البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : واحة المتنبي    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 زهير 
26 - فبراير - 2007
عدت للتو من زيارتي صديقنا وأستاذنا الجليل محمد السويدي صانع الوراق، وكان لقاء نادرا، حيث قضينا أربع ساعات من المتعة الخالصة مع روائع المتنبي بمناسبة إطلاق موقع واحة المتنبي على الوراق، وهذا المشروع الضخم هو أحد المشاريع الثقافية التي رعاها وأسسها وسهر على بنائها الأستاذ محمد السويدي منذ عشر سنوات. والحقيقة فإن مشروع واحة المتنبي لم يظهر بعد بكل تفاصيله على الوراق، والذي يظهر هو هيكل الموقع إذا صح التعبير، وإلا فإن الزوايا الحقيقية التي تحبس الأنفاس لم تظهر بعد، وسوف تظهر تباعا في بحر هذا الأسبوع، ومن هذه الزوايا زاوية يدخل المتصفح من خلالها إلى مكان كل مدينة يرد ذكرها في شعر المتنبي، وزاوية أخرى ترى منها صورة كل نبات أو حيوان أو جبل أو بحر أو نجم يرد ذكره في شعر المتنبي، وزاوية تظهر تاريخ الألفاظ التي نالت قسطا مميزا من عبقرية المتنبي، ولكن القسم الذي يعنيني هنا هو زاوية السويدي وحبه للمتنبي، وأنصح من أحب بتقليب صفحات هذه الزاوية، وهي بعنوان (الطائر المحكي) وتضم مختارات أستاذنا السويدي من ديوان المتنبي، وهي مختارات شاعر  يعرف أين يكمن جمال الشعر، وكيف يفتن بريق  الكلمة، ومع أني قرأت المتنبي مرات ومرات، إلا أنني في كل مرة أسمع من الأستاذ السويدي شعرا للمتنبي، كأنني أسمعه لأول مرة، والسبب في ذلك أنني قرأت المتنبي وحدي، وأما هو فقد قرأه مع مئات النقاد والباحثين والمفتونين بشعر المتنبي، وفي مقدمتهم والده حفظه الله سعادة الأستاذ أحمد خليفة السويدي، وزير خارجية الإمارات الأسبق، ومن نوادر ما سمعته اليوم هذه الطرفة أحببت أن تدخل التاريخ كما سمعتها  من فم السويدي قال: سألني الوالد حفظه الله عن معنى قول المتنبي:
كَم  زَورَةٍ لَكَ في الأَعرابِ خافِيَةٍ أَدهى وَقَد رَقَدوا مِن زَورَةِ iiالذيبِ
أَزورُهُـم وَسَوادُ اللَيلِ يَشفَعُ iiلي وَأَنثَني وَبَياضُ الصُبحِ يُغري بي
قال فشرحته له بما تيسر، فلما نمت رأيت في المنام وكأن هاتفا يقول لي: هلا قلت: إنه نسب الشفاعة لسواد الليل لأن القصيدة في مدح كافور. قال، وهذا من قبيل قوله:
وكم لظلام الليل عندي من يد تـخـبر  أن المانوية iiتكذب
وأعود إلى زاوية (الطائر المحكي) لأنني لم أشبع بعد من الطريقة التي شرح بها السويدي بعض الأبيات كشرحه لقوله:
وَشُزَّبٌ أَحمَتِ الشِعرى شَكائِمَها وَوَسَّـمَـتها  عَلى آنافِها iiالحَكَمُ
حَـتّى  وَرَدنَ بِسِمنينٍ iiبُحَيرَتِها تَـنِشُّ  بِالماءِ في أَشداقِها اللُجُمُ
وشرحه للبيتين:
يَحيدُ الرُمحُ عَنكَ وَفيهِ قَصدٌ وَيَقصُرُ أَن يَنالَ وَفيهِ iiطولُ
فَلَو  قَدَرَ السِنانُ عَلى iiلِسانٍ لَـقالَ  لَكَ السِنانُ كَما أَقولُ
والبيتين:
أُعادى عَلى ما يوجِبُ الحُبَّ لِلفَتى وَأَهـدَأُ  وَالأَفـكـارُ فـيَّ iiتَجولُ
سِـوى  وَجَـعِ الـحُسّادِ داوِ فَإِنَّهُ إِذا  حَـلَّ فـي قَلبٍ فَلَيسَ iiيَحولُ
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
"شحات" المنصب    كن أول من يقيّم
 
