البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : قوانين نيوتن ... ليست قوانين نيوتن    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 زياد  
18 - فبراير - 2007
 
 
      يقوم علم الحركة على ثلاثة قوانين رئيسية ، كان قد وضعها العالم الإنجليزي إسحق نيوتن في أوائل القرن 18,عندما نشرها في كتابه الشهير (الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية).
 
 وكان نيوتن في هذه القوانين قد قام بتجميع المعلومات العربية القديمة مما كتبه العلماء العرب عن الحركة للأشياء قبل عصره بسبعة قرون . إلا أنه صاغها في قالب معادلات رياضية، وأخذ تعريفاتهم لهذه القوانين الثلاثة ونسبها إليه .
 
 ففي القانون الأول عن الحركة قال :أن الجسم يبقى في حالة سكون أو في حالة حركة منتظمة في خط مستقيم مالم تجبره قوى خارجية على تغييرهذه الحالة .
 ويقول هذا إخوان الصفا، في رسائلهم الشهيرة :الأجسام الكليات كل واحد له موضع مخصوص ويكون واقفاً فيها لا يخرج إلا بقسر قاسر".
ويقول ابن سينا المتوفي سنة 1037م. في كتابه (الإشارات وا لتنبيهـات) : إنك لتعلم أن الجسم إذا خلى وطباعه ولم يعرض له من الخارج تأثير غريب لم يكن له بد من موضع معين وشكل معين . فإن من طباعه مبدأ استيجاب ذلك .إذا كان شيء ما يحرك جسما ولا ممانعة في ذلك الجسم كان قبوله الأكبر للتحريك مثل قبوله الأصغر، ولا يكون أحدهما أعصى والآخر أطوع حيث لا معاوقة أصلاً".
 
 ثم يأتي بعد ابن سينا علماء مسلمون على مر العصور يشرحون قانونه ويجرون عليه التجارب العملية، وفي ذلك يقول فخر الدين الرازي المتوفي سنة 1209م بكتابه (المباحث المشرقية ): "إنكم تقولون طبيعة كل عنصر تقتضي الحركة بشرط الخروج عن الحيز الطبيعي، والسكون بشرط الحصول على الحيز الطبيعي .
 
و يقول ابن سينا :"وقد بينا أن تجدد مراتب السرعة والبطء بحسب تجدد مراتب المعوقات الخارجية والداخلية" .
 
أما القانون الثاني في الحركة ينص:أن تسارع جسم ما أثناء حركته، يتناسب مع القوة التي تؤثر عليه، وفي تطبيق هذا القانون على تساقط الأجسام تحت تأثير جاذبية الأرض تكون النتيجة أنه إذا سقط جسمان من نفس الارتفاع فإنهما يصلان إلي سطح الأرض في نفس اللحظة بصرف النظر عن وزنهما ولو كان أحدهما كتلة حديد والآخر ريشة، ولكن الذي يحدث من اختلاف السرعة مرده إلى اختلاف مقاومة الهواء لهما في حين أن قوة تسارعهما واحدة.
 
ويقول الإمام فخر الدين الرازي في كتابه (المباحث المشرقية) : فإن الجسمين لو اختلفا في قبول الحركة لم يكن ذلك الاختلاف بسبب المتحرك، بل بسبب اختلاف حال القوة المحركة، فإن القوة في الجسم الأكبر ،أكثرمما في الأصغر الذي هو جزؤه لأن ما في الأصغر فهو موجود في الأكبرمع زيادة"، ثم يفسر اختلاف مقاومة الوسط الخارجي كالهواء للأجسام الساقطة فيقول: وأما القوة القسرية فإنها يختلف تحريكها للجسم العظيم والصغير. لا لاختلاف المحرك بل لاختلاف حال المتحرك ، فإن المعاوق في الكبير أكثر منه في الصغير.
 
القانون الثالث ينص على أن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه).
 
