كيف يعمل الجهاز الهضمي? كن أول من يقيّم
ترجمة/ سيف محمد علي عن الياهو هيلث الجهاز الهضمي هو سلسلة من الأعضاء تمتد ابتداءاً من الفم وانتهاءاً بالمستقيم على شكل انبوب ملتوي، تبطنه مادة تدعى (الغشاء المخاطي mucosa)، ويحتوي هذا الغشاء في الفم، والمعدة، والامعاء الدقيقة على غدد صغيرة تنتج عصارات تساعد في هضم الغذاء. وتُنتَج العصارات الهضمية من قبل (الكبد والبنكرياس)، وتصل الى الامعاء خلال اوعية صغيرة. اضافة لذلك، تلعب اعضاء لإجهزة اخرى (مثل الاعصاب، والدم) دوراً في الجهاز الهضمي. ما أهمية الجهاز الهضمي? عندما نتناول طعاماً ما، مثل الخبز، أو اللحم، أو الخضراوات، فإن الجسم لا يستفاد منه بهذه الصورة. اذ يجب تحويل الغذاء والشراب إلى أجزاء صغيرة قبل امتصاصه وانتقاله إلى الدم الذي يقوم بدوره في ايصاله الى جميع خلايا الجسم. الهضم هو عملية (طحن) او (تفتيت) الغذاء والشراب الى اصغر جزء ممكن لكي يستخدمه الجسم لبناء الخلايا والتزود بالطاقة. كيف يُهضم الطعام? تتضمن عملية الهضم خلط الغذاء، وحركته داخل الجهاز الهضمي، وتقوم المواد الكميائية بسحق (تفتيت) الجزيئات الكبيرة الى جزيئات اصغر. وتبدأ عملية الهضم في الفم، عندما نمضغ الطعام ونبتلعه، وتنتهي في الامعاء الدقيقة. وتحلل العملية الكيميائية الى حد ما انواعاً مختلفة من الغذاء. حركة الغذاء في الجهاز الهضمي يحتوي جوف اعضاء الجهاز الهضمي عضلات تمكنه من حركة جدرانها، وبهذه الحركة يُدفع الغذاء والشراب وتخلط المحتويات. الحركة النموذجية للمريء، والمعدة، والامعاء تدعى (التحوّي peristalsis) (وهي موجات لا إرادية تحدث في جدار العضو تدفع المحتويات الغذائية إلى الامام)، وان عملية التحوّي اشبه بالموجات المتكونة بالمحيط (تتحرك على طول العضلة). وان عضلة العضو تضيق وتدفع الجزء المضيًّق ببطء الى اسفل العضو. وتظهر اول حركة للعضلات في عملية الهضم عندما يُمضغ الغذاء، وعلى الرغم من إننا ممكن أن نمضغه إرادياًَ، الا ان العملية تصبح تلقائية حالما يبدأ المضغ، وتصبح تحت سيطرة الأعصاب. وينتقل الغذاء الى المريء وهو الجزء الذي يرتبط بالحنجرة من أعلى والمعدة من أسفل. وفي التقاء المريء بالمعدة هنالك اشبه بالصمام يتحكم في مرور المواد الداخلة إلى المعدة، وعند وصول الغذاء الى هذا الصمام فإن العضلات المحيطة سوف تسترخ وتسمح بمروره. بعدها يدخل الغذاء المعدة، التي تمتلك من ثلاثة وظائف ميكانيكية: الاولى: يجب على المعدة تخزن الغذاء والسوائل و يتطلب ذلك من عضلة المعدة الواقعة في الجزء الاعلى ان تنبسط وتتقبل اكبر كمية من المواد. الثانية: هي خلط الغذاء والسوائل وهضمه بالعصارات الهاضمة التي تفرزها المعدة. الجزء السفلي من المعدة يخلط هذه المواد بواسطة فعالية العضلات. الثالثة: تفريغ المحتويات ببطء إلى الأمعاء الدقيقة. وتؤثر عوامل عديدة في تفريغ المعدة منها طبيعة الغذاء (بشكل اساسي احتوائه على بروتينات أو دهون) ودرجة فعالية العضلة في افراغ المعدة واستلام العضو الآخر للمحتويات (الامعاء الدقيقة). وعند دخول الغذاء الامعاء الدقيقة فإنه يتحلل بواسطة عصارات تفرز من البنكرياس والكبد والامعاء. وتخلط محتويات الامعاء وتدفع لإكمال عملية الهضم. واخيراً، فإن جميع الغذاء المهضوم، يمتص عبر جدران الأمعاء. وان فضلات هذه