البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : واحة المتنبي    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 زهير 
26 - فبراير - 2007
عدت للتو من زيارتي صديقنا وأستاذنا الجليل محمد السويدي صانع الوراق، وكان لقاء نادرا، حيث قضينا أربع ساعات من المتعة الخالصة مع روائع المتنبي بمناسبة إطلاق موقع واحة المتنبي على الوراق، وهذا المشروع الضخم هو أحد المشاريع الثقافية التي رعاها وأسسها وسهر على بنائها الأستاذ محمد السويدي منذ عشر سنوات. والحقيقة فإن مشروع واحة المتنبي لم يظهر بعد بكل تفاصيله على الوراق، والذي يظهر هو هيكل الموقع إذا صح التعبير، وإلا فإن الزوايا الحقيقية التي تحبس الأنفاس لم تظهر بعد، وسوف تظهر تباعا في بحر هذا الأسبوع، ومن هذه الزوايا زاوية يدخل المتصفح من خلالها إلى مكان كل مدينة يرد ذكرها في شعر المتنبي، وزاوية أخرى ترى منها صورة كل نبات أو حيوان أو جبل أو بحر أو نجم يرد ذكره في شعر المتنبي، وزاوية تظهر تاريخ الألفاظ التي نالت قسطا مميزا من عبقرية المتنبي، ولكن القسم الذي يعنيني هنا هو زاوية السويدي وحبه للمتنبي، وأنصح من أحب بتقليب صفحات هذه الزاوية، وهي بعنوان (الطائر المحكي) وتضم مختارات أستاذنا السويدي من ديوان المتنبي، وهي مختارات شاعر  يعرف أين يكمن جمال الشعر، وكيف يفتن بريق  الكلمة، ومع أني قرأت المتنبي مرات ومرات، إلا أنني في كل مرة أسمع من الأستاذ السويدي شعرا للمتنبي، كأنني أسمعه لأول مرة، والسبب في ذلك أنني قرأت المتنبي وحدي، وأما هو فقد قرأه مع مئات النقاد والباحثين والمفتونين بشعر المتنبي، وفي مقدمتهم والده حفظه الله سعادة الأستاذ أحمد خليفة السويدي، وزير خارجية الإمارات الأسبق، ومن نوادر ما سمعته اليوم هذه الطرفة أحببت أن تدخل التاريخ كما سمعتها  من فم السويدي قال: سألني الوالد حفظه الله عن معنى قول المتنبي:
كَم  زَورَةٍ لَكَ في الأَعرابِ خافِيَةٍ أَدهى وَقَد رَقَدوا مِن زَورَةِ iiالذيبِ
أَزورُهُـم وَسَوادُ اللَيلِ يَشفَعُ iiلي وَأَنثَني وَبَياضُ الصُبحِ يُغري بي
قال فشرحته له بما تيسر، فلما نمت رأيت في المنام وكأن هاتفا يقول لي: هلا قلت: إنه نسب الشفاعة لسواد الليل لأن القصيدة في مدح كافور. قال، وهذا من قبيل قوله:
وكم لظلام الليل عندي من يد تـخـبر  أن المانوية iiتكذب
وأعود إلى زاوية (الطائر المحكي) لأنني لم أشبع بعد من الطريقة التي شرح بها السويدي بعض الأبيات كشرحه لقوله:
وَشُزَّبٌ أَحمَتِ الشِعرى شَكائِمَها وَوَسَّـمَـتها  عَلى آنافِها iiالحَكَمُ
حَـتّى  وَرَدنَ بِسِمنينٍ iiبُحَيرَتِها تَـنِشُّ  بِالماءِ في أَشداقِها اللُجُمُ
وشرحه للبيتين:
يَحيدُ الرُمحُ عَنكَ وَفيهِ قَصدٌ وَيَقصُرُ أَن يَنالَ وَفيهِ iiطولُ
فَلَو  قَدَرَ السِنانُ عَلى iiلِسانٍ لَـقالَ  لَكَ السِنانُ كَما أَقولُ
والبيتين:
أُعادى عَلى ما يوجِبُ الحُبَّ لِلفَتى وَأَهـدَأُ  وَالأَفـكـارُ فـيَّ iiتَجولُ
سِـوى  وَجَـعِ الـحُسّادِ داوِ فَإِنَّهُ إِذا  حَـلَّ فـي قَلبٍ فَلَيسَ iiيَحولُ
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
حكم البديعي على هذه القصة    كن أول من يقيّم
 
