البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : كناشة الفوائد و النكت    قيّم
التقييم :
( من قبل 6 أعضاء )

رأي الوراق :

 جمال 
21 - مارس - 2007
انا جديد عندكم وأعجبني الوراق فأردت أن أتحفكم بكُناشي ،
ولكن ما الكناشة?
قال صاحب التاج :(الكناشة:الأوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط. يستعمله المغاربة.)
فسأذكرُ من غير ترتيبٍ فوائدَ ونكتاً من أنواع شتى من المعارف و الطرائف .
 
1)_ قال بهاء الدين ابن النحاس الحلبي :كما في ترجمته في "بغية الوعاة" للسيوطي:
 
الـيـوم  شئٌ وغداً iiمثله من نُخب العلم التي تُلتقط
يـحصلُ المرءُ بها iiحكمةً وإنما السيل اجتماع النقط.
 16  17  18  19  20 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
سنة الإمام علي بن أبي طالب ( تتمة).    كن أول من يقيّم
 
سنة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
تكملة
- كان رضي الله عنه يضع يده اليمنى فوق اليسرى . روايتان :
  تحت السرّة ن وفوق السّرّة (ص377) .
- كان يقرأ التشهد في الصلاة بلفظ بسم الله وبالله والأسماء الحسنى
  كلها: التحيات لله الطيبات والصلوات الزاكيات الطاهرات...(ص385)
-                                   كان يسلّم عن يمينه وعن شماله ، والتي عن يساره أخفضُ (ص386).
-                                   - كان يُوتر بثلاث ركعات ، وكان لا يسلّم إلا في آخرهنّ يقرأ في كل ركعة بتسع سور من المفصّل (ص387).
-                                   - كان يقنت في النصف الأخير من رمضان . وهذا يعني أنه كان يقنت من غير أن تكون هناك نوازل تستدعي القنوت(ص388).
-                                   - كان كرّم الله وجهه يرى جواز أن يدعوَ المصلي لإنسان معيّن في الصلاة (ص390) .
-                                   - قال : من قرأ خلف الإمام فلا صلاة له . وقال : ودِدتُ أنّ الذي يقرأ خلف الإمام في فيه حجر (ص395).
-                                   - كره عليّ الصلاة والإمام يخطب يوم الجمعة ؛ لأنّ الاستماع إلى الخطبة واجب ، على حين الصلاة سنة ، والواجب مقدّم على السنة(ص400).
-                                   - كان يصلي أربعاً قبل الظهر وركعتين بعدها(ص403) .
-                                   - كان علي بن أبي طالب ،عليه السلام، يصلي التراويح عشرين ركعة ويأمر بذلك ، يسلّم في كل ركعتين ، ويراوح بين كل أربع ركعات لحظةً (ص410) .
-                                   - قال كرّم الله وجهه : " من سرّه أن يكتال له بالمكيال الأوفى فليقل عند فراغه من صلاته : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين (ص418).
-                                   - كان يقول :" ثلاث من أخلاق الأنبياء : تعجيل الإفطار ، وتأخير السَّحور، ووضع الأكف على الأكف تحت السّرّة" (ص222) .
-                                   - قال رضي اله عنه : " المطلّقة واحدة واثنتين لا تخرج من بيتها ليلاً ولا نهارا ًحتى يحل أجلها ، وأما المتوفى عنها زوجها فتخرج بالنهار ولا تبيت إلا في بيتها ليلاً .(ص474).
-                                   - كان يتوضأ بعد الغسل من الجنابة (ص492).
-                                    - كان يرى تغسيل الرجل زوجته بعد موتها ، فعن أسماء بنت عميس قالت : أوصت فاطمة، عليها السلام، إذا ماتت أن لا يغسلها إلا أنا وعلي، قالت : فغسلتها أنا وعلي (ص563).
-                                   - عنده أنّ الزوج أولى الناس بدفن زوجته ، فإنه لما ماتت فاطمة دفنها علي ليلاً (ص574) .
-                                   - كان علي، عليه السلام، ورضي الله عنه ،وكرّم الله وجهه يلوم ابن عباس رضي الله عنهما ؛ لأنه بلغه أنه يرخّص
-                                   في نكاح المُتعة ، فقال له الإمام علي : " إنك امرؤ تائه" وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّمها يوم خيبر ، وكذلك لحوم الحمر .(ص610)
-                                   - مس الصليب أو الصنم مما ينقض الوضوء (ص638)
-                                   أيها الأحبة ! هذا موجز عن سنن الخلفاء الراشدين، وقد طلب إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الالتزامَ بها بعد وفاته ، وعندما نقول : مصدرا التشريع هما القرآن والسنة ؛فإنّ
-                                   المقصود هو السنّة الشاملة: سنة رسول الله، وسنة الخلفاء الراشدين من بعده..." عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ..." إذن التزام(عليكم)، وحِرص ( عضّوا..).
-                                    نعم ،نريد أن نتنفس الهواء من أنف ذي فتحتين ، وإلا
-                                   فأنا مزكوم، أو أخَنّ...
*د يحيى
26 - سبتمبر - 2007
الأخ خالد العطاف    كن أول من يقيّم
 
