البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : كناشة الفوائد و النكت    قيّم
التقييم :
( من قبل 6 أعضاء )

رأي الوراق :

 جمال 
21 - مارس - 2007
انا جديد عندكم وأعجبني الوراق فأردت أن أتحفكم بكُناشي ،
ولكن ما الكناشة?
قال صاحب التاج :(الكناشة:الأوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط. يستعمله المغاربة.)
فسأذكرُ من غير ترتيبٍ فوائدَ ونكتاً من أنواع شتى من المعارف و الطرائف .
 
1)_ قال بهاء الدين ابن النحاس الحلبي :كما في ترجمته في "بغية الوعاة" للسيوطي:
 
الـيـوم  شئٌ وغداً iiمثله من نُخب العلم التي تُلتقط
يـحصلُ المرءُ بها iiحكمةً وإنما السيل اجتماع النقط.
 23  24  25  26  27 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
توثيق نص    كن أول من يقيّم
 
من بشارات العهد القديم
بمولد النبي الكريم
عليه أفضل الصلاة والتسليم
د. جمال الحسيني أبوفرحة
أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة طيبة بالمدينة المنورة

لقد كان لعلمائنا الأجلاء باع طويلة في الكشف عما تحتويه الأسفار المقدسة لدى أهل الكتاب من بشاراتسيدنا محمد –صلى الله عليه وآله وسلم - وقد اشتهر أمر بعض هذه البشارات وذاع، وكان لها عميق الأثر في هداية كثير من أهل الكتاب. وفي ترسيخ الإيمان في قلوب كثير من شبابنا.
وفي هذه العجالة آثرت الحديث عن بشارة لما يشتهر أمرها بعد؛ فللجدّة إثارة تجذب الأسماع والأبصار، آملاً أن تأتي بثمرها الطيب في شبابنا وإخواننا في الخَلْق والإيجاد من أهل الكتاب.
وقد وردت هذه البشارة على لسان سيدنا موسى – عليه السلام - في أحد الأسفار التي لم يشتهر أمرها، فقد ظل مخبوءاً قروناً متعددة حتى تم اكتشافه سنة1861م في مدينة "ميلانو " الإيطالية، وهو سفر "وصية موسى" ، وتعود مخطوطة هذا السفر إلى القرن السادس الميلادي، وقد كتب باللاتينية عن أصل عبري أو آرامي يرجّح العلماء عود تاريخ كتابته إلى بدايات القرن الأول الميلادي على يد طائفة من اليهود عرفوا بالأسينيين، وقد قام أ. " موسى ديب الخوري" بترجمته إلى اللغة العربية، ونشرته دار الطليعة بسورية ضمن مخطوطات قمران سنة 1998.
في هذا السفر يبشرسيدنا موسى – عليه السلام - بمولد النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم محددًا تاريخ مولده – صلى الله عليه وسلم - وذلك في حديثه مع خليفته "يشوع" الذي يقول فيه: " وأنت يا يشوع يا ابن نافي، احفظ هذه العبارات وهذا الكتاب، لأنه منذ موتي ... وحتى مجيئه سيمر مئتان وخمسون زمناً"  (15-11:X).
ولن أتجاسر وأقول ماذا يقصد سيدنا موسى – عليه السلام - بقوله : "مئتان وخمسون زمنًا"، اعتماداً على فهمي كمتخصص في مجال الأديان، ولكني سأدع أحد كبار علماء أهل الكتاب هو الذي يحدد ماذا يقصد سيدنا موسى عليه السلام من ذلك، وهو العلامة إرنست ماري لابروساز" الذي قام بتحقيق هذا السفر ودراسته؛ حتى يكون الشاهد على صدق نبيّنا منهم لا مِنّا؛ فتكون الدلالة على صدقه صلى الله عليه وسلم أبلغ وأحرى بالقبول.
يقول "إرنست ماري لابروساز"  في تحقيقه لهذا السفر: إن المقصود بمئتين وخمسين زمناً: "على الأرجح مئتان وخمسـون أسبوعاً من السنوات أي (250 × 7 = ) ألفاً وسبع مِئة وخمسين سنة".أي؛ أن ذلك المنتظر سيأتي في الأسبوع ال 251 ؛أي بعد وفـاة موسى – عليه السلام - بحوالي 1750 :1757 سنة.ومن المدهش أن نبي الإسلام محمداً صلى الله عليه وسلم بحسَب أغلب الروايات ولد حوالي عام 570م تقريباً؛ أي في نفس التاريخ الذي أشار إليه موسى – عليه السلام -لأنه إذا كان خروج موسى – عليه السلام – من مصر كما تحدده مقدمة الكتاب المقدّس (طبعة دار المشرق ببيروت) كان ما بين سنة 1250 و 1230 ق.م تقريباً، وكان موسى- عليه السلام - على أرجح الآراء لم يدخل أرض الميعاد، ومات في أواخر زمن التيه، إذًن لابد أن يكون موسى- عليه السلام - قد مات بعد قرابة أربعين عاماً من ذلك التاريـخ (زمن التيه ، كمـا ذكـر القرآن في سـورة المائـدة: 26 وسفر العدد 14 : 33 ) ، إذن : 1250 – 40 = 1210 أو 1230 – 40 = 1190 ، إذًن فقد مات موسى عليه السلام ما بين سنة 1210 ق.م وسنة 1190 ق.م تقريباً .
فإذا كان مجيء ذلك المنتظر قـد حدده موسى - u - بعد هذا التاريخ بحوالي 1750 : 1757 سنة ؛ فهو إذًن لابد أن يكون حوالي سنة: 1757 – 1190 = 567 م أو حوالي سنة: 1750 – 1190 = 560م أو حوالي سنة 1757 – 1210 = 547 م أو حوالي سنة:1750 – 1210 = 540 م ؛ أي فـي الثلث الأوسط من القرن السادس الميلادي تقريباً. فصَدَق موسى في نبوءته وصَدَقَ محمدٌ في دعوته، جعلنا الله معهما من الصديقين ، عليهما صلاة الله وسلامه أجمعين.
 
