البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : وقفات مع كتاب نظرات في الأعلام للعلاونة    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 أبو النصر 
10 - مارس - 2007
توطئة
أحمدك اللهم حمدا كثيرا، على نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة، وأسألك أن توزعني شكرها، وتلهمني بفضلك ذكرها،  وأصلي وأسلم على نبيك  محمد ﷺ الرسول المصطفى، والحبيب المجتبى، الذي استنقذت  به الناس من الجهالة، وأخرجتهم به من الضلالة، وارض اللهم عن صحابته وآله أجمعين .
وبعد،
 فلا جدال أن كتاب الأعلام للعلامة خير الدين الزركلي ـ رحمه الله تعالى ـ من أحسن ، وأجمل الكتب التي ظهرت في هذا العصر، بل هو أحسن وأجمل المؤلفات في موضوعه،  فقد اجتمع له من المزايا ما لم يجتمع لغيره من الكتب، حسن تلخيص، وسهولة بحث، مع شمول وتوسع، وتنقيح وتمييز...إلخ، ويكفيه أن العلامة الشيخ حمد الجاسر قال فيه :ولو لم يكن للشيخ الزركلي سوى كتابه الأعلام الذي جمع فيه خلاصة تراجم مشاهير الأمة والعلماء الذين عنوا بتراثها ـ لكفاه مأثرة باقية.
ولذا كان كتاب الأعلام من آثر الكتب لدي ، وأحبها إلي ، أكثر الرجوع إليه، والاستفادة منه، وامتدت  صحبتي له أعواما  عديدة ؛ إما باحثا ، وإما مطالعا متسليا.
ومن الطبيعي ـ إذا كان عندي بهذه المرتبة ـ  أن أتابع ما  قيل عنه مدحا ونقدا،   سواء تعلق الأمر بمقالة خاصة عنيت بالتنبيه على ما سها فيه المؤلف، أو أخطأ، أو كان ذلك في كتاب مفرد يتناوله بالإصلاح  والنقد، وقد وقفت على كتابين في الموضوع :
 1ـ الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام للأستاذ الفاضل الشيخ محمد بن عبد الله الرشيد،  نشر دار ابن حزم ، 1422هـ، استدرك عليه تاريخ موالد ووفيات عدة ، ونبه على جملة من الأوهام ، وبعض التراجم المكررة  ...
2 ـ  نظرات في كتاب الأعلام للأستاذ البحاثة  أحمد العلاونه ، نشره المكتب الإسلامي سنة 1424هـ في مجلد. وقد كان العلاونه خصص عدة صفحات ـ لنقد كتاب الزركلي ـ في كتابه ذيل الأعلام  ج1 /239 ـ 274 ، وكذلك في ج2 /223 ـ 257 تحت عنوان : (الإعلام بما في أعلام الزركلي من الأوهام) 
لكن وقع  له في فيما كتب أوهام وأغلاط عديدة  مما دعا البحاثة الأستاذ الرشيد أن يفرد كتابا في الرد عليه بعنوان: "قراءة نقدية لذيل الأعلام للعلاونة "، صدر سنة 1425هـ
ثم من بعد زين للعلاونة أن يفرد ذلك في كتاب فجمع ما تقدم وزاد عليه، وأخرجه في كتاب :" النظرات " المقدم الذكر. وقد طالعته فوجدته كرر فيه أغلب الملحوظات التي ذكرها في الذيل، ما عدا الأشياء التي نبه عليها بعض الفضلاء في مقالات أو مشافهات معه، فأدرجها ضمن كتابه .
وقد قرأت ما كتب، وأمعنت النظر فيه،  فألفيته تطاول ولم ينصف، بل أظهر من تعسفه ما يتعجب منه ؛ بل أتى بطوام مضحكات ! ومن ثم أيقنت أن كتاب النظرات نفسه يحتاج إلى نظرات فاحصة!. وعجبت له كيف يفعل هذا ، ويكتبه ويروَّج له بين الناس، ولا يرد عليه ناقد، ويعرض أمام أساتذته ولا ينبهه أحدهم إلى ما في كلامه من الظلم  للموتى، والتجني على الأحياء!.
ومما لفت نظري أن العلاونة مع دعواه معرفة الرجال، ليس في قاموسه لعل وربما  ويمكن ، بل القول الفصل الذي ليس بالهزل، ومع كونه ينتحل فن التاريخ والتراجم فلا يعرف شيئا فيه خلاف، راجح ومرجوح!! ولعمري لئن كان  أبو الطيب يقول:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد * ذا عفة فلعلة لا يظلم
فإن من شيم النفوس كذلك حب العدل، والأنفة من العسف، والإشفاق على المظلوم ... وهذا  الذي حملني على تسطير هذه الكلمات على كتاب النظرات. وإن كنت في الحقيقة أكره الانتقاد لأي أحد، وأتجنب الردود على الناس ما استطعت؛ مع ما قد يتضمن من الدفاع عن الحق، وبيان الصواب، والدلالة على الجادة... أجل! مع ذلك أكرهه وإذا  فعلت فإنما أنا مكره  غير راض، ومضطر غير مختار؛ لأنه يشغلني عن أشياء  أهم  والوقت أغلى من أن يستنفذ في غيرها...أولا.
ولأني أتألم لبعض الآراء السخيفة، وتؤذيني بعض الاستنباطات المعكوسة، وأجد في ردها والتعليق عليها غما  شديدا...ثانيا.
وأعطيك في هذه المقدمة مثالين من ارتطاماته وجهالاته لتعلم أني لم أجاوز حد الإنصاف في كشف حاله، وبيان أمره،  فأول ذلك أني سائلك:
ما قولك في العلامة النحوي جمال الدين ابن مالك الأندلسي، صاحب الألفية والتسهيل وغيرهما؛ أهو رجل مغمور لا يستحق أن نكتب له ترجمة في عدة أسطر  فيمن نترجم لهم من أعلام المسلمين أم العكس وأنه هو إمام نحوي لغوي مشهور?