هذه القصة من أشهر الأخبار المصنوعة يا أستاذ زياد، وقد تناولها البديعي بالنقد الواسع في كتابه (حيثية المتنبي) المنشور على الوراق (ص 83) وقصيدة ابن هانئ  هذه ذكرها ابن خلكان في آخر ترجمة ابن القابسي ونسبها إلى (ابن خطيب سوسة) مما مدح به تميم بن المعز بن باديس، وكانت ولادة تميم بعد وفاة المتنبي ب(68) سنة. 
*زهير
25 - مارس - 2007
والله زاد حبي للمتنبي    كن أول من يقيّم
 
الأستاذة ضياء : مساء الخير
أعترف أن أفكارك السديدة والتي كانت موجزة ودقيقة قد أضافت إلي لفهم المتنبي أكثر , فغيرت بعض ما اعتقدتُ , وبدلت بعض آرائي بعد كلماتك الأخيرة , ولم أحكم بمنطق مثالي , ولكن بمنطق إنساني ,
وأنتِ أيضاً تقبلين تغيير نظرتك قليلاً نحو المتنبي ( طموحه أوقعه ببعض السقطات (التذاكي أحياناً) )و (الحكم على كافور بكثير من الضغينة) ....وهكذا يكون الحوار مفيداً وأنتِ دائماً تبرهنين على فكر رائع وثقافة تُحسدين عليها , وأنا هنا لا أمدح بل أقول الحقيقة
وتتمةً لرأيي فأنا لا أبرئ كافور من العنصرية التي قد يكون مارسها على المتنبي , ولكن مايهمني هنا هو المتنبي أما كافور فأكثر ما خلد ذكره قصائد المتنبي ولولاها ربما ماسمعنا به , رغم أني لا أنكر أن كافور كان رجلاً عصامياً وصل إلى الحكم دون أن يسعى إليه ودون حسبٍ أو نسب وكان يوزع الصدقات والزكاة بنفسه , وكان يتابع مااستطاع أحوال الناس عن قرب , لهذا قلتُ سابقاً أنني أتفهم رأي كافور الذي كان سديداً , ومن جهةٍ أُخرى لا أحب الوصف العنصري  حتى لو كان من المتنبي
جدتك كانت كنزاً ثميناً , ويبدو أنها علمتك الكثير دون أن تقصد , ودون أن تقصد أيضاً جعلتكِ تحملين القليل من العنصرية , واعذري بياني فكل منا يحمل ما يحمل من مفاهيم خاطئة , والمهم هو أن لاتبقى هذه المفاهيم عالقة فتفسد أفكارنا ....
أشكرك ثانيةً على إيضاح جانب من فكر المتنبي لي , والله لقد زاد حبي للمتنبي
*محمد هشام
25 - مارس - 2007
شكراً لكم جميعا ...    كن أول من يقيّم
 
       كنت أحيانا أقول في نفسي، لماذا لايتصرف المتنبي في بعض المواقف بموجب الحكمة التي تملأ ديوانه، ثم أنتهي للفصل بين المتنبي وشعره حلا لهذا الإشكال.
       ولكن بعد اطلاعي على هذا النقاش الغني بين الأستاذ هشام والسيدة الفاضلة ضياء ذات التحليل الأنيق الجميل لشخصية المتنبي، أعترف أنني قد نهلت معرفة جمة، ليس على صعيد فهم شخصية المتنبي فحسب، وإنما أعانني ذلك على استيعاب البعد الإنساني لأي بطل نحرير أو شاعر كبير أو ملك أو أمير أقرأ عنه في كتب التاريخ.
       وخالص الشكر لأستاذي زهير على توضيحه القيم حول عدم صحة القصة التي أوردتها، والتي لم أقتنع بها لدى قراءتي لها، إلى أن جاءت كلمات الأستاذ الموسوعي زهير لتقطع الشك باليقين.  
*زياد
25 - مارس - 2007
المتنبي وصدق التجربة الشعرية    كن أول من يقيّم
 