أنام ملء جفوني عن شواردها      
ويسهر الخلق جراها ويختصم
على الرغم من عبقرية هذا البيت إلا أنني وكأحد المعلقين هنا كنت أقرأ التنبي في زمن المراهقة وأنظر إلى أنه متفرداً، وهو كذلك شئت أم أبيت، لترتسم الخطى أمامي وأتعمق أكثر في الشعر والشعراء، لأجد أن قراء شاعرنا كانوا كانوا يختصمون أمام شعره ويذهبون به كل مذهب ولكنه كان هو يختصم ليس على إمارة الشعر الذي خلده بل على المنصب المادي الذي يبحث عنه دون أن يستطيع الوصول فمات بحسرته على ما كتب من شعر يقربه من السلطة ويوصله إلى المنصب.
وليت كل الشعراء يحرمون من المناصب ومن لذائذ الدنيا ليبدعوا لنا ويقدموا لنا الدرر.
محمد
15 - مارس - 2007
الحكمة في شعر المتنبي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 الحكمة في شعر المتنبي
أبو الطيب المتنبي ،، الشاعر الظاهرة ،، شاغل الناس ،،، وماليء الدنيا ،،بعظيم القصائد ،، ورائع الأشعار ،، ذلك الإنسان ،، كبير  النفس ،، عالي الهمة ،، العفيف العزوف عن الدنايا ،، وعن الانغماس في اللذات ،، المشغول بطموحه الى المجد ،، المحب لقومه ،، والذي تميز بالذكاء الحاد ، وقوة الملاحظة ، والتضلع في اللغة ...
 
تناول جميع الفنون الشعرية ،، المعروفة في زمانه ،، وصف ، ورثى ، وهجا ، وافتخر ، لكنه برع ،، براعة لا مثيل لها ،، في شعر الحكمة والأمثال ،، بعض أبياته تسير مسرى المثل ،، فتغنى بها الناس ، وأنشدتها الأجيال ،، واستشهد بها القائلون ،،، للتدليل على صحة أقوالهم ،، وتكاد الحكم والأمثال تطغى على أكثر ما أثر للمتنبي من شعر ، واستطاع الشاعر ،، بمهارته المعروفة ،، ان يعرض هذه الأمثال عرضا أدبيا ،، رائعا ،، بحيث دارت على ألسنة الناس في كل زمن ،، وكل مناسبة ،، وانه استطاع ان ينظم الأبيات الرائعة ،، معبرا  أصدق تعبير ،، عن أدق الطبائع البشرية ،، ومتحدثا عن آلام الناس ، وأحلامهم ،، ومشاغلهم ،، وعن مشاعر القلوب ،، وأوجاعها ،، بأسلوب جميل ندر  نظيره
أبيات الحكمة كثيرة ، اخترت منها هذه الأبيات الرائعة :
ذريني أنل ما لا ينال من العلى ??? فصعب العلى في الصعب والسهل في السهل
تريدين لقيان المعالي رخيصة ???  و لا بد  دون  الشهد  من  ابر  النحل
دعيني أيتها اللائمة ،، أنل من المعالي ، ما لم ينله احد قبلي ،، فان العلى الصعبة العسيرة المنال ، في الطرق الوعرة التي لا يسلكها الا القادرون ،، دعيني أتكلف من المشاق ، ما أنا أهل لتكلفه ،، هل تتوقعين ان تصلي الى المعالي ، دون ان تبذلي الجهود الكبيرة ،، وتتعرضي للمشاق العظيمة ?? المعالي لا تدرك بالهين من الأعمال ،، فان من يريد التمتع بلذة الشهد ، عليه أن يتحمل لسعات النحل 
                                           ??????
وقد يتزيا بالهوى غير أهله ??? ويستصحب الإنسان من لا يلائمه
قد يجبر الإنسان على صداقة شخص ،، بعيد عنه في الخلق والاهتمامات ، وليس أهلا لصداقته ،، كما يوجد من يدعي الهوى ، في وقت لا يكابد أوجاعه
                                         ??????
واذا كانت النفوس كبارا ??? تعبت في مرادها الأجسام
