البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : عبرة من خريف العمر في أرجوزة    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 ياسين الشيخ سليمان 
26 - فبراير - 2007






عـبـرة  مـن خـريف iiالعمر
 
 
 
مـرَّ  الـصِّـبا كجدول iiمُنسابِ
مـرحـبـا  بـالعنفوان iiالرابي
عـهدِ  الشباب الهائج iiالمرحاب
بـكـل  حـسـن مبهج iiوساب
ودأبـه  كـدأب أهـل iiالـغاب
يـنـهـشُ  في اللذات iiبانتهابِ
وبـعـدَهـا  يـؤول iiلـلذهابِ
نـهـايـة  الأعمار في iiاقترابِ
خـريـفُ عمري حلَّ بالأعتابِ
سـبـعونُهُ  باتت على iiالأبوابِ
هل لي على السبعينَ من عِتابِ?
****
مـالي  على السبعين من iiعتابِ
الـوجـهُ  غَضْنٌ يابسُ iiالإهابِ
والـنـورُ  في عينيَّ iiكالضبابِ
والـحِـسُّ  مـني خَشِنٌ iiونابي
مُـحـدَوْدِبٌ  ظهري خليعٌ نابي
أغـمدتُ سيفي وانتهت iiأطلابي
****
لا تـحـسِـبوها نزوة التصابي
أو سَـوْرَة ً لـلـوهم iiوالسّرابِ
إن  رحـتُ أبـكي نادباً iiشبابي
إن هــي إلا عَـبْـرَة iiُالأوّابِ
وعِـبـرة  ٌتََـدِبُّ فـي لُـبابي
****
يا دهرُ ، أين الجَمعُ من أحبابي?
وأين  راح الصّحبُ من أترابي?
مـنهمْ كثيرٌ في الرّموس ِ iiخابي
ومـنـهمُ الذي أطالَ في iiالغيابِ
حـتـى غدا في زمرةِ الأغرابِ
سـبـحانَ  ربي المانع iiِالوهابِ
ومُـبـدِع الأقـدار iiوالأسـبابِ
لـو شـاء أن يَسْطُرَ في الكتابِ
تُـرابُـهـم  يُـجمَعُ مَعْ iiتُرابي
****
يـا دهـرُ يا خبّابُ يا مُحابي ii،
خـدعـتـني  في فوْرَةِ الشبابِ
أوهَـمْـتَـنـي أنّك في iiركابي
حـابَـيْـتَني  في برهة iiالُّلهابِ
أسـقـيتني  ما ساغَ من iiشرابِ
مـن كـل مـا سـالَ لهُ iiلُعابي
وقـلـتَ  لي : العمرُ كالأحقابِ
لـكـنـه قـد مـرَّ iiكـالشهابِ
كـومـضِ  برق ٍ خادع iiخلابِ
خـلّـيْـتَـنـي في مَهْمَهٍ iiيَبابِ
مُـنـغَـلِِـق ِالدّروبِ iiوالشّعابِ
يـنـعـبُ فـيه البومُ بالخرابِ
والآنَ أبـرزتَ عـن iiالأنـيابِ
ألآنَ كـشّـرتَ عـن iiالأنيابِ?
****
ويْـحـاً لـقلبٍ بالغ iiالأوصاب
بـعد  الرّضاب ذاق مُرَّ iiالصّابِ
أدواؤهُ أعـصَـتْ على iiالطِّبابِ
وجـيـبُـهُ  يـنـذرُ iiباغترابِ
وشـمـسُـهُ تـمـيـلُ للغيابِ
يـا لـيـلُ حانت ساعةُ iiالإيابِ
إلـى  رحـابِ الـغافر iiالتّوّابِ
أقـدارُهُ أعـيَـت أولي iiالألبابِ
آلاؤهُ  جـلّـت عـلى iiالحِسابِ
أبـوابـهُ  أبـداً بـلا iiحُـجّابِ
لـمـن  يرومُ التّوْبَ من iiقَرابِ
****
يـا  ربُّ أنـت مـالكُ iiالرّقابِ
وعـالِـمُ  المكنون في iiالمخابي
رُحـمـاكَ  إنـي فارغ iiٌجِرابي
مـا  كان بذلُ المال في iiحسابي
ولا  قـيـامُ الـلـيل من آدابي
اللهو  كـان ، مـرة ، iiمحرابي
لـكـنـنـي نـقـيّـة iiأثوابي
بـيـني وبين ألفُحش ألفُ iiبابِ
مـوصَـدَةٍ بـهـمَّـةٍ iiمِغضابِ
مـن كـل شيْن ٍ مُخجِل ٍ iiمُعابِ
لـم ارتـكبْ حُوباً من الأحوابِ
ولـم  أقـارفْ ريـبة iiالمُرتابِ
فـي  أنـك الـمُـقدّسُ الألقابِ
وانـك  الـمـعـبود iiباستعذابِ
****
الـنـاسُ  يومَ الحشر في iiتَبابِ
فـاغـرة َالأفـواهِ iiبـارتِـعابِ
عـلى  الصّراط راكضٌ iiوَحابي
ومـنـهـمـو مُـعَـثّرٌ iiوكابي
ومـنـهـمُ الذي يطيرُ iiكالعُقابِ
وبـعـضـهم  برقٌ بلا ارتيابِ
والـكل  يرجو الفوزَ من iiعذابِ
****
يا ربُّ ، عند العرض iiوالحسابِ
وعـنـدما الأرحامُ في iiاحترابِ
اغـفـر ذنـوبي وامتدحْ iiمَتابي
حـتـى ألاقي زمرةَ الأحبابِ ii.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
حياك الله...    كن أول من يقيّم
 