كل الشكر والتقدير على هذا العمل الرائع الذي يدل على ماللمتنبي من مكانة عظيمة في نفوس أبناء هذه اللغة العظيمة , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ذلك الذوق الشعري الرفيع الذي يمتلكه الأستاذ الشاعرالسويدي , فله وافر الامتنان والإعجاب على هذا الجهد الرائع.
وحبذا لو يشاركني الأخوة ذوي الخبرة في رأيهم في موضوعي الذي أعده لنيل درجة الماجستير وهو يتناول حياة المتنبي وسيرته من خلال شعره.
بندرالشمري
9 - أبريل - 2007
السويدي وامرؤ القيس    كن أول من يقيّم
 
أجرت مجلة جواهر حواراً مطولاً مع صاحب الوراق محمد السويدي أعلن فيها أنه بصدد تدشين مجلة ( الرحلة ) , وموقع إلكتروني جديد ( المسالك ) , إضافة إلى فكرة إطلاق فضائية ..   وفي هذا الحوار قال السويدي عن نفسه : ( أما عن تجربتي فإنني كدانتي أرنو دائماً إلى الحرية , أو كالظل المتحول أصبو دائماً إلى الشمس , وشعري فيه تلك النزعة الإنسانية , فأنا إنساني النزعة والهوى , إنساني المنتمى ... )
وأكثر ما أعجبني في كلام الأستاذ السويدي هو وصفه للشاعر العملاق امرئ القيس : ( هذا السينمائي المعجز الذي سبق عصره بقرون , فالكثير من أبيات هذا الشاعر يحتاج إلى مخيلة بصرية حادة , وعين مخرج سينمائي حاذق لتتمكن من ملاحقة التشكيل الذي يصنعه بالكلمات !! ) وهذا أجمل وصف قرأته عن شعر امرئ القيس !
*محمد هشام
21 - أبريل - 2007
مكر مفر    كن أول من يقيّم
 
أجمل صورة سينمائية ( كما سماها السويدي ) في كل الشعر العربي الذي أحفظه , هو صورة حركة الحصان التي يعجز أي شاعر على نقلها كاملةً ببيت واحد , وهي ليست لقطة واحدة , ولا حركة واحدة , بل مجموعة حركات متداخلة  , وهي تحمل من الحركة والحيوية ما يكفي لنشم رائحة الغبار المتطاير من حركة الفرس :
 
مكر , مفر , مقبلٍ , مدبرٍ معاً         كجلمود صخرٍ حطه السيلُ من علِ
 
ما أروع هذا الوصف المذهل !!
*محمد هشام
21 - أبريل - 2007
المتنبي الملك    كن أول من يقيّم
 
يا سيدي
 
المتنبي هو خير شعراء العرب .......يكفي قوله:
أغلب فيكاشوق و الشوق أغلب        وأعجب من ذا الهجر و الوصل أعجب
أما تغـلط الأيام فيّ بـأن أرى             بغيضا تنــاءى أو حبـيبا تــقرب ?
hadir
5 - يونيو - 2007
المتنبي يصف حصانه    كن أول من يقيّم
 
هذه قطعة من بائية المتنبي في مدح كافور، وهي أشهر الكافوريات وأحلاها، وهي التي يقول فيها:
أَبا المِسكِ هَل في الكَأسِ فَضلٌ أَنالُهُ فَـإِنّـي  أُغَـنّي مُنذُ حينٍ وَتَشرَبُ
 وقد هداه الشعر للخروج  من مرارة مدحه لكافور إلى حلاوة تغزله بحصانه فقال:
وَيَـومٍ كَـلَـيـلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ أُراقِـبُ  فيهِ الشَمسَ أَيّانَ iiتَغرُبُ
وَعَـيـنـي  إِلى أُذنَي أَغَرَّ iiكَأَنَّهُ مِـنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ iiكَوكَبُ
لَـهُ فَـضلَةٌ عَن جِسمِهِ في iiإِهابِهِ تَجيءُ عَلى صَدرٍ رَحيبٍ iiوَتَذهَبُ
وَأَصـرَعُ  أَيَّ الـوَحشِ قفيتهُ iiبِهِ وَأَنـزِلُ  عَـنهُ مِثلَهُ حينَ iiأَركَبُ
وَمـا  الـخَيلُ إِلّا كَالصَديقِ iiقَليلَةٌ وَإِن كَثُرَت في عَينِ مَن لا يُجَرِّبُ
إِذا  لَـم تُشاهِد غَيرَ حُسنِ iiشِياتِها وَأَعـضائِها  فَالحُسنُ عَنكَ iiمُغَيَّبُ