                                                                               
أنا د/ يحيى مصري ( الحلبي)                              
                                 الناسخ والمنسوخ
يقال: نسخت الشمس الظّل، أي أزالته. ويأتي بمعنى التبديل
كقوله تعالى: "وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ" (النحل: 101) .
 
 
                          أنواع النسخ في القرآن الكريم
1- نسخ التلاوة والحكم معاً.
رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان فيما نزل من القرآن:"عشر رضعات معلومات يحرّمن " فنسخن خمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي مما يقرأ من القرآن". ولا يجوز قراءة منسوخ التلاوة والحكم في الصلاة ولا العمل به، لأنه قد نسخ بالكلية. إلا أن الخمس رضعات منسوخ التلاوة باقي الحكم عند الشافعية.
2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
يُعمل بهذا القسم إذا تلقته الأمة بالقبول، لما روي أنه كان في سورة النور: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم "، ولهذا قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي. وهذان القسمان: (1- نسخ الحكم والتلاوة) و (2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم)
قليل في القرآن الكريم، ونادر أن يوجد فيه مثل هذين القسمين؛ لأن الله سبحانه
وتعالى أنزل كتابه المجيد؛ ليتعبد الناس بتلاوته، وبتطبيق أحكامه.
3- نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
هذا القسم كثير في القرآن الكريم،ومثاله :
1- قيام الليل:
المنسوخ: قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ
مِنْهُ قَلِيلا"(المزمل: 1- 3).
الناسخ: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ
وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ
 فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ} (المزمل:20).
وجه النسخ أن وجوب قيام الليل ارتفع بما تيسر؛ أي لم يَعُدْ واجباً.
2- حديث النفس.
المنسوخ: قوله تعالى: " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ"
   (البقرة: 284)
الناسخ: قوله تعالى: "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا" ( البقرة:286 ) .
وجه النسخ  أن المحا سبة على حديث النفس الأولى رفعت في
الآية التالية.
3- حق التقوى.
المنسوخ: قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ" (آل عمران: 102).
الناسخ: قوله تعالى: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ" (التغابن: 16).
النسخ: رفع حق التقوى با لتقوى المستطاعة.
 
 
*د يحيى
26 - سبتمبر - 2007
هل هي زلة قلم?    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أستاذنا يحيى مصري: استوقفني قولكم في تعليقكم السابق: 
(لما روي أنه كان في سورة النور: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم)
فأين روي أن ذلك كان في سورة النور ? أم الصحيح: (لما روي أنه كان قبل نزول سورة النور) وأما أنا فأختار ما رآه الشيخ محمد أبو زهرة، كما ذكرت ذلك في نوادر النصوص، بل أختار إن شاء الله ما ارتآه الأستاذ الإمام محمد عبده في النسخ عموما، وقد قضيت في هذا الاختيار عشرين عاما من البحث والتنقيب فقرأت في الناسخ والمنسوخ وما يتصل بها مئات الكتب، وشاركت في التأليف فيه، إلا أن كتابي ما يزال مخطوطا، وما أراني أطبعه.
 