وإخالك تقول : بل هو إمام معروف مشهور ، لا أحد يقول غير هذا !!
أقول : بلى والله ، هذا العلاونة  المؤرخ يقول ذلك  ويزيد
فقد أخذ على الزركلي أنه ترجم لابن مالك  فقد قال في كتابه (خير الدين الزركلي ؛ المؤرخ الأديب الشاعر) في مآخذه على كتاب الزركلي ص/101
3ـ ترجم لمجاهيل ، أو ممن ليسوا بأحقاء بالترجمة....  والنوري 7/314، وابن مالك 6/233 .
هذا المثال الأول، وعلق عليه بما تشاء، وأزيدك مضحكة أخرى
فأسألك ثانية : أتشك في كتاب الجرح والتعديل  المطبوع، أنه لعبد الرحمن بن أبي حاتم المتوفى (327هـ)
ـ ولعلك تقول: لا يشك في ذلك عاقل..
مهلا !! فإن الأستاذ العلاونة يقول  في: نظراته ص/112 (27ع 1: أبو حاتم الرازي: محمد بن إدريس.لم يذكر أهم مؤلفاته " الجرح والتعديل" وهو كتاب كبير مطبوع مشهور)
ولا تعجب ، فالعلاونة مؤرخ لا يبعد أن يقف على نسبته له في بطون بعض الأسفار التي لم نعرفها! وأين أنا وأنت، وما علمي وعلمك في جانب علم العلاونة ومعرفته !
وليس يخفى  على أي طالب علم مبتدئ أن الكتاب المذكور لعبد الرحمن بن أبي حاتم المتوفى (327هـ)،
ولكن العلاونة يستدرك ، ويقول بملء فيه هو لأبي حاتم بلا خجل، وهذا يعني أنه لم يطلع على هذا الكتاب أصلا، ولا عرفه، فضلا عن أن ينقل منه .
وهكذا يتمادى العلاونة في غلوائه، يجر ثوب خيلائه،  لسان سليط ، وادعاء عريض ،  وانتفاج واسع، مع أنه كثير الجهل، قليل الأدب، ضعيف المنة،  مفلوج الحجة، جسور على النقد، سريع الخطو واسعه عند الرد .
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تتمة1    كن أول من يقيّم
 
وقبل الشروع في تعقب النظرات أود أن أنبه على خلل منهجي وقع للعلاونة في نظراته  وتكرر عنده كثيرا؛ أقصد استدراكه على الزركلي فيما يخص رواة الحديث الذين ترجم لهم فيتعقبه بأن فلانا روى له أصحاب الكتب الستة أو الشيخان  ونحو ذلك.   
وانظر مثلا : النظرات ص/ 160 ـ 161 ترجمة  الطيالسي، ،وهشام ابن عروة ، وهشيم بن بشير،  وهقل بن زياد، وهمام بن منبه،   والعوذي،  وهناد، وأبو عوانة. وص/162 الحافظ الأموي ، وابن آدم،
ولا أظن أن واحدا من أهل العلم بالحديث ورجاله سيرجع إلى الزركلي ليعرف أحوال الرواة جرحا وتعديلا، ومن روى الشيخان أو أصحاب السنة ، ولا رأيت أحدا منهم يوصي بالرجوع إلى الزركلي في هذه المسائل? فالاستدراك على الزركلي في هذا لا داعي له، وهو فضول  محض غير موفق.
ومن الأمور الجديرة بالتنبيه كذلك أن الزركلي يتجوز في العبارة  في وصفه للمترجمين  فمثلا يقول عن أبي عبيد الهروي وهو الإمام المحدث الفقيه، واللغوي الأديب  1/210 أحمد بن محمد (ت 401هـ )،? باحث من أهل هراة ?.
فهذا منهج اختاره  الزركلي، ومشى عليه في كتابه،وهي تعكس قيمة المترجم له في نظره الخاص،  و إلا فمثل هذه الأوصاف موجودة في المصادر التي ينقل عنها. وقد تعقبه العلاونة في مثل هذا الأمر أكثر من مرة، انظر مثلا : النظرات ص/40  السدي، و98 الفلاس،  و116 غندر،
ومن الأمور الملاحظة كذلك: أن العلاونة كان يستدرك على الزركلي أشياء معروفة؛ كأن يختصر اسم شخص معروف  كما هو عادة كثير من المؤلفين مثل: (ناصر الأسد) و(حمودي القيسي) فيتعقبه بأن الصحيح كذا، ويسرد اسمه كاملا، وكأن الزركلي كان لا يعرفه.
مثلا ذلك أن الزركلي 5/261  في ترجمة مالك بن الريب قال :? وللدكتور حمودي القيسي ?ديوان مالك بن الريب، حياته وشعره  ـ ط  ? فقال هو  في النظرات ص/104معقبا: ?والصحيح: نوري حمودي القيسي ? لأن حمود (كذا) اسم أبيه ?.
أو كأن يذكر كتابا مختصرا عنوانه، أو يذكر موضوعه ، كما هي عادة بعض المؤرخين  فيتعقبه بأن العنوان  الصحيح كذا وكذا ...
*أبو النصر
10 - مارس - 2007
تتمة2    كن أول من يقيّم
 
وقد قدم العلاونة لكتابه  بمقدمة مطولة في حوالي 4 صفحات (5 ـ 8)، ويجيء بعدها كلام على كتاب الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام للرشيد (9ـ 16)ثم شرع في سرد  نقداته على الأعلام ، من أجل ذلك سأتجاوز المقدمة والكلام على كتاب الرشيد إلى بداية كلامه مع الزركلي، إذ هو المقصود.