اذا كبرت همة الإنسان ، وعظمت نفسه ، أتعبت تلك الهمة العالية الجسم ، في الوصول الى غايتها ، لان الإنسان يتعب جسمه ان كانت همته عالية وطموحه كبيرا ،، وأحلامه من العظمة يستهين معها بالأهوال ، ويعرض جسمه الى التعب والضمور
                                         ?????
كل عيش ما لم تطبه حمام ??? كل شمس ما لم تكنها ظلام
أي نوع من العيش لم تكن تحبه ، ولم تطب به نفسك ، وتؤنس روحك بقربه ،، هو والموت سيان ،، وكل شمس مظلمة ان لم تكن أنت هي الشمس أيها الحبيب
                                       ??????
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ??? إذا استوت عنده الأنوار والظلم
اذا لم يكن الإنسان قادرا  ،،على التمييز بين النور والظلام ،، فأي نفع يعود عليه من عينه المبصرة ?? شتان بين النور والظلمة ، وعلى الإنسان العاقل الرشيد ،، ان يميز بينهما ....
                                    ???????
شر البلاد مكان لا صديق به ??? وشر  ما يكسب الإنسان ما يصم
شر البلدان مكان  يخلو من مخلوق ، نرتاح له ، ونجد في صحبته لنا نعيما واطمئنانا حين تسكن نفوسنا المرهقة ، الى ذلك الصديق ، وتجد فيه توأم الروح وضالة الفؤاد ،، وشر ما يكسبه المرء ، ذلك الذي يكون سببا في عيبه وذله
                                   ??????
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ???? وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ???? وتصغر في عين العظيم العظائم
ان العزيمة تكون على قدر أهلها ، ان كان الأشخاص كبارا طموحين قادرين على تحقيق أحلامهم ،، كانت عزيمتهم قوية مثلهم ،، وكذلك المكارم تكون دائما على قدر أصحابها ، فمن كان أكرم المخلوقات ،، أتى من الأعمال أكرمها خصالا
وصغائر الأمور عظيمة ،، في عيون صغار الناس فيستهويهم أمرها ،، ويصفقون لها استحسانا وطربا ، اما عظائم الأمور فهي صغيرة في عيون الكبار ،، القادرين على تحقيق الأحلام وتحويلها الى حقائق جميلة
                                      ??????
إذا كان الشباب السكر والشيب هما فالحياة هي الحمام
وما كل بمعذور ببخل ??? ولا كل على بخل يلام
ان كان الإنسان في فترة الشباب يتصرف كالسكران ،، لهوا وغفلة ،، وفي فترة الشيب ، يغرق في الأحزان أسفا على ما فاته من نفع ،وعلى ما اعترى حياته ، من مرض وضعف وتراجع ،، نادما لما فات من عمره ،، دون ان يستغله في المفيد ،،  فان حياته حينذاك تعني الموت ، وهي منغصة عليه في كل مراحل عمره ...
   وليس كل أمريء بخيل يعذر على بخله ،، الفقير معذور ، لأنه لا يجد لديه ما ينفقه على الآخرين كرما وجودا ، مهما اجتهد ، الرزق عنده محدود ، لا يستطيع معه الإكرام ، اما الغني البخيل ، فلا عذر له في بخله ، لان الله قد منحه الغنى ، الذي يمكنه من أكرام الآخرين
                                ??????
*صبيحة
18 - مارس - 2007
الحكمة في شعر المتنبي (2)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
                               