*زهير
26 - سبتمبر - 2007
أخبار واهية    كن أول من يقيّم
 
ليس في تاريخ الإسلام أوهي من الأخبار التي تتصل بآية الرجم، وكان ناس من الملاحدة وغلاة الروافض يتعمدون صناعة الأخبار الواهية فيها لمحض التندر على الفاروق (عمر بن الخطاب) وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما. وقد نوه القرطبي إلى مثل ذلك في مقدمة سورة الأحزاب، لأن أية الرجم كما زعموا كانت قد نزلت في سورة الأحزاب. قال: (وأما ما يحكى من أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة فأكلتها الداجن فمن تأليف الملاحدة والروافض).
 وكل الأسباب المروية في تعليل سبب نسخ الآية لفظا وبقائها حكما أسباب ميتة لا قيمة لها، فمن ذلك ما نقله السيوطي في الإتقان قال: (واخرج ابن الضريس في فضل القرآن عن يعلى بن حكيم عن زيد أن عمر خطب الناس فقال: لا تشكو في الرجم فإنه حق، ولقد هممت أن أكتبه في المصحف، فسألت أبيّ بن كعب فقال: أليس أتيتني وأنا استقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم? فدفعت في صدري وقلت: تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر? قال ابن حجر وفيه إشارة إلى بيان السبب في رفع تلاوتها وهوالاختلاف).
ومن ذلك ما نقله عن الزركشي في البرهان  في قول عمر: لولا أن تقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها، قال: يعني أن كتابتها جائزة، وإنما منعه قول الناس. والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه، فإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة لأن هذا شأن المكتوب. وقد يقال لوكانت التلاوة باقية لبادر عمر ولم يعرج على مقالة الناس، لأن مقالة الناس لا يصلح مانعاً. وبالجملة هذه الملازمة مشكلة، ولعله كان يعتقد أنه خبر واحد والقرآن لا يثبت به وإن ثبت الحكم، ومن هنا أنكر ابن ظفر في الينبوع عد هذا مما نسخ تلاوته. قال: لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن....)
قال: (وأخرج الحاكم من طريق كثير بن الصلت قال: كان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص يكتبان المصحف فمرا على هذه الآية فقال زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة" فقال عمر: لما نزلت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها، فكأنه كره ذلك، فقال عمر ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنا وقد أحصن رجم? قال ابن حجر في شرح المنهاج: فيستفاد من هذا الحديث السبب في نسخ تلاوتها لكون العمل على غير الظاهر من عمومها، قلت: وخطر لي في ذلك نكتة حسنة، وهوأن سببه التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقياً لأنه أثقل الأحكام وأشدها وأغلظ الحدود، وفيه الإشارة إلى ندب الستر. وأخرج النسائي أن مروان بن الحكم قال لزيد بن ثابت: ألا تكتبها في المصحف? قال: ألا ترى أن الشابين الثيبين يرجمان، ولقد ذكرنا ذلك فقال عمر: أنا أكفيكم فقال: يا رسول الله اكتب لي آية الرجم، قال: لا تستطيع. قوله اكتب لي: أي ائذن في كتابتها ومكني من ذلك.
*زهير
27 - سبتمبر - 2007
محمد الأمين الشنقيطي    كن أول من يقيّم
 
يا ليتها زلة قلم ، ولكن !!!
[في رواية في البخاري من حديث عمر رضي الله عنه " لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل : لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، ألا وإن الرجم حق على من زنى ، وقد أحصن إذا قامت البينة ، أو كان الحمل ، أو الاعتراف ". قال سفيان : كذا حفظت "ألا وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورجمنا بعده " .
وقال ابن حجر في فتح الباري في شرحه لهذه الرواية ، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية جعفر الفريابي ، عن علي بن عبد الله شيخ البخاري فيه ، فقال بعد قوله : أو الاعتراف ، وقد قرأناها : " والشيخ
والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة " وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورجمنا بعده ، فسقط من رواية البخاري من قوله : ألبتة ، ولعل البخاري هو الذي حذف ذلك عمداً ، فقد أخرجه النَّسائي عن محمد ابن منصور ، عن سفيان كرواية جعفر ثم قال : لا أعلم أحداً ذكر في هذا الحديث : الشيخ والشيخة ...غير سفيان ، وينبغي أن يكون وهم في ذلك .
قلت[ الشنقيطي] : وقد أخرج الأئمة هذا الحديث من رواية مالك ، ويونس ، ومعمر، وصالح بن كيسان ، وعقيل ، وغيرهم من الحفاظ عن  الزهري. وقد وقعت هذه الزيادة في هذا الحديث من رواية الموطأ عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال : لما صدر عمر من الحج ، وقدم المدينة خطب الناس فقال : أيها الناس ! قد سنت لكم السنن ، وفرضت لكم الفرائض ، وتركتم على الواضحة ثم قال : إياكم أن تهلكوا عن آية
الرجم ، أن يقول قائل : لا نجد حدّين في كتاب الله ، فقد رجم رسول الله ، ورجمنا ، والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي : " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. قال مالك : الشيخ والشيخة : الثيّب والثيّبة
 