*د يحيى
22 - أكتوبر - 2007
سرور واطمئنان قلوب    كن أول من يقيّم
 
الجمع بين الحياتين
ياسراة الورّاق : تحياتي لكم ...
إذا أردتم أن تجمعوا بين الحسنيين وتتعلموا وتتثقفوا وتزينوا ثقافتكم النافعة لكم ولأبنائكم على المستوى العالمي ، فتفضّلوا زائرين مُرَحَّباً بكم إلى هذا الموقع العجيب :
amrmosa@yahoo.com
 
*د يحيى
22 - أكتوبر - 2007
إعراب بيت من الشعر.    كن أول من يقيّم
 
إعراب آية كريمة
" ولقد علموا لَمَن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق " ( البقرة/102).
الواو بحسب ما قبلها . لقد : اللام حرف ابتداء . قد : حرف تحقيق .
علموا : فعل  ماض مبني على الضم ؛ لاتصاله بضمير رفع ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . والألف فارقة .
لَمَن : اللام لام القسم . مَنْ : اسم موصول بمعنى الذي ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
اشتراه : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر . والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره " هو" . والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
ما له : ما : حرف نفي . له : اللام : حرف جر . والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف .
في الآخرة .في : حرف جر. الآخرة: اسم مجرور بِ" في"، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره . والجاروالمجرور متعلقان بحال من" خلاق" .
من خلاق : من : حرف جر زائد . خلاق : اسم مجرور بِ" من" لفظاً ،مرفوع محلاً على أنه مبتدأ .
- جملة علموا : ابتدائية لامحل لها من الإعراب ، وهي جملة فعلية .
- جملة اشترى مع الفاعل المستتر : صلة الموصول الاسمي لا محل لها من الإعراب ، وهي جملة فعلية .
- جملة ماله في الآخرة من خلاق : في محل رفع خبر " مَنْ" ، وهي جملة اسمية .
تذكير : لام الابتداء هي من المعلِّقات ؛ أي : التي تعلّق الأفعال عن أخذ مفعولين . ومن المعلِّقات أيضاً لام القسم .
 
إعراب بيت من الشعر
قال ذو الإصبع العدواني :
إني- لعمرُك- ما بابي بِذي غَلَقٍ      عن الصديق ، ولا خيري بِممنون
إنيِ: إنّ : حرف مشبّه بالفعل ينصِب الأول ، ويرفع الثاني . والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم " إنّ" .
لَعَمرُك : اللام : حرف ابتداء . عَمْرُ : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. وهو مضاف . والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه . والخبر محذوف وجوباً ،
تقديره : قَسَمي .
ما بابي : ما : نافية حجازية تعمل عمل "ليس" . بابي : اسم "ما" مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء . وهومضاف .
وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
بذي : الباء : حرف جر زائد . ذي : اسم مجرور لفظاً ، منصوب محلاً على أنه خبر " ما" الحجازية ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة . وهو مضاف .
غَلَقٍ : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
عن الصديق : عن : حرف جر . الصديق : اسم مجرور بِ " عن" وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره . والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة لِ " غَلَق" .
ولا : الواو : حرف عطف . لا : حرف زائد ؛ لتوكيد النفي .
خيري : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ؛ منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء . وهو مضاف . والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
بممنون : الباء : حرف جر. ممنون : اسم مجرور بالباء لفظاً ، مرفوع محلاً على أنه خبر المبتدأ .
-( إني ما بابي بذي غلق) : استئنافية لا محل لها من الإعراب . وهي جملة اسمية .
- ( ما بابي بذي غلق) : في محل رفع خبر " إنّ" . وهي جملة اسمية .
- لعَمرُكَ وخبرها المحذوف : اعتراضية لا محل لها من الإعراب . وهي جملة اسمية .
- خيري بممنون : معطوفة على جملة : " ما بابي بذي غلق : فهي مثلها في محل رفع ، وهي جملة اسمية .
الأدوات : إني : إنّ : للتوكيد . لعمرك : اللام للابتداء. ما : حرفية نافية للمستقبل . بذي : الباء: حرفية زائدة للتوكيد . عن الصديق : عن : للمجاوزة . الصديق : " أل " : جنسية . ولا : الواو عاطفة لمطلق الجمع . لا : زائدة لتوكيد النفي . بممنون : الباء زائدة للتوكيد.
فائدة : ( أصبع ) : هذه مثلثة الهمزة ، ومثلثة الباء[ فتح الهمزة وضمها وكسرها . وكذا الباء ]. ( يُنظر الدُّرَر المبثّثة في الغُرَر المثلثة) للفيروز آبادي، تحقيق د/ علي حسين البواب) .
*د يحيى
22 - أكتوبر - 2007
مع محبتي لأهل الشام    كن أول من يقيّم
 
المشاغل الكثيرة هي التي تعيقني عن التواصل ومتابعة الدخول الى المجالس بشكل يومي. هذه الظهيرة دخلت المجلس، فوقع نظري على ما كتبه استاذنا الجليل يحيى مصري في كناشته النافعة. لي بعض الملاحضات ارجو أن يتسع لها صدر أستاذي:
 
لبعض المشايخ رأى مازال نافذا ومعمولا به عند الكثير من ارباب العلم وعامة الناس ان الصلاة على الآل مادامت شعارا لطائفة معينة فالمستحب تركها دفعا لشبهة الاشتراك معهم في نواياهم المنعقدة على حصر ذلك في أئمة الشيعة الاثني عشرية! للعلم فقط فالشيعة يتوجهون الى قبلة السنة، يصلون الصلوات الخمس مثلهم، ويحجون البيت كذلك، ويصومون رمضان مع الاختلاف في بعض التفاصيل، ولايعرفون غير هذا المصحف الذي بين ايدي المسلمين جميعا. ولعنة الله على كل من يتخذ غيره قرآنا أو يتعبد بغيره. وقد خاب من افترى، فضيحة في الدنيا، وخزي يوم القيامة.
 
