبَعَ وخَتَم؛ وقال الحسن: هو الذَّنْب على الذنب حتى يسوادَّ القلب، ورِينَ على قلبه: غُطِّي. وكل ما غطى شيئاً فقد رانَ عليه. ورانَتْ عليه الخمر: غلبته وغشيته، وكذلك النُّعاس ، وقيل: كل غلبة رَيْنٌ؛ وقال الفراء في الآية: كثرت المعاصي منهم والذنوب فأَحاطت بقلوبهم فذلك الرَّيْن عليها. وجاء في الحديث: أَن عمر، رضي الله عنه، قال في أُسَيْفِع جُهَينة لما ركبه الدَّيْن: قد رِينَ به؛ يقول قد أَحاط بماله الدين وعلته الديون، وفي رواية: أَن عمر خطب فقال: أَلا إن الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَينة قد رضي من دينه وأَمانته بأَن يقال سَبَقَ الحاجّ فادَّانَ مُعْرِضاً وأَصْبَحَ قد رِينَ به؛ قال أَبو زيد: يقال رِينَ بالرجل رَيْناً إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ولا قِبَل له به، وقيل: رِينَ به انقُطِعَ به، وقوله فادَّان مُعْرِضاً أَي استدان مُعْرِضاً عن الأَداء، وقيل: استدان مُعْتَرِضاً لكل من يُقْرِضه، وأَصل الرَّيْن الطَّبْعُ والتغطية. وفي حديث علي، عليه السلام: لَتَعْلَمُ أَيُّنا المَرِينُ على قلبه والمُغَطَّى على بصره؛ المَرِينُ: المفعول به الرَّيْنُ، والرَّيْنُ سوادا لقلب، وجمعه رِيانٌ.
 
                                                                                                   صحِبَ
 
اصْطَحَب الرجلان، وتصاحبا، واصْطَحَبَ القوم: صَحِبَ بعضهم بعضاً؛ وأَصله اصْتَحَب، لأَن تاء الافتعال تتغير عند الصاد مثل اصطحب، وعند الضاد مثل اضْطَربَ، وعند الطاء مثل اطَّلَب، وعند الظاء مثل اظَّلَم، وعند الدال مثل ادَّعى، وعند الذال مثل اذّخَر، وعند الزاي مثل ازْدَجَر، لأَن التاء لانَ مَخْرَجُها فلم توافق هذه الحروف لشدة مخارجها، فأُبْدِلَ منها ما يوافقها، لتخفّ على اللسان، ويَعْذُبَ اللفظ به.وحمارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَر يضرب لونه إِلى الحمرة. وأَصْحَبَ: صار ذا صاحب وكان ذا أَصحاب. وأَصْحَبَ: بلغ ابنه مبلغ الرجال، فصار مثله، فكأَنه صاحبه. واسْتَصْحَبَ الرجُلَ: دَعاه إِلى الصُّحْبة؛ وكل ما لازم شيئاً فقد استصحبه؛ وأَصْحَبْتُه الشيء: جعلته له صاحباً، واستصحبته الكتاب وغيره.
وأَصْحَبَ الرجلَ واصْطَحَبه: حفظه. وفي الحديث: اللهم اصْحَبْنا بِصُحْبَةٍ واقلِبْنا بذمة؛ أَي احفظنا بحفظك في سَفَرنا، وأَرجِعنا بأَمانتك وعَهْدِك إِلى بلدنا. وفي التنزيل: ولا هم منا يُصْحَبون؛ قال: يعني الآلهة لا تمنع أَنفسنا، ولا هم منا يُصْحَبون: يجارون أَي الكفار؛ أَلا ترى أَن العرب تقول: أَنا جارٌ لك؛ ومعناه: أُجِيرُك.
 