ووقع في الحلية في ترجمة داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيّب عن عمر : لكتبتها في آخر القرآن .
ووقعت أيضاً في هذا الحديث في رواية أبي معشر الآتي التنبيه عليها،في الباب الذي يليه فقال متصلاً بقوله : قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، ولولا أن يقولوا : كتب عمر ما ليس في كتاب الله ، لكتبته قد قرأنا : " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم ".
وأخرج هذه الجملة النَّسائي وصححه الحاكم ، من حديث أبَيّ بن كعب قال : ولقد كان فيها ؛ أي سورة الأحزاب ، آية الرجم : " الشيخ .." فذكر مثله . ومن حديث زيد بن ثابت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الشيخ والشيخة " مثله إلى قوله : ألبتة .ومن رواية أسامة بن سهل أن خالته أخبرته قالت : لقد أقرأنا رسول الله صلى الله علي وسلم آية الرجم ، فذكره إلى قوله : ألبتة ، وزاد بما قضيا من اللذة .
وأخرج النسائي أيضاً أن مروان بن الحكم قال لزيد : ألا تكتبها في المصحف قال : لا ، ألا ترى أنّ الشّابين الثيبين يرجمان ولقد ذكرنا ذلك فقال عمر: أنا أكفيكم فقال : يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)
اكتبني آية الرجم فقال : لا أستطيع .
* يستفاد مما سبق أن آية الرجم المقصود منها إثبات حكمها ، لا التعبد  بها ، ولا تلاوتها ، فأنزلت وقرأها الناس ، وفهموا منها حكم الرجم ،فلما تقرر ذلك في نفوسهم نسخ الله تلاوتها ، والتعبد بها ، وأبقى حكمها الذي هو المقصود . والله جل وعلا أعلم .
وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه : حدثني أبو الطاهر،  وحرملة بن يحيى قالا : حدثنا ابن وهب ، أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عتبة : أنه سمِع عبد الله بن عباس
يقول : قال عمر بن الخطاب ، وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل  عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها : فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله . وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة ن أو كان الحبل ،أو الاعتراف . انتهى.
فهذا الحديث الذي اتفق عليه الشيخان ، عن هذا الخليفة الراشد أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه دليل صريح صحيح ثابت بآية من كتاب الله ، أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقرأها الصحابة ، ووعوها ، وعقلوها ، وأن حكمها باق ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ، والصحابةرضي الله عنهم فعلوه بعده. فتحققنا بذلك بقاء حكمها مع أنها لا شك في نسخ تلاوتها مع الروايات التي ذكرنا في كلام ابن حجر ، ومن جملة ما فيها لفظ آية الرجم المذكورة ، والعلم عند الله تعالى .وأما الآية التي هي باقية التلاوة والحكم فهي قوله تعالى : " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون " على القول بأنها نزلت في رجم اليهوديين الزانيين بعد الإحصان ، وقد رجمهما النبي صلى الله عليه وسلم ، وقصة رجمه لهما مشهورة ثابتة في الصحيح وعليه فقوله : " ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون " ؛ أي : عما في التوراة من حكم الرجم وذم المعرض عن الرجم في هذه الآية ، يدل على أنه ثابت في شرعنا ، وهي باقية التلاوة] ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، تأليف محمد الأمين بن محمد المختارالشنقيطي ، الجزء السادس ، من الصفحة السادسة إلى الصفحة الثالثة عشرة ، مطبعة عالم الكتب ، بيروت) .
أستاذي الأكرم العلامة الغالي ( زهير ظاظا ) : السلام عليكم ... أنتم تعلمون قدر هذا العالم الجليل رحمة الله عليه وعلى أبويك ... وليس بخافٍ عنكم عالم  مكة القارئ ابن كثير ( البداية والنهاية7/83 ). أما القمي ، والهواري وأمثالهما فإلى الله إيابهم وعلى الله حسابهم .
 