أما ان يسمي الامام علي او الحسن والحسين عليهما وعلى ابيهما السلام اولادهم بأسماء الصحابة رصوان الله عليهم اجمعين، فهذا ديدن اهل البيت وخلقهم ودليل محبتهم لصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ويكفي أن أشير هنا وبعجالة، أن أصحاب الامام علي كانوا وهم في معمعة الحرب وشدة القتال مع اهل الشام، ومحاول الطرف الآخر استفزازهم بقولهم: معنا الطيب ابن الطيب- يريدون بذلك عبيد الله بن عمر الذي كان احد قادة جيش معاوية بن ابي سفيان- فكان جواب أصحاب علي: بل معكم الخبيث ابن الطيب. هؤلاء هم شيعة علي الاوائل وهذه هي أخلاقهم. رضوان الله عليهم اجمعين.
 
أما الذين طعنه اعداهه من المنافقين ومدعي التشيع لآل البيت، فهو الحسن بن علي لا الحسين بن علي. واظنه مجرد سهو او زلة قلم.
 
اما شمربن ذي الجوشن، فكان لا يستفر على موقف او عقيدة. له قدم في البيت العلوي وأخرى البيت الاموي. وأظن أن قرآة تاريخه وتاريخ أبيه من قبله، توضح لنا أنه ممن كان( يأكل من كل الدكاكين)
وأما ما عرف وشاع على السنة الشيعة قبل السنة من ان اهل الكوفة هم أهل غدر ونفاق، لا يزيد شيئا على الروايات الموضوعة في مدح الشام واهلها- علم الله اني أحب الشام واهلها. فهم ليسوا بحاجة الى وضع الاحاديث في مدحهم كما ان الصحابة بما فيهم أهل البيت ليسوا بحاجة الى مثل هذه الاكاذيب. لكن لكل نحلة وطائفة تجار ومرتزقة. قطع الله اعناقهم قيل ارزاقهم. كانت الكوفة أكبر قاعدة عسكرية منذ الفتح العربي لها في خلافة الفاروق رضي الله عنه. ومنها انطلقت جحافل المسلمين لفتح المشرق الاسلامي. كما كانت مهدا لمختلف الاديان والنحل وتشابكت القروق فيها واختلفت الدماء. وبدا فيها الصراع القبلي والسياسي منذ ذلك الحين، حتى سئم الخليفة عمر من شكوى أهلها وتذمرهم من ولاتهم وكانوا من كبار الصحابة، أمثال أبي موسى الاشعري وعمار بن الياسر. فتعاقب عليها الولاة وشهدت الاضطرابات والفتن منذأواخرعهد عثمان رضي الله عنه. فكانت الكوفة واحدة من ثلاثة أمصار اسلامية وهي مصر والبصرة والكوفة ثارت على سياسة بني أمية كانت نتيجتها مقتل الخليفة الثالث.أما علي فقد رحل اليها مضطرا بعد خروج طلحة والزبير، ورفض معاوية البيعة لمطالبته بدم عثمان. وأما الذين كانوا مع علي ليسوا باجمعهم كانوا شيعة له أو لابنائه من بعده. يكفي ان نعرف أن قائد ميمنته في صفين الاشعث بن قيس وهو سيد كندة وربيعة كان من أعداء علي. فقد كان واليا لاذربيجان في عهد عثمان، وبعد مقتله قرر الالتحاق بمعاوية في الشام لولا نصيحة حجر بن عدي الكندي له أن لا يفضح قومه. فالتحق بعلي وقد اضمر في نفسه اثارة الكوفة ضده كما ذكر بن حبان في تاريخه. وهذ الرجل متهم بالتواطؤ مع بن ملجم في قتل علي كما أن ابنته جعدة وكانت زوجة للحسن بن علي متهمة هي أيضا بقتله في السم...
هذ ما يحضرني على عجالة، فعذرا ان أخطاتُ أو سهوت. جمع الله كلمة المسلمين. وهدانا الى سراطه المستقيم
صادق السعدي
22 - أكتوبر - 2007
وفقنا الله وإياكم    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم يا أخي الفاضل وتشرفت بكم . لا شك في أنّ المؤمن مرآة أخيه . الذي قيّدته في دفتري منذ خمسة وعشرين عاماً هو أنّ الحسين بن علي عليهما السلام ورضي الله عنهما وأرضاهما قد طعنه
شيعته بخنجر في فخذه وسمّوه بِمذلّ المؤمنين . ثم قد ذكرت : ( بحار الأنوار للمجلسي 44/24 ، ودلائل الأئمة للطبري الإمامي ص 64) . فإمّا أنني سهوتُ فزلّ قلمي فعلاً في ذلك الوقت ، وإمّا أنّ معلوماتك
التاريخية تقول بما قلت . الذي أطلب إليك أستاذي الكريم أن تنظر في المرجعين الآنفَيْ الذكر ، وتتأكد ، ومن يدري ؟ فلعلّ زلة الطباعة وقعت في الكتابين ! ، ثم - كما ترى- : حسن ، وحسين . ومع ذلك
فأنا ابن الستين في حيرةٍ من أمري : أريدك أن تدخل إلى هذا الموقع :
 