 
ذل  من يغبط الذليل iiبعيش رب عيش أخف منه الحمام
كـل  حلم أتى بغير iiاقتدار حـجة  لا جيء إليها iiاللئام
من يهن يسهل الهوان iiعليه مـا لـجـرح بميت iiإيلام
 
من يتمنى عيشة الذليل ،، فهو ذليل مثله ، للحياة أنواع بغيضة ، اشد وطأة على الإنسان الكريم من الموت ،، والحلم ،، ان كان من غير قدرة يكون عجزا ، يأتي بغير محله ،، وهو حجة يلجا إليها اللئام ، العاجزون عن التصدي للإساءة  ،، فيطلقون على عجزهم صفة ( الحلم ) وهم بعيدون كل البعد عن هذه الخصلة الجميلة ، التي لاتتاتى الا لذوي  المباديء من الناس ، والشخص الذي لا يحترم نفسه ، ولا يقدر ذاته ، يسهل عليه ، احتمال الأذى من الآخرين ، وهو كالميت ، مهما جرحته ، لا يستنكر ، ولا يظهر التألم من الأذى ، وذلك أضعف الإيمان
اذا غامرت في شرف iiمروم فـلا  تقنع بما دون iiالنجوم
فطعم الموت في أمر صغير كطعم الموت في أمر iiعظيم
ان حاولت أيها الإنسان ،، ان تكتسب منزلة رفيعة بين بني البشر وان تصل الى مستوى الشرف العظيم ، والسامي ،، وناضلت من اجل الحصول على بغيتك ،، فلا تقنع بما هو دونها علوا ورفعة ،، ولا ترض باليسير من الأحلام ، ولا تخش من الموت ، فان الموت واحد ، وطعمه في الأمر الهين ،، البسيط كطعمه في الشيء  الشديد ،،فلا مناص ، أيها الإنسان الطموح أن تجتاز الصعاب ، لتصل الى القمم العالية ...
يرى الجبناء ان العجز iiعقل وتـلـك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تغني ولا مثل الشجاعة في iiالحكيم
وكم من عائب قولا iiصحيحا وآفـتـه مـن الفهم iiالسقيم
ولـكـن تـأخذ الأذان iiمنه عـلى  قدر القرائح iiوالعلوم
الجبان لئيم ، ويعرف انه جبان ، وليس بامكانه ان يكون شجاعا ، لكنه من الخبث واللؤم يحاول ان يبرر جبنه ، انه اتصاف بالعقل ، والاتزان ،، والتفكير قبل اقتحام الأهوال ، والتعرض الى المخاطر ، وجبنه ذاك طبع فيه ،، وصغر همة ..
الشجاعة من الصفات الايجابية الجميلة ، وهي تعين صاحبها يبتعد  من حياة الذل والهوان ، وخير أنواعها تلك التي تكون في شخص حكيم ، امتاز بالدراية ومعرفة الحياة ، والحكمة ، بالإضافة الى الشجاعة ،، وكم من شخص نراه بيننا يعيب علينا الكلام الصحيح ، وليس العيب فيما نقوله ،، وإنما العيب كامن في ذلك المخلوق الذي حرمه الله من نعمة الفهم ، ولم يمنحه العقل ، ليستطيع به إدراك الأمور ،،او فهمها ، بالطريقة الصائبة التي يتميز بها ،، ذوي العقول المفكرة ، كل إنسان يأخذ من الكلام ما يتناسب وميوله ، والأذن ميالة الى سماع الحديث الذي يتلاءم مع قريحة صاحبها ،، ومدى فهمه للأمور
                                      
والـهـم يخترم الجسيم iiنحافة ويشيب  ناصية الصبي iiويهرم
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو  الجهالة في الشقاوة iiينعم
الحزن ان استبد بالإنسان ، اذهب صحة جسمه ، وجاء له بالهزال ، فيشيب الصبي ،، قبل الأوان ،، من هول ما يتعرض له من مصاعب وأهوال ،، حتى يغدو هرما عجوزا ،، ضعفا وعجزا ،،والعاقل يشقى وان كان في نعيم كبير ،، لأنه دائم التفكير في عاقبة الأمور ،، يدرك ان الحال في تبدل مستمر ، وانه من المحال ثبات الأحوال ،، اما الجاهل فهو سعيد في شقاوته ،،لغفلته وقلة تفكيره في عواقب الأمور
                                      
لا  يـخدعنك من عدو دمعه وارحم شبابك من عدو ترحم
لا تنخدع ايها الإنسان الطيب ،، ان رأيت دموع عدوك سائلة على خده ، إنها خدعة ،، يلجا إليها لتنطلي عليك ، وينفث سمه لاستدرار عطفك ، ومسامحته على ما بدر منه ،، نحوك من ذنوب كبيرة ،، ارحم شبابك ، ولا تسمح بخدع العدو تنطلي عليك ،، تعش في مأمن ...
ومن البلية عذل من لا يرعوي عـن غيه وخطاب من لا يفهم
من أعظم المصائب ان تعاتب من لا يفهم أسباب عتابك ، ويظن انه لم يفعل شيئا يستوجب الغضب والعتاب ، عتبك هذا سوف يتعبك ،لأن من تعتب عليه ،، لا يفهم دواعيه ،ولا يجعله بالتالي يكف عن أخطائه بحقك ،، ومن المصيبة ان تخاطب من لا يستطيع ان يفهم معاني كلامك ، ولا يفقه العبرة منه...
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصـدق مـا يـعتاده من iiتوهم
وعـادى مـحـبيه بقول iiعداته وأصبح  في ليل من الشك iiمظلم
واحـلـم عـن خـل واعلم انه متى أجزه حلما على الجهل iiيندم
ان ساء فعل الإنسان ،، ساءت ظنونه بالناس ، واعتقد ان كلهم يرتكبون الأخطاء ، والهفوات بحق الآخرين ، يظل خائفا ان يسيء اليه الآخرون كما أساء هو إليهم ، وينقلب على أصدقائه ، لأنه أضحى يصدق الوشايات ،، التي تأتيه ضدهم ، لم يعد قادرا على التمييز ،، بين تصرفات الأصدقاء ،وتصرفات الأعداء ، لانه سبق له شخصيا ان أساء لأحد أصدقائه ، والسيئ لا يعرف ان يحسن الظن ، وهو يعادي من يحبه حقيقة ،، والأفضل ان يميز الشخص ،، بين عمل مقصود يأتي به الأعداء للنيل من المرء والإساءة له ، وبين عمل آخر سهل ، لا قصد بالإساءة فيه ، ويخبرنا  انه يميز جيدا بين الأعداء والأصدقاء ، يعامل الأصدقاء بمودة غافرا لهم الأخطاء التي ارتكبوها من غير قصد ،، وبذلك يكسب قلوبهم الى جانبه
أبيات كثيرة ،، في شعر المتنبي ، تتضمن الحكمة الصالحة لكل زمان ومكان ، نستضيء بها ، لنتعلم منها أصول الحياة ،، ومعاملة الناس بالطريقة ، التي يستحقونها ، البعض منهم تجذبه الكلمة الحانية الدافئة ،، والبعض الآخر ، ان أبديت له حبا ومودة ، انقلب عليك وكشر عن أنيابه ،، يريد افتراسك ، وأنت غافل لاتدري ان الناس معادن
 
