البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : شاذروان الجامع الأموي بدمشق    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 زهير 
18 - أكتوبر - 2004
قرأت في شرح المرحوم أحمد الجندي لديوان (فتيان الشاغوري) (مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق) (ص45) شرحه للبيت: فَلَها شاذَروانَ ناسٍ وَشاذر وانَ ماءٍ تَجَدَّدا بِاِنسِكابِ. وهو بيت من قصيدة في مدح الصاحب ابن شكر المصري، يذكر فيها عمارة باب البريد والفوارة والمصلى. وهي من أجل آثار ابن شكر في دمشق. أما أحمد الجندي شارح الديوان فقال: الشاذروان: من شوذر، وهو الملحفة (فارسية) واسم متنزه مشهور يقع غربي دمشق. انتهى كلام الجندي. وهذا شرح فاسد بمجمله، والصواب أن المراد بالبيت شاذروان الجامع الأموي، وقد درس منذ وقت قديم، والشاذروان هو الفوارة المذكورة في مقدمة القصيدة. انظر (الآثار الإسلامية في مدينة دمشق) كارل ولنتسينجر (ص353). في صدد حديثه عن باب البريد =أحد أبواب جامع دمشق= وهو الباب الغربي. قال بدران في (منادمة الأطلال ص360) : (وقد شاهدنا عند باب البريد قبة شاهقة، تحملها عمد أربع، وقد هدمت، وأزيل العمودان الغربيان، وبقي اثنان عن يمين الدرج وعن شماله) ونقل عن الذهبي قوله: (ويقال إن القبة التي فيها فوارة الماء أقيمت سنة (396هـ) وقد وصفها قمر الدولة: جعفر بن دواس الكناني بقوله: رأيت بالجامع المعمور منقبةً في جلق كنت إحدى من لها سمعا فوارة كلما فارت فرت كبدي وماؤها فاض بالأنفاس فاندفعا كأنها الكعبة العظمى، فكل فتى من حيث قابل إنبوباً لها ركعا وقيل: أنشئت سنة (416هـ) أنشأها الشريف أبو يعلى، وعمل حولها قناطر، وعقد عليها قبة مزخرفة، وبنى فوقها شاذرواناً، وعمله كان سنة (514) =كذا ?= ثم تهدم الكل وبقيت الفوارة. وانظر (تاريخ الإسلام) للذهبي حوادث سنة (607هـ) وفيها أن الذي بنى الشاذروان ابن شكر. قال: (وفيها شرع في بناء المصلى بظاهر دمشق، من جهة البريد، وبنى شاذروان الفوارة، وعمل بها المسجد ورتب له إماماً. قال المحبي في (قصد السبيل فيما في اللغة العربية من الدخيل) (طبعة دار التوبة: ج2 ص179): (الشاذروان: =بفتح الذال= من جدار البيت الحرام، وهو الذي تُرك من عَرض الأساس خارجاً، ويسمى (تأزيراً) لأنه كالإزار للبيت. وهو دخيل. كذا في (المصباح) قال: وفي كلام المولدين أيضاً بمعنى آخر، وهو: مجار مرتفعة في حائط من الرخام، تسيل، وتُسيّلها عليه منحدرة إلى البرك. ويسمونه (سلسبيلاً) أيضاً. كما قال القيراطي: لحسن شاذروننا كل القلوب تعشق من أجل ذا الماء له قلب به معلق. والمعروف فيه الإهمال =أي شادرون بالدال= وهو معرّب، وتحقيقه في كتب اللغة الفارسية). أما الشاذرون المتنزه المعرف في قرية الهامة غربي دمشق فشاذروان كبير ضخم، عداده في شاذروانات الإسلام، لا يقل ضخامة عن شاذروان الفيوم الآتي ذكره. ومنه تتفرق أنهار دمشق، وقد قام بتنفيذه القاسم بن زياد، بأمر من هشام بن عبد الملك، كما يروي ابن عساكر. وهذا الشاذروان هو الذي سماه ابن بطوطة (المقاسم) وهو الموضع الذي تتفرق منه أنهار دمشق إليها.. انظر كتاب (دمشق الشام) د. عفيف بهنسي (دار الجنوب: تونس 1981م: ص42). أما شاذروان الفيوم فتجد وصفه في (الروض المعطار) ويعرف قديما باسم حجر اللهون . قال في مادة (الفيوم) ومادة (اللهون): (وهو من عجائب الدنيا. واللهون: قرية كبيرة، من قرى الفيوم، وهذا الحجر شاذروان بين طبقين، من أحكم صنعةٍ، مُدرَّج على ستين درجة، فيها فورات في أعلاها وفي وسطها وفي أسفلها، فتسقي العليا الأرض العليا، والوسطى الأرض الوسطى، والسفلى الأرض السفلى، بوزن وقدر، لا ينقص لأحد دون حقه، ولا يزيد فوق حقه. وهو من أحكم البنيان وأتقنه. قال: (وقد ذكر كثير من الناس أن يوسف (ع) عمله بالوحي. ولم يزل الملوك من الأمم يقصدون هذا