وأبو البركات هبة الله البغدادي المتوفي سنة 1165 م.في كتابه (المعبر في الحكمة) قال بما يفيد بهذا المعني : إن الحلقة المتجاذبة بين المصارعين لكل واحد من المتجاذبين في جذبها قوة مقاومة لقوة الآخر. وليس إذا غلب أحدهما فجذبها نحوه تكون قد خلت من قوة جذب الآخر،بل تلك القوة موجودة مقهورة، ولولاها لما احتاج الآخر إلى كل ذلك الجذب".
 
 ويقول الإمام فخر الدين الرازي في كتابه ( المباحث المشرقية): " الحلقة التي يجذبها جاذبان متساويان حتى وقفت في الوسط لا شك أن كل واحد منهما فعل فيها فعلاً معوقاً بفعل الآخر".
 
هذه القوانين الثلاثة للاستقرار والحركة ورد الفعل هي القوانين الأساسية التي ترتكز عليها حاليا كل علوم الآلات والأشياء المتحركة.
 
 
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
توضيح    كن أول من يقيّم
 
     الأخ هشام، بالنسبة لكتاب عبقرية الحضارة الإسلامية ، فهو كتيب صغير في الحقيقة استقيت منه توثيقا للمعلومات التي أعلمها منذ سنوات حول قوانين الحركة الثلاثة المنسوبة لنيوتن.
 
     أما موضوع ابن الهيثم فهذا أمر آخر، وملخص القول: إن أبحاث ابن الهيثم المتعلقة بالضوء هي الأساس العملي الذي قام عليه علم التصوير فيما بعد، وما الاستشعار عن بعد إلا عملية تصوير للأرض من الطائرات أو الأقمار الصناعية.
فابن الهيثم وضع اللبنة الأولى في هذا الميدان.
 
     ملاحظة: تصنيف ابن الهيثم على رأس قائمة علماء الضوء، هو تصنيف قال به الكثير من الباحثين الغربيين.
*زياد
21 - مارس - 2007
ابن الهيثم ... فكرة بناء السد العالي    كن أول من يقيّم
 
     الحقيقة أن الحسن بن الهيثم لم يكن عالماً عادياً، فقد كان ذا فكر نقدي وإبداعي، وكان متخصصا في الكحالة (طب العيون) و أبدع في علم الفلك والميكانيك، أما أثره الخالد والأكثر شهرة فهو كتاب المناظر - منشور في الوراق -.
 
    ولد في البصرة سنة 965م. ورحل إلى مصر، وإليكم قصته مع مصر:
 
      "لما ولي الحاكم الأمر بمصر و كان يميل إلى الحكمة بلغه خبر أبي علي بن الحسين بن الهيثم المهندس البصري أنه صاحب تصانيف في علم الهندسة عالمٌ بهذا الشأن متقنٌ له متفننٌ فيه قائمٌ بغوامضه و معانيه. فتاقت نفسه إلى رؤيته. ثم نقل له عنه أنه قال: لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملاً يحصل به النفع في كل حالةٍ من حالاته من زيادةٍ و نقصٍ. فازداد الحاكم إليه شوقاً و سيّر إليه سراً جملةً من مال فأرغبه في الحضور. فسار نحو مصر و لما وصلها خرج الحاكم للقائه و التقيا بقريةٍ على باب القاهرة المعزية تعرف بالخندق و أمر بإنزاله و إكرامه و أقام ريثما استراح و طالبه بما وعد به من أمر النيل فسار معه جماعةٌ من الصناع ليستعين بهم على هندسةٍ كانت خطرت له. و لما سار إلى الإقليم بطوله و رأى آثار من تقدم من ساكنيه من الأمم الخالية و هي على غاية من إحكام الصنعة و جودة الهندسة و ما اشتملت عليه من أشكالٍ سماويةٍ و مثالاتٍ هندسيةٍ و تصويرٍ معجزٍ تحقق أن الذي يقصده ليس بممكن فإن من تقدمه لم يعزب عنهم علم ما علمه و لو أمكن لفعلوا. فانكسرت همته و وقف خاطره. و وصل إلى الموضع المعروف بالجنادل قبلي مدينة أسوان و هو موضعٌ مرتفعٌ ينحدر فيه ماء النيل فعاينه و باشره و اختبره من جانبيه فوجد أمره لا يمشي على موافقة مراده و تحقق الخطأ عما وعد به و عاد منخجلاً منخذلاً و اعتذر بما قبل الحاكم ظاهره و وافقه عليه".
 