 
                                                                             صبيحة شبر
*صبيحة
18 - مارس - 2007
المتنبى ملأ الدنيا وشغل الناس    كن أول من يقيّم
 
لم يكن المتنبى شاعرا فحسب .بل كان ملكا فى نفسه كما قال هو فى نفسه .....وفؤادى من الملوك وان كان يرى لسانى من الشعراء
وما كتب احدا عن شاعرنا ووفاه حقه 00000اللهم الا رجلا واحد اعطاه ووفاه وهو000
 
العالم العلم الفرد  فى نسيج زمنه     (محمود محمد شاكر)    اهدى كليهما هذين البيتين0000    
     فدتك   نفوس  الحاسدين  فانها  معذبة  فى  روحة   ومغيب
 
    وفى تعب من يحسد الشمس ضؤها ويجهد ان يأتى لها بضريب                .
محمود السيد محمد موس
22 - مارس - 2007
سقطة المتنبي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 جميلة مختارات الأستاذة صبيحة من شعر الحكمة , وجميل شرحها الموجز ,
 وأما ( شحات ) المنصب ياأستاذ محمد فقد سعى المتنبي إلى المنصب دون أن ( يشحت ) ولكن كمن يريد أن يحصل عما يستحق , فقد رأى المناصب تُعطى للسفهاء , وهو الحكيم ذو الأصل والعلم يستحق المنصب , وياليته حصل على المنصب ربما لانقلب المتنبي لحاكم طاغية , فالمنصب يغري صاحبه , والكرسي يسرق صاحبه , ويغيره ...والناس كما هي لم تتغير
وللأستاذة ضياء أوافقك بكل ماقلته عن المتنبي ماعدا ( المحارب الشجاع ) , فهذا المحارب ليس المتنبي بل أبوفراس الحمداني , ورغم أنهما من زمن واحد , فأبو فراس كان مقاتلاً شجاعاً , قضى كثيراً من عمره القصير في سجون الروم , بينما قضى المتنبي كثيراً من عمره في مجالس الحكام , ( وهذا لا يريضي أستاذنا يحيى ) !!           
إعجابي بالمتنبي يفصل بين سيرته الذاتية وشعره , ولا تستغربي إن قلتُ لك أنني أتفهم موقف كافور من المتنبي , وأعتبره على صواب في حين كان ذهاب المتنبي لمصر ( سقطة ) في تاريخ حياته !   
*محمد هشام
22 - مارس - 2007
نحن والمتنبي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
المتنبي يا أستاذ هشام ، هو خيال العربي الكامن فينا ، هو صورة الرجل المثالي بمفهوم إرثنا الثقافي ( غير الديني ) المتجذر في أعماقنا ، هو لا يختلف كثيراً عن عنترة إلا بلونه فقط . هي ثقافتنا المضمرة التي توارثناها منذ أزمان سحيقة ، بعيدة المدى ، ولقد عبر المتنبي عنها بأبعادها الثلاثة : الحكمة ، البلاغة ، الفروسية .
 
ليس من المفيد بشيء أن نحكم على المتنبي أو نحاكمه ، هو فعل ما فعل ، مخطئاً كان أو مصيباً ، لأنه كذلك ! المهم أننا نراه يتوهج أمامنا ، فيتكشف لنا بتوهجه باطن ذلك الإنسان الكامن فيه ، وخياله المضطرب بالعواصف والأهواء ، وطموحه المتوثب أبداً للمجد . ذلك الإنسان الذي يشبهنا كثيراً دون أن نعلم !
 
