البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : أنسب , أطال الله عمرك    كن أول من يقيّم
 allan 
5 - مارس - 2007
من قائل هذا البيت , يرحمك الله ?
 
يامن تدعي العلم معرفة        عرفت شيئا ً وغابت عنك أشياءٌ
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ذاك قائله    كن أول من يقيّم
 
 
 
البيت لأبي نواس من قصيدة عدتها اثنا عشر بيتا ، مطلعها :
 
دعْ عنك لومي فإن اللوم إغراءُ وداونـي بالتي كانت هي iiالداءُ
 
 
وجاءت رواية صدر البيت في الديوان هكذا  :
 
فقلْ لِمَن يدّعي في العلم فلسفة .................
 
قلت :
 
وعجز البيت سارت به الركبان ، واقتبسه شعراء كثيرون منهم من أبقاه عجزا ومنهم من اتخذه صدرا .
 
ديوانه  ج 3  ص 2   -   النشرات الإسلامية   -   تحقيق  إيفالد فاغنر   - شتوتغارت   -  ألمانيا   -   1408 ه  -  1988 م
*منصور مهران
5 - مارس - 2007
وللحديث شجون    كن أول من يقيّم
 
وكان حفظي لهذا البيت هكذا:
 
يا أيها المدعي في العلم فلسفة         عرفت شيئا وغابت عنك أشياء
 
وقد مرّت اعوام طوال على حفظ هذه القصيدة الشهيرة ولا أعلم مدي صواب ما حفظت ولا أحتفظ بديوان الشاعر لمعرفة ذلك ولعل أستاذنا أبا البركات يفصل في الأمر. واعتادت ذاكرتي ممارسة الخديعة عند شعورها بالضعف والنسيان فتلجأ الى الترميم ووضع بعض اللبنات في بنية بناء البيت وقد تتعداه الى أكثر من بيت من أبيات القصيدة عندما لايكون ديوان الشاعر بين يدي للمراجعة والتثبت. لكني والله لم أفعل فعل الزعيم العربي الذي وقف يوما على رأس أحد المهندسين في ترميم الأثار- أظن الرجل بعد ذلك قد أصبح هو أيضا أثرا من الآثار- مخاطبا إياه: ألم آمر أن تضعوا بين كل متر في الحائط حجرا يوضح تاريخ الترميم- تبين بعد ذلك أنه لم يكن ترميم بل كان تهديم لاهم وأعظم الآثار الحضارية- والعهد الذي تمت فيه الاصلاحات وفي عهد أي حاكم كان ذلك. عموما بين السياسة والشعر خيط رفيع قابل للتمطي والتحايل على القطع حرصا على دوام الالفة واجتناب القطيعة.
alsaadi
6 - مارس - 2007
في سجون الحديث    كن أول من يقيّم
 
سلامي إلى شاعرنا السعدي و أستاذنا أبي البركات ,,,
استوقفني البيت الشعري موضع التساؤل ... و الحكم فيه لأستاذنا منصور مهران ... لأتي أحفظه منذ صغري على الشكل الآتي :
                        وقل لمن يدعي في العلم معرفة      *      علمت شيئا و غابت عنك أشياء
 
و لا أعرف قائله و لا سبب قوله .... و منكم نستفيد .
*لحسن بنلفقيه
6 - مارس - 2007
عودة الى ابي نؤاس    كن أول من يقيّم
 
ولك مني استاذنا الحسن تحية طيبة
 
يروى أن مناسبة هذا البيت بوجه الخصوص والقصيدة عامة، تعود الى موقف ابي نؤاس من النظام و فلسفته ومذهبه في الاعتزال. ومطلع القصيدة كما هو واضح يمثل رؤية أبي نؤاس ومذهبه في الحياة القائمة على طلب المتعة واللهو بمباهج الدنيا والعبّ من كؤوس ملذاتها. والخمر هو الغرض الذي اشتهر به هذا الشاعر وسبقه الى هذا المسلك في جعل الخمرة موضوعا من موضوعات الشعر الوليد يزيد بن عبد الملك الذي عرف بالمجون وشرب الخمر والانصراف الى سماع الغناء ورقص الجواري في قصره. كان ذلك أيام حكم أبيه وبعد صيرورة الخلافة إليه والتي لم تدم طويلا اذ سرعان ما سقط قتيلا على يد ابن عمه يزيد بن الوليد. والوليد ورث مسلكه عن أبيه فقد كان الوالد كما هو حال الولد ينزع الى اللهو ة والقصف وان اختلفت أقوال الرواة بين من يثبت ومن ينفي الكثير مما نسب سواء للوليد أو لابيه. ويقول ابو الفرج الاصفهاني ان أبا نؤاس قد سلخ معاني الوليد وجعلها في شعره. وقد يكون في ذلك بعض الصحة لكنه حكم لا يخلو من إفراط. وقد سبق الاعشى، الشاعر الجاهلى المعروف، في وصف الخمر والاستغراق في بيان أثرها في النفوس وفي العقول وو وصف مجالس الشراب في صحبة السكارى وكيف أن أحدهم قد يدفع ناقته ثمنا لجلسة شراب. فكانت الخمرة في شعره من أهم الموضوعات التي وردت في ديوان الاعشى الى جانب المديح الذي اشتهر به. وما قاله أبو نؤاس في مطلع هذه القصيدة هو من تمام معنى ما قاله الاعشى أو مانسب إليه:
 