بعض المراجع التي أورت هذه القصة وهي منشورة في الوراق:
  • إخبار العلماء بأخيار الحكماء، القفطي، ص75.
  • عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ابن أبي أصيبعة، ص363.
  • تاريخ مختصر الدول، ابن العبري، ص108.
  • الأعلام، الزركلي، ص907.
ملاحظة:   
  نلاحظ مما ورد أن ابن الهيثم حدد الموضع الدقيق تقريبا لبناء السد، قرب أسوان، ولكن المشكلة التي واجهته هي مشكلة تقنية، فلم يستطع تنفيذ ما خطر له من أفكار وهو بالبصرة على نهر عظيم مثل النيل، المعدات التي كانت في زمنه لم تمكنه من الشروع بالعمل لضخامة النيل، ربما لأنه لم ير النيل من قبل فتصور عرضه وعمقه كدجلة أو الفرات.
 

*زياد
21 - مارس - 2007
قصة الاستشعار عن بعد    كن أول من يقيّم
 
لا شك أنه عندما يضيء مصباح.. فنحن نرى, أي نستخدم الأشعة الضوئية في الرؤية, ولا شك أنه عندما يهتز جسم صلب بقدر معين من التذبذب.. فنحن نسمع, أي نستخدم الموجات الصوتية في السماع, ولا شك أنه عندما نقطع جسم ما بأشعة الليزر.. فنحن نستخدم التردد العالي جدا لتلك الأشعة في القطع. وهكذا أبت نفس الإنسان إلا أن يستخدم الموجات الصوتية والضوئية في الأمور الحياتية, ولكنه غفل عن الجسم الذي يصدر الإشعاعات أو الموجات, فلم يعره اهتمام. إذ هو وسيلة لإصدار الموجات المستخدمة لا أكثر. أما الغاية فهي مثل: السماع.. الرؤية.. القطع.. إلخ.
ولكن.. قدر على الإنسان أنه كلما مر عليه حين من الدهر, غفل عن نفسه, وانتبه إلى ما كان قد غفل عنه في سالف الأيام, فبدأ ينتبه إلى إمكانية جمع معلومات عن الجسم الذي أصدر الموجات نفسه من خلال الموجات التي أصدرها, فلم يعد الأمر يقتصر على استخدام الموجات وتجاهل الجسم المسكين الذي أحدثها, كما في سلك "التنجستين" الذي يخرج الضوء من المصباح. فتسائل العلماء..إذا كانت الأجسام تصدر موجات.. وإذا كان كل نوع من هذه الموجات يختلف عن الآخر بحسب طبيعة الجسم الذي يصدره.. أفلا يمكن استخدام الموجات في الكشف عن طبيعة جسم ما قد أشكل علينا أمره? هكذا تسائل العلماء.
لكن لماذا يُشكَل علينا أمر الجسم وهو أمامنا بلا حراك, مستسلم لأي عالم يقلبه يمينا ويسارا وكأنه سيخترع الذرة, ولماذا نلف وندور ونستكشف الجلي الذي أمامنا من موجاته الخفية التي يصدرها? الحقيقة أن هناك أسباب معقولة لهذا اللف والدوران, منها: بُعد الجسم عنا.. مثل النجوم, أو دقته.. مثل الخلايا التي يستدل عليها بعد صبغها بمواد مشعة, أو استتار الجسم خلف جسم آخر.. مثل استتار العظام تحت اللحم, واليهودي خلف الحجر.