أول ما افتتح به العلاونة نقده أن قال في النظرات ص /17:" كتب على الغلاف، قاموس تراجم ....وهو خطأ تابعته عليه أنا والمشرف عل طبع الأعلام أستاذنا المفضال زهير فتح الله ج2ص 327 هامش
والصحيح: معجم تراجم ....لأن لفظة قاموس لا تعني فيما تعنيه (المعجم)،
والحقيقة أن القاموس اسم معجم ألفه الفيروزآبادي فلا  يصح أن يقال قاموس بمعنى معجم ؛فلكل معجم اسم يسمى به، وكل واحد من المعاجم يقال له معجم ولا يقال له قاموس. وكان القاموس المحيط أُلف قبل نحو ستة قرون، فأقبل عليه أهل العلم إقبالا شديدا، واستعملوه استعمالا أخمل ذكره غيره.
ويجوز أن قليلي العلم منهم أخذوا بعد تعاقب السنين يقولون لكل معجم قاموس، كأنهم يريدون من حيث لايشعرون أن كل معجم هو تابع للقاموس في محتواه واسمه، وهذا الغلط فاش بين الكتاب . انظر: مقالة أستاذنا صبحي البصام في مجلة اللغة [كذا] العربية الأردني 58/250 .
- أقول:
جاء في المعجم الوسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية في القاهرة ص/758 مادة (قمس)
ما نصه : ?القاموس: البحر العظيم. وـ عَلَم على معجم الفيروز آبادي وـ كل معجم لغوي على التوسع (مج). ومعنى رمز " مج"  أن هذا اللفظ  أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة
وجاء أيضا في المنجد (ص/654) مادة (قمس):" القاموس: ج قواميس: البحر ـ معظم البحر وأعظمه غورا ـ كتاب الفيروز آبادي في اللغة سمي بذلك لاتساعه وبعد غوره ـ ويطلقه أهل زماننا على كل كتاب في اللغة ؛ فهو عندهم يرادف كلمة "معجم" و"كتاب لغة".
فهل على  الزركلي من حرج إذا استعمل لفظا  أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، وورد في المعاجم المعاصرة. ولكن يجوز أن كثيري العلم ، والأذكياء خاصة  تنبهوا لهذا  الغلط الفاشي بين الناس ، فصاحوا وتكلموا و.... إن للنقد طريقا ليس هذا مسلكه، وما  هكذا يستدرك على الناس.
وأما صبحي البصام ومنزلته من العلم  فمعروف عنه تنطعه، وتسرعه في تخطئة الصواب لمجرد الظن ، وأذكر أنه تعقب على الأستاذ العلامة محمود شاكر وخطأه في افتتاح الكلام  بـ (السلام عليكم)  معرَّفة، فرد عليه  العلامة أبوفهر محمود شاكر وأفحمه، وبين جهله بالعربية (انظر: مقالات محمود شاكر 1/285 ـ 295) ومما جاء في كلام أبي فهر :?وأمحضك النصح  أن لا تتبع الناجمة التي نجمت بين أهل اللغة تريد أن تتبجح بالعلم والمعرفة والفقه، فتأتي صواب الناس ترميه بالخطأ على الشك والتوهم،  وسوء التأويل، وفساد الفهم...(لاحظ) وأنت امرؤ فيك خير فلا تضيع ما آتاك الله بالعجلة والتسرع ، فتثبت قبل أن تحكم، وتدبر قبل أن تقطع، واستقص قبل أن تستوثق، وانظر لنفسك قبل أن تزل بك قدم ?.
* * *
*أبو النصر
10 - مارس - 2007
تتمة3    كن أول من يقيّم
 
الزركلي 1/27  ع2   أبان بن عثمان بن عفان  (... ـ105 هـ= ...723هـ)
قال العلاونة في النظرات ص/17 ?جاء فيها ـ يقصد ترجمته ـ  أنه أول من كتب في السيرة النبوية ، والصحيح أنه لم تكن له عناية بها (سبحان الله)، إنما ذلك شخص آخر هو أبان بن عثمان بن زكريا اللؤلؤي البجلي، أبو عبد الله المعروف بالأحمر الشيعي، اتهمه العقيلي، وقال الذهبي :? تكلم فيه? وقال الصفدي في الأحمر ?الوافي بالوفيات ?5/302 : ? وما عرف من مصنفاته إلا كتاب جمع فيه المبتدأ والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردة? انظر: تهذيب الكمال2/ 19?
- أقول: هذا جهل فظيع ، ووهم شنيع.
أولا: أن أبانا الأحمر توفي على رأس المائتين، كما في لسان الميزان 1/227 والأعلام للزركلي1/27. وباتفاق العقلاء أن هذا التاريخ متأخر عن زمان محمد بن إسحاق صاحب السيرة (ت 151هـ)، ومتأخر عن  موسى بن عقبة صاحب المغازي  (ت 141هـ) التي قال عنها مالك: بأنها أصح المغازي. ومتأخر عن  معمر بن راشد الأزدي (ت نحو 154هـ)وقد ذكر له ابن النديم في الفهرس ص/138  كتاب المغازي، وكل هؤلاء كتبوا في السيرة ، وتوفوا قبله بنحو نصف قرن.
وهؤلاء أنفسهم مسبوقون بابن شهاب الزهري(ت 124هـ) وله كتاب المغازي كما في كشف الظنون 2/1747، ووهب بن منبه (ت نحو 114هـ)وله: أخبار الأنبياء،  وعروة بن الزبير (ت 94هـ) الذي قال عنه الصالحي في سبل الهدى والرشاد 4/11 ?أول من صنف في المغازي عروة بن الزبير ثم تلاه تلميذاه: موسى بن عقبة ، ومحمد بن شهاب الزهري?، فمن يقول إن أبانا الأحمر (ت 200هـ) يدل على كونه لايعرف في العلم شيئا، أو أنه لايعقل ما يقول .