*د يحيى
27 - سبتمبر - 2007
ليلة القدر    كن أول من يقيّم
 
ليلة القدر
" ....ليلة القدر خير من ألف شهر ...." الآية
1- إذا أرادت العرب أن تعبر عن نهاية العدد ذكرت الألف ، قال تعالى :" يود أحدهم لو يعمَّر ألف سنة " ؛ أي : الدهر كله ، العمر كله .
2- إذن هي ليست ألفاً ، بل ....
3- أما التوقيت ، فليلة سبع وعشرين بصريح الحديث الشريف : " ليلة القدر ليلة سبع وعشرين " ( سنن أبي داود 1386) . أما سيد القراء أبَيّ بن كعب رضي الله عنه ، فقد كان يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين ( رواه مسلم 762) . ومثله حبر الأمة وترجمانها ابن عباس رضي الله عنهما ، كان يرىأنها ليلة السابع والعشرين من رمضان
( موسوعة ابن عباس الفقهية 2/344، للعلامة الدكتور الحلبي محمد رواس قلعه جي ) .
( الروح ) في الآية هو جبرائيل عليه السلام ، الذي يهبط في كبكبة :(جماعة) من الملائكة ، يحثهم ، فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصلٍّ وذاكر ، ويؤمّنون على دعائهم حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر ، ينادي جبرائيل عليه السلام : معاشر الملائكة ! الرحيل الرحيل ، فيقولون : ياجبرائيل ! فما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ? فيقول : نظر الله إليهم في هذه الليلة ، فعفا عنهم وغفر لهم ، إلا أربعة ، فقلنا : يا رسول الله ! من هم ? قال : رجل مدمن خمر ، وعاق لوالديه ، وقاطع رحم ، ومشاحن . قلنا : يا رسول الله ! ما المشاحن ? قال : المصارم ؛[ أي : كثير التنابذ بقطع أوصال القربى ، ووشائج المحبة بين الناس ] . ( عبقرية المحدث وفقه الخطيب ، تأليف محمد بشير الباني ص207 ,208). 
 
 
سؤال وجواب
قال تعالى : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ..."
السؤال : لماذا جعل الله تعالى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كالأمهات ، ولم يجعل نبيه كالأب حتى قال" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله "  والجواب :
1- أشرف ما تنادَى به النساء هو الأم .
2- جعلهن الله سبحانه وتعالى كاالأمهات ؛ إ جلالاً لنبيه ؛ لكيلا يطمع أحد في نكاحهن من بعده.
2- لو جعل الله سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم أباً للمؤمنين لكان أباً للمؤمنات أيضاً ، فيحرمن عليه، وهذا يُنافي إجلاله وتعظيمه ، ولأنه تعالى جعله أولى بنا من أنفسنا وذلك أعظم من الأب في القرب والحرمة ؛ إذ لا أقرب للإنسان من نفسه ، ولأن من الآباء من يتبرأ من ابنه ولا يمكن أن يتبرأ من نفسه .
سؤال : ما معنى: نادى الله محمداً بوصفه الشريف  الرسول ، النبي) : يا أيها الرسول ، يا أيها النبي ?
جواب : لأ ن إعراب ( الرسول) و( النبي ) صفة ل (أيُّ) . وهذا إعراب سيبويه للاسم الاقع بعد ( أيّ) ،سواء أكان الاسم جامدًا، أم مشتقاً .
* بقيت واحدة : يقال ( زوج) : للذكر والأنثى . لا حظ معي( أزواج ) في الآية الآنفة .
 