من هنا نشط الإخوة العلماء, لا فُضَّ فُوهم, في اختراع أجهزة عجيبة.. غريبة, وكأن كل منها ساحرة عجوز ترى الأشياء من خلف بلورتها, فهذا جهاز يلتقط الأشعة الكونية, وذاك يباريه فيلتقط الأشعة تحت الحمراء, وثالث يزعم لنفسه القدرة على التقاط ما خفي من الأشعة الصوتية, ورابع قد ألفناه في الرحلات والمناسبات, عرف باسم "الكاميرا", له قدرة يعجب منها جن الملك سليمان, على التقاط وتثبيت الضوء بما يحمله من مناظر خلابة, على ألواح ورقية قد توقف عليها الزمان فلا حراك له, وكأن الكهرباء قد انقطعت عنه فسكن. ولا غرو وقد سبقهم الخفاش إلى تلك الميزة, هو أعمى لكنه مجبول على أن يطلق من فمه  أصواتا غير مسموعة لبني الإنسان, فما أن ترتطم تلك الموجات بجسم صلب, حتى ترتد إليه, وما أن يستشعرها, حتى ينحرف خشية الهلاك, وقد أدرك أن أمامه ما لا تحمد عقبى الارتطام به.
أضمر الإنسان في نفسه المكر, بعدما رأي كل أجهزته تطاوعه في التقاط ما لذ وطاب من موجات الدنيا وإشعاعاتها, فوق الحمراء وتحتها, ويمين البنفسجية ويسارها, فقال: "لأوَسِّعَن من استخدامات هذه الفكرة, ولأتسلطن على مزيد من الظواهر", وشجعه على ذلك قول (شوقي): "ولكن تؤخذ الدنيا غلابا".
وما أن أعلن (شوقي) تلك المفاجئة, حتى هرع كل عالِم نحو أشعة من الإشعاعات التي كان أبوه يتمنى له أن يبرع في التقاطها, وما لبثت الأقمار الصناعية أن كانت لهم خير معين في الفضاء كما كانت سائر الأجهزة المترصدة للإشعاع لهم خير معين على الأرض, فصعدوا إلى الفضاء, رجاءا في أن تصغر الدنيا في أعينهم, فتهون عليهم ظواهرها, ويستطيعون إليها سبيلا. فتلصصوا على البترول تحت الأرض, ورأوا بأم أعينهم آبار المياة التي لم تحفر بعد, واستنتجوا بُعْدَ كل نجم من النجوم لما رأوا أن تغيرا يصيب موجاته كلما ابتعدت عنه. أما "السيكوباتيين" منهم.. فصنعوا صواريخ تتبع الموجات الحرارية الصادرة من جسم الطائرات, فتفجرها, غير عابئين بمصير الطيار الذي ربما تكون وجهته بالطائرة شراء لعبة لطفله يرسم بها البسمة على وجهة.
*يحيي رفاعي سرور
21 - مارس - 2007
تابع.. قصة الاستشعار عن بعد    كن أول من يقيّم
 