لكي تستمع وتنصت وتشاهد بعضهم كيف يسموننا بكريين، ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان ، وكيف يقولون : ليس عندنا مشكلة مع اليهود ، وكيف يصرّحون بأنّ عدونا اللدود عمر أولاً وأبو بكر ثانياً والشيطان ثالثاً ثم يقولون : هؤلاء في قعر جهنم ....أسأل الله بأسمائه وصفاته وبحبه للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبحبه لآل بيته أن يهدينا سواء السبيل ، وهمسة في آذان السبّابين : زيد بن عمربن
الخطاب ،أمه أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي عليه السلام وكرم الله وجهه ورضي الله عنه . كان يفخر بأخواله: الحسن والحسين ، ويعتز بأجداده : عمر وعلي . إن الله خلقنا لعبادته ، ولم يخلقنا للدفاع
عن باب مدينة العلم وسيد القضاة والقضاء . أقول : اِبكِ يا يحيى على نفسك وعلى خطيئتك . بارك الله فيك يا أستاذي الفاضل وأكثر أمثالك . واعذرني بعد هذه الرسالة إنْ لذتُ بالصمت فإني أحب أن أكون
صافياً كصفاء لبن نهر الجنة . وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
*د يحيى
22 - أكتوبر - 2007
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته استاذي الكريم    كن أول من يقيّم
 
استاذنا العزيز كنتَ قد وجهتني الى موقع(مهتدون) فوجدت العبارة بنصها عند المجلسي ص 44-34 ودلائل الامامة للطبري ص64 وفيها تأكيد لما ذهبتُ إليه من ان الحسن بن علي هو من طعنه بعض اصحابه وسموه مذل المؤمنين. واذا كانت قفا نبكي اشهر ما حفظه الشعراء، فقصة الحسن هذه اشهر ما يحفظه أرباب التاريخ. وفقكم الله لكل خير. وجل من لا يسهو.
صادق السعدي
23 - أكتوبر - 2007
لمن هذا البيت ؟    كن أول من يقيّم
 
لمن هذا البيت ؟
                          إذا أنت لم تنفعْ فَضُرَّ فإنما        يُرادُ الفتى كيما يَضُرُّ وينفعُ
الشاهد أنّ ( يضرّ) بالرفع ، و( ما) : كافة ، وقيل : مصدرية ، و(كي):جارّة ؛ أي : لمضرّته ومنفعته .( يُنظر خزانة الأدب للبغدادي8/498، والمغني 241، ومعاني القرآن للأخفش1/124،وهمع الهوامع للسيوطي2/5).
1- البيت للشاعر قيس بن الخَطيم ( زيادات ديوانه : 80).
2-و يُعزى إلى النابغة الجعدي ( ذيل ديوانه : 246).
3- وعزاه البحتري في الحماسة : 213 إلى عبد الله بن معاوية [ نقله وضبطه لويس شيخو ، ط3 ، دار الكتاب العربي ، بيروت ،سنة1967).
4- وقيل : البيت للنابغة الذبياني ، ولم أعثر عليه في ديوانه .
 
مُعاق أو مَعُوق أ و مُعَوَّق
في : 1- محيط المحيط لِبطرس البستاني
       2- والمنجد لِ ( لويس معلوف)
نجد الفعل ( أعاقَ ) : و المبني للمجهول أُعيقَ ، واسم المفعول : ( مُعاق ) .
  أمّا في المعجمات القديمة : لسان العرب ، والقاموس المحيط ، والمصباح المنير ، فإننا لا نجد الفعل ( أعاقَ ) ، وكذلك لا نجد هذا الفعل في ( المعجم الوسيط ) ، بل نجد الفعل : ( عاقَ ) .
والفعل المبني للمجهول إمّا ( عُوِّقَ ) ، واسم المفعول : مُعَوَّق ، قال تعالى : " قد يعلم الله المعوِّقين منكم " . الآية .
وإمّا ( عِيقَ ) ، واسم المفعول : مَعُوق.
تذكير : لا تنس أن اسم المفعول يُصاغ من الفعل المبني للمجهول ، ولهذا قلنا:أعيقَ ،و عُوِّقَ ، وعِيقَ .
أنواع الناس
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إن من الناس مفاتيحَ للخير  مَغاليقّ للشر، وإنّ من الناس مَفاتيح للشر مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ، وويلٌ لمن جعل الله مّفاتيح الشر على يديه". ( صحيح سنن ابن ماجه1/46) .
 
قضاء حاجات الناس
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إنّ لله أقواماً يختصُّهم بالنِّعَم لمنافع العباد ويُقِرُّهم فيها ما بذلوها ، فإذا منعوها نَزَعها منهم فَحَوَّلَها إلى غيرهم " . ( سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/295).
 