 
 
 
*د يحيى
28 - سبتمبر - 2007
صدق أبو بشار    كن أول من يقيّم
 
قول أخي وزميلي الدكتور / يحيى مصري :
( .    إمّا: تقع مفردة غير مكررة، ففي الوحشيات ص 130: 
لألفيتني في غارة اُدعى لها  *  إليكَ وإمّا راجعاً أنا ثائرُ
وتقع مكررة بالعطف: "إمّا شاكراً وإمّا كفوراً" الآية. وهكذا فقولهم إمّا... أو... غير سديد. ) .
ويقول أبو أسامة _ غفر الله له ولأمه وأبيه _ :
صدق أخي الدكتور يحيى ، فمن وقوعها غير مكررة قول أم موسى الكلابية :
شبّهتَ لي مالكاً يا حبذا شبهاً  *** إمّا من الإنس أو ما كان جنانا
وقول عروة بن الورد :
لبوس ثياب الموت حتى إلى الذي  ***  يوائم إما سائم أو مصارع
وقول قيس بن ذريح :
لقد عذبتي يا حب ليلى  *** فقع إما بموت أو حياة
 
مع تحياتي
د. صالح العايد
 
 
ص ح ع
28 - سبتمبر - 2007
تحديد ليلة القدر    كن أول من يقيّم
 
هناك بحث عجيب عن تحديد ليلة القدر لباحث سعودي اسمه ( ممدوح الجبرين ) لم يسبقه إليه أحد .
 
أظنّ أن مطالعته مفيدة .
 
مع تحيات
د. صالح العايد
ص ح ع
28 - سبتمبر - 2007
الركس    كن أول من يقيّم
 
 
                                                 الرّكس
"الجماعة من الناس، وقيل: الكثير من الناس، والرِّكْسُ شبيه بالرَّجِيع. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أُتيَّ برَوْثٍ في الاستنجاء فقال: إِنه رِكْسٌ؛ قال أَبو عبيد: الرِّكْسُ شبيه المعنى بالرجيع. يقال: رَكَسْتُ الشيء وأَرْكَسْتُه إذا رَدَدْتَه ورَجَعْتَه، وفي رواية: إِنه رَكِيس، فعيل بمعنى مفعول؛ ومنه الحديث: اللهم أَركِسْهما في الفتنة رَكْساً؛ والرَّكْسُ: قلبُ الشيء على رأْسه أَو ردُّ أَوله على آخره؛ رَكَسَه يَرْكُسُه رَكْساً، فهو مَرْكوس ورَكِيسٌ، وأَرْكَسَه فارْتَكَس فيهما. وفي التنزيل:" واللَّه أَرْكَسهم بما كسَبوا"قال الفراء: يقول رَدَّهم إِلى الكفر، قال: ورَكَسهم لغة. ويقال: رَكَسْتُ الشيء وأَرْكَسْتُه لغتان إذا رَدَدْتَه. والاْرتِكاسُ: الارتداد. وقال شمر:بلغني عن ابن الأَعرابي أَنه قال المَنْكُوس والمَرْكُوس المُدْبر عن حاله. والرَّكْسُ: ردُّ الشيء مقلوباً. وفي الحديث: الفِتَنُ تَرْتَكِسُ بين جراثيم العرب أَي تَزْدَحِمُ وتتردد. والرَّكِيسُ أَيضاً: الضعيف المُرْتَكِسُ؛ عن ابن الأَعرابي.وارْتَكَسَتِ الجارية إذا طلع ثَدْيُها، فإِذا اجتمع وضَخُمَ فقد نَهَدَ..." . ( لسان العرب) ..
                            تارةً
   من (التير) . يقال : فعل ذلك تارةً بعد تارةٍ ؛ أي : مرة بعد مرة ، فيكون مفعولاً مطلقاً ( شرح قواعد الإعراب للكافِيَجي ص275) أو منصوباً على الظرف ( البحر المحيط 6/60) ومنه قوله تعالى  " ومنها نخرجكم تارةً أخرى "( طه/55)  و قوله تعالى: " أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارةً أخرى ".( الإسراء/69)
 