ابتهج العلماء أيما ابتهاج لما رأوا أنهم أدخلوا السرور على قلب الإنسان, فأخذ يمرح بين الموجات والإشعاعات, وليسجلوا إنجازهم, أطلقوا على فعلتهم اسما هو.. "علم الاستشعار عن بعد".
ظهر النزاع بين بني الإنسان, كل يدعى فضل علم الاستشعار عن بعد, وقد جُبِل الإنسان على أن يحمد على ما لم يفعل, وكحلاً للنزاع.. انبرت طائفة من بني الإنسان, تسجل تاريخ الخطوات التي أدخل بها العلماء السرور على قلب الإنسان, أي تسجل تاريخ العلم.
لكن.. أليست هذه الفئة التي اعتلت منصة الحكم دون رقيب.. هي فئة من بني الإنسان? نعم.. هي كذلك, فسريعا ما دب الخلاف بينهم, كل منهم ينتمي لأمة قد أراد بها خيرا, وما حشر نفسه في زمرة المؤرخين إلاَّ لهذا الغرض, ولو على حساب الحقيقة. عملا بقول الشاعر: "الحقيقة دائما نسبية", وأضمروا في أنفسهم أن: لو افترق المجد عن الحقيقة.. فهم مع المجد حيث كان.
إلا أن بعض المحظوظين, تصادف بغير استحقاق منهم, لكن تفضلا من الله عليهم, أن حقيقة أمرهم تحمل مجدهم, ولا فراق لهذا عن تلك, فليسوا مضطرين كغيرهم إلى تزييف الحقيقة خلوصا إلى المجد. فقالوا في "الاستشعار عن بعد" قولا لا أخالكم تردونه. فهو, كما ذكرت, فيه مجدا, ثم إنه حقيقي.
قالوا: إن الاستشعار عن بعد.. وإن تعدد وسائله, ليرتد إلى فكرة أولية بسيطة, هي أن ثمة موجات تخرج من الأجسام, تنبئ عن أحوالها, وما تعدد استخداماته وتعقدها إلى توزيعا على هذا اللحن, ووجدوا أن خير من يمثل الموجات هو الضوء, وتراجعوا رويدا وريدا في التاريخ, إلى أن وصلوا إلى النقطة الحاسمة في تاريخ علم البصريات, وهي تلك النقطة التي قلبت علم البصريات رأسا على عقب, حيث كان اليونان يظنون أن الضوء إنما ينبعث من العين إلى الجسم, إذ خرج من العرب رجل اسمه "الحسن بن الهيثم", وقال لهم: "إنما الضوء وجهته من الجسم إلى العين", وكان اليونان عن هذا غافلين. يصفهم ابن الهيثم فيقول:
"وقد بحث المتحققون بعلم الطبيعة عن حقيقة هذا المعنى بحسب صناعتهم واجتهدوا فيه بقدر طاقتهم، فاستقرت آراء المحصلين منهم على أن الإبصار إنما يكون من صورة ترد من المبصر إلى البصر منها يدرك البصر صورة المبصر(يحيى: المقصود بالمتحققون بعلم الطبيعة هنا هو أرسطو والأبيقوريين, أرسطو كان يعتقد في عدم وجود الضوء, ومن ثم.. انتقال الصورة إلى العين مباشرة دون حملها على الضوء, والأبيقوريين كانوا يعتقدون بوجود أشباح للجسم هي صوره المرئية). فأما أصحاب التعاليم (يحيى: المقصود بأصحاب التعاليم هنا هو أفلاطون والرواقيين الذين كانوا يعتقدون بخروج الضوء من العين إلى الجسم) فإنهم عنوا بهذا العلم أكثر من عناية غيرهم، واستقصوا البحث عنه، فاهتموا بتفصيله وتقسيم أنواعه، وميزوا المعاني المبصرة، وعللوا جزيئاتها، وذكروا الأسباب في كل واحد منها، مع اختلاف يتردد بينهم على طول الزمان في أصول هذا المعنى، وتفرق آراء طوائف من أهل هذه الصناعة. إلا أنهم على اختلاف طبقاتهم وتباعد أزمانهم وتفرق آرائهم متفقون بالجملة على أن الإبصار إنما يكون بشعاع يخرج من البصر إلى المبصر وبه يدرك البصر صورة المبصر."
أما هو فيقول بعد تأمل وشرح وممارسة تجريبية:
"فقد تبين من جميع ما استقريناه وشرحناه وبينا طرق اعتباره أن إشراق الضوء من كل جسم مضيء من ذاته إنما هو على سموت خطوط مستقيمة، وان الضوء يشرق من كل جسم مضيء من ذاته في جميع الجهات التي بينه وبينها خطوط مستقيمة لا يقطعها شيء من الأجسام الكثيفة"
ولما كان الاستشعار ليس في جوهره إلا تلقي موجات عن جسم, كانت فكرة صدور موجات عن جسم هي الفكرة الأساس لهذا العلم, ولكن أول من قال بصدور موجات عن جسم هو "ابن الهيثم", الذي عبر عن الموجات باسم الضوء, وكان بذلك يمهد لتحليل هذا الضوء على يد "نيوتن" إلى سبعة أطياف, إذاً.. فصح أن ابن الهيثم جديرا بكل تقدير.
*يحيي رفاعي سرور
21 - مارس - 2007
ملاحظات    كن أول من يقيّم
 