*د يحيى
27 - ديسمبر - 2007
عالم الموسيقا    كن أول من يقيّم
 
                                                                      عالم الموسيقا

الموسيقا : هي فن الألحان والنغم وما يحيط بهما من نواحي العلم والمعرفة. وتتكون الموسيقا من عناصر أساسية هي:
الإيقاع: وهو النبض الزمني المنتظم الذي يقاس به زمن الموسيقا. وهو عنصر طبيعي ليس فقط في الموسيقا والفنون الأخرى، بل في قوى الإنسان والعالم بأسره.
والإيقاع في الموسيقا هو التقسيم الزمني الذي يكتب رمزه عادة في بداية أول سطر من أي عمل موسيقي. ويكتب هذا الرمز في شكل كسر 2/4 ـ و3/4 أو 5/8. وفي هذا الكسر يمثل المقام الوحدة الزمنية الكبرى، وتساوي أربعة أزمنة؛ أي أربع خبطات قدم على الأرض وتقسيمات تلك الأزمنة أو مضاعفاتها. أما البسط فيمثل عدد الجزئيات الزمنية من هذه الوحدة الكبيرة التي تتكرر في إطار كل مازورة.
وكلمة "مازورة" أصلها فرنسي
Mesure
ومعناها المقاس. وتعني هذه الكلمة في الموسيقا التقسيمات الزمنية المتساوية التي تعترض السطر الموسيقي الذي يتكون من خمسة سطور أفقية. وتحتوي كل مازورة على وحدات متساوية من النبض الإيقاعي المتكرر.
هذا من حيث الإيقاعُ الذي يقاس به طول اللحن ويحدد سرعته. وهناك إيقاع آخر يحدث مترافقاً معه. فلكل لحن إيقاع ذاتي ينتج من اختلاف البعد الزمني بين الأصوات التي يتكوّن منها اللحن، فتكون هذه الأصوات طويلة أو قصيرة.
ويبرز هذا الإيقاع الذاتي في الألحان التي تغنى حيث تحدد مقاطع الكلمات ذلك الإيقاع وتربطه بها.
اللحن: يتكون اللحن من مجموعة من الأصوات المتتالية يخضع تنظيمها إلى رغبة المؤلف. وتختلف هذه الأصوات من حيث الدرجة والزمن في الصعود والهبوط أو القفز على درجات السلم.
وعلى الرغم من هذا الاختلاف، فهي ترتبط فيما بينها بنسبة بُعدها عن بعضها، أي بنسبة موقعها على درجات السلم، مثل: الدرجة الثانية، أو الثالثة، أو الخامسة....
وهذه المِسافة التي تفصل بين صوت وآخر هي التي تحدد صلة القرابة أو التآلف بين مختلف تلك الأصوات. وهذه الصلة هي أساس علم تعدد الأصوات أي "التركيبات الصوتية" أو الهارموني.
جرى العرف على أن تبدأ الألحان وتنتهي من درجة معينة تحدد مقام اللحن، وتبقى هذه الدرجة هي النغم السائد فيه.
التركيبات الصوتية
:"التآلفات" وهو علم أساسي من علوم الموسيقى نشأ من تحديد صلة القرابة أي التآلف أو التنافر بين درجات السلم عندما تُسمع معًا في آن واحد: اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر منها. ولقد كان العرب القدامى أول من عرف تلك التركيبات الصوتية.
السكوت
: للسكوت في الموسيقا علامات زمنية لكل منها قيمة زمنية محددة، وتستعمل لإحداث الفراغ المطلوب وجوده. ومهما طال أو قصر زمن تلك العلامات فهي عنصر ضروري للموسيقا قد تزيد في بلاغتها في التعبير أحيانًا.
العناصر الثانوية

لون الصوت: اللون في الصوت يختلف باختلاف الآلات التي يصدر منها، مع أن عدد ذبذبات هذا الصوت يظل ثابتًا.
مزج الألوان
: فسواء أكان مصدر الصوت حنجرة بشرية أم آلة موسيقية، فإن مزج الألوان يخضع لأصول وعوامل. فالصوت الصادر من حنجرة رجل يختلف لونه ومن ثم شخصيته عن الصوت نفسه إذا صدر من صوت فتاة أو سيدة. وكذلك بالنسبةإلى أصوات الآلات الموسيقية المتنوعة، سواء أكانت من المجموعة الوترية أم الخشبية أم النحاسية.
العناصر الغريبة

