....ألا انجلي كن أول من يقيّم
ما إعراب الياء ؟ ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ ( انجلي ) : انكشِفْ ، فهو فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وهو الياء . أمّا الياء الثابتة ، فهي مزيدة لإشباع كسرة اللام ، وذلك ؛ لِضرورة الشعر ، قال الفرّاء : العرب تصل الفتحة بالألف ، والكسرة بالياء ، والضمة بالواو ، فمِن الأول قوله تعالى : " سنقرئك فلا تنسى " فلا ناهية جازمة للفعل بعدها ، والألف صلة لفتحة السين ، ومن الثاني قول قيس بن جذيمة العبسي: ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد فالياء صلة لكسرة التاء في ( يأتيك ) فكان مقتضى القياس حذفها ، ولكنها ثبتت لضرورة الشعر ومن الثالث قول الشاعر : هجوت زبان ثم جئت معتذراً من سبّ زبان لم تهجو ولم تَدَعِ فالواو صلة لضمة الجيم في ( تهجو )] . ( من فتح الكبير المتعال ، إعراب المعلّقات العشر الطوال ، تأليف الشيخ محمد علي طه الدُّرّة ، صفحة 106) . وللعلم ، فللشيخ الجليل : ( إعراب القرآن وبيانه ) ، وقد أبدع فيه وأفاد ... (ينظر : شرح الرضي على كافية ابن الحاجب ، القسم الثاني ، المجلّد الثاني ،صفحة 822 ، تحقيق د/ يحيى مصري ، ومعاني القرآن1/161، و الإنصاف1/30 ، والخصائص1/316 ، والأمالي الشجرية1/126 ، والمقرّب1/50 ،203 ،وضرائر الشعر45 ، وشرح شواهد الشافية408 ، والجُمَل373 ، والحُلَل411 ، وإيضاح الشعر ق53/أ ، 102/ب ، والخزانة 8/361 هارون ، وسر الصناعة1/89 ، والفصول والغايات للمعرّي ،( ط محمود أحمد زناتي ، مصر 1938م ) ، والإيضاح في علل النحو ص104 ، والإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب للفارقي ص170 ) . رحم الله أبا سعيد زين الدين شعبان بن محمد الآثاري القائل : ضرورة الشاعر تمحو ما وجبْ على الذي يتبع أوزان العربْ وهي ثلاث فاغتنم الإفادهْ الحذف والتغيير والزيادهْ ( كفاية الغلام في إعراب الكلام ، صفحة14 ) . [قوله تعالى: "سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ" الآية. هذه الآية الكريمة تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ينسى من القرآن ما شاء الله أن ينساه – وقد جاءت آيات كثيرة تدل على حفظ القرآن من الضياع كقوله تعالى: "لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ" وقوله: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ". والجواب أن القرآن وإن كان محفوظاً من الضياع فإن بعضه ينسخ بعضاً وإنساء الله نبيه بعض القرآن في حكم النسخ فإذا أنساه آية فكأنه نسخها ولا بد أن يأتيَ بخيرٍ منها أو مثلِها. كما صرح به تعالى في قوله: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا". وقوله تعالى: "وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ". وأشار هنا لعلمه بحكمة النسخ بقوله: "إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى".]( من كتاب: دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للعالِم المحقق محمد الأمين الشّنقيطي رحِمَه الله تعالى رحمة واسعة ) . إشباع الحركة صرح علماء العربية بأن إشباع الحركة بحرف يناسبها أسلوبٌ من أساليب اللغة العربية ولأنه مسموع في النثر ن كقولهم : كلكال وخاتام وداناق ، يعنون كلكلاً وخاتماً ودانقاً . ومثله في إشباع الضمة بالواو ، وقولهم : برقوع ومعلوق ،يعنون برقعاً ومعلقاً . ومثال إشباع الكسرة بالياء قول قيس بن زهير : ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد فالأصل ك ألم يأتك ؛ لمكان الجازم . وأنشد له الفرّاء : لا عهد لي بنيضال أصبحت كالشن البال ومنه قول امرئ القيس : كأني بفتحاء الجناحين لقوة على عجل مني أطأطئ شيمالي ويروى : صيود من العقبان طأطأت شيمالي . ويروى : دفوف من العقبان.... ويروى : شملال بدل شيمال وعليه فلا شاهد في البيت ، إلا أن رواية الياء مشهورة . ومثال إشباع الضمة بالواو قول الشاعر : هجوت زبّان ثم جئت معتذراً من هجو زبان لم تهجو ولم تَدَعِ ويروى : من سَبّ زبّان . وقول الآخَر : وإنني حيثما يثني الهوى بصري من حيث ما سلكوا أدنو فأنظور يعني : فأنظُرُ . وقول الرّاجز : لو أن عمراً عم أن يرقودا فانهض فشد المئزر المعقودا يعني : أن يَرقدا . ويدل لهذا الوجه قراءة قنبل: " لَأقسم بهذا البلد " بلام الابتداء وهو مروي عن البزّي والحسن . |