سره هو هذا ، هو في كوننا نتماهى معه دون أن نشعر ، ونثق به لأننا نتماهى معه ، ونصدقه لأننا نثق به ولأننا نخضع لسحر بيانه ، لأنه هو وحده عرف كيف يقتحم لجج نفسه الهادرة ، ويصطاد منها ما قاله من معان وكلمات ، وصور ومجازات ، أطاعته وانقادت أمامه كأنها قطيع من الذئاب الغاضبة والمزمجرة ، ليقتحم بها معاقل الخير والشر الكامنة في نفوسنا ، وليذهب بها إلى النقطة الأبعد فيما يعتريها من تناقض ، والنقطة الأعمق فيما يحتويه سحر البلاغة وسر البيان . ليس المهم أن نحاكمه ، المهم أن نفهمه .
 
*ضياء
22 - مارس - 2007
قصيدته العنصرية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
شكراً أستاذة ضياء وأنا مع كل ماكتبتهِ , لكني لم أحاكم المتنبي , وأردتُ فقط أن لا ألصق فيه صفة المقاتل الشجاع , فهو لم يكن بحاجة لهذه الصورة , ولم يسع لها أبداً  , وأكرر أنني أحاول أن أفصل بين إعجابي الشديد بالمتنبي , وبين سيرة حياته ........وهذا صعب جداً .. وغير ممكن بالنسبة لشعراء آخرين مثل أبوفراس وإبن الرومي ,
 ولكن مادمتِ تعتبرينه الناطق الرسمي بآمالنا ( نحن بني جلدته ) فهل أنتِ مع قصيدته ( العنصرية ) ضد كافور الإخشيدي , والتي سبقتها قصيدته في مدحه ??
لا أريد هنا أن أكون المتلقط لسقطات هذا الشاعر العظيم , ولكني لا أريد أيضاً أن أصفق وأنا مغمض العينين ! 
*محمد هشام
23 - مارس - 2007
الفرق شاسع    كن أول من يقيّم
 
وأعود فأقول أنني أرى فرقاً شاسعاً بين عنترة والمتنبي , فجل ما أراده عنترة هو الإعتراف به كإنسان حر , ودفع دماءه في سبيل ذلك , عنترة لم يطلب حكم أحد , كان طلبه أن لا يحكمه أحد , يريد أن يتزوج إبنة عمه فيحمل السيف , ويبرهن أنه فارسٌ يستحق شرف زواجها ,
 أيضاً أقول عنترة في الجهة المقابلة للمتنبي , المقابلة تماماً وهذا لاينقص من القيمة الإنسانية لأي منهما
*محمد هشام
23 - مارس - 2007
أنا والمتنبي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
 
مساء الخير أستاذ هشام :
 
لست أنا من يعتبر المتنبي الناطق الرسمي بآمالنا ( نحن بني جلدته ) ، وهل أنا من قال عنه بأنه : ملأ الدنيا وشغل الناس ? وهو من يردد شعره كل من نطق بالضاد من الوزير وحتى بائع السمسمية !
 
هذا حكم التاريخ على شعر المتنبي ، ولو لم يكن شعراً عظيماً لما استحق منا كل هذا الإهتمام . ليس لنا بأن نحاكم اليوم المتنبي الإنسان بمفاهيم عصرنا أو أن نحكم عليه بمنطق مثالي . هذا جزء من التناقض الذي نعيشه مع ذواتنا وهذا دليل على أننا لا نزال شديدي الإلتصاق بموضوعنا الذي نتحدث عنه . طموح المتنبي ورغبته العارمة بالسلطان دفعه إلى بعض " السقطات " كما أسميتها ، أو إلى التذاكي أحياناً ، وهو بالعلاقة مع كافور كان بمنتهى التناقض ، وهذا جانب الإنسان فيه ، لأن حقده عليه كان مضاعفاً ، فيه جزء من حقده على نفسه لا بد ، ولكن وعلى الأخص ، يحمل في قرارته رؤية المتنبي التي تميز بين أخلاق السادة وأخلاق العبيد ، مما يدعوه للحكم على كافور بالكثير من الضغينة لأنه يرى فيه مأساة عصره في إنقلاب الأدوار ، فكيف نعد العبيد سادة ، والضعف قوة ، والدناءة نبلاً ? هذا فيه وجهة نظر !
 
