اتباعا للوحي كن أول من يقيّم
أولا : السائل الكريم يسأل عن ترتيب سور القرآن : أهو بالوحي أم بالاجتهاد ? يا أخي الكريم إن هذا الترتيب الذي بين أيدينا يرى جمهور العلماء أنه باجتهاد الصحابة وقال البيهقي : كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبًا سورُهُ وآياته على هذا الترتيب ، إلا الأنفال وبراءة . ( الإتقان ج 1 ص 196 ) ومال ابن عطية إلى أن كثيرا من السور كان قد عُلِم ترتيبها في حياة الرسول صلى الله علي وسلم ، وأن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فُوّض الأمر فيه إلى الأمة من بعده . ثم صار إجماعًا . و كان جماعة من الصحابة يمتلكون مصاحف جاءت سور القرآن فيها حسب ترتيب النزول ، وعند جمع القرآن التزم الصحابة بأصح الروايات التي استقر عليها هذا الترتيب باجتهاد منهم . ولقد وجدت الأستاذ / عزة دروزة لما نشر تفسير القرآن على ترتيب النزول ، لقِيَ معارضة شديدة لكون ذلك الترتيب يخالف ما التزمت به الأمة في العبادة والتلاوة ، وكانت حُجّته أن فهم القرآن حسب ترتيب النزول يعين على إدراك حكمة التشريع ، ويعين على معالجة مشكلات المجتمعات الإسلامية بالتدريج كما عولجت به مجتمعات الجاهلية لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) فهذا منهج الإصلاح والتوجيه منذ بدء الرسالة إلى يوم القيامة ، ثم إن التفسير في مقام التعليم وليس في مقام العبادة . ------------------------------------------------------------------------------- [ انظر : الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج 1 ص 194 - طبعة دار ابن كثير - دمشق ] ثانيا : أسماء جميع سور القرآن ثبتت بالتوقيف من الأحاديث والآثار ، وقد يكون للسورة اسم واحد - وهذا غالبا - وقد يكون لها أكثر من اسم ؛ كالفاتحة لها أكثر من عشرين اسما . --------------------------------------------------------------------- [ الإتقان ج 1 ص 166 - طبعة دار ابن كثير - دمشق ] |