*د يحيى
28 - سبتمبر - 2007
الصديق الحميم    كن أول من يقيّم
 
إعراب آية كريمة
"....وقولوا آمنا بالذي أنزِل إلينا وأنزِل إليكم ..." ( العنكبوت29/46 ) . (وأنزِل إليكم ) : هذه الواو عاطفة لاسم موصول محذوف على اسم الموصول المذكور . ولا يجوز أن تكون جملة (أنزِل إليكم ) معطوفة على ( أنزِل إلينا ) ؛ لأنّ المنزَل إلينا غير المنزَل إليهم وهم أهل الكتاب . ولعل ذِكر الآية بتمامها يوضح ذلك :
" ولا تُجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسنُ إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزِل إلينا وأنزِل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون " . ( إلا بالتي ) : ( إلا ) : حرف حصر . ( بالتي) : متعلقان بِ ( لا تجادلوا ) ، وموصوف الموصول محذوف ؛ أي : بالمجادلة التي . ( إلا الذين ) : ( إلا ) : حرف استثناء ، و ( الذين ) : استثناء من الجنس . وفي المعنى وجهان : الأول= ....إلا الذين ظلموا منهم ، فلا تجادلوهم بالحسنى ، بل بالغِلظة ؛ لأنهم يغلظون لكم ، فيكون مستثىً من  ( التي هي أحسن ) ، لا من الجدل . والآخَر= لا تجادلوهم بتَةً ،بل حكّموا فيهم السيف ؛ لِفَرْط عِنادِهم .
وشاهد حذف الموصول الاسمي قول حسّان بن ثابت :
                   أمَنْ يهجو رسول الله منكم      ويمدحه وينصره سواء ?
( ويمدحه ) : فاعل هذا الفعل ضمير مستتر يعود إلى الاسم الموصول المحذوف . وهذه الواو عاطفة لاسم موصول محذوف على اسم الموصول المذكور .ولا يجوز عطف جملة ( يمدح مع الفاعل المستتر) على جملة ( يهجو مع الفاعل المستتر ) ؛ لأن المعنى يفسد ، فيكون المادح هو الهاجي !! .
( أمَنْ ) : الهمزة : حرف استفهام . ( مَنْ ) : اسم موصول مبتدأ ، خبره ( سواء ، وما عطف عليه ) . ( منكم ) : متعلقان بحال من فاعل ( يهجو ) المستتر .
هذا البيت من قصيدة مدح بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويهدّد شعراء قريش ، ويندّ د بزعمائهم ...والبيت من بحر الوافر الذي يُغَنّى على ( سكابا يا دْ موع العين سكابا تعي وحْدِكْ لَتْجيبي َحادابا) أو ( جِينا الدار نسأل علحبايب ) للصّبّوحة .
 