ليس المتنبي هو المسؤول عن المفاهيم العنصرية ، فهو لم يخترعها ، هو عاشها على هذا النحو وكان صادقاً بالتعبير عنها . لو كانت الصداقة  جمعته بشخص نبيل كعنترة بدلاً من كافور لبدل رأيه حتماً ، ولقال فيه شعراً آخراً بدون شك . هذا لا يمنع بأن هذه المفاهيم " العنصرية " موجودة في ثقافتنا وفي نفس كل واحد فينا سواء اعترفنا بهذا أم لم نعترف وسأورد لك عليها دليلين :
 
الأول هو مثل شعبي كانت جدتي ، رحمها الله ، تردده كلما اشترت شيئاً جاهزاً من السوق ولم تتعب في صنعه ، ولنقل بأنها اشترت مثلاً صينية من البقلاوة ولم تقم بتحضيرها في البيت ، فكانت تبرر تقاعسها عن القيام بتلك المهمة الصعبة بالقول : " مشتراة العبد ولا تربايته " ، وهذا يعني بأن تربية العبد أصعب من شرائه ، وهو مثل عنصري بكل الأبعاد يأتينا من التاريخ ، وهي لم تخترعه لأنها لم تعش في عصر العبيد ، بل هو مما ورثناه من مفاهيم . 
 
والثاني للتدليل على الأول ، وهو حادثة حصلت معي شخصياً عندما أتيت إلى باريس لأول فترة ، وسكنت في أوتيل للطالبات اللواتي يأتين من بلدان أوروبية لتعلم اللغة أو التدرب لفترة قصيرة من الزمن ، وكانت تشاركني الغرفة في الفترة الأولى بنت من السويد لم أكن أراها كثيراً ، ثم نقلوني إلى غرفة أخرى وقالوا لي بأن هناك بنتا إنكليزية ستشاركني بها. وسأروي لكم تفاصيل ماحدث لأنها مهمة لفهم الموقف :
 
حملت حقيبتي بيومها وتوجهت إلى الغرفة المذكورة ، فوضعت الحقيبة بقرب الباب وطرقت عليه بلطف وانتظرت قليلاً لأعرف إذا ما كان هناك أحد في الغرفة . بعد دقائق ، فتح الباب ، وأطلت من ورائه رأس بنت سوداء البشرة ، ينهمر من عليها الماء ، وتتطاير خصل شعرها الذي جمعته في جدائل صغيرة في كل الاتجاهات ، لتحملق في وجهي بعيون فارغة  وهي تقول على عجل وبدون ادنى اكتراث لشخصي : " بونجور " ولتعود بعدها سريعاً إلى  حمامها .
 
 سمرتني المفاجأة ، فلبثت واقفة في مكاني لحظات أمام الباب رافضة الدخول إلى الغرفة ، صار قلبي يطرق بسرعة وشعرت للتو بالغضب الشديد . أهذه هي البنت التي سوف أتقاسم معها غرفتي ? صرت أردد في نفسي . شعرت بالحقد على إدارة الفندق ، وظننت بأنهم قد فعلوا هذا عن سوء نية لأنني عربية ، شعرت بالإهانة لأنهم وضعوني في نفس الغرفة مع بنت سوداء واستشاط بي الغضب وقررت بأن أرفض عرضهم هذا رغم حاجتي الملحة للسكن .
 
أغلقت الباب ، وأخذت حقيبتي ونزلت بها إلى البهو الرئيسي بنية المواجهة مع الإدارة . وبما أنني لم أكن واثقة من فرنسيتي في حينها ، فلقد أخذت أحضر في رأسي سلفاً الجمل التي سوف أتلفظ بها أمام الموظف المسؤول لكي أجعله يشعر بأنه قد أساء تقديري وأن عليه أن يعيد تصحيح غلطته فوراً .
 