بخصوص المقطعين المكتوبين المنسوبين إلى "ابن الهيثم", هما من كتاب "المناظر".
محاكم التفتيش ظاهرة غربية.
ليست بنا حاجة إلى شهادة الغرب, سواء كانت منصفة أو مجحفة. كتبنا وكتبهم في متناول أيدينا, وتاريخنا وتاريخهم أمامنا, ونمتلك القدرة على التقييم والمقارنة.
أرجو بشدة ألا يزعل أحد مني بسبب أي كلمة قلتها مازحا في أي ملف.
 
*يحيي رفاعي سرور
21 - مارس - 2007
جدي و جدك الحسن    كن أول من يقيّم
 
كل التقدير لك يا أستاذ زياد ... و زدنا من التعريف بجدنا ابن الهيثم و علم الإستشعار عن بعد عنده... زادك الله توفيقا ...
*لحسن بنلفقيه
21 - مارس - 2007
للمستغربين فقط ...    كن أول من يقيّم
 
جزيل الشكر للأستاذ يحيى مرة ثانية على المعلومات القيمة حول الاستشعار عن بعد،
ولي ملاحظة حول ملاحظته على ملاحظتي !!!
 ملاحظته:  (ليست بنا حاجة إلى شهادة الغرب, سواء كانت منصفة أو مجحفة. كتبنا وكتبهم في متناول أيدينا, وتاريخنا وتاريخهم أمامنا, ونمتلك القدرة على التقييم والمقارنة). وملاحظتي كانت:( تصنيف ابن الهيثم على رأس قائمة علماء الضوء، هو تصنيف قال به الكثير من الباحثين الغربيين).
والملاحظة هي أنني كتبت تلك الملاحظة للمستغربين فقط، والمستغربون هم الذين يقنعهم بحث رديء غربي، ولا يقيمون بالا لكشف علمي لأحد أبناء جلدتهم).
لاحظتم
========================
الشكر كل الشكر لمولانا بنلفقيه على تعليقه الغالي
 
*زياد
22 - مارس - 2007
الإنجازات العلمية هي للفرس و النصارى و اليهود    كن أول من يقيّم
 
فقد شكى الإمام الشّافعيّ رحمه الله تعالى من إعراض أهل الإسلام عن أهمّ علمين على مدار التّاريخ الإنساني بعد علوم الدّين، وهما علم الطّبّ وعلم الحساب، فإنّه لا قوام لحياة البشر في دنياهم إلاّ بهذين العلمين (علم الأبدان، وعلم الحساب) قال حرملة: كان الشّافعيّ يتلهّف على ما ضيّع المسلمون من الطّب، ويقول: ضيّعوا ثلث العلم، ووكلوه إلى اليهود والنّصارى.[سير اعلام النّبلاء10/58]، وقال: من نظر في الحساب جزل رأيه.[السّابق10/41]، وقد انتشر في بلاد المسلمين الاهتمام الشّديد بعلوم الذّهن والتّقبيح والإعراض عن علوم اليد، وهو ميراثٌ أساء كثيراً إلى البناء العلميّ للعقول في تاريخ أهل الإسلام المتأخّرين،
 
من موقع الطائفة المنصورة
محمد
24 - مارس - 2007
أسباب إندثار الحضارة العربية    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم و رحمة الله
 
فيما يتعلق بالنهضة العلمية فهناك الكثير الكثير من المساهمات من قبل الباحثين المعاصرين (وأنت واحد منهم) حول النهضة العلمية في ذلك الوقت و لكن على حد علمى لا يوجد بحث و لاحتى مقالة تبين سبب تدهور الوضع وصولآ إلى ما وصلنا من تخلف علمى شديد.
 