العملية تشمل اجزاءاً غير مهضومة من الغذاء، وتشمل الياف السيليلوز والخلايا البالغة التي تضررت من الغشاء المخاطي، وتدفع هذه المواد إلى القولون، وتبقى عادة يوم او يومين حتى طردها خارج الجسم بواسطة حركة عضلات القولون. إنتاج العصارات الهاضمة اول غدد تعمل في عملية الهضم هي الغدد اللعابية والتي تفرز اللعاب بواسطة غدد تحوي على انزيم هاضم للنشا (starch) من الغذاء وتحليله إلى جزيئات اصغر. وتوجد غدة اخرى في بطانة المعدة، تنتج حامض المعدة وأنزيم هضم البروتين (احد الغاز ألجهاز الهضمي الغريبة هي عدم تحلل حامض المعدة لأنسجة المعدة نفسها)، بالنسبة للكثير من الناس فإن الغشاء المخاطي للمعدة قادر على مقاومة الحامض، على الرغم من أن الغذاء وأنسجة الجسم الأخرى لا تستطيع ذلك. وبعد انتقال الغذاء والعصارات الهاضمة من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، فإن عصارات (الكبد والبنكرياس) تُخلط مع الغذاء لإكمال عملية الهضم. حيث تفرز البنكرياس عصارة تحتوي على مجموعة واسعة من الانزيمات لهضم الكربوهيدرات، والدهون، والبروتينات في الغذاء. كذلك، تعمل انزيمات اخرى تأتي من غدد في جدار الامعاء لإكمال عملية الهضم. إضافة لذلك فإن الكبد يفرز عصارة (الصفراء)، وتخزن الصفراء بين الوجبات الغذائية في المرارة. وعندما يحين موعد وجبة الطعام فإن المرارة تدفع الصفراء الى قنوات الصفراء لتصل الى الامعاء وتخلط مع الدهون في الغذاء، اذ يحلل حامض الصفراء الدهون إلى مواد سائلة. وبعد تحلل الدهون يهضم بواسطة انزيمات البنكرياس وبطانة الامعاء. امتصاص وانتقال الاغذية الكربوهيدرات: تعطي 2.000 سعرة غذائية وهي تمثل 55-60 % من مجموع السعرات اليومية. وان قسماً من الغذاء الذي نتناوله يحتوي على كربوهيدرات مثل الخبز، والبطاطا، والرز، والاسباغيتي، الفواكه، والخضراوات. العديد من هذه الأغذية تحتوي على كل من النشا والياف السيليلوز. تحلل الكاربوهيدرات الى جزيئات اصغر بواسطة انزيمات اللعاب، وعصارة البنكرياس، وبطانة الامعاء الدقيقة. اما النشا فيحلل بخطوتين: الاولى، انزيمات اللعاب وعصارة البنكرياس، حيث يحول الى ما يدعى (المالتوز maltose) (سكر الشعير) وبعدها، يحلل في الخطوة الثانية بواسطة انزيم يدعى (المالتيز maltase) الموجود في بطانة الامعاء الدقيقة الى جزيئات (الكلوكوز glucose) (سكر العنب) القابلة للامتصاص. وينتقل الكلوكوز خلال مصل الدم الى الكبد، وهناك يخزن او يستخدم في تزويد الجسم بالطاقة. وبالامكان تحويل الكربوهيدرات الى شكل آخر حيث يوجد أنزيم في بطانة الامعاء الدقيقة يحللها الى جزيئات كلوكوز و(فركتوز fructose (سكر الفاكهة)) وكلاهما قابلاً للامتصاص. وهنالك نوع آخر من السكر يدعى (اللاكتوز lactose (سكر اللبن)) القابل للامتصاص حيث يحوله انزيم يدعى (اللاكتيز lactase ) الموجود في بطانة الامعاء. البروتين: يحتوي اللحم، والبيض، والفاصوليا ..