*د يحيى
23 - أكتوبر - 2007
مراجعة وتذكرة    كن أول من يقيّم
 
 
  صواب قراءة الآية : ( قد يعلم اللهُ المُعَوِّقين منكم ) بصيغة اسم الفاعل وليس كما ضُبِطت في التعليق السابق .
  وبالله التوفيق . 
*منصور مهران
24 - أكتوبر - 2007
مرحى    كن أول من يقيّم
 
التوكيد بالنفس والعين
إنهما ينفردان عن سائر ألفاظ التوكيد بجواز جرّهما بباءٍ زائدة .( المرادي على الألفية 3/158).
التمييز المنصوب
إنّ إفراد التمييز المنصوب في باب العدد لازمٌ عند الجمهور . وأجاز الفرّاء أن يكون جمعاً . ( البحر المحيط 1/229) .
هَيَّ أو هَيَّما
من العرب مَن يتعجّب بِ : هيّ ، وشَيَّ ، وفَيَّ يزيد (. ومنهم مَنْ ما) فيقول : يا هيّما ، ويا شَيَّما ،
 ويا فَيّما ؛ أي : ما أحسَنَ هذا !! . وقيل هو تَلَهُّف . وقد ذكر كبير علماء القرن الرابع الهجري أبو علي الفارسي في ( الشيرازيات ق/151 أ ) أنّ أحمد بن يحيى  أنشد:
     يا هيّما لِسَيْرِنا يا هيّما ........قال يتعجب؛ يعني بقوله : يا هيّما .
هذا ، وفي هامش ديوان حُمَيْد بن ثور قوله :
 ألا هَيَّ مَنْ لم يدرِ ما هُنّ هَيَّما    وَوَيْلٌ امِّ مَنْ لم يدرِ ما هُنَّ وَيْلَ . ( ص7 ،تحقيق الميمني).
ناقة تَرَبُوت
أي ؛ هي مُذَلَّلَة . وأصلها : دَرَبُوت ، ووزنُها الصرفي : فَعَلُوت من الدّرْبة . فالتاء بدل من الدال .
ما أسْوَدَ شَعرَهُ !
قال الفرّاء : " ...وحُكِيَ عن بعض مَنْ لقي العرب أنه سمِع العرب يقولون: " ما أسوَدَ شَعرَهُ " ! ( شرح عُمدة الحافظ ص747) .
تَرَبِّ الكعبة
حكاها الأخفش عن بعضهم . ( شرح الكافية الشافية2/792، ورصف المباني في حروف المعاني للمالَقي ط2 ،ص247 ، تحقيق أخي الصديق أحمد محمد الخرّاط ، وابن الناظم ص141 ،وشرح عمدة الحافظ ص270).
التوكيد والتأكيد لغتان
لأنّ التصريف قد جاء بالتركيبين ، فدلّ على أنهما أصلان . وما زعم الزجّاج بأنّ الهمزة بدلٌ من الواو ليس بجيّد .( البحر5/528).
تِلاد
أصلها : وِلاد . ( الإبدال لابن السِّكِّيت، ص139).
تَلانْ
حكى أبو زيد : حسبُكَ تلان ، يريد الآن . (سر الصناعة ا/166،ط د/هنداوي، وتأويل مشكل القرآن ص531) .
تسكين المضارع المرفوع
ذكر سيبويه أنّ هذا التسكين بابه الشعر : فاليوم أشرب غيرمستحقب*....
 ( الكتاب2/297 ب)!!! .
أبو عمَرو بن العلاء : قارئ البصرة ، وأحد القُرّاء السبعة قرأ بالتسكين : " إنّ الله يأمرْكم..."
(البقرة/67) ، وذكر أنّ ذلك لغة تميم . ( البحر2/88).
مَرْحى ، وبَرْحى
( مرحى) : تقال عند الإصابة في الرمي . ويقال : ( بَرْحى) : عند الخطأ . ( الفيصل في ألوان الجموع ، ص242).
*د يحيى
24 - أكتوبر - 2007
إنجيل برنابا : أنا في شوق ...    كن أول من يقيّم
 
أنا في غاية الشوق إلى الجديد في ( إنجيل برنابا) عند د/أحمد إيبش.
 إنجيل برنابا
د/ منقذ السقار- مكة المكرّمة –شوال ،عام 1423
 
كثيراً ما يتردد على الألسنة ذكر هذا الإنجيل المثير، الذي ينسب لأحد أخص تلاميذ المسيح، وهذا الإنجيل يخالف سائر الأناجيل الأربعة في أمور جوهرية ، منها نقضه لدعوى ألوهية المسيح، وتأكيده نجاة المسيح من الصلب، وتنديده ببولس، ورفضه لتبشيره، وكذا تصريحه ببشارة عيسى عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم في مرات متعددة .

                               
من هو برنابا ؟
برنابا هو أحد حواريي المسيح ، واسمه يوسف بن لاوي بن إبراهيم  يهودي من سبط لاوي من قبرص ، باع حقله وجاء ووضعه عند أرجل تلاميذ المسيح ( انظر أعمال /36 – 37 )، عرف بصلاحه وتقواه ، ويسميه سفر الأعمال" يوسف الذي دعي من الرسل برنابا " ( أعمال 4/36 ).
ولما ادعى بولس أنه رأى المسيح وعاد إلى أورشليم يتقرب إلى التلاميذ، تولى برنابا تقديمه إلى التلاميذ ( انظر أعمال 9/27 ) وقد ذهب برنابا للدعوة في أنطاكية .. "ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب ، لأنه كان رجلاً صالحاً وممتلئاً في الروح القدس والإيمان ، فانضم إلى الرب جمع غفير " ( أعمال 11/22 – 24 ).ثم خرج إلى طرسوس ودعا فيها مع شاول ( بولس ) سنة كاملة
 ( أعمال 11/25 - 26)، ثم تشاجر مع بولس وافترقا ( أعمال 15/29 ) وبعد هذا الشجار اختفى ذكر برنابا من العهد الجديد . وذكر المؤرخون أن وفاته كانت سنة 61م في قبرص، حيث قتله الوثنيون رجماً بالحجارة، ودفنه ابن أخته مرقس الإنجيلي .