لقد شغل بالي هذا الموضوع و تفكرت فيه كثيرآ و يمكنني و بإختصار شديد رد سبب هذه التدهور إلي عنصرين رئيسيين:
 
.        الأول يختص بطبائع الأقوام البدوية
 فالعرب و المغول و التتار و الترك كلها شعوب بدوية ليس لها حضارة مادية سواءآ في مجال العلوم أو البناء و إن كان لها تاريخ,  إن القبائل البدوية كانت السبب في إنهاء معظم الدول العظمى ذات الحضارة في ذاك الزمن مثل الإمبراطورية الرومانية التي سقطت على يد القبائل الجرمانية و القوطية و غيرها, والإمبراطورية فارس و البيزنطية والتي سقطت على يد العرب, والدولة العباسيةالتي سقطت على يد المغول....إلخ.
وسوف نلاحظ أن كل هذه القبائل عندما تولت السلطة بدلآ عن الدول ذات الحضارة إستطاعت لفترة أن تستخدم العناصر الحضارية في الدول المندثرة في تأسيس حضارة جديدة, فظهرت الحضارة العربية, وظهرت حضارة المغول و ظهرت الحضارة العثمانية, و لكنها لم تلبث هذه كلها أن تقوضت و بسرعة فإندثرت الحضارة العربية و الحضارة المغولية و الحضارة العثمانية وسبب إندثار الحضارات التي أقامتها الشعوب البدوية هو في إستمرار روح القبيلة فيها فإعتمدت على العصبية القبلية لا على الكفاءة مما أدى إلى ضياع كل هذه الحضارات نهائيآ و كأنها لم تكن و كانها لم تظهر على وجه الأرض لأنها لم تأسس لروح المواطنة فيها.
 
وفي نفس الوقت لم يتأثر العرب و المغول و الأتراك بهذه الحضارات التي أقاموها, فعندما أنتهت دولهم عادوا كما كانوا قبل ظهورهم و كل هذا نتيجة عدم القدرة على تخطي العقلية القبلية.
 
لقد قمت ببحث إحصائي تناول أصول العلماء المسلمين, و كان من نتائج هذه الدراسة:
 
?         أن المسيحيين من سكان البلاد الأصليين في بلاد الشام خاصة هم من قاموا بتعريب الكتب القديمة في كل العلوم و كانت مساهتمهم في هذا المجال 100%.
?         أن العلماء حتى عصر المأمون كان إما من أصول عربية أو أصول فارسية.
?         في بعض العلوم كالرياضيات كان الفرس يشكلون على ما أذكر 60% من مجموع العلماء العاملين.
 
إن الدراسة السابقة قد أوضحت لي سبب النهضة العلمية في العصر العباسي و أفولها بعد عصر المأمون, فكما نعلم أن الدولة العباسية قامت على سواعد فارسية, وقد إزداد النفوذ الفارسي في الدولة نتيجة لذلك, وبما أن الفرس هم أمة ذات حضارة فقد إزدهر إنتاجهم العلمى مع إزدياد نفوذهم السياسي و لكن مع نكبة البرامكة بدأ النفوذ الفارسي يقل لصالح تزايد النفوذ التركي, و الترك مثل العرب ليسوا من الأمم ذات الحضارة, ومن المعروف أن الجهل يؤدي إلى التعصب و التعصب عدو العلم لأن العلم يعتمد على الحرية فتدهور حال العلماء مع مرور الزمن ومن المعروف أنه في عهد النفوذ التركي تم تضييق حرية الإجتهاد إلى أن وصلنا إلى العهد العثماني الذي كان أكثر تشددآ في هذا المجال وظهر الإعتقاد القادري في عهد النفوذ التركي في الدولة العباسية المذكور في موقع الوراق.
 
ومما يؤكد نظريتنا أن الإنجازات العلمية الكبيرة التي ظهرت فى العصر الحالي ظهرت في العراق وفي مصر (فاروق الباز, أحمد زيل....إلخ) وفي بلاد الشام, وأما العراق فبسبب تمازج الدم الفارسي مع الدم العربي و أما في مصر فنتيجة تمازج الدم العربي مع القبطي, أما المغرب العربي في العصر الحالي فلانجد لهم أي أثر علمى لا سابق ولا لاحق لأن الشعوب هناك هي نتاج تمازج قبائل عربية مع قبائل بربرية.
 