ثانيا: أن أبان بن الخليفة عثمان بن عفان الأموي المتوفي في ولاية يزيد مابين (101ـ 105هـ)كان صاحب عناية بالسيرة النبوية، وعنه تؤخذ، بل كانت مدونة عنده في كتاب قبل سنة 82هـ من الهجرة، والدليل على ذلك من الأخبار التالية:
 فقد ذكر ابن سعد في الطبقات 7/208  في ترجمة المغيرة بن عبد الرحمن  (المتوفى في حدود بضع ومائة) عن الواقدي قال: ?وكان ثقة قليل الحديث إلا مغازي رسول الله ص أخذها من أبان بن عثمان ، فكانت كثيرا ما تقرأ عليه ويأمرنا بتعليمها?، فلاحظ كلمة ? تقرأ عليه? يعني أخذها عن شيخه أبان   من كتابه، وليس رواية شفوية.
ونحوه في تهذيب الكمال 28/386  في ترجمة المغيرة أيضا عن الواقدي قال: ? حدثنا يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه أنه لم يكن عنده خط مكتوب من الحديث إلا مغازي رسول الله r أخذها من أبان بن عثمان فكان كثيرا ما يقرأ عليه وأمرنا بتعليمها ?.
وروى الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات خبرا مطولا يؤكد كتابة أبان بن عثمان للسيرة النبوية.
 وخلاصته أن سليمان بن عبد الملك حج  سنة 82هـ  حين ولايته للعهد  فمر بالمدينة فركب إلى مشاهد النبي r التي صلى فيها،  وحيث أصيب أصحابه بأحُد ومعه عمرو بن عثمان وأبان بن عثمان ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي أحمد (كذا)، فأتوا به قباء ، ومسجد الفضيخ، ومشرُبة أم إبراهيم، وأحد، وكل ذلك يسألهم ويخبرونه عما كان
قال الراوي: ثم أمر أبانَ بنَ عثمان بن عفان أن يكتب له سير النبي  r ومغازيه. فقال أبان: هي عندي  قد أخذتها مصححة ممن أثق به، فأمر بنسخها وألقى فيها إلى عشرة من الكُتّاب، وكتبوها في رَقِّ، فلما صارت إليه  نظر فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين، وذكر الأنصار في بدر؛ فقال: ما كنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل، إما أن  يكون أهل بيتي غمصوا عليهم ، وإما أن يكونوا ليس هكذا. فقال أبان بن عثمان: أيها الأمير، لايمنعنا ما صنعوا بالشهيد المظلوم من خذلانه أن القول بالحق؛ هم على ما وصفنا لك في كتابنا هذا ...
إلى أن قال: ثم إن سليمان جلس مع قبيصة بن ذؤيب فأخبره خبرَ أبان بن عثمان، وما نسخ من تلك الكُتب، فقال قبيصة: من الحظ أن تعلَمها وتعلمها ولدك وأعقابهم... إلخ، وراجع الخبر في : كتاب مصادر السيرة وتقويمها للدكتور فاروق حمادة ص/84 ـ 85
فالحاصل أن أبان بن الخليفة عثمان من أول من صنف في السيرة  إن لم يكن أولهم على أقل تقدير، وعلى هذا فلا اعتراض على الزركلي في كلامه.
ثم إن العبارة التي نقلها العلاونة  عن الصفدي في الوافي بالوفيات 5/302  هي لياقوت في معجم الأدباء 1/39 والصفدي مجرد ناقل،
ثم قوله ?انظر: تهذيب الكمال2/ 19? يوهم أن المزي ترجم لأبان الأحمر، وليس كذلك لأنه ليس من رجال الكتب الستة أصلا، ولكن المزي ترجم لأبان بن الخليفة عثمان في 2/16 ـ 18  والإحالة التي ذكرها خاطئة..
*أبو النصر
10 - مارس - 2007
تتمة4    كن أول من يقيّم
 
الزركلي 1/91 ، زَرُّوق، أحمد بن أحمد (846 ـ 889هـ)
قال العلاونة ص/20:" زروق،  أحصى من مؤلفاته الكناشة ، والصحيح: الكناش وهو سيرته الذاتية.  انظر: أعلام المغرب العربي 5/92
وهذا  من الجهل المطبق ؛ والتعليق عليه من وجهين:
أولا: في تأنيث كلمة (كناش)، فقد ذكرها هكذا بالتأنيث ابن القاضي في جذوة الاقتباس 1/130  قبل صاحب أعلام المغرب العربي بأربعة قرون ! والزركلي أخذها منه. ثم ما الفرق بينهما ? فقد جاء في المعجم الوسيط :" الكناشة : الأوراق تجعل كالدفتر تقيد فيها الفوائد والشوارد ". هو ـ مولد ـ ، وكلاهما صحيح من  جهة اللغة التأنيث والتذكير .
ثانيا: أن  الكناشة  ليست هي السيرة الذاتية، وإنما هي كما ورد تعريفها المتقدم عن المعجم الوسيط. فكيف تفوت هذه على الأستاذ العلاونة خبير فن التراجم !! وذي الباع الطويل، والعمل الدائب في التدوين في هذا الفن الذي يريد التخصص فيه والانفراد به دون غيره!.
* * *
ـ الزركلي 1/237 أحمد ... المقَّــري (986 ـ 1041هـ )
أتى  العلاونة هنا بكلام طويل  لا داعي له، وليس له فيه دخل، إنما نقله من  من أعلام المغرب العربي لعبد الوهاب بن منصور، ولئن كان هو  سوغ لنفسه الطول لرغبته في حفظ أصل كاد أن يجتث ، فإني أعتذر عنه بحرصي على حفظ حق مسلم كاد أن يضيع ،  وكشف باطل يلزق برجل أفضى إلى ربه، 
  قال العلاونة في ذيله  2/233 وفي نظراته ص/34 :? ضبط المقري  بتشديد  القاف ورأى أن ما أورده المقري في بداية أرجوزة (إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة) أولها:
يقول أحمدُ الفقيرُ المقَّري * ....حجة في ضبط القاف مع أن الأصح تخفيف القاف  وإن كان تشديد القاف جائزا، فهو من بيت بعرف أهله بأولاد الـمَقْري ـ بفتح الميم وسكون القاف ـ  نسبة إلى قرية بزاب افريقيا تعرف بمقرة، وبهذه الصيغة عرفوا قديمة بتلمسان، ويعرفون حديثا بوجدة وتازة  وفاس بعد انقطع نسلهم منها.