             
ثبوت وجود رسائل وإنجيل منسوب لبرنابا
تنسب المصادر التاريخية إلى برنابا إنجيلاً ورسالة وكتاباً عن رحلات وتعاليم الرسل ، وقد عثر العالم الألمانى تشندروف ( 1859 م ) على رسالة برنابا ضمن المخطوطة السينائية التي عثر عليها ، مما يشير إلى اعتبارها رسالة مقدسة فترة من الزمن .
لكنّ أياً من رسائله وكتاباته لم تعتبر مقدسة ، وهنا نعجب كيف اعتبرت رسائل بولس ولوقا اللذين لم يريا المسيح؟ ولم تعتبر أقوال برنابا الذي سبقهم بالإيمان وبصحبة المسيح !!
وقد صدر سنة 366م أمر من البابا دماسس بعدم مطالعة إنجيل برنابا وكذلك مجلس الكنائس الغربية سنة 382م، كما صدر مثله عن البابا أنوسنت 465م، كما أنّ البابا جلاسيوس الأول حرّم سنة 492م مطالعة بعض الأناجيل، فكان منها إنجيل برنابا .

                   
العثور على نسخة من إنجيل برنابا
لقداختفى ذكر إنجيل برنابا قروناً طويلة حتى عثر الراهب الإيطالي فرامينو في أواخر القرن السادسَ عشرَ على نسخة منه في مكتبة البابا سكتس الخامس في الفاتيكان ، فأخفاها وخرج بها ثم أسلم ، وانقطع ذكر هذه النسخة.
وفي سنة 1709م عثر كريمر أحد مستشاري ملك روسيا على النسخة الوحيدة الموجودة اليوم من إنجيل برنابا، والتي استقرت سنة1738م في البلاط الملكي في فيينا ، وتقع في 225 صفحة سميكة مجلة مكتوبة بالإيطالية.
وقد ترجمت إلى العربية في مطلع هذا القرن على يد الأستاذ خليل سعادة ، وقدم للترجمة بمقدمة نستعين بها في معرفة أصول هذه النسخة ، وقد ذكر وجود ترجمة أسبانية تناقلها عدد من المستشرقين في أوائل القرن الثامن عشر ، وانتهت إلى يد الدكتور هوايت الذي ذكر بأنها مترجمة عن نسخة البلاط الملكي الإيطالية ، وأن مترجمها للأسبانية مسلم يدعى مصطفى العرندي ، واختفت هذه النسخة عند الدكتور هوايت .
 فمن هو كاتب نسخة البلاط الملكي الوحيدة ؟ ومن هو كاتب الإنجيل ؟

                  
وصف المخطوطة الوحيدة للإنجيل
أما بخصوص النسخة الوحيدة فإنها كما يصفها خليل سعادة مجلدة بصحيفتين عليهما نقوش ذهبية..ويرى المحققون أن ناسخ هذه المخطوطة من أهالي البندقية في القرن 15 - 16 أو أوائل القرن السابع عشر ، وأنه أخذها من نسخة توسكانية أو بلغة البندقية ، وتطرقت إليها اصطلاحات توسكانية .
ويذهب الكاتبان " لو تسدال " و " لو راواغ " إلى أن النسخ تم سنة 1575م تقريباً ، وأنه من المحتمل أن يكون الناسخ فرامينو الراهب .
ويوجد على هوامش النسخة ألفاظ وجمل عربية بعضها صحيح العبارة، وبعضها ركيك لا يتصورالأستاذ سعادة أن " يفعله كاتب عربي تحت الشمس ".
ويرجح سعادة أن الكاتب لهذه الهوامش واحد، وأنه عربي، وأن الناسخ بدّل وغير في النسخة ، فنتج هذا الاضطراب في العبارات العربية ، ويجزم سعادة أن هذه النسخة نسخة منقولة عن أصل آخر لها .
[ أسترعي انتباهكم : الأستاذ خليل سعادة مسيحي ].


 
موقف المسلمين من إنجيل برنابا وعلاقتهم بتأليفه
وبخصوص كاتب الإنجيل، أراد النصارى إلصاق هذا الإنجيل بالمسلمين ، من غير أن يكون لديهم دليل واحد يثبت ذلك، أو يحدد اسم هذا المسلم الألمعي العارف باليهودية وكتبها.
وبعد قراءة سعادة للإنجيل رجح – من غير أن يقدم أدلة شافية - أن كاتبه " يهودي أندلسي اعتنق الدين الإسلامي بعد تنصره واطلاعه على أناجيل النصارى ، وعندي (أي سعادة) أن هذا الحل هو أقرب إلى الصواب من غيره " .

      
وقد استند خليل سعادة في زعمه إلى أمور :

1 - أن للكاتب إلماماً عجيباً بأسفار العهد القديم " لاتكاد تجد له مثيلاً بين طوائف النصارى إلا في أفراد قليلين من الإخصائيين ... والمعروف أن كثيرين من يهود الأندلس كانوا متمكنين من العربية .. فيكون مثلهم في الاطلاع على القرآن والأحاديث النبوية " .
2 - أن الإنجيل يؤكد على أهمية الختان وغيره من الأحكام التوراتية  وفيه من الكلام الجارح ما يستحيل صدوره من نصراني ، كما يتضمن تقاليد تلمودية يتعذر على غير اليهودي معرفتها .
ويتضمن أيضاً أساطير وقصص عربية مما يتناقله العامة في البيئة العربية ، فدل ذلك على أنه يعيش في البيئة العربية.
3 ) أن هذا الإنجيل يوافق القرآن والسنة في مواضع متعددة أهمها :إنكار ألوهية المسيح أو أنه ابن الله ، وإنكار صلب المسيح ، والقول بصلب يهوذا ، وكذا يصرح  هو المسيا الإنجيل ويؤكد على أن الذبيح إسماعيل لا إسحاق ، ويذكر أن محمداً  المنتظر في غير موضع .
4 ) أن هذا الإنجيل يباين الأناجيل الأربعة بما فيه من أدب راقٍ ومسائل فلسفية وعلمية .
واستدل لذلك بما في الإنجيل من مباحث فلسفية تشبه فلسفة أرسطو طاليس التي كانت شائعة في القرون الوسطى ، كما يحوي الإنجيل تشبيهات واستعارات أدبية تشبه ما نقل عن الشاعر دانتي في العصور الوسطى .
والنتيجة أن النصارى لا يعترفون بصحة نسبة الإنجيل لبرنابا ، ويؤكدون على أنه منحول ، وأن كاتبه مسلم في القرون الوسطى .
وقد صدرت في ذلك كتابات نصرانية أكدت على أن الإنجيل مزوّر مستدلّة بما سبق وبأمور أخرى أقل أهمية مثل مخالفة الإنجيل لبعض حقائق الجغرافية والتاريخ ، وأيضاً أنه حوى أموراً تكذبه بها الأناجيل الأربعة ؛ ومنها قوله: " أن الله اعتبر الكذب في سبيل الحمد فضيلة " ( برنابا 161/60 ) ، ومنها أن قوله بصلب يهوذا بدلاً عن المسيح فكرة غير ناضجة ، لأن الله لو أراد إنقاذ المسيح لأنقذه بمعجزة ، وليس عن طريق الغش والخداع الذي يلجأ إليه الضعفاء .