إن سبب ذلك يعود للطبيعة السماعية للشعوب البدوية, فهذه الشعوب تعطي للكلمة المسموعة دورآ أكبر بكثير من الكلمة المكتوبة, و أحسب والله أن كتب التراث لم يقرأها أحد في عصرها في تلك الأيام لأن فيها من الكلام و المواضيع ماهو أكثر مما هو موجود في عصرنا الحالي.
 
ولنلاحظ هنا كيف تقدمت إيران بسرعة كبيرة بينما تركيا الأكثر تحالفآ مع الغرب و الأكثر إستقرارآ لم تتقدم في المجال العلمي و الصناعي كما تقدمت إيران بالرغم من كل الضغوط الدولية.
 
.        التداخل بين العلم و الفلسفة في تلك العصور
من المعروف أنه في الأزمنة القديمةة كانت كل العلوم الطبيعية لها مسمى واحد هو الفلسفة, وحتى الآن فشهادة الدكتوراه في أي على يرمز لها بالإنجليزية Ph. D. أي دكتوراه فلسفة, إذآ كانت الفلسفة هي المدخل لأي علم طبيعي, و بما أن هذا العالم مسلم فلابد أن يدخل في المواضيع الدينية وبعدها يعرج على العلوم الدنيوية, كما يفعل الشعراء فلابد أن يتغزلوا و يبكوا الأطلال قبل أن يلجوا إلى موضوعهم الشعري, هذا التدخل أدى إلى الإصطدام مع الفقهاء التقليديين الأمر الذي تطور مع الوقت إلى تصادم توج في تهافت الفلاسفة, وقد بحثت في مواضيع العلوم بعد تهافت الفلاسفة فلم أجد سوى علم الفلك الذي حماه إرتباطه بالشعائر الدينية أما باقي العلوم فقد تقوضت نتيجة هذا الصدام.
 
 
إن السببين السابقين برأيي هما وراء أفول الحضارة العربية الإسلامية فما رأيكم ?
محمد
24 - مارس - 2007
وما قولك بالأندلس...    كن أول من يقيّم
 
       الأخ محمد أشكرك على هذه المعلومات التي قرأتها بروية وإمعان، واعلم أنني لست متعصباً لفكرة أو نظرية إذا ثبت لي أنها خاطئة، وإنما أناقش لأفيد وأستفيد ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وبعد:
       بصراحة لم تقنعني الأسباب التي ذكرتها لاندثار الحضارة العربية، لأنني لمست تناقضا في الحديث، فأنت تقول إن العرب عندما امتزجوا مع السكان الأصليين لبلاد الشام ومصر(على سبيل المثال) أصحاب الحضارة، تولدت لديهم حضارة مؤقتة نتيجة ما ورثوه من هذه الحضارات المندثرة، وأقول إن السكان الأصليين في هذه الدول ما يزال وجودهم قائما إلى اليوم، أي الأقباط في مصر والشاميون من أسلم منهم ومن لم يسلم، فلماذا اندثرت حضارة هذه الدول مع وجود العنصر ذو الأصل الحضاري كما تقول?
ومن ناحية أخرى بماذا تفسر قيام الحضارة الإسلامية في الأندلس، والأندلس قامت على تمازج العرب والبربر والقوط، وهم جميعا بحسب تصنيفك أقوام بدوية لا سابقة حضارية لهم?
        أما بالنسبة لقولك "كتب التراث لم يقرأها أحد في عصرها "، فأعتقد أن هذا الأمر يجانب الصواب، فالكتاب الذي كان يصدر في بغداد، كان يصل إلى الأندلس بعد شهر لينتشر هناك، ولشدة الطلب على الكتب في ذلك الزمن، كانت أسعارها تبلغ أرقاما هائلة أحياناً، فكتاب الشفاء لابن سينا كان يباع بمئة دينار، والدينار قطعة من الذهب كما تعلم.
 
       المشكلة ليست في أقوام بدوية وأقوام غير بدوية، وبزعمي لو طبقت الأنظمة التعليمية الموجودة لدينا اليوم نحن العرب، لو طبقت في أوربا الغربية واليابان لزالت علومهم وأفل نجم علمائهم ذوي الأصول غير البدوية.
*زياد
25 - مارس - 2007
 1  2  3