وضبط بعضهم أسرة مقرة ـ بفتح الميم وتشديد القاف ـ فصاروا يعرفون بأولاد المقْري تارة ،وأولاد المقَّري تارة أخرى. وحكى المترجم الصيغتين معا في كتابه نفح الطيب  لما ترجم لجده محمد، وقال: إن على الصيغة الثانية عول أكثر المتأخرين .
يقول  مؤرخ المغرب في عصرنا العلامة عبد الوهاب بنمنصور: ?ويغلب على ظني أنه هو لم يعول عليها  إلا بعدما هاجر إلى المشرق دفعا لالتباسها  بصيغة  المقرئ  التي قد تنقص بها من قدره وقدر أسرته؛  لأن الإقراء دون ما كان ينتحلون من علم وأدب كثير، وأقل من الخطط التي تولوها بالمغرب كالتدريس! والخطابة والإفتاء  والقضاء ، وقد بحثت بنفسي  عن تلك القرية التي وقعت نسبة أسرته إليها، وسألت عنها سكان الزاب، ومنهم علماء وأدباء  ومؤرخون معاصرون كبار...فأكدوا لي أنها قرية معروفة حتى اليوم هناك، وأنها مخففة القاف ساكنتها".
وكذلك ضبطها جغرافيون ومؤرخون كبار كياقوت الحموي، وابن خلدون وإسماعيل ابن الأحمر، ويؤيدها صيغ  أسماء  الكتب التي ألفت عن المقريين مثل:
ـ النور البدري في التعريف بالفقيه المقري لابن مرزوق العجيسي التلمساني الحفيد.
ـ العنبر الشحري فيما أنشدنيه صاحبنا أبو العباس المقري لمحمد بن علي الغماد الوجدي
ـ الورد العطري في قرشية بني المقري لمحمد بن رشيد العراقي الحسيني الفاسي . وقد أطلت في النقل لرغبتي في حفظ أصل يوشك أن يجتث ?.
*أبو النصر
10 - مارس - 2007
تتمة5    كن أول من يقيّم
 
- أقول:
قال الشهاب المقري في النفح في ترجمة جده 5/ 204 ـ 205: " وقد ألف عالم الدنيا ابن مرزوق تأليفا استوفى فيه التعريف بمولاي الجد سماه ?النور البدري في التعريف بالفقيه  المقْري?   وهذا بناء منه على مذهبه (لاحظ) أنه بفتح الميم وسكون القاف كما صرح بذلك في شرح الألفية عند قوله :
* ووضعوا لبعض الاجناس علم *
  وضبطه غيره وهم الأكثرون بفتح الميم وتشديد القاف وعلى ذلك عول أكثر المتأخرين وهما لغتان في البلدة التي نسب إليها ، وهي مقرة من قرى زاب إفريقية وانتقل منها جده إلى تلمسان صحبة شيخه ولي الله سيدي أبي مدين رضي الله عنه ". هذا كلام المقري بنفسه عن نسبته، فهل يقال له :أنت تجهل نسبتك، ونحن نعرفها أحسن منك! أو عرفتها ثم قصرت في بيانها?.
وقد تضمن كلامه عدة أمور:
ـ تعريض بابن مرزوق، وأن ذاك مذهبه في ضبط الكلمة، وإلا لو كان ابن مرزوق مشى على الجادة، وما عليه المعول؛ لكان المقري في غنى عن التنبيه.
ـ أن الأكثرين ضبطوه بتشديد القاف ـ كما عند الزركلي ـ  ولكن المقري لم يكن يعرف الحيل فيقول بأن فيهم كبار المؤرخين والأدباء والجغرافيين والأطباء كما سطره عبد الوهاب بنمنصور وأجاد فيه.
ـ أن هذا الضبط هو المعول عليه عند أكثر المتأخرين، ولاحظ أن هذا قبل الشهاب المقري،  أعني قبل القرن الحادي عشر.
ـ  أنهما لغتان في ضبط هذه الكلمة ، يعني  أن كلاهما جائز  لا ضير فيه.
هذا كلام العلماء، أما غيرهم  فليس عندهم لغتان ولا وجهان ، وإنما الراجح ما عرفوه، والمرجوح ما جهلوه، والحق ما يكتبونه، والباطل ما يكتبه غيرهم ....كما يدل على منهج غريب مجاف لقواعد المؤرخين في الترجيح؛ فإن الأصل أن العالم الثقة هو حجة فيما يخبر به عن نفسه ، وقوله مقدم على غيره ، والعلاونة يعكس الأمر.
وما ذكره بنمنصور من الكتب معارض بكتب أخرى جاءت على تشديد القاف، و فتحها مثل:
ـ الوشي العبقَري في ضبط لفظة المقَّري لأبي عبد الله محمد الصغير بن محمد الإفراني ، أتى فيه على بعض أخبار أبي العباس أحمد المقري صاحب النفح . كما في دليل المؤرخ لابن سودة ص/163 (960) ـ وهو مخطوط ـ
والإفراني مؤرخ  معتمد، وكتابه متخصص في ضبط هذه اللفظة ، وأنا أتعجب كيف لم يذكره  بنمنصور هل لجهله إياه، أم لحاجة في نفسه??
أما العلاونة فأعذره  لأنه ليس في شيء من الشر وإن هانا، وأجزم أنه لم يقرأ شيئا من نفح الطيب، ولا حدثته نفسه أن يرجع إليه ليتأكد من حقيقة الأمر، لأنه لا يحب أن يقرأ بل يحب أن ينقد، ولا يحب يبحث، بل يشتهي  أن يستدرك ويخطئ قبل كل شيء.
* * *
ـ  الزركلي 1/223   ع 2 السِّمناني، أحمد بن محمد (659 ـ 736هـ): " كان يحط على ابن العربي، ويكفره  ".