الكلمة: تصبح الكلمة في الغناء الفردي أو الجماعي عنصرًا من عناصر الموسيقا، ولو أنها في الواقع غريبة عنها، ذلك بأن الكلمة ولاسيما الشعر يُخضِع الموسيقا لمعانيه وأوزانه.
الحركة
: في الرقص الشعبي أو الباليه تصبح الحركة أيضًا عنصرًا مكملاً أو مُفسرًا للموسيقا المصاحبة له سواء كانت مؤلفة خصيصًا لسرد موضوع أو مسرحية يحل فيها الرقص والموسيقا محل الحوار، كما هو الحال في الباليه، أو كان الرقص تعبيرًا بالحركة عن مضمون موسيقا سابقة التأليف.
والكلمة والحركة عنصران غريبان عن الموسيقا، ولكنهما مرتبطان بها ارتباطًا يرجِع إلى أقدم العصور.
والكلمة والحركة تجعلان الموسيقا تخضع لمضمونهما بجميع عناصرها الأساسية والثانوية، ولكنهما تضيفان إلى الموسيقا إمكانات تعبير أقوى وأكثر فاعلية.
                                                  تعريف الموسيقا ومفهومها عند العرب
الموسيقا قديمة قدم الإنسان، عرفتها جميع الشعوب منذ عصور التاريخ السحيقة وما قبل التاريخ. فهي من مستلزمات الحياة الفردية والاجتماعية لا يكاد يخلو منها زمان أو مكان. وقد أجمعت الدراسات النفسية في كل العصور على أن الموسيقا تلطف المشاعر وترهف الأحاسيس وتسمو بالنفوس وتبعث فيها النشوة والبسمة. وحيث إن الإنسان العربي قديم قدم التاريخ، وإن الآثار كشفت عن وجود ممالك عربية ذات مدنيات خاصة تضارع بابل وآشور، لذلك لا بد لنا من كشف النقاب عن هذا الفن عند العرب.
وهنا يعود بنا التاريخ إلى
العصر الجاهلي حيث اشتهر العرب بفن الغناء والشعر. وإن الشعر الجاهلي بما يبلغه من تطور ونضج ينم على مدى تعلق العرب المبكر بهذا الفن، ويدل على أهميته الكبرى عندهم. ودليلنا في هذا المجال ما قرأناه في أشعار امرئ القيس والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى والأعشى وعنترة وغيرهم. وإن ما يمتاز به هذا الشعر من موسيقا وإيقاع بسبب الأوزان والقوافي قد منح الإنسان العربي ذوقاً رفيعاً في الموسيقا والغناء، وأذناً تتقبل الإيقاعات التي تتفق مع ذوقه الموسيقي.
ثم تطور هذا الفن الموسيقي في ركب الحضارة العربية حتى بلغ ذَروة مجده. وإذا ما تطلعنا إلى هذا التطور، فإننا نذهل لضخامة وقيمة الإبداع الذي أظهره العربي في هذا المجال من إتقان للسلّم الموسيقي والآلات الموسيقية.
اهتم العرب اهتماماً كاملاً بالموسيقا، ونظروا إلى هذه الصناعة نظرة إجلال واحترام، وحظي المجيدون فيها بكل عناية وتقدير. وشغف بها الخلفاء والأمراء والقضاة والفلاسفة والعلماء وأعطوها حقها من الرعاية والتقدير.
والتقدم في الموسيقا يستتبع التقدم في صناعة الآلات الموسيقية، لا سيما لدى شعب عملي كالشعب العربي. فقد حقق العرب منجزاتٍ كبيرةً في علم الحيل وتقنية الآلات، وجعلوا من صناعة الآلات الموسيقية فناً رفيعاً. فهناك عدة وسائل في صناعتها، وهناك دلائل على أن العرب كانوا مبتكرين في هذا المضمار. فزلزل أدخل العود الشبوطي، والزنام أو الزلام رسم آلة هوائية تسمى ناي زنامي أو زلامي. وأضاف
زرياب إلى أوتار العود الأربعة وتراً خامساً، ورتب هذه الأوتار بحيث يعادل كل وتر ثلاثة أرباع ما فوقه. واخترع مضراب العود من قوادم النسر بعد أن كان من مرهن الخشب. وفي أواخر القرن التاسع الميلادي وضع أبناء موسى بن شاكر أسس وقواعد الموسيقا الميكانيكية واستعملوا البريخ الموسيقي لتوزيع الألحان. هذه الموسيقا لم تظهر بوادرها في أوروبا إلا في أواخر القرن السادسَ عشرَ الميلادي. وفي القرن العاشر الميلادي ابتكر الفارابي الربابة والقانون. واشتهر العباس وأبو المجد بصناعة الأرغن. وأما صفي الدين عبد المؤمن الأرموي فقد اخترع القانون المربع المسمى نزهة وآلة أخرى تسمى المغنى
.
عن موقع الحكواتي: 
 AL Hakawati.com
 
 
*د يحيى
28 - ديسمبر - 2007
 29  30  31  32  33