في البهو ، كان هناك الكثير من الناس ، من كل الأشكال والألوان والجنسيات . ومع أنه كانت هناك مقاعد شاغرة ، إلا أنني ولسبب لا أدريه ، وضعت حقيبتي بالقرب من باب المصعد وجلست عليها وصرت أفكر : ماذا سأقول لهذا " الحمار " ? وصرت أراقب حركة الذهاب والإياب في البهو ، وصرت أراقب في الوقت نفسه الموظف الذي كنت أنوي الكلام معه ، ووجدت بأنه كان مرحاً ( على عكسي ) وكان يتكلم مع الجميع  ويمازحهم دون أن تظهر على وجهه سيماء العنصرية ! فوق هذا ، لم يكن يبدو عليه شيء من سوء النية ولا بأنه متآمر علي . ولما فكرت فيما عساني أقول له ، لم أجد كلمات مناسبة : " لماذا اخترت بأن تضعني مع بنت سوداء في نفس الغرفة ? " ، وجدتها سخيفة ، وما عساه سيجيبني ? ربما هو لم يرها على الإطلاق ولا يعرف بأنها سوداء ، وربما قرأ اسمها على الورقة فقط ? ........ هذا لا يمنع بأنها كانت سوداء وأنه كان علي أن أسكن معها . كان من الصعب علي أن أقبل هذه الحالة لكن الظروف أجبرتني ، ولأنني لم أجد بوقتها أيضاً الكلام المناسب الذي يعبر عن حالتي فتراجعت على مضض .
 
 هذه كانت تجربتي الأولى ، ولأنني لم أكن قد التقيت حتى ذلك التاريخ بشخص أسود واحد في حياتي . هو موقف سخيف وعنصري بدون شك ، لكن حدود تجربتي الواقعية حتى ذلك الحين لم تكن تتعدى حدود مدينتي الصغيرة ومفاهيم أهلي . أما الأفكار الأممية العظيمة التي كنا ننادي بها ، ونظريات العدالة والمساواة ، فلقد سقطت كلها دفعة واحدة في المواجهة الأولى مع الواقع ولم يبق مني سوى ردة الفعل الغريزية التلقائية والغير واعية .
 
فكيف ستحكم علي لو قلت في هذا شعراً ?
 
 
 
*ضياء
24 - مارس - 2007
المتنبي في المغرب ...    كن أول من يقيّم
 
 
       أورد لكم هذه القصة (والله أعلم بصحتها) التي وردت في كتاب "مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان" لليافعي ... 
 
       "ابن هانىء المغربي الذي وقع بينه وبين المتنبي ما يحكى من القصة العجيبة عند وصوله إلى قابس لمدح صاحب الإفريقية.إنه الشاعر الذي ذكروا أنه رد المتنبي عن ملاقاة صاحب الأندلس، ومدحه بالجملة التي ذكرها داهية في المكر.
        فإنه حكى أن المتنبي لما خيم بإزاء قصره (قصر الحاكم) في زي أمير في الحشمة والغلمان والخدم والخيل والأتباع والحشم، فزع صاحب قابس من ذلك، وسأل عنه، فلما قيل له: إنه شاعر أتى ليمدحك، كره ذلك وقال: أي شيء يرضي صاحب هذه الهيئة، ويقنعه من الجائزة? فقال شاعره أنا أرده عنك، وغالب ظني أنهم قالوا إنه ابن هانىء، فقال له. بأي وجه ترده عني. فقال: بوجه جميل، فقال: افعل فأخذ شاة رديئة ولبس لباس بدوي، وجعل يقود الشاة متوجهاً إلى جهة منزل المتنبي، وهو في مخيم كأنه مخيم أمير، فلما قرب منه قال: طرقوا إلى الأمير، فصاروا يضحكون عليه، ويتعجبون منه. فلما وصل إليه وهو يقود الشاة في تلك الهيئة التي اتصف هو وشاته بها ضحك منه، هو ومن حوله، وقال له: ما هذه الشاة? قال: هذه جائزتي من الملك. قال: جائزة? فال: نعم، قال: جائزة علام ذا. قال: على مدحي له. فتعجب من ذلك وقال: عسى أن تكون جائزته على قدر مدحه، ثم قال له: أسمعني مدحك له، كيف قلت فيه? قال: قلت:
 
ضحك الزمان وكان قدماً عابسا   لما فتحت يجد عزمك قـابسـا
أنكحتها عذراء ما أمهرتـهـا   إلا قناً وصوارماً وفـوارسـا
من كان بالسمر العوالي خاطبـاً   جلبت له بيض الحصون عرائسا
 
فتحير المتنبي عند سماع شعره وقال: أنا ما أقدر أقول مثل هذا الذي أجازك عليه بهذه الشاة، فارتحل راجعاً من حيث جاء.
        هكذا حكى لي بعض أهل الخير ممن له إلمام ومعرفة ببعض الشعراء من جهة المغرب، أو ما يقرب منها، بهذا اللفظ أو ما يقرب منه معناه. ولكن ما رأيت أحداً من المؤرخين ذكر للمتنبي دخولاً إلى بلاد المغرب. والله أعلم".
*زياد
25 - مارس - 2007
 1  2  3