قال العلاونة  في ذيله 1/241   : والصواب: ابن عربي
أقول: هذا التفريق وإن كان ذكره المقري في النفح، فإنه لا يعتمد عليه،
والصواب : أن كليهما يطلق عليه ابن العربي، وإن راج بين بعض الناس الآن أنه إذا أطلق :ابن  عربي  ـ منكرا فهو الحاتمي ، فهذا غير موجود عند العلماء المؤرخين. وقد بين هذا الأستاذ الرشيد في كتابه قراءة نقدية لذيل الأعلام للعلاونة وأتى بعدة  نصوص صريحة تدل على أن (محيي الدين الحاتمي) يدعى:ابن العربي، فتراجع ص/39 وهذا أمر مفروغ منه لولا أن العلاونة صاحب تجليح بغيض،  وعناد عريض، ورأيته لم يورد هذا التعليق في النظرات كأنه ترجع عنه.
*أبو النصر
10 - مارس - 2007
تتمة6    كن أول من يقيّم
 
الزركلي 1/138  الدرعي، أحمد بن صالح (1121 ـ 1147هـ)
قال العلاونة في ذيله 2/230 : الدرعي ، جاء في ترجمته، أبو العباس الأكتاوي ،  والصحيح: الكتاوي انظر: أعلام المغرب العربي 6/263
أقول: العكس هو الصحيح ، وهكذا تنطق، وأعرف غير واحد من أصحابنا يلقب بالأكتاوي .
* * *
الزركلي 1/141 ع2   أحمد عارف حكمة الله التركي (1200 ـ 1275هـ)
قال العلاونة في ذيله ص/239  ـ ولم يذكره في النظرات ـ ? ذكر ـ الزركلي ـ في ترجمة عارف حكمت أن للشهاب محمود الآلوسي  كتابا في ترجمته سماه :" شهي النغم في ترجمة عارف الحكم "خ. ثم قال: جاء اسمه في مجلة العرب رجب وشعبان 1406هـ (عارف حكمت :حياته ومآثره ) تـ : محمد العيد الخطراوي.
- وهذا جهل منه جعله يخطيء الصواب، فهو لم يقرأ الكتاب ، ولا رآه حتى في النوم ، وإنما سمع شيئا فظنه حقا فكتبه يحتج على الزركلي؛ لأنه مات ولا يستطيع أن يرد،  والصواب مع الزركلي،
والعنوان الذي  استدركه  العلاونة، ليس من صنع المؤلف، بل أضافه المحقق للتوضيح والبيان وهو تصرف منه في عنوان الكتاب غير مقبول، وقد انتقده في ذلك أستاذنا الدكتور عبد الله عسيلان، وجعله مثالا للتصرف في عنوان المخطوطة، فقال في كتابه القيم (تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل) ص/60: "يتصرف بعض المحققين في عنوان المخطوطة بإهمال العنوان القديم، ووضع عنوان حديث، وجعله في الصدارة أصلا، والعنوان القديم يكون ثانويا كما صنع مثلا محمد العيد الخطراوي في تحقيقه  لكتاب (شهي النغم في ترجمة شيخ الإسلام عارف الحكم) للألوسي؛ حيث جعل عنوانه (عارف حكمت:حياته ومآثره) ثم ذكر أسفل منه العنوان القديم، ومثل هذا الصنيع يتجافى مع أصول التحقيق التي تقتضي  إثبات العنوان من واقع المخطوط نفسه ?.
وراجع: كتاب قراءة نقدية لذيل الأعلام للعلاونة " للأستاذ الرشيد ص/38
* * *
الزركلي 1/160  ع 1 الجزائري؛  أحمد بن عبد الله  (800 ـ 884هـ). قال الزركلي :" له اللامية في علم الكلام ، تسمى الجزائرية في العقائد الإيمانية خ" الأزهرية
قال العلاونة في النظرات ص/26 : ?والصحيح أنه في التوحيد تعرف بالجزائرية، واسمها الحقيقي: كفاية المريد في علم التوحيد".
أقول : أليس علم الكلام  مرادف لعلم التوحيد : فما موضوع علم الكلام ? وما موضوع علم التوحيد?
يقول الشيخ محمد عبده في رسالة التوحيد ص/5 :?علم الكلام: علم يبحث فيه عن وجود الله، وما يجب أن تثبت له من الصفات، وما يجوز أن يوصف به، وما يجب أن ينفى عنه، وعن الرسل لإثبات رسالتهم، وما يجب أن يكونوا عليه،  وما يجوز أن ينسب إليهم ، وما يمتنع أن يلحق بهم?. وفي المنجد:" علم الكلام:علم من العلوم الشرعية المدونة  يبحث عن ذات الله تعالى، وصفاته، وأحوال الممكنات من المبدأ والمعاد على قانون الإسلام ". وفي المعجم الوسيط :"وعلم التوحيد: علم الكلام ـ مو ". وهذا ظاهر فلا حاجة للتطويل.
* * *
الزركلي 1/194 ع3     أحمد بن فرْح  الإشبيلي (625 ـ 699هـ)
قال العلاونة في ذيله  ص/240 ـ وحذفه من النظرات ـ  ? ضبطت الراء  بالسكون في ابن فرح= أحمد بن فرح،  وفي ج5/141وهو خطأ صرف والمحفوظ المشهور فتح الراء  وبهذا ضبطه الحافظ ابن حجر في تبصير المنتبه 3/1072وتابع الزركلي في ذلك محققا  طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، ومحقق طبقات الحفاظ للسيوطي ? .
أقول؛ لئن كان ابن حجر ضبطه بالتحريك فإن قرينه ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 7/64  ضبطه  بسكون الراء ، فتعارضا فتساقطا ، وترجيحك لكلام ابن حجر  بدون مرجح غلط صرف .
و لم ينص عليه الذهبي في المشتبه  2/502  ولكنه ذكر  فرح ـ بالفتح ـ  ثم  قال:" وبالسكون: فرْح بن خلف أبو ا! لفضل الأندلسي  كتب عنه ابن شق الليل.  وجد أبي الخطاب ابن دحية".