                
ما
موقف علماء الإسلام من إنجيل برنابا ؟
على الرغم من موافقة إنجيل برنابا لمعتقدات المسلمين في الجملة، فإن أحداً من المسلمين لا يعتبره الإنجيل الذي أنزله الله على المسيح ..
ولم يلجأ المسلمون إلى الاستشهاد بهذا الإنجيل إلا نادراً ، وكان استشهادهم به أقرب إلى الاستئناس منه إلى الاستدلال ، فالمسلمون لا يرون في هذا الإنجيل إنجيل المسيح ، لكنه أقرب إلى طبيعة المسيح وتلاميذه من سائر الأناجيل .
ورفض المسلمون نسبة هذا الإنجيل إلى المسلمين ، فلقد وجد في بيئة مسيحية صرفة كما سبق بيانه ، وقد سبق ذكره قبل الإسلام بقرون عدة مما يدل على براءة المسلمين منه .
وأما التعليقات العربية الموجودة على نسخته الإيطالية فهي من عمل الناسخ عن الأصل أو قارئ للنسخة لا يجيد العربية ، ولعله فرامينو الراهب الذي أسلم ، وتكون هذه النسخة هي التي عثر عليها في مكتبة البابا.
ثم من ذا المسلم الذي سيصنع هذا الإنجيل، ولا يستشهد به هو ولا من بعده في مناظرة النصارى ؟ وكيف له أن يوصله إلى مكتبة البابا بالفاتيكان ؟ فجهل المسلمين به وعدم استشهادهم به دليل براءتهم منه .
وأما تصريحه باسم النبي صلى الله عليه وسلم واعتباره دليلاً على أنه من وضع المسلمين ، وأن المؤلف المنتحل - كما يقول سعادة – "بالغ وجاوز في الغرض ولو أشار من غير تصريح باسم النبي لكان ذلك أبلغ" .
فهذا نراه دليلاً على صحة نسبة الإنجيل وبراءة المسلمين منه ، إذ لا يمكن أن يفوت كاتب الانجيل ، وهو الذي يصفه خليل سعادة بالذكاء البارع - مثل هذه الأمر ، فلو كان منتحلاً لأشار للنبي ولم يصرح باسمه ، فتصريحه مع ذكائه وبراعته دليل أصالته.
وأما تكذيب الإنجيل لألوهية المسيح ، وتشنيعه الشديد على من ترك الختان فهو دليل على نصرانية كاتبه لا يهوديته، إذ ترك الختان ليس من دين المسيح، بل هو من تغيير بولس بعد المسيح ، ومثله القول بألوهية المسيح.
وقد كتب برنابا إنجيله ليكشف ما صنعه بولس كما جاء في مقدمته " إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، ورافضين الختان الذي أمر الله به دائماً مجوزين كل لحم نجس ، الذين ضل في عدادهم أيضاً بولس الذي لا أتكلم معه إلا مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته..." ( برنابا : مقدمة /2 /8) 
        