*سعيد
1 - مارس - 2007
ساديها وعاشيها    كن أول من يقيّم
 
هذه القطعة مدبجة، يا فارس أرغن، والأبيات الثلاثة الأولى وصلتنا عن طريق (روضة العقلاء) لابن حبان البستي (ت  354هـ) المنشور على الوراق، قال: أنشدني علي بن البسامي، ثم ذكر الأبيات الثلاثة، والأرجح أنها من شعره، ثم خلطها الناس بالبيتين، الرابع والخامس ، فأما البيت الرابع فهو من أشعار العرب التي لا يعرف لها قائل، وأقدم من ذكره ابن داود الأصفهاني (ت 297هـ)  في كتابه الزهرة، المنشور على الوراق في بيتين ولم يسم قائلهما، والبيتان:
يا  صاح في قلبه البغضاء راكدة فـالـنفس  تكتمها والعين تبديها
وَالـعَـينُ تَعلَمُ مِن عَينَيْ iiمُحَدِّثِها إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مِن أَعاديها
وأجاز سبط ابن التعاويذي البيت الثاني فقال:
عَـيناكِ  قَد دَلَّتا عَينَيَّ مِنكِ عَلى أَشـياءَ  لَولا هُما ماكُنتُ iiأَرويها
وَالـعَـينُ تَعلَمُ مِن عَينيْ iiمُحَدِّثِها إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مِن أَعاديها
 
وأما: (ساديها وعاشيها) قافيتا البيت الثاني والثالث، فمن نوادر خروقات الشعراء للغة،  والشعراء كما تعلم يا فارس أرغن لا يصمدون أمام إغراء الكلمة ولو خالفت قواعد النحو، كما قال المتنبي:
بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا       وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى
فنصب الفعل المضارع بحرف الجزم (لم) ولما اعترِض عليه قال: (ابن جني يجيب عني)
*زهير
1 - مارس - 2007
جزاك الله عني خيرا أستاذي زهير...    كن أول من يقيّم
 
  جزاك الله عني خيرا أستاذي زهير،
لقد كان في نيتي مند مدة ليست باليسيرة أن أبحث عن هذه الأبيات وعن قائلها، لأن لها قصة مع أحد الأصدقاء الأوفياء الذين رافقتهم زمن الدراسة الجامعية، وأذكر أن هذا الأخ الكريم كان أكثر ما يتمثل بهذه الأبيات، وتعجبه كثيرا وينسبها إلى الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه، وكان أحد أساتذتنا الكبار كثيرا ما يقول له هذه من شطحاتك.
  وكنت أرغب في البحث عنها فلم يسعفني الوقت في ذلك، فلله الفضل ثم إليك أن أوضحت وبينت وجلَّيت.
وتحيتي مزدانة بالزهر.
*سعيد
2 - مارس - 2007