قال ابن ناصر الدين في توضيحه معلقا عليه: 7/64 :" هو الإمام أبو الخطاب، عمر بن الحسن بن علي بن محمد بن فرْح، والإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرْح القرطبي صاحب التفسير.... والفقيه أبو العباس أحمد بن محمد فرْح اللخمي نزيل دمشق (وهو المقصود عندنا)... وقد ذكر أباه بعض علماء العصر في جزء سماه :" زواح الترح في شرح منظومة ابن فرح؛ ففرح إنما هو بسكون الراء ".
*أبو النصر
10 - مارس - 2007
تتمة7    كن أول من يقيّم
 
ـ  الزركلي 1/240  ع 2 أحمد بن محمد الهشتوكي (1057 ـ 1127)
قال العلاونة في الذيل 2/234 وفي نظراته ص/ 36  " وضبط لقبه أحوزي بــ" أحُزِّي" وهو خطأ، ويقول العلامة محمد المختارالسوسي:?وما في بعض الكتب " أحُزِّي" غير صواب،  وأهلها معذورن بالبعد عن هذه البلاد".
وأحوزي تحريف بالبربرية لكلمة الحوزي العربية التي تعني ساكن الحوز، أو المنسوب إليه. والحوز في اللغة له معان كثيرة منها  الناحية. وفي العرف المغربي كل الجهات القريبة من مدن كبيرة  كحوز فاس ومراكش وتطوان ". ثم قال:? ويحسن أن يضاف: وأكثر مؤلفاته تافهة? .
قلت: أنا أدع المختار السوسي ، وفلانا وعلانا،  وأفتح لك فهرسة الهشتوكي نفسه المسماة قرى العجلان في إجازة الأحبة والإخوان ـ التي ما عرفها العلاونة، ولا خطرت بباله ـ وقد سمى في مقدمتها نفسه ،وسرد نسبه، وضبط لقبه هكذا ـ  : " أحمد بن محمد بن داود بن عزى بن يوسف الجزولي التملي نسبا :" أَحُزِي " ـ [هكذا مرسومة] ـ بفتح الهمزة، وضم الحاء المهملة، وكسر الزاي ، وسكون التحتية آخره ـ  لقبا، المنصوري مولدا ـ أصلح الله له دينا ودنيا وصحبا، وأهلا وعبيدا وقلبا وولدا ـ الهشتوكي شهرة ـ " قرى العجلان (مخ ضمن مجموع ل/67/ب)، وكذا ضبطه بالحروف الكتاني في فهرس الفهارس 2/1102.
 * ولم يكتف العلاونة بذلك بل زاد الطين بلة وفضح نفسه بقوله: ويحسن أن يضاف: وأكثر مؤلفاته تافهة.
وأكاد أجزم أنه لم يقرأ منها حرفا، ولا رأى أي شيء منها مجرد رؤية ، فضلا عن القراءة والمطالعة، فضلا عن أن يعرف أنها تافهة، وقد يقول إن هذا من كلام بنمنصور ، فنقول: انسبه إليه ودعه يتحمل جريرته.
والهشتوكي صنف فيما كان يصنف فيه علماء عصره، ولم يخرج  عن ذلك ؛ فإذا كان  أغلب مؤلفاته تافهة  فأغلب مؤلفات  علماء عصره تافهة فهو شيء لم يختص به، وهذا قائمة بأغلب مؤلفاته:
ـ شرح ألفية السيوطي في مصطلح الحديث، ولم يسبقه على الإطلاق  قط أي واحد من علماء بلده إلى شرحها. هل هذا تافه?
ـ قرى العجلان في إجازة الأحبة والإخوان وهي فهرسته،  كما هو دأب كثير من العلماء في كتابة فهرسة لمروياتهم ، أو معجم لشيوخهم. هل هذا تافه?
ـ هداية الملك العلام إلى بيت الله الحرام ، والوقوف بالمشاعر العظام، وزيارة النبي عليه السلام، وهي رحلة عظيمة مشتملة على فوائد ? هل هذا تافه?
ـ ورحلتان أخريان.
فهل هذه المؤلفات تافهة ?
* * *
ـ  الزركلي 1/253 ع 1  أحمد بن محمد شاكر (1309 ـ 1377هـ ). قال الزركلي :" أعظم أعماله "شرح مسند الإمام أحمد بن حنبل" خمسة عشر جزءا منه".
قال العلاونة في نظراته ص/36 :"هو تحقيق وتخريج لا شرح".
أقول: الذي كتب على الأجزاء التي طبعت بتـحقيق الشيخ  ?شرحه ووضع فهارسه?.
ويقول العلامة أبو فهر محمود شاكر في ترجمة لأخيه أحمد المذكور:" أما عمله الذي استولى به على الغايات فهو شرحه على مسند أحمد بن حنبل ، أصدر من خمسة عشر جزءا فيها من البحث والفقه والمعرفة ما لم يلحقه فيه أحد في زمانه هذا " انظر: جمهرة مقالات محمود شاكر 2/1014 ـ 1015 ، فلا اعتراض على الزركلي فيما قال.
كما ذكر العلاونة في المستدرك على نظراته ص/12 أن الزركلي أخطأ في سنة مولد أحمد شاكر ، قال: " والصحيح 1311 فقد ذكر هذا الشيخ أحمد نفسه لابن مانع، كما في تعليق ابن مانع على كتاب نموذج من الأعمال الخيرية في إدارة الطباعة المنيرية 482   ".