وغيرها جزيئات كبيرة من البروتين التي يجب ان تهضم بواسطة إنزيمات قبل استخدامها في بناء او معالجة أنسجة الجسم. يبدأ انزيم في عصارة المعدة بهضم البروتين، ويكتمل هضم البروتين في الأمعاء الدقيقة، وهناك، توجد عدة انزيمات من عصارة البنكرياس وبطانة الامعاء تحول جزيئات البروتين الكبيرة الى جزيئات صغيرة تدعى (الاحماض الامينية amino acids) القابلة للامتصاص ويمكن الاستفادة منها في بناء جدران الخلايا او اجزائها الاخرى. الدهون: تعد جزيئات الدهون مصدراً للطاقة في الجسم، وان اول خطوة في هضمها اذابتها في الجوف المعوي. وتعمل حوامض الصفراء التي تنتج من قبل الكبد كمواد مذيبة للدهون وتسمح للانزيمات بهضم جزيئات الدهون الكبيرة وتحويلها إلى جزيئات اصغر مثل جزيئات (الحوامض الشحمية fatty acids) و(الكولسترول cholesterol). وتجتمع حوامض الصفراء مع الحوامض الشحمية والكولسترول لتسهيل دخول هذه الجزيئات الى خلايا الغشاء المخاطي، واغلبها تمر في اوعية تدعى (اللمفاوية lymphatics) بالقرب من الامعاء. وهذه الاوعية الصغيرة تحمل الدهون بشكلها الجديد إلى اوردة الصدر، ويحمل الدم الدهون لخزنه في عدة اجزاء من الجسم. الفيتامينات: وهي مجموعة من المواد الكيميائية تُمتص من الامعاء الدقيقة. وهنالك نوعين من الفيتامينات تصنف اعتماداً على حالة ذوبانها وهي : الفيتامينات الذائبة في الماء water-soluble vitamins (تشمل جميع انواع فيتامين B و C) والنوع الآخر هو الفيتامينات الدهنية fat-soluble vitamins (وهي فيتامين A وD و K). الماء والأملاح: اكثر المواد التي تمتص من قبل تجويف الامعاء الدقيقة هي الماء والملح الذائب فيه اللذان يأتيان من الغذاء والسوائل التي نتناولها وكذلك العصارات التي تفرزها العديد من الغدد الهاضمة. كيف يُسيطَر على عملية الهضم? منظمات هرمونية: يحتوي الجهاز الهضمي على مُنظمات. تسيطر الهرمونات الاساسية على وظائف الجهاز الهضمي، وهي تنتج وتحرر بواسطة خلايا في الغشاء المخاطي للمعدة والامعاء الدقيقة. وهذه الهرمونات تحرر الى الدم، وتنتقل الى القلب خلال الشرايين، ثم ترجع الى الجهاز الهضمي، وتحفز العصارات الهضمية وتسبب في حركة العضو. و تسيطر هرمونات على عملية الهضم وهي (الكاسترين gastrin)، (والسكريتين secretin)، و (الكوليستوكينين cholecystokinin (CCK)). وبسبب هرمون الكاسترين فإن المعدة تنتج الحامض الذي يذيب بعض المواد. كذلك يعد الكاسترين ضرورياً لنمو بطانة المعدة والامعاء الدقيقة والقولون طبيعياً. ويحفز السكريتين البنكرياس لإفراز عصارة البنكرياس الغنية بـ (الكاربون الثنائي bicarbonate)، ويحفز المعدة لإنتاج (الببسين pepsin) (وهو الانزيم الذي يحلل البروتين) وكذلك يحفز الكبد على إنتاج الصفراء. اما الكوليستوكينين فإنه يحفز البنكرياس على النمو وانتاج انزيمات العصارة البنكرياسية ويسبب في افراغ المرارة. المنظِمات العصبية هنالك نوعين من الاعصاب تساعد في السيطرة على فعالية الجهاز الهضمي وهي: الاعصاب الخارجية، تساعد في عملية الهضم بواسطة اشارات لا ارادية من جزء الدماغ الباطن او من الحبل الشوكي. حيث تحرر مادة كيميائية تدعى (استيلكولين acetylcholine) والاخرى تدعى (الادرينالين adrenaline). ويحفز الاستيلكولين عضلات اعضاء الجهاز الهضمي على الانقباض كذلك يحفز المعدة والبنكرياس على إنتاج عصارات هاضمة أكثر. أما الادرينالين فإنه يساعد على استرخاء عضلة المعدة والامعاء ويقلل من انيساب الدم فيهما. اضافة لذلك توجد شبكة كثيفة من الاعصاب مغمورة في جدران المريء، والمعدة، والامعاء الدقيقة، والقولون تعمل في تسريع من او تأجيل حركة الغذاء والعصارات الهاضمة التي ينتجها الجهاز الهضمي. |