*زهير
20 - سبتمبر - 2007
سفير العرب في القرن الرابع الهجري    كن أول من يقيّم
 
عمر بن سليمان الشرابي، أبو حفص: شرابي ابن المعتز وراوي ديوانه وآدابه، وسفير دار الخلافة لفكاك أسرى العرب في بلاد الروم.
وقد خصه المتنبي بواحدة من روائع مدائحه، تقع في (39) بيتاً، وصف في أثنائها موكبه في القسطنطينية فقال:
يـشـق بلاد الروم والنقع iiأبلقٌ بـأسـيـافه والجو بالنقع iiأدهمُ
إلى الملك الطاغي فكم من كتيبة تـسـاير  منه حتفَها وهي تعلم
ومـن عاتق نصرانة برزت iiله أسـيـلـة خد عن قليل iiستلطم
صفوفا لليث من ليوث حصونُها مـتون المذاكي والوشيج iiالمقوَّم
تـغيب المنايا عنهم وهو iiغائب وتـقـدم في ساحاتهم حين يقدم
وفيها قوله ويريد هذه القصيدة
مـكـافـيك  من أوليت دين رسوله يـدا  لا تـؤدي شـكرَها اليد iiوالفم
فـعش:  لو فدى المملوك ربّاً iiبنفسه من الموت لم تفقَد وفي الأرض مسلم
 وهو الذي تولى الفداء بين الروم والعرب كما ذكر أبو العلاء في معجز احمد (2/ 50) ويفهم من سياق القصيدة أن عمر بن سليمان فدى أسرى المسلمين من خالص ماله، فمن ذلك قوله:
إلـى اليوم ما حط الفداء سروجَه مذِ الغزو سار مسرجُ الخيل ملجمٌ
عـلى مهل إن كنت لست iiبراحم لـنـفـسك من جود فإنك iiتُرحم
وفي مطلع القصيدة غزلية طريفة، نختار منها قوله:
ولـمـا التقينا والنوى ورقيبنا غفولان عنا ظلْتُ أبكي iiوتبسم
فلم أر بدرا ضاحكا قبل وجهها ولـم تـر قـبـلي ميتا iiيتكلم
فلو  كان قلبي دارها كان خاليا ولكن جيش الشوق فيه عرمرم
وفي الإكمال لابن ماكولا ترجمة موجزة للشرابي، قال:
وأما الشرابي بشين معجمة بعدها راء فهو أبو حفص عمر بن سليمان الشرابي شرابي عبد الله بن المعتز، يروى عن ابن المعتز آدابه، رواها عنه أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأنطاكي قاضي أذنة
.
بقي أن أشير إلى أن ابن العديم سمى عمر بن سليمان في شيوخ ابن الدقيقي المصيصي، قال: سمع بالمصيصة أبا حفص عمر بن سليمان الشرابي مولى المعتز بالله، سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وأنشد ابن العديم بسنده إليه ثلاثة أبيات من شعر ابن المعتز، سمعها منه الشرابي بمنزله في بغداد. وبحثت عنها في الموسوعة فلم اعثر عليها في ديوان ابن المعتز، لذلك أرى من الفائدة ذكرها هنا:
يـا من أعز بذلي في الخطوب له إذا  تـعـزز مـخـلوق بمخلوق
يا رازق الخلق صني بانفرادك لي بالرزق عن كل مرزوق iiبمرزوق
لـم يـعـصـه أحـد إلا iiبتخليةٍ مـنـه ولـم يـرضه إلا iiبتوفيق

وسماه أيضا في شيوخ  أبي بكر المؤدب: أحمد بن عبد الكريم الأنطاكي الحلبي، وسمع منه في حلب سنة 327هـ (انظر بغية الطلب: الوراق: ص 329 و 947)
*زهير
5 - يونيو - 2008
 1  2  3