عـبـرة مـن خـريف iiالعمر
|
مـرَّ الـصِّـبا كجدول iiمُنسابِ |
مـرحـبـا بـالعنفوان iiالرابي |
عـهدِ الشباب الهائج iiالمرحاب |
بـكـل حـسـن مبهج iiوساب |
ودأبـه كـدأب أهـل iiالـغاب |
يـنـهـشُ في اللذات iiبانتهابِ |
وبـعـدَهـا يـؤول iiلـلذهابِ |
نـهـايـة الأعمار في iiاقترابِ |
خـريـفُ عمري حلَّ بالأعتابِ |
سـبـعونُهُ باتت على iiالأبوابِ |
هل لي على السبعينَ من عِتابِ? |
**** |
مـالي على السبعين من iiعتابِ |
الـوجـهُ غَضْنٌ يابسُ iiالإهابِ |
والـنـورُ في عينيَّ iiكالضبابِ |
والـحِـسُّ مـني خَشِنٌ iiونابي |
مُـحـدَوْدِبٌ ظهري خليعٌ نابي |
أغـمدتُ سيفي وانتهت iiأطلابي |
**** |
لا تـحـسِـبوها نزوة التصابي |
أو سَـوْرَة ً لـلـوهم iiوالسّرابِ |
إن رحـتُ أبـكي نادباً iiشبابي |
إن هــي إلا عَـبْـرَة iiُالأوّابِ |
وعِـبـرة ٌتََـدِبُّ فـي لُـبابي |
**** |
يا دهرُ ، أين الجَمعُ من أحبابي? |
وأين راح الصّحبُ من أترابي? |
مـنهمْ كثيرٌ في الرّموس ِ iiخابي |
ومـنـهمُ الذي أطالَ في iiالغيابِ |
حـتـى غدا في زمرةِ الأغرابِ |
سـبـحانَ ربي المانع iiِالوهابِ |
ومُـبـدِع الأقـدار iiوالأسـبابِ |
لـو شـاء أن يَسْطُرَ في الكتابِ |
تُـرابُـهـم يُـجمَعُ مَعْ iiتُرابي |
**** |
يـا دهـرُ يا خبّابُ يا مُحابي ii، |
خـدعـتـني في فوْرَةِ الشبابِ |
أوهَـمْـتَـنـي أنّك في iiركابي |
حـابَـيْـتَني في برهة iiالُّلهابِ |
أسـقـيتني ما ساغَ من iiشرابِ |
مـن كـل مـا سـالَ لهُ iiلُعابي |
وقـلـتَ لي : العمرُ كالأحقابِ |
لـكـنـه قـد مـرَّ iiكـالشهابِ |
كـومـضِ برق ٍ خادع iiخلابِ |
خـلّـيْـتَـنـي في مَهْمَهٍ iiيَبابِ |
مُـنـغَـلِِـق ِالدّروبِ iiوالشّعابِ |
يـنـعـبُ فـيه البومُ بالخرابِ |
والآنَ أبـرزتَ عـن iiالأنـيابِ |
ألآنَ كـشّـرتَ عـن iiالأنيابِ? |
**** |
ويْـحـاً لـقلبٍ بالغ iiالأوصاب |
بـعد الرّضاب ذاق مُرَّ iiالصّابِ |
أدواؤهُ أعـصَـتْ على iiالطِّبابِ |
وجـيـبُـهُ يـنـذرُ iiباغترابِ |
وشـمـسُـهُ تـمـيـلُ للغيابِ |
يـا لـيـلُ حانت ساعةُ iiالإيابِ |
إلـى رحـابِ الـغافر iiالتّوّابِ |
أقـدارُهُ أعـيَـت أولي iiالألبابِ |
آلاؤهُ جـلّـت عـلى iiالحِسابِ |
أبـوابـهُ أبـداً بـلا iiحُـجّابِ |
لـمـن يرومُ التّوْبَ من iiقَرابِ |
**** |
يـا ربُّ أنـت مـالكُ iiالرّقابِ |
وعـالِـمُ المكنون في iiالمخابي |
رُحـمـاكَ إنـي فارغ iiٌجِرابي |
مـا كان بذلُ المال في iiحسابي |
ولا قـيـامُ الـلـيل من آدابي |
اللهو كـان ، مـرة ، iiمحرابي |
لـكـنـنـي نـقـيّـة iiأثوابي |
بـيـني وبين ألفُحش ألفُ iiبابِ |
مـوصَـدَةٍ بـهـمَّـةٍ iiمِغضابِ |
مـن كـل شيْن ٍ مُخجِل ٍ iiمُعابِ |
لـم ارتـكبْ حُوباً من الأحوابِ |
ولـم أقـارفْ ريـبة iiالمُرتابِ |
فـي أنـك الـمُـقدّسُ الألقابِ |
وانـك الـمـعـبود iiباستعذابِ |
**** |
الـنـاسُ يومَ الحشر في iiتَبابِ |
فـاغـرة َالأفـواهِ iiبـارتِـعابِ |
عـلى الصّراط راكضٌ iiوَحابي |
ومـنـهـمـو مُـعَـثّرٌ iiوكابي |
ومـنـهـمُ الذي يطيرُ iiكالعُقابِ |
وبـعـضـهم برقٌ بلا ارتيابِ |
والـكل يرجو الفوزَ من iiعذابِ |
**** |
يا ربُّ ، عند العرض iiوالحسابِ |
وعـنـدما الأرحامُ في iiاحترابِ |
اغـفـر ذنـوبي وامتدحْ iiمَتابي |
حـتـى ألاقي زمرةَ الأحبابِ ii. |