مخالفة الإنجيل لمعتقدات المسلمين
ومما يدل على براءة المسلمين من هذا الإنجيل اختلافه في طريقة صياغته وأسلوبه عن طريقة العرب وأسلوبهم ، فليس في المسلمين من يذكر الله ولا يثني عليه. أو يذكر الأنبياء ولا يصلي عليهم .كما يخالف المعتقدات الإسلامية في مسائل منها قوله إنّ الجحيم للخطاة السبعة: المتكبر والحسود والطماع والزاني والكسلان والنَهِم والغضِب المستشيط ، ( انظر برنابا 135/4 - 44 ) وقد ترك ذنوباً أكبر كالشرك والقتل، كما أن الكسل والنهِم لايستحقان النار.
ومثله قوله: " دعوا الخوف للذي لم يقطع غرلته ، لأنه محروم من الفردوس " ( برنابا 23/17 ) فمثل هذا لا يوافقه عليه مسلم . ومثله تسمية الله " العجيب " ( برنابا 216/3 )، وهو ليس من أسماء الله الحسنى. وكذا قوله عن الله: " إن الله روح " ( برنابا 82/6 ) والأرواح عندنا مخلوقة.
ويتحدث عن الله ، فيصفه أنه " المبارَك " ( برنابا 71/16 )، ولا يمكن لمسلم أن يقول عن الله ذلك ، إذ هو الذي يبارِك ، ومن ذا الذي يبارك الله جل وعلا !!! فتبارك الله أحسن الخالقين .
ومما يرد أيضاً انتحال مسلم لإنجيل برنابا قوله: " أقول لكم إذنً: إن السموات تسع "( برنابا 105/3 ) ولا يقول بهذا مسلم قرأ القرآن . وأيضاً يذكر برنابا تسميات للملائكة لم يقل بها المسلمون ، وفي ذلك ذكر اسم رفائيل وأوريل في قوله: " أمر جبريل وميخائيل وأوريل سفراءه أن يأخذوا يسوع من العالم … فجاء الملائكة الأطهار " (
برنابا 215/4-5 ) .ثم قد ورد اسم الرسول " محمد " مرات عدة في إنجيل برنابا، ولم يرد اسمه " أحمد " مرة واحدة ، ولو كان الكاتب مسلماً لعمد إلى كتابته - ولو مرة واحدة ليحقق التوافق الحرفي مع ما جاء في سورة الصف " ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد "  (الصف: 6) ،ثم لو كان كاتبه مسلماً لكتب معجزة كلام المسيح في المهد التي ذكرها القرآن وأغفلتها الأناجيل ، وغير ذلك من المسائل التي تثور في وجه من يقول بانتحال مسلم لهذا الإنجيل . وحين يدفع المسلمون القول بأن إنجيل برنابا منحول ، ليس لجزمهم بصحة نسبة الإنجيل إلى برنابا ، بل لجزمهم بأن هذا الإنجيل لا يقل حاله بحال من الأحوال عن سائر أسفار العهد القديم والجديد . ويوافق المسلمون النصارى في اعتراضهم على هذا الإنجيل، ودعواهم بأنه لم يصل بطريق موثق ، وأنه لا يعلم أصله، لكن الحال الذي ينكرونه هو حال كل صحيفة من صحائف الكتاب المقدس.
بل إن لإنجيل برنابا مِيزة على سائر الأناجيل، فقد صرح فيه الكاتب أنه برنابا، ويقول عن نفسه في سائر صفحات الإنجيل: فقال لي برنابا ، وقلت للمسيح .... ، على حين لا تجد مثله في سائر الأناجيل ( انظر متى 9/9 ) و( يوحنا 21/24 ) . وأما عن أخطاء الإنجيل التاريخية أو ذكره تسمية "جبل طابور" ( برنابا 42/20 ) وهي تسمية غير معهودة أيام المسيح ، فهذا لا يختلف أبداً عن ذكر حبرون في عهد موسى ، وقد سميت بعده ( انظر التكوين 13/18 ) .ولعل هذه التسمية الجديدة - إن صحت جدتها - من عمل الناسخ وتدخله في النص . ثم إن أسلوب الكاتب ومعلومات الإنجيل يؤكدان بأن الكاتب ضليع في علوم الكتاب المقدس، متصف بعمق واسع يليق بمثل برنابا داعية النصرانية في الجيل الأول ، فليس بمستغرب أن يكون قد كتب إنجيلاً، ومنع قراءته دليل وجوده بل واشتهاره .
وأما مخالفة الإنجيل للحقائق التاريخية فلكونه عملاً بشرياً ، ولا حرج في ذلك، إذ إن النصارى ينسبون مثل هذه المخالفات إلى أسفار الوحي .وقول برنابا: " الكذب فضيلة " لا يختلف كثيراً عن قول بولس عن نفسه بأنه روماني كذباً (انظر أعمال 23/25)، ثم قوله: " فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده " ( رومية 3/7 )، فصدور هذا الاعتراض من النصارى لا يقبل .
وأما التشابه بين أقوال الشاعر دانتي وإنجيل برنابا فهو لا يعني جزماً بأن كاتب الإنجيل وجد بعد دانتي ، بل قد يكون دانتي هو المستفيد من برنابا . ثم إن التشابه لا يعني بالضرورة نقل اللاحق عن السابق دائماً ، وإلا لزم أن نقول إن أسفار التوارة التشريعية منقولة عن قوانين حمورابي؛ للتشابه الكبير بينهما .
وأخيراً، فإنه لو كان كاتب الإنجيل في العصور الوسطى لما وقع في تلك الأخطاء عند الإحالة إلى أسفار التوارة، ولكان أيضاً قد اهتم بالتنديد بالأناجيل الأخرى ، ولكنه لم يصنع لسبب بسيط ، وهو أنه كتب إنجيله قبل انتشار هذه الأناجيل. ولو كان الإنجيل منحولاً لندد مؤلفه بالتثليث وكتب في إبطاله ، لكنه لم يتحدث عنه ، فدل ذلك على أن زمن الكتابة سابق على دعوى التثليث التي ظهرت في القرن الرابع . وهكذا نرى أن إنجيل برنابا لا يختلف من ناحية الإسناد كثيراً عن الأناجيل الأربعة ، لكنه الإنجيل الوحيد الذي صرح فيه كاتبه باسمه وبأنه شاهد لما يكتب ، وأما متنه فكان أكثر اتساقاً من جميع الأناجيل ، متميزاً بترابطه وجمال أسلوبه ومعرفته الكبيرة بالعهد القديم وأسفاره، وهو ما يليق حقاً بداعية النصرانية في الصدر الأول : برنابا . وقد كانت مضامين هذا الإنجيل متفقة إلى حد بعيد مع ما يعهد في رسالات الله إلى أنبيائه ، وحقَّ لتولاند 1718م في كتابه " الناصري " أن يقول عند ظهور هذا الإنجيل : " أقول على النصرانية السلام " . وقوله " إن مد النصرانية قد وقف من ذلك اليوم .. إن المسيحية
ستتلاشى تدريجياً حتى تنمحي من الوجود ".
 
*د يحيى
24 - أكتوبر - 2007
 23  24  25  26  27