الصديق الحميم
قد ورد في القرآن الكريم (الصاحب ) و ( الصديق الحميم ). وعندي صاحب وصديق حميم: أخي الدكتورصالح العايد ، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعوية. إن المثال أفصح من المقال ، وها هي ذي كلماته في فقده أمه رحمها الله رحمة واسعة :
 [ ماذا فَقَدْتُ بِفَقْدِ أُمِّيْ?]
أَمْعَنْتُ في التَفَكُّرِ في الإِجَابَةِ على هذا السُؤَالِ :
ماذا فـَقـَدْتُ بــِفـَقـْدِ أُمِّيْ رَحِمَهَا اللهُ???
أَتَدْرُوْنَ لِـمَاذَا ?
لأنّني قد رَأَيْتُ فَقْدَهَا مُخْتَلِفاً عَنْ فَقْدِ أَيِّ مَفْقُوْدٍ، بل إنَني وَجَدْتُنِيْ فَقَدْتُ كُلَّ شيءٍ بــِفَقْدِ أُمِّيْ رَحِمَهَا اللهُ :
 كَانَ في الدَارِ دَوْحَةٌ خَضْرَاءُ وَارِفَةُ الظِلالِ، تَتَهَافَتُ عليها كُلَّ حِيْنٍ وَدُوْنَ اسْتِئْذَانٍ الطُيُوْرُ الـمُقِـيْمَةُ والـمُهَاجـِرَةُ، وَيَقْتَسِمُ مَعَهَا أَهْلُ الدَارِ طَعَامَهُمْ وَشَرَابَهُمْ، فَيَأنَسُُ كُلٌّ بـِكُلٍّ، فلا الدَارُ تَسْتَغْنِــيْ عَنْ غِنَاءِ طُيُوْرِهَا، ولا الطُيُوْرُ تَزْهَدُ بـِدَوْحَتِهَا، وَفَجْأَةً اجْتُثَّتِ الشَجَرَةُ مِنْ أَصْلِهَا فـَمَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ، فلا بُدَّ لِلْطُيُوْرِ مِنْ أنْ تُهَاجـِرَ مُرْغـَمَةً بلا اخـْتِيَارٍ ، وَأَنـَّى لها بَعْدَ ذَلِكَ أنْ تَجْتَمِعَ في لَيْلٍ أوْ نَهَارٍ ?
وهكذا هِيَ أُمِّيْ رَحِمَهَا اللهُ؛ كَانَتْ دَوْحَتَنَا الغَنَّاءَ، وَخَيْمَتَنَا الوَارِفَةَ الظِلالِ ؛ إذ كانَ يَجْتَمِعُ حَوْلَهَا أَوْلادُهَا وَأَحْفَادُهَا وَأَسْبَاطُهَا كُلَّ حِيْنٍ وَدُوْنَ حَاجَةٍ إلى مِـيْعَادٍ، وبلا شُعُوْرٍ بـِأَدْنَى حَرَجٍ، ولا تَسْأَلُوْا عَنْ مِقْدَارِ سُرُوْرِهَا إذا اِلْتَمَّ شَمْلُهُمْ؛ فَذَلِكَ يَوْمُ عِـيْدِهَا الذي لا تَسْتَطِيْعُ فيه كِتْمَانَ سَعَادَتِهَا .
وَلَنْ يَعْسِرَ على أَحَدٍ اكْتِشَافُ غَمِّهَا إنْ غَابَ بَعْضُهُمْ؛لأنَّ ذَلِكَ ما لا يُطِـيْقُ قَلْبُهَا الـمُرْهَفُ الـحَـنُوْنُ إخْفَاءَهُ، ولا لِسَانُهَا العَذْبُ تَجَاهُلَهُ، فَكَمْ سَتَسْمَعُهَا تقولُ: (إيْهِ، واللهِ ما يَنْقُصُنَا إلا فُلانٌ أو فُلانةٌ).
وَأَمَّا أَوْلادُهَا فَهُمْ كَبــِدُهَا، وَثِمَارُ قَلْبــِهَا،وَعِمَادُ ظَهْرِهَا، وَهُمْ عِنْدَهَا مُتَسَاوُوْنَ، لا تَعْرِفُ أَيـُّهُمْ هُوَ أَقْرَبُ إلى قَلْبــِهَا؛ إذ هُمْ لَدَيْهَا كالـحَلَقَةِ الـمُفْرَغَةِ لا تَدْرِيْ أَيْنَ طَرَفَاهَا، أَحَبُّهُمْ إليها الغَائِبُ حتّى يَعُوْدَ، والـمَرِيْضُ حتّى يَبْرَأَ، والصَغِـيْرُ حتّى يَكْبُرَ.
وَبـِرَحِـيْلِ أُمِّيْ _رَحِمَهَا اللهُ_ أَلا يُخْشَى علينا أنْ نَصِـيْرَ كَطُيُوْرِ تِلْكَ الدَوْحَةِ تَفَرُّقاً وَشَتَاتاً ?
بَعْدَ أُمِّيْ سَيُنْكِرُ الـحُبُّ دَارَا
والعَصَافِـيْرُ تَهْجُرُ الأَوْكَارَا
وَدِيَارٌ كَانَتْ قَدِيْماً دِيَارَا
سَتَرانا كَمَا نَرَاهَا قِفَارَا
وإنِ الْتَقَيْنَا فَأَيْنَ تِلْكَ الرُوْحُ الصَافِـيَةُ والنَفْسُ الطَـيِّبَةُ التي كَانَتْ تُضْفِيْ على اللِقَاءِ سَعَادَةً وَحُبُوْراً?
وبرحيلِ أُمِّيْ _رَحِمَهَا اللهُ_ أَلا نَخَافُ أنْ تـُلـْبــِسَنَا الدُنـْيَا لِحَافـَهَا الـخـَشِنَ ، وتـُكَشِّرَ في وُجُوْهِنَا عَنْ وَجْهِهَا الكَئِـيْبِ ، فَيُفْضِـيَ جَمْعُهَا إلى شَتَاتٍ ، وَصَفَاؤُهَا إلى كَدَرٍ:
وإذا الأَحْبَابُ كُلٌّ في طَرِيْقْ(
 
فإذا الدُنـْيَا كَمَا نَعْرِفُهَا
لقد فَقَدْنَا بــِفَقْدِكِ يا أُمَّاهُ ما لا يُعَوَّضُ ، فَتَبَدَّلَتْ مِنْ بَعْدِكِ حَالُنَا...
 
*د يحيى
29 - سبتمبر - 2007
 16  17  18  19  20