وهذا جهل فاضح ، فقد دأب الشيخ أحمد شاكر على كتابة سنة مولده تحت  اسمه على أغلفة بعض الكتب التي حققها. وهي سنة 1309هـ التي أثبتها الزركلي،  انظر: مثلا  تحقيقه وشرحه للرسالة للشافعي ، طبعة البابي الحلبي، سنة 1358هـ ،  بل حددها أخوه العلامة محمود شاكر  بأنها كانت بعد فجر يوم الجمعة 29 من جمادى الآخرة سنة 1309هـ الموافق 2  يناير 1892م انظر: جمهرة مقالات محمود شاكر 2/1011
 
أما التاريخ الذي ذكره العلاونة ، واستدركه على الزركلي فهر تاريخ ولادة شقيق أحمد شاكر وهو  الأستاذ علي شاكر كما  مقدمة جمهرة مقالات أحمد شاكر 1/13 
هذان وأنصح للمؤلف الفاضل أن يتأنى في ما يكتب ، ويتثبت في ما يقول ، ويدع عنه  التسرع في تخطئة الناس بمجرد  الظن  والتوهم ، فما هكذا  العلم ، وما هكذا التحقيق . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
*أبو النصر
10 - مارس - 2007
الحق ان شاء الله ما قاله العلاونة    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم أخوكم محمد المقري التلمساني
من عائلة المقري بالجزائر و التي لا يزال أفراد منها بسيدي العبدلي في حوز تلمسان
وفي سيدي بلعباس و في المسيلة.
و هذا ما لا يعرفه الكثير إذ يعتقدون أن ليس هناك مقريون إلا بالمغرب.
أما ما أردت التنبيه عليه و هو أنه ليس في كلام العلاونة أي تعد أو شيئا مما ذكره الأخ أبو ناصر.
و أول ما يجب التنبيه عليه هو قول أبي ناصر بارك الله فيه
"أما العلاونة فأعذره  لأنه ليس في شيء من الشر وإن هانا، وأجزم أنه لم يقرأ شيئا من نفح الطيب، ولا حدثته نفسه أن يرجع إليه ليتأكد من حقيقة الأمر، لأنه لا يحب أن يقرأ بل يحب أن ينقد، ولا يحب يبحث، بل يشتهي  أن يستدرك ويخطئ قبل كل شيء."
و هو يقرأ ما قاله الأستاذ العلاونة في نظراته:
"وحكى المترجم الصيغتين معا في كتابه نفح الطيب لما ترجم لجده محمد"
فالعلاونة يعرف النفح و ينقل منه و ليس كما قال الأخ أبو ناصر عفا الله عنه.
ثم إنه قد أعجبني قول العلاونة:"وقد أطلت في النقل لرغبتي في حفظ أصل يوشك أن يجتث"
فحقيقة كادت أن تجتث التسمية الصحيحة و التي هي بالتسكين لا النصب و التشديد و أشكر
للعلاونة صنيعه فجزاه الله خير جزاء.
و أما ما قول الأخ أبي ناصر لا حرمنا الله منه:
"هذا كلام المقري بنفسه عن نسبته، فهل يقال له :أنت تجهل نسبتك، ونحن نعرفها أحسن منك! أو عرفتها ثم قصرت في بيانها?.
وقد تضمن كلامه عدة أمور:
ـ تعريض بابن مرزوق، وأن ذاك مذهبه في ضبط الكلمة، وإلا لو كان ابن مرزوق مشى على الجادة، وما عليه المعول؛ لكان المقري في غنى عن التنبيه.
ـ أن الأكثرين ضبطوه بتشديد القاف ـ كما عند الزركلي ـ  ولكن المقري لم يكن يعرف الحيل فيقول بأن فيهم كبار المؤرخين والأدباء والجغرافيين والأطباء كما سطره عبد الوهاب بنمنصور وأجاد فيه.
ـ أن هذا الضبط هو المعول عليه عند أكثر المتأخرين، ولاحظ أن هذا قبل الشهاب المقري،  أعني قبل القرن الحادي عشر.
ـ  أنهما لغتان في ضبط هذه الكلمة ، يعني  أن كلاهما جائز  لا ضير فيه.
لم يقل أحد أن العلامة أحمد رحمه الله قد جهل نسبته و ليس التحقيق في هذه المسألة مع معرفة كلام صاحب النفح يعتبر تجهيلا له.
و أقصى ما يوخذ من كلام المقري أن تشديد القاف كان شائعا في زمنه و أنهم كانوا يعرفون به كما كانوا يعرفون بالقاف الساكنة كما قال العلاونة:"فصاروا يعرفون بأولاد المقْري تارة ،وأولاد المقَّري تارة أخرى."
و أما أنه عرض بابن مرزوق فخطأ واضح من الأخ أبي ناصر و لا يستفاد منه سوى أنه ينقل ضبط المقري
كما نقل عن ابن الأحمر و الشيخ زروق من نيل الإبتهاج حيث قال في النفح:
"قال صاحب نيل الابتهاج بتطريز الديباج ما صورته : محمد بن محمد بن أحمد القرشي التلمساني الشهير بالمقري بفتح الميم، وتشديد القاف المفتوحة كذا ضبطه الشيخ عبد الرحمن الثعالبي في كتابه العلوم الفاخرة وضبطه ابن الأحمر في فهرسته وسيدي أحمد زروق بفتح الميم وسكون القاف."
وبعكس ما استنتجه أبو ناصر يوخذ من كلام ابن مرزوق أن الشائع في زمانه هو المقْري و هو أي الحفيد ابن مرزوق متقدم على من ضبطه بالتشديد و الله اعلم.
و أما اتهام العلاونة بالحيلة فأقول فيه أنه لا يعلم السرائر إلا الله.
و أما أنه المعول عليه عند المتأخرين فلا يفهم منه إلا أن المعول عليه عند المتقدمين خلافه و إذا اختلف المتقدمون و المتأخرون أخذنا عن المتقدمين.
و أما أنها لغتان صحيحتان في ضبط الكلمة فخطأ يرده ما أورده العلاونة عن بن منصور و عن أهل الجغرافيا و البلدة مازالت باقية إلى يومنا هذا بإسمها مقرة بالتسكين و هي تبعد عن مدينة المسيلة ب 60 كم و لقد زرتها مؤخرا فقط.
فإذا الحق ان شاء الله ما قاله العلاونة.  
المقري
20 - مارس - 2007