وكأس شربتُ على لذة       وأخرى تداويتُ منها بها
 
وله في ذلك فضل السبق ولعل بيت أبي نؤاس ينحط عنه بدرجات.
 
alsaadi
7 - مارس - 2007
ومن الخمر ما قتل    كن أول من يقيّم
 
اجد من المفيد استكمال ما بدأتُ به عن أبي نؤاس شاعر الخمريات في العصر العباسي وأشهر من وصف الخمر ومجالس الشراب. ولعل القلة هم من يعرفون الشاعر الماجن أبا الهندي. شاعر أموي أدرك صدر الخلافة العباسبة وكان خليعا فاسقا لا يفارق الكأس شفتيه. وهو من الشعراء المطبوعين الذين خمل ذكرهم لبعده عن بلاد العرب واقامته بسجستان وخراسان، ومعاقرته الشراب ولفساد دينه على حد وصف أبي الفرج له في أغانيه. ذكروا ان اسمه غالب بن عبد القدوس وقيل عبد الله وجده هو شبث بن ربعي. ويبدو ان الحفيد قد أخذ بعض طبائع جده في النفور والمزاج القلق واضطراب العقيدة. فقد كان شبث بن ربعي كما روى بعضهم مؤذنا لسجاح التميمية التي تنبأت بعد وفاة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام . وكان من أتباع علي عليه السلام وعلى راية القراء في صفين. ثم انقلب بعد التحكيم منحازا الى صفوف الخوارج. وكان يقول: أنا أول من حرر الحرورية( وهي الفرقة التي خرجت على علي لقبوله التحكيم ومضت الى منطقة حروراء بظهر الكوفة) وسرعان ما عاد الى صفوف الامام تائبا ليقاتل الخوارج في النهروان. ثم كان على رأس أحد الفرق التي بعثها والي الامويين في الكوفة عبيد الله بن زياد لقتال الحسين بن علي. وما يهمنا هو ماقيل من ريادة هذا الشاعر في وصف الخمر وأن أبا نؤاس ومن في طبقته كانوا يسطون على معانيه وصوره الشعرية في وصف الخمر فيصبّونها في قالبهم الشعري. وقال صاحب الاغاني أنه أول من وصف الخمر من شعراء الاسلام واستفرغ شعره في وصفها. ويرد في بعض أبياته مايشير الى أنه قد شارك في بعض حروب الفتح العربي ولا نعلم مدى صواب هذا الزعم من رجل لا يصحو من سكر الا الى سكر. يقول:
 
   
اذا صليتُ خمسا كل يوم = فإن الله يغفر لي iiفسوقي
   
ولم أشرك برب الناس شيئا فـقد أمسكتُ بالدين iiالوثيق
   
وجاهدتُ العدو ونلتُ مالا = يبلغني  الى البيت iiالعتيق
   
فـهذا الدين ليس به iiخفاء دعوني من بنيات الطريق
و يصف ولعه بالخمرة في بعض أبياته وكأنه صدى لابي محجن:
 
  
إجـعـلوا  إن متُّ يوما كفني ورق  الـكرم وقبري iiمعصرة
وادفنوني  وادفنوا الراح iiمعي واجعلوا  الاقداح حول iiالمقبرة
إنـنـي  أرجـو من الله iiغدا بعد شرب الراح حسن المغفرة
 
ومات أبو الهندي في ليلة باردة على قارعة الطريق بعد خروجه ثملا من حانة لبيع الخمور. وقيل بل نام مع أصحابه على سطح ليس له جدار، فربط أحدهم رجله بحبل مخافة أن يسقط من السطح وهو سكران فقام ليقضي حاجته، فسقط وبقي معلقا من قدمه حتى تسربت الخمرة من جوفه الى فمه فمات مختنقا بها. وهذه ميتة لم يُسمع بمثلها في تاريخ العشق.
صادق السعدي
16 - مارس - 2007