الموضع ويتأملون حسن صنعته، ويتعجبون من غرائب حكمته. ويقال: إن الملك المعاصر ليوسف (ع) لما تأمله قال: هذا من ملكوت السموات. وقال المسعودي في مروج الذهب (273) : (ولم تزل ملوك الأرض إذا غلبت على بلادنا واحتوت أرضنا صارت إلى هذا الموضع فتأملته، لما قد نمي إليها من أخباره، وسار في الخليقة من عجائب بنيانه وإتقانه). وفي (نفح الطيب) قصيدة لابن حمديس في وصف بركة، تجري إليها المياه من شاذروان، من أفواه طيور وزرافات وأسود، منها قوله: والماء منه سبائك فضية ذابت على دوحات شاذروانِ وكأن صانعها استبد بصنعة فخرَ الجمادُ بها على الحيوانِ وزرافة في الجوف، من إنبوبها ماءٌ يريك الجريَ في الطيران في بركة قامت على حافاتها أسدٌ تذل لعزة السلطان. قال المقريزي: (وما ترك ابن حمديس حسناً لسواه في وصف المباني والبرك). وانظر كلام المقريزي في (المواعظ والاعتبار) على شاذروان دار فتح الله بمصر. ومن عجائب الدنيا (شاذروان تستر) نقل ابن الجوزي في المنتظم وصف أبي الحسبن ابن جعفر له وذكره المسعودي في مروج الذهب في ترجمة سابور ذي الأكتاف، في صدد حديثه عن عجائب الدنيا. وذكره ابن خرداذبه في (المسالك والممالك) فقال: (ولا بناء بالحجارة أحكم ولا أبهى من شاذروان تستر. لأنه بالصخر وأعمدة الحديد وملاط الرصاص).
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ترجمة الوزير ابن شكر    كن أول من يقيّم
 
الوزير ابن شكر: عبد الله بن علي بن الحسين بن عبد الخالق بن الحسين بن الحسن بن المنصور: الوزير الكبير الصاحب صفي الدين أبو محمد الشيبي المصري الدميري المالكي المعروف بابن شكر وزير الملك العادل الأيوبي. مولده في الدميرة يوم 9 / صفر / 548هـ ووفاته يوم 8 / شعبان / 622هـ: سمع من السِلفي، وحدث عنه الزكي المنذري والشهاب القوصي، من آثاره مدرسته التي أنشأها قبالة داره بالقاهرة، ومصلى العيد بدمشق، وهو الذي بلط جامعها وأنشأ النافورة، وعمر جامع المزة وجامع حرستا، قال القوصي: وهو الذي كان السبب فيما وليته في الدولة الأيوبية من الإنعام، وهو الذي أنشأني وأنساني الأوطان. وعقد عبد اللطيف البغدادي فصلاً ذكر فيه مساويه فقال: كان ذا حقد لا تخبو ناره، ينتقم ويظن أنه لم ينتقم فيعود فينتقم، لا ينام عن عدوه، ولا يقبل منه معذرة، لا تأخذه في نقماته رحمة، ولا يتفكر في آخرة، وقد استولى على الملك العادل ظاهراً وباطناً، ولم يمكن أحداً من الوصول إليه، وكان غرضه إبادة أرباب البيوتات، وتقريب الأراذل وشرار الفقهاء، مثل الجمال المصري الذي صار قاضي دمشق، وابن كسا البُلْبيسي، والمجد البهنسي الذي وزِّر للأشرف، وكان هؤلاء يجتمعون حوله ويوهمونه أنه أكتب من القاضي الفاضل، بل ومن ابن العميد والصابي،وفي الفقه أفضل من مالك، وفي الشعر أكمل من المتنبي وأبي تمام، وكان له في كل بلد من بلاد السلطان ضيعة أو أكثر في مصر والشام إلى خلاط، ولما غضب عليه الملك العادل نفاه إلى آمد، ولما مات العادل عاد إلى مصر، ووُزِّر لابنه الكامل، وأخذ في المصادرات، وكان قد عمي فرأيتُ منه جلداً عظيماً فكان يقول: ما في قلبي حسرة إلا أن ابن البيساني ما تمرَّغ على عتباتي = يعني القاضي الفاضل = وكان يشتمه وابنه حاضر فلا يظهر منه تغيُّر، وكانت الناس تقف على بابه من نصف الليل وبأيديهم المشاعل، فيركب عند الصباح فلا يراهم ولا يرونه، لأنه إما أن يرفع رأسه إلى السماء تيهاً، وإما أن يعرج على طريق أخرى والجنادرة تطرد الناس. . قال ابن طولون: وكان معاصراً للوزير أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن بَرْز مؤيد الدين القمي، ثم ترجم ابن طولون لهذا الوزير الذي انتهت أخباره بمصادرته ونكبته هو وولده أحمد في شوال سنة 629 قال: فهلك الابن أولاً ومات هو بعده سنة 630 (الوافي ج17 ص 327 سير أعلام النبلاء 22/ 294)
*زهير
18 - أكتوبر - 2004